اللاهوت الدفاعي

الفصل العاشر



الفصل العاشر

الفصل العاشر

ألقاب التوراة والإنجيل
في القرآن

 

إِنَّمَا
أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ
دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِين

 (الأنعام: 156)

 وصف
القرآن التوراة والمزامير (الزبور) والإنجيل بعدّة ألقاب تدل كلها على أنها كتب
الله الموحى بها والمنزلة من السماء وكلمة الله التي بها تفصيل وذكر لكل شيء والتي
أعطاها للبشر نوراً وضياءً وهدى ورحمة وكتاب منير محفوظ من الله إلى الأبد. كما
وصفها بالذكر المحفوظ والذي لم ولا ولن يسمح الله بحذف أو إضافة أو تبديل أو تغيير
حرف أو كلمة منه إلى الأبد. وفيما يلي أهم هذه الألقاب وتفسير علماء الدين لها:

1 نزول التوراة والإنجيل من عند الله:

¯ إِنَّا
أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ
وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ
شُهَدَاءَ ” (المائدة: 44).

¯ ” يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ
التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ
أَفَلا تَعْقِلُونَ
” (آل عمران: 65).

¯
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ
مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا
يَعْمَلُونَ ” (المائدة: 66).

¯ ” قُلْ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ
وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

(المائدة: 68).

¯ قُلْ
مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ

” (الأنعام: 91).

¯ ” أَنْ
تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ (اليهود
والنصارى) مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ
لَغَافِلِين ” (الأنعام: 156).

2 ويصف التوراة بالفرقان لأنه يفرق بين
الحق والباطل:

¯
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ ” (البقرة: 53).

¯
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً
وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ” (الأنبياء: 48).

& جاء في لسان العرب ” والفُرْقانُ: القرآن.
وكل ما فُرِقَ به بين الحق
والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا
قال الله تعالى: ” ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان ” … وذكره الله
تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى: ” ولقد آتينا موسى وهرون
الفُرْقانَ وضياء
” ؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤُه الكتاب
المنزّل على محمد، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، فُرْقاناً، والمعنى أَنه
تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل
“.

& وجاء في البحر المحيط ” ولقد آتينا موسى
وهارون الفرقان وضياء “، وذكروا جميع الآيات التي آتاها الله تعالى موسى
لأنها فرقت بين الحق والباطل
“.

& وجاء في الدر المنثور للسيوطي: ” الكتاب
هو الفرقان، فرق بين الحق والباطل
. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
قال: الفرقان جماع اسم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان “.

& وجاء في مختصر ابن كثير: ” قوله تعالى:
” وإذْ آتينا موسى الكتاب ” يعني التوراة، ” والفرقان ” وهو
ما يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلالة “.

& وجاء في تفسير مجمع البيان للطبرسي: ” ولقد
آتينا موسى وهارون الفرقان ” أي: أعطيناهما التوراة يفرق بين الحق
والباطل
“.

& وقال الرازي: ” اختلفوا في المراد بالفرقان
على أقوال: أحدها: أنه هو التوراة، فكان فرقاناً إذ كان يفرق به بين الحق
والباطل، وكان ضياء إذ كان لغاية وضوحه يتوصل به إلى طرق الهدى وسبل النجاة في
معرفة الله تعالى ومعرفة الشرائع
، وكان ذكرى أي موعظة أو ذكر ما يحتاجون إليه
في دينهم ومصالحهم أو الشرف أما الواو في قوله: ” وَضِيَاء ” فروى عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ ضياء بغير واو وهو حال من الفرقان، وأما
القراءة المشهورة فالمعنى آتيناهم الفرقان وهو التوراة وآتينا به ضياء وذكرى
للمتقين. والمعنى أنه في نفسه ضياء وذكرى أو آتيناهما بما فيه الشرائع والمواعظ
ضياء وذكرى
“.

& وجاء في تفسير ابن كثير: ” أن الكتب
السماوية مشتملة على التفرقة بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد،
والحلال والحرام، وعلى ما يحصل نوراً في القلوب، وهداية وخوفاً وإنابة وخشية

“.

& وقال الماوردي: ” قوله تعالى: وَلَقَدْ
ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ ” فيه ثلاثة أوجه: أحدها: التوراة
التي فرق فيها بين الحق والباطل
“.

& وجاء في تفسير معالم التنزيل للبغوي: ”
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ “، يعني
الكتاب المفرِّق بين الحق والباطل، وهو التوراة
“.

& وقال النسفي: ” وَلَقَدْ ءاتَيْنَا
مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً ”
قيل: هذه الثلاثة هي التوراة فهي فرقان بين الحق والباطل، وضياء يستضاء به
ويتوصل به إلى سبيل النجاة، وذكر أي شرف أو وعظ وتنبيه أو ذكر ما يحتاج الناس إليه
في مصالح دينهم
“.

& وجاء في تفسير الخازن: ” قوله عزّ وجلّ
” ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ” يعني الكتاب المفرق بين الحق
والباطل وهو التوراة
“.

3 ويصف التوراة بأن بها تفصيل لكل شيء:

¯
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ
وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ
يُؤْمِنُونَ
(الأنعام: 154).

& وقال القرطبي عن الآية الأولى: ” ثم آتينا
موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ” (الأنعام: 154) أي بين
الحرام والحلال والكفر والإيمان والوعد والوعيد وغير ذلك. وقيل: الفرقان الفرق
بينهم وبين قوم فرعون أنجى هؤلاء وأغرق أولئك
“.

& وجاء في الجلالين ” ثم آتينا موسى الكتاب
التوراة وثم لترتيب الأخبار ” تماما ” للنعمة
“على الذي أحسن ” بالقيام به ” وتفصيلا ” بيانا ” لكل
شيء ” يحتاج إليه في الدين ” وهدى ورحمة لعلهم ” أي بني إسرائيل
” بلقاء ربهم” بالبعث “.

& وقال الطبري ” وقوله تعالى: ” تماماً
على الذي أحسن وتفصيلاً
” أي آتيناه الكتاب الذي أنزلناه إليه تماماً
كاملاً جامعاً لما يحتاج إليه في شريعته، كقوله: ” وكتبنا له في الألواح من
كل شيء ” الآية، وقوله تعالى: ” على الذي أحسن ” أي
جزاء على إحسانه في العمل وقيامة بأوامرنا وطاعتنا “.

4 – وأنها كتاب موسى الذي جاء أماماً
ورحمة:

¯ وَمِنْ
قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً
” (هود: 17).

¯ وَمِنْ
قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً
وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ
لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ
” (الاحقاف: 12).

& وقال الرازي ” واعلم أنه تعالى وصف كتاب
موسى عليه السلام بكونه إماماً ورحمة، ومعنى كونه إماماً أنه كان مقتدى
العالمين، وإماماً لهم يرجعون إليه

في معرفة
الدين والشرائع، وأما كونه رحمة فلأنه يهدي إلى الحق في الدنيا والدين
،
وذلك سبب لحصول الرحمة والثواب فلما كان سبباً للرحمة أطلق اسم الرحمة عليه
إطلاقاً لاسم المسبب على السبب”.

 

5 الزبور (المزامير) والكتاب المنير:

¯
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ
بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ
وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً ” (النساء: 163).

¯
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا
بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً
” (الاسراء: 55).

¯
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ
الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ” (الانبياء: 105). وهو هنا
يشير لما جاء في مزمور (مز37: 29) ” الصديقون يرثون الأرض
ويسكنونها إلى الأبد”.

¯ ” فَإِنْ
كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ
وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
” (آل عمران: 184).

¯
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
” (فاطر: 25).

& قال الرازي ” وأما الزبر فهي الكتب، وهي جمع
زبور، والزبور الكتاب، بمعنى المزبور أي المكتوب … وبه سمي زبور داود
عطف ” الكتاب المنير ” على ” الزبر مع أن الكتاب المنير لا بد وأن
يكون من الزبر، وإنما حسن هذا العطف لأن الكتاب المنير أشرف الكتب وأحسن الزبر …
ويحتمل أن يكون المراد بالزبر: الصحف، وبالكتاب المنير التوراة والإنجيل
والزبور
“.

& وقال الزمخشري ” وبالزبر، وهي الصحف ”
وَٱلْكِتَٰبِ ٱلْمُنِيرِ ” التوراة والإنجيل
والزبور”.

& وقال الخازن ” والزبر ” أي الكتب
وأحدها زبور وكل كتاب فيه حكمة فهو زبور وأصله من الزبر وهو الزجر وسمي الكتاب
الذي فيه الحكمة زبوراً لأنه يزبر عن الباطل ويدعو إلى الحق ” والكتاب المنير
” أي الواضح المضيء وإنما عطف الكتاب المنير على الزبر لشرفه وفضله وقيل
أراد بالزبر الصحف وبالكتاب المنير التوراة والإنجيل
“.

6 الصحف الأولى:

¯
أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ” (طه:
133).

¯
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
” (الأعلى: 18 و19).

¯ ” أَمْ
لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ” (النجم: 36).

& جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
يريد التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة
” و
” كتب اللّه جل ثناؤه كلها … ” صحف إبراهيم وموسى ” يعني
الكتب المنزلة عليهما
… وقال الضحاك: إن هذا
القرآن لفي الصحف الأولى
؛ أي الكتب الأولى. ” صحف إبراهيم وموسى ”
يعني الكتب المنزلة عليهما. ولم يرد أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف، وإنما هو
على المعنى ؛ أي إن معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف
“.

& وقال السيوطي في الدر المنثور “
أو لم تأتيهم بينة ما في الصحف الأولى ” قال: التوراة والإنجيل“.

& وقال في الجلالين “ المنزلة
قبل القرآن
“.

& وقال الطبري ” التوراة
والإنجيل
“، وأيضاً “ صحف
إبراهيم خليل الرحمن، وصحف موسى بن عمران
“.

7 كما يصف التوراة المزامير (الزبور)
والإنجيل بالكتاب ويصف اليهود والنصارى بأهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب:

¯
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ
بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى
أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ
” (البقرة: 87).

& قال القرطبي ” قوله تعالى: ” ولقد
آتينا موسى الكتاب” يعني التوراة “.

& وجاء في الدر المنثور ” ولقد آتينا موسى
الكتاب ” يعني التوراة جملة واحدة مفصلة محكمة“.

& وقال الجلالين: ” ولقد آتينا موسى الكتاب
التوراة ” وقفينا من بعده بالرسل ” أي أتبعناهم رسولاً في
إثر رسول “.

& وقال الطبري: ” القول في تأويل قوله تعالى:
” ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ” يعني بقوله جل ثناؤه:
” آتينا موسى الكتاب ” أنزلناه إليه. وقد بينا أن معنى الإيتاء: الإعطاء
فيما مضى قبل، والكتاب الذي آتاه الله موسى عليه السلام هو التوراة “.

¯
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ
نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ ” (البقرة: 101).

& وقال القرطبي ” قوله تعالى: ” لما
معهم
يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيهما “.

& وجاء في الدر المنثور ” مصدق لما معهم
” قال: من التوراة والإنجيل “.

¯
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ
أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
” (البقرة: 121).

¯
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ
اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
” (آل عمران: 113).

& وجاء في مختصر تفسير ابن كثير ” وقد قال
تعالى: ” ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون “، وقال تعالى ”
ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات اللّه آناء الليل وهم يسجدون
” وقال تعالى: ” إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون
للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ” وهذه الصفات توجد
في اليهود “.

¯ ” فَقَدْ
آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً
عَظِيماً
” (النساء: 54).

& قال الطبري ” ويعني بقوله: ” فقد آتينا
آل إبراهيم ” فقد أعطينا آل إبراهيم، يعني: أهله وأتباعه على دينه ”
الكتاب ” يعني: كتاب الله الذي أوحاه إليهم، وذلك كصحف إبراهيم وموسى
والزبور، وسائر ما آتاهم من الكتب
. وأما الحكمة، فما أوحى إليهم مما لم يكن
كتابا مقروءا “.

¯
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ” (النساء: 131).

& قال الطبري ” يقول: ولقد أمرنا أهل الكتاب
وهم أهل التوراة والإنجيل وإياكم، يقول. وأمرناكم وقلنا لكم ولهم: ” اتقوا
الله ” يقول: احذروا أن تعصوه وتخالفوا أمره ونهيه “.

¯ ” الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ
لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ

إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا
مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ” (المائدة: 5).

& قال الطبري ” وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم ” وذبائح أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا التوراة
والإنجيل، وأنزل عليهم، فدانوا بهما أو بأحدهما ” حل لكم ” يقول: حلال
لكم أكله دون ذبائح سائر أهل الشرك الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب وعبدة
الأوثان والأصنام، فإن من لم يكن منهم ممن أقر بتوحيد الله عز ذكره ودان دين أهل
الكتاب، فحرام عليكم ذبائحهم “.

& وجاء في مختصر ابن كثير ” قال ابن عباس:
يعني ذبائحهم، وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء، إن ذبائحهم حلال للمسلمين لأنهم
يعتقدون تحريم الذبح لغير الله، ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم اللّه،
وإن
اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عنه تعالى وتقدس “.

¯ الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ

الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ” (الأنعام: 20).

¯ أُولَئِكَ
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
فَإِنْ
يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا
بِكَافِرِينَ ” (الأنعام: 89)
.

¯
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ
وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً
لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ
رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ” (الأنعام: 154).

& قال القرطبي ” أي بين الحرام والحلال والكفر
والإيمان والوعد والوعيد وغير ذلك. وقيل: الفرقان الفرق بينهم وبين قوم فرعون أنجى
هؤلاء وأغرق أولئك ونظيره “.

& وجاء في مختصر ابن كثير ” أي آتيناه الكتاب
الذي أنزلناه إليه تماماً كاملاً جامعاً لما يحتاج إليه في شريعته “.

¯ ” أَنْ
تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا
وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
” (الأنعام: 156).

& قال القرطبي ” وقال الفراء والكسائي: المعنى
فاتقوا أن تقولوا يا أهل مكة. ” إنما أنزل الكتاب ” أي التوراة والإنجيل
” على طائفتين من قبلنا ” أي على اليهود والنصارى، ولم ينزل
علينا كتاب ” وإن كنا عن دراستهم لغافلين ” أي عن تلاوة كتبهم وعن
لغاتهم
. ولم يقل عن دراستهما ؛ لأن كل طائفة جماعة”.

& وجاء في مختصر ابن كثير ” وقوله: ” وإن
كنا عن دراستهم لغافلين ” أي وما كنا نفهم ما يقولون لأنهم ليسوا بلساننا
ونحن في غفلة وشغل مع ذلك عما هم فيه “.

¯ وَآتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ
أَلَّا
تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً ” (الاسراء: 2).

& قال الطبري ” حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال:
ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ” آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل
” جعله الله لهم هدى، يخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعله رحمة لهم “.

¯
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ
مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ” (الاسراء: 4)
.

¯ يَا
يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ
وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً
” (مريم: 12).

& قال الطبري ” قال الله له: يا يحيى، خذ هذا
الكتاب بقوة، يعني كتاب الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة “.

& وجاء في مختصر تفسير ابن كثير ” وهذا أيضاً
تضمن محذوفاً، تقديره أنه وجد هذا الغلام المبشر به وهو يحيى عليه السلام، وأن
اللّه علمه الكتاب وهو (التوراة) التي كانوا يتدارسونها بينهم، وقد كانت سنه إذ
ذاك صغيره، فلهذا نوه بذكره وبما أنعم به عليه وعلى والديه، فقال ” يا يحيى
خذ الكتاب بقوة ” أي تعلم الكتاب بقوة أي بجد وحرص واجتهاد “.

¯
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ

لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ” (المؤمنون: 49).

¯ وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ
وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً
” (الفرقان: 35)
.

¯ وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ
مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ
الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
” (القصص: 43).

& قال القرطبي ” ولقد آتينا موسى الكتاب
” يعني التوراة ؛ وخص موسى بالذكر لأن التوراة أنزلت عليه في الطور، وهارون
خليفة في قومه. ولو قال ” ولقد آتيناهما ” جاز؛ كما قال: ” ولقد
آتينا موسى وهارون الفرقان “[الأنبياء: 48] “. وأيضا ” قوله تعالى:
” ولقد آتينا موسى الكتاب ” يعني التوراة ؛ قاله قتادة قال يحيى بن
سلام: هو أول كتاب – يعني التوراة – نزلت فيه الفرائض والحدود والأحكام “.

& وجاء في الدر المنثور ” وأخرج ابن عساكر من
طريق جوبير عن الضحاك عن ابن عباس في قوله ” ولقد آتينا موسى الكتاب ”
يعني التوراة جملة واحدة مفصلة محكمة “.

& وقال الطبري ” ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم
يهتدون ” يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى التوراة، ليهتدي بها قومه من بني
إسرائيل، ويعملوا بما فيها “.

¯ ” قُلْ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ
بِهِ شَيْئاً
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
” (آل عمران: 64).

 وفي قوله
أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
” تأكيد على أنهم موحدون بالله ولا يشركون به شيئاً. قال القرطبي ” قوله
تعالى: ” قل يا أهل الكتاب ” الخطاب في قول الحسن وابن زيد والسدي لأهل
نجران. وفي قول قتادة وابن جريج وغيرهما ليهود المدينة، خوطبوا بذلك لأنهم جعلوا
أحبارهم في الطاعة لهم كالأرباب. وقيل: هو لليهود والنصارى جميعا ”

8 جدال أهل الكتاب بالتي هي أحسن:

¯ وَلا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلَّا
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ
إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ
وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ
لَهُ مُسْلِمُونَ
” (العنكبوت: 46).

& جاء في فتح القدير للشوكاني ” أخرج البخاري
والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة
قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية
لأهل الإسلام،
فقال رسول الله (صلعم): ” لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا
تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلٰهنا وإلٰهكم
واحد ونحن له مسلمون “.

& وقال الرازي ” وأما أهل الكتاب فجاءوا
بكل حسن إلا الاعتراف بالنبي عليه السلام فوحدوا وآمنوا بإنزال الكتب وإرسال الرسل
والحشر، فلمقابلة إحسانهم يجادلون أولا بالأحسن ولا تستخف آراؤهم ولا ينسب الضلال
آباؤهم، بخلاف المشرك
“.

9 وصف اليهود والنصارى بأهل الذكر:

 كما يعطي
القرآن للكتاب المقدس ” التوراة والمزامير (الزبور) والإنجيل ” لقب
الذكر ” والذكر المحفوظ، وهو نفس اللقب الذي أعطاه
للقرآن نفسه:

¯
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ (القرآن) إِنَّكَ
لَمَجْنُونٌ ” (الحجر: 6).

¯
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” (النحل: 44).

¯ ” ص
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ” (صّ: 1).

 كما يقول
عن أهل الكتاب اليهود والنصارى بأنهم أهل الذكر:

¯
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا
أَهْلَ الذِّكْرِ
إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ” (النحل: 43).

¯ ” وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا
رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ” (الانبياء: 7).

 وهنا يدعو
القرآن أهل قريش أن يسألوا أهل الكتاب ” أهل الذكر ” إن كانوا لا
يعلمون، أي كالمرجع لهم في أحوال عمل الله في الكون، بقوله لهم: فَاسْأَلوا
أَهْلَ الذِّكْرِ
إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
” (النحل: 43). وبما
أن القرآن يصف التوراة والمزامير (الزبور) ب ” الذكر ” ويصف أهل
الكتاب، اليهود والنصارى، ب ” أهل الذكر ” كما يقول القرآن عن
نفسه أيضاً أنه ” الذكر “، ويقول ” إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
” (الحجر: 9)، لذا
ينطبق هذا الكلام ” حفظ الذكر “، بحسب القرآن نفسه، على كل الكتب
المذكورة والموصوفة بالذكر.

& وقال الطبري ” فاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ
وهم الذين قد قرأوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب
الله التي أنزلها على عباده
“.

& وجاء في الكشاف للزمخشري “ فَاسْئَلُواْ وأهل
الذكر: أهل الكتاب. وقيل للكتاب الذكر ؛ لأنه موعظة وتنبيه للغافلين ” مَا
نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ” يعني ما نزل الله إليهم في الذكر مما أمروا به ونهوا
عنه ووعدوا وأوعدوا ” وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” وإرادة أن يصغوا
إلى تنبيهاته فيتنبهوا ويتأملوا
“.

& وجاء في مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي
” أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب، عن ابن عباس، ومجاهد، أي: فاسألوا أهل
التوراة والإنجيل. ” إن كنتم لا تعلمون ” يخاطب مشركي مكة، وذلك أنهم
كانوا يصدقون اليهود والنصارى فيما كانوا يخبرون به من كتبهم،
لأنهم كانوا
يكذبون النبي “.

& وقال الرازي: ” فَاسْأَلُواْ أَهْلَ
الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ ” وفيه مسائل: المسألة الأولى: في
المراد بأهل الذكر وجوه: الأول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد أهل
التوراة، والذكر هو التوراة
. والدليل عليه قوله تعالى: ” وَلَقَدْ
كَتَبْنَا في ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ ”
[الأنبياء:
105] يعني التوراة. الثاني: قال الزجاج: فاسألوا أهل الكتب الذين يعرفون
معاني كتب الله تعالى
، فإنهم يعرفون أن الأنبياء كلهم بشر … ثم إنهم (أهل
مكة) كانوا مقرين بأن اليهود والنصارى أصحاب العلوم والكتب فأمرهم الله بأن يرجعوا
في هذه المسألة إلى اليهود والنصارى
ليبينوا لهم ضعف هذه الشبهة وسقوطها
“.

& وقال لقرطبي ” فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ
ٱلذِّكْرِ ” قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب “.

& وجاء في تفسير الجلالين المحلي والسيوطي ”
فَٱسئَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ ” العلماء بالتوراة والإِنجيل“.

& وجاء في فتح القدير للشوكاني ” ولما كان
كفار مكة مقرّين بأن اليهود والنصارى هم أهل العلم بما أنزل الله في التوراة
والإنجيل، صرف الخطاب إليهم، وأمرهم أن يرجعوا إلى أهل الكتاب،
فقال:
” فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ
” أي: فاسألوا أيها المشركون مؤمني أهل الكتاب إن كنتم لا
تعلمون “
.

& وجاء في تفسير ابن عباس ”
فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ ” أهل التوراة والإنجيل
“.

& وجاء في السمرقندي ” فَٱسْأَلُواْ
أَهْلَ ٱلذّكْرِ ” أي: أهل التوراة والإنجيل “.

 وهكذا أجمع
المفسرون على أن أهل الذكر هم أهل الكتاب، التوراة والإنجيل الذي يجب الرجوع إليهم
في مسائل وأمور العلوم والكتب السماوية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى