عهد قديم

الإصحاح الثالث عشر



الإصحاح الثالث عشر]]>الإصحاح الثالث عشر

 

الآيات(1-8): “وكلم الرب موسى قائلاً. قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني إسرائيل منالناس ومن البهائم انه لي. وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم منمصر من بيت العبودية فانه بيد قوية أخرجكم الرب من هنا ولا يؤكل خمير. اليوم انتمخارجون في شهر أبيب. ويكون متى أدخلك الرب ارض الكنعانيين والحثيين والأموريينوالحويين واليبوسيين التي حلف لآبائك أن يعطيك أرضاً تفيض لبناً وعسلاً انك تصنعهذه الخدمة في هذا الشهر. سبعة أيام تآكل فطيراً وفي اليوم السابع عيد للرب. فطيريؤكل السبعة الأيام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك. وتخبرابنك في ذلك اليوم قائلاً من اجل ما صنع إلى الرب حين أخرجني من مصر. ويكون لكعلامة على يدك وتذكاراً بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك لأنه بيد قوية أخرجكالرب من مصر.”

حتىيذكر الشعب هذه الليلة طلب الرب ثلاثة أشياء منهم وهي:

1.                الفصح.

2.                الفطير.

مقالات ذات صلة

3.                تقديس الأبكار (موضوع هذا الإصحاح).

ويبدأالإصحاح بقوله قدس لي كل بكر (آية2)= وقدس أي إفرز وخصص لله. فقبل العبور لابد منالتقديس وإلا سيكون العبور عبوراً من عبودية إلى عبودية أخرى. والبكر هي أثمن وأعزشئ لدى العائلة، وهذا ما يطلبه الله أن نقدم له أثمن شئ عندنا. ونلاحظ أن هذهالوصية هي أول وصية يقدمها موسى ويأمر بها الله بعد الخروج مباشرة. وهي ليست وصيةبمقدار ما هي وعد وعطية، فبخروج الشعب من دائرة العبودية والإنطلاق نحو أورشليمالعليا (غل26:4) يدخل المؤمن في دائرة ملكية الله، ويصير عضواً حياً في هذاالملكوت الإلهي، إذ يقول الله “إنه لي” وتقول النفس وأنا له.. أنالحبيبي وحبيبي لي.

 

خطواتالتقديس:

1.                الفرز: لسنا للعالم فقد إشترانا المسيح (آية2).

2.                الإيمان: أذكروا هذا اليوم (آية3) = في الشدائدنذكر عمل الله فيكون لنا إيمان بل يزداد كل يوم.

3.                عزل الشر كل أيام الحياة= لا يؤكل خمير (آية6).

4.                إتحاد بجسد المسيح ودمه= تصنع هذه الخدمة (آية5).

5.                التعليم: وتخبر إبنك (آية8).

ولقداهتم الرب بموضوع البكور، وطلب البكر من الإنسان والحيوان والنباتات. راجع(لا10:23-14، 26:27-29 + عد19:15-21 + 13:18-20 + 23:19). والمفهوم أنه بتقديمالبكر يتقدس الكل وبهذا يحسب أن الكل قي قد للرب. وكان هذا رمزاً لما صنعه لناالمسيح بكرنا، وبكر كل خليقة ورأسها (كو15:1،18 + رو29:8). فهو تقدم نيابة عنا نحوإخوته الأصاغر مقدماً حياته للآب ذبيحة طاعة وحب بلا عيب، فإشتمه أبوه الصالحرائحة رضا وسرور، فصارت البشرية المتحدة فيه موضوع سرور الآب ورضاه. وكما فقدرأوبين وعيسو وغيرهم بكوريتهم لينالها من هم أصغر منهم فقد آدم بكوريته للبشريةوصار المسيح آدم الثاني هو بكر البشرية الجديدة، هو القدوس حدوه وبلا عيب. تقدمكبكر ثمار البشرية للآب فتقدس فيه كل المؤمنين. والآن فإن الآب قدَّم لنا أثمن ماعنده فهو يطالبنا أن نقدم له أثمن ما عندنا (هو يريد قلبنا المملوء حباً له) هويريدنا بالكلية (ولاحظ أننا حين نعطي أنفسنا لله يكون هذا حرية لنا أما لو أعطيناأنفسنا لأي أحد غيره نستعبد).

ونلاحظن الله طلب الأبكار فهو الذي أنقذ الأبكار في ليلة الخروج فهو يعتبرهم له. ونحنصرنا في المسيح أبكاراً أعطانا المسيح حياة بعد موت بفدائنا كما أعطى أو أبقى حياةأبكار الشعب في ليلة الخروج وكما طلب الأبكار الذين أبقى حياتهم يطلبنا نحن الذينوهبنا حياته.

وكانالبكر يحصل على نصيب إثنين في الميراث (تث17:21) إشارة إلى فيض نعم الله علينا فيالميراث الأبدي. وكان بكر الملك يملك مكانه فنحن في المسيح ملك الملوك نكونملوكاً. ولقد طلب الله بتقديم اللاويين له بعد ذلك عوضاً عن الأبكار بعد أن شرحتوصية تقديس البكر عمل المسيح لنا. إذاً وصية تقديم الأبكار لله كانت مجرد شرح أنالله يريد لنفسه من أنقذهم من الموت. وهذا إشارة لنا نحن الذين أنقذنا الله منالموت فصرنا أبكاراً (عب23:12) أي صرنا له مقدسين أي مخصصين ومكرسين له.

 

آية(9): “ويكون لك علامة على يدك وتذكاراً بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمكلأنه بيد قوية أخرجك الرب من مصر.”

ويكونلك علامة على يدك وتذكاراً بين عينيك.. في فمك= فهم اليهود هذه الوصية حرفياًللأسف فكانوا يرتدون عصابات على رؤوسهم وعلى أياديهم (مثل الساعة الآن) وكانت تصنعمن جلد على هيئة علبة صغيرة لها سوار جلدي ومكتوب داخلها آيات من الشريعة هي(خر2:13-10 + خر11:13-16 + تث13:11-21 + تث4:6-9)

ولكنكان قصد الله أن تكون الوصية منفذة عملياً ومطبقة في حياتنا= علامة على يدك وأنتكون وصايا الله وشرائعه موضع لهجنا وحديثنا (مز15:119،16،31.. )= في فمك.

 

(آية 13): “ولكن كلبكر حمار تفديه بشاة وأن لم تفده فتكسر عنقه وكل بكر إنسان من أولادك تفديه.”

الحيواناتالطاهرة كانت تقدم منها الذبائح التي تشير للمسيح، أما البهائم غير الطاهرة فتشيرللإنسان في حالته الطبيعية، الذي إن لم يفدي بشاة تًكْسَرْ عنقه. ونحن إن لم يكنالمسيح قد إفتدانا لكنا قد هلكنا. ولعل الإنسان يتواضع إذ يتساوى هنا بالحيوان غيرالطاهر. ولاحظ أن الله يرفض الحيوانات غير الطاهرة فهو لا يريد أبكارها. إنه لايريدها بل يريد من يفتديها (شاة فداءً عن بكر الحيوان غير الطاهر). وعملياًفالحمار وسيلة للركوب والنقل وهو حيوان ثمين لدى الفلاح والشاة أرخص منه كثيراًفكان الفلاح يفضل فداء حماره عن قتله. والحمار هنا إتخذ كعينة لكل الحيوانات غيرالطاهرة فهو الشائع استخدامه. وكسر العنق حتى لا تسول لهم نفوسهم أن يأكلوه. وكانتالشاة تعطى للكهنة.

 

(آية 17): “وكان لماأطلق فرعون الشعب أن الله لم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين مع أنها قريبة لأنالله قال لئلا يندم الشعب إذا رأوا حرباً ويرجعوا إلى مصر.”

اللهلم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين كان الطريق السهل من مصر إلى فلسطين هو الطريقالذي يمر بالساحل الشمالي لكن الله أرشدهم لطريق آخر، فكان عليهم أن يدوروا بسيناءكلها. وقطعاً لقد تحيَّر الشعب لماذا أتى بهم الله لطريق غير الطريق المعروف؟!

وكانلهذا أسباب عديدة:

1.                كان الطريق الرسمي من مصر إلى فلسطين به كثير منالحاميات المصرية بالإضافة إلى أن جيش الفلسطينيين هو جيش قوي. فالله أراد أنيجنبهم الحرب مع المصريين والفلسطينيين فهو يعلم إمكانياتهم وأنهم لا يحتملون مثلهذه الحرب وغير مؤهلين لها. والله لا يدعنا نجرب فوق ما نحتمل (1كو13:10)= قاللئلا يندم الشعب إذ رأوا حرباً ويرجعوا إلى مصر.

2.                الإصحاح الثالث عشرأراد اللهلهم في البرية فترة تنقية من أثار العبودية، هي فترة صقل واختبارات روحية.إذ كيفيدخلون لكنعان بوثنيتهم وروح العبودية فيهم. وهي أرض الله.

3.                كان يجب أن تتم كل الرموز، بعبورهم في البحررمزاً للمعمودية، وهلاك جيش فرعون رمزاً لدينونة إبليس، ورمزاً للهلاك الأبديللأشرار من أتباعه.

4.                كانت فرصة البرية فرصة لهم لنمو إيمانهم (مدرسةللإيمان) يعرفون فيها الله ويختبرون أنه لا يستحيل عليه شئ فهو يعطي المن منالسماء والماء من الصخرة.

5.                كان لهم تدرج في الحروب، فهم لا يستطيعون الحربمع الجيوش الكبيرة. لكن بعد أن عبروا البحر وشربوا الماء وأكلوا المن سمح الله لهمبالحرب مع عماليق (تدرج في الحروب).

6.                كان الله يخطط لدمار فرعون نهائياً، وإلا لظليتبعهم في طريق فلسطين.

7.                كان من السهل على الله أن يبيد أمامهم كل جيوشالأعداء ويدخلوا فلسطين بعد أيام قليلة من خروجهم من مصر لكن طبيعة التذمر وضعفالإيمان كان سيبقى داخلهم.

8.                كانت انتصاراتهم وعمل الله معهم مصدر رعب لشعوبكنعان (يش9:2،10).

9.                لذلك وإن بدت طريق الخروج طريق متخبطة لكنها كانتبحكمة وإرشاد الله.

فكانهناك سحابة تقودهم

 

(آية 18): “فأدارالله الشعب في طريق برية بحر سوف وصعد بنو إسرائيل متجهزين من ارض مصر.”

متجهزين=أي سائرين بنظام دقيق عكس ما يتصوره المرء من أناس هاربين فهم لم يكونوا مشوشينوبلا نظام فإلهنا إله ترتيب.

 

(آية 19): “واخذ موسىعظام يوسف معه لأنه كان قد استحلف بني إسرائيل بحلف قائلاً أن الله سيفتقدكمفتصعدون عظامي من هنا معكم.”

عظاميوسف معه= كأن يوسف أدرك أن شعبه سيخرج من أرض مصر ويستريح في أرض الموعد، فكانيود أن يستريح جسده في أرض كنعان كتعبير عن اشتهائه أن يقوم بجسده النوراني بعدالقيامة في كنعان السماوية. وكانت عظام يوسف مع الشعب خلال الرحلة رمزاً للكنيسةالتي تحمل ذكرى القديسين الذين سبقوا فرقدوا (السنكسار والمجمع).

 

(آية 20): “وارتحلوامن سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية.”

إيثامهي المحطة الثالثة (الأولى رعمسيس والثانية سكوت) وإيثام تعنى حد أو تخم. وأول مرةنسمع عن السحابة كانت بعد ذكر إيثام. والسحابة تشير للروح القدس الذي يقود الكنيسةوالذي أعطى للكنيسة بعد قيامة المسيح في اليوم الثالث. كما سمعنا عن السحابة بعدالمحطة الثالثة. (نفس مفهوم مسيرة الثلاثة أيام).

 

(آية 21): “وكان الربيسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلاً في عمود نار ليضيء لهملكي يمشوا نهاراً وليلاً.”

اللهسمح لهم بالتوهان بعيداً عن الطريق السهل لكنه كان هو قائدهم فكيف يضلون الطريق.وهذه السحابة ظلت معهم حتى كنعان ولم تتركهم حتى في لحظات تمردهم وتذمرهم ومعانيهذه السحابة:-

1.                السحاب فيه معاني المطر والخير والتنقية. وتحملمعنى المعمودية (1كو2:10).

2.                كانت السحابة تظللهم في النهار فتمنع عنهم حرارةالشمس المحرقة (1كو1:10).

3.                عمود النار يحمل معاني التنقية والنور للإرشادوالتطهير (راجع مز39:105، أش5:4).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى