بدع وهرطقات

الفصل السادس



الفصل السادس

الفصل
السادس

ما
جاء بالكتب الغنوسية والفكر الغنوسي وموقف الكنيسة منها

 

ألمح
الكاتب “دان براون” على أن الأناجيل الأبوكريفية تنفي عن المسيح لاهوته
وتصوره كمجرد إنسان ونبي فان!! برغم أنه وضع على لسان بطل قصته أن هذه الكتب كانت
بين يديه في قوله: ” لاحظت صوفي أن الكتاب كان يضم بين دفتيه صوراً بدت كأنها
مقاطع مكبرة لوثائق قديمة أتضح أنها أوراق بردي ممزقة تحتوي علي نص مكتوب بخط
اليد. لم تتمكن من التعرف علي اللغة القديمة, إلا أن الصفحات المقابلة حملت ترجمة
مطبوعة لتلك النصوص. ” هذه صور للفائف البردي التي عثر عليها في واحة حمادي
وفي البحر الميت, التي قد حدثتك عنها “, قال تيبينج: ” أنها السجلات
المسيحية الأولي, والتي لا تتوافق معلوماتها للأسف مع الأناجيل التي جمع منها
انجيل قسطنطين “.

 وقال
كاتب مقالة جريدة الدستور الثانية: ” الأناجيل القديمة التي لم تعتمدها
الكنيسة الكاثوليكية على الإطلاق وأطلق الخبراء عليها اسم الأناجيل الغنوصية
Gnostic Gospels ” نسبة إلى مجموعه مسيحية قديمة كانت تنكر الطبيعة
الإلهية للمسيح
وترى أن الوصول إلى معرفة الروح الإلهية الحقة أن يكون بمعرفة
الإنسان لنفسه وهو الأمر الذي يهدم فكر الكنيسة الكاثوليكية من الأساس باعتبارها
الطريق الوحيد لوصول الإنسان إلى الله “.

 والسؤال
هو هل قرأ كل من دان براون وكاتب جريدة الدستور هذه الكتب الأبوكريفية، بالرغم من
أنها متاحة سواء على مواقع الانترنت أو ككتب؟ والإجابة القاطعة هي؛ كلا، فلم يقرأ
هذا ولا ذاك هذه الكتب فكل منهما حكم بناء على تخمينات، مبنية مسبقاً، بسبب فكر
الأول الإلحادي وعقيدة الثاني التي لا تؤمن
بلاهوت
المسيح!! ولو كانا قد قرآ هذه الكتب لما كتبا ما كتباه ولما قالا ما قالاه، ولعرفا
أن فكر هذه الكتب الأبوكريفية هو فكر خيالي خليط بفكر وثني صوفي وفكر فلسفي.
وسنوضح لهما وللجميع ما هو الفكر الغنوسي، كما درسه العلماء المتخصصين فيه، وما
جاء في هذه الأناجيل وبقية الأسفار الأبوكريفية، تحت ثلاثة عناوين؛ هي:

(أ)
ما هي الغنوسية وما هو الفكر الغنوسي.

(ب)
الغنوسية وشخص المسيح.

(ج)
ملخص للفكر الغنوسي عن الله والمسيح.

 

1 – ما هي الغنوسية وما هو الفكر الغنوسي وكيف واجهته الكنيسة.

 الغنوسية
هي فكر شبه واحد لفرق متعددة، وقد وُصف هذا الفكر بالفكر الدوسيتي، أي الخيالي،
كما وُصفت هذه الفرق بالغنوسية، أي محبة المعرفة. ولذا سنعرف الدوسيتية، الفكر
الدوسيتي أولاً، ثم نشرح الغنوسية.

(1)
الدوسيتية –
Docetism:

 الدوسيتية
كما جاءت في اليونانية ”
Doketaiδοκεται “، من التعبير ” dokesis
δοκεσις ” و ” dokeoδοκεο ” والذي يعني ” يبدو “، ” يظهر “،
” يُرى “، وتعني الخيالية
Phantomism، وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول، على أيام رسل المسيح وتلاميذه،
وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيداً عن الإعلان الإلهي، وخلطت بين الفكر الفلسفي
اليوناني، الوثني، والمسيحية وقد بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس
التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها، ونادت بأن الخلاص يتم بالتحرر
من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح الخالص للروح السامي، وقالت أن الله،
غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جدا عن العالم، ولما جاء المسيح الإله إلى العالم
من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إله تام لم يأخذ جسدا حقيقيا من المادة
التي هي شر لكي لا يفسد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شبه جسد، كان جسده مجرد شبح أو
خيال أو
مجرد مظهر للجسد، بدا في شبه جسد، ظهر في شبه جسد،، ظهر كإنسان، بدا كإنسان،
وبالتالي ظهر للناس وكأنه يأكل ويشرب ويتعب ويتألم ويموت، لأن الطبيعة الإلهية
بعيدة عن هذه الصفات البشرية. بدا جسده وآلامه كأنهما حقيقيان ولكنهما في الواقع
كانا مجرد شبه(3).

 ولم
يكونوا مجرد جماعة واحدة بل عدة جماعات، فقال بعضهم:

1
– أن الأيون
Aeon، إي الإله، المسيح، جاء في شبه جسد حقيقي.

2
– وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي كان روحاً إلهياً
وليس إنساناً فيزيقياً(4).

3
– وقال غيرهم أنه اتخذ جسدا نفسيا
Psychic، عقليا، وليس ماديا.

4
– وقال البعض أنه اتخذ جسداً نجمياً
Sidereal.

5
– وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة(5).

 وجميعهم
لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة، بل قالوا أنه بدا وكأنه يتألم وظهر في
الجلجثة كمجرد رؤيا.

 وكان
أول من استخدم تعبير الدوسيتية ”
Doketaiδοκεται ” هو سيرابيون أسقف إنطاكية (190 – 203م) في معرض حديثه عن
إنجيل بطرس الأبوكريفي (6)، المنحول والمزور، ويقول عنه وعنهم ” لأننا حصلنا
على هذا الإنجيل من أشخاص درسوه دراسة وافيه قبلنا، أي من خلفاء أول من استعملوه
الذين نسميهم دوكاتي ”
Doketaiδοκεται “، (لأن معظم آرائهم تتصل بتعليم هذه العقيدة، فقد استطعنا
قراءته ووجدنا فيه أشياء كثيرة تتفق مع تعاليم المخلص الصحيحة، غير أنه أضيف إلى
تلك التعاليم إضافات أشرنا إليها عندكم “(7).

 كما
أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35 – 107)، وحذر المؤمنين من أفكارهم
الوثنية قائلا: ” إذا كان يسوع المسيح – كما زعم الملحدون الذين بلا إله – لم
يتألم إلا في الظاهر، وهم أنفسهم ليسو سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا
مكبل بالحديد “(8)، ” وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص،
تألم حقا وقام حقا، وآلامه لم تكن خيالا، كما أدعى بعض غير المؤمنين، الذين ليسو
سوى خيالات “(9)، ” لو أن ربنا صنع ما صنعه في الخيال لا غير لكانت
قيودي أيضا خيالا “(10).

 كما
ذكرهم أيضا القديس أكليمندس الإسكندري مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية سنة 216م
وذكر مؤسسهم، كجماعة، في القرن الثاني بالقول أن شخص معين هو جولياس كاسيانوس (
Julias Cassianus) مؤسس الخيالية(11). ويصفهم العلامة هيبوليتوس (استشهد سنة 235م)
باعتبارهم فرقة غنوسية(12). وقال القديس جيروم (متوفى سنة 420م) عن بداية ظهورهم
وفكره بأسلوب مجازي أنه ” بينما كان الرسل أحياء وكان دم المسيح ما يزال
ساخناً (
Fresh) في اليهودية، قيل أن جسده مجرد خيال “(13).

 

(2) الغنوسية Gnosticism:

 كان
الفكر الدوسيتي بالدرجة الأولى هو فكر الغنوسية الرئيسي، فما هي الغنوسية؟ ومن هم
الغنوسيين؟ الغنوسية هي حركة وثنية مسيحية ترجع جذورها إلى ما قبل المسيحية بعدة
قرون. وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي – الهيلينتسي – والمصري القديم مع
التقاليد الكلدانية والبابلية والفارسية (خاصة الزردشتية التي أسسها الحكيم
الفارسي ذردشت (630-553 ق م) وكذلك اليهودية، خاصة فكر جماعة الأثينيين (الأتقياء)
وما جاء في كتابهم ” الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام “، والفلسفات
والأسرار والديانات الثيوصوفية(14). وذلك إلى جانب ما سمي بالأفلاطونية الحديثة،
التي كانت منتشرة في دول حوض البحر المتوسط في القرن الأول. وكان الفيلسوف اليهودي
فيلو من أكثر مناصريها، فقد أعتقد أن الله غير مدرك ولا يتصل بالمادة، وأن هناك
قوة سامية ” اللوغوس ” التي خلقت العالم المادي، وهو كلمة الله أو عقل
الله “. وأن البشر يصارعون من أجل التحرر من سجن الجسد، وانه يمكن إعادة
التجسد (التناسخ – أي تعود الروح في أجساد أخرى أكثر من مرة –
Reincarnation) لأولئك الذين لم يتحرروا بالموت. بل ويرى بعض العلماء أن كل أصول
الغنوسية موجودة عند أفلاطون(15) لذا يقول العلامة ترتليان ” أنا أسف من كل
قلبي لأن أفلاطون صار منطلق كل الهراطقة “(16).

ومعنى
الغنوسية ” حب المعرفة ” ومنها ”
Gnostic
– غنوسي – محب المعرفة ” من كلمة ”
ςισωνγ gnosis ” التي تعني ” معرفة “. وهي عبارة عن مدارس وشيع
عديدة تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة. وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية. ولما ظهرت
المسيحية خلط قادة هذه الجماعات بين أفكارهم، وبين بعض الأفكار المسيحية التي تتفق
معهم!!

 وكانوا
ينظرون للمادة على أنها شر! وآمنوا بمجموعة كبيرة من الآلهة، فقالوا أنه في البدء
كان الإله السامي غير المعروف وغير المدرك الذي هو روح مطلق، ولم تكن هناك المادة،
هذا الإله السامي والصالح أخرج، انبثق منه، أخرج من ذاته، عدد من القوات الروحية
ذات الأنظمة المختلفة التي أسموها بالأيونات (
Aeons
هذه القوات المنبثقة من الإله السامي كان لها أنظمة مختلفة وأسماء مختلفة وتصنيفات
وأوصاف مختلفة(17). وتكون هذه الأيونات مع الإله السامي البليروما (
Pleroma)، أو الملء الكامل، دائرة الملء الإلهي. وأن هذا الإله السامي
الذي أخرج العالم الروحي من ذاته لم يخلق شيئاً. وقد بثق من ذاته الابن، الوحيد
الجنس، ثم مجموعة من الأيونات (العوالم الروحية – الحكام الروحيين + آلهة “

ومن
هذه الأيونات قامت الحكمة، صوفيا (
Sophia)، الذي بثقت، أخرجت، من ذاتها كائن واعي، هو الذي خلق المادة
والعوالم الفيزيقية، وخلق كل شيء على صورته، هذا الكائن لم يعرف شيء عن أصوله
فتصور أنه الإله الوحيد والمطلق، ثم أتخذ الجوهر الإلهي الموجود وشكله في أشكال
عديدة، لذا يدعى أيضا بالديميورج (
Demiurge)، أي نصف الخالق. فالخليقة مكونة من نصف روحي لا يعرفه هذا
الديميورج، نصف الخالق ولا حكامه(18).

ومن
هنا فقد آمنوا أن الإنسان مكون من عنصرين عنصر إلهي المنبثق من الجوهر الإلهي
للإله السامي ويشيرون إليه رمزيا بالشرارة الإلهية، وعنصر مادي طبيعي فاني.
ويقولون أن البشرية بصفة عامة تجهل الشرارة الإلهية التي بداخلها بسبب الإله
الخالق الشرير وارخوناته (حكامه). وعند الموت تتحرر الشرارة الإلهية بالمعرفة،
ولكن أن لم يكن هناك عمل جوهري من المعرفة تندفع الروح، أو هذه الشرارة الإلهية،
عائدة في أجساد أخرى داخل الآلام وعبودية العالم(19).

وأعتقد
بعضهم بالثنائية (
Dualism) الإلهية أي بوجود إلهين متساويين في القوة في الكون؟ إله الخير،
الذي خلق كل الكائنات الروحية السمائية، وإله الشر الذي خلق العالم وكل الأشياء
المادية!! وربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم!! وقالوا أن المعركة بين الخير
والشر هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة!!

 وأعتقد
بعضهم أن إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوى أدني في سجن الجسد
المادي الشرير. وهكذا فأن هدف البشرية هو الهروب من سجن الجسد المادي الشرير
والعودة إلى اللاهوت أو التوحد مع إله الخير!! وقد فهموا خطأ قول القديس بولس
بالروح ” إذا أن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون
في العالم تفرض عليكم فرائض
لا تمسّ ولا تذق ولا
تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية
حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية ”
(كو20: 2-23).

 وآمن
بعضهم بوجود مستويات روحية مختلفة للكائنات البشرية، وقالوا بالاختيار السابق
وزعموا أن أصحاب المستوى الروحي الأعلى ضامنين للخلاص مستخدمين قول القديس بولس
بالروح ” لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون
هو بكرا بين أخوة كثيرين. والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضا. والذين دعاهم
فهؤلاء بررهم أيضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا ” (رو29: 8-30). وأن
أصحاب المستوى الروحي المنخفض ليس لهم خلاص، أما الذين في المنتصف فعليهم أن
يجاهدوا للخلاص!!

 وآمنوا
أنه يوجد حق مُعلن في جميع الأديان. والخلاص بالنسبة لهم ليس من الخطية بل من جهل
الحقائق الروحية التي يمكن الوصول إليها بالمعرفة التي جاءت عن طريق رسل، خاصة
المسيح كلمة (اللوجوس –
λογοςLogos) الإله الحق. وليس بآلامه وتقديم ذاته للموت بل بتعليمه وكشفه للأسرار
ومفهوم الخلاص. فالخلاص، من وجهة نظرهم، يتم فقط من خلال المعرفة (
ςισωνγgnosis)، ومن ثم خلطوا بين أفكارهم القديمة وفهمهم الخاطئ لقول القديس
يوحنا بالروح ” وتعرفون الحق والحق يحرركم ” (يو32: 8) وأيضا ” كان
إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل
بواسطته.
لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور
الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم وكوّن العالم به ولم
يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا
أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد
ولا من مشيئة رجل بل من الله “(يو6: 1-13).

 وقالوا
أن المسيح قد كشف المعرفة الضرورية للخلاص. ولذا فقد نادوا بوجود مجموعة من
التعاليم السرية الخاصة جداً والتي زعموا أن المسيح قد كشفها وعلمها لتلاميذه ربما
لسوء فهمهم لآيات مثل ” وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا
يستطيعون أن يسمعوا. وبدون مثل لم يكن يكلمهم. وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه
كل شيء ” (مر33: 4-5) و” لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة
ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في
سرّ. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ” (1كو6:
6-8)(19).

 ومن
ثم زعموا وجود مجموعة من التعاليم السرية التي كتبوها في كتب ونسبوها لرسل المسيح
وتلاميذه وبعضهم نسب لقادتهم وذلك اعتمادا على ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا
” وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. أما هذه فقد
كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه
” (يو30: 20و31)، و” وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة
فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة ” (يو25: 21)(20). يقول القديس
إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حاليا) ” أولئك الذين يتبعون فالنتينوس
(ق2م) يستخدمون الإنجيل للقديس يوحنا بوفرة لشرح أفكارهم التي سنبرهن أنها خاطئة
كلية بواسطة نفس الإنجيل “(21).

 

2 – المسيح في اعتقاد الجماعات الغنوسية:

واعتقدوا
في المسيح اعتقادات كثيرة، وفيما يلي اعتقادات الجماعات التي كتبت الغالبية العظمى
من الكتب الأبوكريفية:

 

1
– الاعتقاد العام، الدوسيتي، القائل أن المسيح أحد الآلهة العلوية وقد نزل على
الأرض في جسد خيالي وليس حقيقي، أنه روح إلهي ليس له لحم ولا دم ولا عظام، لأنه لم
يكن من الممكن، من وجهة نظرهم، أن يتخذ جسدا من المادة التي هي شر في نظرهم! لذا
قالوا أنه نزل في صورة وشبه إنسان وهيئة بشر دون أن يكون كذلك، جاء في شكل إنسان
دون أن يكون له مكونات الإنسان من لحم ودم وعظام، جاء في ” شبه جسد ”
و” هيئة الإنسان “
، وقالوا أنه لم يكن يجوع أو يعطش أو ينام، ولم
يكن في حاجة للأكل أو الشرب 00 الخ وأنه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرا بذلك تحت
هيئة بشرية غير حقيقية. وشبهوا جسده بالنور أو شعاع الشمس، فأن النور وشعاع الشمس
يمكن لهما أن يخترقا لوحا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح “. كان مجرد
خيال(22). جاء في ” أعمال يوحنا “(23) أحد كتبهم، أن المسيح عندما كان
يسير على الأرض لم يكن يترك أثرا لأقدامه، وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت
يده تخترق جسده بلا أي مقاومة حيث لم يكن له جسد حقيقي. وكانت طبيعة جسده متغيرة
عند اللمس، فتارة يكون ليناً وأخرى جامداً ومرة يكون خالياً تماماً. كان بالنسبة
لهم مجرد شبح وحياته على الأرض خيال. وكان يظهر بأشكال متعددة ويغير شكله كما يشاء
وقتما يشاء!! ويبدو أنهم فهموا خطأ قول القديس بولس الرسول بالروح ” الله
أرسل أبنه في شبه جسد الخطية ” (رو3: 8)، ” ولكنه أخلى نفسه
أخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وأذ وجد في الهيئة كإنسان ” (في
7: 2-8).

 

2
– فالنتينوس (حوالي 137م) ومدرسته: الذي ظهر في النصف الأول من القرن الثاني،
يتكلم عن المسيح من زاويتين؛ الأولى هي ما قبل التجسد والثانية هي ما بعد التجسد.
فيقول فالنتينوس وأتباعه، عما قبل التجسد، أن الكون وكل ما فيه من موجودات هو
عملية انبثاقات لاحقة من اللاهوت (الآب)، ويقول بعض أتباعه أنه في البدء لم يكن
هناك أي شيء قد خلق نهائياً، وأن الآب كان مستقراً في ذاته وخاملاً بلا فعل(24).
ولم يكن للكون أي وجود فعلي إنما كان موجوداً كإمكانية، فقط، في فكر الله، ولكن لم
يكن له أي وجود في الحقيقة. وتقول مراجعهم ” أحتوى الموجود الذاتي في ذاته كل
الموجودات التي كانت فيه في حالة عدم معرفة “(25).

 كما
يقولون أن عملية الخلق استلزمت تقييد ذاتي من جهة اللاهوت، ولكي تبقى الموجودات
التي وجدت فيما بعد منفصلة عن الآب خلق الآب حداً أو فاصلاً(26). ” وتدعم
” قوة هذا الحد أو الفاصل ” كل الموجودات وتحفظها خارج العظمة
اللامتناهية(27). ودعوا هذا الحد أو الفاصل بالصليب، وكان له وظيفتان، فهو يفصل
العالم الروحي (أو الملء) من الآب ويمد الموجودات بالقوة(28). وعندما أراد الآب أن
يظهر نفسه لكي يكون مدركا بثق (ولد) من ذاته الابن. يقول ثيودوتس، أحد أتباع
فالنتينوس ” وبفكره كالواحد الذي يعرف ذاته ولد (الآب) روح المعرفة، الذي في
المعرفة (الابن) المولود الوحيد “(29).

 هذا
المولود من الآب ” الابن المولود الوحيد ” يضم في ذاته، مثل الآب، أبيه،
الذكورة والأنوثة (
Dyad)، فهو مزدوج الجنس. وقالوا أن الأيون المذكر في الآب هو الذي يشار
إليه باعتباره المولود الوحيد والعقل وأب الكل. والايون المؤنث فيه يدعى الحق وأم
الكل. ويقولون أن الحق يمكن أن يدرك فقط بالعقل الواعي الحقيقي. والابن بذاته هو
بداية الموجودات التي وجدت بعده.

 ويشير
أتباع فالنتينوس إلى الآب والابن أحيانا، بالأصل الرباعي، ويقولون أن كلاً من الآب
والابن مزدوجا الجنس، ويضمان في ذاتهما العمق والصمت والعقل والحق. وأن الابن،
وبمعنى آخر العقل والحق هو الصورة لصفات الله غير المدركة(30)، ومن خلال وساطته
عند الآب فقط يمكن أن ندرك اللاهوت غير المدرك لأن ” الذي ولد من المعرفة
التي في فكر الآب صار هو نفسه المعرفة، أي، الابن لأنه من خلال الابن يًعرف الآب
“(31). ويرون أن العلاقة بين الآب والابن يمكن أن تقارن بالعلاقة بين العقل
في الإنسان والعقل الباطن، وأن الابن موجود في الآب، داخل الآب، محاط بالآب.

 ويقولون
أنه بالتجسد أصبح يسوع قريباً مباشرة من الإنسانية باتخاذه جسداً بشرياً. وأصبح
جسده البشرى يُرى كأنه من نفس جوهر الكنيسة, متخذاً من قول بولس المجازى أن
الكنيسة هي جسد المسيح كما يقول
Theodotus ” كان الجزء الظاهر من يسوع هو الحكمة (Sophia) وكنيسة البذرة السامية التي ارتداها من خلال الجسد وكان الجزء
الغير المرئي هو الاسم الذي هو الابن المولود الوحيد(32) والاستعارة المجازية
الموصلة في ” إنجيل الحقيقية ” هي ” الكتاب الحي ” الذي يضم
أسماء كل المخلصين الذين تبناهم الابن(33).

 ويقسم
فلانتينوس الشخصية الإنسانية إلى ثلاثة أجزاء متميزة؛ هي؛
chous الجسد
المادي، والنفس
psyche، والروح pneuma، والجسد المادي مرتبط بشكل وثيق بالجسد النفسي ويشمل السياق
الفطري المأخوذ من الإرخاء الذاتي ويقال مباشرة انه مأخوذ من النقص والألم.
وبتدبير خاص, ولد يسوع بدون
Chous (الجسد المادي)، ولهذا السبب يقال عن جسده المادي أحيانا انه
مرتبط مباشرة مع النفسي
Psyche. وهكذا يصف فلانتينوس يسوع بأنه من جسم نفسي Psyche وليس جسم مادي(34).

 

3
– وقال سترنيوس (
Saturnius): أن ” الآب غير المعروف من الكل ” خلق الملائكة
ورؤساء الملائكة، الذين كانوا من سلالات شريرة وخيرة، وخلق الرياسات والقوات، ثم
قام سبعة من رؤساء الملائكة بخلق الكون والبشرية أيضا. وقال أن إله اليهود هو أحد
رؤساء الملائكة السبعة، هؤلاء الذين خلقوا الكون، وكان معاديا للآب، وقد جاء
المسيح المخلص ليدمر إله اليهود هذا ويحارب الأرواح التي تؤيده مستشهدا بقول
القديس يوحنا الرسول بالروح ” لأجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس
” (1يو8: 3)، لأنه اعتقد أن الشيطان هو إله اليهود، وأن المسيح كان كائنا
روحيا وقد بدا وكأنه إنسان(35).

 وقال
أن ” المخلص كان بلا ميلاد وبلا جسد وبدون شكل وكان مرئيا افتراضا،
وأنه جاء ليدمر إله اليهود، الذي كان واحدا من الملائكة، ويخلص الذين يؤمنون به
“(36).

4
– وعلم مركيون، المولود حوالي سنة 120م، بوجود إلهين، الإله العظيم السامي أو
الإله المحب، وهذا الإله كان غير معروف من العالم ومخفيا عن عينيه لأنه لا صلة له
بالعالم وليس هو الخالق له. أما الإله الثاني فأقل من الأول درجة وهو إله عادل
ولكن سريع الغضب ومنتقم يحارب ويسفك دم أعدائه بلا رحمة ولا شفقة، وهو الذي خلق
العالم واختار منه شعبا هو شعب إسرائيل ليكون شاهدا له وأعطى له الناموس. وعاقب
بشدة وصرامة الذين تعدوا على هذا الناموس، وترك بقية الشعوب الأخرى فريسة للمادة
والوثنية. وكان هذا الإله، إله اليهود يجهل تماما وجود الإله السامي المحب الذي ظل
غير معروف حتى ظهر المسيح في بلاد اليهودية في هيئة بشرية، وبدأ يعلن للبشر السر
العظيم عن الإله السامي المحب الذي يجهله البشر وإله اليهود!!(37).

 وقال
أن المسيح لم يولد من العذراء ولم يعرف ميلادا ولا نموا ولا حتى مظهر هذه الأحداث
إنما ظهر بطريقة فجائية وفي هيئة بشرية احتفظ بها بحسب الظاهر
إلى موته
على الصليب(38)‍‍!!

 أي
أنهم ركزوا على لاهوته فقط وتجاهلوا ناسوته تماما!!

 

3 – الأسطورة الغنوسية بشكل عام:

 ولكي
تتضح الصورة أكثر نقدم صور كاملة للفكر اللاهوتي الغنوسي من خلال تقديم أسطورة
الخلق كما آمن بها معظمهم، من خلال كتبهم وما كتبه معاصرهم القديس إيريناؤس أسقف
ليون.

 يقول
العلماء أن الغنوسيين أخذوا أسطورة الخلق والخليقة كلية من التفسير الأفلاطوني
لأسطورة الخلق
Timaeus لأفلاطون مع مزجها مع ما جاء في سفر التكوين. وهذا الفكر لم يكن
جديداً بل كان موجوداً لدى اليهود المتأثرين بالفكر الهيلينيستي (اليوناني)
الموجود في الإسكندرية وخاصة لدي فيلو يودايوس (30 ق م – حوالي 45 م) والمعروف في
الأوساط المسيحية بفيلو اليهودي. وكان هذا الفكر منتشراً في الدوائر الأفلاطونية
الوثنية في القرنين الأول والثاني الميلاديين وبعد ذلك. وتتكون هذه الأسطورة من
أربعة فصول هي:

1
– الفصل الأول: تقول الأسطورة الغنوسية أنه يوجد مصدر إلهي كامل، مطلق، كلي
القدرة، أو ” مبدأ أول ” لكل وجود، وكل وجود تالي له. هذا الكائن لا
يوصف ويسمو على كل وصف ويفوق كل وصف ولا ينطق به. ويتشابه هذا الفكر، الغنوسي، مع
المصدر الإلهي في الأسطورة الأفلاطونية، أسطورة الإله الموجود فلسفياً والتي كانت
موجودة في القرن الثاني الميلادي وما قبله.

 ولأسباب
غير مدركة أو مفهومة، تقول الأسطورة، الغنوسية، أنه انبثق من هذا الإله غير
المدرك، أو بثق هذا الإله الكلي القدرة، من ذاته، أقنوماً، أو كائناً ثانياً، ثم
انبثق منه، في حقبات تالية، سلسلة أخرى من الكائنات تسمى أيونات (
Aeons) والتي تعني مجالات (روحية)، كليات، دهور، أو عوالم روحية، كائنات
روحية. هذه الأيونات، يقولون أنها أماكن وأزمنة ممتدة، وتجريدات بأسماء مثل ”
فكر سابق، عدم فساد، حياة أبدية 00الخ وكان آخر هذه الأيونات أو الكائنات هي
الحكمة (صوفيا) “.

 وقد
جاءت صفات هذا المبدأ الأول صورة طبق الأصل من الأسطورة الأفلاطونية:

(1)
المبدأ الأول هو؛ عقل منعزل وظيفته الوحيدة هي أن يفكر وموضوع فكره الوحيد الممكن
هو نفسه، لأنه هو الموجود الوحيد. ولكن فعل التفكير فيه تموضع (
Objectified) أو تشكل. وهذا التفكير هو المبدأ الثاني.

(2)
المبدأ الأول هو عين منعزلة؛ تطفوا في تأمل منير متوسط. وظيفته الوحيدة هي أن ينظر
وكل ما يراه هو نفسه، أو انعكاس التفكير والتأمل في أن يرى، على أية حال، هو
المبدأ الثاني.

(3)
المبدأ الأول هو نبع ماء؛ ينساب بلا توقف وكل وظيفته أن ينساب أو يفيض، وهذا الفيض
هو المبدأ الثاني.

 وقد
دعي المبدأ الثاني من غير الإغريق باربيلو (
Barbelo)
وأحيانا باربيرو (
Barbero). وكانت هذه أسماء أخترعها القدماء لغرض خاص ودون الاهتمام
بمعناها الذي كان يخمنه القارئ القديم. ومن هنا يمثل الاسم باربيلو صفة خاصة
أساسية كان يعرفها القدماء وتذكر في كثير من الأساطير الغنوسية.

(4)
المسيح (أو الممسوح)؛ وهناك شخصية أخرى هامة جداً في الفكر الغنوسي هو المسيح، وهو
كائن ميتافيزيقي، موجود فيما وراء الطبيعة، تقول بعض أساطيرهم أنه نزل من عالم ما
وراء الطبيعة (العالم الروحي غير المرئي) وتوحد مع يسوع الناصري، كما بينا أعلاه.

(5)
المنيرين الأربعة؛ وهناك المنيرين الأربعة؛ هارموزيل (
Harmozel)
وأورويائيل (
Oroieal) وداوإيثاي (Daueithai) وإيليليث (Eleleth). وهم أيونات وكائنات روحية وفاعلون. وكعوالم روحية فهم الأماكن
التي تقطنها النماذج الرئيسية (
Geradama) أو آداماس، أي آدم السمائي؛ شيث الذي هو النموذج السمائي
لابن آدم؛ الذرية السمائية لشيث، والذين هم نماذج الكنيسة الغنوسية على الأرض،
والمجموعة الرابعة التي يتغير تطابقها من أسطورة إلى أسطورة.

 ويرى
بعض العلماء أن الأسطورة الغنوسية تقسم التاريخ البشري إلى أربعة مراحل عظيمة توصل
للمنيرين الأربعة وتعكس أنماطهم. ويرى هؤلاء العلماء أن المراحل الثلاث الأولى
سابقة لعصر الطوفان، أما المرحلة الرابعة فتبدأ باسم نوح وتمتد لنهاية الكون
المادي. هذا التاريخ له تاريخ موازي في الديانة الزردشتية في فارس والمتأثر به
أصلاً.

2
– الفصل الثاني: خليقة الكون المادي؛ بعد اكتمال انبثاق الكون الروحي ولكي تستمر
الخليقة فوق كل حدود الوجود الروحي وجد الصانع
(G.demiourgos – Demiurge-
Demiure)
وهو نص مجازى استخدمه
أفلاطون ليصف به صانع الكون في روايته الأسطورية مخلق العالم بعنوان
Timaeus. وكان القارئ الغنوسي المتعلم للأسفار المقدسة في القرنين الثاني
والثالث يقارن يادابوس مع ديمورج صانع
(Timaeus) في أسطورة أفلاطون.

 ثم
يقولون أن صانع العالم، ويسمونه يادابوس، صنع كوناً مركباً من أيونات (عوالم)
مادية، أي كواكب ونجوم وسلاطين وقوات وأرواح وملائكة 00 الخ.

 هذا
الصانع للكون الذي يصفونه بأنه منقوص بالجهل والأنانية شعر بجاذبية طبيعية تجاه
العوالم الروحية، ويقولون أن هذه الجاذبية أيضاً أختبرها كجهل وأنانية وشهوة
شهوانية لامتلاك اللاهوت ليفسده(39).

ووصفوا
يالدابوس هذا وأتباعه من السمائيين ” الحكام ” بأنهم متملكين ومتعجرفين
يحاولون السيادة على كل الأمور البشرية، وتقودهم رغبتهم للسيادة لخلق الشهوة
الجنسية وقيد القدر (سيطرة النجوم) التي عن طريقها يريدون استعباد البشرية.

3
– الفصل الثالث: خليقة آدم وحواء وأبناءهم: وتقول الأسطورة أن الحكمة التي كانت
تؤيدها الأيونات العليا للكون الروحي لتستعيد القوة المسروقة، ولكن هذه القوة
المسروقة صارت مشتتة بعد خليقة آدم في الأجيال المتعاقبة, التي استعبدها نسل
يلدابوس بخلق المقدر وروح الخداع البغيض. وتقترب عقيدة هذا الفصل من الدراما في
قولهم أن قوة اللاهوت المسروقة والمشتتة استقرت في نسل شيث ابن آدم إلى هذا اليوم.

الفصل
الرابع: التاريخ التالي للسلالة البشرية: وبحسب فكر هؤلاء الغنوسيين يصل الفصل
النهائي للدراما عندما يُرسل المخلص السمائي ” ليوقظ ” الإنسانية وليحرر
نفوس البشر من المقدر ومن رباطات (عبودية) الجسد بالمعرفة، وهؤلاء المحررون هم
الغنوسيون، محبو المعرفة. ويقولون أن كل نفس تستجيب وتكسب معرفة تتحرر من الجسد,
أو أنها تهرب وتعود إلى الحق أو تصبح متجسدة في جسد آخر؛ خاص ” عقاب أبدى
” محفوظ للمرتدين عن الفرقة
sect.

 وتصل
هذه الدراما غايتها في المجيء النهائي للمخلص، المسيح، بدون تفصيلات تاريخية.
وتقطن أخرى في وصف مستقبلي للدمار النهائي للحكام الأشرار والموت , وهكذا تضخم
نتيجة مجىْ المخلص. وتظل بعض الطبقات
veslione تشير إلى أحداث في التاريخ الكتابي الذي يرى المسيحيين غير
الغنوسيين كأجزاء من خلفية التجسد (نوح والطوفان, سلسلة انساب الجنس البشرى,
وأنبياء إسرائيل, ويوحنا المعمدان) وهكذا للحديث عن يسوع الناصري, وصلبه, وقيامته,
وتعليم ما بعد قيامته او صعوده وينتج دور يسوع الخاص في هذه الترجمات من كونه تجسد
المسيح الموجود سابقاً, الكلمة الموجودة سابقاً.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى