اللاهوت الروحي

الفصل الرابع عشر



الفصل الرابع عشر

الفصل
الرابع عشر

العنف

144-
العنف خطية مركبة

إن
المسيحية لا توافق على العنف في كل صوره، لأنه سلوك غير روحي وتتركز فيه مجموعة من
الخطاء.

 

1-
إنه خطيئة مركبة وخطيئة منفرة.

لذلك
فهو مكروه من الكل. والذي يتصف بالعنف، لا يستطيع أن يربح أحداً من الناس. وسنحاول
أن نحلل العنف، لنري ما بداخله من الخطايا.

 

2-
العنف دليل على قسوة القلب.

والقلب
الرقيق لا يمكن أن يكون عنفياً، بل تكون تصرفاته رقيقة، وألفاظه أيضاً رقيقة
ومنتقاة، لا يسمح لنفسه أن يخدش شعور أحد.

 

3-
والعنف ضد فضيلة الوداعة.

الذي
يلجأ إلى العنف، يفقد وداعته في الحال. وقد دعت المسيحية إلى الوداعة كما دعت إلى
الرقة والهدوء.

 

وفي
العظة على الجبل، نري أن السيد المسيح، قد وضع الوداعة في مقدمة التطويبات، وقال
في ذلك:

 


طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض” (مت5: 5).

 

وعندما
دعانا أن نتشبه به، وهو الكامل في جميع الصفات والفضائل، قال” تعلموا مني،
لأني وديع ومتواضع القلب” (مت11: 29)..

 

وفي
وداعة السيد المسيح وبعده عن العنف، قيل عنه في الإنجيل المقدس إنه:

 

لا
يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة
لا يطفئ” (مت12: 20).

 

4-
والعنف لا يتفق مع المحبة:

والمسيحية
ذكرت أن المحبة والوداعة واللطف، هي من ثمار الروح (غل5: 22). وقالت إن: “الله
محبة من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه” (1يو4: 16).

 

والإنسان
الروحي يعالج مشاكله بالحب وليس بالعنف. لأنه بالحب يكسب الله والناس. أما في
سلوكه بالعنف، فإنه يخسر الكل.

 

5-
العنف أيضاً خطيئة عدوانية:

والمسيحية
ضد العدوان. إنها تقول: “لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير” (رو12: 21)”
باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا.. لا تجازوا أحداً عن شر بشر.. إن
كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. لا تنتقموا لأنفسكم إن جاع عدوك فأطعمة،
وإن عطش فاسقة” (رو12: 14- 20).

 

إن
المسيحية التي تمنع عن الغضب الإنساني، لا يمكن أن تسمح بالعنف أو العدوان..

 

هوذا
الرسول يقول: “ليكن كل إنسان مسرعاً إلى الاستماع، مبطئاً في التكلم مبطئاً
في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله” (يع1: 19، 20) ويقول الكتاب
أيضاً: “لينزع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب” (أف4: 31)” لا تستصحب
غضوباً، ومع رجل ساخط لا تجئ” (أم22: 24).

 

المسيحية
تمنع الغضب الإنساني، لأنه الخطوة الأولي إلى العدوان والعنف والقتل..

 

فيقول
السيد المسيح في العظة على الجبل: “إن كل من يغضب على أخية باطلاً، يكون
مستوجب الحكم” (متى5: 22). والمقصود هنا بالغضب الباطل، تميزه عن الغضب
المقدس، الذي من أجل الله، واسلوبه أسلوب روحي، بعيد عن الجسد والتهاب أعصابه..

 

6-
العنف يدل على البغضة:

حيث
يتطور الغضب إلى بغضه وتتطور البغضة إلى العدوان والعنف والرغبة في الإيذاء. وفي
هذا يقول الإنجيل المقدس: “كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس” (1يو3: 15).

 

إن
لم يكن قاتله بالفعل، فهو قاتله بالنية أو الفكر. وكلها فروع لخطيئة واحدة..

 

7-
العنف يحمل رغبة في الانتقام أو على الأقل يدل على عدم الاحتمال:

هو
حالة إنسان لم يستطع أن يحتمل لذلك يريد أن ينتقم لنفسه، ويأخذ حقه أو ما يظن أنه
حقه، بذراعه البشري.. دون أن يترك هذا الأمر لله، الذي قال: “لي النقمة، أنا
أجازى، يقول الرب” (رو12: 19) وأيضاً دون أن يترك هذا الأمر للقانون وللمجتمع..

 

والمسيحية
لا تدعو فقط إلى الاحتمال لأن الاحتمال فضيلة سلبية. إنما تدعو إلى فضيلة إيجابية
هي المحبة..

 

والحب
والعنف لا يسيران معاً في طريق واحد. لأن الكتاب يقول: “المحبة تتأني وتترفق..
المحبة تحتمل كل شئ المحبة لا تطلب ما لنفسها” (1كو13).

 

في
حالة العنف، يكون الحب قد تواري. وظهر مكانه شئ آخر، فما هو؟

 

8-
الذات تظهر وقت العنف:

فالإنسان
يستخدم العنف إثباتاً لذاته أو دفاعاً عن ذاته. أو دفاعاً عن ذاته. وفي نفس الوقت
يريد أن يكون غيره مقهوراً له..

 

والمسيحية
تحارب الذات بكل قوة وبكل وضوح. فيقول السيد المسيح: “من أراد أن يتبعني
فلينكر ذاته” (مت16: 24).

 

وفي
الحقيقة أن العنف لا يثبت ذاته إنما يثبت ضعف ذاته..! وكيف؟

 

9-
في العنف لا يضبط نفسه:

أما
العنيف فإنه يفقد ضبط النفس فلا يستطيع أن يتحكم في أعصابه ولا في غضبه وقد يتصرف
تصرفات هو جاء، تدل على أنه لا يتحكم أيضاً في عقله وفي تفكيره بينما الكتاب يقول:
إن من يحكم نفسه هو خير ممن يحكم مدينة (أم16: 32).

10-
العنف دليل على الضعف.

مثال
القديس بنوفيوس في الهرب من الكرامة

 

 145-
العنف دليل الضعف

إذا
لم يستطع قلب الإنسان أن يتسع بالحب، وإذا لم يتمكن عقله من حل الأمور بحكمة وهدوء،
وإذا لم يقدر أن يضبط أعصابه في اتزان، حينئذ يلجأ إلى العنف.

 

ويكون
العنف دليلاً على قلة الحيلة والعجز عن التصرف السليم..

 

حقاً
إن غالبية العنفاء ضعفاء في حقيقة شخصياتهم. ليست لديهم قوة أعصاب، ولا قوة احتمال،
ولا قوة تفكير. وسأضرب لذلك أكثر من مثل.

 

المدرس
الذي يلجأ إلى العنف مع تلاميذه هو مدرس ضعيف..

 

أقصد
المدرس الذي لا يستطيع أن يضبط النظام بين تلاميذه، فيثور عليهم ويضرب هذا، ويطرد
ذاك، ويشتم ويعاقب، هو بلا شك إنسان ضعيف لأنه لو كان قوياً، ما كان يلجأ إلى شئ
من هذا. بل يمكنه أن يضبط الفصل بقوة شخصيته، أو بذكائه وجاذبية شرحه، أو بمرحه
ولطفة، أو بمحبة تلاميذه له..

 

ولكنه
إذ خلا من كل هذه الصفات المحببة، لجأ إلى العنف بدافع من قلة الحيلة..

 

مثال
آخر هو الأم التي تضرب أطفالها:

 

أم
يصيح ابنها، أو يلهو ويجري ويعبث، ولا تستطيع أن تضبطه، ولا تستطع أن تتركه يلعب،
فتلجأ إلى العنف: تضرب أو تشتم أو تهدد أو تخفيه بطريقة ما!! كل هذا لأنها لا تملك
الخبرة ولا المعرفة بالطرق التربوية وكيفية معاملة الأطفال. ولو عرفت لكسبت طفلها
دون اللجوء إلى العنف.

 

لأن
العنف هنا يكون وسيلة لتغطية العجز أو مجرد رد فعل لقلة الحيلة.

 

أو
هو تغطية لضعف داخلي، ربما يكون هو عدم الاحتمال. إن الشخص الذكي يستطيع أن يخرج
من اشكالاته بسهولة، في حكمة وحسن تصرف.. أما الضعيف فيستخدم العنف.

 

وهكذا
يقول الرسول: “يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاء ولا نرضي
أنفسنا” (رو15: 1).

 

146-
أنواع من العنف

1-
نوع من العنف هو الإيذاء بكل درجاته:

ومنه
الضرب: والقتل بأنواعه. وكذلك كل ألوان التعذيب الجسدي أو النفسي كالتخويف مثلاً
وإثارة الذعر. وكله داخل في العنف العصبي.

 

2-
عنف آخر هو الارهاب:

ويشمل
جرائم الخطف للأفراد وللطائرات والسفن، ومن أعماله تفجير السيارات الملغومة
والرسائل الملغمة، وكافة أعمال النسف والتدمير والتخريب، والذعر. وكلها جرائم على
مستوي بشع.

 

3-
ومن العنف أيضاً الحرب:

والحروب
قد شهدها العالم منذ أقدم العصور، وهو من ظواهر العنف وبخاصة إن كانت عدوانية
وليست دفاعية.

 

على
أن هناك حروباً تتصف بلون أعمق. وهي الحروب النووية، أو التي تستخدم الغازات
السامة، أو الأسلحة الفتاكة والمحرقة أو الحروب التي تضرب المستشفيات أو مساكن
المدينيين. وكذلك الحروب التي تدمر مدناً بأكملها، وتقضي على حضارات، وتخلف
مجموعات من المشوهين والمعوقين.

 

4-
وهناك عنف آخر على مستوي فردي مثل تحطيم المعنويات:

ومن
أمثلته الزجر الشديد، والتوبيخ القاسي، والتركيز بالاستمرار على الأخطاء، وتحطيم
الشخصية. وقد يدخل في هذا المجال نوع من العنف هو:

 

5-
عنف الإهانة:

ويشمل
التهكم اللاذع والتشهير، والتجريح، والقذف، والتجاهل، والمقاطعة، والشتيمة والسب..
وما إلى ذلك من ألوان القتل الأدبي أو المعنوي. وقد تصحب ذلك عبارات من التهديد.

 

وهناك
مظهر آخر للعنف هو:

 

6-
عنف العتاب:

ويشمل
العتاب الشديد القاسي الذي يجرح، وربما لسبب تافه لا يستحق. وقد يستمر هذا العتاب
طويلاً، أو يكون أمام الآخرين، أو يكون مصحوباً بأسلوب عصبي وبألفاظ لا تليق. وقد
يصبح طبعاً. فيعاتب الإنسان على كل صغيرة وكبيرة حتى يفقد أصدقاءه.

 

وقد
قال الشاعر في هذا النوع:

 

إذا
كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

 

فعش
واحداً أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه

 

إذا
أنت لم تشرب مرارة على القذي ظمأت وأي الناس تصفو مشاربه

 

وهناك
نوع آخر من العنف، يختلف عن كل ما سبق، ويمكن أن نسميه العنف السلبي.

 

7-
العنف السلبي:

مثال
ذلك شخص لا يقدر على العنف الإيجابي، فليلجأ إلى العنف السلبي، مثال: الكآبة
المستمرة، البكاء الدائم، الإضراب عن الطعام، الصمت الحزين، الانسحاب..

 

وكلها
أنواع من العنف الهادئ الصامت، تمثل ضغطاً مستمراً على الطرف الآخر. وقد يوجد عنف
آخر، ليس موجهاً ضد الآخر. إنما هو يعمل داخل الإنسان ذاته، ذلك هو عنف الشهوات.

 

8-
عنف الشهوات:

فقد
توجد شهوات تحارب الإنسان بعنف حتى تدمره تدميراً، مثل شهوة الجشع التي لا تستريح
مهما أخذت ومهما جمعت. ومثل شهوة المخدرات، شهوة الكبرياء. والمعروف أن الشهوات لا
تستريح حتى تكمل.. وهكذا تستمر.

 

وقد
تصحب الشهوات أفكار مدمرة: تلصق بالعقل ولا تفارقة، حتى تحطم صاحبها، لدرجة أن
البعض يعالجونها بالمنومات ليستريح من الأفكار..

 

147-
أسباب العنف

1-
من أسباب العنف القسوة في الطباع.

فهناك
أشخاص طباعهم قاسية، يتعاملون باستمرار بهذه القسوة. وإذا زادت حدتها عندهم تتحول
إلى عنف. وقد ترجع هذه القسوة إلى ظروف اجتماعية احاطت بالفرد، وربما يكون قد حصل
عليها عن طريق الوراثة.

 

2-
وقد يكون السبب تعب في الأعصاب، ربما سببه الارهاق مثلاً.

وفي
حالة الإرهاق وتعب الأعصاب، لا يقدر الإنسان على الاحتمال، فيرد بعنف. وإذا زاد
الضغط عليه، يتصرف بعنف.

 

3-
وقد يكون السبب في العنف هو قلة الحيلة، أو اخفاء الضعف بالعنف كما ذكرنا.

4-
وقد يكون سبب العنف هو مرض عصبي أو مرض عقلي:

ولعل
من المتمسكين بهذه النظرية أصحاب المدرسة الإيطالية: الذين يقولون إن كل مجرم مريض.
ولذلك يبحثون عن المرض الذي دفعه إلى الجريمة. ومعروف أن بعض الأمراض العقلية
يصحبها عنف وكذلك كثير من الأمراض العصبية.

 

ولكن
ذلك لا يمنع أن هناك مجرمين يقومون بالعنف وهم في صحة عقلية تامة، وإلا زالت
المسئولية في كل الجرائم!!

 

5-
وقد يكون الخوف سبباً ثانياً في أعمال العنف.. خوفاً من اكتشاف الجريمة مثلاً..

كسارق،
اقتحم بيتاً للسرقة فقط، وليس للقتل. ولكنه قد يضطر إلى ذلك إذا رآه أحد، وخاف من
انكشاف أمره.

 

أو
كعصابة تقتل بعض الذين يعرفون أسرارها، حتى لو كانوا من أعضائها، خوفاً من أن
يذيعوا هذه الأسرار..

 

أو
كشخص يظن أن آخر يتآمر عليه، فيعامله بعنف خوفاً من تآمره.

 

6-
وقد يكون سبب العنف هو الغرور والاعتزاز بالقوة. أو سوء استخدام القوي والإمكانيات

كمن
يضرب الآخرين، ليشعرهم أنه أقوي منهم، وأنه يستطيع قهرهم متى أراد ويحدث هذا
أحياناً مع بعض المراهقين، ومع بعض الطغاة ومع بعض العصابات في إخضاع أفراد
العصابة لطاعة أوامرهم..

 

7-
وربما يكون سبب العنف هو الحقد:

فالذي
يحقد على آخرين، قد ينفس عن حقده بالعنف. كشخص يحقد على آخر ظاناً أنه سيأخذ
ميراثه، أو يحل محله في مركزه، فيستخدم معه العنف. وقد تدفع الغيرة أو الحسد إلى
مثل هذا أيضاً.

 

أو
قد يكون السب هو رد العنف بعنف..

 

8-
وقد يكون سبب العنف هو الفهم الخاطئ:

كما
قال السيد المسيح لتلاميذه عما سيلقونه من مؤامرات اليهود وقسوة الرومان:

 


تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله” (يو16: 2).

 

ومن
هذا النوع من يقتل، وفي مفهومه أنه يمحو عاراً للأسرة، أو ينتقم لدمائها..

 

9-
وهناك من يلجأ إلى العنف، ظاناً أنه اسهل الحلول وأسرعها.

بينما
أسهل الحلول ليس هو أفضل الحلول، أو قد يري مثل هذا الشخص أن العنف هو الحل الوحيد.
وقد يقول لك: هذه الأمور لا يصلح لها إلا العنف.. أو هؤلاء الأشخاص لا ينفع
التعامل معهم إلا بالعنف..

 

10-
وقد يكون العنف لوناً من السياسة أو الحيلة..

وذلك
حسبما يقول المثل السائر: اضرب المربوط، فيخاف السائب. أو كما يقول الكتاب: “اضرب
الراعي فتتشتت الرعية” (زك13: 7). وهنا لا يكون العنف مقصوداً لذاته، إنما هو
مجرد وسلية لغرض..

 

وهذا
يقودنا إلى نقطة أخري وهي:

 

11-
العنف الظاهري:

وليس
هو عنفاً حقيقياً. مثال الآب الذي يتظاهر بالغضب والرغبة في استخدام العنف، وذلك
ليقود ابنه إلى الطاعة. أو مثال رئيس العمل الذي يهدد بعقوبة معينة لا ينوي مطلقاً
أن يفرضها، وذلك لتخويف مرؤسيه حتى يسلكوا حسناً.

 

12-
العنف المشترك:

كشخص
ليس هو عنيفاً في ذاته، ولكنه يستخدم عنفاء يوصونه إلى غرضه، فيكون العنف هنا غير
مباشر بالنسبة إليه..

 

148-
العنف الخاطئ والعنف السليم

لا
نستطيع أن نسمي كل عنف خطية فهناك مواقف تحتاج إلى عنف، مثل معاقبة الخطاة
المستهترين أو المستبيحين أو الذين يهددون المجتمع بجرائم تحطمه أو تحطم تراثه
وقيمته.

 

والله
نفسه سجل في الكتاب المقدس أنواعاً من العقوبات كانت عنيفة. وذلك لكي يرتدع
الآخرون، ولكي تكون درساً للأجيال. لأن التسامح المستمر قد يقود إلى الاستهتار.
ولعل الطوفان في العهد القديم كان من هذا النوع، وكذلك إنشقاق الأرض لتبتلع قورح
وداثان وابيرام.

 

وفي
العهد الجديد، واضحة جداً في هذا المجال قصة حنانيا وسفيرا (أع5).

 

وقد
قال الكتاب عن السلطان أنه لا يحمل السيف عبثاً، إذ هو خادم الله، منتقم للغضب من
الذي يفعل الشر (رو13: 4، 5).

 

فهناك
جرائم إذا لم تؤخذ بعنف، قد يستهتر مرتكبوها فيكررونها، ويكونون قدوة سيئة لغيرهم.
أما إذا عولجت بحزم وحسم، فإن المجتمع يتنقى ويتطهر.

 

وهنا
نذكر قاعدة روحية هامة..

 

هناك
فرق بين الحق العام والحق الخاص. قد نتساهل في حقوقنا الخاصة، بدافع من الوداعة
والحب والسلام والمغفرة للمسيئين. أما الحق العالم فلا تساهل فيه.

 

إننا
لا نملكه، بل هو ملك للمجتمع كله. والمجتمع يحتاج إلى صيانة، حتى لا يأكل القوي
الضعيف.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى