اللاهوت الطقسي

الفصل الرابع: قداس المؤمنين



الفصل الرابع: قداس المؤمنين

الفصل
الرابع: قداس المؤمنين

أولاً:
قانون الإيمان وصلاة الصلح

1-
يقول الشماس “إنصتوا بحكمة الله..”:

أ-
لأنه فى هذه اللحظة كان يخرج من الكنيسة صفوف الموعوظين الذين لهم حق حضور القداس
إلى هذا الحد فقط فكان الشماس ينبه المؤمنين ألا يلتفتوا أو ينشغلوا أثناء خروج
هؤلاء.

ب-
يطلب الشماس من الشعب أن يتأمل بحكمة ومشاعر روحية فى كلمات قانون الإيمان.

2-
يقول الشعب قانون الإيمان بصوت عال قبل صلاة الصلح لإعلان الشعب عن إيمانهم
وعقيدتهم بالإضافة إلى أهمية الإيمان وضرورته كشرط له أهمية مع المحبة التى نعلنها
فى صلاة الصلح.

3-
يقف قانون الإيمان فى نهاية قداس الموعوظين وبداية قداس المؤمنين وكأن الكنيسة
تعلم أن الغاية التى يجب أن يصل إليها الموعوظ أن يعرف الإيمان الأرثوذكسى حتى
ينال المعمودية وكذلك بداية الإنسان المؤمن أن يحفظ الإيمان ويسلك فيه.

4-
أثناء تلاوة قانون الإيمان يغسل الكاهن يديه ثلاث مرات وينفضها أمام الشعب.

أ-
إنذاراً وتحذيراً للشعب حتى لا يجرؤ أحد ويتناول بغير إستحقاق لذا يبرئ نفسه من
ذنبهم.

ب-
يغسلها أيضاً استعداداً للمس وتقسيم الجسد المقدس إشارة لطهارة النفس والجسد قبل
التقدم للأسرار.

5-
يصلى الكاهن صلاة الصلح أمام المذبح وتكون يداه مرفوعتين عاريتين أى بدون لفافة
لأن الخطية سببت عرياً لآدم والبشرية كلها فهذا هو حال البشرية قبل المصالحة التى
تمت بالصليب.

6-
عند بداية القطعة الثانية من صلاة الصلح يمسك الكاهن باللفافة المثلثة التى فوق
الإبروسفارين بين يديه وهى التى تشير إلى ختم القبر وهذا إشارة إلى حل الأختام.

7-
ثم يضع هذه اللفافة أمام وجهه:

أ-
مثل السيرافيم الذين يغطون وجوههم من بهاء عظمة مجد الله.

ب-
حتى لا يرى الصليب الذى يرفعه الشماس مقابله فهى تمثل حائط السياج المتوسط أى
العداوة القديمة التى نقضها المسيح بالصليب.

8-
فى نهاية صلاة الصلح ينزل الكاهن اللفافة من أمام وجهه ويضعها على يساره ويظهر
الصليب إشارة إلى سقوط هذا السياج ويضعها عن يساره لأنها ترمز للعداوة.

9-
بعد نهاية صلاة الصلح يقول الشماس “تقدموا تقدموا” ويرفع الكاهن بمعاونة
الشماس الإبروسفارين من على المذبح:

أ-
فتنكشف الأسرار الإلهية مثلما إنكشف لاهوت المسيح بقيامته من الأموات.

ب-
تنكشف اللفائف التى تمثل اللفائف التى كانت موضوعة داخل القبر وهى موضوعة كما كانت
تماماً كما رأى التلاميذ الأكفان موضوعة كما كانت عليه.

10-
يرفرف الكاهن الإبروسفارين أى يحدث هزات عند رفعه وتوضع أحياناً بعض الجلاجل فى
أطراف الإبروسفارين حتى تحدث صوتاً عند هزها كمثل صوت الزلزلة التى صاحبت فتح
القبر “وإذا زلزلة عظيمة حدثت…” (مت 2: 28).

11-
الكاهن والشماس مقابله يرمزان للملاكين عند القبر واحد عند الرأس والأخر عند
الرجلين.

12-
عند صلاة الصلح وقبل رفع الإبروسفارين يمكن سيامة الشمامسة والكهنة إذ تدخل كل
الرتب إلى قدس الأقداس بعد الصلح الذى صنعه صلب الرب بخلاف العهد القديم الذى كان
لا يدخل فيه إلا رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة فقط.

13-
يقبل الشعب بعضهم البعض بالقبلة المقدسة:

أ-
وهى علامة المحبة التى تأتى بعد قانون الإيمان حتى يقترن الإيمان بالمحبة (1كو 2:
13).

ب-
علامة إتحاد أعضاء الكنيسة فى جسد واحد وروح واحد (أف 4: 4-6).

ج-
دليل التسامح حتى نستأهل التقرب من هذه القرابين المقدسة.

14-
يلاحظ أن الكاهن من أول صلاة الصلح إلى أخر صلاة القسمة يخضع برأسه على المذبح
ساجداً وضاماً يديه على صدره فى نهاية كل جملة يقف عندها.

 

 ثانياً:
مستحق وعادل

1-
يمسك الكاهن اللفافة التى كانت على الإبروسفارين بيده اليسرى لأن الختم يرمز لعدم
المعرفة والعداوة ويمسك اللفافة التى فوق الصينية بيده اليمنى إشارة إلى البركة
وأن الله ظهر فى الجسد.

2-
يمسك الصليب ويرشم الشعب ثم يرفع يديه مستورتين باللفافتين ويصلى ذلك على مثال
السيرافيم فبعد الصلح بالصليب صرنا نشارك السمائيين فى تسابيحهم .

3-
ترفع اللفافة من على الصينية بينما الكأس مغطى:

أ-
إشارة إلى أن النسوة قبل أن ذاع خبر القيامة ذهبن إلى القبر فوجدن الحجر مدحرجاً
عن القبر فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع (لو 1: 24-3).

ب-
إشارة لظهور المسيح لمريم المجدلية بعد القيامة وإخفاء ذاته عنها فلم تعرفه.

ج-
يمثل هذا أيضاً حادثة تلميذى عمواس فالجسد ظاهر لكن الدم “النفس” غير
مكشوف.

4-
يذكر الكاهن التسع طغمات السمائية، وهنا تقدم الكنيسة التسبيح لله حيث يكون البشر
هم الطغمة العاشرة.

 

 ثالثاً:
أجيوس

1-
اللفافة التى على يد الكاهن اليسرى هى نفسها التى كانت موضوعة مثلثة على
الإبروسفارين قبل إنتهاء صلاة الصلح وهى تشير إلى الختم الذى كان على الحجر الذى
على قبر السيد المسيح. وهى أيضاً ترمز إلى الخطية التى تحجزنا عن الله. وتجعلنا فى
قبر الشهوة، وتعزلنا عن التمتع بمجده، والخطية هى أيضاً التى تسببت فى موت فادينا
الحنون ودفنه فى القبر.

وعندما
يضع الكاهن هذه اللفافة على يده اليسرى.. يتذكر أن الخطية تتسبب فى جعل الأشرار عن
يسار الديان العادل، ليطردوا من النعيم الأبدى إلى النار الأبدية. فالشمال دائماً
يرمز للشر، وفى مقابل اليمين الذى يرمز للبر.

 

2-
أما اللفافة التى على يد الكاهن اليمنى فهى التى كانت تغطى الصينية.. وكأنه يعلن
بهذا أنه تغطى بنعمة المسيح النابعة من جسده المقدس الذى يشفينا بجراحاته. فشمال
الكاهن ترمز لخطيته، وخطية الشعب التى كانت بمثابة حجر وختم على قبر السيد، ويمين
الكاهن ترمز لبر المسيح الذى نناله بالإيمان به، والإتحاد بجسده فى سر
الإفخارستيا.

 

هذه
اللفافة (فى اليد اليمنى) يرشم بها الكاهن الشعب قائلاً: “الرب معكم”،
ثم يرشم بها خدام الهيكل عن يمينه قائلاً: “أرفعوا قلوبكم”، وأخيراً
يرشم بها ذاته قائلاً: “فلنشكر الرب”.

إن
قوة عظيمة تخرج من هذه اللفافة التى كانت ملاصقة للصينية كمثل أكفان المسيح التى
لمست جسده الطاهر، وكمثل ثوب المسيح الذى لمسته نازفة الدم فبرأت حالاً من
نزيفها.. تخرج هذه القوة الإلهية لتبارك الشعب برشم الكاهن معلنة أن (الرب معناً)
هنا فى القداس، حاضر معنا فى القربانة المقدسة.

3-
وبعد إنتهاء صلوات (مستحق وعادل) وأثناء صلاة التسبحة الشاروبيمية (قدوس قدوس رب
الصباؤوت)، يبدل الكاهن اللفائف التى على يده عاقداً يديه على شكل صليب كمثلما فعل
أبونا يعقوب أبو الأباء حينما بارك منسى وإفرايم إبنى يوسف الصديق.

 

4-
يضع الكاهن اللفافتين على المذبح بحيث تكون اللفافة اليمنى عن يسار المذبح واليسرى
عن يمين المذبح (معكوستين)، وكأنه يعلن أن الصليب وفداء المسيح قد نقلنا من الشمال
إلى اليمين وجعل يسارنا يميناً.. أى خطيتنا صارت براً فيه.

 

5-
ثم يأخذ الكاهن اللفافة التى على الكأس، ويجعلها على يده اليمنى، ويضع مكانها
اللفافة التى كانت على يده اليسرى.. والتى شرحنا أنها رمز للخطية فتصير خطيتنا
ملقاه على كأس دم المسيح ليغفرها لنا، ويغطى مرة ثانية الأب الكاهن يديه اليمين
باللفافة التى كانت على الكأس واليسار باللفافة التى كانت على يده اليمنى، وهى
التى كان أصلاً على الصينية.

 

وكأنه
يعلن أن خطيتنا قد صارت على المسيح “جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير
نحن بر الله فيه” (2كو 21: 5). ويعلن أيضاً أننا قد تغطينا ببر المسيح يمين
ويسار بالدم والجسد.

6-
ثم يرشم الكاهن نفسه باللفافة اليمنى (من على الكأس) رشماً واحداً قائلاً: (أجيوس)
ثم على خدام الهيكل (أجيوس)، والرشم الثالث على الشعب قائلاً أيضاً: (أجيوس)،
ليعلن أننا نتقدس بدم المسيح.. وكما إننا قد آمنا أن قوة عظيمة قد خرجت من اللفافة
التى على الصينية لتبارك الشعب، كذلك نؤمن أن نفس القوة تخرج من اللفافة التى كانت
على الكأس لتقدسنا جميعاً الكاهن والشمامسة والشعب.

ملاحظات:

1-
حركة اللفائف هذه تمثل حركة أجنحة الشاروبيم.

2-
تعنى أيضاً أن هناك حركة حياة حدثت فى القبر لكنها حركة ظاهرة مباركة وليست حركة
سرقة لأن كل شئ كان موجوداً (يو 6: 20-7).

3-
كشف الأسرار وتغطيتها بهذه الصورة تعنى سهولة السر ثم صعوبته، وبساطته وعظمته،
وقربه وعمقه.

4-
رفع اللفافة التى فوق الكأس إشارة إنه أعلن عن شخصه للمجدلية فيما بعد فعرفته.

5-
تغطية الكأس بلفافة أخرى بعد كشفه:

أ-
وذلك فيه معنى إعلان الرب يسوع المسيح نفسه لتلميذى عمواس ثم اختفائه عنهما (لو
13: 24-33).

ب-
يعنى أيضاً أن هذا السر “قد وضع لسقوط وقيام كثيرين” (لو 34: 2).

6-
يعمل الرشومات الأولى (الرب مع جميعكم) باللفافة التى كانت على الصينية ثم يعمل
الرشومات الثانية (أجيوس) باللفافة التى كانت على الكأس فيه معنى المساواة بين
الجسد والدم ووجوب أخذ البركة من كليهما.

 

 رابعاً:
تجسد وقام من الأموات

1-
يضع الكاهن يد بخور فى المجمرة وهو يقول: “تجسد وتأنس”.

أ-
ذلك يذكرنا بتجسد المسيح فى بطن السيدة العذراء التى تشير إليها المجمرة، أما
الفحم المتقد ناراً فيشير إلى اللاهوت المتحد بالناسوت.

+
ويذكرنا بالبخور (اللبان) الذى قدمه المجوس عند ميلاد السيد المسيح تمجيداً له
ودلاله على أنه الله الذى ظهر فى الجسد.

ب-
توضع يد البخور بالمستير التى فوق كرسى المذبح لأن إنزاله من أعلى كرسى المذبح إلى
أسفل يشير إلى تجسد إبن الله الكلمة ونزوله من أعلى السموات إلى بطن العذراء
وإنتشار حياته المقدسة الطاهرة بين الناس كبخور ذكى.

ج-
توضع بالمستير أيضاً على أساس أن المستير يرمز إلى الملقط الذى أخذ به الملاك
الجمرة من على المذبح ووضعها على فم إشعياء ليطهره (وهو رمز السيد المسيح).

2-
ثم يصلى الكاهن قطعة “وقام من الأموات” وهنا يمسك الشمامسة الشموع
المضاءة وذلك لبهاء مجد السيد المسيح المقام كما رآه الحراس وتظل فى أيديهم حتى
نهاية التقديس.

 

خامساً:
التقديس

1-
يضع الكاهن اللفافتين اللتين على يديه إلى جانبى الكرسى إشارة إلى قول الكتاب عن
بطرس الرسول أنه دخل القبر ونظر الأكفان مرفوعة (يو 6: 20).

2-
ثم يبخر يديه على المجمرة إستعداداً لمسك الأسرار الطاهرة.

3-
يأخذ البخور بين كفيه ويضعه على الخبز ثم الكأس رمز للحنوط التى وضعها يوسف الرامى
ونيقوديموس على جسد المخلص عند دفنه.

4-
يضع البخور فوق الجسد ثلاث مرات.

 

أ-
إشارة لأفعال الخلاص الثلاثة (ولادته – موته – قيامته) التى وهبت لنا الحياة.

ب-
رمز لإشتراك الثالوث فى عملية الخلاص وعمله الإيجابى فى هذا السر (الآب يتقبل
الذبيحة والإبن هو الكاهن الذى يخدم الليتورجية والروح القدس يحول القرابين).

 

5-
يفعل ذلك وهو يقول: “لأنه فيما هو راسم أن يسلم نفسه للموت عن حياة
العالم” وذلك إشارة لبذل السيد المسيح ذاته على الصليب فالبخور يرمز للتجسد
والمذبح يرمز للصليب.

6-
البخور:

أ-
إشارة إلى أن حياة السيد المسيح كانت حياة نقية لها رائحة ذكية تشبه رائحة البخور
السمائى.

ب-
رمز للصلاة التى يتقدس بها الكاهن لكى ما يردد نفس كلمات التقديس التى نطق بها
الرب يسوع.

 

7-
بعد التبخير يرفع الكاهن النجم عن الصينية.

أ-
لقد كان النجم يشير إلى مكان المسيح ولكن إذا عُرف المسيح فلم يبق داع لوجود النجم
لذلك يختفى كما اختفى نجم المجوس.

ب-
يرفعه حتى يرى وجه الرب بلا حاجز وليس كما يراه موسى.

 

8-
يأخذ الكاهن القربانة على يده اليسرى ويضع عليها سبابة يده اليمنى ثم يرشم
القربانة ثلاث رشومات وفى كل رشم يضع إصبعه على ثقب من الثقوب الثلاثة الأول ثم
الثالث ثم الأوسط.

 

وذلك
بقصد ختم القرابين بخاتم الصليب وتكريسها وإن التحول يتم بقوة الثالوث الأقدس.

 

9-
إبتداء من مسك الكاهن للقربانة يمسك الشمامسة الذين حول المذبح شموعاً موقده فى
أيديهم.

أ-
يشير إلى خطورة الموقف ورهبة هذه اللحظات.

ب-
إعلاناً أن نور الحياة قد اشرق من قبل هذه الذبيحة غير الدموية.

 

10-
عند الرشم بالرشومات الثلاثة يقول الكاهن: وشكر لأن المسيح فى ليلة تأسيس سر الشكر
أخذ خبزاً وشكر وكسر (لو 19: 22).

وباركه
لأن المسيح فى ليلة تأسيس سر الشكر أخذ خبزاً وبارك وكسر (مر 22: 14).

وقدسه
أى أنه بقدرته له المجد قدس الخبز وفى تقديسه له صيره جسده المقدس.

 

11-
عند قوله وقسمه يقسم الكاهن القربانة:

أ-
من فوق إلى أسفل لأن السيد المسيح نزل من أعلى إلى أسفل.

ب-
يفتحها قليلاً وينفخ فيها وهى نفخة الروح القدس التى أخذها الكاهن من السيد المسيح
عن طريق الرسل.

 

12-
ثم يفرق رأس القربانة وأسفلها قليلاً دون فصل وبذلك تصبح القربانة مقسمة على أربعة
أقسام على شكل صليب.

 

13-
عدم الفصل عند أى تقسيم حسب النبوءة “يحفظ جميع عظامه وواحد منها لا
ينكسر” (مز 20: 34).

 

14-
يضع الكاهن القربانة فى الصينية ففى كسر الخبز إشارة إلى آلام المسيح وفى وضعه فى
الصينية إشارة إلى دفنه.

فى
هذا الجزء يرفرف الشماس على الأسرار إشارة لوجود الطغمات السمائية فهم فعلاُ
موجودين حول المذبح..

 

15-
يضع الكاهن يده على حافة الكأس عند قوله وهكذا الكأس أيضاً يدور بإصبعه على حافة
الكأس دورة كاملة:

أ-
إشارة إلى أن دم المسيح سفك عن العالم كله.

ب-
لأن ذبيحة المحرقة والسلامة دمهما يرش على المذبح.

ج-
لأن ذبيحة الإثم والخطية يؤخذ من دمهما ويمسح أربعة قرون المذبح.

د-
لأن دم العهد القديم كان يرش مستديراً على غطاء تابوت العهد.

16-
دوران إصبع الكاهن يكون عكس عقارب الساعة.

أ-
إشارة أننا كأولاد الله نسير ضد تيار العالم لأننا لسنا من العالم وأن هذا الدم
يعطى لمن يعيش حياة مقدسة طاهرة ضد الحياة الأرضية (الزمنية).

ب-
هذه الذبيحة تنقلنا إلى ما هو فوق الزمن.

17-
ثم يرشم الكاهن الكأس ثلاث رشومات ويقول وشكر.. وباركها.. وقدسها.. إشارة إلى أن
التحول يتم بفعل الثالوث.

18-
يمسك الكاهن الكأس بيده وهو يقول “وذاق”.. ثم ينفخ فى الكأس نفخة الروح
القدس.

19-
عندما يصل إلى “خذوا إشربوا..” يرفع الكأس قليلاً ويحركها على مثال
الصليب.

أ-
إشارة إلى أن السيد المسيح أهرق دمه الكريم على الصليب لخلاص جميع الناس فى
المسكونه كلها (1يو 2: 2).

ب-
بالصليب قد تم توزيع المسيح على المسكونة كلها.

20-
حركة الكأس تكون من الغرب إلى الشرق رمز أننا كنا غرباء عن الله وبالصليب والدم
نقلنا إلى الفردوس الذى كان فى الشرق.

ثم
تكون من الشمال إلى اليمين رمز أننا كنا مرفوضين كالجداء التى على الشمال وبالصليب
والدم نقلنا إلى يمين الله كخراف محبوبين ومقبولين.

21-
رفع الجسد ورشمه وكذلك ميل الكأس على هيئة صليب رمز إلى الترديد الذى كان يفعل
بالذبيحة فى العهد القديم حيث ترفع إلى أعلى ثم إلى أسفل وكانوا يحركونها فى
إتجاهات مشابهة لرشم الصليب.

22-
بعد ذلك يشير بيديه إلى الخبز ثم الكأس عند قوله لأن كل مرة تأكلون.. أما قوله:
“تبشرون بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكروننى إلى أن أجئ” ذلك لأن موت
المسيح على خشبة الصليب أصبح لا موضوع حزن وبكاء بل موضوع بشارة ورجاء.

 

23-
بعد ذلك يسجد الكاهن أمام المذبح باسطاً يديه ويقول سر أوشية حلول الروح القدس ثم
يقوم ويرشم الخبز ثم الكأس ثلاث رشومات عند قوله الجملتين “وهذا الخبز يجعله
جسداً مقدساً له” “وهذا الكأس أيضاً دماً كريماً..” مع مراعاة أن
تكون الرشومات سريعة فى كل مرة وأثناء كلمة “وهذا” وذلك لأن تحول الخبز
والخمر يتم عند إستدعاء الروح القدس ولا يجوز رشم الأسرار بعد التحول إلا منها
وبها.

 

لذلك
يرشم الكاهن الثلاث رشومات الأولى قبل تحول الخبز إلى الجسد المقدس والثلاث رشومات
الثانية قبل تحول الخمر إلى الدم الكريم.

 

24-
يرشم الكاهن ثلاث رشومات إشارة إلى مسرة الثالوث القدوس بالتحول الذى يتم بقوة هذا
الثالوث.

 

25-
بعد التحول لا سلطان لأحد أن يرشم لذلك ترفع الحية النحاسية الخاصة بالأسقف ولا
يجوز أن تمسك وذلك لأن السيد المسيح يكون حاضراً وموجوداً على المذبح، والحية
النحاسية ترمز لتدبير البيعة بالحكمة.

26-
خلال هذه الصلاة يكون الكاهن قد سجد وقام على ثلاث دفعات.

أ-
ليذكرنا بسجود السيد المسيح له المجد ثلاث مرات فى البستان عقب تقديسه الأسرار.

ب-
السجود دلالة على سقوط الإنسان وضعف طبيعته وتذلله أمام الرب فهكذا يكون النهوض
دلالة على نعمة الله التى بها نقوم.

27-
نلاحظ أن عدد الساعات التى تألمها المخلص بيد الأعداء كانت ثمانى عشر ساعة تسع
ساعات فى الليل وتسع ساعات فى النهار ومن الساعة الثالثة من ليلة الجمعة إلى
الساعة التاسعة من يوم الجمعة ومن أجل هذا يصير رشم الصليب ثمانى عشرة مرة على
الجسد وثمانى عشرة مرة على الدم.

 

 سادساً:
الأواشى والمجمع والترحيم

1-
بعد التقديس يأخذ الكاهن اللفافتين اللتين تركهما قبل التقديس ويضعهما على يديه
رمزاً لأن النعمة الإلهية سترت عرى آدم.

2-
ثم يبدأ الكاهن فى صلاة الأواشى السبع.

أ-
فى أوشية السلامة يشير إلى الجسد والدم عند قوله: “إجعلنا مستحقين أن نتناول
من قدساتك” أى يشير إلى القدسات.

ب-
فى أوشية الأباء يشير إلى الكأس ثم إلى الجسد عند قوله: “هذه التى إقتنيتها
لك بالدم الكريم الذى لمسيحك”.

ج-
فى أوشية القرابين يشير بيديه إلى الأسرار مرة أو ثلاثة عند قوله “هذه
القرابين”.

 

3-
ثم يصلى الكاهن المجمع ثم الترحيم وعند “اذكر يارب كل الذين رقدوا…”
يضع يد بخور فى المجمرة.

أ-
إشارة لصلوات القديسين عنا.

ب-
كما أنها تذكرنا برائحة الحياة الأبدية عديمة الفساد التى صارت للقديسين لكى ما
نتشجع فى جهادنا حتى نكمل مثلهم.

4-
وضع يد البخور يكون بدون رشم: لأن السيد المسيح حاضر على المذبح جسد حقيقى ودم
حقيقى فلا يصح مباركة درج البخور إذ هو الذى يبارك طالما يكون حاضراً على المذبح.

 

5-
بعد ذلك يضع الشماس الشورية فى مكانها المخصص لها بالهيكل حتى يصعد البخور الخاص
بأنفس الراقدين مع صلوات الترحيم التى يصليها الكاهن عنهم.

 

6-
لا يقال المجمع ولا الترحيم فى قداس خميس العهد. لأن الكنيسة وهى منشغلة بآلام
الرب وموته لا مجال أمامها لذكر أحد من الراقدين.

 

7-
ثم بعد الترحيم يكمل الكاهن الصلوات ثم يقول: “إيرينى باسى” بدون رشم
وهو خاضع برأسه نحو المذبح فقط.

أ-
حتى لا يعطى ظهره للذبيحة إذ لا يصح ذلك بعد التحول.

ب-
لأن السيد المسيح حال على المذبح فهو الذى يمنح البركة والسلام وليس الكاهن.

 

 سابعاً:
مقدمة القسمة والقسمة

1-
يصلى الكاهن مقدمة صلاة القسمة وعند قوله “ونخدم اسمه القدوس” يخضع
برأسه فوق المذبح وعند قوله: “شركة وصعود أسراره الإلهية غير المائتة”
(يشير إلى الجسد والدم).

 

2-
بعد الإنتهاء من مقدمة القسمة يضع اللفائف التى على يديه على المذبح ولا يعود
يأخذها فيما بعد ثم يكشف الكأس.

 

3-
يأخذ الكاهن الجسد بيده اليمنى ويضعه على راحة يده اليسرى لأن كل ما يحدث الآن
تذكير لخميس العهد وهذا معناه أن الذين كانوا فى اليمين أى اليهود سلموا المسيح
للامم الذين كانوا فى اليسار لكى يصلبوه.

 

4-
ويضع إصبعه السبابة اليمنى على الجسد عن يمين الإسباديكون على المكان المكسور ثم
يقول “الجسد المقدس”. الإسباديكون هو الجزء السيدى الذى يشير للسيد
المسيح فى الجسد المقدس.

 

5-
ثم يرفع إصبعه من على الجسد ويغمس طرفه فى الدم داخل الكأس ثم يرفع إصبعه قليلاً
من الدم ويرشم بها رشماً واحداً على مثال الصليب على الدم داخل الكأس.

 

لأن
الدم يرمز إلى النفس فنفس الكائن فى دمه فرشامة الكاهن الدم بالدم إشارة إلى أن
السيد المسيح جاز أولاً الألام النفسية قبل الجسدية لأن القسمة تشير إلى الألام
الجسدية أما الألام النفسية فظهرت فى قطرات الدم التى نزلت من المخلص فى بستان
جثسيمانى.

6-
ثم يصعد الكاهن إصبعه من الكأس بعد نفضها داخله ثم يقرب الجسد الذى بيده اليسرى
إلى قرب الكأس ويضع عليه إصبعه المغموس بالدم فوق الإسباديكون ثم ينزل يديه إلى
فوق الصينية ويرشم الجسد الطاهر بالدم الذى بإصبعه على مثال الصليب.

 

أ-
رشم الجسد بالدم يشير إلى تخضب جسد السيد المسيح بدمه الذى نزف من أثر المسامير
وإكليل الشوك والحربة لذلك يصرخ الشعب “يارب إرحم” لأن الموقف يمثل صلب
المسيح رحمة بالعالم وحباً فى خلاصه.

ب-
يعطى الكاهن السلام للشعب فى هذه اللحظات لأنه صار فيها إضطراب شديد فى العالم حيث
إظلمت الشمس وتزلزلت الأرض والصخور تشققت.

ج-
الرشم على مثال الصليب إشارة إلى الآلام الجسدية والجلدات وباقى الآلام.

د-
الرشم يكون على الوجه ومن الخلف لأن السياط كانت تؤثر على الصدر والبطن والظهر.

7-
هنا ينير الشمامسة الشموع حتى نهاية القسمة.

أ-
إكراماً للأسرار.

ب-
إشارة إلى السيد المسيح الذى بذل نفسه عن حياتنا فكما أن الشمعة تنصهر لتضئ
للآخرين كذلك فإن مخلصنا على الصليب بذل نفسه ليهبنا الحياة.

ج-
السائل المتساقط من الشمعة بتأثير النار المشتعلة بها يذكرنا بقطرات العرق التى
كانت تتساقط من جسم المخلص مثل قطرات دم فى البستان وعلى الصليب.

د-
الشمعة تذكرنا أيضاً بالخلاص الذى وضعه المسيح للذين ماتوا على الرجاء لأنه من على
الصليب نزلت نفسه إلى الجحيم لتضئ للجالسين فى الظلمة وظلال الموت لتخرجهم إلى
الفردوس مسكن النور والفرح.

8-
يتم إختيار صلاة القسمة المناسبة لليوم وفيها يتم تصوير دقيق للآلام المبرحة التى
تحملها المخلص على الصليب من أجلنا.

9-
هناك قسمتان ..قسمة متصلة قليلة الإستعمال وقسمة منفصلة وهى المستخدمة بكثرة.

أولاً:
القسمة المتصلة:

1-
يقسم الثلث الأيمن إلى أربعة أجزاء على حسب الأربعة صلبان الموجودة فيه (دون فصلها
تماماً).

2-
يفرق الثلث الأيسر عن الثلث الأوسط (دون فصله تماماً) ثم يقسمه إلى أربعة أجزاء
على حسب الأربعة صلبان الموجودة فيه دون فصل.

 

3-
يفصل الإسباديكون تماماً عن موضعه ثم يُقبله بفمه ويضعه مكانه. ثم يضع الجسد
المقدس فى الصينية . ثم يفرك يديه داخل الصينية خصوصاً إصبعه الذى إستخدمه فى
القسمة لئلا يكون قد لصق به شئ من الجواهر.

ثانياً:
القسمة المنفصلة:

1-
يفصل الثلث الأيمن ويضعه على الثلثين كمثال الصليب المقدس ويأخذ جوهرة من أعلى
الثلثين من الثلث الذى فيه الإسباديكون ويضعها فى صدر الصينية شرقاً ويأخذ أيضاً
جوهرة من أسفل الثلث الذى فيه الإسباديكون ويضعها فى الصينية غرباً ثم يأخذ من
يمينه جوهرة ويضعها فى الصينية يمينه ويأخذ باقى الثلث المذكور ويضعه فى جانب
الصينية شمالاً ويكون ذلك مثال الصليب.

 

2-
يفصل أحد الثلثين عن الآخر من فوق إلى أسفل ويأخذ منها الثلث الذى فيه الإسباديكون
فيضعه فى وسط الصينية.

 

3-
يبدأ بقسمة الثلث الباقى فى يده الذى هو الثلث الأيسر من القربانة إلى أربعة أجزاء
دون فصل على أن تكون فى كل جزء من الأربعة أجزاء صليب. وإذا إنتهى من قسمته يأخذ
الجزء الذى وضعه فى الصينية أولاً يساراً وهو معظم الثلث الأيمن من القربانة ويضع
مكانه الثلث الأيسر الذى كان بيده.

 

4-
أما الثلث الذى أخذه من الصينية فيقسمه هو أيضاً إلى ثلاثة أجزاء دون فصل على أن
يكون فى كل جزء صليب، وإذا إنتهى من قسمته يضعه فى الصينية يميناً بجوار الجوهرة
التى وضعها يميناً فى أول القسمة فيكون الثلث الأيمن أربعة أجزاء مثل الثلث
الأيسر.

5-
يأخذ الثلث الأوسط الذى وضعه قبلاً فى وسط الصينية ويفصل منه الإسباديكون خاصة من
فوق الوجه (الوجه مع جزء من اللبابة حتى لا يتكسر أثناء الرشومات التالية) يبقى
باقى الثلث المذكور الأوسط متصلاً بعضه ببعض من فوق إلى أسفل ويحترس على
الإسباديكون لئلا ينشق أو يتفتت ثم يضعه مكانه فى وسط الثلث الأوسط ويضع الثلث فى
وسط الصينية كما كان.

6-
يجمع جميع الجواهر التى قسمها ويجعلها كما كانت قبل القسمة.

7-
يفرك الكاهن يديه داخل الصينية حتى لا يبقى عليهما أو يلصق بهما شئ.

 

ملاحظات:

أ-
تقسيم الجسد على شكل صليب أولاً هى عملية ذبح مع شق الأجزاء دون فصل لأن “عظم
لا يكسر منه” (يو 36: 19).

ب-
فصل الجزء الأعلى من الإسباديكون يشير إلى طعنة الجندى بالحربة فى جنبه بعد موته.

ج-
تقسيم الجسد يشير إلى الآلام التى حلت بالسيد المسيح والفواصل التى يعملها الكاهن
بين الجواهر وبعضها تسمى جروح.

د-
فصل الإسباديكون يشير إلى أن الكل هرب وقت الصليب وتركوا السيد المسيح يحتمل آلام
الصليب وحده.

ه-
يقسم الجسد إلى 12 جزء دون فصلهما إشارة لوحدانية الكنيسة بل والعالم كله متحداً
بجسد المسيح وعدد 12 يشير إلى:

+
الكنيسة التى هى مبنية على أساس الرسل.

+
العالم كله (4 جهات المسكونة مقدسة بالثالوث القدوس).

و-
علامة التلمذة هى حمل الصليب لذا كل صليب من الإثنى عشر صليباً الذين حول
الإسباديكون يشمل تلميذاً.

ز-
كل من يتناول إنما يتناول جسد المسيح كله غير منقسم فالتقسيم يقع على العرض دون
الجوهر وكذا كانت آلام السيد المسيح لا تمس اللاهوت لأنه غير قابل للألم المادى.

ح-
التقسيم إلى ثلاث أثلاث يذكرنا بأن جسد الرب كان فى ثلاث مواضع (الأرض – القبر –
السماء).

10-
بعد أن ينتهى الكاهن من التقسيم يجمع الجسد كاملاً كما لو كانت القربانة صحيحة.

أ-
رمزاً لأنه لم يكسر منه عظم.

ب-
إشارة إلى قيامة السيد المسيح فبعد الصلب القيامة.

ج-
يمثل أيضاً ضم الذى فصل (يهوذا حل محله متياس الرسول).

 

11-
يصلى الجميع الصلاة الربانية بصوت مرتفع.

أ-
لأنه من خلال الذبيحة المقدسة تستطيع الكنيسة كلها أن تدعوا الآب “يا
أبانا…”.

ب-
كما صرخ السيد المسيح على الصليب هكذا تتمثل الكنيسة بعريسها فتصرخ للرب وتدعوه
أباها.

ج-
هذه الصلاة تحوى فى إختصار كل تعاليم المسيح وتحمل كل إهتمامات النفس المسيحية.

 ثامناً:
ما بعد صلاة القسمة وحتى التوزيع

1-
بعد الصلاة الربانية يدعو الشماس الشعب إلى الإنحناء “إحنو رؤوسكم”.

أ-
حتى يجد كل فرد فرصة لتقديم توبة قبل التقدم للتناول فالذى يحنى رؤوسنا هى الخطية.

ب-
وحتى يؤهل لقبول صلاة الحل التى سيصليها الكاهن بعد ذلك.

2-
يتلوا الكاهن التحليل وبعض الصلوات السرية ثم يصلى جهراً صلاة من أجل الكنيسة
والأباء والإجتماعات ثم أخيراً يصلى عن نفسه قائلاً: “أذكر يارب ضعفى أنا
أيضاً” بعدها يرفع الشماس الصليب ويقول: “خلصت حقاً ومع روحك ننصت بخوف
لله” إذ يرى الشماس إنسحاق الكاهن وتذلله يشهد فى الحال بتوبته وخلاصه من وزر
الخطية بصفته الشخصية وأيضاً بصفته نائباً عن شعبه ورفع الصليب إشارة إلى أن
الخلاص الذى ناله الكاهن والشعب تم بالصليب.

3-
يرفع الكاهن الإسباديكون بيده اليمنى وهو حانياً رأسه ويرفعه إلى فوق.

أ-
إشارة إلى سمو وإرتفاع قيمة هذه القدسات.

ب-
إشارة إلى إرتفاع المخلص على الصليب (يو 14: 3).

ج-
إشارة إلى قيامة المخلص من بين الأموات.

4-
أثناء رفعه يقول الكاهن “القدسات للقديسين”: إشارة إلى أن هذه القدسات
لا تعطى إلا للقديسين مرتفعى السيرة.

5-
بعد ذلك يرشم به الدم داخل الكأس الذى يغمسه فى الدم ثم يرفع ويرشم به الجسد
الطاهر الموجود فى الصينية.

 

أ-
فهذا الجسد لهذا الدم وهذا الدم لهذا الجسد وإنهما واحد فى القوة ويهبان ذات
النعمة

ب-
وضع الإسباديكون فى الدم ثم إصعادها يشير إلى العماد وفى العماد موت وقيامة.

ج-
رشم الجسد المقدس بالإسباديكون المغمور فى الدم فيه معنى إتحاد الجسد والدم
باللاهوت الذى لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.

د-
لما كان الروح يشار إليه فى الكتاب المقدس بالدم لهذا يغمس الكاهن الإسباديكون فى
الدم ويرشم به الجسد إشارة إلى عودة الروح إلى الجسد المتحد باللاهوت وقت القيامة.

 

6-
يضع الإسباديكون على كل الجروح التى عملها فى الجسد وقت القسمة فى لفة دائرية على
الجسد عكس عقارب الساعة وكأنه يحاول فى رفق أن يلطف جراحات السيد المسيح الذى
تحملها من أجل خطايانا فكل جسد المخلص تخضب بالدماء.

 

7-
بعد أن يقول الكاهن “القدسات للقديسين” يرد الشعب فى شعور عدم الإستحقاق
“واحد هو الآب القدوس واحد هو الإبن القدوس واحد هو الروح القدس أمين”
وكأن الشعب يقول لسنا قديسين بل ضعفاء ومحتاجين نعمتك ومعونتك لأنك أنت وحدك
القدوس.

8-
إذ يرى الكاهن خشوع الشعب وتذلله يعطيه السلام ثم يعيد رشم الجسد وصبغ الجروح
بالإسباديكون مرة ثانية وثالثة إشارة إلى بقاء جسد المخلص فى القبر ثلاثة أيام وفى
اليوم الثالث قام حياً.

 

9-
يقلب الكاهن الإسباديكون ويحمله بين أصابعه مقلوباً ويرفعه إلى الكأس ويرشم به
الدم ثم يضعه فى الدم مقلوباً حتى يغرق فى لجة الدم الموجود فى الكأس.

 

أ-
لأنه عند صلب المسيح له المجد أرقدوه على الصليب على ظهره وبدءوا فى تسمير يديه
ورجليه فجرت منها الدماء وخضبت جسده الطاهر.

ب-
ثم رفعه بعد ذلك رمز لإرتفاع السيد المسيح على الصليب وسفك دمه كاملاً وخروج الدم
والماء من جنبه وهم الموجودين داخل الكأس.

ج-
يعلمنا ذلك أن الجسد والدم متحدين باللاهوت كما إن وضع الجسد فى الكأس إيماء إلى
إتحاد جسده بدمه بعد قيامته من بين الأموات.

د-
إشارة إلى أن السيد المسيح قام بكليته جسداً حياً بدون أن يرى فساداً.

 

10-
بعد ذلك يغطى الكاهن الكأس ويرفع الصينية على يديه ويقول الإعتراف وعندما ينتهى
منه يضع الكاهن الصينية على المذبح ويركع أمامه ويصلى الصلوات السرية وأثناء هذه
الصلوات يمسك الشماس بيده اليمنى صليباً وبيده اليسرى شمعه موقده ووسطها لفافة
يضعها أمام عينيه ويقول إعتراف الشماس.

أ-
فمجد المسيح حل على المذبح ولأنه شماس لا يستطيع ولا ينبغى أن ينظر بهاء هذا المجد
فيغطى عينيه على مثال السيرافيم الذين بجناحين يغطون وجوههم أما الكاهن فلا يفعل ذلك
لأنه مستحق بدرجته الكهنوتيه أن يقسم جسد المسيح ويحمله على يديه.

ب-
الصليب والشمعة يشيران إلى السيد المسيح الذى بذل ذاته عليه (الصليب) ليعطى الحياة
الأبدية للعالم أجمع مثل الشمعة التى تبذل نفسها لتضئ للآخرين.

ج-
الشماس هنا يشير إلى الملاك الذى يعلن القيامة.

 

 تاسعاً:
التوزيع والتناول

1-
يبدأ الكاهن بتوزيع الجسد المقدس فيتناول هو الجوهرة الأمامية من الجسد ويجب أن
يتناول الكاهن الخديم أولاً وقبل كل المتناولين.

أ-
لأنه خادم الأسرار.

ب-
مثال ما صنع الرب وقت العشاء الربانى فبعد تقديس جسده كسر وتناول أولاً ثم أعطى
تلاميذه.

2-
بعد ذلك يتناول باقى الكهنة إن وجد ثم الشمامسة ويغطى الكاهن الأسرار قبل عرضها
على الشعب لأنه ليس من اللائق أن يبصر الأسرار من لم يتقدموا للتناول.

3-
يحمل الكاهن الصينية ويعرض الأسرار على الشعب مرتين مرة من ناحية الشمال ويلتفت
إلى الغرب ومرة من ناحية اليمين إلى الغرب ثم إخفاءها سريعاً فى كل مرة عن أبصارهم
على المذبح داخل الهيكل، ذلك وهو يرشم بالصينية ويعطيهم البركة.

 

أ-
المرة الأولى رمزاً للمجئ الأول للسيد المسيح الذى كان للرحمة والمرة الثانية
رمزاً للمجئ الثانى للسيد المسيح ودينونته.

 

ب-
المرة الأولى إشارة لظهور الرب لتلاميذه بعد قيامته إذا أراهم نفسه حياً وإعطاء
الكاهن البركة إشارة إلى بركة السيد المسيح التى بارك بها تلاميذه على جبل الزيتون
قبيل صعوده إلى السماء وعرضها ثانية وإخفاؤها فإشارة إلى صعوده أمام تلاميذه وهم
وقوف على جبل الزيتون واختفائه عنهم عندما كانوا ينظرون السحابة التى أخذته عن
أعينهم.

 

4-
أثناء ذلك يسجد الشعب للجسد المقدس:

أ-
إشارة إلى سجود مريم المجدلية ومريم الأخرى للسيد المسيح بعد القيامة (مت 9: 28).

ب-
كما سجد له التلاميذ عندما رأوه صاعداً إلى السماء (لو 52: 24).

ج-
إشارة إلى السيرافيم حجبوا وجوههم بأجنحتهم لما رأوا الرب جالساً على كرسى عال
وأذياله تملأ الهيكل (أش 2: 6).

ملاحظات:

1-
لا يشترك أحد مع الكاهن الخديم فى التناول من الإسباديكون بل يتناوله هو وحده مرة
واحدة دون تقسيم أو تجزئة.

2-
يجب تناول الجسد كله فلا يتبقى منه شئ إلى المساء أو إلى ثانى يوم ولقد أوصت
الشريعة بخصوص ذبيحة خروف الفصح “ولا تبقوا منه إلى الصباح” (خر 10:
12).

3-
تقدم الكنيسة سر الشكر تحت العنصرين منفصلين الجسد أولاً ثم الدم وذلك كما فعل
الرب يسوع نفسه إذ ناول تلاميذه بهذه الطريقة “أخذ الخبز وبارك وكسر وأعطى
التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى” (مت 26: 26) “ثم أخذ الكأس وشكر
وأعطاهم قائلاً إشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد..” (مت
27: 26-28).

4-
يجب أن تكون مدة الإحتراس 9 ساعات وذلك مشاركة للسيد المسيح فى آلامه إذ بدأ آلامه
من الساعة التاسعة صباح يوم الصلب حتى السادسة مساءا أى منذ صدور الحكم من بيلاطس
بصلب السيد المسيح ثم الإهانات والجلد ووضع إكليل الشوك ثم حمل الصليب حتى الجلجثة
ثم الصلب والموت وإنزال الجسد والدفن إذ أُنزل من الصليب فى الساعة الثانية عشر أى
السادسة مساءا ودُفن فى القبر.

 

 عاشراً:
غسل الأوانى وتوزيع البركة

1-
إنتهاء التناول وإخفاء الأسرار من على المذبح من أمام أعيننا يمثل صعود الرب إلى
السماء.

2-
يقوم الكاهن بغسل الأوانى (المستير – القبة – الكأس – الصينية) غسلاً جيداً.

3-
يصرف الكاهن ملاك الذبيحة بأن يترك قليلاً من الماء على المذبح ثم يرش الباقى إلى
أعلى وهو يقول: “يا ملاك هذه الصعيدة الطائرة إلى العلو بهذه التسبحة، اذكرنا
قدام الرب ليغفر لنا خطايانا” إشارة للملاك الذى أصعد ذبيحة نوح وزوجته فى
لهيب نار مرتفعاً إلى السماء.

 

4-
يعطى الكاهن التصريح لإخوته الكهنة بوضع يده على لحاهم أما الشمامسة فيضع يده على
رأس كل واحد منهم ويرشم جباههم بالصليب ويبارك الشعب ويصرفه.

 

أ-
ذلك لأن الكهنة أخوته وشركاؤه وليس أصغر أو أقل منه كما أن اللحية هى من علامات
النذر والتكريس لله كذلك فهى شئ مقدس وله هيبته وتوقيره كما أنها مباركة لنذره.

ب-
وضع الكاهن يديه على رأس المصليين قبل انصرافهم من الكنيسة يشير إلى عمل المسيح
قبل صعوده “ورفع يديه وباركهم” (لو 50: 24).

 

5-
بعد أن ينتهى الكاهن من مباركة الشعب يرجع إلى المذبح ويقبل أركانه الأربعة ويصفق
ويقول مزمور 46 “يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم”.

والتصفيق
هنا بالأيادى والتهليل بصوت الإبتهاج هما من علامات الفرح والسرور بسبب التناول من
جسد الرب ودمه الأقدسين.

 

6-
يوزع الكاهن لقمة البركة ويخلع ملابس الخدمة ويغلق الستر ويقبله وينصرف بسلام.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى