رسائل القديس أموناس

أسرار الثالوث مكشوفة للذين نقوا قلوبهم، في هؤلاء يسكن الثالوث فيُشبع النفس – الرسالة السادسة

أسرار الثالوث مكشوفة للذين نقوا قلوبهم، في هؤلاء يسكن الثالوث فيُشبع النفس
الرسالة السادسة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

أني أصلي ليلاً ونهاراً لكي تزداد قوة الله فيكم، وتكشف لكم عظائم أسرار الثالوث القدوس والتي لا يسوغ لي أن أنطق بها لأنها عظيمة وليست من هذا العالم وغير مكشوفة إلا لأولئك الذين نقوا قلوبهم من كل دنس ومن كل غرور العالم، والذين حملوا صليبهم، وحصنوا أنفسهم وأطاعوا الله في كل شيء.
في هؤلاء يسكن الثالوث فيُشبع النفس. وكما أن النبات لا ينمو إلاَّ إذا توافر له الماء هكذا النفس فهي لا تستطيع أن تصعد إلى فوق ما لم توهب الفرح السماوي. وعندما يناله أحد فقليلون منهم هم الذين يكشف لهم الله أسراراً سمائية ويعين لهم أماكنها رغم بقائهم في الجسد ويستجيب لكل طلباتهم.

لهذا كانت صلاتي ليلاً ونهاراً لكي تبلغوا هذه الدرجة وتعرفوا غنى المسيح غير المحدود لأن قليلين هم الذين أصبحوا كاملين ولهم مواعيد الابن العظيمة: أن ينالوا عطايا ويسندوا الآخرين. لأنه في كل جيل نحتاج إلى الكشف عن أمثال هؤلاء الذين بلغوا هذه الدرجة ليكونوا قدوة لجيلهم لأن مَن يُحسب كاملاً يكون قدوة للآخرين.

ولهذا السبب فإني أصلي من أجلكم بغير انقطاع بسبب المحبة التي أكنها لكم. لأن القديس بولس الرسول تكلم أيضاً هكذا مع أولئك الذين أحبهم: ” نعطيكم لا أنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا ” ( 1تسالونيكي 2: 8 ). وقد رتبت أن يأتي أبني إليكم حتى يأذن الله لي أن أحضر أنا أيضاً إليكم بالجسد ليزداد نموكم أكثر مما هو الآن. لأنه إذا اجتمع الآباء مع أبنائهم فإن الرب يكون موجوداً معهم.

سلام لكم من الله

عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 29 – 30
العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة
1884 / 1984
تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى