اللاهوت المقارن

153- قصة أخرى حول سر التوبة والاعتراف



153- قصة أخرى حول سر التوبة والاعتراف

153- قصة أخرى حول سر التوبة والاعتراف

جاء
إنسان يلتمس حِلاً عن خطية قتل قد ارتكبها، وكانت القضية مازالت التحقيقات تجرى
فيها، إنما أراد أن ينال الحِل من الناحية الروحية بتقديم توبة واعتراف.. وأراد
الكاهن تقييم توبة هذا المعترف، فسأله عن سبب القتل وعرف إنه بسبب مشاجرة وخلافات
بينه وبين القتيل.. ولكى يتحقق الكاهن من صدق توبة هذا الإنسان، سأله: لو فُرض أن
قام هذا القتيل حياً من بين الأموات؛ ماذا تصنع معه؟ أجاب: أقتله مرة أخرى. حينئذ
أدرك الأب الكاهن عدم صدق توبة هذا المعترف، ولم يقبل أن يعطيه الحِل عن خطيته، بل
وبّخه على عدم توبته.

 

فعبارة
“من أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو20: 23) يوضحها ما فعله الكاهن إذ أمسك
عليه خطيته ولم يمنحه الغفران ولم يجد أمامه غير أن يخرجه من أمام وجهه مثلما سوف
يفعل السيد المسيح في اليوم الأخير إذ يقول للأشرار “اذهبوا عنى يا ملاعين
إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” (مت25: 41)، فبنفس مقدار الحب والحنان
الذي يجب أن يتعامل الكاهن به مع الإنسان التائب النادم على خطيته، يجب أيضاً أن
يُظهر غضب الله لغير التائب “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور
الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم” (رو1: 18) وقد قال السيد المسيح نفسه
لليهود “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لو13: 3)، وقال لهم أيضاً
“أنا أمضى وستطلبوننى وتموتون في خطيتكم. حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن
تأتوا” (يو8: 21)، وكذلك القديس يوحنا المعمدان قال لليهود “والآن قد
وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في
النار” (مت3: 10).

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى