عهد قديم

تَفْسِير سِفْرُ اََلاَّوِيِّينَ



تَفْسِير سِفْرُ اََلاَّوِيِّينَ]]>

تَفْسِير سِفْرُاََلاَّوِيِّينَ

 مقدمة

موقع سفراللاويينبين أسفار موسى الخمسة

+ يبدأ سفر التكوين ” فيالبدء خلق الله السموات و الأرض…. و روح الله يرف ” ليعطى حياة. و هذهالبداية تعطينا فكرة عن أن الله يريد أن يعطى حياة للبشر ثم يعرض لنا سفر التكوينقصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة،و كانهذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. و لذلك ينتهي سفر التكوين بهذهالنهاية” ثم مات يوسف… فحنطوه ووضع فى تابوت فى مصر”. حقاً يقولالقداس الغريغورى ” أنا إختطفت لى قضية الموت ” فلم يكن الله يريدللإنسان الموت. ولاحظ أن مصر تشير لأرض العبودية

+ ثم يأتى سفر الخروج ليعلن أنالله لن يقبل بأن نظل عبيد فيعلن فى هذا السفر خلاص الشعب من عبودية مصر رمزاًلخلاص البشر من عبودية إبليس. ويختم سفر الخروج القصة بأمرين غاية فى الأهمية :-

الأول :- الوصايا العشر :- فليس لناإستمرارية فى حياة الحرية إلا بالإلتزام بالوصايا.

مقالات ذات صلة

الثانى:خيمة الإجتماع :- هذا ما يريدهالله أن يجتمع مع شعبه ويقيم وسطهم. وحتى نرى أن هذا هو هدف الله راجع رؤ 21 : 3″ هوذا مسكن الله مع الناس “.

+ ثم يأتى سفر اللاويين وهو سفرالقداسة، وهذا السفر يعلن ماذا يعطى المسيح لشعبه حين يسفك دمه من أجلهم ويكون فىوسطهم. هذا السفر هو سفر شرائع الكهنوت حيث نرى المسيح رئيس كهنتنا مقدماً نفسهكذبيحة عنا حتى يقدسنا

+ ثم يأتى سفر العدد وهو سفرتجوال الشعب فى البرية مشيراً لإنتصاراتهم وأيضاً سقطاتهم رمزاً لحياتنا فى هذاالعالم أو غربة هذا العالم

+ أما سفر يشوع ودخوله مع الشعبلأرض الموعد كنعان فهو يشير لدخولنا إلى أورشليم السمائية فى نهاية هذا العالم بعدالموت. فكنعان تشير لأورشليم السمائية وإن كان عبور البحر الأحمر يشير للمعمودية (1كو 10 : 1، 2 ) فعبور الأردن يشير لإنتقالنا من العالم. إذاً فأسفار موسى ثم يشوعهم إشارة لرحلة حياتنا

1 –  سفر التكوين :- اله يريدحياة للبشر ولكن البشر يسقطون ويموتون

2 – سفر الخروج :- خطة اللهلتحرير البشر من عبودية إبليس. وذلك بدم خروف الفصح الذى كان به الخلاص ثم المعموديةفى البحر الأحمر ثم أكلهم من المن إشارة للمسيح الخبز الحقيقى الذى من يأكل منهيحيا ولا يموت (يو 6 )

3 – سفر اللاويين :- كان دم خروفالفصح هو الوسيلة لإنقاذ الشعب من العبودية أما هنا فنجد دم الذبائح إشارة لدمالمسيح الذى يقدسنا ويقربنا إلى الله فنجد هنا طقوس هذه الذبائح ونظام الكهنوت. هوسفر حياة الكنيسة والمذبح، فإرادة الله قداستنا وأن نحيا كقديسين

4 – سفر العدد :- فى نهاية الرحلةنعبر نهر الأردن مع يشوعنا أى مع المسيح لأرض الراحة كنعان السماوية أى فى نهايةحياتنا على الأرض

 

الفرق بين ذبيحة خروف الفصح وباقىالذبائح المذكورة فى سفر اللاويين

فى ذبيحة خروف الفصح المذكورة فى سفرالخروج نرى المسيح كفادى يحرر شعبه. أما فى سفر اللاويين فنرى عمل المسيح لهؤلاءالمفديين. المسيح فى سفر الخروج أخرج شعبه من مصر لكن فى سفر اللاويين نجد أنالمسيح الذى يقدس شعبه ويأتى بهم ويقربهم لله ويحفظهم فى فرح. فالله لم يقصد أنيخلصنا من العبودية ثم يتركنا لا نعرف شيئاً بل هو يريد لنا أن نحيا معه فى فرحوذلك لن يحدث أن لم يسكن فى وسطنا واهباً إيانا حياة مقدسة وحياة شركة. فى ذبيحةخروف الفصح نرى المسيح يعبر بنا من أرض مصر أما فى اللاويين نرى المسيح هو قائدناالذى يقدم نفسه أمام شعبه وكاهننا الذى يقدم نفسه ذبيحة حتى يقدسنا

سفر اللاويين هوسفر الطقوس

لا نجد هنا شئ تاريخى سوى أشياء بسيطةمثل طقس سيامة هرون ( إصحاح 8، 9 ) و عقوبة ناداب و أبيهو (10 ) و غيرها. أما باقيالسفر كله فهو طقوس الذبائح و التطهيرات و ما يأكلوه و ما يمتنعوا عنه. وبهذهالطقوس يخصصهم الله شعباً له ويميزهم عن باقى الأمم.

إسم السفر وطبيعته

+ إعتاد اليهود أن يطلقوا على الأسفارالمقدسة أول كلمة فى السفر. وهنا أول كلمة هى ” ودعا ” وبالعبرية “ويقرا ” أما السبعينية أى الترجمة اليونانية للعهد القديم فقد أسمته اللاويينلأن كل الأوامر التى أتت به سينفذها الكهنة واللاويين أى الذين هم سبط لاوى. وأماالتلمود فأسماه ” ناموس الكهنة ” والسفر له طابع نبوى وبالذات إصحاح 26وهى النبوة التى تحققت بتشتيت اليهود فى العالم كله. أما باقى الطقوس والرموز فهىتعتبر كأنها نبوات عن عمل السيد المسيح الكفارى. ويوجد فى العهد الجديد حوالى 40إشارة لهذا السفر

الرمز والمرموزإليه

يقول بولس الرسول ” إذ يوجد الكهنةالذين يقدمون قرابين حسب الناموس، الذين يخدمون شبه السمويات وظلها ” عب 8 :4، 5. فالعهد القديم كان “ظل الخيرات العتيدة” عب 10 : 1. والمسيح كانهو النور الذى كشف كل شئ كان مذخراً لنا، هو النور الإلهى الساطع. واليهود حتىالآن قد إكتفوا بالظل يحيون فيه غير مدركين ان هناك نوراً قد ظهر. والسؤال هنا،إذا كان النور قد ظهر فلماذا نحن كمسيحيين ما زلنا نبحث فى العهد القديم عهدالظلال ؟ فى الحقيقة أن العهد القديم بما يحمله من رموز فهو شرح وافى جداً وبتصويررائع لما قام به المسيح وربما من شدة ضوء النهار تخفى بعض الملامح الهامة مثلملامح الوجوه أو بعض المناظر الطبيعية التى يكون لها تأثير أوضح فى الظلال ولم يكنهذا واضحاً فى نور النهار الساطع هكذا رموز العهد القديم تشرح لنا بوضوح كل جوانبذبيحة المسيح وعمله وفدائه، هذه التى تغيب عنا فى نور العهد الجديد الساطع. وهناكسؤال آخر، إذا كنا نحن المسيحيين قد فهمنا هذه الحقائق بعد مجئ المسيح فماذا كانموقف اليهودى فى العهد القديم وكيف كان يتعامل معها ويستفيد منها ؟ لنأخذ أمثلةلذلك

أ‌)                   كانلحم الخنزير نجساً فى العهد القديم. فكان اليهودى الصالح يطيع دون أن يفهممعنى هذا ولكن كان فيما يفعل هذا يتأمل فى تصرفات الخنازير ويراها ترتمى دائماً فىالطين تتمرغ فيه حتى بعد غسلها وتنظيفها. وقد يفهم هذا اليهودى الصالح الرمز كمافهمه بطرس الرسول أن الله يمنعه من أن يكون مثل الخنزيرة المغتسلة التى تعودلمراغة الحماة (أى تتمرغ فى الطين) أى بعد أن يتوب يعود للخطية مرة أخرى 2بط 2 :22. ولاحظ قوله أن هذا أصبح مثلاً أى كثيرين فهموا الرمز.

ب‌)               موضوعالذبائح:- كان اليهودى يرى هنا ذبيحة بريئة تموت عوضاً عنه فيتأمل ويعرف أن عقوبة الخطيةلابد وأن تكون الموت وقد يدفعه هذا للتوبة.

+   عموما فالرموز هى مدرسة قصد الله بها أن يعمق و يوسع دائرة الأفكار و الرغباتفتسموا الأفكار الروحية و تنشأ رغبات مقدسة. و القصص الرمزية أو الرموز ليس مثلهافى أن تطبع الحقائق في ذهن الإنسان، لذلك فإن المسيح إستخدم الأمثال كثيراً. والرموز في هذا السفر كشفت بوضوح الخطية و الخاطىء، النعمة و المخلص، و كيف أن اللهفي محبته يتنازل و يظهر للإنسان الخاطىء أن هناك وسيلة يتخلص بها من الخطية التىدخلت إليه و هذه الوسيلة هى عطية مجانية بل أن هذه العطية المجانية تؤدى للقداسة،و هذه الوسيلة هى الذبائح رمز ذبيحة المسيح.

 

سفر اللاويين هوسفر الكهنوت و سفر الجماعة المقدسة

فى لا 1 : 1، 2 يقول الرب لموسى”كلم بنى إسرائيل ” فإن كان السفر يختص بشرائع الكهنة و اللاويين فهو منأجل تقديس الشعب. فالكهنة و اللاويون ليسوا إلا أداة إلهية لخدمة الجماعة الذين همأعضاء فيها، خدمتهم غرضها أن تقترب الجماعة من الله و يقطنون فى شركة معه. فالكهنةحقاً هم وسطاء و عاملون بإسم الرب لكنهم يعملون لحساب الجماعة.

 

غاية السفر

هى إعلان أن القداسة هى الخط المميز لشعبالله لأنه هو قدوس ( لا 11 : 44 ) و القداسة كما يرسمها هذا السفر لها شقين. الشقالأول هو دم الذبائح. و هذا ما قام به المسيح و الشق الثانى ما هو دور الشعب حتىيتقدس ؟ أن يمتنع عن الخطايا و يلتزم بالوصية المقدسة. و ينتهى السفر بالأعياد والأفراح. فمن يحيا في القداسة لابد و أن يفرح، و يلتزم الله بكل إحتياجاته الزمنيةو سلامة كل ممتلكاته مثل البيوت ( شريعة تطهير المنازل ) و أكلهم و شربهم. و اللهحين يعطي يعطي بسخاء و لا يعير و تكون هناك بركة و لكن هناك شرط !!

إصحاح 26

هناك نص قانوني ” أن العقد شريعةالمتعاقدين ” و من لا يلتزم بالعقد فهناك شروط جزائية. فالله إلتزم بأن يباركشعبه لكن بشرط أن يلتزم الشعب بالوصايا المقدسة و إن لم يلتزم فهناك عقوبات أىلعنات. فلا يصح أن نلوم الله عن خسارتنا لبركاته إن لم نلتزم بوصاياه فالخطيةبالنسبة لله شئ شنيع.

كاتب السفر

كاتب الأسفار الخمسة هو موسى النبي.ويبدأ هذا السفر بقوله ” ودعا ” و حرف العطف هنا يشير أن هذه الدعوةالإلهية جاءت بعد إقامة خيمة الإجتماع كما شرح فى سفر الخروج و يشير حرف العطفلإتصال سفرى الخروج و اللاويين و أن كاتبهما واحد.

من هم اللاويين؟

أفرز الله اللاويين ( سبط لاوى ) لخدمتهبدلاً من أبكار بنى إسرائيل ( عد 3 : 44، 45 ) و قد أفرز من سبط لاوى هرون و بنيهليكونوا كهنة. أما بقية السبط فهم اللاويين و هؤلاء يساعدون الكهنة فى خدمتهم ( وعملهم يناظر الشمامسة الأن فى الكنيسة ). و قد كان عملهم هو الإهتمام بخيمةالإجتماع و حملها عند ترحالهم فى سيناء، أما بعد بناء الهيكل فكانوا يعتنون به.كما كان منهم معلمين و كتبة و قضاة و موسيقيين ( 1 أى 23 : 3- 6 )

اللاويين و رسالةالعبرانيين

تعتبر الرسالة إلى العبرانيين خير مفسر لهذاالسفر، إذ تقارن بين ذبائح العهد القديم وبين ذبيحة المسيح الكفارية، وأظهر الرسولكيف أن دم التيوس مهما كثرت لا تستطيع أن ترفع الخطية، أما يسوع فقد قدم نفسه مرةواحدة حاملاً خطايا العالم فى جسده. كذلك نجد فى الرسالة مقارنة رائعة بين الكهنوتاللاوى وكهنوت السيد المسيح الذى على رتبة ملكى صادق.

 

فكرة عامة عنالذبائح

الله يعطى رجاء. وسط كل عقوبة الله يعطىرجاء. ففى وسط عقوبة أبوينا الأولين أعطانا رجاء بمجئ المسيح الذى يسحق رأس الحية.وبدأ الله يعلم الناس الذبائح، أى عقيدة بدون سفك دم لا تحدث مغفرة. وكانت أول ذبيحةعرفها الناس ذبيحة الله نفسه، لأنه بعد أن تعرى آدم وحواء وتغطى كل منهما بأوراقالشجر، يقول الكتاب أن الله صنع لهما أقمصة من جلد أى أن الله ذبح حيوان. وبدأالإنسان يأخذ فكرة أنه بالخطية يتعرى ويفتضح وبالذبيحة يكتسى من عريه. وهابيل تعلممن أبيه فقدم ذبائح حيوانية فقبلها الله ولذلك لم يقبل الله تقدمة قايين فهوبتقديمه من ثمار الأرض خالف التقليد المسلم من أبيه بضرورة سفك دم. وسفك الدممعناه نفس توضع عن نفس. وهكذا بعد الطوفان  قدم نوح ذبائح محرقات فتنسم الرب رائحةالرضا وقال فى قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان. ولهذا أخذ نوحاًسبعة أزواج من البهائم والطيور الطاهرة حتى يستطيع أن يقدم ذبائح. وكانت الذبائحيجب أن تكون طاهرة بلا عيب إشارة للمسيح الذى بلا خطية. فالخاطئ يموت عن نفسه أماالبار فيموت عن غيره

وهناك نوعان من الذبائح      أ) ذبائحالمحرقات

                               ب) ذبائحالخطية

أ‌)                   المحرقات :- تذبح وتوضع على النارفتأكلها النار جميعها حتى تتحول إلى رماد ولا يأكل منها الكاهن ولا الإنسان الذىقدمها ولا أحد من البشر على الإطلاق، كلها للنار، أى كلها للرب. هذه تمثل غرضاًمعيناً ليس هو فداء الإنسان إنما إرضاء الله الغاضب على الخطية.

ب‌)               ذبائحالخطية:- هذه تقدم فداء عن الإنسان حتى لا يموت الإنسان

+ وذلكلأن الخطية كان لها نتيجتان  1- إحزان قلب الله

                                         2- هلاك الإنسان

إذاً المحرقات كانت لإرضاء قلب اللهالغاضب وذبائح الخطية لفداء الإنسان ولذلك فعندما قدم نوح محرقاته تنسم الرب رائحةالرضا وعمل أول ميثاق مع الإنسان تك 9 : 9 وهو وعد بالحياة وأنه لن يكون هناك موتشامل ثم يأتى إبراهيم الذى كان عنده عنصران أساسيان فى حياته أولهما الخيمة فهوغريب على الأرض وثانيهما المذبح. وفى تقديم إسحق ذبيحة إرتقى الله بالفكر البشرى.فإسحق كان الإبن الوحيد المحبوب وكان بلا خطية يموت عنها لذلك فهو رمز للمسيحالبار والإبن الوحيد الجنس (أف 1 : 6) الذى مات عن غيره.

+ ثم قدم يعقوب ذبائح. فكانت هذه الذبائححسب التقليد المسلم من الأباء عن آدم.

+ وإستمر هذا حتى سلم الله لموسى شرائعالذبائح الواردة فى سفر اللاويين.

+ الذبائح الواردة فى سفر اللاويين هى

1- المحرقة          وهذه لا يأكل منهاالإنسان. كلها للنار

2- الخطية والإثم    وهذه يأكل منهاالكاهن فقط

3- السلامة          وهذه يأكل منهاالكاهن ومقدمها وأحباؤه

هذا فضلاً عن تقدمة الدقيق وذبيحة يومالكفارة التى هى أصلاً ذبيحة خطية.

+ جاءت ذبيحة المحرقة الأولى فى الذبائحفإرضاء الله الغاضب يأتى أولاً قبل فداء الإنسان وكما سيرد شرحه بعد ذلك فهذهالذبيحة تشير لطاعة المسيح الكاملة التى بدونها لم يكن هناك فداء ولا غفران للخطيةلذلك فذبيحة المحرقة أو الطاعة هى أولاً.

+ كان الله يطبع فى ذهن شعبه أنه بدونسفك دم لا تحدث مغفرة وتصور منظر خيمة الإجتماع وهى مغطاة بالدماء ورائحة شواءالذبائح. هذه تعطى إنطباعاً بأن عقوبة الخطية موت ولكن تعطى رجاء بأن هذه الخطيةلها فداء.

+ والعهد القديم قدم لنا الخطية على أنهاإنفصال عن الله. ولذلك أصبح هناك حاجز بين الله والإنسان (رمزه حجاب بين قدسالأقداس والقدس فى الهيكل والخيمة) وكان هناك مثال آخر فالأبرص رمز للخاطئ كانيعزل عن الجماعة.

+ والفداء كان      1) عمل من أعمال محبةالله ورحمته…..وهو أيضاً

                   2) عمل من أعمال عدلالله                                                            

فلم تكن المغفرة تنازلاً من الله عنالخطية. فمبدأ الغفران فى المسيحية هو أن يكون هناك ثمن يدفع للخطية. وفى الفداءدفع الله الثمن وإشترانا بدمه

+ فى الذبائح تنقل الخطية إلى الذبيحةالتى تموت فأجرة الخطية موت. والله لو تنازل عن ثمن الخطية يصبح غير كاملاً فىعدله وصلاحه وقداسته. وكان عدل الله فى أنه نقل الخطية للمسيح وغفرها بالدم وهذاأيضاً أظهر رحمته.

+ كان الدم كفارة عن الخطية. وكلمة كفرمن الفعل يكفر وهذا الفعل كان فى العربية قبل القرآن يعنى يغطى والفلاح كان يسمىكافر لأنه يضع البذور فى التربة ويغطيها. وهى نفس الكلمة فى الإنجليزية cover أما بعد أن حدد القرآن معانى بعضالكلمات فأصبح كافر يعنى مشرك بالله.وكان غطاء تابوت العهد يسمى كافورت. إذاًفكلمة كفارة هى كلمة عبرية. وكان رئيس الكهنة يوم الكفارة يضع دم تيس الخطية علىغطاء تابوت العهد فيكفر عن خطايا الشعب. إذاً التكفير معناه تغطية الخطية بالدمفلا تظهر. وجاء مترجمو السبعينية الذين ترجموا العهد القديم من العبرية إلىاليونانية فترجموا كلمة كافورت كرسى الرحمة وبهذه الترجمة إتضح معنى التكفير.

+ وفى كل ذبيحة كان الخاطئ يأتى بالذبيحةإلى باب خيمة الإجتماع ساعياً بنفسه لله طالباً المغفرة فالله لا يرغم أحداً أنيسير فى طريقه بل هو ينتظر رجوعنا إليه كما إنتظر الآب الإبن الضال. ومن يأتى للهيأتى شاعراً أنه خاطئ ومحتاج للذبيحة ويشعر بأنه مستحق الموت ويأتى مؤمناً بمبدأالفداء أى أن يموت عنه غيره. ويأتى بالفدية لباب الخيمة شاعراً أنه خاطئ لا يستحقالدخول داخل الخيمة لنجاسته وبالدم تنزع نجاسته. وكان مقدم الذبيحة يضع يده علىرأس الذبيحة شاعراً أنها تنوب عنه

+ كان دم الذبيحة يرش أولاً على المذبحالذى لدى باب خيمة الإجتماع (مذبح المحرقة) وكان الكاهن فقط هو الذى يرشه فرش الدمللتكفير للمغفرة من عمل الكاهن فقط ويرش الدم على حائط المذبح وفى بعض الذبائح يرشالدم على الحجاب وأسفل المذبح إشارة إلى أن المذبح تأسس بالدم ولولا الدم ما كانهناك مذبح وإشارة إلى أن الصلوات التى تصلى على المذبح تأخذ قوتها من الدم.

+ فى ذبيحة الخطية كانوا ينضحون من الدمعلى الحجاب سبع مرات إشارة إل أنها كفارة كاملة فرقم 7 يشير للكمال.

+ كان الدم يشير للنفس فإذا سفك دم إنسانأهدرت حياته والحياة ملك للرب ولذلك مُنِع شرب الدم فى العهد القديم. أما فى العهدالجديد فقد أعطانا المسيح دمه أى حياته نشربه فنحيا به.

المعانى وراء تقديمذبيحة

1-              شعورالإنسان أنه أخطأ :- فلولا خطيته لما أتى بذبيحة وهذا شعور لازم كخطوة أولى فىروحيات هذا الإنسان أى الإقرار بالخطية

2-              إعترافبأن أجرة الخطية موت :- فلولا خطيته ما ماتت الذبيحة.

3-              إيمانبمبدأ الفداء :- أى نفس تفدى نفس. وكأن مقدم الذبيحة يقول فى نفسه أنا الذى أستحقالموت وليس هذا الحيوان البرئ

4-              أحساسهبان الذبيحة تحمل الخطية :- بإقراره بخطاياه على رأسها.

5-              شعورهبعمل الدم وقوته :- فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة

الذبائح تظهر الفرق بينالخاطئ وحامل الخطية

فالخروف المذبوح ليس خاطئاً ولكنه حاملخطية. مثل السيد المسيح الذى وضع عليه إثم جميعنا وهو البار القدوس.

الإعتراف كسر كنسى وعلاقتهبطقس الذبائح  

إقرار مقدم الذبيحة بخطيته على رأسالذبيحة هو رمز لسر الإعتراف الذى فيه أقول للأب الكاهن هذه هى خطيتى خذها ضعهاعلى رأس الذبيحة

تنوع الذبائح وسببه

حدد سفر اللاويين أنواعاً للذبائح(محرقات وخطية…..الخ) والسبب أن ذبيحة واحدة كانت عاجزة عن شرح ذبيحة المسيح.وأيضاً من داخل الذبيحة الواحدة تعددت أنواع الحيوانات التى يمكن إستعمالها (عجول –خراف – طيور….) وما هذا إلا للإشارة لعمل المسيح المتنوع فهى مظاهر متعددةلذبيحة المسيح الواحدة وكمثال على ذلك فأن هناك أربعة أناجيل لشرح حياة المسيح ولميكن ممكنا أن يقوم إنجيل واحد بشرح كافة الجوانب فإنجيل لوقا يقدم المسيح كإبن آدمويوحنا يقدمه كإبن الله. لذلك لوقا يتحدث عن ميلاد المسيح ونموه فى الحكمة وخضوعهلأبويه ومعموديته وتجربة البرية أما يوحنا فيحدثنا عن الكلمة كان الله. وفى إنجيللوقا نجد مشهد بستان جثيمانى هكذا، المسيح المتألم الباكى الذى يريد للكأس أن تعبرعنه وملاك يشجعه أما فى إنجيل يوحنا فحين أتى يهوذا وجماعته ليمسكوه قال لهم أناهو فسقطوا. ثم يسلم نفسه بشرط أن لا يؤذوا تلاميذه. هنا نجد المسيح بسلطان لاهوتهتسقط الجموع ثم بإرادته يسلم نفسه ليخلص تلاميذه.

+ كما تشير كثرة الذبائح إلى أن الخطيةبشعة جداً وأن هذه الذبائح لا تستطيع أن تصالحنا مع الله فقيمتها فى كونها رمزاًللذبيحة الكفارية يسوع المصلوب كما أن من المفيد لمقدمها طاعة أوامر الله والتأملفى معانى الذبيحة.

+ لكل ذبيحة ثلاث جوانب 1- التقدمة   2-الكاهن   3- مقدم الذبيحة.    والمسيح هو التقدمة أى الذبيحة وهو الكاهن الذىقدمها وهو مقدم الذبيحة فهو الذى قدم نفسه بسلطانه. ونلاحظ قول الكتاب ” إذاقرب إنسان منكم ” لا 1 : 2 + لا 2 : 1…. فلفظ قرب مقترن بتقديم ذبيحة،والمسيح قدم نفسه ذبيحة ليقربنا لله. راجع دا 7 : 13 ” مثل إبن إنسان أتىوجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه ” وواضح أن المعنى، أن إبن الإنسانقربوه ذبيحة ليقربنا نحن من الله. هو قدم جسده وهو بلا خطية كمن يريد أن يكمل كلبر. وصار لنا الكاهن والوسيط والشفيع، التقدمة والمقدم. الآب يرى دمه يغطينافيقبلنا.

أنواع الحيواناتالتى تقدم ذبائح وكيف تشير للمسيح

1-              التيس :- وهو ذكر الماعز. هو يتكلمعن يسوع المصلوب لكى نفهم المعنى فلنبحث المواقف التى ذكر فيها التيس فى الكتابالمقدس. نجده مثلاً فى قصة خديعة يعقوب لأبيه اسحق وخديعة أولاد يعقوب له والمسيح يصفالذين لم يقدموا الحب لإخوته الأصاغر بأنهم جداء. ومن هنا نفهم بأن هناك إرتباطبين الماعز والخطية. والمسيح صار خطية لأجلنا 2كو 5 : 21. فهو تحمل ثقل دينونةالله للخطية حتى نصير نحن بر الله فيه

2-              الثور :- لنرجع إلى أش 53 : 4 لكنأحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها. الثور هو أقوى حيوان فى الحيوانات المسموحبتقديمها ويتميز بقوة التحمل وله قدرة واضحة على تحمل عناء العمل الشاق. وإستخدمهالرسول بولس ليشبه به الخدام الذين يتعبون 1كو 9 : 9 وهنا الثور يشير للمسيح الذىأتى ليَخدِم لا ليُخدَم، متحملاً حمل الصليب وصلبه، هذا بالنسبة لألام الجسد. أمابالنسبة لألام النفس التى تحملها فلا يعبر عنها. فهو تعرى أمام الجميع وحملالخطايا كمذنب وإحتمل السخرية والهزء والرفض ممن أتى لأجلهم ولم يتراجع ولا تذمروهو إحتمل كل هذا فى صمت ليعطينا نحن سلام يفوق كل عقل.

3-              الخروف :- الخروف هو أكثر الحيواناتخضوعاً وإستسلاماً لصاحبه وأقلها عناداً وتمرداً ولذلك فالخروف يتكلم عن الطاعةوالخضوع وإلإستسلام (أر 11 : 19 + أش 53 :7). فالمسيح إستسلم للجالدين ولصالبيهوهو القوى بلا حدود. خضوع المسيح لم يظهر فقط فى صلبه ولكن فى حياته فهو الذى قالطعامى أن أصنع مشيئة الذى أرسلنى يو 4 : 32، 34. وكانت مشيئة الآب أن يريح المسيحالخطاة ويخلصهم.

4-              الحمامة :- فى قصة معمودية المسيحإنشقت السماء لينزل الروح القدس على هيئة حمامة. فالمسيح بصلبه إنشقت السماء وإنشقحجاب الهيكل معلناً الصلح بين الله والإنسان وليحل الروح القدس على الإنسان. فهومات لكى يعطينا الروح القدس (الحمامة) الذى يحلق بنا عالياً فى أجواء السماء.والحمام رمز للطهارة والبساطة والوداعة التى فى المسيح

5-              اليمامة :- راجع نش 2 : 12، 13″صوت اليمامة سمع فى أرضنا” فاليمام أذاً يشير للفرح بصوته وهذا يشيرللمسيح الذى كان فى مجده وأخذ للذبح كما تؤخذ هذه اليمامة المغردة للذبح

معنى تقديم ذبائححيوانية

1-              كانمقدم الذبيحة يقدم ذبيحته التى بلا عيب ويقف أمامها معترفاً بخطاياه ويده علىرأسها فيحس ويقتنع أن الله ينظر إليه فى عدم عيب ذبيحته التى التى يقدمها عن نفسهوان خطاياه إنتقلت للذبيحة وخرج هو مبرراً أمام الله معتوقاً من حكم الموت.

2-              كانيجب أن تكون الذبيحة طاهرة، أى من الحيوانات المسموح بأكلها، إشارة إلى أن المسيحأعطانا جسده لنأكله “من يأكلنى يحيا بى”. وهى بلا عيب إشارة للمسيحالقدوس.

3-              كانتذبيحة حيوانية أى غير عاقلة ؟ أى غير قابلة للخطية والتعدى إشارة للمسيح الذى بلاخطية. وإن كانت الذبيحة لها إمكانية الخطية فكيف يمكن أن توضع بديلاً عن الخاطئ.ولو تأمل اليهودى التقى فى معانى الذبائح التى تقدم لكان إرتقى روحياً ولقدم توبةحقيقية وهذا ما كان يريده الله ولكن للأسف إنحصر إهتمام الأشخاص بالطقوس وأهملواالتوبة. وكان هذا دور الأنبياء أن يشرحوا لهم ما هو المقصود بالذبائح والطقوسعموماً. فأكد صموئيل لشاول أن الطاعة أفضل من الذبيحة 1صم 15 : 22 وراجع أش 1 : 10– 20 + هو 6 : 6 + مز 51 : 16، 17

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى