اللاهوت النظري

المنهج العقلى للفلسفة



المنهج العقلى للفلسفة

المنهج
العقلى للفلسفة

مناهج
الفلاسفة

 1-
المنهج العقلى

 رنيه
ديكارت

 قواعد
المنهج الديكارتى

 ذكر
ديكارت ” فى المقال فى المنهج ” اربع قواعد اساسية يجب ان يتبعها العقل
فى البحث عن الحقيقة فى العلوم. زجدير بالذكر ان ديكارت نفسه قد اضاف الى هذا
المقال ثلاثه ابحاث علمية خالصة فى

 ”
علم البصريات ” وعلم الفلك ” الشهب ” والهندسة ” وهذا تاكيد
لقيمة هذا المنهج فى الدراسات العلمية البحته. وقد بدا المنهج غريبا بالنسبة لرجال
العلم الذين كانوا يبحثون عن قواعد تجربيية ومبادى علمية لا نظرية كما بدا بسيطا
ومبسطا للغاية بالنسبة لنطق ارسطو فى نظر الفلاسفة ولكن تلك كانت فكرة ديكارت عن
المنهج، لكى يكون شبيها بالمنهج الرياضى الذى يبدا بالبسيط، ثم يتدرج من البسيط
الى المركب

 

القاعدة
الاولى

 1-
هى قاعدة البداهة واليقين. وفيها يقول ديكارت انه لا يقبل شيئا على انه حق، مالم
يعرفه بالبداهة انه كذلك، معنى ان يتجنب التعجل فى الحكم والاخذ بالاحكام السابقة
كذلك، فلن ندخل فى احكامنا، الا ما بتادله العقل فى وضوح وتميز يزول معهما كل شك

 واذا
اردنا ان نحلل هذه القاعدة، لتبين لنا ما يلى:

1-
انها تدعو الى استقلال العقل بعيدا عن كل سلطة يمكن ان تفرض احكامها عليه بصورة
مسبقة.

2-
ان العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة اى بالحدس العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة
اى بالحدس العقلى او بذور العقل الفطرى والطبيعى وكما ان اللبصر قد خلق لرؤية
الاشياء، فكذلك العقل قد جمل على المباشرة للحقيقة.

3-
ان القين هو معيار الحقيقة، وهو ضد الشك والمعرفة اليقينية هى التى نطلق عليها اسم
العلم. اما المعرفة الاحتيالية، فلا يمكن ان نسميها علما، لانه يمكن الشك فيها.ز
هذا اليقين المطلق الذى يريدة ديكارت والذى لا يمكن ان يتطرف اليه الشك، يماثل
يقين الرياضيات انه ايضا المطلب الاساسى للعقل فى البحث عن الحقيقة

4-
لا يكفى ان نوقن بالفكره التى ندركها بالبداهة بل يجل ان تكون ايضا هذه الفكرة
واضحة ومتميزة. اما الوضوح الذذى يعينه ديكارت، فهو وضوح مضمون الفكرة بحيث لا
تكون غامضة ومبهمة. كذلك فان المضمون التميز يخص فكرة واحدة، ولا يخص فكرتين فى
وقت واحد. والا لتباس فى المعنى والمفهوم، هو ضد التميز الذى يريده ديكارت فى
الافكار. نقول ايضا، ان الوضى والتميز لا يظهران الا، للعقل الواعى المنتبه.

5-
يجب ان نتجنب التسرع فى الحكم، لان ذلك سوف يوقعنا فى الخطا حتما. ومهما كانت
الغاية الطبه فى البحث عن الحقيقة،ن فان التسرع سوف بيعدنا عن هذه الغاية.

 

القاعدة
الثانية

تضج
هذه القاعدة بتحليل وتقسيم المشكلات بقدر ما نستطيع وبقدر ما تسمح به طبيعة كل
مشكلة لحلها على افضل وجه. يقول ديكارت ” نقسم كل مشكل من المشكلات التى
نبحثها بقدما ما نستطيع الى ذلك سبيلا، وبمقدار ما تدعو الحاجة الى حلها على احسن
وجه “

 ان
القسمة والتحليل هنا، ليس الغرض منهما تفتيت المشكلة، وحل كل جزء منها على وحدة
فريما ضاعت منا المشكلة، بل الغرض الاساسى منهما، هو لالكشف عن، المجهول الذى نبحث
عنه، من خلال المعلوم الذى نعرفة والحق ان كل الحقائق غير البسيطة لا تتكشف لنا
الا من خلال التحليل.

 لذلك
فهو يشبه التحليل الرياضى، مثل حل مسالة هندسية او حسابية.. الخ بواسطة المبادى
والنظريات التى تعرفها. وفى على الطبيعة، اذا اردنا تفسير ظاهرة مثل قوس قزح فنحن
نفترض مجموعة من الاسباب ثم نفحص كل سبب منها على وحدة، حتى نصل الى الاسباب
الحقيقية.

 

القاعدة
الثالثة

 هى
قاعدة الترتيب او التركيب. وكان التحليل عند ديكارت هو فى الواقع، عملية تمهيد
للتركيب ” يجب ان ترتب افكارنا، فنبدا بابسطها،ن ثم نتدرج قليلا حتى نصل التى
لا يسبق اكثر تعقيدا.ز وان نفترض ترتيبا بين الافكار التى لا يسبق بعضها البعض
الاخر بالطبع

 ان
عملية ترتيب الافكار والقضايا، هى عملية بالغة الاهمية عند ديكارت. فهى تسير وفقا
لضرورة عقلية لا وفقا لهوى الاشخاص من الخطا كل الخطا، ان نتخطى هذه الدرجات
الضرورية بين القضايا، ان ان تصعدد السلم فى قفزة واحدة. ويبدو ان السلسلات
الحبرية هى نموذج هذا الترتيب عنده. فهى تبدا دائما بالواحد اى بالوحدة البسيطة،
ثم تتدرج بعد ذلك سلسلة الاعداد. وكل الاعداد مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا.

 والترتيب
اذا هو ترتيب تصاعدى يبدا من الحقيقة البسيطة او الطبائع البسيطة، ليصل الى
الحقائق المركبه

 

القاعدة
الرابعة

 هى
قاعدة الاحصاء ونصها: ان اعمل فى جميع الاحوال من الاحصاءات الكامله والمراجعات
العامة ما يجعلنى على ثقه من اننى لم اغفل شيئا له صله بالمشكله المروضه للبحث.
هذه القاعدة تدعونا الى التاكد من اننا فى عمليه التركيب لم نغفل اى جزء من اجزاء
المشكله التى نريد حلها. انها عمليه استقراء نريد ان نتجنب فيها السهو والخطا

 هذا
هو المنهج الذى اراد ديكارت ان يكون منهجا للعلم والفسلفة. واهم ما يميزه انه منهج
عقلى بحت، يبدا بالبداهة واليقينن. هولا يفرض قيودا على العقل، بل يجعله مستقلا،
حرا، ينطلق وراء الحققة بينما كان منطق أرسطو جامدا , لا يسمح بالتقدم الفكرى
والخروج عن المقدمين , ولقد قال ديكارت: إن أكثر ما يرضينى هو أننى استعملت المنهج
العقلى , إن لم يكن على وجه كامل فعلى الأقل , على أفضل وجه ممكن

فيلسوف
التأمل:

معنى
التأمل:

إن
تفسير للفلسفة الديكارتية يجب أن يستند أولا إلى تأملاته الميتافيزيقية لا لأنها
تحتوى على كل مضمون هذه الفلسفة بل لأنها تشمل بالضرورة جميع العناصر الأساسية فى
مذهبه , وهناك شواهد كثيرة على ذلك..

أولا
يعتقد ديكارت أن كل ما يضاف إلى هذه التأملات من اعتراضات وردود , لا يمثل إلا بعض
الإيضاحات أو الإضافات التى لا تتعارض فى شئ مع أصول التأملات وثانيا , فإنه يعتبر
هذه التأملات المدخل الضرورى والبرهانى لكل فلسفته. وثالثا واخيرا، فانه ظل طوال
حياته يعمل على تفسيرها وشرحها دون ان يغير من اصولها شى.

 ونحن
نعتقد ان ايه نظريات ميتافيزيقية اخرى، لم تجد مكانها فى هذه التاملات، لايمكن ان
تعد من بين المبادى الاساسية فى الفلسفة الديكارتبه، وقد تكون مجرج نتائج لها.
فاذا نظرنا مثلا الى فكرة الحقائق الازليه فاننا لا نجدها ف5ى التاملات، ولمنها
نتيجة لازمة عنها لاسيما وان فلافة العصر الوسيط قد اشاروا اليها.

 ومن
حقنا ان نتساءل: لماذا اختار ديكارت شكل التاملات واسلوبها فى عرض مذهبه؟ وراينا
ان التاملات هى الشكل الذى يتم فيه التوافق بين التحليل السيكلوجى للافكار
(النفسى) والتحليل المنطقى لها فى هذه الفلسفة. ومينافيزيقا ديكارت تستند اساسا
الى التحليل. وكل ما تستلزمه من تاليف او تركيب انما هو نتيجة لهذا التحليل ولقد
ساعد التامل على ترتيب الحقائق ابتداء من الحقائق البسيطة الواضحة حتى الحقائق
الاخيرة والمركبه.

 وبحسب
هذا الترتيب الذى افتراضه ديكارت، فاننا لا نستطيع ان نذذكر ايه حقيقة الا فى اطار
هذا الترتيب تماما كما اننا لا نستطيع ان نفصل عددا رياضا عن السلسلة الراضية التى
ينتمى اليها. وكان فلسفة التامل تشبه الرياضه البحته التى تستمد بقينها من تسلسل
الحقائق بدون الرجوع الى ايه حقيقة خارجة واذا كنا لا نستتطيع ان نرفض ايه حقيقة
هندسية باسم التجربة، فكذلك نحن لا نستطيع فى نظر ديكارت ان نرفض ايه حقيقة ميتا
فيزيقية باسم التجربة.

 

الشك
المنهجى

 كان
هناك فلاسفة يدعون الى الشك قبل ديكارت ومن اهمهم شكاك اليونان الذى عاش فى اواخر
القرن الثانى واوائل الثالث الميلادى (1)

 هؤلاء
غالوا فى الشك الى الحد الذى جعلهم يشكون فى قيمة العقل نفسه، وفى الحقيقة ذاتها.
كان الشك هو مذهبهم اى مبداهم، وغايتهم التى لايحيدون عنها ولذلك سمى بالشك
المذهبى. ويقينا ان مثل هذا الشك يناقض كل دعوة الى العلم والمعرفة: انه شك من اجل
الشك نفسه.

 وفى
عصر ديكارت ظهرت دعوة جديدة الى الشك من جانب بعض الادباء، مثل ” مونتينى
” وشارون ” وكانوا يتشككون فى قيمة المعارف الانسانية، والعلوم الموجودة
فى عصرهم، ولكنهم لم يتشككوا ابدا فى قيمة العقل وقدرته وقالوا بان استظهار الكتب
لا يؤدى الى العلم، بل ان العلم الصحيح هو القدرة على التفكير والتامل.

 وفى
كتاب ” التاملات الميتافيزيقية ” يستخدم ديكارت الشك كوسيلة منهجية من
اجل الوصول الى الحقيقة التى لايمكن ان يتطرق الشك اليها. وكان الشك معناه

1)
من اشهرهم سكتوس امبريقوس، بيرون ان نتجنب الوسائل والموضوعات التى تؤدى الى
المعرفة الاحتماليه

ومن
الممكن ان نقول، ان ما يذكره ديكارت كموضوع للشك، هو مثل ما كان يذكره اليونانون
كموضوع للمعرفة الظنية او الاحتمالية وبعبارة اخرى، انه الشك الذى يقابله اليقين،
لاشك الذى نيتفى معه كل يقين للعقل.

 هاذ
هو الشك المنهجى كما اسماه صاحبه. ولقد قال عنه لم اكن مقلدا للشكاك الذين يشكون
ابتغاء للشك وانما قصدت الى التثبيت، والى تجنب الارضوة والرمل المتحرك، لكى اجد
الصخر. وهناك خاصيتان اساسيتان للشك المنهجى:

1)
انه شك ارادى، يفرضه الانسان بارادته على نفسه

2)
انه شك مؤقت
، لاشك دائم
ومستمر والان ننتقل الى تحليل ديكارت للشك

الشك
فى الحواس والخيال

 يسستبعد
ديكارت شهاد الحواس، لانها تخدعنا احيانا. ومن الحذر ان لا نامل لمن خدعنا ولو مرة
واحدة وعلى حد قوله ” بسبب ان الحواس تخدعنا احيانا، اردت ان افترض انه لا
يوجد شىء يكون تماما مثلما تجعلنا الحواس نتخيله ” ويتساءل ديكارت لماذا لا تكون
تصوراتنا اثناء اليقظظة، مثل الاحلام التى نراها فى النوم؟.. ان السبب الذى يدعونا
الى الشك فى الحواس، هو نفسه الذى يدعونا ال الشك فى الخيال فكلاهما يعطينا صورا
مركبه توقعنا فى الخطا
، وبالتالى يجب الششك فييها. اما العناصر
البسيطة، او الافكار البسيطة، فهى وحدها التى تكون يقينية.

الشك
فى الذاكرة والعقل

 يشير
ديكارت الى الخطاه العقل فى بعضض الاستدلالات حتى فى ابسط مسائل الحساب والهندسة.
ونحن نفهم ان هذا الخطا ناشى عن الذكرة التى تخوننا، او اناشىء عن غفلة العقل حين
يستسلم للخطأ.

 ويجب
ان نؤكد ان الشك فى هذه الحالات لبس شكا ” مطلقا ” بل هو شك ”
منسبى ” (1) فالشك فى الحواس مثلا، ليس معناه ان الحواس لا يمكن ان تكون،
وسيلة للمعرفة، او الخيال او الذاكرة او العقل. انما معناه اننا اذا اردنا ان
نستخدم حواسنا وخيالنا واذكراتنا وعقلنا، فيجب ان يكون استخداما سليما، يجنبنا
الوقوع فى الخطا.

 ويعتقد
ديكارت ان علوم الحساب والهندسة التى تبدا دائما بالحقائق البسيطة تتضمن شيئا من
اليقينن بينما علوم الطبيعة والفلك والطب، تعتمد على الحقائق مركبه يمكن ان يتطرق
الشك اليها.

 

 الشيطان
الماكر

 هذا
هو البعدد الميتافيزيقى للشك عند ديكارت فخداع الحواس والخيال والذاكرة والعقل، هو
خداع الطبيعة والنفس، وهو يريد ان يتجاوز هذا الخداع

(1)
لان ديكارت كان عالما رياضيا يعرف قيمة الحواس والخيال والذاكرة.

الى
خداع ميتافيزيقى يتمثل فيما يسمية ” بالشيطان الماكر “

 يقول
ديكارت: ك ربما كان هنالك شيطان ماكر يتصف بالخبث والخداع، كما يتصف بالقدرة ويكون
قد استخدم كل فنه الخداعى. هذا الشيطان القادر قدرة ميتافيزيقية على الخداع يستطيع
ان يعبث بالحقائق العقلية،ن الازلية الابدية. كذلك فهو قادر على جعل الصديق كذبا،
والكذب صدقا.

 واذا
كان الانسان يستطيع ان يتجنب خداع الطبيعة والنفس، بواسططه المنهج القويم الذى
وضعة ديكارت فانه لا يستطيع ان يواجه الشيطان الماكر. لذلك كانت فكرة الشيطان
الماكر فكرة ميتافيزيقية، ادت بديكارت الى اثبات وجود الله فيما بعد.

 

انا
افكر، اذا انا موجود (اليقين الاول)

 يقول
ديكارت: ” انه مهما بلغ بى الشك مبلغا وهما كانت قدرة هذا الشيطان الماكر،
فانه لا يمكن ان يجعلنى عدما، طالما افكر ” وهكذا يتضح لديكارت الحقيقة
الميتافيزيقية الاولى، واليقين الاول فى الفلسفة الاولى، وهو يقين الفكر، او الذات
المفكرة انا افكر
، وانا واثق من اننى افكر، وحتى ولو
شككت فى اننى افكر، فمثل هذا الشك يقتضى ان افكر ايضا. وها هو الشك ينقلب الى
اليقين، يقين باننى افكر، وبوجودى كذات مفكرة.

 ان
ديكارت يكتشف ” ذاته ” اكتشافال ميتافيزيقيا بواسطة الفكر. والفكر فى
مذهبه العقلى، هو الحقيقة الوجود الانسانى هذذذذا ما عبر عنه بقضيته المشهورة انا
افكر، اذا انا موجود، والتى تعرف عادة باسم ” الكوجتو ” (1) الديكارتى
هو الارض، الصلبه والثابته التى سبشيد عليها صرح الفسلفة الجديدة وهو اليقين الاول
فى سلسلة الحقائق الميتافيزيقية.ز

 كذلك،
فان الكوجتو يربط بين الفكر والوجود ومعنى ذلك ان له طبيعة انطولوجية.

(1)
هذا الفعل اللاتينى معناه: انا افكر

ونحن
نتسال: هل ” الكوجتو ” تجربة باطنه للذات؟ هل يقوم على عملية استدلال
عقلية؟ ان فكرة التجربة الباطنه، لم تخطر صراحة ببال ديكارت، وان كان البعض يميل
الى تفسيره على هذا النحو. ولكن ديكارت يرفض تماما ان يفسره على هذا النحو. ولكن
ديكارت يرفض تماما ان يفسر الكوجتو على انه عمليه قياس عقلى تماما ان يفسر الكوجتو
على انه عمليه قياس عقلى، او استدلال نتيجة (اذا انا موجود) من مقدمة (انا افكر).
فالكوجتو حدس مباشر، بمعنى اننى فى نفس اللحظة التى اشك فيها، ادرك فيها اننى افكر
وبالتالى اننى موجود ككائن مفكر.

 تلك
الحقيقة ليست فيها مقدمة او نتيجة، انها حقيقة واحدة بسيطة تتلخص فى فعل واحد هو
الشك والذى يعنى التفكير بصفة عامة، وتفكرى ” انا ” بوصفى ” كائنا
موجودا ” بصفة خاصة.

 لكن
ماذا يضمن لى فى الكوجتو اننى على يقين وعلى حق؟ لاشى ء سوى اننى ادرك وجودى
بالبداهة وبصورة واضحة ومتميزة. فالذى يشك هو ” انا ” والذى ” يفكر
” ” والموجود “هو انا ايضا، ولكن فى الحقيقة انا لا درك جسمى فى
عملية التفكير، بل ادرك ذاتى المفكرة. ويقول ديكارت: انا افكر بمعنى انا موجودا
يتعقل، ويشك، ويثبت، وينفى، ويريد، ولا يريد، ويتخيل. وكل هذه الظواهر تفيد الفكر،
لانها تشترك جميعا فى اننا ” ندركها مباشرة بانفسنا ” ومعنى ذلك ان
ادراك النفس سابق على ادراك الجسم، ويقين الفكر اسبق من يقين الجسم. ذلك لاننى
ادركك الفكر بالفكر نفسه، بينما ادرك الجسم بواسطة العقل والحواس.

 ان
ديكارت يميز اذا بين النفس والجسم، ويجعل معرفة النفس ايسر من معرفة الجسمم، ويجعل
معرفة النفس ايسر من معرفة الجسم وهو يقول: ” انه لو لم يكن الجسم موجودا على
الاطلاق، لكانت النفس موجودة بتمامها.

نضيف
الى ذلك ان يقين الكوجتو ليس كافيا لسببين:

1-
انه يقين اللحظة التى افكر او شك فيها

2-
انه يجعل الذات المفكحرة فى عزله تامه عن العالم وعن الاخرين.

لذلك
كان يجب على ديكارت ان يبحث عن يقين اخر.

فكرة
الالوهية (اليقين الثانى)

 ينتقل
ديكارت من اليقين الاول، الى اليقين الثانى بصورة مباشرة. فالانا الذى يشك هو كائن
ناقص والنقص لا يعرف الا فى مقابل الكمال، لذلك لم يقف ديكارت عند حقيقة وجود
الذات. فهذه الذات التى تفكر والتى تدرك وجودها عن طريق التفكير، كم من الوقت هى
تفكر؟ وهل ينعدم وجود الذات لمنعدام تفكيرها؟.. ولا بد وان تكون ناقصة تلك الذات
التى لا تستطيع ان تفكر دائما.

 واذا
كان النقص لا يدرك الا فى مقابل الكمال فان الكمال عند ديكارت هو فكرة فطرية،
ولابد وان يكون الله الذى فطرها فينا، لان الكائن الناقص لا يمكن ان يعرف بطبيعته
الا النقص. والفكر الفطرية الفطرية هى مثل المبادىء الرياضية التى نستخلص منها
الحقيقة. وليس مما يتعارض مع مهجه العقلى، ان تكون الله فكرة فطرية فى اذهاننا.
والفكرة الفطرية بسيطة واضحة ومتميزة، ومن هنا كان يقين العقل بها، يقينا لا يمكن
ان يمسه الشك ابدا. ويرى ديكارت ان فكرة الكامل الفطرية فينا، هى عبارة عن بديهية
ميتافيزيقية، مثل بديهيات الرياضة 0 الكل على النحو الاتى:

 

دليل
العلية

 يلجا
ديكارت الى الدليل التقليدى فى الفلسفة وهو دليل العلية. ولقد راينا كيف ان ارسطو
قد استخدم دليل العليه لاثبات المحرك الاول، كعله غائية للحركة فىالكون. وفكرة
” العلية ” هى التى تؤكد ان وراء، كل معلوق علة. لعلة الاولى معناها
اننا لا نستطيع ان نتدرج الى مالانهاية فى سلسة العلل، بل يجب ان نتوقف عند علة
اولى، تكون هى علة لذاتها ولا ” مشروطة ” بعلة اخرى على يد تعبير
افلاطون.

 يقول
ديكارت ان الذات الناقصة التى تدرك بالبداهة الموجودة الكامل هى الذات موجودة، فلا
بد وان يكون الكائن الكامل موجودا، لاننا لا نعقل ان يكون فى العلة اكثر مما فى
العلة،

 ولقد
اعتراض بعض المفكرين على فكرة الكمال عند ديكارت فقالوا ان هذه الفكرة التى يظن
انها فطرية فى العقل، ليست موجودة لدى الناس جميعا، ولقد اجابهم ديكارت / مان
الفكرة الفطرية هى الطرورة فكرة ملا زمة للعقل الانسانى وكلمة الله نشير الى اكمل
ما يمكن ان نتصوروه من الموجودات بها. والفكرة الفطرية موجودة بالقوة فى كل ذهن
انسانى ولكن يجب ان نخرجها بواسطة التامل من حاله القوة الى معرفة فعلية بالله.
وهناك اعتراض اخر وجه الى ديكارت هو اننا لا نستطيع ان نتصور الكائن الكامل
الابصورة سلبية بمعنى انه ضد الناقص. نحن نعرف النقص من ذاتنا انا الكامل فنحن لا
نستطيع معرفته بصورة ايجابية ويرى ديكارت عكس ذلك، اذ ان فكرة الكمال هى اكثر
لانها تحتوى من المعانى ومن الحقيقة اكثر من ايه فكرة اخرى. فاذا كان الكامل غير
موجود، فكيف يكون الناقص موجودا؟

 

دليل
الخلق

ولا
نقصد به خلق العالم، بل خلق ذات، فاذا سالت ما علة وجودى؟.. لكن الرد: لا يمكن ان،
اكون انا علة وجود ذاتى، لانه لو كانت لى القدرة على ان خلق نفسى، لخلقتها كاملة
بدون نقص ‍والذى يستطيع ان يهب الوجود، يستتتطيع ان يهب الكمال لهذا الوجود لذلك
الكامل وحده هو القادر على خلقى. ويستبعد ديكارت فكرة وجودنا بواسطة الوالدين،
لانها علة لوجود الجسد لا النفس

 

الدليل
الانطولوجى

 هذا
الدليل معناه استخلاص وجود الله من ماهيته. وهو ليس جديدا فى مجال الفلسفة، اذ انه
ظهر فى العصر الوسيط – مع القديس انسلم – ولكن ديكارت يستخدمه هنا بصورة هندسية،
لايقل يقينها فى نظرة عن يقين ايه حقيقة هندسية. يقول ديكارت: اننى لا يستطيع ان
افصل فكرة المثلث عن مجموع زواياه. وكاننا نجد هنا نفس الضرورة المنطقية فى
الرياضة والميتافيزيقا عند ديكارت. فالمثلث هو الشكل الهندسى الذى يكون مجموع
زواياه يساوى زاويتين قائمنين، وكذلك فان الكامل هو الذى يتضممن الوجود من بين
صفاته ولا يمكن ان نتصور كائنا كاملا بدون وجوده

ومن
الممكن ان نضع الدليل الانطولوجى فى صورة قياس على النحو الاتى:

 

المقدمة
الكبرى

 الكائن
الكامل هو الذى يملك كل صفات الكمال

المقدمة
الصفرى

الوجود
احدى هذه الصفات

النتيجة

الكائن
الكامل يجب ان يكون موجودا، ومن التناقض ان لا يكون موجودا.

 هكذا
يؤكد ديكارت بصدق ويقين، ان الله موجود والمقدمة الكبرى تقوم على قاعدة البداهة
والوضوح والتميز فى فكرة الكامل، ولا يوجد اكثر من كائن واحد تنطبق عليهه فكرة
الكمال. والمقدمة الصغيرة تخضع لقاعدة التحليل، باعتبار ان الوجودد من بين الصفات
التى يتصف بها الكامل.

 ولقد
اعترض الفيلسوف ” كنظ ” على هذا الدليل بقوله اننا لا نستطيع ان نستنتج
الوجود من ايه فكرة، لان الوجود يجب ان يكون سابقا على الماهيةة والحق ان الفكرة
اليقينية عند ديكارت تعنى حقيقة الشىء ووجود ولا تعنى فقط مجرد تصوره الذهنى.

 كما
ان هناك فرقا بين الافكار البسيطة، والوضحة والمتميزة والافكار المركبة التى يمكن
ان يؤلفها الذهن او الخيال مثل العنقاء. فالاولى تشير الى الوجود الحقيقى للشياء،
اما الثانية فيجب ان تتاكد من صدقها بتحليلها الى العناصر البسيطة التى تتالف منها.

 ولقد
اعطى ديكارت عدة ضمانات لفكرة الكامل الطكامل بقوله انها بسيطة اى واضحة ومتميزة،
وفطرية اى لا يتطيع الانسان ان يصنعها ويخلقها.

صفات
الله

 الله
هو خالق الافكار الفطرية فينا وكل النفوس الانسان تصل الى معرفة الذات الالهية
بواسطة مرة الكامل. فالله اذا من صفاته الكمال. والكامل يجب ان يكون واحدة
، علة لذاته
ازليا ابديا

 ويصفه
ديكارت فى التاملات بانه لا متناهى اى اننا لا نستطيع ان نحصى صفاته عدا، والله
عقل خالص، وارادة فعاله وخالقة وارادة الله ومشيئته حرة
، وهو واجب
الوجود ولا يوجب عليه شىء، وقدرة الله لا يحدها شىء قادرة على كل شىء. والحق اننا
حين ندرك هذه الصفات انما ندركها من زاويتنا، اى على نحو نسبى اما الله، فهو بدرك
صفاته وافعاله على نحو مطلق.

 كل
هذه الصفات ذكرها الفلاسفة من قبل، فى العصور الوسطى والقديمة ولكن ديكارت قد اضاف
الى هذه الصفات، صفة جديدة هى صفة الصدق الالهى اللهى صادق لايكذب ولا يخدع لان
الخداع والكذب من صفات النقص لا الكمال ومن هنا استبعد ديكارت فكرة الشيطان الماكر
الذى يخدع عن خبث وضعف. ان الصدق الالهى هو الضامن الوحيدد للحقيقة والعلم والاله
لصادق اى خالق الحقائق الازلية والابدية، هو اله العلم والعلماء الضامن ليقين فى
نفوسنا وفى العلوم كلها.

 وقد
تسءال البعض: كيف ياتى الصدق الالهى كصفه للذات الالهيه بعد اثبات وجودها واذا
افتراضنا ان الصدق الالهى هو الضامن لحقيقة الفكرة ” الكامل ” فى عقولنا،
فان ذلك معناه ان هناك مصادرة على المطلوب ومنطقيا اننا نجعل المبدا شاملا للنتيجة
التى نريد اثباتها.

 ويرد
ديكارت على هذه الاعتراضات بقوله، انا لسنا بحاجة الى الصدق الالهى عند معرفة
الحقائق البديهية، ولكننا فى حاله الى هذا الضمان فى المعرفة الاستنباطية وحدها.
ويبقى سؤال الم نكن بحاجة الى هذا الضمان فى الاستدلالات العقليه على وجود الله
يبدو ان بداهة الفكرة او يقين الفكرة الواضحة والمتميزه كان كافيا فى نظر ديكارت
لسلامة الاستدلالات العقلية على وجود الله. لذلك، فربما كانت علوم مثل الرياضة
والميتافيزيقا، التى تقوم اساسا على بداهة ويقين بعض الافكار البسيطة، ليست فى
حاجة الى الشمان الالهى منذ الداية بينما تكون العلوم الطبيعية فى حاجة الى الصدق
الالهى. لذلك كان اثابات وجود العالم هو اليقين الثالث والاخير، بعد يقين النفس
والله.

 

ديكارت
والدين

 من
الواضحح ان ديكارت قد وضع العقائد الدينية جانبا، فلم يجعلها موضوعا للشك، او
موضوعا للتامل والفكر، لهذه العقائد فى نظرة تتجاوز قدرة العقل الانسانى. لذلك لم
تقم فلسفته الميتافيزيقية من اجل تدعيم هذه العقائد والدفاع عنها كما كان الحال فى
العصور الوسطى. لقد كان ديكارت يرى ان الميتافيزيقا العقلية، لا تتعارض مع العقائد
الدينية، وانه من الممكن ان يسلم بها الناس ودياناتهم. ذلك لانه يقرر فيها استنادا
الى نور العقل وفطرته الطبيعية، ان الله موجود وتلك بدايه لازمه لكل عقيدة او فكر
دينى

 كان
ديكارت مسيحيا مخلصا،/ الى الحد الذى جعله يفكر فى تفسير بعض اسرار هذا الدين
تفسيرا عقليا وسليما، وكان يقول: انا افاخر بان الايمان يجد هنا ما يستند اليه من
اسباب انسانية قويه. او احمد الله ان الاراء التى بدت لى صادقة جدا فى علم الطبيعة
بالنظر الى العلل الطبيعية فقط،ن كانت دائما هى الاراء التى تتفق جيدا مع الاسرار
الدينية ومن اشهر عبارته ان الفلسفة الجيدة،ن هى مثل العهد الجديد تمجيد للخالق.

 حقا
اننا فى حاجة الى قوة عالية لفهم الدين لكل العقل يجب ان يكون هو االمسلة لمعرفة
الله معرفة يقينية لا شك فيها.

 

 الانسان
سيد ومالك للطبيعة (اليقين الثالث)

 وجود
العالم

 هذا
اليقين ياتى بعد يقين النفس والقين بوجود الله الذى يضمن وجود العالم الخارجى.
والمعرفة اليقينية بالعالم لا تتحقق عن طريق الحواس بل عن طريق فكرة واضحة ومتميزة
هى فكرة ” الامتداد ” والامتداد هنا هو الامتداد الهندسى الذى ندركة
بالعقل. ويضرب لنا ديكارت مثلا بقطه شمع العسل، التى لها حلاوه العسل وارئحة
الزهور، وهى جامده نستطيع ان نلمسها فاذا وضعنا هذه القطعة قرب النار، فانه يتغير
شكلها ولونها زحجمها.. الخ. ويكشف العقل وراء هذه التغيرات المحسوسة، وبواسطة
الحدس، الطبيعة البسيطة الثابته فى قطعةة الشمع هذه، نعنى الطبيعة المادية التى هى
الجوهر المادى او الامتدادد وفى هذا، يقول ” اننى افهم قطعة الشمع “،
يعنى الحواس لا تكشف لنا الا عن وجودها.

 هكذا
يسلم ديكارت بوجود جوهرين متميزين: الجوهر المفكر المادى، وهذا هو اساس الثنائية
فى مذهبه. وقد وصفه البعض بانه ابا للمثالثية والمادية والحق انه من الاصواب تفسير
فلسفته على اغلاساس مذهبه العقلى الذى يدرك كلا الجوهرين المادى، الامر الذى يجعل
التفسير المادى الصرف بعيدا عن روح الفلسفة الديكارتبه العقليه. يؤكد ديكارت سيادة
العقل على المادة وسيادة الفكر والعلم على العالم. وتلك هى اهم نظريات ديكارت التى
توصل اليها فى معرفة العالم.

 

 الامتداد
والحركة

 كان
ارسطو يفسر الحركة فى العالم
، على الاساس القوة والفعل، اى على
اساس تصورات ميتافيزيقية. ولكن ديكارت يريد تاسيس العلم الحديث على اليقين العقلى
والرياضى. ولذلك جعل الامتداد الرياضى الذهنى جوهرا مقوما للاجسام. تلك هى الصفة
الاولى التى تتصف بها الاجسام المادية، وهى ان تكون ممتدة،ن ولا توجد ايه مادة فى
الكون لا تتصف بالامتداد. اما الصفات الاخرى التى تتصف بها المحسوسات مثل الالوان
والاصوات والروائحح والطعوم، فكلها ” صفات ثابته ” ندركها بالحواس لا
بالفعل.

 هذا
العالم المادى الذى جوهره الامتداد كله ملا وليس به خلاء مطلقا لان الخلاء معناه
وجود مكان فارع من المادة، وهذا خلف لان المكان هو نفسه مادة عند ديكارت. والمادة
جوهر لا يتغير سواء فى السماء اوفى الارض. وقوانين العالم الطبيعى تنتطبق بنفس
الصورة الرياضية على جميع الموجودات

 وكان
لابد وان يجد ديكارت تفسير لحركة الكون والافلاك بعيدا عن نظرية ارسطو فى ”
عقول الافلاك التى سادت فى العصور الوسطى.

 وقال
ديكارت بان فكرة الامتداد مرتبة بفكرة الحركة لان الحركة هى خاصية الامتداد
الطبيعى (الفيزيائى)، ولا يمكن ان نتصور الحركة بدون امتداد هذه الحركة تخضع
لقوانين اليه، اى ميكانيكية. وقال ديكارت بمبدا ” القصور الذاتى ” بمعنى
ان كل جسم يحتفظ بحاله من سكون او حركة، ولا ينقل الى الحال المضادة، الا بواسطة
مؤثر خارجى، وانه اذا اصطدم جسم باخر تغيرا اتجاهه. ويرى ديكارت ان الله قد اودع
فى العالم عند خلقه له كميه من الحركة ثابته لا تزيد ولا تنقص، وانه قد دفع
الاجسامن الدفعة الاولى، ثم جعلها تحتفظ بحركتها وهذه الاجسام تتحرك بحركة
الدوامات اى حركة دائرية تشبه حركة داومه المساء.

 والحق
ان ديكارت قد وضع هنا اصول علم الميكانيكا والفيزياء الحديثة التى تخضع للرياضيات
بصورة مطلقة.

 

حركة
الكائن الحى

 كل
الاجسام عند ديكارت تتحرك تتحرك بحركة اليه الحيه منها والجامده. ولقد طبق هذه
الاليه على جسم الحيوان وقال انها ” حيوانات اليه ” وهذه الحركة فى
الاجسام الحيوانية، انما تظمها ” الروح الحيوانية التى تنتقل من القلب الى
الخ

،
وتنتشر فى الاعصاب والحياه والحركة اذا يتوقفان على الدورة الدموية (1) بحيث اذا
تعطلت، كان الموت

 ولا
فرق بين جسم الانسان وجسم الحيوان من هذه الناحية. فيبدا الفحياة واحد لا يتغير.
ولكن هناك مساله يجب ان نتثيرها بالنسبة للانسان وهى عن طبيعة الصله بين النفس
والجسم.

 الصله
بين النفس والجسم

لو
كان الانسان مجرد جسم، لكان مثل سائ الكائنات الطبيعية،/ ولكن الانسان نفس وجسم،
فما هى اذا الصله التى يمكن ان كون بين هذين الجوهرين؟..

وبالتالى،
فهل هناك اثر للنفس اساسية من بين المشاكل التى صعب على ديكارت والديكارتيين حلها.
بالرغم من كل محاوله للموازنه بين احوال الجسم واحوال النفس ولقد حاولوا جميعا ان
يفسروا وحده الطبيعة الانسانية

 وتساءل
ديكارت: على اى موضع من الجسم تؤثر النفس مباشرة؟.. واجاب هو عن سؤاله بقوله، ان
ذلك الموضع هو ” الغده الصنوبرية ” التى هى بمثابه الوسيط بين النفس
والجسم. انها تتلقى من النفس الاوامر، فتوصلها الى الاعصاب والعضلات، كما تتلقى من
الاعصاب الرسائل الوارده من العالم الخارجى فترسلها الى النفس، والجسم يؤثر فى
النفس بواسطه الاحساس والعاطفة، ويتاثر بها عن طريق ” الادادة ” التى
توجه حركاته وتغيرا تجاهاته ولقد اهتم ديكارت بدراسة انفعالات النفس الانسانية (1)
وقال انها طبعية فى الانسان، ولكن يجب ان تتجنب انحرافاتها وسؤ استعمالها وعلى
الادارة ان تسيطر عليها، لكى لا تعوق افعالها الادارة وتلك هى بداية الاخلاق التى
ارجا ديكارت النظر فيها، لكى ياخذ السائده فى المجتمع، فتكون تلك الاخلاق، اخلاقا
مؤقته. اما الاخلاق العقلية عنده فهى تدعو الى مايسميه ” الحب العقلى لله،
الذى يصبح حبا للنظام فى العالم، وحبا للمخلوقات التى خلقها البادى وحبا للناس
جميعا.

 هذا
هو الانسان كما مثلته هذه الفلسفة العقلية انسان يخضع لعقله، ويعرف القوانين
الطبيعية والاجتماعية ولكن هذا الانسان ينعم بحريته فى هذا العالم،ن وتكاد ان،
العقل مستقبل عن الجسم، والروح مسقله عن المادة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى