اللاهوت الدفاعي

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

أسئلة تدور حول ظهور صموئيل
النبى فى عين دور

(هل هى روح صموئيل النبى أم
روح الشيطان)

سؤال (1):

الروح التى ظهرت
كانت روح الشيطان ولم تكن روح صموئيل النبى، لأن المرأه العرافة لم تقل إنه صموئيل
ولم تذكر هذا الاسم، وصموئيل النبى كان شخصية معروفة جداً ومشهورة فى هذا الوقت..
بل قالت المرأة: “رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة”. وهذا الوصف ينطبق على
كثير من الناس، كما أن الروح الصاعدة من الأرض لم تقل أيضاً إنها روح صموئيل
النبى، إنما شاول إستنتج أنه صموئيل دون أن يراه. فمن تكون إذن؟

الجواب:

1- الوحى الإلهى يؤكد أن العرافة رأت روح صموئيل
النبى، فالعرافة بالفعل لم تقل أنه صموئيل ولكنها رأت صموئيل، فما هو الفرق؟ لا
يوجد أى فرق أو تناقض إطلاقاً، وهذا فى حد ذاتة إثبات كافى، فهى بالتأكيد كانت
تعرف شخصية صموئيل النبى، ولهذا صرخت بصوت عظيم.

+ (صموئيل الأول 28 : 12) فَلَمَّا
رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ

هذا الكلام على
لسان الوحى الإلهى بكل وضوح وشفافية، واصفاً أن الذى ظهر للعرافة ورأتة هو صموئيل،
ولو كان المقصود غير ذلك لكانت عصمة الوحى الإلهى تتدخل فى كتابة النص، ولا تذكر
إسم صموئيل النبى كأن يكون مثلا: “
فلما رأت
المرأة الروح الصاعدة
، بل ما ذكرة
الوحى الإلهى: “
فلما رأت المرأة صموئيل“.

2- حتى لو لم تكن المرأة العرافة تعرف صموئيل النبى
قبل ذلك، ولكنها هنا رأتة، وصرخت بصوت عظيم، إذ رأت شيئاً لم تتعود على رؤيتة من
قبل، وعندما سألها شاول عن صورتة وقالت له رجل شيخ صاعد مغطى بجبة، فعلم شاول
أيضاً أنه صموئيل، وبالتالى إتفق الإثنان العرافة وشاول على إنها روح صموئيل
النبى.

+ (صموئيل الأول 28 : 12-15) “12 فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم… 13 فقال لها الملك: لا
تخافي. فماذا رأيت؟ فقالت المرأة لشاول: رأيت آلهة يصعدون من الأرض. 14 فقال لها:
ما هي صورته؟ فقالت: رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة. فعلم شاول أنه صموئيل, فخر على
وجهه إلى الأرض وسجد

3- لو كانت المرأة قد قامت بإصعاد روح شيطانية، ما
كان الوحى الإلهى يذكر أنها رأت صموئيل: “
فلما
رأت المرأة صموئيل”
، لأن كلمة “رأت المرأة” على من تعود؟؟ إنها
تعود لكلام الوحى الإلهى نفسة، الذى يوصف الحدث، وليس العرافة، ولا حتى من وجهة
نظر العرافة، لأنها تعلم تماماً إنها لن ترى روح صموئيل الحقيقية، بل ستظهر لها
روح شيطانية، ولكن حال أنها رأت روح صموئيل النبى فعلاً صرخت بصوت عظيم مذعورة من
قوة الصدمة.

4- إعتراف شاول
بأنه صموئيل: عندما سأل شاول العرافة عن صورة الروح الصاعدة، قالت له رجل شيخ صاعد
مغطى بجبة، فعلم شاول أنه صموئيل فخر على الأرض وسجد:
فَعَلِمَ
شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ”
(صموئيل الأول 28
: 14).

وبالتالى إتفق الإثنان العرافة وشاول على إنها روح صموئيل النبى

5- إعتراف الروح
الصاعدة نفسها بأنها هى روح صموئيل النبى:

(صموئيل الأول 28
: 15)
فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟

(صموئيل الأول 28
: 16)
فَقَالَ صَمُوئِيلُ: وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ
فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟

الوحى الإلهى وصف الروح الصاعدة أيضاً بكل وضوح وصراحة وشفافية مطلقة إنها
روح صموئيل النبى مرتين “
فَقَالَ صَمُوئِيلُ“، ولو كان الوحى الإلهى يقصد غير ذلك، وأنها كانت روح
شيطانية وليست روح صموئيل النبى، لتدخلت عصمة الوحى الإلهى لإرشاد كاتب السفر فى
توضيح ذلك، كأن يكتب مثلاً: “
فقالت الروح لشاول“، أو “قالت الروح
الصاعدة لشاول
” وهذا لم يحدث بل يذكر الوحى: “فَقَالَ صَمُوئِيلُ“. وذلك حسب
عصمة الوحى الإلهى ولمنع الشك والإلتباس فى الأمر.

وهذا يعنى أن الوحى أكد على أن الصاعد كان هو صموئيل النبى نفسة، ولو كانت
روح غير صموئيل لذكر ذلك، مثلما ذكر بالتحديد عن الوحش الصاعد من الهاوية: “
فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا” (الرؤيا 11 : 7).

6- بالنسبة للجبة:
فقد وردت كلمة جبة فى سفر صموئيل الأول لتشير بصفة عامة إلى الزى الكهنوتى لصموئيل
النبى والكهنة، فهو قد ظهر بجبة الكهنوت، ولعل ذلك جعل العرافة توصفة بالألهة، وهو
لفظ عبرانى بمعنى المفرد وإن كانت بصيغه الجمع والدليل على ذلك ان شاول قال لها “ما
هى صورته؟” وليس “ما هى صورتهم؟”، واللفظ ليس مدلوله الإلوهيه بل يطلق
أحيانا على المخلوق للتعظيم، مثلما خاطب الرب موسى وقال له: “
فقال الرب لموسى: «أنظر! أنا جعلتك إلهاً لفرعون” (الخروج 7 : 1). ولذلك دعت المرأه صموئيل النبى بأنه ألهه، ولكن هنا
حسب معتقدها الوثنى أن كل الأرواح التى تظهر لها هم أسياد وألهة.

7- من الوارد أن تكون المرأة العرافة قد أعطت شاول
الملك تفاصيل أكثر عن هذه الجبة (الزى الكهنوتى)، وإلا لما عرف شاول إنه صموئيل
النبى بمجرد كونة مغطى بجبة وحسب!!!. ولذلك عبارة قالت المرأة: “
رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة” وأنه ينطبق
على كثير من الناس، فهو ليس سبباً فى الرفض، بل ينطبق ضمنياً أيضاً على وصف صموئيل
النبى نفسه، فهو مات شيخاً كبيراً فى السن، وبالنسبة لنقطة مغطى بجبة، ألا يذكرنا
ذلك بأخر مرة شاهد فيها شاول صموئيل النبى عندما تركه ليمضى فأمسك شاول بذيل جبتة
فإنمزق:
“ودار صموئيل ليمضي فامسك بذيل جبته فإنمزق” (صموئيل
الأول 15 : 27)، وبالتالى يذكرة بأخر مرة كان فيها معه، وكما سبق القول أن لفظة
“جبة” فى سفر صموئيل الأول كانت تطلق تحديداً على الزى الكهنوتى فى ذلك
الوقت، وهذا يقودنا إلى الإقتراب من أن هذه الأوصاف تخص كاهن كبير فى السن يلبس
جبة “
رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة“، وبالتالى تنطبق تماماً على صموئيل النبى فقد كان كاهن يرتدى جبة
(ملابس الكهنوت) ومات شيخاً كبيراً فى السن.

8- نلاحظ أن العرافة كما هو مذكور لم تكن قد بدأت
فى إجراء أى طقوس خاصة بعملية إستحضار الأرواح، فما لبثت أن قال لها شاول إصعدى لى
صموئيل، حتى صرخت بصوت عظيم من هول المفاجأة، فإذ بصموئيل النبى يظهر فى الحال
ويفرض نفسة على الموقف كاملاً وتنحت هى جانباً، ثم أخذ هو يكلم شاول بعبارات
التوبيخ والغضب الإلهى الذى سوف يحل عليه.

9- لقد تأكدت المرأة إنها روح صموئيل النبى عندما
صرخت ورأت مشهد لم تكن متعوده عليه أبداً، وإنهلعت أكثر لأنها بالتأكيد كانت تعرف
شكل نبى الله صموئيل.

10- كانت المرأة أيضاً بلا شك تعرف شكل شاول ملك
إسرائيل الذى ترأى لكل الشعب، والمعروف عنه أنه أطول رجل فى كل بنى إسرائيل آنذاك:

+ (صموئيل الأول 9 : 2) شاول
شاب وحسن ولم يكن رجل فى بنى اسرائيل احسن منه من كتفه فما فوق كان اطول من كل
الشعب
.

+
(صموئيل الأول 10 : 23)
فوقف بين الشعب, فكان أطول من
كل الشعب من كتفه فما فوق
.

11- هل يمنع تنكر شاول من إظهار شخصيتة ومركزة، فلم
تكن الملابس التنكرية كافية لإخفاء شخصيتة وسطوتة، فلا شك أنه فى نظر العرافة شخصية
هامة ولا بد أن الأمر خطير جداً، زائر فى منتصف الليل طويل القامة جداً وسط إثنين
من رجالة المقربين للذهاب إلى تلك المهمة، قادماً إلى بيت عرافة طالباً إستشارة
الموتى، ومن؟ روح نبى الله العظيم صموئيل!!، هذا الأمر الذى لم يجرؤ أحداً من قبل
ولا حتى فى مجرد التفكير فيه!!، ولذلك إن لم تكن العرافة قد علمت بقدومة مسبقاً من
خلال الأرواح النجسة التى تتعامل معها، فقد عرفته أثناء المقابلة نفسها، ولا سيما
عندما حلف لها بإسم الرب أن لا يلحقها أذى فى ذلك، ومن غير الملوك يملك سلطان
القسم.

12- لقد صرخت المرأة بمرارة من شدة الصدمة، وربما
للموقف العصيب الذى هى فيه، والموشك أن ينهى حياتها فى الحال آنذاك، فهى الآن أمام
ملك إسرائيل الذى نفى كل أصحاب الجان والتوابع من الأرض، وأمام روح نبى الله
العظيم صموئيل، وهى تعلم مقدار غضب صموئيل على السحرة والعرافين، وتعلم أيضاً أن
شريعة موسى تنص على أنه “
لا تدع ساحرة
تعيش
” (الخروج 22 : 18)، فكم لها بعد ذلك أن يظهر
عندها صموئيل فى منزلها الشيطانى، لاشك أدركت أنها مائتة لا محالة، فقد توقعت أن
صموئيل سوف يصدر أمراً لشاول بمعاقبتها وقتلها.

13- لم يحدث أبداً أن سمعنا عن أن الشيطان قام
بإنتحال أو تقمص شخصية أحد الأنبياء فى كل الكتاب المقدس
.

14- ليس للشيطان سيطرة على أجساد الأنبياء
والقديسين، فكم بالحرى أرواحهم التى هى وديعة الله وفى حوزتة، مثلما حدث عندما قام
ميخائيل رئيس الملائكة وإنتهر إبليس لأنه أراد أن يعلن عن جسد موسى النبى لكى
يعبده الشعب: “
وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلما خاصم
إبليس محاجا عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم افتراء، بل قال: «لينتهرك الرب»
(رسالة يهوذا 1 : 9). ووردت تفاصيل هذه القصة فى التقليد اليهودى وأشار إليها يهوذا الرسول، حيث كان
إبليس يريد أن يظهر جسد موسى ليعبده شعب الله، لكن الملاك ميخائيل أخفى جسده.

15- أنبأت الروح بهزيمة شاول أمام الفلسطينيين،
وعلم المستقبل لله وحدة، حتى لو كانت كل المؤشرات تشير لهزيمة بنى إسرائيل، إلا
أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بالحقيقة المؤكدة، فالله قادر فى لحظة تغيير كل مجريات
الأمور.

16- أنبأت الروح بموت شاول وأبناءة فى اليوم التالى
وقد حدث ذلك بالفعل، يمكنك الرجوع إلى تفاصيل هذه النقطة فى صفحة 105.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى