اسئلة مسيحية

توتر الأعصاب



توتر الأعصاب

توتر الأعصاب

كثيرا ما أجد أعصابى متوترة. فما هو علاج ذلك؟ وماذا أفعل عندما تكون
أعصابى متوترة؟ وما هى الأسباب التى تؤدى إلى توتر الأعصاب؟

 

الرد:

مقالات ذات صلة

 أسباب
توتر الأعصاب بعضها جسدية، والبعض نفسية أو روحية.

 1-فمن
ضمن الأسباب الجسدية: التعب ولإرهاق.

فالأعصاب
تتعب ضمن الجسد المتعب، وتكون لا تحتمل فيها شيئا، وأى ضغط عليها، واية إثارة،
تسبب لها توتراً يظهر فى تصرفات الإنسان وانفعالاته

والأعصاب
أيضاً تعب من الإرهاق وقلة الراحة.

مثلها
فى ذلك مثل أى عضو آخر فى الجسد يتعب من الإرهاق. لك يحتاج الإنسان إلى الراحة والأسترخاء،
لأن العمل المتواصل يعرض الأعصاب إلى الإرهاق حتى لو كانت هذه الراحة مجرد دقائق
بسيطة بين فترة من العمل والأخرى. كما يحدث مع تلاميذ المدارس بين حصة وأخرى.
ويسمونها بالإنجليزية
Break، لأنها تكسر حدة العمل المتواصل. وتريح الجسد. وبالتالى تريح
الأعصاب.

لقد
منحنا الله يوم راحة فى الأسبوع، لأنه يعلم أن طبيعتنا تحتاج إلى ذلك.

إنه
هو الذى خلق طبيعتنا، ويعلم أن العمل المتواصل يتعبها، لذلك أعطانا السبت
Sabbath (ومعناها الراحة) وقال لنا ” لا تعمل فيه عملاً ما ”
(تث 5: 14). وكانت هذه الوصية لخير الإنسان، ولراحة جسده وأعصابه. وهكذا قال الرب
” السبت إنما جعل لأجل الإنسان، وليس الإنسان لأجل السبت ” (مر 2: 27).

لذلك
احترس من أن تدخل فى لقاء متعب أو حوار ساخن، وأنت مرهق جسدياً

فأعصابك
– كجزء من جسدك – تكون مرهقة كجزء من جسدك المرهق، ولا تكون محتملة بينما نفس اللقاء
أو الحوار، وإذا تم وأنت مستريح جسديا وعصبيا، يمر بطريقة أسهل لا تهمل فترات
الراحة والاسترخاء اللازمة لك، ولا تظنها لوناً من الترف بل أنت تستطيع بها أن
تتصرف بأسلوب روحى، بعيداً عن النرفزة.

ونصيحتى
لك، لا تدخل فى نقاش أو جدل مع شخص مرهق جسدياً. ولا تطلب طلباً هاماً يحتاج إلى
التفكير من شخص متعب، لأن حالته الصحية ربما لا تساعده على التفكير العميق أو البت
فى أمر حيوى فى حالة التعب. والإصرار على الطلب أو المناقشة فى مثل الحالة يكون
ضغطاً على أعصابه.

 

2-وقد
يكون السبب فى التوتر، هو مرض الأعصاب.

فإن
كانت الأعصاب مريضة، إنها لا تحتمل كثيراً، وتتوتر بسرعة. وهذه حالة تحتاج إلى
علاج.

هناك
أيضاً أعصاب، لها أطباء متخصصون.

وهى
لا تشين الإنسان فى شئ، ولا تسئ إلى سمعته. وقد تكون لها اسبب عضوية بحته، لا
علاقة لها بنفسية الإنسان ولا بعقله فأى عصب فى الإنسان أصابة ضرر، ربما بسبب ضغط
عليه، أو كسر، أو حادث إلى علاج

إنسان
مثلا يشكو مرضا فى العمود الفقرى، فيه العظام تضغط على الأعصاب فتتعبها، وتلهبها.
وهكذا يشكو الإنسان من أعصابه، من غير نرفزة. ولكنه قد يكون فى هذه الحالة غير
محتمل لأى سبب يضايقه من الخارج.

 

3-وقد
يكون طبع الإنسان عصبيا، بحيث يثور بسرعة.

ويحتد،
ويرتفع صوته، وتتغير لهجته، وتتجهم ملامحه. وهذا الأمر يحتاج إلى علاج روحى بترك
الغضب، والتدريب على الهدوء وحسن معاملة الآخرين.

 

4-لذلك
إبعد عن مسببات الغضب. وقد كتبت لك فى كتاب الغضب، فصلا طويلاً عن (علاج الغضب) يمكنك
قراءته، لتبعد عن النرفزة. وكلمة نرفزة مشتقة من كلمة
Nerves
بمعنى أعصاب – فابعد بقدر إمكانك عن كل ما يتعبك ويثيرك، حتى تكون فى جو من الراحة
يساعدك على عدم الاستثارة بسرعة.

 

5-وقد
يكون سبب توتر الأعصاب: طبع العنف، والتزمت.

فالإنسان
الذى يتخذ العنف منهجاً فى حياته، تكون تصرفاته مصحوبة بالتوتر، ولا يقبل نقاشاً
ولا تفاهما، ويحاول أن يصل إلى نتيجة بسرعة ومن أقصر الطرق، وبشدة فلو قوبل عنفه
بعنف، يزداد الأمر توتراً من الجانبين.

كذلك
الإنسان المتزمت، لا يكون واسع الصدر، ولا واسعاً فى تفكيره. وتزمته يجعله يضيق
على نفسه وعلى غيره أيضاً. ويكون التعامل معه مشحوناً بالتوتر.

دائما
تجد الأشخاص المتزمتين ملامحهم عابسة، بجدية متحفزة، وعيون ملتهبة، وأعصاب مستعدة
للهجوم مع تعليقات متشددة قاسية: هذا خطأ، وهذا حرام، وهذا لا يليق

والمتزمت
قد يقيم نفسه رقيبا عل جميع الناس، ومصلحا للمجتمع كله، يصلح الكبار كما يصلح
الصغار، والذين يعرفهم والذين لا يعرفهم! إنه ثورة على كل شئ، فى كل مكان، وفى كل
مناسبة، وبلا مناسبة!!

ولا
تتدخل فيما لا يعنيك، لا تحاسب إلا على ما هو حدود مسئوليتك الخاصة. أما ما هو
خارج مسئوليتك، فلا تحشر نفسك فيه. وقل لنفسك ” من أقامنى قاضيا أو مقسماً؟!
” (لو 12: 14) بهذا تستريح أعصابك وتهدأ. لأن الضعفاء، أعصابهم متعبة

 

6-وقد
يكون سبب التوتر هو حالة نفسية:

مثل
القلق أو الاضطراب، أو الخوف، أو الخجل، أو التردد. ففى هذه الحالات وأمثالها قد
تتوتر الأعصاب، وبخاصة إن لم تجد حلا أمامها، أو لم تجد وسيلة للتعبير عما تريد
ويحتاج الإنسان هنا أن يهدئ نفسه من الداخل، أو يعالج هذا التعب النفسى فيه بصفة
عامة، فيزول التوتر الذى هو من نتائجة

 

7-كذكل
تتعب الأعصاب، بسبب طريقة الأفكار الخاطئة.

فهناك
أشخاص عقلهم ضدهم. دائما يفكرون بطريقة تتعبهم وتهيجهم وتشد أعصابهم. كالشخص
السوداوى فى أفكاره، الذى لا يتخيل إلا شراً، ولا يتواقع إلا أسوأ الظروف وانتائج.
فهذا أفكاره تتعبه. ومثله الإنسان المعقد فى التفكيره. وكذلك الإنسان الملتهب،
الذى يفكر بسرعة شديدة، بدون ترو أو هدوء، فيلهب أعصابه معه ” وتتمدد أعصابه
بالحرارة ” التى فى داخل نفسيته! وبالمثل الإنسان الشكاك، أعصابه أيضاً متعبة

ويريح
أعصابك أن تتعود على البشاشة.

وأن
يدخل فى حياتك روح المرح. ففى حالة المرح. ففى حالة المرح والضحك تنبسط الأعصاب
بعد توترها، وتهدأ. لذلك يقال فى العامية، فلان ” أنبسط ” أو مبسوط

والمشكلة
أن البعض فى نسكياتهم، يعلمون أن الضحك حرام، بينما يقول الكتاب ” للبكاء وقت،
وللضحك وقت ” (جا 3: 4) فعلى الأقل إن لم يكن لك روح المرح، فليكن لك روح
الفرح. ويقول الرسول ” افرحوا فى الرب كل حين، وأقول ايضاً افرحوا ” (فى
4: 4). وقد وضع الفرح فى مقدمة ثمار الروح ” محبة وفرح وسلام ” (غل 5: 22).
والذين يحيون فى فرح، لا تتعب أعصابهم.

 

8-من
الأشياء التى تتعب العصاب ايضاً الأمراض النفسية.

فالمريض
بالخوف أو القلق، باستمرار تجد أعصابه متعبة. كذلك الذى يقاسى من التردد أو من
الخجل، تجد أعصابه متعبة، بسبب تردده أو بسبب خجله. إذا انصلجت النفس من الداخل،
هدأت الأعصاب أيضاً.

 

9-وقد
يكون سبب التوتر الإنشغال وعدم التفرغ.

فالإنشغال
قد لا يعطى مجالاً للتفاهم، وبخاصة لو كان الشخص المنشغل يريد أن ينتهى من عمله
بسرعة، أو فكره مركز فى موضوع معين لا يستطيع تركه للتفكير إن كان وقته ضيقا،
ويحتاج إلى دقيقة أو كل لحظة.

ونصيحتى
أن تكم الناس، حينما يكونون متفرغين للحديث معك. ولا تضغظ على من يكون منشغلاً

وتوجد
أسباب للتوتر من خارج الإنسان وليس من داخله.

من
أسباب توتر اعصاب أيضاً الضغوط الخارخية، مع خطأ التعامل معها
Response من المشاكل والضيقات والمتتابعة، أو التى تكون صعبة الحل وقد يكون
سبب التوتر أخطاء الآخرين ونتائجها، أو سوء معاملتهم واهاناتهم وألفاظهم القاسية.

كل
إنسان فى الدنيا معرض لضغوط؟ أم أن الأمر يتوقف على مدى الاستجابة لها؟!

قد
يلاقى البعض تلك الضغوط باحتمال وصبر، أو يقابلها بتفكير وحكمة ويصرفها. والبعض
يقابلها بلا مبالاة، والبعض يقابلها بروح المرح. والبعض يجعلها خارج نفسه، لا تدخل
اطلاقا إلى داخله والبعض يقابلها بانفعال وغضب، والبعض يقابلها بحزن أو بيأس.
وهذان الأخيران يتعبان أعصابهما

 

10-وقد
يتسبب التوتر فى سماع الأحاديث المتعبة:

إما
أن تكون متعبة من نوعيتها، أو فى تكرارها، أو فى طولها بحيث تستغرق وقتاً أكثر مما
تستحق، أو تكون تافهة ومستمرة، أو ومستمرة، أو أن السامع لا يريد هذا النوع من
الحديث. ومع ذلك فالمتكلم لا يشاء أن يصمت نصيحتى لك أن تكلم من له أذنان للسمع.

إنسان
مشدود الأعصاب، قد يشد أعصاب غيره بحديثه. وكثيرون يثيرون غيرهم بطريقة كلامهم.
نصيحتى لك أن تتجنب هذا النوع.

 

9-مما
يتعب الأعصاب الإلحاح المستمر، وكذلك الإطالة والتكرار

فإنسان
مثلا يطلب منك طلبا، فتعده بذلك، وقد يحتاج منك ذلك الأمر وقتا للتنفيذ. ولكنه
خلال هذا الوقت يلح ويلح بطريقة تتعبك. وتقول له ” حاضر. أنا فاكر ”
(ولكنه يلح. ويكرر الكلام طويلاً. ويكون كل ذلك ضغطاً على أعصابك

وكما
يقول المثل ” صاحب الحاجة أهوج “. فكثيراً ما يلح صاحب الحاجة إلحاحاً
يأتى بنتيجة عكسية: فبدلا من أن ينال حاجته، تثير بإلحاحة أعصاب من يطلب منه
وبخاصة لو كان كان الطلب يحتاج إلى وقت أو إلى تفكير، والذى يطلب يريد الآن وبسرعة،
ويلح ويضغط

وبالمثل
إنسان يشرح لك شيئا، فتعرفه ” قد فهمت ” ويظل هو يشرح ويشرح، ويطيل
ويكرر الكلام، حتى تسأم. ويستمر فى اطالته، فتتعب أعصابك

وأحياناً
تتوتر الأعصاب بسبب الأخبار.

الأخبار
المزعجة، والمقلقة، والمثيرة. وكذلك الأخبار التى يشعر الإنسان إنها تحوى مغالطة،
أو تحوى ظلماً، أو تسبب شراً والأخبار المغرضة. والأخبار التى لا يمكنك تصديقها،
ويصر ناقلها على اقناعك بها بأية وسيلة.! ويدخل فى هذا أيضاً الأخبار المختلفة
التى لا أساس لها من الصحة.

ولذلك
فالبعد عن مثل هذه الأخبار يسبب راحة للنفس وللعصاب. ومن هنا كان المتوحدون أهدأ
أعصابً، وأكثر سلاماً، من غيرهم

نصيحتى
لك: كل ما تسمعه أو تقرأة من أخبار، يمكن أن يضاف إلى معلوماتك، وليس إلى أعصابك.
ويمكنك أن تقوم بتحليل المعلومات، وقبول ما يصلح منها، دون أن تدخل فى جدول متعب
وبعض الأخبار يحسن البعد عنها

 أولا
بمعالجة الأسباب، وبالتدريب على الهدوء والسلام الداخلى. وتساعد الراحة والاسترخاء
على هدوء الأعصاب. وكذلك تفيد الرياضة والمشى مما يبدد طاقة الأعصاب الملتهبة.

و
التغذية السليمة لازمة، لأن الأعصاب أيضاً تحتاج إلى غذاء، كما تحتاج إلى الدواء،
غلى الاسترخاء

وأيضاً
تداريب التنفس العميق فى هواء طلق وتصلح لذلك أيضاً الموسيقى الهادئة.

ويمكن
لإراحة الأعصاب المتوترة: القراءة التى تحول الفكر من منطقة التوتر إلى موضوعات
أخرى

وكذلك
التحدث من أناس هادئين يمتص منهم المتوتر هدوءاً. ومما يريح من توتر الأعصاب
التدرب على البشاشة وروح المرح.

وتوتر
الأعصاب يعالج قبل كل هذا بالحياة الروحية السليمة. فالإنسان الروحى بعيد عن توتر
الأعصاب. والإنسان المؤمن بعناية الله ورعايته يكون بعيداً عن القلق والاضطراب
والخوف وسائر العوامل النفسية التى تتعب الأعصاب، كما يكون وديعاً هادئا بعيداً عن
الغضب، حسن التعامل مع الناس.

نصيحة
أخيرة: تدرب على السلام الداخلى، فتستريح أعصابك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى