علم الاخرويات

الفصل الثاني: الإمبراطورية الثامنة والزانية العظيمة



الفصل الثاني: الإمبراطورية الثامنة والزانية العظيمة

الفصل الثاني: الإمبراطورية
الثامنة والزانية العظيمة

 

المبحث
الأول

عودة
الإمبراطورية اليونانية كإمبراطورية ثامنة على الأرض

مقالات ذات صلة

 

 من
أهم الشخصيات التي تدور حولها الرؤى والنبوءات في الكتاب المقدس بعهديه شخصية
القرن الصغير أى الملك الجافي الوجه الذي يضطهد القديسين ويسفك دماء الكثيرين.

 والمعروف
أن القرن الصغير أي الملك اليونانى الجافي الوجه الذى يخرج من اليونان يمثله رمزيا
الملك اليوناني أنطيوخس أبيفانس. إلا أن أبيفانس ليس هو غرض النبوءة.

 لأن
القرن الصغير (أى المؤسس الثانى للإمبراطورية اليونانية) الذي هو غرض النبوة هو
الذى يعيد للإمبراطورية اليونانية المنحلة سلطانها على العالم, ويبلغ نهايته ولا
معين له (دانيال 11: 40 – 45) وفى ذلك الوقت يكون زمان ضيق لم يكن مثله منذ كانت
أمة إلى ذلك الوقت (إشارة إلى مدة حصار أورشليم الذى ينتهى بخرابها فى اليوم
الأخير) وكثيرون من الراقدين فى تراب الأرض يستيقظون (دانيال 12: 1 – 4).

 من
هذا يتضح أن زمن النهاية والدينونة وقيامة الأبرار ستكون فى نهاية عهد
الإمبراطورية اليونانية العائدة لتحكم العالم.

 وتعد
رؤيا يوحنا الرائي المتعلقة بالسبعة الرؤوس التي تسلطت علي الأرض والعشرة القرون
الذين سيأخذون سلطانا كملوك ساعة واحدة مع الوحش من أهم الرؤى المتعلقة بهذا
الموضوع.

يقول
الرائي:

 رأيت
امرأة جالسة علي وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤؤس وعشرة قرون ..

 ثم
قال لي الملاك لماذا تعجبت أنا أقول لك سر المرأة والوحش الحامل لها الذي له
السبعة الرؤوس والعشرة القرون.

 الوحش
الذي رأيت كان وليس الآن مع أنه كائن. هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي
سبعة جبال (ممالك) عليها المرأه جالسة (يقصد بالمرأة الزانية المنسية أى مدينة صور
كما جاء في إشعياء 23: 15 – 17 والرؤيا 23: 15 – 17).

 وسبعة
ملوك (أى إمبراطوريات) خمسة سقطوا هم علي التوالي:

(1)
إمبراطورية مصر

(2)
إمبراطورية أشور

(3)
إمبراطورية بابل

(4)
إمبراطورية فارس ومادى

(5)
إمبراطورية اليونان (ياوان)

 وواحد
موجود أى الإمبراطورية السادسة وهي الإمبراطورية الرومانية التي كانت موجودة في
زمن كتابة سفر الرؤيا.

 والآخر
لم يأت بعد ومتي أتي ينبغي أن يبقي قليلا إشارة إلى إمبراطورية سابعة هى
إمبراطورية الأتراك العثمانيين التي لم تكن قد جاءت بعد في زمن كتابة سفر الرؤيا
ومتي جاءت ينبغي أنها تبقي قليلا.

 وهو
ما تحقق بالفعل عندما تمكن الأتراك من إسقاط القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية
الرومانية الشرقية سنة 1453 للميلاد وقد بقيت تلك الإمبراطورية قليلا بعد انحلال
الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 1806 باستعفاء فرنسيس الثاني عن الحكم فى
الوقت الذى كانت عوامل إنحلال الإمبراطورية التركية تعمل فيها أيضا حتى انحلت
رسميا سنة 1924 ميلادية بإعلان مصطفي كمال آتاتورك قيام الجمهورية.

 والوحش
الذي كان وليس الآن (أى الذي كان له تسلط علي الأرض وليس له تسلط الآن في زمن
كتابة سفر الرؤيا) فهو ثامن (أي يصير إمبراطورية ثامنة) وهو من السبعة (أي أن
الإمبراطورية الثامنة هي واحدة من الإمبراطوريات السبعة التي كان لها تسلط علي
الأرض وسقطت) (رؤيا 17: 9 – 11)(رؤيا 13: 1 , 2 , 3 , 12 , 14).

 وهذا
يعني أن واحدة من الإمبراطوريات السبعة التي سقطت ستعود إلي التسلط علي الأرض
كإمبراطورية ثامنة في وقت النهاية ثم يأتي الانقضاء.

 ثم
إستطرد الملاك قائلا ليوحنا:

 والعشرة
القرون التي رأيت على الوحش هم عشرة ملوك لم يأخذوا ملكا بعد. لكتهم يأخذون سلطانا
كملوك ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم رأي واحد, ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم.
هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم .. ثم قال لي (أى الملاك) .. وأما العشرة
القرون (الملوك) التي رأيت مع الوحش (أي مع الملك اليوناني الجافي الوجه) فهؤلاء
سيبغضون الزانية (مدينة صور) وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها
بالنار لأن الله وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه وأن يصنعوا رأيا واحدا ويعطون الوحش
(أي القرن الصغير الذي هو ملك اليونان) ملكهم حتي تكمل أقوال الله (رؤيا 17: 12 –
18).

 مما
تقدم يتضح من أقوال الملاك ليوحنا أن الملوك العشرة سوف يعطون سلطانهم وقوتهم
للوحش الذي هو الملك اليوناني الجافي الوجه الذي يصير بمقتضي هذا السلطان رأسا
للإمبراطورية الثامنة التي ينضوي تحت لواءها عشر دول الإمبراطورية الرومانية
المنحلة بقسميها الشرقي والغربي.

 هذا
الرأس اليوناني أو الحلف الذي تتزعمه اليونان سوف يبغض الزانية أي مدينة صور
ويحرقها بالنار ويدمرها تدميرا.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى