علم الاخرويات

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

تاريخ
وكيفية تحديد زمن المجيء الثاني
(1)

 

1 تاريخ تحديد زمن المجيء الثاني

لم يحدد السيد المسيح اليوم أو الساعة التي سيأتي فيهما في مجيئه
الثاني بل قال مؤكداً ”
وأما ذلك اليوم
وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبى وحده

” (مت 24: 36)، ”
فاسهروا إذا
لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان

” (مت 25: 13). وقبل صعوده مباشرة قال لتلاميذه
” ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه
” (أع1: 7). وقال القديس بولس بالروح في حديثه عن المجيء الثاني مؤكدا ما سبق
أن قاله السيد المسيح
” وأما
الأزمنة والأوقات فلا حاجة لكم أيها الاخوة أن اكتب إليكم عنها لأنكم انتم تعلمون
بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء
” (1
تس 1: 5و2). وهكذا كرر السيد المسيح وتلاميذه عبارات:

E ” اسهروا
إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم ” (مت 24: 42).

مقالات ذات صلة

E ” انظروا اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت
” (مر 13: 33).

E ” اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت
امساء أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحا ” (مر13: 35).

E ” وما أقوله لكم أقوله للجميع اسهروا ” (مر 13: 37).

E ” اسهروا إذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلا للنجاة من
جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان ” (لو21: 36).

E ” وأما انتم أيها الاخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك
اليوم كلص
“(1تس 5: 4).

E ” ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات
بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها ” (2بط 3:
10).

Eها أنا آتى كلص طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا
يمشي عريانا فيروا عريته “(رؤ 16: 15).

 لم يحدد السيد لا الزمن ولا اليوم ولا الساعة التي سيأتي فيها حتى لا
يتكاسل الإنسان ولا تتأثر حياته العادية ولا يتأثر مجرى التاريخ البشرى..الخ. وقد
توقع

المؤمنون، منذ أيام الرسل، أن هذا المجيء الثاني للسيد المسيح سيتم في
أيامهم نظر لأن عبارات السيد لم تشر بالمرة إلى أي زمن محدد أو وقت معين لكي يظل
الإنسان في حالة استعداد دائم من وقت ميلاده إلى يوم رحيله عن هذا العالم.

 وبناء على ما سبق فقد كان هناك توقع دائم للمجيء الثاني حتى في أيام
الرسل أنفسهم. ففي سنة 53م وقبل أن تكتب معظم أسفار العهد الجديد كان هناك توقع
دائم وانتظار لمجيء المسيح في ذلك الوقت لدرجة أن أهل تسالونيكى قد وصلتهم إشاعة
تقول أن مجيء المسيح كان على الأبواب، فكتب لهم القديس بولس بالروح قائلا ”
ثم نسألكم أيها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه أن لا
تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي
أن يوم المسيح قد حضر
” (2تس1: 2و2).

 ومع ذلك وعلى الرغم من كلام السيد المسيح وتلاميذه ورسله وتحذيره لهم
من حساب الوقت والأزمنة أو تحديد يوم أو ساعة لمجيئه إلا أنه قد وجد أفراد أو
جماعات في كل عصر من العصور تصوروا أنهم قادرون، من خلال الحسابات الموجودة في سفر
دانيال النبي إلى جانب سفر الرؤيا وأحيانا سفر حزقيال، على تحديد الوقت الذي سيأتي
فيه المسيح وحدد بعضهم السنة، وحدد بعضهم الفصل من السنة، بل والشهر، وحدد بعضهم
اليوم، كما حدد بعضهم الساعة!!

 وقد اعتمد كل الذين حددوا زمن محدد،
في الأغلب على ثلاث نظريات أو افتراضات هي:

: النظرية الأولى ؛
والتي قامت على أساس أن الله خلق الأرض في ستة أيام واستراح في اليوم السابع،
وتقول أن الستة أيام بالنسبة لله تساوى ستة آلاف سنة، ومن ثم تكون مدة حياة
الإنسان على الأرض هي ستة آلاف سنة، يأتي بعدها اليوم السابع، أو يوم الراحة،
والذي يعنى عند البعض المُلك الألفي الحرفي للسيد المسيح على الأرض، ويعنى عند
البعض الأخر الراحة في الحياة الأبدية. وقد بنيت هذه النظرية على أساس حساب
الأجيال من آدم إلى نوح ومن نوح إلى إبراهيم ومن إبراهيم إلى موسى ثم إلى داود
وسبى بابل ثم إلى تجسد السيد المسيح ثم تصل إلى المجيء الثاني حوالي سنة 2000م!!

: النظرية الثانية ؛ والتي قامت
على أساس عمليات حسابية للأرقام المذكورة في سفر دانيال ص 8 و11و12.

: النظرية الثالثة
؛
والتي فسرت مددا حقيقية، أيام، حدثت بالفعل في الكتاب المقدس بأسلوب
رمزي، مثل قول ” الرب لموسى اذهب إلي الشعب وقدسهم اليوم وغدا وليغسلوا
ثيابهم ويكونوا مستعدين لليوم الثالث لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب
أمام
عيون جميع الشعب على جبل سيناء ” وافترضت أن كل يوم من هذه الأيام يرمز لألف
سنة، ثم تحسب اليومين الأولين بألفي سنة من تجسد المسيح إلى مجيئه الثاني!! أما
اليوم الثالث فتفترض أنه يعنى المدة التي تلي المجيء الثاني للسيد المسيح!!

 

1 ستة أيام الخلق ونهاية العالم بعد ستة آلاف سنة من آدم

كان هناك اعتقاد واسع منذ القرون الأولى يقول ؛ بما أن الله خلق
العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع، وبما أن اليوم عند الله يساوى 1000
سنة، كما يقول الكتاب ” إن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد
” (2بط3: 8)، هكذا أيضا سينتهي العالم بعد ستة آلاف سنة من خليقة آدم وبعد
ذلك تبدأ راحة الرب في اليوم السابع الذي يرى البعض أنه المُلك الألفي الحرفي ويرى
البعض الآخر أنه الأبدية. وكان على رأس هؤلاء إريناؤس (120
202م) وهيبوليتوس (170235م) ولاكتانيوس (أواخر ق3م) وفيكتورينوس
(أواخر ق3م). ويمثل رأى هؤلاء ما جاء في الرسالة المعروفة برسالة برنابا (حوالي
سنة 100م
وكاتبها ليس هو برنابا الرسول المتوفى حوالي سنة 60م) والتي يقول
كاتبها ” انتبهوا يا أولادي إلي هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه في ستة
أيام. هذا يعني أن الله سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شئ إلي تمامه. كل يوم يعني
عنده ألف سنة. هوذا يوم كألف سنة. في ستة أيام أي في ستة آلاف سنة سيتم الكل،
واستراح في اليوم السابع
” (ف 15: 4- 5).

 ولكن هؤلاء الأباء حسبوا الستة آلاف سنة بحساب الترجمة السبعينية
ورأوا أن السيد المسيح قد وُلد بعد خليقة آدم بحوالي 5500 سنة، وليس ب 4004م كما
حسب البعض فيما بعد، وتصوروا أن نهاية الستة آلاف سنة ستكون سنة 500 م!!
وليس سنة 2000م كما يتصور البعض! وعلى ذلك فقد اعتقد هيبوليتوس أن المسيح سيأتي
بعد 250 سنة، من كتابته لأقواله هذه، وأعتقد لاكتانيوس أن العالم سينتهي بعد
200 سنة
من وقت كتابته لذلك، أي سنة 500 م!! وتصور أبن كاتب
قيصر، من القرن الثالث عشر الميلادي، في تفسيره لسفر الرؤيا، أن المسيح سيأتي
ويبدأ الملك الألفي في نهاية الألف السابعة للعالم، أي سنة 1499م!!

 وكان أول من أستخدم هذه الطريقة في العصور الحديثة، في القرن السابع
عشر هو رئيس الأساقفة الأيرلندي جيمس آشر (1581
1656م) اعتمادا على ما جاء في سفر التكوين،
بحسب الترجمة العبرية ” هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد
ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين وعاش سام بعدما ولد ارفكشاد خمس مئة سنة رئيس الأساقفة
الأيرلندي آشر

وولد بنين وبنات وعاش ارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح
” (تك10: 11،13) ووصل إلى أن آدم قد خلق قبل المسيح ب 4000 سنة، وبما أن
السيد المسيح قد
ولد بالجسد سنة 4 ق م تكون السنة
التي خُلق فيها آدم هي سنة 4004 ق م، وأن الطوفان حدث سنة 2350 ق م. وتصور آشر أن
العالم سينتهي بعد خلق آدم ب 6000 سنة، أي سنة 1996م!!

 واستمر العمل بهذا التأريخ الكتابي حتى جاء داروين وعلماء الجيولوجيا
(علم طبقات الأرض) والبيولوجيا (علم الأحياء) والأركيولوجي (علم الآثار) الذين
أكدوا أن العالم مخلوق قبل ذلك بكثير، ويرجع العلماء بتاريخ الحضارات الإنسانية
إلى ما بين 14,000 و30,000 سنة. كما يفسر أكثر علماء الكتاب المقدس أيام الخليقة
بستة حقبات وليست أيام حرفية. بل وإذا افترضنا أن اليوم عند الله يساوى ألف سنة
فبلا شك ستكون أيام الخليقة ستة آلاف سنة وليست ستة أيام حرفية!! ومعنى هذا أنه
يمكن للحياة البشرية أن تستمر على الأرض بهذا المفهوم أكثر من 6000,000 سنة!! كما
أنه لا يوجد أي تاريخ محقق ومؤكد قبل داود النبي لعدم وجود حضارات معاصرة كان لها
تاريخ تأكد منه العلماء.

 ومع ذلك ما يزال البعض متمسك بهذا التأريخ حتى اليوم وتقول إحصائية
أنه يوجد واحد بين كل خمسة أمريكان متمسك به.

 ويعد التدبيريون (ويمثلون أكثر من 9.5 % من البروتستانت) والسبتيون
وشهود يهوه والمورمون، في العصر الحديث، من أكثر الفرق التي تتمسك بهذا النظرية.
وتتلخص هذه النظرية في الآتي:

1 الوقت من خلق آدم إلى الطوفان كان 1657سنة (تك
3: 5
29؛6: 7):

من خلق آدم إلى ولادة شيث      130
سنة

ثم إلى ولادة انوش                105
سنة

وإلى ولادة قينان                  90
سنة

وإلى ولادة مهللئيل                70
سنة

وإلى ولادة يارد                   65
سنة

وإلى ولادة اخنوخ                 162
سنة

 وإلى ولادة متوشالح              65
سنة

وإلى ولادة لامك                  187
سنة

وإلى ولادة نوح                   182
سنة

وإلى الطوفان                     600
سنة

2 ومن الطوفان إلى عهد الله مع إبراهيم في كنعان حسبما جاء في
(تك10: 11-32و1: 12-7) 427 سنة:

من بدء الطوفان إلى ولادة ارفكشاد ابن سام      2
سنة

وإلى ولادة شالح                  35
سنة

وإلى ولادة عابر                   30
سنة

وإلى ولادة فالج                   34
سنة

وإلى ولادة رعو                   30
سنة

وإلى ولادة سروج                 32
سنة

وإلى ولادة ناحور                 30
سنة

وإلى ولادة تارح                  20
سنة

وإلى موت تارح عندما كان عمر أبنه إبراهيم 75 سنة ثم عبر عندئذٍ نهر
الفرات إلى أرض الموعد 205 سنة

3 ومن عهد الله مع إبراهيم إلى الخروج
حسب ما جاء في (خروج 40: 12 و41 وغلاطية 17: 3) 430 سنة.

4 ومن الخروج إلى ابتداء العمل في الهيكل 480 سنة،
فقد استغرق تيه بنو إسرائيل في البرية في طريقهم إلى أرض كنعان 40
سنة، أعقبها 6 سنوات القتال مع الكنعانيين قبل قسمة الأرض للإسرائيليين عن يد يشوع
بن نون (يش 5: 14-10وعدد1: 1و11: 10و12و16: 12و1: 13-30). وكان بناء الهيكل قد بدأ
كما يقول سفر الملوك الأول ” في السنة الأربع مئة والثمانين لخروج بنى
إسرائيل من أرض مصر، في السنة الرابعة لملك سليمان على إسرائيل، في شهر زيو، وهو
الشهر الثاني، أنه أبتدأ في بناء بيت الرب “. ثم ملك سليمان بعد ذلك ستاً
وثلاثين سنة (1مل 1: 6و2). فمن عهد الله مع إبراهيم إلى الخروج 430 سنة ومن الخروج
إلى ابتداء الهيكل 480 سنة.

5 ومن بناء الهيكل إلى نبوخذ نصر 406 سنة

من بدأ بناء الهيكل وموت سليمان وملك رحبعام 36 سنة

وإلى ملك آبيا                                      17
سنة

وإلى ملك آسا                                     3
سنوات

وإلى ملك يهوشافاط                               41
سنة

وإلى ملك يهورام                                  25
سنة

وإلى ملك اخزيا                                   8
سنين

وإلى ملك عثليا                                    1
سنة

وإلى ملك يوآش                                   6
سنين

وإلى ملك امصيا                                  40
سنة

وإلى ملك عزيا                                    29
سنة

وإلى ملك يوثام                                    52
سنة

وإلى ملك آحاز                                    16
سنة

وإلى ملك حزقيا                                   16
سنة

وإلى ملك منسى                                   29
سنة

وإلى ملك آمون                                   55
سنة

وإلى ملك يوشيا                                   2
سنة

وإلى ملك يهوآحاز                                31
سنة

 

6 من نبوخذ نصر إلى ميلاد المسيح بالجسد 601 سنة.

 وهكذا وصلوا إلى أن المدة بين خلق آدم وميلاد المسيح بالجسد 4000
سنة، ورأى البعض منهم أن التاريخ الفعلي لميلاد السيد المسيح هو سنة 4 ق م، ومن ثم
قالوا أن المجيء الثاني للسيد المسيح سيتم سنة 1996م!! ورأى البعض الآخر في
التاريخ المعمول به حاليا نهاية أل 6000 سنة، ومن ثم فسيكون المجيء الثاني من وجهة
نظرهم في نهاية سنة 2000م أو بداية سنة 2001م!!

 ولكن يجب أن نعرف أن سلسلة الأنساب الموجودة في الكتاب المقدس لا
تسجل أية تواريخ أو فترات زمنية محددة وتواريخها تقديرية وليست مؤكدة لأنها تعتمد
فقط على الأجيال وليس على التواريخ، ولا تسجل كل المواليد، وفى حالات كثيرة لا
يعنى فيها لقب أبن أن المنسوب إليه هو أبيه، مثل المسيح أبن داود، كما تحذف بعض
الأسماء بسبب خطايا أصحابها أو لأسباب أخرى (1أخ 23 ومت 1).

 ويشيع هذا الرأي أيضاً في بعض الكتابات التي كتبت مؤخرا حيث يقول
أحدها ” ومن الإعلانات الرمزية أيضا والتي تشير إلي أن العالم سوف ينتهي بعد
ستة آلاف سنة من خلق آدم ذاك الإعلان الذي فيه يقول الرب: ستة أيام تعمل وتصنع
جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك 000 لان في ستة أيام صنع الرب
السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع
” (خر9:
20-11). لأن الرب لا يتباطأ عن وعده بشأن راحة اليوم السابع. لأن يوما واحدا عند
الله كألف سنة وألف سنة كيوم واحد.

 هذا وقد جاء في كتابات بولس رسول الأمم العظيم ما يعد مصادقة علي هذا
التفسير بقوله: ” أن الرب قال في موضع عن السابع هكذا واستراح الله في اليوم
السابع من جميع أعماله، والذي دخل راحته (أي الإنسان) استراح هو أيضا من أعماله
كما الله من أعماله (العبرانيين 4: 3
10). فبولس الرسول يري أنه كما أن الله أتم عمله في ستة أيام
واستراح في اليوم السابع هكذا ينبغي أيضا أن يتم الإنسان عمله قبل أن يدخل الراحة.
فكأن بولس الرسول يقول أن العالم سوف ينتهي بعد ستة أيام أي بعد ستة آلاف
سنه لأن يوم الراحة للإنسان كما هو اليوم السابع فيه يستعلن ملكوت السموات
.

 علما بأن القديس بولس لا يشير من بعيد أو من قريب إلى الستة أيام أو
الستة آلاف سنة، إنما تحدث عن الراحة السماوية مع المسيح بالمقارنة بالراحة
الأرضية التي لم يقصدها الله في مشورته الإلهية.

 

2– سفر دانيال وتحديد الأزمنة
وسنة المجيء الثاني

 اعتمد كل الذين حددوا نهاية محددة
للمجيء الثاني ونهاية العالم بالدرجة الأولى على الحسابات التي وردت في سفر دانيال
النبي في الآيات التالية:

E ” فسمعت قدوسا (أي ملاك) واحدا يتكلم فقال
قدوس واحد لفلان المتكلم إلي متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب
لبذل القدس والجند مدوسين فقال لي إلي ألفين وثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ
القدس
” (دا13: 8،14).

Eوتقوم منه اذرع وتنجس المقدس الحصين
وتنزع المحرقة الدائمة و تجعل الرجس المخرب
” (دا13: 11).

E ” فسمعت الرجل اللابس
الكتان (ملاك) الذي من فوق مياه النهر إذ رفع يمناه ويسراه نحو السماوات وحلف
بالحي إلي الأبد انه إلي زمان وزمانين ونصف فإذا تم تفريق أيدي الشعب
المقدس تتم كل هذه
. وأنا (دانيال) سمعت وما فهمت فقلت يا سيدي
ما هي أخر هذه؟ فقال اذهب يا دانيال لان الكلمات مخفية ومختومة إلي وقت
النهاية
… ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان
وتسعون يوما
. طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلي الإلف والثلاث مئة والخمسة
والثلاثين يوما
. أما أنت فاذهب إلي النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية
الأيام ” (دا7: 12-13).

 وقد ربط معظم الدارسين بين ارتباط
هذه الأرقام، التي حولها البعض إلى حسابات عويصة، وبين القرن الصغير أو ملك الشمال
الذي يضع ” معصية الخراب ” أو ” الرجس المخرب
و يتسبب في ” إزالة المحرقة الدائمة ” من المذبح، من جهة، وبين
قول السيد المسيح في إشارته إلى دمار أورشليم ونهاية العالم في قوله
فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي

في المكان المقدس
(مت24: 15) ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلي الجبال
” (مر13: 14). ووصل البعض إلى نظريات تقول أن هذه الأيام تعنى في المفهوم
النبوي لنبوات الكتاب المقدس سنين، واعتبروا أن ال2300 صباح ومساء هي 2300 سنة
نبوية!! وأن ” زمان وزمانين ونصف تعنى ثلاث سنوات ونصف، والسنة
النبوية تساوى 360 يوم! ومن ثم تكون الثلاث سنوات 1260 يوم، ثم عادوا وحولوا
الأيام إلى سنوات مرة أخرى فصارت ال 1260يوم 1260 سنة!! كما حولوا ال1290 يوم إلى
1290 سنة، وال1350 يوم إلى 1350 سنة!! وقالوا أن هذه السنوات تبدأ من وقت إزالة
المحرقة الدائمة من الهيكل وتوقف العبادة فيه وتنتهي بالمجيء الثاني للسيد المسيح
والمُلك الألفي أو نهاية العالم!!

 وقد توقفت العبادة في الهيكل
تاريخيا ثلاث مرات ؛ المرة الأولى عندما دمر الملك البابلي نبوخذ نصر الهيكل
وأحرقه بالنار سنة 586 ق م وتوقفت العبادة فيه حوالي 70 سنة، والمرة الثانية عندما
دنسه الملك السوري انتيوخس ابيفانس الرابع
وأوقف
العبادة فيه حوالي ثلاث سنوات ونصف (في الفترة من أول سنة 167 إلى أخر165 ق م)،
والمرة الثالثة عندما دمر القائد الروماني تيطس فسبسيانوس الهيكل سنة 70م وتوقفت
العبادة فيه تماما وما تزال حتى الآن.

 وقد حدد، أصحاب هذه النظرية، سنة
محددة للرجس المخرب، سواء كان قد دمر فيها الهيكل أو تدنس أو لمجرد دخول أحد القواد
أورشليم دون أن يمس الهيكل أو لبناء مباني دينية أخرى على أنقاضه، فقال بعضهم أنها
السنة التي دمر فيها نبوخذ نصر الهيكل ورأى البعض الأخر أنها السنة التي عاد فيها
اليهود إلى أورشليم بقرار من الملك الفارسي كورش (حوالي 539 ق م) أو السنة التي
عادت فيها الدفعة الثانية بقيادة عزرا الكاهن والكاتب (سنة 457 ق م)، وقال غيرهم
أنها السنة التي دخل فيها الإسكندر الأكبر مدينة أورشليم (سنة 334 ق م)، وقال
آخرون أنها السنة التي توقفت فيها سيادة الدولة الرومانية (سنة 476 م) وسادت فيها
الكنيسة الكاثوليكية البابوية، وقال فريق آخر أنها السنوات التي بني فيها جامع قبة
الصخرة (666
691م) أو المسجد الأقصى (705 715 م).

 كما ظهرت نظريات كثيرة وأقوال كثيرة
عن السنة التي تصل إليها هذه الأرقام والحسابات، وتراوحت بين سنة 500 ميلادية،
وسنة خلع نابليون لبابا روما عن الكرسي البابوي، ووصلت إلى حوالي سنة 2023م!!
وكانت هذه النظريات قد بدأت في الظهور ابتداء من بداية القرن الثالث الميلادي
وزادت بشدة في القرون أ
17و18 و19 وبلغت قمتها في نهاية القرن العشرين،
وخاصة في التسعينات!!

 وفيما يلي أهم من قالوا بهذه
النظريات عبر تاريخ المسيحية:

(1) وليم ميلر:

 كان وليم ميلر (1782 1849م) مزارع وواعظ أمريكي بسيط وقد أعلن أن
المسيح سيأتي ثانيه في أيامه وقد أسس حركة عرفت بالميلرية
Millerism أو الميلريين Millerites، الذين خرج منهم مجموعة من الفرق التي ركزت على دراسة الرؤى
والنبوات دراسة حرفية بحتة ومن ثم كان محور عقائدها هو المجيء الثاني للسيد
المسيح. وقد درس ميلر الكتاب المقدس دراسة حرفية بدون الاستعانة ميلر

بأي كتب تفسيرية أو تاريخية! وبدون
أي خلفية دينية سوى أنه أعتمد على الكتاب المقدس واستعان بأحد فهارس الكتاب المقدس
فقط، فهرس كرودين، وركز على دراسة النبوات وفسرها حسب فهمه الخاص وبأسلوب حرفي بحت
دون أي اعتبار للأسلوب الرمزي والمجازى المتبع في كثير من آيات الكتاب المقدس،
خاصة في النبوات والرؤى، وقد خرج من دراسته الخاصة للكتاب المقدس بالآتي:

 ” أؤمن أن يسوع سيأتي ثانية
إلى هذه الأرض وأنه سيأتي على سحاب السماء.

أؤمن أنه سيأخذ ملكوته الذي سيكون
أبديا وسيملك القديسين المملكة إلى الأبد. أؤمن أنه في مجيء المسيح الثاني سيقام
جسد كل قديس رحل 000 وأن القديسين الذين سيكونون أحياء على الأرض عند مجيئه
سيتغيرون من أجساد فانية إلى أجساد خالدة 000 وسيخطفون ليلاقوا الرب في الهواء 000
أومن أنه عندما يأتي المسيح سيهلك أجساد الأشرار بالنار 000 أؤمن أنه عندما تطهر
الأرض بالنار سيملك المسيح مع قديسيه على الأرض ويسكنون فيها إلى الأبد. أؤمن
أن الله قد كشف الزمن [ عندما يحدث ذلك ] 000 [ وأن ] الزمن يمكن أن يعرفه كل
الذين
يرغبون أن يفهموا وأن يكونوا مستعدين لمجيئه
. وأنا
مقتنع تماما
أنه سيأتي فيما بين 21 مارس 1843 و21 مارس 1844م
بحسب النظام اليهودي لحساب الوقت
“.

 وحسب ميلر أل 2,300 سنة من سنة 457 ق.م السنة التي عاد فيها عزرا
الكاهن والكاتب إلى أورشليم، وخصم أل 457 من 2300 ووصل إلى أن المسيح سيأتي سنة
1843م ثم عدل هذه التواريخ ثانية، ووصل بها إلى سنة 1844م!! وحسب المدة الثانية ال
(1290) يوم على أنها 1290 سنة وبدأها من سنة 508م، سنة انتهاء السيادة الرومانية
وبداية سيادة البابوية الكاثوليكية، في نظرهم، ودخل في مجموعة حسابات معقدة حتى
وصل بها أيضا لنفس التاريخ ؛ 1843م، ثم 1844م!! مع ملاحظة أن البدايتين لا
علاقة لهما بتدنيس الهيكل!!

 وكان قد ظهر مشهد لوابل من نيازك رائعة سنة 1833م مما أعطى لهذه
الحركة دفعة قوية للأمام وقد أستمر التوقع حتى 21 مارس 1844م. ولما لم يأت المسيح
وفشلت نبوته وتوقعاته أنهارت الحركة ‍‍‍وأعلن ميلر صراحة فشله وخيبة أمله ودعى ذلك
العام (سنة 1844م) من خصومه بعام ” خيبة الأمل “!! ويصف أحد اتباع ميلر
تلك الأيام التي أعقبت فشل هذه النبوات بقوله ” صار العالم فرحا بورطة
الأنبياء القدماء، وكانت سخرية وتهكم المتهكمين لا يطاقان “!!

 وفى اليوم التالي لإعلان ميلر عن فشل توقعاته زعم أحد اتباعه ويدعى
حيرام إيدسون
Hiram Edson أنه رأى في رؤيا أن السيد المسيح، كاهننا
الأعظم، يدخل قدس الأقداس في المقدس السماوي، وزعم ان ذلك يعنى أن نبوة ال2300 يوم
قد بدأت بالفعل في يوم الكفارة السماوي!!

 وبعد ميلر ظهرت مجموعات دينية صغيرة، أدفنتستية، متعددة، في أمريكا
وأوربا، تنادى بقرب هذا المجيء، وأنه سيأتي سنة 1873! أو سنة 1874! وركزوا في
تعليمهم على المجيء الثاني للسيد المسيح وقدسوا يوم السبت، ومن ثم فقد اصبحوا
معروفين بالسبتيين أيضاً أو مجيء اليوم السابع.

 ثم قام كثيرون يصححون التاريخ الذي افترضه ميلر أو يعدلوه، ولما
فشلت كل توقعاتهم زعموا أن المسيح قد جاء بالفعل ولكن بشكل غير مرئي!!
ومن
هؤلاء مجموعة تأسست في بروكلين بنيويورك بقيادة جورج ستورس ونشرت بعد سنة

1870م مجلة باسم ” فاحص الكتاب المقدس ” عرضوا فيها أفكارهم
التي تنادى بأن المسيح قد جاء خفية، بشكل غير مرئي!! ونشرت مجموعة أخرى في أوكلاند
بكاليفورنيا مجلة باسم ” البوق الأخير ” ونادت بأن المسيح عاد ثانية
بصورة غير مرئية في سبعينات القرن التاسع عشر!! ونشرت مجموعة ثالثة بقيادة نيلسون
باربور، الذي أخذ عنه تشارلز تاز رصل، مؤسس بدعة شهود يهوه، الكثير من الأفكار
وحسابات نهاية العالم، مجلة ” بشير الصباح ” في روتشيستر بنيويورك ونادوا
بان المسيح قد عاد ثانية سنة 1874م ولكن بصورة غبر مرئية!! ‍‍

(2) إلين هوايت ” نبية الأيام الأخيرة “!!

 وبعد ميلر جاءت إلين هوايت التي تزعمت جماعة الادفنتست وادعت أنها
نبية الأيام الأخيرة، وحسبت مدة أل 2300 صياح ومساء، أيضاً بنفس طريقة ميلر
واعتبرتها 2300 سنة تنتهي في سنة 1844م وزعمت أن المسيح دخل فيها المقدس السماوي
لتطهيره!!
وتقول ” وقد حددت نبوة دانيال 8: 14 الوقت الذي سيبدأ فيه
العمل القضائي الخاص وتطهير المقدس.إن دانيال 2و 7 و 8 و9 وثيقة الصلة بعضها ببعض،
حيث أنها تتنبأ بالعصور القادمة منذ وقت دانيال (550
600سنة قبل المسيح) وحتى المجيء الثاني. ”
إلى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء، فيتبرأ القدس ” (دانيال 8: 14). ونحن نعلم من
رسالة العبرانيين أن المسيح بدأ خدمته في المقدس السماوي بعد موته وصعوده. ويخبرنا
دانيال 8: 14 متي بدأ الجزء الأخير من كفارته، أي خدمته في القسم الثاني. وإليكم
بموجز ملخص لهذه النبوة:

 ” لقد وجد أن أل 2300 يوم بدأت عند تنفيذ الأمر الذي أصدره
أرتحشتا بتجديد أورشليم وبنائها في خريف عام 457 ق.م. فإذا جعلنا هذا التاريخ نقطة
البدء يكون هناك توافق تام في انطباق كل الحوادث المتنبأ بها في إيضاح تلك المدة
المذكورة في دانيال 9: 25- 27. فالتسعة والستون أسبوعا، أي أل 483 سنة، وهي الحقبة
الأولى من أل 2300 سنة، كانت ستمتد إلى مسيا، المسيح، ومعموديته ومسحه بالروح
القدس في سنة 27 للميلاد، وهكذا تمت النبوة في ملء الزمان. وفي منتصف الأسبوع
السبعين كان يجب أن يقطع المسيا. وبعد معمودية المسيح بثلاث سنوات ونصف، علق علي
الصليب في ربيع عام 31 المسيح. إن السبعين أسبوعا أو أل 490 سنة كانت خاصة
باليهود. وفي نهاية هذه المدة ختمت الأمة علي رفضها للمسيح باضطهاد تلاميذه، فتوجه
الرسل إلى الأمم في عام 34م. إن انقضاء 490 سنة من 2300 سنة يبقي 1810 سنة. فمن
سنة 34 للميلاد تنتهي أل 1810 سنة عام 1844. وقد قال الملاك: ” حينئذ يتبرأ
[يتطهر] القدس “.

(3) تنبؤات شهود يهوه وبقية حساب
الأزمنة:

 بعد أن أعلن وليم ميلر فشل حساباته وتوقعاته للمجيء الثاني، جاء
ناثان باربور وأعلن على أساس الحسابات السابقة، مع تعديل في التواريخ أن المسيح
سيأتي سنة
1874م، ولما مرت السنة ولم يأت السيد المسيح رفض الإعلان عن فشل نبوته
وغطى على فشله بالزعم أن المسيح قد جاء بالفعل سنة 1874م ولكن بصورة غير
مرئية!!
وتبعه في ذلك تشارلز تاز وطلب منه أن يورد براهين من الكتاب المقدس
تبرهن على صحة نبوته المزعومة هذه. فأخذ يقتطع آيات الكتاب المقدس من سياقها
وقرينتها ويترجم النص اليوناني على هواه ليوهم الناس بصحة مزاعمه!! وهكذا سار رصل
وخلفاؤه على هذا الدرب حتى الآن!!

 ثم أضاف شهود يهوه ومن سار على دربهم نصوص وآيات، إلى ما سبق ذكره
خاصة ما جاء في سفر دانيال ص 4 والذي يقول أن نبوخذ نصر ملك بابل رأى الحلم أو
الرؤيا الليلية التالية والتي رواها على دانيال النبي الذي كان يدعوه بلقب بلطشاصر
وقال له: ” فرؤى رأسي على فراشي هي أني كنت أرى فإذا بشجرة في وسط الأرض
وطولها عظيم. فكبرت الشجرة وقويت فبلغ علوها إلي السماء ومنظرها إلي أقصى كل
الأرض. أوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي
أغصانها سكنت طيور السماء وطعم منها كل البشر. كنت أرى في رؤى رأسي على فراشي وإذا
بساهر وقدوس نزل من السماء، فصرخ بشدة وقال هكذا اقطعوا الشجرة واقضبوا
أغصانها وانثروا أوراقها وابذروا ثمرها ليهرب الحيوان من تحتها والطيور من
أغصانها، ولكن اتركوا ساق اصلها في الأرض وبقيد من حديد ونحاس في عشب الحقل
وليبتل بندى السماء وليكن نصيبه مع الحيوان في عشب الحقل. ليتغير قلبه عن
الإنسانية وليعط قلب حيوان ولتمض عليه سبعة أزمنة “. وقد كشف الوحي
الإلهي معنى الحلم ومغزاه من خلال تفسير دانيال النبي له:

 ” الشجرة التي رايتها 000 إنما هي أنت يا أيها الملك الذي كبرت
وتقويت وعظمتك قد زادت وبلغت إلي السماء وسلطانك إلي أقصى الأرض 000 فهذا هو
التعبير أيها الملك وهذا هو قضاء العلي الذي يأتي على سيدي الملك
يطردونك من بين الناس وتكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران ويبلونك
بندى السماء فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط في مملكة الناس
ويعطيها من يشاء. وحيث أمروا بترك ساق أصول الشجرة فان مملكتك تثبت لك عندما تعلم
أن السماء سلطان 000 (و) تم الأمر على نبوخذ نصر فطرد من بين الناس وأكل العشب
كالثيران وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور وأظفاره مثل الطيور

(دا7: 4-31). ولما مضت عيه سبع سنين في هذه الحالة المنحطة، رحمة الله وأعاد له
عقله.

 وعلى الرغم من أن هذه النبوة لا تشير إلى إسرائيل من قريب أو من بعيد
إلا أنهم رأوا في هذه الأزمنة السبعة، سبعة أزمنة ترمز إلى أزمنة الأمم التي أشار
إليها السيد المسيح في الإنجيل للقديس لوقا ” وتكون أورشليم مدوسة من الأمم
حتى تكمل أزمنة الأمم ” (لو21: 24)، واعتبروا أن هذه الأزمنة السبعة تساوى
سبع سنين،
وأن السنة النبوية تساوى 360 يوم ومن ثم تكون مدة الأزمنة السبعة هي:

7 × 360 = 2520 يوم.

 ثم عادوا وافترضوا أن اليوم النبوي يساوى سنة!! وبذلك وصلوا بهذه
المدة إلى 2520 سنة!! وقالوا أنها تبدأ من دمار أورشليم والهيكل وانتهاء حكم آخر
ملوك يهوذا سنة 607 ق.م، وبخصم 607 سنة ق.م من 2520 سنة وصلوا إلى سنة 1913م
وافترضوا أن هناك سنة متوسطة بين سنة 1 قبل الميلاد وسنة 1 ميلادية أسموها سنة (0)
صفر!! فوصلوا بذلك إلى سنة 1914م!! ويقولون في كتبهم ” فمن الواضح أن ”
السبعة الأزمنة ” كما تنطبق علي أزمنة الأمم يجب أن تكون أطول بكثير من سبع
سنين حرفية. واذكروا أن يسوع تكلم عن تكميل أو انتهاء أزمنة الأمم هذه في ما يتعلق
” باختتام نظام الأشياء. ” (لوقا 21: 7 و 24، متي 24: 3، ع ج) ولذلك يجب
أن تصل إلى أيامنا.

 فكم هو طولها؟ وإذ نفتح الإصحاح 12 من سفر الرؤيا نلاحظ أن العدديين
6و 14 يظهران أن فترة 260،1 يوما تكون ” زمانا وزمانين ونصف زمان، ” أي
1+ 2+ 2/1 بمجموع 2/1 3 أزمنة. ولذلك فان ” الزمان ” يساوي 360 يوما، أي
12 شهرا قمريا بمعدل 30 يوما لكل شهر. و ” السبعة الأزمنة ” تساوي 520،2
يوما. وحساب الكتاب المقدس النبوي، ” للسنة يوم “، ” كل يوم عوضا
عن سنة ” يدل أن هذه تبلغ في الواقع فترة 520،2 سنة تقويمية. (د14: 34، حز4:
6) ولذلك فان هذه هي مدة ” السبعة الأزمنة ” = أزمنة الأمم:

 

حساب ” السبعة الأزمنة ”

 7 ” أزمنة ” = 7× 360= 520، 2 سنة

(” زمان ” أو سنة الكتاب المقدس هو
الوسط بين السنة

القمرية من 354 يوما والسنة الشمسية من 4/1 365
يوما)

 607 ق م إلى 1 ق م = 606 سنين

 1 ق م إلى 1 ب م = 1سنة

 1 ب م
إلى 1914 ب م = 913، 1 سنة

 607 ق م إلى 1914 ب م = 520 2 سنة

 

 وهكذا بنوا عقيدة بدون أي أساس على الإطلاق ؛

: أولاً؛ لأن
ما جاء في حلم نبوخذ نصر لا صلة له بالمرة لا بشعب إسرائيل ولا بأزمنة الأمم، بل
هو خاص بنبوخذ نصر ملك بابل فقط وقد تم فيه ذلك حرفيا باعترافهم هم أنفسهم. فكما
هو واضح من التفسير ؛ ” الشجرة التي رايتها 000 إنما هي أنت يا أيها الملك
الذي كبرت وتقويت وعظمتك قد زادت 000 تمضي عليك سبعة أزمنة. وهذا هو قضاء العلي
الذي يأتي على سيدي الملك يطردونك 000 وتكون سكناك 000 ويطعمونك 000 ويبلونك 000
فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط في مملكة الناس ويعطيها من يشاء
000 مملكتك تثبت لك عندما تعلم أن السماء سلطان 000 كل هذا جاء على نبوخذ نصر
الملك

وبرغم اعتراف جماعة شهود يهوه بذلك حيث يقولون: ” فسر دانيال
النبي الحلم بأنه نبوة عن سبع سنين تمر على نبوخذ نصر يفقد فيها عقله ولا يقدر أن
يقوم بأعباء حكومته الإمبراطورية 000 ولما مضت عليه سبع سنين في هذه الحالة
المنحطة، رحمه الله وأعاد إليه عقله “.

: ثانيا ؛ لأن تحويلهم
للأزمنة السبعة إلى 2520 يوم، ثم تحويل هذه الأيام إلى سنوات، هي مجرد افتراضات
مبنية على أوهام حيث لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس ولا آيه واحدة تشير إلى
ذلك. وعلى الرغم من أن السيد المسيح فسر كل ما يختص به وما جاء عنه في جميع أسفار
العهد القديم ” ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور
المختصة به في جميع الكتب
” (لو24: 27)، ” وقال لهم 000 انه لابد
أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير

(لو24: 44)، فلم يشر إلى مثل هذه الحسابات ولم يستخدمها تلاميذه على الرغم من انهم
اقتبسوا واستشهدوا بآيات العهد القديم وأشاروا إليها أكثر من 2500 مرة!!

 وفيما يلي أهم تنبؤاتهم عن المجيء الثاني ومعركة هرمجدون وقيامة
الأموات ونهاية العالم والملك الألفي الحرفي حسب ما زعموا وادعوا.

: رصل وتواريخ 1874 (ثم 1873) و1914 (ثم 1915):

 بدأ رصل مع ناثان باربور في الإعلان عن أن المجيء الثاني ونهاية
العالم وبداية الملك الألفي سيتم في سنة 1874م، وفى بعض المرات قال سنة 1873!! ثم
عاد رصل وقال أن ذلك سيكون سنة 1914م ثم عدل ذلك، خاصة بعد نشوب الحرب العالمية
الأولى، وقال سنة 1915 ومات في سنة 1916م بعد أن خابت وفشلت كل توقعاته ونبواته
(أنظر كتابنا القادم شهود يهوه من هم وما هي عقائدهم).

 وثبت التاريخ الخاص بسنة 1914م منذ ذلك الوقت وحتى الآن وأصبح عقيدة
ثابتة بنيت عليها معظم عقائدهم الأخرى،الخاصة بوجودهم كجماعة وبنهاية العالم
والملك الألفي، والخاصة بتصنيفهم للمؤمنين كصفين صف الممسوحين ” القطيع
الصغير ” ال 144,000 الذين يذهبون إلى السماء والجمع الكثير ” الخراف
الأخر ” الذين سيحيون إلى الأبد في فردوس على الأرض..الخ. ثم عادوا وقالوا أن
سنة 1925م ستشهد مجيء إبراهيم وأسحق ويعقوب وغيرهم من الأباء البطاركة ليحكموا
الأرض مع السيد المسيح في ملكه الألفي السعيد لدرجه أن جورزيف رزرفورد الرئيس
الثاني لجماعة شهود يهوه، بعد رصل، بنى لهم قصر أسماه بالعبرية ” بيت ساريم
” أي ” بيت الأمراء “!! ولما مر ذلك التاريخ ولم يقم هؤلاء الأباء
من الموت ولم يأتوا ليحكموا العالم سكن هو، جوزيف رزرفورد، في هذا القصر وأتخذه
مقرا له!! ثم عادوا وقرروا أن معركة هرمجدون ستبدأ سنة 1975م، ثم قالوا في بيت
ساريم الذي بنوه للآباء البطاركة

منتصف التسعينات. وكانوا وما زالوا يصرون على أن السيد المسيح قد جاء
خفيه، بشكل غير منظور سنة 1914م وأن الجيل الذي عاصر تلك السنة، سنة 1914م، لن يرى
الموت حتى ينتهي هذا العالم الشرير ويبدأ الملك الألفي السعيد!!

 ولما لم تتحقق أي نبوة من نبواتهم كفوا وتوقفوا تماما عن تحديد أي
تواريخ لنهاية العالم وبداية الملك الألفي وأعلنوا ذلك صراحة في مجلة برج المراقبة
الصادرة في 1نوفمبر 1995م ” وبتوق إلى رؤية نهاية هذا النظام الشرير، صنع
شعب يهوه أحيانا تخمينات بشأن الوقت الذي يبتدئ فيه الضيق العظيم، حتى أنهم ربطوا
ذلك بحساب مدة حياة الجيل منذ السنة 1914.
لكننا “نؤتى قلب حكمة ” لا
بصنع تخمينات بشأن كم من السنين أو الأيام تؤلف جيلا
، بل بالتفكير في كيفية
” إحصاء أيامنا ” في جلب التسبيح المفرح ليهوه.
“!!

(4) بعض التفاسير الحديثة:

E وقام فريق من تلاميذ بحث الكتاب المقدس في
السنوات الأخيرة، وهم من المشايعين لبعض أفكار تشارلز تاز رصل وحسب هذه المدة، مدة
أ
2300 سنة المفترضة أو المزعومة، وقال أنها تبدأ من سنة 525 ق م
ووصل بها إلى سنة 1997م وقال ” أن هذه السنة ستشهد تقديم حكم ملكوت الله
للواحد الذي أختاره الله، الذي تصفه الأسفار المقدسة بيسوع المسيح، فقد توج في سنة
1997م ملكاً!!

E وهناك تفسير حديث حسب هذه المدة بنفس الطريقة،
أعلاه، واعتبر أن أ
2300 صباح ومساء تعنى 2300 سنة، وحدد سنة 334 ق
م كبداية لهذه المدة فقال ” وبداية هذه الفترة الزمنية (2300 سنة) نفهمها من
الأعداد 1
8 من نفس الإصحاح أي من بداية الإسكندر الأكبر وانتصاره على مملكة
فارس في موقعة جرانيكوس الشهيرة في شهر يونيه 334 ق.م. وجدير بالذكر أنه منذ بداية
احتلال اليونان
أي الإسكندر الأكبر لدول الشرق الأوسط القديمة زالت سلطة اليهود ولم يكن لهم حكم على
مدينة أورشليم، فلم يقم أي والى يهودي على المدينة مثلما كان الحال في وقت
الاستعمار الفارسي (537 ق م) 000 وعلى ذلك يمكن حساب تاريخ هذه الأحداث بطريقة
بسيطة كما يلي:

 زمن بذل القدس والجند مدوسين (أى
عن طريق الحرب).

زمن استيلاء اليهود على مدينة القدس
= 2300 سنة (يونيه 334 زمن موقعة جرانيكوس) = 2300 سنة
333,5 = سنة 1966,5

 = شهر يونيه 1967م

 وهذا ما حدث ورأيناه في جيلنا هذا
واستيلاء اليهود على مدينة القدس وفرض سيطرتهم عليها بعد قيام حرب 5 يونية 1967م
“.

E وهناك تفسير مختلف تماما عما سبق يقول:

أولا: متي تبدأ
مدة الألفين والثلاث مئة صباح ومساء؟ 000 من أهم النبوءات المتعلقة بموعد المجيء
الثاني نبوءة الألفين والثلث مئة صباح ومساء والتي تنتهي بخراب أورشليم. هذه
النبوءة، كما سنري، تتحدث عن أمور وأحداث مستقبلية لن تتم إلا في الزمن الأخير.
وهذا ما أعلنه دانيال النبي تصريحا بقوله أن الرؤيا لوقت المنتهي.

 ولقد أخفق أكثر مفسري الكتاب من العلماء واللاهوتيين في تحديد تاريخ
بدء مدة الألفين والثلاث مئة صباح ومساء (سنة) لأسباب ترجع في جانب منها إلي وجود
خطأ حسابي في التقاويم التي استندوا إليها، فضلا عن الخطأ في تحديد تاريخ بدء تلك
المدة المشار إليها.

 والمتأمل في تلك الرؤيا سيجد كما سنري أن تلك المدة تبدأ من تاريخ
انقسام المملكة اليونانية إلي أربعة ممالك. ثم في آخر مملكتهم أي في الزمن الأخير
يخرج منها قرن صغير (أي ملك يوناني جافي الوجه) به تبطل المحرقة الدائمة أي
التقدمة بقيامه علي رئيس الرؤساء أي علي الرب يسوع المسيح
.

 فمن تاريخ انقسام المملكة اليونانية إلي أن يبرا القدس بالمجيء
الثاني ألفين وثلاث

مئة صباح ومساء (أي سنة).

 إنها انتظرت الوقت المحدد لإتمامها فالنبوءة تتعلق بآخر أزمنة
الممالك الأممية الأربعة التي كانت تتكون منها الإمبراطورية اليونانية قبل سقوطها
بحد السيف. الأمر الذي يعني أنه في زمن النهاية لابد أن تكون هذه الممالك
الأربعة كائنة علي مسرح الأحداث كوحدات سياسية مستقلة كما كانت في العصر اليوناني.

 وقد أخذت تلك النبوءة طريقها إلي الإتمام في العصر الحديث بظهور
اليونان أول تلك الممالك علي مسرح التاريخ سنة 1829 باستقلالها عن تركيا. ثم في
سنة1914 ظهرت مصر علي مسرح التاريخ وفي أعقابها ظهرت سوريا سنة 1918 بانفصالهما عن
تركيا، وآخر الكل ظهرت تركيا علي مسرح التاريخ سنة 1924 بإعلان مصطفي كمال اتاتورك
إلغاء الخلافة وقيام الجمهورية، وبهذا عادت الممالك الأممية الأربعة للظهور علي
مسرح الأحداث كوحدات سياسية مستقلة كما كانت في العصر اليوناني.

 وهكذا تمضي النبوءة نحو إتمامها لان من واحدة من تلك الممالك يخرج
القرن
الصغير أي الملك اليوناني الجافي الوجه ويعظم جدا نحو الجنوب (مصر)
ونحو الشرق سوريا) ونحو فخر الأراضي (إسرائيل) وحتى إلي رئيس الجند تعظم. وبه
أبطلت المحرقة الدائمة وهدم مسكن مقدسه (دانيال 8: 9
11).

 مما تقدم يتضح أن القرن الصغير أي الملك اليوناني الجافي الوجه
سيخرج في الأزمنة الأخيرة في وقت تتواجد فيه كل من مصر وسوريا وإسرائيل علي مسرح
التاريخ، فكان لابد إذن من عودة إسرائيل للظهور علي مسرح الأحداث لكي ما تسير
النبوءة نحو إتمامها، وهو ما تحقق بالفعل وذلك بإعلان قيام دولة إسرائيل رسميا
كدولة مستقلة في منتصف ليلة 14 / 15 مايو سنة 1948 ميلادية.
وهكذا وبظهور تلك
الممالك في العصر الحديث أخذت تلك النبوءة طريقها نحو

الإتمام. وقت المنتهي وانقضاء الدهر “.

E كما حسب كاتب كتاب (دانيال وحرية الشعوب)، هذه
المدة من سنة 528 ق م السنة التي أوقف فيها الملك الفارسي قمبيز ابن كورش العمل في
إعادة بناء الهيكل ووصل بها إلي سنة 1772 م (230
528 = 1772م)، حيث انتصر الروس علي الفرس وفي
سنة 1774 م عقدت معاهدة بين الروس والترك تم الاتفاق بمقتضاها علي حماية الروس
للكنائس في بلاد الشرق وقد رفضت الكنسية الأرثوذكسية في مصر هذه الحماية معتمدة
علي حماية الله وحده.

E وهناك تفسير عثر عليه القمص
بيشوى كامل في مخطوط قديم، ونقله بدون تعليق، يقول ” يتكلم سفر دانيال عن
2300 سنة (دا 14: 8) فيقول هذا المخطوط أنه من بداية واقعة الإسكندر الأكبر مع
داريوس سنة 333 ق م إلى بداية كسر جوج وماجوج سنة 1967م 000 وفيها ينكسر جوج
وماجوج نهائيا “. ثم يقول أن نهاية كسر جوج وماجوج ستكون سنة 1997م وهى كما
ازدهار كلمة الله.

 وكل هذه اجتهادات شخصية بحتة
ولكن الغالبية الساحقة من المفسرين في كل العصور وفي كل المدارس التفسيرية أجمعت
علي أنها مدة حرفية وقد قمت بالحرف الواحد فيما بين سنة 171 ق.م. وسنة 165 ق م.

E والسؤال الآن هو ماذا كانت تعنى حسابات سفر
دانيال بالنسبة لآباء الكنيسة وعلمائها في كل العصور، خاصة عبارات مثل ” زمان
وزمانين ونصف زمان ” و2300 صباح ومساء)؟

أولا ؛ تعنى عبارة
زمان وزمانين ونصف
” في مفهوم آباء الكنيسة في القرون الأولى ثلاث سنين
ونصف. وقد ذكرت هذه المدة في الكتاب المقدس بصيغ متنوعة، فقد وردت في كل من سفر
دانيال (25: 7؛7: 12) وسفر الرؤيا (41: 12) ” زمان وزمانين ونصف زمان ”
وكلها تشير إلى زمن ووقت ضيق. ووردت في رؤيا (2: 11) ” أثنين وأربعين شهرا
” والتي تساوى ثلاث سنوات ونصف أيضا، وهى إشارة إلى تدنيس المدينة المقدسة،
أي مدة رمزية لدوس الأمم وتدنيسها للمدينة المقدسة. ووردت في رؤيا ” ألفا
ومئتين وستين يوما ” وتساوى ثلاث سنوات ونصف أيضا. والملاحظ في كل الأحوال أن
الشهر في كل هذه المدد مكون من 30 يوما نبويا والسنة من 360 يوماً:

 (1260 ÷ 30 = 42 ÷ 12= 3.5

أو 1260 يوما ÷ 30 (شهر) = 42 شهرا
÷12 شهرا =
3.5 ).

ثانيا ؛ ويقدم لنا
القديس جيروم التفسير التالي ل 2300 صباح ومساء: ” لنقرأ سفر المكابيين
وتاريخ يوسيفوس وسنجد أن ست سنوات لخراب أورشليم، وثلاث سنوات لتدنيس الهيكل بوضع
تمثال جوبيتر، إلي عيد التجديد بواسطة يهوذا المكابي “. لأنه لو اعتبرنا
المدة هي 1.150 يوم بقسمة أل 2300÷2 (صباح ومساء) = 3 سنوات و 4 شهور و10 أيام،
حوالي 3 سنوات ونصف كما يري البعض. ويقول القديس هيبوليتوس ” فقال لي إلي
ألفين ثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ القدس ” لأن المقدس ظل مهجورا خلال تلك
الفترة، ثلاث سنوات ونصف وتمت أل 2.300 صباح ومساء، حتى جاء يهوذا المكابي وخلص
المدينة ودمر معكسر انتيوخس وأعاد المقدس لما كان عليه بحسب الناموس “.

 ولو حسبنا أل ” صباح ومساء
” هنا كيوم كامل من 24 ساعة كما تري الغالبية العظمي من المفسرين، فتساوي مدة
أل 2.300 يوم، 6 سنوات و 4شهور و 20 يوم نبوي. لأنه حسب ما جاء في سفري دانيال
والرؤيا فالثلاث سنوات ونصف = 42 شهرا = 6260 يوم، وبذلك تكون السنة النبوية مكونة
من 360 يوم والشهر مكون من 30 يوم. وهذه المدة، 3 سنوات و4 شهور و20 يوم، هي المدة
الفعلية المقصودة في النبوة، وتبدأ من صيف سنة 171 ق م حيث بداية تدنيس الهيكل
عندما دنس رئيس الكهنة الخائن منيلاوس أواني الهيكل،وقتل رئيس الكهنة التقي أونيا
” فأغتنم مينلاوس الفرصة وسرق من الهيكل آنية من الذهب، اهدي بعضها إلي
اندرونيكس، وباع بعضها الآخر في مدينة صور والمدن المجاورة لها. ولما تأكد ذلك
لأونيا وبخ مينلاوس علي ما فعله وجعل اندرونيكس يقتله. (2 مك 3: 1 ؛ 4: 32
34). وفي نفس السنة أيضا، سنة 171 ق.م. كان
انتيوخس في مصر بعد هزيمته لبطليموس عندما سمع بما فعله اليهود بسبب إشاعة موته
الكاذبة، فسار إلي اليهودية وحاصر أورشليم وقتل 40.000 في المعركة وباعه مثلهم
كعبيد. فكانت هذه السنة هي بداية حساب أل 2.300 يوم النبوية. وكانت نهايتها هي سنة
165 ق. م. في عيد التجديد. وقد تمت النبوة حرفيا وبكل دقة “.

ثالثا ؛ ” ومن
وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوما ” (دا
11: 12)، وهذه المدة = 1290 ÷ 30 = 43 شهراً أي ثلاث سنوات وسبعة شهور بزيادة شهر
عن المدة السابقة، أو ثلاث سنين وستة شهور و15 يوما بحساب السنة الشمسية (365
يوماً)، وهى المدة ما بين إيقاف الذبيحة اليومية وتطهير الهيكل، من شهر آيار سنة
168 ق م إلى 25 كسلو (كانون أول) سنة 165 ق م.

رابعاً ؛ أما
المدة الرابعة أل 1335 يوماً (د1 12: 12) والى تزيد 45 يوماً فتشير إلى زمن موت
انتيوخس نفسه.

 وفى كل الأحوال فهذه المدد التي
تتكون كل منها من حوالي ثلاث سنين ونصف، وأن كانت قد تمت حرفيا على يد الملك
السلوقى السوري فيما بين سنة 168 و 165 ق م فقد تمت بشكل رمزي في الهيكل أيضا
عندما دمره تيطس الروماني سنة 70 م ولا يزال هكذا حتى اليوم، كما ستتم بشكل رمزي
أيضا قبل المجيء الثاني للسيد المسيح. فهي تشير في كل الأحوال إلى مدة ضيق يعانيها
أولاد الله أو إلى مدة رجاسة خراب ودنس يمر بها هيكل الله وبيته أو مدينته
المقدسة، هي مدة ضيق وألم يتبعها فرح ورجاء وغلبة على الشرير.

 يقول السيد المسيح ويذكر القديس
يعقوب بالروح أن السماء أغلقت بصلاة إيليا ولم تمطر ” مدة ثلاث سنين وستة
أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها ” (لو25: 4؛ يع17: 5). في تلك الفترة
عانى أنبياء الله وتألموا على يد إيزابيل زوجة الملك آخاب التي أدخلت عبادة
الأصنام إلى بنى إسرائيل (1مل 3: 18،4 ؛25: 21،27). ويقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس
أنه في أيام حكم أنتيوخس أبيفانس ” صار مقدسنا مهجورا مدة ثلاث سنين وستة
شهور “. ومن ثم فقد صارت هذه المدة تعبر عن أمور محزنة في تقليد إسرائيل
القديم. كما تعبر في سفر الرؤيا بصفة خاصة عن الضيق وألم والاضطهاد وتدنيس الهيكل
والمدينة المقدسة.

 أنها مدة وأن كانت قد تمت حرفيا
بالنسبة لأيام إيليا وأيام اضطهاد أنتيوخس أبيفانس، نموذج ضد المسيح، إلا أنها
تؤخذ على أساس رمزي يعبر عن مدة ضيق يعقبه فرح وانتصار ” ويكون زمان ضيق لم
يكن منذ كانت أمة إلي ذلك الوقت ” ولكن يقول أيضا ” وفي ذلك الوقت ينجى
شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر ” (دا 12: 1). سيعانى أولاد الله ولكن نصرهم
أكيد الكنيسة ستأن ولكن غلبتها ونصرتها وفرحها أمر محتوم. يقول الرائي وهو في
الروح ” وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم
ومن أين أتوا؟ فقلت له يا سيد أنت تعلم فقال لي هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة
العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف من اجل ذلك هم أمام عرش الله
ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن
يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر. لان الحمل الذي في وسط العرش
يرعاهم ويقتادهم إلي ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم “(رؤ13:
7-17).

 

3 التفسير الرمزي لأحداث حدثت بالفعل

 وقد فسر البعض
مددا حقيقية، أيام، وقعت أحداثها بالفعل في الكتاب المقدس، بأسلوب رمزي، وذلك
اعتمادا على بعض أقوال الأباء وتأملاتهم، ومن هؤلاء جوزيف جود
Joseph Good رئيس هيئة هاتكوا التبشيرية الذي قال أن الاختطاف سيحدث بالتأكيد
سنة 2000م اعتمادا على (هو2: 6؛يو19: 2). وأرنوا فروس
Arno Fros الذي قال بما قاله جود ثم دمج بين تاريخ الأسقف أشر وأقوال راهب
من العصور الوسطى يدعى يواقيم الفيورى
Joachim of Fiore وقسم التاريخ كله، المكون من 6000 سنة، إلى ثلاث فترات تتكون كل
منها من 2000 سنة، هي فترة ما قبل الناموس، وفترة حكم الناموس، وفترة عهد النعمة
التي تنتهي وينتهي العالم معها سنة 2000م! ويبدو أن البعض هنا في مصر قد نقل عن
هؤلاء!!

E ويفسر هؤلاء ما جاء في خروج 19 ” فقال
الرب لموسى اذهب إلي الشعب وقدسهم اليوم وغدا وليغسلوا ثيابهم ويكونوا
مستعدين لليوم الثالث لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب
على جبل سيناء ” (خر 10: 19،11). ويقولون أن عبارة ” اليوم وغدا
” تشير إلي ألفي سنة، من تجسد المسيح إلى نهاية العالم سنة 2000م! بينما يشير
غسل الثياب
إلي المعمودية، أما اليوم الثالث فيعنى اليوم الأبدي، لأنه في هذا
اليوم، الثالث، ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء كمثال للمجيء
الثاني! أما عند صوت البوق فهم يصعدون إلى الجبل وهذا يشير إلى الصعود إلى الملكوت!

E ويفسرون ما جاء في نبوة هوشع النبي ” هلم
نرجع إلي الرب لأنه هو افترس فيشفينا ضرب فيجبرنا، يحيينا بعد يومين في اليوم
الثالث يقيمنا فنحيا
أمامه. لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب خروجه يقين كالفجر يأتي
إلينا كالمطر كمطر متأخر يسقي الأرض ” (هوشع 6: 1- 3). ويقولون أن هذه الآيات
تتكلم عن القيامة في اليوم الثالث، ويفترضون أن اليوم هنا يمثل 1000 سنة والقيامة
بعد يومين أي 2000 سنة فمعنى هذا أن المسيح يأتي سنة 2000م يليها اليوم الثالث أي
الملك الألفي!!

E بل ويقولون أن كلمة ” لجئون
في قوله ” لجئون لان شياطين كثيرة دخلت فيه ” (لو8: 30) تعنى أن
عدد الشياطين الذين أخرجهم السيد المسيح من الرجل الذي من كورة الجدريين هو 2000!
ويفترضون أن كل شيطان يمثل سنة وأن عدد الخنازير يشير إلى 2000 سنة!! ويستنتجون من
ذلك أن المسيح سيأتي سنة 2000م!! فما علاقة زمن مجيء المسيح بعدد الخنازير؟!!

E كما يقولون اعتمادا على ما قاله القديس كيرلس
عمود الدين في تفسيره للآية ” وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل
“(يو 2: 1) يشير اليوم هنا إلى ألف سنة، ومن ثم فاليومان الأولان يشيران إلى
ألفى سنة، هي فترة الكنيسة التي ستنتهي سنة 2000م، يعقبها اليوم الثالث الذي يعنى
اليوم الذي سيأتي فيه المسيح ثانية!!

E وكان القديس أمبروسيوس قد علق على قول الكتاب
” وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلي جبل عال
منفردين وحدهم وتغيرت هيئته قدامهم ” (مر9: 2)، فقال أن تجلي المسيح في
ملكوته بعد ستة أيام
إنما يشير إلي مجيئه الثاني في ملكوته بعد ستة
آلاف سنة
لأن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد.

E ويقول تفسير على مثل السامري الصالح ؛ أن
السامري الصالح هو ربنا يسوع المسيح وقد عاش في مدينة الناصرة التي كانت تابعة
للسامرة، كما دعاه اليهود بالسامري، فهو السامري الصالح الذي ضمد جراحات البشرية
كلها، وكان الإنسان الجريح هو كل ذرية آدم وبنيه المجروحين بجراحات خطاياهم،
والفندق هو الكنيسة في كل مكان بالعالم. وكان السامري الصالح قد أعطى دينارين
لصاحب الفندق، والدينار هو 1000 فلس ” فإذا اعتبرنا أن كل فلس هو رمز لسنة،
أي أن الدينارين هما رمز لألفى سنة أخرى. وبإضافة السنة الأولى لها فيكون
المجموع الكلى للسنين ما بين المجيء الأول (التجسد) والمجيء الثاني للدينونة
وتطويب الصالحين هو 2001 سنة
.

 ولكن هذه التفاسير والافتراضات والتأملات الروحية أو ما يمكن أن
نسميه بالاجتهادات البشرية لا يمكن أن نبنى على أساسها عقائد ولا أن نزعم أن
المسيح سيأتي على أساسها من السماء وينتهي العالم!!

 

2 تحديد يوم المجيء الثاني وساعته!!

وكما حدد البعض السنة التي سيأتي فيها السيد المسيح ثانية فقد حددت
بعض الآراء اليوم الذي سيتم فيه ذلك وقالت انه يوم الأحد، يوم الرب، كما حددت
الوقت من اليوم وقالت أنه سيأتي ليلا، ثم حددت الساعة بالضبط، فى منتصف الليل، وفي
الساعة الثانية عشرة ليلاً! وحدد البعض الأخر تاريخ ذلك اليوم!!

1 تحديد تاريخ اليوم: نقل
بعضهم ما جاء في سفر حجى النبي ” هي مرة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض
والبحر واليابسة وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهي كل الأمم… فاجعلوا
قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع (كسلو /
ديسمبر) من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب (أي الذي فيه ولد الرب حسب الجسد)
اجعلوا قلبكم (حجي 2: 6، 18).

 ويعلقون بالقول مما تقدم يتضح أن اليوم الرابع والعشرين من الشهر
التاسع العبري (كسلو/ ديسمبر) هو يوم المجيء الأول لمشتهى كل الأمم يسوع المسيح

أبن الله، وهو نفس اليوم الذي يجيء فيه الرب وتكون نهاية العالم!
ثم يحاولون

تأكيد هذا القول بما جاء في (عب26: 12).

 ولكن هؤلاء اقتطفوا آيات من السفر لا علاقة لها ببعضها وحذفوا ما
بينها من آيات وفسروها بعيداً عن سياق الكلام وأعطوها معنى لم تقصده ولا صلة لها
به وألفوا يوما لا صلة له لا بالمجيء الأول ولا الثاني!! وإليك نص الآيات كما وردت
في السفر ” في الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر كانت كلمة الرب
عن يد حجي النبي قائلا
: كلم زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا ويهوشع بن يهوصادق
الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلا: من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت

في مجده الأول وكيف تنظرونه الآن أما هو في أعينكم كلا شيء.
فالان تشدد يا زربابل يقول الرب وتشدد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وتشددوا
يا جميع شعب الأرض يقول الرب واعملوا فأني معكم يقول رب الجنود 000 لأنه هكذا قال
رب الجنود هي مرة بعد قليل فازلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأزلزل كل
الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم فأملا هذا البيت مجدا قال رب الجنود 000
في
السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا
: هكذا قال رب
الجنود اسأل الكهنة عن الشريعة قائلا 000 فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من
اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب اجعلوا
قلبكم.
هل البذر في الاهراء بعد والكرم والتين والرمان والزيتون لم يحمل بعد
فمن هذا اليوم أبارك ” (حج2). من سياق الآيات يتضح لنا أن يوم ” الرابع
والعشرين ” لا صلة له بالنبوة المقصود بها المسيح وأنما هو تاريخ يوم ”
تأسيس الهيكل ” والحديث فيه عن الهيكل الثاني الذي بناه يهوشع رئيس الكهنة في
أيام حجى وزكريا النبيان، والمقارنة بينه وبين هيكل سليمان من جهة الحجم، وبينه
وبين هيكل العهد الجديد من جهة المجد.

2 تحديد اليوم من الأسبوع: أعتقد
بعض آباء الكنيسة القبطية في العصور الوسطى، من القرن العاشر، مثل ساويرس بن
المقفع أسقف الأشمونيين، أن الرب سيأتي ثانية،في مجيئه الثاني يوم الأحد اعتمادا
على أن الاسم المستخدم في اليونانية لهذا اليوم هو ” يوم الرب ” (رؤ1:
1)، كما أن الكتاب يقول أن الله بدأ خليقة العالم يوم الأحد، وهذا اليوم خلق فيه
السماء وجميع من فيها، وفيه خلق النور، وفيه أيضا خلق الأرض، وكل ما خلقه بعد ذلك
كان مما خلقه في ذلك اليوم. وفي يوم الأحد دخل المسيح أورشليم كالملك الموعود،
وفيه قام من الأموات، وفيه ظهر للتلاميذ أكثر من مرة، وفيه حل الروح القدس على
التلاميذ، وفيه رأى القديس يوحنا رؤياه. وهناك تقاليد تقول أن الملاك جبرائيل بشر
العذراء بميلاد المسيح يوم الأحد، وفيه أيضا ولد المسيح، وفيه سيأتي ليدين الأحياء
والأموات.

3 تحديد الساعة من اليوم: يعتمد
بعض الآباء على الآيات التالية للتأكيد على أن السيد المسيح سيأتي في منتصف الليل
ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل ” (مت25: 6)، ”
لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء
(1تس5: 2)، ” ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب ” (2بط3: 10)،
في تلك الليلة (ليلة المجيء الثاني) يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ
الواحد ويترك الآخر ” (لو17: 34). وكذلك على ما جاء في صلوات نصف الليل
” ها هو ذا العريس يأتي في منتصف الليل، طوبى للعبد الذي يجده متيقظا”.

 ولكن السيد يقول أيضا ” اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتي
رب البيت امساء أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحا
” (مر13: 35). ومن
الواضح أنه يركز على السهر الروحي بمعنى الاستعداد أكثر من التركيز على تحديد
الوقت ” أن لم
تسهر
اقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة اقدم عليك ” (رؤ3: 3).

 ومع ذلك فقد حدد البعض مؤخراً السنة واليوم والساعة التي سيأتي فيها
السيد المسيح ثانية!! وقالوا أنه سيأتي الساعة الثانية عشر من ليلة الرابع
والعشرين من شهر (ديسمبر /كسلو) سنة 2001م أو سنة 2014م!!.
متجاهلين بذلك
قول السيد نفسه ” وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة
السماوات إلا أبى وحده ” (مت24: 36)، ” فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون
اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان (مت 25: 13)!!



(1) أستخدم في
هذا الفصل العديد من الملفات الموجودة على شبكة الإنترنت
Internet تحت عناوين كثيرة أهمها ” Second
Coming , Rapture , End times , End of the World , Bible Prophecy &
Eschatology
وفيما يلى بعض الملفات
والكتب التي استعنا بها واقتبسنا منها مباشرة :

(2) Knowing The Day and
Hour

(3) End Time Predictions

(4) Another gospel &
Seventh Day Adventist Encyclopedia

(5) Miller &The End
of The world

(6) إلين هوايت ” الصراع العظيم ” و
” فانس فارل ” نبية الأيام الأخيرة “.

(7) جمعية برج المراقبة ( شهود يهوه ) ”
الحق يحرركم ” , ” لتكن مشيئتك ” واعداد مجلة برج المراقبة لسنة
1995م.

(8) الأنبا ديسقورس الأسقف العام ” بحث في
تفسير المعادلات الحسابية في سفر دانيال “.

(9) مجدي صادق ” المجيء الثاني “.

(10) ساويرس ابن المقفع “الدر الثمين في
إيضاح الدين “.

(11) الأغنسطس إبراهيم عياد جرجس ” تحديد
نهاية العالم باليوم والساعة والثانية “.

(12) القمص بيشوى كامل ” دانيال صديق
الملائكة “.

(13) ” دانيال وحرية الشعوب ” المؤلف
مجهول.

(14) القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ”
أعجاز الوحي والنبوة في سفر دانيال “.

 

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى