كتب

الفصل الثالث عشر



الفصل الثالث عشر

الفصل
الثالث عشر

خرافة
خلقة الإنسان وسقوط الشيطان

 

أولاً:
خرافة خلقة الإنسان والكلب:

وصف
الكاتب خلقة الإنسان وصوَّرها بأسلوبٍ خرافيٍّ خياليٍّ ساذجٍ يختلف عمَّا جاء في
الكتاب المقدَّس وما جاء في إلاسلام ويتَّفق مع الأفكار الخرافيَّة للديانات
الوثنيَّة والبدائيَّة!!

1-
جاء في (ف6: 35-8) ” لما خلق اللَّه كتلة من التراب وتركها خمسًا وعشرين ألف
سنة بدون أنْ يفعل شيئًا آخر، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس للملائكة
لما كان عليه من الإدراك العظيم أنَّ اللَّه سيأخذ من تلك الكتلة مائة وأربعة
وأربعين ألفًا موسومين بسمة النبوَّة … ولذلك غضب الشيطان فأغري الملائكة
قائلاً: ” أنظروا، سيُريد اللَّه يومًا ما أنْ نسجد لهذا التراب، وعليه
فتبصروا في أننا روح وأنَّه لا يليق أنْ نفعل ذلك “!

2-
وجاء في (ف26: 35-37) ” وبصق الشيطان أثناء إنصرافه علي كتلة التراب فرفع
جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرَّة في بدنه “!!

3-
وجاء في (ف3: 39-12) ” لما طرد اللَّه الشيطان وطهَّر الملاك جبريل تلك
الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان … فاقترب الشيطان يومًا من أبواب
الجنَّة، فلمَّا رأى الخيل تأكل العشب أخبرها أنَّه إذا تأتى لتلك الكتلة من
التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك، ولذلك كان من مصلحتها أنْ تدوس القطعة من
التراب علي طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء، فثارت الخيل وأخذت تعدو بشدة على تلك
القطعة من التراب التي كانت بين الزنابق والورود، فأعطى اللَّه من ثمَّ روحًا لذلك
الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان قد أخذه جبريل من
الكتلة وأنشأ الكلب فأخذ ينبح فروَّع الخيل فهربت “!!

4-
وجاء في (ف3: 123) ” أنَّ إلهنا … صنع مركبًا من أربعة أشياء متضاربة
ووحَّدها في شبحٍ واحدٍ نهائيٍ هو الإنسان، وهى: التراب والهواء والماء والنار
ليعدل كلٍّ منها ضدَّه. وصنع من هذه الإشياء الأربعة إناءً وهو جسد الإنسان
“!!

وتتلخَّص
هذه الرواية الخرافيَّة الساذجة والتي توضِّح فكر الكاتب المزيِّف والمزوِّر
والخرافيّ التفكير في:

(أ)
ترك كتلة التراب مدة 25,… سنة: فهو يقول أنَّ اللَّه خلق كتلة التراب ثم تركها
مدَّة 25,… سنة دون أنْ يفعل بها شئ!! لماذا؟! لماذا ترك اللَّه كتلة التراب
طوال هذه المدة؟!!

(ب)
كان الشيطان كاهنًا وعلامًا للغيوب؟! وكان ذا إدراك عظيم؟! لذلك علم بما ستصير
إليه كتلة التراب؟! ماذا يقصد الكاتب بقوله أنَّ الشيطان ” كان بمثابة
كاهن”؟! هل يقصد الكهانة أم الكهنوت، وكلاهما لم يُوجد إلاَّ بعد خليقة
الإنسان؟!!.

وهل
كان الشيطان علامًا للغيوب مثل اللَّه وعنده نفس علم اللَّه فيعرف ما سيصير إليه
الإنسان وما سيفعله في المستقبل؟!! والإجابة هي بالقطع، كلا وحاشا، فلم يكنْ
الشيطان يومًا ما كاهنًا، ولم يكنْ يومًا ما علامًا بالغيوب والمستقبلات ومصير
المخلوقات. فهذا يخصّ اللَّه وحده لا سواه.

(ج)
خروج المادة من الروح: بصق الشيطان علي كتلة التراب ورفع جبريل البصاق مع شيء من
التراب!! والشيطان روح والبصاق مادة، فكيف تخرج المادة من الروح؟!!

(د)
تعليل سبب وجود السرَّة في بطن الإنسان: تصوَّر الكاتب بفكره الخرافيّ الساذج أنَّ
سبب وجود السرَّة في بطن الإنسان راجع لرفع جبريل لبصاق الشيطان من علي كتلة
التراب؟! دون أنْ يدري أنَّ آدم لم يكنْ له سرَّة إطلاقًا، فالسرَّة هي من بقايا
الحبل السرِّيّ الذي كان يمدّ الجنين بالغذاء في رحم الأمّ من خلال المشيمة، ولم
يكن آدم يومًا ما جنينًا في بطن أمّ!

(ر)
الشيطان يحرِّض الخيل لتفسد كتلة التراب حتَّي لا يُخلق آدم: صوَّر هذا الكاتب
المزوِّر الشيطان وهو يحرِّض الخيل لتفسد كتلة التراب بحُجَّة ما سيصيبها من ضنكٍ
علي يدِ الإنسان الذي سيخلق من هذه الكتلة من التراب، وهيجان الخيل عليها ومحاولته
إفسادها! فهل يقبل العقل هذا الهراء؟! وهل لو كان الخيل قد أفسد كتلة التراب، كما
يتصوَّر هذا الكاتب المزوِّر الخرافيّ التفكير، يجعل اللَّه يعجز عن خِلقة الإنسان؟!!

(ز)
خِلقة الكلب من بصاق الشيطان والتراب النجس: زعم أنَّ اللَّه خلق الكلب من ذلك
الجزء النجس، التراب الملوث ببصاق الشيطان، ليُخيف الخيل حتَّي لا تفسد كتلة
التراب؟! فهل يتَّفق هذا الهراء وهذه الخرافات مع عظمة اللَّه وجلاله وقدرته
الكليَّة؟!!

(س)
أنَّ الإنسان مخلوق من أربعة مواد متناقضة هي: التراب والهواء والماء والنار!! وهو
ينقل هنا فكر بعض القدماء وقول المنجِّمين الذين حاولوا بهذا الفكر تعليل طبائع
البشر! فقالوا أنَّ لكلِّ إنسان إمَّا طابع ترابيّ أو هوائيّ أو مائيّ أو ناريّ
وربطوا ذلك بيوم ولادته واسم أمِّه!

وهذا
الخليط أو المزيج من الأفكار الخرافيَّة الساذجة نجد مصدره في أساطير القبائل
البدائيَّة المتخلِّفة التي نقلها الرحَّالة والبحَّارة والتجَّار العائدين من
بلاد الشرق والأمريكتين (1)، إلي جانب تراث قبائل شمال أوروبا، وتتلخَّص أفكار هذه
الأساطير الخرافيَّة لهذه القبائل في محاولة الشيطان إفساد كتلة التراب التي يقول
أنَّ اللَّه أراد أنْ يخلق منها الإنسان الأوَّل وبصاق الشيطان عليها وهياج الخيل
لإفسادها وخلقه الكلب لحراستها. وفيما يلي بعض هذه الخرافات التي تَكَوَّن منها
فكر هذا الكاتب المزوِّر لإنجيل برنابا المزيِّف الخرافيّ التفكير:

1-
يحكي ” الشريميون ” في روسيا وهم قوم من أصل فنلندي: أنَّ الإله شكَّل
جسم الإنسان من الطين ثم صعد إلي السماء ليحضر الروح الذي يُحيي به الإنسان، بعد
أنْ ترك الكلب يحرس التمثال في غيابه، فخُدع الكلب من الشيطان الذي بصق علي
التمثال فلوَّثه بطريقةٍ قذرةٍ جدًا لدرجة لم تًمَكِّن الإله من تنظيفه، فإضطرّ
أنْ يقلب الإنسان ظهرًا لبطن وهذا هو السبب في أنَّ باطن الإنسان قذر كل القذارة
” (2).

2-
ويروي سكان ” أسام “: أنَّ اللَّه خلق الإنسان في بادئ الأمر ووضعه علي
الأرض فحطَّمه الروح الشرير ولما حدث ذلك مرّضة أخري خلق الإله الكلب أوَّلاً
والرجل ثانيًا، فسهر الكلب علي حراسة الرجل ومنع الروح الشرير من أنْ يصيبه بأذ ي
” (3).

3-
وتروي قبيلة ” الكوركوس ” التي تقطن الأقاليم الوسطي في الهند: ”
أنَّ الإله صنع تمثالَين للرجل والمرأة من التربة الحمراء، فبزغ حصانان ناريَّان
من الأرض أرسلهما ” أندرا ” فأحالا التمثالين إلي تراب ولما تكرَّر ذلك
مَرَّتَين صنع الإله تمثالاً للكلب ونفس فيه نفس الحياة فاستطاع الكلب أنْ يُبعد
حصانيّ ” أندرا ” الناريَّين عن التمثال، فصنع الإله الرجل والمرأة دون
إزعاج ” (4).

4-
وهناك رواية أخري شبيهة ترويها قبيلة ” موندا ” البدائيَّة في ”
شوتانجبور “، تقول ” أنَّ إله الشمس سنجبونجا شكَّل تمثالَين لرجلٍ
وامرأةٍ وقبل أنْ يمنحهما الحياة داسهما الحصان بحوافره ناظرًا بعين المستقبل إلي
ما يمكن أنْ يلقاه منهما من متاعب ” (5).

وفي
هذه الخرافات البدائيَّة نجد كلّ عناصر رواية كاتب إنجيل برنابا المزيِّف،
الخرافيَّة!!

 

ثانيًا:
وصف الشيطان وسقوط آدم وحواء:

رسم
هذا الكاتب المزوِّر صورة خرافيَّة خياليَّة للشيطان تجمع بين ما جاء في الكتاب
المقدَّس وما يُروي من خرافات خياليَّة ساذجة نابعة من أساطير الأوَّلين كالأغريق
الرومان وقبائل شمال أوروبا والهنود، فجاءت الصورة خرافيَّة خياليَّة ساذجة
ومتخلِّفة.

1-
كبرياء كوكب الصبح: أخذ الكاتب بعض الأفكار من سفري أشعياء وحزقيال ونسبها لأشعياء
فقط وقال: ” أنَّ الشيطان لم يُخذلْ إلا بخطيئة الكبرياء، كما يقول النبي
أشعيا موبِّخًا إيَّاه بهذه الكلمات: كيف سقطت من السماء يا كوكب الصبح يا من كنت
جمال الملائكة وأشرقت كالفجر ” (ف11: 34-13).

والنص
هنا خليط بين ما جاء في سفر أشعياء وما جاء في سفر حزقيال، ولكنَّه نسبه خطأ
لأشعياء فقط (6)، وهذه عادته دائمًا الخلط والتحريف والتبديل!

2-
التحدِّي الأعظم بين اللَّه والشيطان!! وفي (ف 35) يصوِّر الشيطان وهو يحرِّض
الملائكة ويثيرهم ضدّ اللَّه، حتَّي يعصوه ولا يطيعوا أمره، فيقول: ” ثم قال
اللَّه يومًا لما إلتأمت الملائكة كلّهم: ” ليسجد توًا كلّ من إتَّخذني ربًا
لهذا التراب “. فسجد له الذين أحبُّوا اللَّه، أمَّا الشيطان والذين كانوا
على شاكلته فقالوا: ” يا رب، إننا روح ولذلك ليس من العدل أنْ نسجد لهذه
الطينة “!! والتراب هنا هو الكتلة التي خُلق منها آدم، وهو هنا يصوِّر
الملائكة تقف في صفِّ الشيطان وتتجرأ علي الله وتنسب له الظلم وتتهمه بعدم العدل!!

ثم
يكشف الكاتب عن فكره الخرافيّ الساذج ويقول أنَّ ” الشيطان مُسِخَ وأصبح كائن
مخوف ومهول النظر وأزال اللَّه جمال أتباعه فصاروا مقبحين، ولما رأي الملائكة
الباقين شدَّة قبح الهول ” التي تحوَّل الشيطان إليها، خرُّوا علي الأرض
خائفين ومذعورين!! فيقول في (ف35) أيضًا ” ولما قال الشيطان ذلك أصبح هائلاً
ومخوف النظر وأصبح أتباعه مقبوحين لأنَّ اللَّه أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي
جمَّلهم به لما خلقهم، فلمَّا رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدَّة قبح الهولة
التي تحوَّل الشيطان إليها، وخرَّ أتباعه علي وجوههم إلي الأرض خائفين، حينئذ قال
الشيطان: ” يا رب إنَّك جعلتني قبيحًا ظلمًا، ولكنني راضٍ بذلك لأنِّي أروم
أنْ أبْطل كل ما تفعل ” وقالت الشياطين الأخري: لا تدعه ربًا يا كوكب الصبح
لأنَّك أنت الربّ “!!

وما
يرويه هنا فهو صورة صبيانيَّة، خرافيَّة، خياليَّة ساذجة، فيقول أنَّ الشيطان وقف
أمام الله متحديًا ومجدِّفًا ومتهمًا إيَّاه بالظلم ” أنَّك جعلتني قبيحًا
ظلمًا ولكنِّي راضٍ بذلك لأنِّي روم أنْ أبْطل كلّ ما فعلت “. ثمَّ يقول
بشكلٍ صبيانيٍّ ساذجٍ: ” وقال الشياطين الآخرون: لا تدعه ربًا يا كوكب الصبح
لأنَّك أنت الربّ “! يقول هذا أمام اللَّه!! ثم يستكمل خرافته قائلاً: ”
حينئذ قال اللَّه لأتباع الشيطان توبوا واعترفوا بأنني أنا اللَّه خالقكم أجابوا
” أننا نتوب عن سجودنا لك لأنَّك غير عادلٍ وبريء وهو ربّنا “؟!! هل هذا
كلام يرويه السيِّد المسيح؟!! وهل يستجدي اللَّه سجود مخلوقاته له؟!! وهل اللَّه
كائن محدود في كلِّ شيء وضعيف ومهزوز وعاجز بهذه الصورة؟!! وهل يجرؤ مخلوق ما علي
الحديث في حضرة اللَّه بهذه الصورة الكفريَّة التي لا يعادلها كفر؟!! وهل يجرؤ
الشياطين علي تحدِّي اللَّه وسبِّه في حضرته ونزع لقب ربّ منه وإعطاؤه للشيطان؟!!

 

إنَّ
هذا الفصل وحده كافٍ لإثبات أنَّ هذا الكاتب المزوِّر الخرافيّ التفكير لا يعرف
اللَّه ويستحيل أنْ يكون أحد تلاميذ المسيح، وإنَّما هو كافرٌ ومجدِّفٌ علي اللَّه
وعلي مسيحه وعلي كتابه المقدَّس!

يذكر
الوحي الإلهي في الكتاب المقدَّس هذه الصفات عن اللَّه، الكائن السامي وليس إله
كاتب إنجيل برنابا المزيِّف، المجدِّف علي اللَّه!


” اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي
حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ ” (يو1/18).


” الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ
الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ
يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ
يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّة ُ”
(1تي6/15-16).


” أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ
يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! ” (يع2/19). إنَّهم يؤمنون باللَّه
ويقشعِّرون، فاللَّه ساميٌّ وغير مدركٍ بحواس المخلوقات أيًّا كانت ”
وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الاِبْنُ إِلاَّ الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ
إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ ” (لو10/22).

وكان
سبب سقوط الشيطان، ليس ما زعمه كاتب إنجيل برنابا المزيَّف، بل أنَّه تكبَّر وأراد
أنْ يصير مثل اللَّه في عيون الملائكة وأنْ يرفع كرسيه فوق كواكب اللَّه فسقط في
الإثم برغم كماله وجماله وحكمته التي خُلق فيها (7)، فلم يشفقْ اللّه عليه بل طرحه
في الظلام. يقول الكتاب المقدَّس ” وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ
يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى
دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.
” (يه6)، ” لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى
مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي
جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاء ِ” (2بط2/4).

 

ثالثًا:
الشيطان وسقوط الإنسان:

1–
تحريم التفاح والحنطة: وفي الفصول 39 إلي 41 يصوِّر الكاتب السقوط الإنسانيّ بصورة
أكثر خرافيَّة وسذاجة مما سبق، فيقول أنَّ اللَّه لما خلق آدم وحواء وسمح لهما
بالأكل من كلِّ ثمار الجنَّة خلا التفاح والحنطة ” وقال لهما الله: أنظرا
إنِّي أعطيكما كلّ ثمر لتأكلا منه خلا التفاح والحنطة، إحذرا أنْ تأكلا شيئًا من
هذه الأثمار لأنَّكما تصيران نجسَين، فلا أسمح لكما بالبقاء هنا بلّ أطردكما ويحلّ
بكما شقاءٌ عظيمٌ ” (ف36: 39-39)!! ولماذا التفاح والحنطة بالذَّات؟!! ولماذا
يسمح اللَّه لنا بأكلهما باستمرار؟!!

 

وهذه
الكلمات تضعنا أمام عدَّة أسئلة: هل يُمكن أنٍ يكون اللَّه قد حرَّم عليهما أكل
التفاح والحنطة؟! وهل كان التفاح والحنطه يومًا ما من المحرَّمات؟! وهل أكلهما
ينجسّ؟! وهل يُمكن أنٍ يكون مجرَّد الأكل منهما يُسّبِّب لهما الطرد من الجنَّة
وحلول الشقاء العظيم؟!

والإجابة
بالقطع كلا، وغير مقبولة دينيًا وعقليًا ولا أثر لها في الأديان السماويَّة،
إنَّما هي مجرَّد أفكار أخذها الكاتب المزوِّر من خرافات وأساطير الأوَّلين، فقد
جاء في كتاب ” اليزيديَّة بقايا دين قديم “: ” وفي اليوم التالي
كانت أوامر الباري تقضي بخلق آدم من نارٍ وهواءٍ وترابٍ. فقام طاووس ملك بتشكيل
ذلك، ثم نفخ في أذن آدم بصرنابه ثلاث مرَّات وبعد ذلك قاده فأدخله الفردوس حيث بقي
هناك أربعين سنة بعد أن خُلقت حواء من إبط آدم الأيسر. وجاءت الأوامر الإلهيَّة
لآدم أنْ يأكل من جميع ثمار الفردوس عدا الحنطة فلا يجوز أنْ يأكل منها، غير أنَّ
نسل لآدم إن لم يأكل من الحنطة، فسمح اللَّه لطاووس ملك أنْ يتصرَّف بما يراه
طاووس ملك فاتح اللَّه تعالي في موضوع تناسل الجنس البشري وأنَّه لن يكون هناك
أصلح ” (8).

وقد
جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ اللَّه نهي آدم وحواء عن الأكل من ثمار شجرة معرفة
الخير والشر (تك2/16-17) (9) التي غرسها لاختبار أمانة الإنسان وطاعته وخضوعه
لإرادة اللَّه ومشيئته، ولم يحدِّدْ نوع ثمارها. وهنا يختلف فكر الوحي الإلهيّ
الساميّ عن أفكار الكاتب المزيِّف الخرافيّ التفكير.

2–
كيفيَّة دخول الشيطان الجنة: وعندما يصف الكاتب دخول الشيطان الجنَّة يروي رواية
خرافيَّة تتناسب مع فكره الخرافيّ، فزعم أنَّ حارس الجنَّة عبارة عن حيَّة
خرافيَّة ” حيَّة مخوفة لها قوائم كجمل وأظافر أقدامها محدَّدة من كلِّ جانب
كموس “!! وهذه صورة مستوحاة من أساطير الأغريق والفُرس وروايات ألف ليلة
وليلة العربيَّة!! ولما أراد أنْ يدخل الجنَّة قال للحيَّة ” إفتحي فاك فأدخل
بطنك، فمتي دخلت إلي الجنَّة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان
حديثًا “!! ففعلت الحيَّة ذلك لأنَّه قال لها واعدًا ” فإذا أدخلتني
الجنَّة أجعلك رهيبة حتَّي أنَّ كلّ أحدٍ يراك يهرب منك “!!

ووضعت
الحيَّة الشيطان إلي جانب حوَّاء بينما كان زوجها آدم نائمًا، وبعد أنْ سألها
عمَّا قاله اللَّه لهما وأجابته قال لها ” أنَّه (الله) لم يقلْ الصدق، فيجب
أنْ تعرفي أنَّ اللَّه شرِّير وحسود ولذلك لا يحتمل أندادًا ولكنَّه يستعبد كلَّ
أحدٍ “!!

فهل
يجرؤ الشيطان أنْ يتَّهم اللَّه صراحةً وعلانيةً بالكذب؟!! وهل يجرؤ أنٍ يقول عن
اللَّه أنَّه حسودٌ وشرِّير ٌ؟!! وهل يقبل إنسان عاقل هذا الفكر وهذا التجديف علي
اللَّه؟!! فقط كاتب برنابا المزوِّر الخرافيِ التفكير هو الذي يتخيَّل هذا
الهراء؟!!

3–
سبب وجود البروز الناتيء في حنجرة الإنسان: ويكشف الكاتب المزوِّر عن جهله وفكرة
الخرافيّ فينسب وجود الغضروف في حلق الإنسان المعروف عند العامَّة ب ”
تفَّاحة آدم ” لوضع آدم يده في حلقه لمنع نزول الطعام إلي جوفه؟!! فيقول في
(ف24: 40-28) ” فأخذت حوَّاء حينئذ وأكلت من هذه الأثمار، ولما إستيقظ زوجها
أخبرته بكلِّ ما قاله الشيطان، فتناول منها ما قدَّمته له وأكل، وبينما كان الطعام
نازلاً ذكر كلام اللَّه فلذلك أراد أنْ يُوقف الطعام، فوضع يده في حلقه حيث كلّ
إنسان له علامة “!!

وهو
هنا يتصوَّر أنَّ هذا البروز في حنجرة الإنسان (كرجل) ناتج من وضع آدم ليده في
حلقه ليمنع نزول الطعام؟!! ولايُدرك أنَّ هذا البروز موجود أيضًا في المرأة التي
لم تحاول منع نزول الطعام؟!! فهو يعلِّل وجود الإشياء وظواهرها بأسلوبٍ خرافيٍّ
يدلّ علي عقليَّته الخرافيَّة!! فهذا الغضروف البارز في حنجرة الإنسان والمعروف
عند العامَّة بتفاحة آدم هو أحد الغضاريف التسعة التي تتكوَّن منها الحنجرة وهو
أكبرها وبرغم أنَّه أكثر بروزًا في الرجل إلاَّ أنَّه موجود في المرأة كما هو في
الرجل، ويُشبه الكتاب المفتوح للداخل، وقد خُلق هكذا ليُحدث، مع العضلات والأعصاب
والأوتار التي تتحرَّك تحت تأثير هواء الزفير الصاعد من القصبة الهوائيَّة، الصوت.

4–
سبب زحف الحيَّة: كما يتصوَّر، الكاتب، أيضًا أنَّ زحف الحيَّة راجعٌ إلي تقطيع
أرجلها بسيف الملاك ميخائيل، فيزعم أنَّ اللَّه قال للملاك ميخائيل ” أطرد
أوَّلاً من الجنَّة هذه الحيَّة الخبيثة ومتي صارت خارجًا فإقطع قوائمها فإذا
أرادت أنْ تمشي يجب أنْ تزحف “!!! فهل تزحف الحيَّات لأنَّ الملاك ميخائيل
قطع أرجل الحيَّة حارسة الجنَّة!! كلا، يقول الكتاب المقدَّس لأنَّ اللَّه لعنها
قائلاً: ” عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ ” (تك3/14)، ولم يقطع أرجلها!!

يقول
العلم أنَّ قطع أيّ جزء من جسم الكائن الحيّ لا يُؤثِّر علي مولوده، فلو افترضنا
جدلاً أنَّ وجود السرَّة في بطن الإنسان راجع لرفع جبريل لبصاق الشيطان وأنَّ
الغضروف البارز في حنجرة آدم وُجد بسبب وضع يده في حلقه وأنَّ الحية صارت تزحف
لأنَّ الملاك قطع أرجلها فمن الطبيعي أنْ لا يُؤثِّر ذلك علي نسلهما، لأنَّ جميع
المعلومات الوراثيَّة للكائن الحيّ مخزونة في الأحماض النوويَّة
DNA داخل الخليَّة، وعندما يتَّحد الحيوان المنويّ للذكر ببويضة
الإثني تظهر صفات وخصائص الكائن الحيّ ونوعه (10).

 

5–
الختان: والكاتب كعادته يُناقض نفسه ويزعم في (ف3: 23-11) أنَّه ” لما أكل
آدم الإنسان الأوَّل الطعام الذي نهاه اللَّه عنه في الفردوس مخدوعًا من الشيطان
عصي جسده الروح فأقسم قائلاً تالله لأقطعنَّك فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه
بحدِّ الشظية فوبَّخه الملاك جبريل على ذلك ” فأجاب (آدم) لقد أقسمت باللَّه
أنْ أقطِّعه فلا أكون حانثًا “!! ” حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها
فكما أنَّ جسد كلّ إنسان من جسد آدم وجب عليه أنْ يراعي قسم آدم ليقومن به، وحافظ
آدم علي فعل ذلك في أولاده، فتسلسلت سُنَّة الختان من جيلٍ إلى جيلٍ “!!

ومع
ذلك لم يُولد كلّ إنسان مختونًا ولم يرثْ أحد الختان لأنَّ آدم قام بختان نفسه،
كما يزعم!! بل يزعم أنَّه بسبب ذلك وجب علي كلّ بني آدم الختان ” فتسلسلت سنة
الختان من جيل إلى جيل “!! وبالرغم من أنَّ هذه خرافة أخري من خرافاته، فهي
تكشف عن تناقضه وتخبّطه الدائم.

6–
جآر الشيطان: ثمَّ يرسم الكاتب صورةً أخري خرافيَّة خياليَّة مستوحاه من الخرافات
التي يمتلئ بها فكره للشيطان عندما حان دوره للعقاب يقول ” فجأر الشيطان
جآرًا مخوفًا وقال (لله): لما كنت تريد أنْ تصيِّرني أردأ مما أنا عليه فأنا سأجعل
نفسي كما أقدر أنْ أكون ” (ف21: 41-42)!! وهذه الصورة وجآر الشيطان المخوف
يشبهان جآر الحيوانات الخرافيَّة التي حاربها السندباد البحريّ في روايات ألف ليلة
وليلة!!

والسؤال
هنا: لماذا أتي الشيطان أمام اللَّه يجأر بهذه الصورة؟!! هل يتصوَّر الكاتب أنَّه
يفعل ذلك ليُخيف اللَّه وهو الذي يؤمن به ويقشعر؟!! وهل يجرؤ الشيطان أو أي مخلوق
أنْ يتحدَّي اللَّه ويسخر منه هكذا؟!!

والجواب:
حاشا للّه وكلا!! إنَّما هو فكر الكاتب المزيِّف، الخرافيّ التفكير، والعجيب بل
والغريب حقًا أنَّه يقول ” فبكي التلاميذ بعد هذا الخطاب وكان يسوع باكيًا
” (ف1: 42)!! لماذا هذا البكاء؟!!

رابعًا:
محاولة المسيح عقد صلح بين اللَّه والشيطان!!

ويزعم
هذا الكاتب المزوِّر أنَّ السيِّد المسيح أشفق علي الشيطان وأراد أنْ يصنع صلحًا
بينه وبين اللَّه!! فإستجاب اللَّه ليسوع ووعده بأنْ يصفح عن الشيطان إذا قال
للَّه ” أخطأت فإرحمني ” ففرح المسيح بذلك ودعا الشيطان، ولكنَّه يزعم
أنَّ الشيطان رفض هذا العرض وسخر منه ومن المسيح!! فيقول في (ف51) ” أجاب
يسوع: الحق أقول لكم إنِّي عطفت علي الشيطان لما علمت بسقوطه، وعطفت علي الجنس
البشريّ الذي يفتنه ليُخطيء لذلك صلَّيت وصُمْتُ لإلهنا الذي كلَّمني بواسطة ملاكه
جبريل: ماذا تطلب يا يسوع وما هو سؤالك؟

 

أجبت
يا ربّ أنت تعلم أيّ شرٍّ كان الشيطان سببه وأنَّه بواسطة فتنته يُهلك كثيرون وهو
خليقتك يا رب الذي خلقت، فأرحمه يا رب، أجاب اللَّه: يا يسوع أنظر فأنِّي أصفح
عنه، فأحمله علي أنْ يقول فقط ” أيَّها الربّ إلهي أخطأت فإرحمني ”
فأصفح عنه وأُعيده إلي حالته الأولي” قال يسوع: ” لما سمعت هذا سررت
جدًا موقنًا أنِّي قد فعلت هذا الصلح لذلك دعوت الشيطان فأتى قائلاً: ” ماذا
يجب أنْ أفعل لك يا يسوع؟ أجبت: ” إنَّك تفعل لنفسك أيَّها الشيطان، لأنِّي
لا أحبّ خدمتك، وإذا دعوتك لما فيه صلاحك “. أجاب الشيطان: ” إذا كنت لا
تود خدمتي فإنِّي لا أود خدمتك لأنِّي أشرف منك، فأنت لست أهلاً لأنْ تخدمني أنت
يا من هو طين وأمَّا أنا فروح “. فقلت لنترك هذا وقل لي أليس حسنًا أنْ تعود
إلي جمالك الأوَّل وحالتك الأولي، وأنت تعلم أنَّ الملاك ميخائيل سيضربك في يوم
الدينونة بسيفِ اللَّه مئة ألف ضربة وسينالك من كلِّ ضربة عذاب عشر جحيمات. أجاب
الشيطان: ” سنرى في ذلك اليوم أيُّنا أكثر فعلاً، فإنَّه سيكون لي أنصار
كثيرون من الملائكة ومن أشدّ عبدة الأوثان قوَّة الذين يُزعجون اللَّه، وسيعلم أي
غلطة عظيمة إرتُكِبَتْ بطردي من أجل طينة نجسة”. حينئذ قلت: ” أيَّها
الشيطان إنَّك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل “. فهزَّ حينئذ الشيطان رأسه
ساخرًا وقال: ” تعال الآن ولنُتمّ هذه المصالحة بيني وبين اللَّه، وقل أنت يا
يسوع ما يجب فعله لأنَّك أنت صحيح العقل “. أجبت: ” يجب التكلُّم
بكلمتَين فقط “. أجاب الشيطان: ” وما هما؟ ” أجبت: ” هما
أخطأت فإرحمني “. فقال الشيطان: ” إنِّي بمسرَّةٍ أقبل هذه المصالحة إذا
قال اللَّه هاتين الكلمتَين لي “!!

وفي
هذا القصة الخرافيَّة غير المنطقيَّة واللامعقولة التي تُظهر مدي سخافة فكر هذا
الكاتب المزوِّر نري عدَّة أمور لا يمكن لإنسانٍ فيه قُدرة علي التفكير أنْ
يَقْبَلَها:

1-
الزعم بأنَّ الشيطان أشرف من المسيح: فيزعم أنَّ الشيطان قال للمسيح ” أنِّي
اشرف منك، فأنت لست أهلاً أنْ تخدمني أنت يا من هو من طين أمَّا أنا فروح “!!
أيّ كفرٍ أو تجديفٍ أكثر من هذا؟!! الشيطان في نظر كاتب إنجيل برنابا المزيِّف
أشرف من المسيح؟!! والمسيح لا يستحق وليس أهلاً أنْ يخدم الشيطان؟!! أيّ فكرٍ
شيطانيٍّ دعاه يكتب هذا الكفر والتجديف؟!! والأعجب من ذلك أنَّه يُصوِّر المسيح
وكأنَّه يُقِرّ كلام الشيطان هذا فلا يجيب عليه، بل يقول له ” دعك من هذا
“!!

فهل
يجرؤ الشيطان أنْ يزعم أنَّه أشرف من المسيح وهو الذي كان يصرخ أمامه قائلاً:
” مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ
بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي! ” (مر5/7)!!

والكاتب
كعادته يُناقص نفسه دائمًا، فيقول أنَّ الشياطين كانت تصرخ مرتعبة أمام المسيح
وتقول ” يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ” (ف2: 21).

2–
الزعم بأنَّ الشيطان سيجعل اللَّه يندم!! فيقول أنَّ الشيطان قال متحدِّيًا ”
فأنَّه سيكون لي (أنصار) كثيرون من الملائكة ومن أشرّ عبدة الأوثان قوَّة الذين
يزعجون اللَّه، وسيعلم (الله) أي غلطة ارتُكبت بطردي من أجل طينة نجسة “!! هل
يقدر مخلوق ما علي إزعاج اللَّه؟!! وهل يمكن أنْ يفكِّر الشيطان أنَّ اللَّه أخطأ،
وأنَّه سيجعله يندم؟!! وهل يجرؤ الشيطان علي التفوُّه بهذه الأقوال الكفريَّة
والتجديفيَّة وهو الذي يرتعب أمام اللَّه؟!!

3–
الشيطان يطلب من اللَّه أنْ يقول له ” أخطأت فإرحمني “!! ومن أسوأ ما
وصل إليه هذا الكاتب المزوِّر من كفرٍ وتجديفٍ هو قوله أنَّ الشيطان رفض أنْ يقول
للَّه ” أخطأت فإرحمني ” والأسوأ هو ما يزعمه من أنِّ الشيطان قال
” أنِّي بمسرِّةٍ أقبل هذه المصالحة إذا قال اللَّه هاتَين الكلمتَين لي
“!! الشيطان يريد أنْ يقول اللَّه له ” أخطأت فارحمني “!! أي كفرٍ
أو تجديفٍ هذا؟!! هل يقبل عقلٌ جاهلٌ أو متعلِّمٌ هذا الكفر والتجديف الذي سطرته
يد هذا الكاتب المزوِّر والمزيِّف، الخرافيّ التفكير، المجدِّف علي اللِّه وعلي
مسيحه؟!!

وهل
يتصوَّر عقل أنَّ المسيح يطلب عقد صلح بين اللَّه والشيطان وهو القاتل عنه ”
ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ
لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ
مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ ” (يو8/44).

وهل
يجرؤ الأشرار أنْ يتَحدُّوا اللَّه وهم الذين سيصرخون يوم الدينونة ” وَهُمْ
يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: «اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ
وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْحَمَلِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ
يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟» ”
(رؤ6/16-17)؟!! والكاتب نفسه أيضًا، كعادته، يُناقص نفسه ويقول ” إنَّ
الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذ حتَّي أنَّه ليجري من عين الواحد منهم
أكثر مما في إلاردن ومع هذا فلا يرون الله ” (ف14: 55-15)!!

وهذه
أيضًا خرافة أخري من خرافاته، إذ كيف تنبع الماء من أعين الشياطين وهم الأرواح؟!!
ومن أين سيأتي الأشرار بهذه المياه التي ستجري من عين كلِّ واحدٍ منهم؟!! وكيف
يجري من عين الواحد ماء أكثر مما في نهر الأردن؟!! أليست هذه الخرافات تفوق خرافات
ألف ليلة وليلة وخرافات الهنود الأغريق الرومان؟!!

هذا
هو ما يكتبه كاتب إنجيل برنابا المزيِّف.

 

(1)
قال ول ديورانت في موسوعته قصة الحضارة مجلد 6 ج 1: 37 أزاح كشف أمريكا ف أمريكا
وارتياد بلاد الشرق ارتيادا في الاتساع … الستار عن مائة أمة كانت ترفض الأيمان
بالمسيح … وكانت لها أديان أخرى … وجاء

الرحالة
العائدون من بلاد ” الكفرة ” ببعض العقائد التي أخذت تنازع العبادات
والعقائد المسيحية فأخذت هذه العقائد المتنافسة تصطرع في الأسواق الثور “.

(2)
الفلكلور في العهد القديم، جيمس فر يزر ترجمة د. نبيلة إبراهيم ج 1: 29.

(3)
المرجع السابق ص 38.

(4)
السابق ص 38،39.

(5)
السابق ص 39.

(6)
أنظر أشعياء 14: 12- 13 وحزقيال 28: 12 – 17.

(7)
أنظر التصوير الرمزي في أشعياء 12: 14-13،. والمقصود به أصلاً ملك بابل، وحزقيال
12: 28-17 والمقصود به ملك صور.

(8)
جورج حبيب. دار بترا للطباعة والنشر. دمشق. سوريا ط2 سنة 1996 ص 16 و إ 16 و إنجيل
برنابا بين المؤيدين والمعارضين هامش ص 266.

(9)
ويقزل القرآن أيضاً ” وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث
شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (البقرة 35)، ” فوسوس لهما
الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة
إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (الأعراف (20)، ” فدلاهما بغرور
فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما
ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين (الأعراف
22).

(10)
أنظر كتاب ” مبادئ علم الوراثة ” أ. ج. ج. جارد نر، د. ب. سنستاه. ترجمة
مجموعة من أساتذة علم الوراثة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى