اللاهوت الروحي

ياربُ أنت أبونا



ياربُ أنت أبونا

ياربُ
أنت أبونا

القمص
زكريا بطرس

يايسوع
حبيبى إذا رأيتنى عضواً يابساً. رطبنى بزيت نعمتك وثبتنى فيك غصناً حياً. أيها
الكرمة الحقيقية

من
القسمة المقدسة فى القداس الإلهى

كيف
تستفيد من هذه السلسلة؟

هذه
السلسلة ليست للقراءة العابرة، بل للدراسة التى تتحول فيها المعرفة العقلية إلى
حياة عملية مُعاشة.

لا
تقرأ كل الكتاب دفعة واحدة، بل اقرأه موضوعاً فموضوع، وليكن ذلك فى موعد ثابت محدد
على إنفراد اسبوعياً.

ويمكن
دراسته فى مجموعة من 5 7 أفراد تحت إشراف خادم روحى تمرس فى الطريق الروحى.

اهتم
بالبدء فى دراسة هذه السلسلة كتاباً كتاباً [بدءً من كتاب (هلم تفضل وحل فينا كيف
أبدأ مع المسيح)، ثم كتاب (وأكون لكم أباً كيف أثبت فى المسيح “الجزء الأول
“) ثم هذا الكتاب]، ودرساً فدرسٍ حتى تتواصل حلقاتها.

بعد
قراءة الموضوع [سواء بمفردك أو فى مجموعة] استخرج الآيات الموجودة فى درس الكتاب..

احترس
من أن يتحول الموضوع إلى معلومات نظرية، بل طبق الفائدة على حياتك بممارسة التدريب
الروحى الذى تتخذه فى نهاية الموضوع.. وذكر نفسك به كل يوم لممارسته، وذلك من خلال
ممارسة التتميم الروحى الأسبوعى..

لا
تنس حفظ الآية الخاصة بكل موضوع، والموجودة فى نهايته، وذلك بكتابتها، ووضعها فى
محفظة تضعها فى جيبك باستمرار لمراجعة آياتك 3 مرات يومياً على الأقل.

يُفضل
الحصول على الشرائط الخاصة بهذه الموضوعات، وسماع الشريط قبل قراءة الموضوع
لتتضاعف الفائدة، وذلك من مكتبة الكنيسة، أو على الموقع التالى فى الانترنت:

www.fatherzakaria.com

9)
لا تنس مشاركة أب اعترافك فى ممارساتك الروحية بخصوص هذه الموضوعات.

10)
لا تنسى قراءة هذه الارشادات قبل كل جلسة، حتى تتذكر ممارسة ما بها لفائدة حياتك
ونموها.. والرب معك،،،

الإبن
الذى فينا يدعو الله أباه، ويجعله أبانا نحن أيضاً..

فمن
لا يكون الابن فى قلوبهم لن يقدروا أن يدعو الله أباً لهم..

القديس
أثناسيوس الرسولى

 

مقدمة

تحدثنا
معك أيها القارئ الحبيب فى المرحلة الأولى من سلسلة الطريق الروحى فى كتاب
كيف أبدأ مع المسيح ”
عن كيفية البداية فى الطريق الروحى، وذلك عن طريق
فتح القلب للرب يسوع المسيح الذى قال: ” ها أنذا واقف على الباب واٌقرع.. إن
سمع أحد صوتى وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى ” (رؤ3: 20)، وبذلك
يصبح كل من يقبل السيد المسيح فى قلبه إبناً للهوبهذا يكون المؤمن فى نهاية مرحلة
البدء مع المسيح:

متمتعاً
بسكنى المسيح فى قلبه.

حاصلاً
على سلطان البنوية للمسيح

 وبالنسبة
للمعمدين فإن التوبة معمودية ثانية، يبتهج فيها التائب بكل هذه النعم التى كانت
بالمعمودية واستردها بالتوبة كالإبن الضال (لو 15: 11 32)

 

بعد
ذلك تقدمنا إلى الحلقة الثانية من السلسلة فى كتاب ” كيف أثبت فى المسيح
الجزء الأول، وعلمنا الرب كيف نثبت فى علاقة البنوية له، فنتمتع بأبوته
التى: تحلو لنا فيها العشرة معه، فنحفظ كلامه، ونتمتع بإنتمائنا لأبوته الحانية
المُرحبة بنا.. كما نراه يعتنى بحياتنا، ويواجه أعداءنا، ويغفر آثامنا، ويحفظنا من
اليأس، ويضمنا لعائلة هى كنيسته المقدسة، فنشهد عن حبه للآخرين.. إلى آخر هذه
الموضوعات المباركة التى فيها:

 

وثقنا
من أبوته الحانية لنا، ثقة غير مبنية على المشاعر التى تتقلب، بل مبنية على الثقة
فى وعوده التى لا تتغير. (2كو 6: 18)

مارسنا
العشرة معه، من خلال الجلسة اليومية فى الخلوة الصباحية، وحفظ الآيات.. (إر 15: 16)

تدربنا
على تنقية الضمير بواسطة ممارسة فحص النفس، والاعتراف والتناول (1يو 1: 9)

تمتعنا
بالشركة الروحية المباركة مع أعضاء جسد المسيح (أف 2: 19)

تدربنا
على كيفية الشهادة لعمل المسيح فينا للبعيدين، حتى يتشجعوا لقبوله مخلصاً وفادياً،
فيسيرون فى طريق التوبة (1يو 1: 3)

 

واليوم،
نتقدم فى الطريق الروحى، لندخل إلى الجزء الثانى من مرحلة الثبات فى المسيح، الذى
فيه نستكمل جوانب أبوة الله التى تناولنا جزءاً منها فى الجزء الأول من هذه
المرحلة..

واسمح
لنا أيها القارئ الحبيب أن نتذكر جانباً مما تكلم به الرب إلينا الجزء الأول من
مرحلة الثبات فى المسيح، حيث تكلمنا عن أن الثبات فى المسيح هو من الأمور
الأساسية التى كانت موضوع تركيز رب المجد يسوع المسيح فى علاقته بتلاميذه القديسين..
إلى درجة أنه تكلم 11 مرة عن الثبات فى 8 آيات، هى (يوحنا 15: 4 11).. نجملها فى
قوله:

 

 ”
اثبتوا في وانا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في
الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ ” (يو 15: 4)

 

لذا
فالثبات فى المسيح هو:

أولاً:
ضرورة حتمية.

ثانياً:
غاية جلية.

ثالثاً:
حقيقة جوهرية.

 

**
أولاً: ضرورة حتمية:

فالإنسان
الذى بدأ فى طريق التوبة يجب أن يحفظ نفسه ثابتاً فى حياته الجديدة مع المسيح..
لأن الثبات هو:

وصية
إلهية:
يوصينا
معلمنا بولس الرسول قائلاً: ” إذاً يا اخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري
وإكليلي اثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء.. ” (فيلبى 4: 1)

علامة
التلمذة الحقيقية للمسيح:
كما قال له المجد: ” قال يسوع لليهود الذين
آمنوا به إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ” (يو 8: 31)

الهلاك
خطورة عدم الثبات:
فلقد حذرنا الرب من خطورة عدم الثبات بقوله: ”
إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار
فيحترق.
. ” (يو 15: 6)

الثبات
هو موضوع إهتمام الكنيسة منذ عهد الرسل:
فيقول سفر أعمال الرسل
عن القديس برنابا: ” الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن
يثبتوا في الرب
بعزم القلب.. ” (أع 11: 23) لذا فإن كان المُعَمَد يقبل
المسيح فى سر المعمودية، فإنه يثبت فى سر الميرون بالمسحة المقدسة،
أى فى سر التثبيت.. ثم يأتى سر الإفخارستيا أى سر التناول، فيثبت أيضاً فى
الرب كما قال: ” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه ” (يو
6: 56)

 

 ويعلمنا
تاريخ الكنيسة عن القديس مقاريوس أب رهبان برية شيهيت أنه كان يقود المبتدئين فى
الحياة الروحية بلطف حتى يثبتوا فى الرب ويمسكوا بحبل التلمذة الروحية للمسيح..

 

فالكنيسة
كأم تهتم كل الإهتمام بتثبيت أولادها المؤمنين فى بنوتهم لإبيهم السماوى الرب يسوع..

 

هذا
عن الضرورة الحتمية للثبات فى الرب..

 

**
ثانياً: غاية جلية:

تُرى
ما هى الغاية أو الهدف من الثبات؟

 الواقع
أن الثبات هو ثبات فى محبة الله.. حتى تتحرر عقولنا من ترسيبات الخوف من الله
فنثبت فى محبته كأب محب لنا.. وننتصر على شكوك عدو الخير الذى يشككنا فى قبول الله
ومحبته وغفرانه لخطايانا.. لذا قال داود النبى: ” ثابت قلبي يا الله ثابت
قلبي أغني وأرنم.
. ” (مز 57: 7)

لذا
فالهدف من الثبات هو:

التمتع
بحياة السلام والأمان والإطمئنان مع الله كأب محب

**
ثالثاً: حقيقة جوهرية:

إن
الحقيقة الجوهرية التى تساعدنا على الثبات فى الرب وعدم التزعزع من جهة محبته، هى:
أبوة الله.. ولقد ركز السيد المسيح على أبوة الله تركيزاً شديداً فعلمنا أن
نصلى قائلين: ” أبانا الذى فى السموات.. ” (مت 6: 9)

 

لذا
يقول الكتاب مؤكداَ هذه الحقيقة: ” وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم
سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه.. ” (يو 1: 12)،
فالحقيقة الهامة هى أن الذين يبدأون مع المسيح فى حياة التوبة ويقبلون دخوله إلى
قلوبهم وإلى حياتهم يصيرون أولاده ويصير هو أباً لهم، كما قال له المجد: ” وأكون
لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات
يقول الرب القادر على كل شيء ” (2كو
6: 18)

 

يا
لروعة هذه العلاقة المجيدة التى ترفعنا من مزبلة الخطية لتمتعنا بالبنوية الحقيقية
لملك الملوك ورب الأرباب!!!

 

من
الرب نسأل أن يمتعنا ببركة الثبات فى أبوته ومحبته ببركة صلوات أمنا القديسة والدة
الإله العذراء مريم، وسائر آبائنا القديسين، وبركة صلوات خليفة القديس مار مرقس
الرسولى البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث.. أدام الرب حياته.. آمين.

 

(1)


والآن
أستودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته..

القادرة
أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع المقدسين.. “

 (أع
20: 32)

 

نبدأ
اليوم بنعمة الله فى الموضوع الأول من الجزء الثانى من مرحلة الثبات التى فيها
نتأكد ونتثبت فى أساسيات الحياة مع الله فى الطريق الروحى الذى قررنا المسير فيه..

والواقع
أن أهم شئ فى حياة المؤمن الذى يريد أن يسير مع الله كابن لأب، هو كلمة الله.. حتى
تُبنى حياته على أساس هذه الكلمة، فيسلك بمقتضاها.. ليس كواجب ثقيل أو كروتين كئيب،
بل يقرأها ويطبقها من منطلق الاقتناع الكامل بأهميتها وضروريتها لحياته..

ولقد
ركز معلمنا داود على كلمة الله فى المزمورين 19، 119 (المزمور الطويل)..

وسنركز
حديثنا اليوم، حول:

 

تأثيرات
كتابية.

إلتزامات
ضرورية.

ثمار
محيية.

من
أروع ما علمنا أياه قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث بخصوص كلمة الله، هو
احترامها وتبجيلها، فعندما يُقرأ الانجيل يقوم قداسته على الفور بخلع تاجه
إحتراماً لكلمة الله الحية الفعالة وإدراكاً منه بقيمة هذه الكلمة، التى فيها يقول
الشماس: [قفوا بخوف الله وانصتوا بحكمة لسماع الانجيل المقدس..]، فما هو
الدور الذى تقوم به الكلمة فى حياة المؤمن؟

 

1)
مصدر حياة:

 قال
الرب يسوع للشيطان عندما حاربه على الجبل: “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا
الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ”
(مت 4: 4)، لذا فكما يحتاج الانسان
للخبز ليحيا به، كذلك يحتاج لكلمة الله كمصدر حياة، فمن يهمل كلمة الله فى حياته،
فهو ميت.. لذا فكما نحتاج للقمة العيش لنعيش بها، كذلك نحتاج لكلمة الله لنحيا بها..

وعندما
دخل المسيح له المجد لابنة يايرس، وجدها ميتة، فأقامها من الأموات، ثم أمر أن
يعطوها لتأكل.
. كذلك نحن كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا، فجاء المسيح لقلوبنا
وأعطانا حياة، وهو الآن يأمرنا أن نأخذ كلمته لنحيا بها فنستمر فى الحياة التى
أعطانا أياها..

 

2)
سيف للهجوم:

قال
معلمنا بولس الرسول، وهو يعرض أسلحة الروح التى بها يستطيع المؤمن أن ينتصر على
إبليس.. قال: ” وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله
(أف 6: 17)، والسيف هو أداة للهجوم على العدو، فبه نطعن العدو فى مقتل.. وكلمة
الله هى السيف الذى به نطعن إبليس ونقتله ونفنى أفكاره الشريرة.. تماماً كما عمل
الرب يسوع فى حربه ضد إبليس على الجبل.. فلم يحاوره كحواء فى الجنة، بل طعنه
بالمكتوب فأرداه قتيلاً.. كذلك نحن بدون كلمة الله ننهزم أمام إبليس لأنه مكار،
أما بسيف الروح فننتصر عليه..

 

3)
ترد النفس:

 قال
معلمنا داود النبى: ” ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير
الجاهل حكيماً.
. ” (مز 19: 7)، فالنفس التى ضلت الطريق تعود عن ضلالها
بواسطة كلمة الله، والجاهل الذى يحتاج للحكمة، يجد فى كلمة الله نبعاً متدفقاً من
حكمة الله التى تفوق كل عقل..

 

فالقديس
أغسطينوس كان ضالاً عن طريق خلاصه، وفتح الكتاب وقرأ فى (رو 13: 11، 12) “..
إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، قد تناهى
الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ” فعلى الفور
حدثت فى قلبه استنارة سببها كلمة الله، فقام ورجع عن طريق الشر، وعاد إلى طريق
التوبة وفتح حياته للمسيح..

 

4)
تجدد الذهن:

 قال
معلمنا بولس الرسول: ” ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد
أذهانكم
لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.. ” (رو 12: 2)،
فذهن الإنسان كالكمبيوتر، أو كشريط الكاسيت.. فكما تسجل عليه ستستخرج منه ما قمت
بتسجيله، فعندما يتبرمج الذهن على مبادئ العالم وقيمه الخاوية فستخرج منه نفس هذه
المبادئ، لكن الرسول بولس يحدثنا عن تجديد الذهن الذى تستطيع كلمة الله أن تعمله
من خلال تخزين كلمة الله فى أذهاننا فنستخرجها فى المواقف فنسلك بمقتضاها..

 

يقول
القديس يوحنا القصير:

[داوم
على قراءة كتب الانبياء (العهد القديم)، لأنك فيها تعلم عظمة الله، وأفعاله، وعدله،
وقوته..

وادرس
كتب البشيرين (العهد الجديد) لأنك منها تعلم رحمة المسيح وصلاحه ونعمته..]

بستان
الرهبان ص 370

 

أخى
الحبيب، ما هو الدور الذى لمع أمام عينيك الآن من هذه الأدوار التى تقوم بها كلمة
الله؟

 

إن
كانت هذه هى التأثيرات المباركة التى تقوم بها كلمة الله فى حياة المؤمن، فما هو
الدور الذى يجب أن يقوم به المؤمن تجاه كلمة الله؟

ما
هو واجبنا تجاه كلمة الله؟ هناك واجبات كثيرة منها:

1)
قراءة وسماع وحفظ الكلمة:

 يقول
معلمنا يوحنا الرائى: ” طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال
النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب.. ” (رؤ 1: 3)، فكيف
يمكن للمؤمن أن يثبت فى المسيح ما لم يقرأ الكلمة ويحفظها؟ لذا ففى هذه المرحلة
يجب أن نهتم بقراءة الأربعة أناجيل خلال مرحلة الثبات بجزأيها.. بالإضافة لحفظ آية
كل أسبوع طبقاً لما هو مدون فى التدريب الروحى فى نهاية كل موضوع..

 

2)
الاحتفاظ بالكلمة فى القلب:

 يقول
الكتاب: ” خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك.. ” (مز 119: 11)،
فليس فقط سماع الكلمة وحفظها، بل بالأولى أن تجد الكلمة فى القلب التربة الصالحة
فتأتى بالثمر المطلوب.. كما يعلمنا قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث قائلاً: [احفظوا
الآيات تحفظكم..]

3)
العمل بالكلمة:

 وهذا
هو الهدف الأساسى لعلاقتنا بكلمة الله، فبعد أن نسمع ونقرأ ونحفظ.. يأتى دور العمل
والتطبيق والممارسة لما سمعنا وحفظناه.. يقول معلمنا يعقوب الرسول: ” ولكن
كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم،
لأنه إن كان أحد سامعاً
للكلمة وليس عاملاً فذاك يشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته في مرآة فإنه نظر ذاته ومضى
وللوقت نسي ما هو.. ” (يع 1: 22 24)، فمن يسمعه ولا يعمل يشبهه الكتاب بشخص
نظر لصورته فى المرآة، وبعدما مضى نسى كل شئ.. فالكتاب المقدس هو مرآة السماء التى
فيها أرى صورتى وأشاهد حياتى فى ضوء كلماته، ثم يأتى دور التطبيق العملى حتى لا
يخدع الانسان نفسه..

 

 لذا
يقول الأب الكاهن فى أوشية الانجيل: [فلنستحق أن نسمع وأن نعمل بأناجيلك
المقدسة بطلبات قديسيك..]

 

 يقول
القديس الأنبا إشعياء:

[إذا
قمت باكراً كل يوم فقبل أن تقوم بأى عمل اقرأ كلام الله..]

بستان
الرهبان ص 153

وتتركز
مستويات علاقة المؤمن بالكلمة فيما يلى:

المستوى

الفائدة

الشاهد الكتابى

السمع

5 %

” وهذا هو الخبر الذي
سمعناه منه
ونخبركم به.. ” (1يو 1: 5)

القراءة

15 %

اعكف على
القراءة.
. ”

 (1تى
4: 13)

الدرس

50 %

مفصلاً كلمة
الحق بالاستقامة.
. ” (2تى 2: 15)

التأمل والحفظ

75 %

كم أحببت
شريعتك اليوم كله هي لهجي
.. ” (مز 119: 97)

التطبيق

100%

كونوا عاملين
بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم.
. ” (يع 1: 22)

ولنا
فى أبينا البابا البطريرك الأنبا شنوده الثالث مثلاً رائعاً فى حفظ كلمة الله فى
داخل القلب، فنراه فى الإجتماعات يفتح الكتاب المقدس ويذكر الشواهد بدقة شديدة..

 

أخى
الحبيب، تُرى ما هو الدور الذى تحتاج أن تقوم به تجاه كلمة الله حتى تصبح الدستور
السماوى الذى تسلك بمقتضاه فى حياتك متمثلاً بأبيك السماوى الذى كان يحيا بحسب
الكلمة ويطبقها فى كل جوانب حياته على الأرض؟؟

 

لكلمة
الله ثمار عظيمة فى حياة كل ابن من ابناء الله الذين يسلكون بمقتضاها، ويجدون فى
قراءتها وحفظها والعمل بها كل السرور.. من هذه الثمار:

 

1)
الفرح وبهجة القلب:

 وهذا
ما قاله إرميا النبى: ” وُجِدَ كلامك فأكلته.. فكان كلامك لى للفرح ولبهجة
قلبى
لأنى دُعيت بإسمك يارب إله الجنود.. ” (إر 15: 16)، فكلمة الله تجلب
السرور والفرح الحقيقى للقلب، وهذا الفرح سببه لقاء المسيح فى كلمته..

 

2)
الثبات فى المسيح:

 فالمسيح
له المجد قال: ” ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه
يثبت فينا من الروح الذي أعطانا.. ” (1يو 3: 24)، فنتيجة حفظ الوصية، أن تثبت
حياتنا فى المسيح فلا تتزعزع، بل تُبنى على صخرة كلمة الله..

 

3)
محبة المسيح وإعلان ذاته:

 لقد
أعلنها المسيح واضحة، إذ قال: ” الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني
والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي.
. ” (يو 14: 21)، فالمؤمن
الذى يحفظ الكلمة، ويسلك بحسب وصاياها، فهو الذى تنفتح عيناه على محبة المسيح
الفائقة المعرفة.. وترسم فى مخيلته المقدسة صورة عن شخصية المسيح، وصفاته وجماله
وروعته.. فتتكامل صورة المسيح فى ذهنى وفى قلبى من خلال آيات الكتاب المقدس..

ولكم
إشتهى الكثيرون منا لو كانوا فى أيام المسيح بالجسد على الأرض، فيتمتعون برؤياه
والتفرس فى جماله.. لكن شكراً لله، فمسيحنا فوق الزمان.. هو هو أمساً واليوم وإلى
الأبد.. حىٌ إلى الأبد يُظهر ذاته فى كلمته ويعلن شخصه لكل من يحفظ ويسلك بحسب
وصاياه..

 

يقول
المتنح الأنبا يوأنس:

[لكلام
الله بركات لا تُحصى.. لم نقرأ عن إنسان عاش عيشة القداسة إلا وكان للكتاب المقدس
النصيب الأكبر فى تكوين حياته الروحية، ولقد أمر الله قديماً أن يوضع لوحا العهد
المدون عليهما الوصايا العشر المكتوبة بإصبع الله فى تابوت العهد حيث يُحفظ أيضاً
قسط المن، ولاشك أن هذا كان إشارة لطيفة إلى أن قلب المؤمن المحفوظ فيه كلمة الله
هو الذى يسكنه الرب يسوع المن الحقيقى النازل من السماء حياة لكل العالم..]

 

أخى
الحبيب.. تُرى ما هو موقع كلمة الله فى حياتك؟ هل تكتفى بسماعها، أم تهتم وتواظب
على قراءتها، أم تتقدم إلى الدرس والتأمل والحفظ.. أم تحرص على تطبيق الكلمة حتى
تُنبى حياتك وتثبت فى المسيح وتنتصر على حروب إبليس كما قال الرسول يوحنا: ”
كتبت إليكم أيها الاحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير..
” (1يو 2: 14)؟

 

طلبتى
إلى الله أن يمتعنا بأن نسمع ونعمل بأناجيله المقدسة بطلبات قديسيه، له المجد فى
كنيسته إلى الأبد.. آمين

 

**
ترنيمة:

1)
ربى أحسن لى فأحياحسب أمرك الرهيب

 وكذا
اكشف نصب عينىسر قولك العجيب

قرار:
أنت ربى نورُ قلبى نبع حُبى

 فاهد
نفسى فى الطريقحسب عهدك الوثيق

2)
إننى فى الأرض ضيفوغريبٌ ونزيل

 فلذا
لا تُخف عنىنور حقك الجليل

3)
لوصاياك إشتياقىوهى فخر لذتى

 وترانيم
سرورىفى ديار غربتى

4)
وكلامك سراجىوهو نورى فى الطريق

 وخلاصى
وحياتىحسب عهدك الوثيق

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هو الدور الذى تقوم به كلمة الله فى حياة المؤمن من خلال الآيات التالية؟

مت
4: 4

أف
6: 17

مز
19: 7

رو
12: 2

**
ثانياً: ما هو إلتزام المؤمن تجاه كلمة الله من خلال الآيات التالية؟

رؤ
1: 3

مز
119: 11

يع
1: 22

**
ثالثاً: ما هى الثمار المحيية التى تثمرها كلمة الله فى قلب المؤمن من خلال الآيات
التالية؟

إر
15: 16

1يو
3: 24

يو
14: 21

 

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

مز
119: 11


خبأت كلامك فى قلبى.. لكى لا أخطئ إليك.. “

مز
119: 11

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

ملخص
موضوع

 الله
أبٌ كلامه لبنائك

 

أولاً:
تأثيرات كتابية:

الكلمة
مصدر حياة (مت 4: 4)

سيف
للهجوم (أف 6: 17)

ترد
النفس (مز 19: 7)

تجدد
الذهن (رو 12: 2)

 

ثانياً:
إلتزامات ضرورية:

قراءة
الكلمة وسماعها وحفظها (رؤ 1: 3)

الاحتفاظ
بالكلمة فى القلب (مز 119: 11)

العمل
بالكلمة (يع 1: 22)

 

ثالثاً:
ثمار محيية:

1)
الفرح وبهجة القلب (إر 15: 16)

2)
الثبات فى المسيح (1يو 3: 24)

3)
محبة المسيح وإعلان ذاته (يو 14: 21)

 

(2)


يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر ” (مز 65: 2)

نواصل
بنعمة الله موضوعاتنا حول حياة الثبات فى المسيح، وعرفنا قبلاً أن محور حياة
الثبات فى المسيح تتركز فى إدراك المؤمن أنه أصبح إبناً للمسيح، وصار الله أباً له..

 

وقد
تكلمنا فى الموضوع السابق عن أبوة الله الصالحة التى تمنحنا كلامه بناء حياتنا..

واليوم
نلتقى مع وجه العملة الآخر، فالله يتكلم، ثم ينتظر ويصغى لكلامنا وجوابنا على
كلامه..

والواقع
أن المؤمن يحتاج إلى أن يتأكد من هذه الحقيقة، وهى أن الله يستجيب للمؤمن مصغياً
لصلواته فى كل حين، حتى يستطيع أن يقترب إليه ويطلب منه احتياجاته.. فالله
يختلف عن بعض الأباء الذين يرفضون سماع أولادهم ويحقرون أراءهم.. فالله يسكت أصوات
الملائكة ليسمع أصوات أولاده،
فيقول لعروس النشيد: ” اسمعينى صوتك..
(نش 2: 14)

إلا
أننا هنا لا نقصد بالصلاة، الصلوات المحفوظة التى نرددها، مع إدراكنا الشديد
لأهميتها، بل نقصد هنا الصلاة الإرتجالية التى فيها ينفتح القلب فى حديث ودى حُبى
تلقائى من قلب الإبن إلى قلب أبيه.. فالصلوات المحفوظة كصلوات الأجبية المقدسة
تُشعل القلب وتهيئه للحديث مع الله، ثم يأتى دور الصلوات الإرتجالية.. كما قال
أحد الآباء القديسين: [إذا كنت تصلى بمزاميرك (فى الأجبية) وانطلقت روحك للحديث
الشخصى مع الله، فضع الأجبية جانباً وانطلق فى الحديث مع الله، ثم عُد لتلاوة
مزاميرك..]

وسنركز
الحديث حول جوانب ثلاثة، هى:

أهمية
الصلاة للمؤمن.

شروط
الصلاة المقبولة.

الرب
يصغى ويستجيب.

للصلاة
أهمية قصوى قبل كافة وسائط النعمة الأخرى، فكنيستنا القبطية الأرثوذكسية تعلمنا أن
نصلى كل حين ولا نمل، وذلك بالتدريبات الروحية المختلفة التى تساعد على الصلاة..
لذا فالصلاة هامة لأنها:

1)
وصية إلهية:

 ولقد
أكد رب المجد يسوع على هذه الحقيقة فى الموعظة على الجبل، إذ قال: ” وأما أنت
فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك
الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.. ” (مت 6: 6)، فبهذه الوصية أراد الله
للمؤمن أن يعود إلى جنة العشرة والعلاقة مع الله التى بدأها فى الجنة مع أبوينا
الأولين آدم وحواء، إذ كانا يتمتعان بالحديث مع الله كل حين..

بل
أن معلمنا بولس الرسول يوصى قائلاً: ” صلوا بلا إنقطاع ” (1تس 5:
17)

 

2)
كمثال المسيح:

تقول
كلمة الله عن الرب يسوع: ” وفى الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع
خلاء وكان يصلى هناك.
. ” (مر 1: 35)، يا له من قدوة رائعة، فهو لم يكن
محتاجاً للصلاة، بل ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته، حتى كما صلى هو نصلى نحن أيضاً..

 

3)
ضرورة للحياة:

يقول
معلمنا داود الملك: ” يا الله إلهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسي يشتاق
إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء.
. ” (مز 63: 1)، فبرغم أن داود
النبى كان يملك الغنى والجاه والسلطان، وجد أن كل هذه أرض ناشفة ويابسة بلا ماء،
لا يستطيع أن يرويه إلا الحديث مع الله، فبرغم كل مشغولياته كملك وكقائد حربى
وكقاضى للشعب، وكرب أسرة مكونة من 300 زوجة، وبرغم كل هذا كان للصلاة الأولوية
القصوى فى حياته، حتى قال: ” أما أنا فصلاة.. ” (مز 109: 4)

لذا
يقول القديس مار اسحق:

[أحبب
الصلاة كل حين، لكى يستنير قلبك بالله..]

 

للحديث
مع الله شروط يجب توافرها، حتى تنال صلواتنا الإستجابة.. من هذه الشروط أن تكون
الصلاة:

 

1)
بطهارة:

 يقول
معلمنا داود الملك: ” إن راعيت إثماً فى قلبى، لا يستمع لىَّ الرب..
” (مز 66: 18)، لاحظ القول: راعيت، فليس المقصود أن تخلو حياتنا من
الضعفات، بل المقصود أن لا تكون هناك خطية محبوبة أرفض التخلى عنها بل وأُفضلها
على الحياة مع الله..

ولعلنا
نذكر ما حدث مع شعب الله تحت قيادة يشوع بعد أن انتصر فى أريحا، ثم إنهزم فى مدينة
عاى، وياللعجب إذ عندما صلى يشوع وطلب معونة الرب، إذ بالرب يقول له عن الحرام
الموجود وسط الشعب متمثلاً فى عاخان بن كرمى الذى أخذ مما حرم الرب، لذا لم يقبل
الر ب صلاتهم إلا بعد أن تخلصوا من الحرام.. ثم جاء الانتصار.

 

لذا
ففى نهاية القسمة المقدسة يقول الأب الكاهن:

[لكى
بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزى.. نصرخ بدالة بغير خوف أن ندعوك يا الله
الأب القدوس الذى السموات ونقول: أبانا..]

 

2)
بإيمان:

قال
الرب يسوع: ” وكل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه.. ” (يو
21: 22)، فكثيراً ما نطلب وقليلاً ما نأخذ لأننا نطلب دون إيمان..

 

**
قصة:

أُصيبت
إحدى البلاد التى تعتمد فى زراعتها وسقيها على الأمطار بموجة شديدة من الجفاف،
وقرر المؤمنون عقد إجتماع للصلاة لطلب رحمة الله ليرسل لهم الأمطار، وقبل خروج
إحدى الأسر لحضور هذا الإجتماع، سألت البنت الصغيرة أباها قائلة: أبى، نحن الآن
ذاهبون للصلاة ليرسل الرب الأمطار، وقد نسينا شيئاً هامة.. فقال لها الأب: وما هو؟
أجابت على الفور: الشمسية.. إنه الإيمان فى الإستجابة..

 

يقول
القديس يوحنا الدرجى:

[الإيمان
هو جناح الصلاة، بدونه تعود الصلاة إلى حضن الإنسان ثانية..]

 

3)
باسم المسيح:

قال
الرب يسوع المسيح: ” وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً الحق الحق أقول لكم إن
كل ما طلبتم من الاب بإسمي يعطيكم.. ” (يو 16: 23)، أى لأجل المسيح
الذى أرضاك أيها الآب اسمع واستجب، فلا يمكن أن يستجيب الآب لصلواتنا إن لم تكن
مرفوعة فى إسم يسوع..

ولقد
أدركت كنيستنا القبطية أهمية هذا الأمر فأضافت فى نهاية الصلاة الربانية كلمة: بالمسيح
يسوع ربنا.. وبعد أن يصلى الشعب الصلاة الربانية فى نهاية القسمة المقدسة فى
القداس الإلهى، يعود المرتل ليقول مرة أخرى: خين بخرستوس إيسوس بنشويس أى بالمسيح
يسوع ربنا..

 

يقول
بستان الرهبان ص 258:

[ليس
هناك فضيلة من الفضائل تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع بإسم ربنا يسوع المسيح
فى كل وقت..]

أخى
الحبيب، تُرى ما هو الاسلوب الذى تريد أن تطوره فى صلواتك حتى تتمتع بالإستجابة؟

 

وهذا
هو رد فعل الله تجاه صلوات أبنائه عندما تتوافر فيها الشروط اللازمة.. لذا قال
الرب: ” اسألوا تعطوا.. اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل
يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له.
. ” (مت 7: 7، 8)، فالسؤال فى
الحالات العادية، والطلب فى الحالات الهامة، أما القرع ففى الحالات العاجلة.. وفى
جميعها يسمع الرب ويستجيب..

لذا
قال معلمنا داود النبى بلسان المختبر: ” طلبت إلى الرب فاستجاب لى،
ومن كل مخاوفى أنقذنى.. ” (مز 34: 4)، بل أن الرب قد وعد بالإستجابة إذ قال: ”
ويكون أني قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع.. ” (إش
65: 24)، كالأب الذى يجهز طلبات أولاده قبل أن يطلبوا..

 

قال
القديس يوحنا ذهبى الفم:

[الصلاة
سلاح عظيم، كنز لا يفرغ، غنى لا يسقط أبداً، الصلاة مصدر وأساس لبركات لا تُحصى،
هى قوية، بل وأشد قوة من القوة ذاتها.. الصلاة مقدمة لجلب السرور..]

 

أخى
الحبيب، أدعوك أن تحترس من تحول هذه البركات والامتيازات إلى فكرة جميلة، مع إيقاف
التنفيذ، فما قيمة امتياز لا تتمتع به، وبركة نظرية لا تستفيد منها؟؟؟

لذا
قال قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث فى قصيدته الرائعة [اغلق الباب]:

يا
صديقى: إن مضى الوقت نزاعاً وحروباً

واستمر
الحال مثل الأمسِ صعباً وعصيباً

فادخل
المخدع واركع واسكب النفس سكيباً

قل
له إشتدت وضاقت فافتح الباب الرحيبا

قل
له ياربُ إنى عاجزٌ لن أستطيع

وأعرض
الأمر وحاجج فى دجى الليل يسوع

واملأ
الليلَ صلاة وصراعاً ودموعاً

طلبتى
إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بروعة هذا الأب المحب الذى يصغى لصلواتنا مستجيباً
لها.. له المجد فى كنيسته من الآن وإلى الأبد.. آمين.

 

**
ترنيمة:

1)
لما أكون خاطئأروح لمين غيرك

 أنت
اللى تسامحنىيايسوع (أركع وأصلى لك)2

 

2)
لما أكون تعبانأروح لمين غيرك

 أنت
اللى تريحنىيايسوع (أركع وأصلى لك)2

 

3)
لما أكون حزينأروح لمين غيرك

 أنت
اللى تعزينىيايسوع (أركع وأصلى لك)2

 

4)
لما أكون عطشانأروح لمين غيرك

 أنت
اللى تروينىيايسوع (أركع وأصلى لك)2

 

5)
لما أكون مريضأروح لمين غيرك

 أنت
اللى تشفينىيايسوع (أركع وأصلى لك)2

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى أهمية الصلاة بالنسبة للمؤمن حسب ما جاء فى الآيات التالية؟

1
تس 5: 17

مر
1: 35

مز
63: 1

 

**
ثانياً: ما هى شروط الصلاة المستجابة؟

مز
66: 18

يو
21: 22

يو
16: 23

**
ثالثاً: ما هو الدليل على أن الله يسمع ويستجيب لصلوات أولاده؟

مت
7: 7، 8

مز
34: 4

إش
65: 24

 

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

يو
16: 23


الحق الحق أقول لكم..

أن
كل ما طلبتم من الآب بإسمى يعطيكم.. “

يو
16: 23

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

ملخص
موضوع

الله
أبٌ يصغى لكلامك

 

أولاً:
أهمية الصلاة للمؤمن:

1)
وصية إلهية (1تس 5: 17)

2)
كمثال المسيح (مر 1: 35)

3)
ضرورة للحياة (مز 63: 1)

 

ثانياً:
شروط الصلاة المقبولة:

1)
بطهارة (مز 66: 18)

2)
بإيمان (يو 21: 22)

3) باسم المسيح (يو 16: 23)

 

ثالثاً:
الرب يصغى ويستجيب:

1)
يهب ويفتح (مت 7: 7، 8)

2)
يستجيب وينقذ (مز 34: 4)

3)
يجيب حتى قبل أن نطلب (إش 65: 24)

 

(3)


قدسوا صوماً نادوا باعتكاف ”

 (يوئيل
1: 14)

يتركز
سر الثبات الروحى فى حقيقة أبوة المسيح للمؤمن.. ولقد تكلمنا قبلاً عن عدة جوانب
من أبوة الله الرائعة..

واليوم
نستكمل الحديث عن جانب هام وهو أن لنا أباً يقبل أصوامنا حينما تكون بحسب مشيئته
الصالحة الطوباوية..

 

لذا
قال أحد الأباء القديسين:

[الصوم
هو وسيلة نعمة للمبتدئين، وذبيحة حب للمجاهدين، ومتعة روحية للناضجين]

 

وسنركز
الحديث حول أربعة جوانب، هى:

*
أولاً: أهداف جوهرية. * ثانياً: دوافع نقية.

* ثالثاً: أساليب
روحية.* رابعاً: ثمار معزية.

 

للصوم
فى حياة المؤمن الثابت فى المسيح أهمية قصوى، فهو:

 

1)
ركن أساسى فى العبادة المسيحية:

فلقد
تكلم الرب يسوع فى الموعظة على الجبل عن أركان العبادة الرئيسية فى الحياة
المسيحية، وهى: الصلاة والصوم والصدقة.. فبخصوص الصوم قال: ” وأما أنت
فمتى صمت
فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في
الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية ” (مت 6: 17، 18)

 

ولاحظ
هنا أمرين.. أولهما أهمية الصوم فى الخفاء.. فأنا أصوم أمام الرب وليس ليعرف الناس
بأننى صائم.. وثانيهما الإرتباط بين الصوم وأبوة الله.. فأبناء الله يصومون
ليظهروا لأبيهم السماوى الذى يجازيهم علانية.. فليس الصوم هدفاً فى حد ذاته، بل هو
وسيلة نعمة ومحبة وثقة فى أبيهم السماوى..

 

2)
مارسه المسيح له المجد:

ولعل
هذا هو أقوى دليل على
أهمية الصوم، فلو لم يكن الصوم هاماً، أو كان
فرضاً من فرائض غير المؤمنين كما يزعم البعض، لما صام رب المجد 40 يوماً.. لذا قال
عنه الكتاب: ” فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً..
” (مت 4: 2) وهو لم يكن محتاجاً للصوم بل ليعلمنا الصوم عملياً، فترك لنا
مثالاً لنتبع خطواته..

 

3)
مارسه الآباء القديسون:

 فالكتاب
المقدس ملئ برجال الله القديسين الذين نالوا بركة الصوم فى حياتهم.. ولعلنا نذكر
ما حدث على جبل التجلى إذ ظهر موسى وإيليا مع الرب يسوع، وكان العامل المشترك بين
كلٍ منهم، هو صومهم 40 يومأ..

كما
يخبرنا الكتاب أيضاً عن دانيال النبى الذى صام مع الثلاثة فتية، وقال لرئيس السقاة:
جرب عبيدك عشرة أيام فليعطونا القطاني [البقول كالفول واللوبيا والعدس..]
لنأكل وماء لنشرب.
. ” (دا 1: 12) وفى هذا إشارة واضحة ودليل كتابى على
الصوم النباتى الذى تعلمنا أياه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية..

كما
يذكر الكتاب عن معلمنا بولس الرسول (2كو 6: 5)، وعن أبائنا الرسل (أع 13: 2، 3)
بأنهم كانوا يخدمون الرب ويصومون.. فنحن لا نعرف رجلاً من رجال الله أو
خادماً حقيقياً لم يكن للصوم النصيب الكبير فى حياته..

هذا
عن أهمية الصوم فى حياة المؤمن، فما هى الدوافع النقية التى يجب أن تدفع المؤمن
للصوم؟

 

بالإضافة
لمحبة الله والمسرة فى الإقتراب به بالصوم، توجد بعض الدوافع التى يجب أن تدفع المؤمن
للصوم، منها:

 

1)
حياة التوبة والنقاوة:

فالمؤمن
إذ يقدم توبة لله عن ضعفاته وسقطاته، يحتاج أن يُقرن توبته بالصوم، كما حدث مع أهل
نينوى الذين قال الكتاب عنهم: ” فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا
مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم.. ” (يون 3: 5)

 

 لذا
قال القديس مار اسحق السريانى:

 [الصوم
هو بدء طريق الله المقدس أبو الصلاة.. بشير الخيرات..]

 

2)
طلب النعمة والإرشاد:

ولقد
صلى عزرا الكاهن ونادى بصوم، ووضح سبب ذلك بقوله: ” وناديت هناك بصوم على نهر
اهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقاً مستقيمة لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا، فصمنا
وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا.
. ” (عزرا 8: 21، 23)، ولعلنا نذكر
الأزمة التى مرت بها الكنيسة فى أيام المعز لدين الله الفاطمى الذى طلب من القديس
البابا الأنبا ابرآم بن زرعة السريانى أن ينقل جبل المقطم كوعد الرب، فصام البابا
ومعه كل الشعب ثلاثة أيام، فسمع الرب لهم واستجاب لصومهم وصلواتهم ونقل الجبل
بصلوات رجل القداسة القديس سمعان الخراز..

 

3)
قمع الجسد والشهوات:

وفى
هذا يقول الرسول بولس: ” بل أُقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت
للاخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ” (1كو 9: 27)، ولعلك تذكر يا أخى الحبيب
أن الخطية التى بسببها طرد الله أبوينا الأولين من جنة العشرة معه، كانت بسبب عدم
ضبط شهوة الأكل، لذا ففى الصوم يعود الجسد خاضعاً للروح، كما يلى:

 

السماء
الروح الجسد جهنم

فإذا
كان الجسد خاضعاً للروح قاد الإنسان إلى سماء العشرة مع المسيح، أما إذا كانت
القيادة للجسد، ويحيا الإنسان خاضعاً لأعمال الجسد، قاده ذلك إلى فقد هذه العشرة
المباركة، والنهاية مريرة.. ولقد لخص الرسول بولس الأمر بقوله: ” لأنه إن
عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون

(رو 8: 13)

 

حتى
يأتى الصوم بثماره المباركة يجب أن يكون اسلوب ممارسته كالآتى:

 

1)
مرتبطاً بالصلاة:

 لذا
قال رب المجد يسوع: ” فقال لهم هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة
والصوم.
. ” (مر 9: 39)

 

 لذا
قال القديس أغسطينوس..

 [أتريد
أن تُصعد صلواتك إلى السماء، فامنحهما جناحين: وهما الصوم والصدقة..]

 

2)
مرتبطاً بالإنقطاع:

فتعريف
الصوم هو: إنقطاع الإنسان عن الطعام لفترة معينة من الزمن يتناول بعدها طعاماً
خالياً من الدسم الحيوانى..

ولقد
علمنا أباؤنا القديسون أن الصوم الإنقطاعى هو مذاقة الملكوت..

 ولقد
ذكر الكتاب عن معلمنا بطرس الرسول صومه الإنقطاعى إذ قال: ” صعد بطرس على
السطح ليصلي نحو الساعة السادسة فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل.. ” (أع
10: 9، 10)

لذا
حذرنا القديس اغريغوريوس قائلاً:

 [مثلما
يظلم الجو من الضباب، يظلم العقل إذا امتلأت البطن من المأكولات..]

3)
مرتبطاً بالإتضاع والخفاء:

 وذلك
حسب وصية الرب يسوع الذى قال: ” وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك..
لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في
الخفاء يجازيك علانية.. ” (مت 6: 17)

لاحظ
قول الرب: ادهن رأسك: علامة الفرح، فليس الصوم معناه أن تكون وجوهنا عابسة..
وأيضاً قوله: اغسل وجهك: علامة نقاوة الداخل الذى يشع ضياءاً على الخارج..

 

أخى
الحبيب، تُرى ما هو الاسلوب الذى تريد لأن تطوره فى صومك حتى يكون صوماً مقبولاً
أمام الله؟

إن
الآب السماوى إذ يتقدم إليه أبناؤه المؤمنون بالصلاة المقترنة بالصوم، فلابد أن
يكافئهم بالبركات.. وبركات الصوم كثيرة، منها ما ذكره الكتاب فى (إش 58: 10، 11):


وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك
الدامس مثل الظهر، ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير
كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه
.. “

ونلخصها
فيما يلى:

السلام
المشع كالنور:
فالصوم يطرد المخاوف من قلب الصائم، فيصير كموسى النبى بعدما
صام 40 يوماً، فكان جلد وجهه يلمع..

القيادة
الروحية والإرشاد الإلهى:
فعندما يتخلى المؤمن عن قوته الجسدية، وتهبط
قواه تحت وطأة الجوع، يبدأ الرب فى أن يأخذ دوره القيادى فى حياة المؤمن.

الشبع
الروحى:
فعندما
يجوع الجسد تشبع الروح..

الفيض
على الآخرين فى خدمة مثمرة:
فيصير المؤمن كجنة ريا مروية تروى الآخرين ويصبح
نبعاً مباركاً لا تنقطع مياهه..

ليعطنا
الرب أن نتمتع ببركة هذا الإمتياز المجيد، فنصوم صوماً مقبولاً أمام الآب السماوى
الذى له المجد فى كنيسته إلى الأبد.. آمين.

**
ترنيمة:

1)
الصوم الصوم للنفس ثبات طوبى لمن صام عن الزلات

 ودأب
على عمل الصالحات فإنه يرث ملكوت السموات

2)
الصوم الصوم يا شعب يسوع صوموا صوماً طاهراً بخشوع

 ليس
الصوم معناه الجوع بدون التوبة عن الزلات

3)
صوموا يا شعب الله بخضوع صوماً روحانياً بدموع

 كما
صام الرب يسوع وقفوا حسناً فى القداسات

4)
الصوم شجرة حاملة الأثمار وأثمارالصوم نقاوة الأفكار

 والصلاة
الدائمة بالاستغفار والتوبة عن فعل الزلات

5)
الصوم حصن غير مهدوم والصلاة سلاح يبقى ويدوم

 طوبى
لكل من بالطهارة يصوم ويبتعد عن الزلات

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى الأهداف الجوهرية للصوم حسبما جاء فى الآيات التالية؟

مت
6: 17

مت
4: 2

أع
13: 2، 3

**
ثانياً: ما هى دوافع الصوم المقدس؟

يونان
3: 5

عزرا
8: 23

1كو
9: 27

**
ثالثاً: ما هى أساليب الصوم المقدس؟

مر
9: 39

أع
10: 9، 10

مت
6: 17

**
رابعاً: دون الآيتين إش 58: 10، 11 واستخرج منها ثمار الصوم المقبول..

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

مت
6: 17


وأما أنت فمتى صمت،

فادهن
رأسك واغسل وجهك.. “

مت
6: 17

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أب يتقبل اصوامك:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ يتقبل أصوامك

 

أولاً:
أهداف جوهرية:

1)
الصوم ركن أساسى فى العبادة المسيحية (مت 6: 17، 18)

2) مارسه رب المجد يسوع (مت
4: 2)

3)
مارسه الآباء القديسون (أع 3: 2، 3)

 

ثانياً:
دوافع نقية:

1)
حياة التوبة والنقاوة (يون 3: 5)

2)
طلب النعمة والارشاد (عزرا 8: 23)

3) قمع الجسد والشهوات (1كو
9: 27)

ثالثاً:
أساليب روحية:

1)
مرتبطاً بالصلاة (مر 9: 39)

2)
مرتبطاً بالانقطاع (أع 10: 9، 10)

3)
مرتبطاً بالاتضاع والخفاء (مت 6: 17)

رابعاً:
ثمار معزية:
(إش58: 10، 11)

1)
السلام المشع كالنور2) القيادة الروحية والارشاد الإلهى

3)
الشبع الروحى4) الفيض على الآخرين فى خدمة مثمرة

 

(4)


أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم..”

 (1كو
3: 16)

نواصل
أحاديثنا بنعمة الله حول موضوعات الثبات فى المسيح، ورأينا جوانب مختلفة من أبوة
الله لأولاده المؤمنين..

واليوم،
نرى جانباً رائعاً من جوانب هذه الأبوة، إذ يسكن الله بروحه القدوس فى داخلنا
فيعمل عمله الكامل فى تثبيتنا فى المسيح..

ولروعة
هذا الأمر، خصصت كنيستنا القبطية صلاة كاملة من صلوات الأجبية المقدسة، وهى صلاة
الساعة الثالثة التى تكلمنا عن روح الله، وعن عمله فى داخلنا، إذ نطلب ونقول: نسألك
أن تجدده فى أحشائنا..

وسنركز
حديثنا فى هذا الأمر عن ثلاثة جوانب، هى:

 

حقيقة
سكنى الروح القدس فى المؤمن.

دور
المؤمن ليسكن فيه الروح القدس.

نتائج
سكنى الروح القدس فى المؤمن.

يوضح
الكتاب المقدس هذه الحقيقة المباركة وهذا الامتياز المجيد فى مواضع عديدة من كلمة
الله، نكتفى بذكر ثلاثة منها:

قال
معلمنا بولس الرسول: ” ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً
يا آبا الآب.. ” (غل 4: 6) فالشخص الذى يقبل المسيح فىقلبه ويفتح حياته له،
يصبح ابناً من أبناء الله، فيأتى الروح القدس ليسكن فى قلوبنا.. وهذا ما تمارسه
كنيستنا القبطية.. فبعد أن يولد الطفل من جرن المعمودية وينال البنوية، يمسحه الأب
الكاهن بزيت الميرون لينال عطية الروح القدس ويسكن الروح داخله..

ولقد
أكد الرسول بولس هذا الأمر بقوله ” أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله
يسكن فيكم.
. ” (1كو 3: 16) فالروح القدس لا يأتى كزائر لقلوبنا مثلما كان
فى العهد القديم، بل يأتى ليسكن سكنى دائمة فى قلب المؤمن..

قال
الرب يسوع قبيل صعوده بالجسد إلى السماء: ” وأنا أطلب من الآب فيعطيكم
معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد.
. ” (يو 14: 16)، ففى يوم الخمسين حل
الروح القدس على التلاميذ وهو يوم ميلاد الكنيسة، فقد أتى الروح وسكن فى المؤمنين،
وفى الكنيسة.. ليس كرمز أو كقوة، بل أتى بذاته وسكن.. كما نصلى فى قطع الساعة
الثالثة ونقول:

 

[أيها
الملك المعزى روح الحق الحاضر فى كل مكان، والمالئ الكل.. كنز الصالحات ومعطى
الحياة، هل تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا..]

 

 أخى
الحبيب، هل لك الإيمان القلبى بسكنى الروح القدس فى داخلك، إعتماداً على صدق وعود
كلمة الله، وعلى روعة تعاليم كنيستنا هذه؟؟

 

يوضح
الكتاب المقدس أنه يوجد دور هام على المؤمن أن يقوم به ليتمتع بسكنى الروح القدس،
وهو:

 

1)
التوبة والمعمودية:

إذ
قال معلمنا بطرس الرسول: “.. توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع
المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.. ” (أع 2: 38)، ولقد
تممنا أحد الأمرين، وهو المعمودية، وبقى الأمر الآخر، وهو التوبة، بالرجوع عن
طرقنا الردية إذ نأتى للرب ونقول له: توبنى يا رب فأتوب..

 

2)
سر الميرون المقدس:

وهو
السر الذى قال عنه الرسول يوحنا: ” وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون
كل شيء.. ” (1يو 2: 20)، وهى مسحة الميرون التى يمسح به الأب الكاهن الطفل
المُعَمد ب 36 رشمة على كافة أعضاء جسده حتى تخضع جميعها لعمل الروح القدس ليملك
عليها..

لكن
للأسف، كثير من البركات نملكها ولا نتمتع بها، تماماً مثلما يمسك طفل رضيع شيكاً
بمليون جنيه مثلاً.. فهو يملك الشئ، ولكن لا يتمتع بمفاعيله.. هكذا نحن نملك أثمن
كنز، وهو روح الله القدوس فى داخلنا، الذى نلناه فى سر الميرون المقدس، ولا نتمتع
بمفاعيل سكناه على المستوى العملى التطبيقى.. لذا اطلب من قلبك فى قطع الساعة
الثالثة قائلاً:

[نسألك
أن تجدده فى احشائنا يار بنا يسوع المسيح ابن الله الكلمة.. روحاً مستقيماً
ومحيياً.. روح النبوة والعفة.. روح العدالة والقداسة والسلطة..]

3)
الصلاة والطلبة:

وهذا
ما قاله الرب يسوع: ” فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا
جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه..
” (لو 11: 13)

فالروح
الذى أخذناه فى الميرون، قد يكون مطفياً أو حزيناً فى داخلنا، فالرب يسوع يعلمنا
أن نطلب منه حتى يشتعل ويأخذ مجاله فى حياتنا، تماماً مثل السيارة الموجودة فى
الجراج، ومملؤة بالبنزين، لكنها مطفأة.. تحتاج أن يأتى شخص ليشعلها فتتشتعل الطاقة
بها وتسير كما يريد هو.. هكذا نحن نحتاج بإستمرار أن يعمل بنا روح الله بصفة دائمة،
كما قال قداسة البابا فى كتابه [الروح القدس وعمله فينا.. ص 56، 57]:

 

[مشكلتنا
الحالية أن خداماً كثيرين يخدمون بكل نشاط وبإتساع فى المعرفة، ولكنهم لا يخدمون بقوة
الروح القدس فيهم.. فإن كنت ضعيفاً، تأكد تماماً أنك لا تشترك مع الروح القدس
الساكن فيك..]

 

أخى،
مادمنا قد تمتعنا بسرى المعمودية والميرون المقدسين، فعلينا أن نهتم بالتوبة ودوام
الطلب، كما قال معلمنا القديس أنطونيوس أب الرهبان:

[هذا
الروح النارى الذى قبلته أنا.. اقبلوه أنتم أيضاً.. ارفعوا افكاركم إلى السماء فى
الليل والنهار، واطلبوا باستقامة قلب هذا الروح النارى، وحينئذ يُعطى لكم بالصلاة..]

ما
هى الثمار المباركة التى يجنيها المؤمن بسكنى الروح القدس فى قلبه؟ الواقع أنها
كثيرة، منها:

1)
القوة الداخلية:

كما
قال الرسول بولس: ” لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في
الانسان الباطن.
. ” (أف 3: 16)، فعندما يتأيد المؤمن بالقوة الروحية فى
الداخل يستطيع أن يقف ضد حروب إبليس ويثبت فى المسيح.. فالرسول بطرس الذى أنكر
المسيح أمام جارية قبل أن يمتلئ بالروح القدس، صار شاهداً للمسيح وبعظة واحدة ربح
3000 شخص للمسيح بعد أن تأيد بقوة الروح القدس..

 

2)
المعونة فى الضعف:

ويقول
الرسول بولس أيضاً: ” وكذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم
ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها.. ”
(رو 8: 26)، أى أن الروح القدس يساعد المؤمن على أن ينتصر على ضعفاته، وحينما لا
يعرف كيف يصلى، يأتى الروح ليساعده على الصلاة.

 

3)
معرفة الأشياء الموهوبة لنا من الله:

وظيفة
هامة أخرى للروح القدس هو أنه يعلن لنا الأشياء الموهوبة من الله، كما قال الكتاب:
” ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة
لنا من الله.
. ” (1كو 2: 12)، فالروح القدس الناطق فى الأنبياء هو الذى
يجسم ويوضح فى الكتاب المقدس كلمات الله حتى أتمتع ببركات الله الموهوبة لى فى
كلمته..

يقول
القديس كيرلس الأورشليمى:

[الشيطان
الذى لا يُخضعه رجال كثيرون بعصا من حديد، يُخضعه الإنسان بكلمات الصلاة بقوة
الروح القدس الساكن فيه، بل تصير أنفاس هذا الإنسان الساكن فيه الروح القدس كنار
تحرق العدو غير المنظور..]

 

طلبتى
إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بروعة هذا الامتياز وهو سكنى روح الله القدوس فى
داخلنا فلا نحزنه ولا نطفأه بل نسأل الله أن يجدده فينا فيكون مشتعلاً متوهجاً على
الدوام.. له المجد فى كنيسته إلى الأبد.. آمين.

 

**
ترنيمة:

1)
فلنسبح الرب لأنه بالمجد تمجد

قرار

صعد
إلى أعلى السمواتوأرسل لنا الباراقليط

روح
الحق المعزىآمين هللويا

 

2)
جعل الإثنين واحداًأى السماء والأرض

3)
تعالوا يا جميع الشعوبلنسجد ليسوع المسيح

4)
هذا هو الله مخلصناورب كل جسد

5)
ثالوث فى واحد وواحد فى ثالوث

الآب
والأبن والروح القدسروح الحق المعزى

آمين
هللويا

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى حقيقة سكنى الروح القدس فى المؤمن حسب الآيات التالية؟

غل
4: 6

1كو
3: 16

يو
14: 16

**
ثانياً: ما هو دور المؤمن للتمتع بسكنى الروح القدس؟

أع
2: 38

1يو
2: 20

**
ثالثاً: ما هى نتائج سكنى الروح القدس فى المؤمن؟

أف
3: 16

رو
8: 26

1
كو 2: 12

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

1 كو 3: 16


أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم.. “

1
كو 3: 16

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أب يحل بروحه فى اعماقك:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ يحل بروحه فى أعماقك

 

أولاً:
حقيقة سكنى الروح القدس فى المؤمن:

1)
الله أرسل روح إبنه إلى المؤمن (غل 4: 6)

2)
أرسل المسيح الروح المعزى للتلاميذ (يو 14: 16)

3)
روح الله يسكن فى المؤمن (1كو 3: 16)

 

ثانياً:
دور المؤمن ليسكن فيه الروح القدس:

1)
التوبة والمعمودية (أع 2: 38)

2)
سر الميرون المقدس (1يو 2: 20)

3)
الصلاة والطلبة (لو 11: 13)

 

ثالثاً:
نتائج سكنى الروح القدس فى المؤمن:

1)
القوة الداخلية (أف 3: 16)

2)
المعونة فى الضعف (رو 8: 26)

3)
معرفة الأشياء الموهوبة لنا من الله (1كو 2: 12)

 

(5)


وأما هبة الله فهى حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا.. ”

 (رو
6: 23)

موضوعنا
اليوم هو إستكمالاً لأحاديثنا عن أبوة الله، التى فيها تمتعنا بالحديث عن جوانب
مختلفة منها..

واليوم
نرى جانباً جديداً من جوانب هذه الأبوة الحانية، وهو عن أبوة الله التى تحفظ
الميراث الأبدى للمؤمن، كما تحفظ المؤمن لهذا الميراث الأبدى..

يقولون
أنه دار حوار بين شخص ملحد، وبين طفل مؤمن مشرف على الموت:

قال
الملحد ساخراً:
أين ستذهب يا هذا عندما تموت؟

أجاب
الطفل بإتضاع:
سأذهب إلى السماء برحمة الله.

فسأله
الملحد بخبث:
لماذا تريد أن تذهب إلى السماء؟

أجاب
الطفل وقد لمع وجهه بالسلام:
لكى أكون مع من أحبه.. ربى وإلهى يسوع المسيح..

فقال
الملحد هازئاً:
ولكن يسوع ليس فى السماء، إنما هو فى الجحيم..

فأجاب
الطفل فى براءة:
إذن سوف أذهب إلى الجحيم.

فسأله
الملحد مندهشاً:
أما تخاف من لهيب النار.

فأجاب
الطفل بحكمة الروح:
لا لا أخاف، فليس هناك لهيب، لأنه حيث يوجد الرب
يسوع فأتون النار يصبح جنة، والجحيم يصير نعيماً..

 

 فالسماء
هى رجاء المؤمن الذى يهبه له الرب ليكون فى عشرته كل حين.. وسنركز الحديث حول هذا
الموضوع فى ثلاث نقاط، هى:

1)
هبة إلهية.

2) حماية أبوية.

3) إلتزامات حتمية.

فالميراث
السماوى هو هبة الله للمؤمن.. وهو عطيته له.. كما قال الكتاب: ” لأن أجرة
الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا.. ” (رو
6: 23)، فبينما كان الموت هو عقاب الله على خطايانا، كانت الحياة الأبدية هى هبة
الله الذى يهبها لأولاده الذين قبلوه..

ولقد
أكد الرب يسوع هذا المعنى بقوله: ” لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم
قد سُرَ أن يعطيكم الملكوت.
. ” (لو 12: 32)، لاحظ قوله: [قد سُرَ] الذى
يؤكد مدى فرحة وسعادة هذا الأب السماوى وهو يقدم لأولاده هديته الأبدية وهى عشرة
دائمة لا تنتهى إلى الأبد.. فهو لا يقدم جنة تبلى وتذبل مع الأيام، بل يقدم حياة أبدية
فى علاقة هنية معه فى السماء كل حين.. فبإرتباطنا بالمسيح صاحب السماء ومؤسس
المدينة السماوية تُصبح لنا جنسيته السماوية، ونصبح موطنين سمائيين..

ولقد
وعد الرب بذلك إذ قال فى معرض حديثه عن خرافه: ” خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها
فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي..
” (يو 10: 27، 28)، يا لروعة هذه الهبة المجانية التى يهبها الله لأولاده.

 

يقول
قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث:

 [صدقونى
إن جواز المرور الوحيد الذى تدخلون به الملكوت هو هذه الشهادة الإلهية: انت إبنى..]

ويضيف
المتنيح الأنبا يؤانس قائلاً:

[لى
إمتياز عظيم وهو أننى صرتُ إبناً لله، ووراثاً مع المسيح كل الأمجاد السماوية..]

 

أخى
الحبيب، هل تثق فى هذه المواعيد الإلهية؟ هل تثق فى كرم أبيك السماوى وسخاء عطاياه؟

 يحارب
الشيطان المؤمنين بحروب تشكيك فى مدى حماية الله لهم حتى يوم إنتقالهم للسماء
فيتمتعون بهذا الميراث.. إلا أن كلمة الله تعلمنا قائلة: ” لميراث لا يفنى
ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون
بإيمان
لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير.. ” (1بط 1: 4، 5)، لاحظ كلمات الكتاب:
[محفوظ، ومحروسون..]، فالله يقوم بدور مزدوج هنا: يحفظ ميراث المؤمن له،
ويحرس المؤمن نفسه لهذا الميراث.. فالأب عندما يذهب ليشترى هدية لإبنه، فهو يمسك
بيده اليمنى بالولد، وباليسرى يمسك الهدية.. حتى حينما يصل إلى البيت يقدم هديته
المحفوظة لإبنه المحروس..

ولقد
أكد القديس يهوذا الرسول هذا المعنى بقوله: ” والقادر أن يحفظكم غير
عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الإبتهاج.
. ” (يه 24)، فالكتاب
يعلمنا أن الله قادر أن يحفظ المؤمن ثابتاً فيه إلى يوم إنتقاله إليه فى السماء
ليتمتع بهذا الميراث المبارك..

وما
أروع ما قال الرسول بولس بهذا الصدد: ” لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه
قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم.
.” (2تى 1: 12)، هنا نراه وهو يقول
وديعتى، وهى تُعِّبر عن مدى قيمة هذه العطية.. فكما نخاف على ممتلكاتنا ونضعها
وديعة فى البنك حتى لا يسرقها السارقون، كذلك يؤكد الرسول أن حياته قد صارت وديعة
لدى الرب يسوع، وهو قادر أن يحفظها فى حمايته الأبوية إلى يوم عودة المؤمن إلى
وطنه الأصلى السماوى..

 

لذا
قال القديس يوحنا ذهبى الفم:

[ما كان لأحد أن
يخلصنا، لو لم يكن قد أحبنا ونحن بعد خطاة، حتى بذل ذاته عنا..

 فهل
هذا الذى لم يشفق على إبنه بل أشفق علينا ونحن اعداء، لا يستطيع أن يحفظنا بعدما
صرنا أصدقاء، ولم نعد بعد محتاجين أن يموت الابن مرة ثانية..!!]

 

أخى،
هل تثق فى حماية هذا الأب القادر أن يحفظنا غير عاثرين، ويوقفنا أمامه بلا عيب فى
يوم لقائه على السحاب..

 

نأتى
إلى هذه النقطة الجوهرية الهامة.. وهى هل الأمر يتعلق بالكامل بإمكانية الله فى
الحفاظ على ميراث المؤمن الأبدى؟ أم أن هناك دوراً هاماً يجب أن يقوم به المؤمن
للحفاظ على هذا الميراث؟

الواقع
أن لكل حقيقة روحية جانبين: جانب إلهى، وهو كامل على الدوام، فالله حاشا له أن
يكون مقصراً فى شئ، وجانب بشرى، وهو الذى يقع عليه الدور الهام..

فالله
فى أبوته وسخاء عطيته يُسر بأن يهب ميراثه لأولاده، لكنه لا يعطى هذا الميراث
للمستهزئين والمستبيحين والمتكاسلين.. بل يهبه للمخلصين المحبين له المقدرين لعظمة
عطيته..

وإليك
جانباً من الدور الذى يجب على المؤمن أن يقوم به ليحافظ على ميراثه الأبدى الذى
أعده له الرب:

 

1)
الإتكال على رحمة الرب:

يقول
معلمنا داود النبى: ” أما أنا فعلى رحمتك توكلت يبتهج قلبي بخلاصك..
” (مز 13: 5)، فالمؤمن لايعتمد على أعمال بره ظناً منه أنه بأعماله يرث
الملكوت كما فعل الفريسى، بل يتكل على رحمة الله كما فعل العشار الذى قال: اللهم
ارحمنى أنا الخاطئ.. لذا نقول فى القداس الإلهى: كرحمتك يارب ولا كخطايانا..

 

2)
الجهاد الروحى:

فالملكوت
لا يُعطى للمتكاسلين المستسلمين للشيطان، وإنما يُعطى للمكافحين والمجاهدين ضد
الخطية والشر ومملكة الظلمة.. وهذا ما وضحه معلمنا بولس الرسول بقوله: ” جاهد
جهاد الإيمان الحسن، وامسك بالحياة الأبدية التى إليها دُعيت أيضاً واعترف
الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين.
. ” (1تى 6: 12)

فعلى
المؤمن أن يكون حاملاً سلاحه دائماً، مقاوماً إبليس والخطية، ومهما سقط فى المعركة
عليه أن يقوم بلا يأس ليحارب من جديد، ناظراً للحياة الأبدية التى دُعِّى إليها..

 

على
أن الجهاد ليس ثمناً للحياة الأبدية، فالأبدية لا تُقدر بثمن، فالمسيح قد إشتراها
بدمه الثمين.. وإنما الجهاد هو تأهيل لوارث الملكوت ليثبت محبته لله ورفضه للخطية
ومملكة الظلمة، والرب نفسه يقف إلى جوار المؤمن فى جهاده..

 

3)
التمسك بإقرار الرجاء راسخاً:

على
المؤمن أيضاً من جانبه أن يظل متمسكاً بهذا الرجاء المبارك، ولا تضعف عزيمته، ولا
تخور قواه حتى النهاية رغم شراسة المعركة مع قوى الظلمة..

والأمر
الذى يشجع المؤمن على ذلك تشجيعاً شديداً هو أمانة الله الذى وعد بهذا الميراث،
فقد قال معلمنا بولس الرسول: ” لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد
هو أمين.
. ” (عب 10: 23)، وإقرار الرجاء هو مثلما نجحد الشيطان فى سر
المعمودية ونقر بإيماننا الأقدس..
فهو كعقد الشقة الذى يجب على الساكن
أن يتمسك به، وإلا فقد مكانه فى الشقة.. كذلك المؤمن يجب أن يتمسك بإعتراف إيمانه
وثقته فى أبوة الله التى تحفظ ميراثه..

 

يقول
القديس يوحنا ذهبى الفم:

[إن
كاهننا المسيح لم يدخل وحده إلى الأقداس، بل أدخلنا نحن أيضاً معه.. لهذا قال
الرسول لنتقدم فى يقين الإيمان.. وبهذا أصبح للمتشكك أن يؤمن بطريق واحد..]

 

أبى
السماوى المحب..أشكرك لأجل أبوتك الصالحة التى تعطى بكرم وتهب بسخاء حتى لمن لا
يستحق..

 

أشكرك
لأجل هبة الحياة الأبدية، التى تعطيها مجاناً لأبنائك المتعطشين إليك..

 

اسألك
أن تحفظ حياتى فى زمن غربتى من محاربات إبليس واغراءات الخطية، حتى أنعم بلقائك
والحياة معك فى الأبدية الهنية.. لك المجد فى كنيستك إلى الأبد.. آمين..

 

**
ترنيمة:

1)
يا سائح للقاء يسوع لا يهمك عطش ولا جوع

 طعامك
خبز الحياة ويرويك ماء الينبوع

2)
يا سائح اترك ما فات واسلك فى الطريق بثبات

 وإن
كان فى الطريق آلامات اذكر من فى حبك مات

3)
البوق يضرب بعد قليل بالفرح وصوت التهليل

 حفلة
عظيمة على السحاب والسهران يلبس إكليل

4)
راح يعد لك مكان مشغول بيك بقاله زمان

 قلبه
متشوق إليك سعدك لو لقاك سهران

5)
يا وديعة المسيح يا ساكنة وسط الصخور

 لا
تخافى من خطر حاميكى صخر الدهور

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هو الدليل أن الله يهب ميراثه لأولاده حسبما جاء فى الآيات التالية؟

رو
6: 23

لو
12: 32

يو
10: 27، 28

 

**
ثانياً: ما هو الدور الذى يقوم به الله للحفاظ على هذا الميراث؟

1
بط 1: 4، 5

يهوذا
1: 24

2
تى 1: 12

**
ثالثاً: ما هو الدور الذى يجب ان يقوم به المؤمن للحفاظ على ميراثه الأبدى؟

مز
13: 5

1
تى 6: 12

عب
10: 23

 

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

لو
12: 32


لا تخف أيها القطيع الصغير،

لأن
أباكم قد سُرَ أن يعطيكم الملكوت..”

لو
12: 32

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أبٌ يحفظ ميراثك:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ يحفظ ميراثك

 

أولاً:
هبة إلهية:

 إن
مسرة الله كأب أن يهب أبناءه الحياة الأبدية، أى أن يعيشوا معه إلى الأبد.. فقد
خلقهم وافتداهم من أجل هذه الغاية أن يكونوا أفراد عائلته الإلهية.. (لو 12: 32)

 

ثانياً:
حماية أبوية:

الله
كأب لهذه العائلة المقدسة يحفظ الميراث لهم، ويحفظهم للميراث.. (1بط 1: 4، 5)

 

ثالثاً:
إلتزامات حتمية:

1)
الإتكال على رحمة الله (مز 13: 5)

2)
الجهاد الروحى (1تى 6: 12)

3)
التمسك بإقرار الرجاء راسخاً (عب 10: 23)

 

(6)


ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود،
وأنه يجازي الذين يطلبونه..”

 (عب
11: 6)

 

تتخذ
الحروب الشيطانية التى يتعرض لها المؤمن صوراً متعددة.. ويستخدم الشيطان فيها
أسلحة متنوعة.. ومن بين أخطر هذه الحروب الشرسة، حرب التشكيك فى حقيقة وجود
الله،
فيطرح السؤال: هل الله موجود حقاً أم أنه مجرد رمز للخير، أو فكرة جميلة
موجودة فى خيال رجال الدين؟ والشيطان بهذا يريد أن يضرب أساس الحياة الروحية
بجملتها..

ورغم
أن المؤمن قد قَبِلَ الرب فى قلبه، ووثق أنه موجود فى داخله، إلا أنه قد يتزعزع
إيمانه أمام صوت التشكيك هذا..

وسنركز
الحديث فى هذا الموضوع حول جانبين:

 

أسباب
الشك والإلحاد.

طريق
الإيمان والأمجاد.

يوضح
الكتاب أسباب الشك فى وجود الله، فيذكر:

 

الجهل:

يقول
المرنم فى المزمور: ” قال الجاهل فى قلبه ليس إله.. ” (مز 14: 1)،
فالجهل هو أهم أسباب الإلحاد ونكران وجود الله.. وليس المقصود بالجهل هو الأمية،
إنما المقصود هو عدم الدراية وعدم المعرفة الروحية.. إذ يوجد أناس متعلمين بعلوم
الدنيا وينكرون وجود الله.. وهى التى قال عنها الكتاب: ” الإنسان الطبيعي
لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة.
. ” (1كو 2: 14)

 

الخطية
والكبرياء:

وهذه
ثغرة أخرى من ثغرات الشك فى وجود الله، إذ يقول الكتاب: ” الشرير حسب تشامخ
أنفه يقول لا يطالب [أى لا يطلب الله].. كل أفكاره أنه لا إله.. ” (مز
10: 4)، فالشر يطمس عين الإنسان الروحية، فلا يستطيع أن يبصر نور الرب، كما أن
الكبرياء يسبب تضخماً فى الذات، فتحجب رؤية الله، لذا قال الفيلسوف الوجودى الملحد
برتراندرسل:

[أنا
موجود إذن فالله لا بد أن يكون غير موجود..]

 

فالشرير
هنا يشبه النعامة التى تضع رأسها فى التراب متوهمة أنه لا صياد، فيأتى الصياد
ويقتنصها فريسة سهلة..

 

لذا
فالخطية والكبرياء هما سر من أسرار إنكار وجود الله، كما قال القديس أغسطينوس:

[إن
الملحدين ينكرون وجود الله بسبب شهواتهم، وإنهم على كل حال نفر يسير لا يُعتد به..]

 

3)
عبادة المال:

 يقول
سليمان الحكيم الذى كان لديه الغنى بوفرة لم تكن لشخص قبله ولا بعده: ” لا
تعطنى فقراً ولا غنى.. لئلا أشبع وأكفر وأقول من هو الرب، أو لئلا أفتقر
وأسرق وأتخذ إسم إلهى باطلاً.. ” (أم 30: 9)، فعندما يشعر الإنسان أنه فى غنى
عن الله تساوره الأفكار بأنه ليس هناك داعى لوجود الله.. فيتصور أن كل ما يريده
يمكنه أن يحصل عليه بالمال..

 

قال
أحد الحكماء:

[المال
يشترى الطعام، ولكنه لا يأتى لى بالصحة..

ويشترى
الدواء، ولكنه لا يأتى بالشفاء..

ويشترى
الملابس ولكنه لا يعطى عمراً لألبسها..

وهو
يأتى لى بما أحتاج، لكنه لا يهب سعادة القلب التى لا يمنحها إلا الرب يسوع رئيس
السلام ومكمله..]

 

4)
المقاييس العقلية:

وهو
جانب هام إذ يحاول البعض أن يقيس الله ويدركه بعقله، والكتاب حذرنا من ذلك بقوله: ”
أإلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي، هو أعلى من السموات فماذا عساك
أن تفعل أعمق من الهاوية فماذا تدري، أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر.
.
” (أي 11: 7 9)، فالعلم يخبرنا أنه إن أردت أن ترى الأجسام الدقيقة
الميكروبات فلا بد أن تستخدم الميكروسكوب، أما إذا أردت أن ترى الأجرام السماوية
والأفلاك الكونية، فأنت تحتاج إلى تليسكوب، وإذ فعلت العكس فلن ترى شيئاً.. هكذا
الله لا يمكن أن يقاس بالعقل إنما يُرى بالإيمان..

 

**
قصة:

قيل
أن ملحداً تمادى فى تشكيك الناس فى وجود الله معتمداً على المقاييس العقلية، فأرسل
له الرب ملاكاً فى هيئة طفل يلعب على شاطئ بحرٍ كبيرٍ، فاقترب منه الرجل وسأله عما
يفعل، فأجاب الطفل قائلاً: أنا أحفر هذه الحفرة، وأريد أن أضع هذا البحر فيها..
فتعجب منه الرجل الملحد جداً وقال: يا لك من طفل مسكين، أتريد أن تضع هذا البحر
الكبير فى هذه الحفرة الصغيرة، يا للعجب.. هنا قال له الملاك: وأنت هل تريد أن تضع
الله غير المحدود فى عقلك المحدود؟

فالله
أسمى وأعظم من أن نقيسه بمقاييسنا العقلية..

 

هذه
بعض الثغرات التى يدخل منها الشيطان ليشكك الإنسان فى حقيقة وجود الله: الجهل،
والخطية والكبرياء، ومحبة المال وعبادته دون الله، ثم محاولة تطبيق المقاييس
العقلية فى إدراك وجود الله..

 

نأتى
الآن إلى الدعائم المباركة التى تؤكد وتدعم حقيقة وجود الله، وهى:

 

1)
تصديق كلمة الله:

فالمؤمن
هو الإنسان الذى قَبِلَ أن يكون الكتاب المقدس هو المرجع الأساسى لإيمانه، فيثق فى
كلامه وشهاداته بأنها صادقة، لهذا قال الرسول بولس: ” إذاً الإيمان بالخبر،
والخبر بكلمة الله.
. ” (رو 10: 17)، فمتى تعارضت أفكار الإنسان مع كلام
الله، فإن المؤمن يتمسك بقول الكتاب..

 

2)
إعلان الله للبسطاء:

فإعلان
الله عن ذاته لا يأتى للمنتفخين المتكبرين بفكرهم والحكماء فى أعين أنفسهم، بل
يأتى للبسطاء المتضعين، كما قال الرب يسوع: ” وفي تلك الساعة تهلل يسوع
بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء
والفهماء وأعلنتها للأطفال.
. ” (لو 10: 21)

 

 لذا
قال قداسة البابا شنودة الثالث:

[بينما
يتصارع اللاهوتيون فى خلافاتهم، يتسلل البسطاء إلى الملكوت ببساطتهم..]

 

3)
إعلان الله لحافظى وصاياه:

فالسلوك
بحسب الوصية هو دليل محبة الإنسان لله، فيكافئ الله الإنسان بأن يعلن له ذاته
بالإيمان، بل يسكن فى قلبه، لذا فالرب وعد قائلاً: ” الذي عنده وصاياي
ويحفظها فهو الذي يحبني والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي..
” (يو 14: 21)

 

4)
نقاوة القلب:

فعندما
يشرق الله بنوره فى قلب المؤمن حينئذ يستطيع أن يعاين الله، لذا قال الرب يسوع فى
الموعظة على الجبل: ” طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله..
(مت 5: 8)، فنحن لا يمكن أن نرى الشمس وشبابيك بيوتنا مغلقة.. والقلب المغلق بسبب
الخطية لا يستطيع أن يرى الله ويعاين جماله، ولكن حين يتنقى بعمل روح الله الذى
يبكت على خطية وعلى بر وعلى دينونة، وقتها تأتى القداسة التى بدونها لن يرى أحد
الرب
(عب 12: 14)

هذه
بعض الدعائم الهامة التى تعطى جلاء رؤية حقيقة وجود الله..

 

يقول
القديس أغسطينوس:

[أنت
يا رباه الإله الحق الواحد القدير الأزلى، الذى لا يدرك ولا يُقاس، ولا تدركه الحواس..

ها
أنى قد وجدتك وأدركتك، فيا لسعدى ما أعظمه، ويا لحظى ما أسعده.. كنت أفتش عليك فى
أشياء خارجية، ولكن هذا التفتيش لم يجدنى نفعاً.. إذ وجدتك فى نفسى، وفى قلبى وها
أنا أمسكك وهنا أراك وكفى..]

 

وقال
عالم الطبيعة اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية:

[إنى
رأيت الله فى أعمال الطبيعة وفى قوانينها..]

 

وقال
تشارلس دارون الملحد صاحب نظرية أن أصل الإنسان قرد:

[إنى
متيقن أن للكون رباً وأن إثبات وجوده والمناداة به، من أعظم الفروض.. إنى أؤمن أن
ذلك الرب خلق العالم..]

 

وقد
زارته إحدى شريفات إنجلترا فى أواخر أيامه، فرأته يقرأ الكتاب المقدس، وقال لها
بصوت حزين:

 

[لما
كنت صغيراً لم يكن لى فكر محدد، فنبذت عنى كل المباحث والظنون]، ثم قدم منزله
لتعقد به اجتماعات دينية، وكان يحضر الاجتماعات ويشترك فى التراتيل..

 

لذا
فشعار قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث هو:

 

ربنا
موجود

 

هذا
هو إيماننا الراسخ، عقيدة صلبة، واختبار حى، ورجاء أبدى.. منبع ثباتنا وسر وجودنا..
لعظمة إلهنا كل مجد فى كنيسته إلى الأبد.. آمين.

 

**
ترنيمة:

1)
أراك إلهى أراك بما صنعته يداك

 فأنشد
فيك الهدى يا إلهى ويملأ قلبى سناك

 

قرار:
إلهى أراك إلهى أراك بما صنعته يداك

أراك
إلهى أراك

2)
أراك فى نور الصباح الحنون فى لون الأزاهير فوق الغصون

 وأسمع
صوتك فى كل صوت وأصغى إليك فى قلب السكون

3)
أمتع عينى بكل الربوع فأبصر فيها جمال يسوع

 محبة
فادىَّ تغمر نفسى فتبعث فىَّ التقى والخشوع

4)
عرفتك دوماً تشع ضياء وفوق الصليب رجاء الفداء

 سكنت
فؤادى ونورت فكرى فزال عذابى وزال الشقاء

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى الأسباب التى تدفع الإنسان أن يشك فى وجود الله حسبما جاء فى هذه
الآيات؟

مز
14: 1

مز
10: 4

أم
30: 9

أيوب
11: 7 9

 

**
ثانياً: ما هى الأسباب التى تقود إلى اليقين بوجود الله؟

رو
10: 17

لو
10: 21

يو
14: 21

مت
5: 8

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

مت
5: 8


طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله..”

مت
5: 8

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أب موجود فى الوجود والقلب:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ موجود فى الوجود والقلب

 

أولاً:
أسباب الشك والإلحاد:

1)
الجهل (مز 14: 1)

2)
الخطية والكبرياء (مز 10: 4)

3)
عبادة المال (أم 30: 9)

4)
المقاييس العقلية (أى 11: 7 9)

 

ثانياً:
طريق الإيمان والأمجاد:

1)
تصديق كلمة الله (رو 10: 17)

2)
إعلان الله للبسطاء (لو 10: 21)

3)
إعلان الله لحافظى وصاياه (يو 14: 21)

4)
نقاوة القلب (مت 5: 8)

 

(7)


فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين،

وأهل
بيت الله.. ” (أف 2: 19)

نستكمل
أحاديثنا حول مائدة الثبات فى المسيح.. ولقد دارت موضوعاتنا المختلفة عن علاقة
المؤمن بالرب يسوع المسيح كأب صالح لحياته..

والواقع
أنه بقبول الإنسان للمسيح فى قلبه، يصبح إبناً للمسيح، ومن ثم أخاً لأولاد المسيح
المؤمنين.. تماماً مثلما يحدث فى أى أسرة حينما يولد مولود جديد.. فكما يصبح إبناً
لوالديه، يصير أخاً لأخوته..

ولعلنا
ندرك خطورة الفردية فى الحياة الروحية، فالمؤمنون هم أعضاء جسد المسيح.. والثبات
فى المسيح هو ثبات فى جسده أى ثبات فى أخوتى المؤمنين الذى يكونون هذا الجسد.. لذا
فالعلاقة مع المسيح هى علاقة شخصية، لكنها ليست علاقة فردية..

وسنركز
حديثنا حول هذا الأمر فى ثلاثة مجالات:

نظرة
الله للمؤمنين كجماعة متحدة.

أهمية
الشركة بين المؤمنين.

توطيد
الشركة مع المؤمنين.

 

إن
الله ينظر للمؤمنين كجماعة واحدة متحدة فى وحدانية روحية مقدسة، برغم إختلاف
نوعياتهم وشخصياتهم.. وهذا يتضح مما يلى:

 

1)
صلاة المسيح الشفاعية:

ففى
هذه الصلاة الشفاعية طلب الرب يسوع من الآب قائلاً: ” ليكون الجميع واحداً
كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحداً فينا ليؤمن
العالم أنك أرسلتني، وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما
أننا نحن واحد.
. ” (يو 17: 21، 22)..

ونلاحظ
فى كلمات الرب يسوع أن وحدانية المؤمنين هى على غرار وحدانية الثالوث الأقدس.. ليكونوا
وحداً كما أننا نحن واحد..

 

2)
كأهل بيت الله:

 يوضح
معلمنا بولس الرسول أن المؤمنين ينبغى أن يكونوا متحدين كإتحاد أفراد الأسرة
الواحدة، إذ يقول: ” فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاء، بل رعية مع القديسين
وأهل بيت الله.
. ” (أف 2: 19)، فأعضاء العائلة الواحدة يجب أن يكونوا
مترابطين بروابط قوية ومتينة.. كذلك نحن المؤمنين يجب أن ننظر إلى أخوتنا كأفراد
عائلة الله نفسه..

 

3)
كأعضاء الجسد الواحد:

وهذا
تشبيه آخر رائع لما ينبغى أن يكون عليه المؤمنون، فهم فعلاً أعضاء جسد الرب يسوع
المسيح.. فترتبط اليد بالقدم وبقية الأعضاء، يعملون فى تناسق مدهش.. لهذا قال
معلمنا بولس الرسول: ” هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً
لبعض كل واحد للآخر.
. ” (رو 12: 5)

 

لذا
يقول الآب الكاهن فى مقدمة الأواشى فى القداس الإلهى، وقبل التناول من جسد الرب
ودمه:

 

[اجعلنا
كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قدساتك.. طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا،
لكى نكون جسداً واحداً وروحاً واحداً، ونجد نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين
الذين أرضوك منذ البدء..]

 

أخى
الحبيب، هذا بعضاً مما يراه الله فى أولاده المؤمنين كأعضاء جسده، وهو الرأس
المقدسة، ويشتاق أن نكون واحداً كما أن الآب والإبن والروح القدس هم واحد.. فهل
تبدأ معى اليوم لنحقق هذه الوحدة معاً لنجمع أولاد الله المتفرقين إلى واحد..؟؟

 

ليست
الشركة بين المؤمنين أمراً ثانوياً، بل هى فى منتهى الأهمية.. لذا فقد أكد الكتاب
المقدس هذه الأهمية فى مواضع كثيرة منها:

 

التعاون
يضاعف الفائدة:

 فقد
قال سليمان الحكيم: ” إثنان خيرٌ من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة،
لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثان ليقيمه..
” (جا 4: 9، 10)، فإرتباط الإثنين معاً يضاعف عملهما فتزداد أجرتهما،
فالمؤمنون فى ارتباطهم أقوى من تفككهم، فيتعاونون معاً ويساعدون بعضهم البعض.. ونلاحظ
أن الواحد يكون بألف والإثنين ليسا بألفين، بل بربوة [أى عشرة آلاف]
..

 

 2)
إرسالية التلاميذ:

 تتضح
أهمية الشركة بين المؤمنين فى إرسال الرب يسوع لتلاميذه إثنين إثنين حتى يشدد
أحدهما الآخر، فتكون قوتهم وطاقتهم مضاعفة.. لذا قال الكتاب: ” ودعا
الإثني عشر وإبتدأ يرسلهم إثنين إثنين
وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة..
” (مر 6: 7)

 

 3)
دليل الإنتقال من الموت إلى الحياة:

 إن
الرباط الذى يربط المؤمن بإخوته المؤمنين بمحبة وشركة ووحدانية، هو دليل على
إنتقاله من الموت إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور.. وهذا ما وضحه معلمنا بولس
الرسول بقوله: ” نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب
الأخوة.
. ” (1يو 3: 14)

 

من
هذا وغيره الكثير يتضح لنا أهمية الشركة بين المؤمنين، فما هو الجانب الذى يدفعك
لأن تبدأ بالإهتمام ببناء كبارى المحبة وتوطيد الشركة الحُبية بين أخوتك المؤمنين؟؟

إن
كانت أهمية الشركة بين إخوتنا المؤمنين قد لمعت أمام عيوننا، فيبقى السؤال الهام،
وهو: من أين نبدأ لتوطيد الشركة بيننا حتى نثبت فى هذه الجماعة فنثبت أيضاً فى
الراس المقدسة الرب يسوع المسيح؟

 

 1)
السرور باخوتى المؤمنين:

 يجب
أن تكون مشاعر المؤمنين بعضهم نحو بعض هى مشاعر الفرح والسرور والقبول لبعضهم
البعض، كما قال معلمنا داود النبى: ” القديسون الذين فى الأرض والأفاضل كل
مسرتى بهم.
. ” (مز 16: 3)، فكما كان شغفنا كبيراً لأصدقاء الشر قبل البدء
فى طريق التوبة، كذلك يجب أن تزداد المحبة والسرور أضعافاً بإخوتى المؤمنين أعضاء
جسد المسيح..

 2)
حياة الشركة بين المؤمنين:

 لقد
كانت الشركة الحُبية هى أساس العلاقة بين أبائنا الرسل فى العصور الأولى للمسيحية،
إذ يقول الكتاب: ” وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان عندهم كل شئٍ
مشتركاً.
. ” (أع 2: 44)

 فمن
المفيد أن تكون لنا نحن المؤمنون حياة الشركة، فتاريخ كنيستنا المجيد يعلمنا عن
القديس الأنبا باخوميوس أنه كان أباً للشركة، فكان يربط بين أولاده الرهبان
بالمحبة من خلال الشركة الروحية المقدسة على كافة المستويات، ولكم نجحت هذه
الوسيلة اكثر من غيرها..

 3)
المواظبة على الإجتماعات:

 وهى
من الوسائل المفيدة لتوطيد العلاقة والشركة بين المؤمنين، كما قال الكتاب: ” غير
تاركين إجتماعنا كما لقوم عادة
بل واعظين بعضناً بعضاً وبالأكثر على قدر ما
ترون اليوم يقرب.. ” (عب 10: 25)، لهذا قال داود النبى: ” فرحت
بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب.
. ” (مز 122: 1)

يقول
القديس دوروثيئوس:

 [تصور دائرة
تخرج من مركزها خطوط (أو مثلث)، فإنه بقدر ما تبتعد الخطوط عن المركز، تفترق بعضها
عن بعض.. وبالعكس كلما اقتربت من المركز تقاربت نحو بعضها البعض..

 

الله

أنا
الآخرون

 قمة
المثلث هو الله، وقاعدته هى بعضنا البعض.. فبقدر ما يتحرك القديسون إلى المركز،
ويقتربون إلى الله فإنهم يقتربون بعضهم لبعض.. وعندما يبتعدون عن الله ويتجهون إلى
الأمور الخارجية، فإنهم يبتعدون كل واحد عن الآخر

 

 هكذا
إن أحببنا الله نقترب بالحب لاخوتنا، وبقدر ما نتحد بالحب باخوتنا هكذا نتحد بالله..]

 

أخى
الحبيب، ما هو مدى محبتك لاخوتك المؤمنين؟ هل تُسر بالشركة معهم، وهل تعمل على
توطيد العلاقة بينهم؟

إن
كنت كذلك فأنت فعلاً ثابت فى المسيح، وفى جسده الذى هو الكنيسة بيت الملائكة..

 

**
ترنيمة:

1)
يا للى فديت حياتنا واشتريتنا بدم ثمين

 كل
ماضينا يشهد إنك لينا أمين ومعين

قرار:
وأنت اللى جمعتنا ووحدت قلبنا

 بنهديلك
عمرنا يا مليكنا وربنا

 

2)
بنسلمك حياتنا وبنهديلك كل الأيام

 عايزين
نعيش لك عمرنا ونحط عندك كل الأحلام

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى نظرة الله للمؤمنين من خلال الآيات التالية؟

يو
17: 21، 22

أف
2: 19

رو
12: 5

 

**
ثانياً: ما هى أهمية الشركة بين المؤمنين؟

جامعة
4: 9، 10

مر
6: 7

 1يو
3: 14

 **
ثالثاً: وضح كيفية توطيد الشركة بين المؤمنين؟

مز
16: 3

 أع
2: 44

 عب
10: 25

 **
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

أف
2: 19


فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاء،

بل
رعية مع القديسين وأهل بيت الله.. “

أف
2: 19

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أبٌ لجماعة اخوانك:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ لجماعة اخوانك

 

أولاً:
نظرة الله للمؤمنين كجماعة متحدة:

1)
صلاة المسيح الشفاعية (يو 17: 22،21)

2)
كأهل بيت الله (أف 2: 19)

3)
كأعضاء الجسد الواحد (رو 12: 5)

 

ثانياً:
أهمية الشركة بين المؤمنين:

1)
التعاون يضاعف الفائدة (جا 4: 9، 10)

2)
إرسالية التلاميذ إثنين إثنين (مر 6: 7)

3)
دليل الإنتقال من الموت إلى الحياة (1يو 3: 14)

 

ثالثاً:
توطيد الشركة مع المؤمنين:

1)
السرور بإخوتى المؤمنين (مز 16: 3)

2)
حياة الشركة بين المؤمنين (أع 2: 44)

3)
المواظبة على الإجتماعات (عب 10: 25)

 

(8)


هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معاً.. ”

 (مز
133: 1)

 

تكلمنا
فى جلسة سابقة عن أبوة الله التى تجمع بين المؤمن واخوته من المؤمنين أعضاء الجسد
الواحد..

واليوم،
نرى جانباً جديداً من جوانب أبوة الله التى تجمع أعضاء الجسد الواحد فى إجتماعات
صلاة فيها يتمتعون بحضور الله كأب لهذه العائلة، فيجمعهم كما تجمع الدجاجة فراخها
تحت جناحيها..

فلا
يمكن أن يكتفى المؤمن بأن يصلى بنفرده فى مخدعه، بل يجب أن يشترك مع بقية المؤمنين
فى صلوات جماعية..

عن
هذا الموضوع نركز أحاديثنا حول:

أنواع
الصلاة.2) أهمية إجتماعات الصلاة.

3) أساليب الصلاة.4)
تعميق الصلاة.

 

هناك
ثلاثة أنواع للصلاة، هى:

الصلاة
الفردية:

وهى
فرصة إختلاء المؤمن مع الله فى مخدعه فى الخلوة اليومية التى تكلمنا عنها قبلاً،
أو فى حديثه القلبى خلال اليوم.. وهى حديث شخصى يدور بين الفرد والله.. كما قال
الرب فى الموعظة على الجبل: ” وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق
بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
.
” (مت 6: 6)

 

الصلاة
العائلية:

وهى
فرصة يأتى فيها الله ويزورنا كعائلة، من خلال الكتاب المقدس، سيرة قديس، كتاب روحى،
ترانيم.. وهى التى تسمى بالمذبح العائلى.. ولو حتى مرة فى الاسبوع.. كما
قال يشوع: ” وأما أنا وبيتى فنعبد الرب.. ” (يش 24: 15)

 

وفيها
يصلى الأب الكاهن فى أوشية الإجتماعات من أجل:

[بيوت
صلاة، بيوت طاهرة، بيوت بركة.. انعم بها يا رب علينا، وعلى عبيدك الآتين من بعدنا
إلى الأبد..]

 

الصلاة
الجمهورية:

وهى
تجمع المؤمنين فى حضرة الرب فى الكنيسة التى هى بيت الملائكة.. وذلك من خلال:

 

القداسات:
للإشتراك
فى التناول من جسد الرب ودمه.

العشيات
وإجتماعات الصلاة:
التى هى موضوع حديثنا اليوم..

 

وفيها
قال الكتاب: ” ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة..
” (أع 2: 1)، فآبائنا الرسل القديسين كانوا يواظبون على الذهاب للهيكل
ليتمتعوا معاً بالإيمان المشترك..

 

يقول
القديس يوحنا ذهبى الفم:

 

[حقاً
يلزمنا أن نصلى بكل الطرق، وإنما يليق بنا أن نسلك بالروح.. فإن الله يطلب فى كل
الأحوال ” القلب ” فإنك حتى إن دخلت مخدعك وأغلقت الباب صانعاً هذا من
أجل المظهر، فإن الأبواب المغلقة لن تنفعك شيئاً فالله يرغب فى أن تغلق أبواب
الذهن أفضل من غلق الأبواب..]

 

لإجتماعات
الصلاة فوائد عديدة، منها:

 

1)
الوجود فى محضر الرب:

ولقد
قالها الرب يسوع صراحة: ” لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك
أكون في وسطهم.
. ” (مت 18: 20) فإجتماع المؤمنين معاً فى روح الصلاة هو
بلا شك جلسة فى السماء من حول رب المجد..

 

2)
نمو كل مؤمن:

فإجتماع
الصلاة هو مناخ روحى مبارك، فيه يتقوى الضعيف، ويتشدد المرتخى، وينهض الساقط، إذ
تنسكب نعمة الله بغنى، ويتقوى بقوة من الأعالى، كما قال الكتاب: ” وإمتلأ
الجميع بالروح القدس.
. ” (أع 2: 4)

 

3)
تعميق روابط الجماعة:

فإن
من أسرار قوة الكنيسة الأولى أن الرسل: ” كانوا يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة،
وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بإبتهاج وبساطة قلب..
” (أع 2: 26)

فالصلاة
الجماعية تزيد الروابط بين أعضاء جسد المسيح وهى بمثابة البوتقة التى ينصهر فيها
المؤمنون، فيصبحوا واحداً فى الرب يسوع..

 

يمكن
أن تتخذ الصلاة فى أجتماعات الصلاة أساليب متنوعة، منها:

 

1)
الصلاة المكتوبة:

مثل
صلاة الأجبية أو الأبصلمودية المقدسة بما فيها من تسبيحات وتماجيد ومزامير وقطع
عميقة المعنى.. تأتى بعدها الصلوات الصوتية..

والصلاة
المكتوبة مثلما جاء فى عنوان المزمور 102: ” صلاة لمسكين إذا أعيا وسكب شكواه
قدام الله.. “

 

2)
الصلاة الصوتية الشمولية:

وهى
صلوات إرتجالية، يسميها الآباء القديسون الصلوات المركبة.. وفيها يصلى كل فرد
عن أكثر من موضوع،
فيصلى من أجل نفسه، وإحتياجاته، ويصلى من أجل عائلته، ومن
أجل الآخرين والمرضى والحزانى والفقراء، ومن أجل الكنيسة.. إلخ..

وكل
فرد متى جاء دوره يصلى من أجل هذه المواضيع وغيرها.. وهى التى قال عنها معلمنا
بولس الرسول: ” فاطلب أول كل شيء أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات
لأجل جميع الناس.
. ” (1تى 2: 1)

وهذه
الطريقة جميلة، إلا أنها قد تثير جواً من الملل والروتينية والتشتت..

 

3)
الصلاة الصوتية الموضوعية:

وهى
صورة أخرى من الصلاة الصوتية.. وفيها لا يصلى الفرد من أجل مواضيع كثيرة فى المرة
الواحدة التى يصليها، بل يصلى من أجل موضوع واحد، وكل الموجودين يصلون أيضاً من
أجل هذا الموضوع، فمتى صلى كل واحد فى دوره تدور صلاته حول هذا الموضوع عينه مضيفاً
إليه بعداً جديداً.. ثم يبدأون فى موضوعاً جديداً تدور صلواتهم حوله بنفس الطريقة..

وميزة
هذا النوع أنه لا يسمح بالتشتت أو الملل، بل يساعد على روح الشركة والصلاة بنفس
واحدة..

ولقد
سجل الكتاب عن آبائنا الرسل أنهم صلوا بهذه الطريقة إذ قال: ” فلما سمعوا
رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله وقالوا أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء
والارض والبحر وكل ما فيها.
. ” (أع 4: 24)

 

يقول
القديس أمبروسيوس:

[إن
كان الرب يقول أنه إذا أتفق اثنان معاً على الأرض فى أى شئ يطلبانه يُعطى لهما..
فكم بالأكثر إذا اجتمعت كل الجماعة معاً باسم الرب..]

أخى
الحبيب.. تُرى ما هو النوع والاسلوب الذى تريد أن تطوّره مع أخوتك المؤمنين فى
إجتماعات الصلاة؟؟

 

لكى
تصبح الصلاة فى هذه الإجتماعات أكثر عمقاً وفعالية، يحسن أن تراعىالأمور التالية:

ركز
فكرك فى الله، فالصلاة ليست تمثيلة أمام الناس، بل هى حديث قلبى بينك وبين الله..

لا
تنشغل بالتفكير فى الطريقة التى ستصلى بها، بل انشغل بالله نفسه فقط..

وجه
كلامك إلى الله، وليس إلى الحاضرين، وكأنك تشاركهم، أو ترضيهم أو حتى تعظهم..

احترس
بأن تصلى بهدف التأثير فى الحاضرين، ليُعجبوا بك..

صل
بصوت واضح، وليس همساً حتى يسمعك الآخرون..

لا
تستخدم تعبيرات محفوظة (أى أكلاشيهات) مثل: أيها السيد الرب، أو نباركك من كل
القلب..

لا
تبحث عن كلمات بديعة فضفاضة بلغة فصحى، بل دع كلامك أن يكون عادياً..

احذر
من تقليد الآخرين فى اسلوب صلاتهم..

لا
تصطنع لحناً خاصاً للصلاة، كأن تطيل آخر الكلام بلحن جنائزى، أو فى رعشة صوت ليبدو
مؤثراً..

 لا تطيل صلواتك حتى
يستطيع أكبر عدد من الحاضرين أن يشاركوا فى الصلاة..

 دع الفرصة للروح القدس أن
يحرك قلبك للصلاة..

 يحسن أن تبدأ الصلاة
أولاً بتسبيح الرب على نعمته وأبوته ومعونته ومحبته.. ثم قدم صلوات شكر، ثم طلبات
عن الاحتياجات الشخصية والجماعية..

 اهتم بأن ترفع صلاتك فى
إسم الرب يسوع، كما تكلمنا قبلاً..

 اهتم بأن تطلب فى الختام
شفاعة أمنا البتول الطاهرة أم النور مريم، ثم شفيع كنيستك، أو شفعيك الشخصى..

 

طلبتى
إلى الله أن يعطينا الحياة المصلية التى تجد لذتها وفرحتها فى الحديث القلبى مع
الرب الذى له المجد فى كنيسته إلى الأبد.. آمين..

 

**
ترنيمة:

1)
أدنو إليك أرتاحتلقانى بالأفراح

 يفيض
دمع العينحُباً وليس جراح

 

قرار:
حبيبى سبانىبحبه سبانى

 شفانى
وروانىبغمره روانى

 جذبنى
حبه إليهآتى وعينى عليه

 جلستُ
بين يديهووقتى نسانى

 

2)
جماله فتانوقلبه حنّان

 محضره
ملآن بالجود والإحسان

 

3)
شوقى ياربى إليكإليك وليس سواك

 أكونُ
ملكاً ليكفمبتغاى رضاك

 

 

درس
كتاب:

**
أولاً: ما هى أنواع الصلاة كما جاء فى الآيات التالية؟

مت
6: 6

يش
24: 15

أع
2: 1

 

**
ثانياً: ما هى أهمية اجتماعات الصلاة؟

مت
18: 20

أع
2: 4

أع
2: 26

**
ثالثاً: ما هى أساليب الصلاة فى إجتماعات الصلاة؟

عنوان
مزمور 102

1
تى 2: 1

أع
4: 24

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

مت
18: 20


لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمى

فهناك
أكون فى وسطهم.. “

مت
18: 20

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أبٌ وسط اجتماعات الصلاة، وليكن تحديد موعد لنتدرب على بركة
إجتماع للصلاة معاً هذا الاسبوع، ويا حبذا لو كان مرة كل شهر.. أو:

ملخص
موضوع

الله
أبٌ وسط إجتماعات الصلاة

 

أولاً:
أنواع الصلاة:

1)
الصلاة الفردية (مت 6: 6)

2)
الصلاة العائلية (يش 24: 15)

3)
الصلاة الجمهورية (أع 2: 1)

 

ثانياً:
أهمية إجتماعات الصلاة:

1)
الوجود فى محضر الرب (مت 18: 20)

2)
نمو كل مؤمن (أع 2: 4)

3)
تعميق روابط الجماعة (أع 2: 26)

 

ثالثاً:
أساليب الصلاة:

1)
الصلاة المكتوبة (عنوان مز 102)

2)
الصلاة الصوتية الشمولية (1تى 2: 1)

3)
الصلاة الصوتية الموضوعية (أع 4: 24)

 

(9)


فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:

الآب
والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد..” (1يو 5: 7)

 

نواصل
بنعمة الله موضوعاتنا حول الثبات فى المسيح، وهى المرحلة التى فيها يحتاج المؤمن
أن يتحصن ضد هجمات إبليس الذى يحاول أن ينفذ من خلال بعض المواضيع إلى عقل المؤمن
المبتدئ، ليشككه فى حياته مع الله.. ومن أهم هذه الموضوعات هو موضوع الأب والإبن
والروح القدس..

فيصور
الشيطان للمؤمن إستحالة أن يجتمع التثليث فى الوحدانية، وأن معنى هذه العقيدة هو
الإيمان بثلاثة آلهة.. إلى آخر هذه الشكوك..

ولإيضاح
هذه العقيدة الجوهرية، سوف لا نلجأ إلى البراهين العقلية والقياسات المنطقية، فهذه
مكانها كتب متخصصة فى علم اللاهوت التى تضرب العديد من الأمثلة، كالشمس (قرص ونور
وحرارة) ولكنها شمس واحدة، وليست ثلاثة شموس.. كذلك الإنسان (جسد ونفس وروح) وهو
إنسان واحد وليس ثلاثة..

لكننا
سنركز الحديث على:

إيماننا
بإله واحد.

إيماننا
بالثالوث القدوس.

حتمية
التثليث فى الوحدانية.

 نحن معشر المسيحيين
نؤمن بإله واحد لا شريك له غير محدود مالئ السموات والأرض.. خالق الكل أزلى قبل
الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه..

 

 وهذه
العقيدة واضحة تماماً فى الإنجيل المقدس، وقانون الإيمان لكنيستنا القبطية
الأرثوذكسية، كما يلى:

 

السيد
المسيح نفسه
وضح هذه العقيدة بفمه الطاهر عندما سأله أحد اليهود عن أعظم الوصايا:
” فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد..
” (مر 12: 29)

معلمنا
بولس الرسول
أكد هذه الوحدانية بقوله: ” لأن الله واحد هو
الذي سيبرر.. ” (رو 3: 30)

والقديس
يعقوب الرسول
يضيف قائلاً: ” أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل
والشياطين يؤمنون ويقشعرون.. ” (يع 2: 19)، وبرغم معرفة الشياطين بهذه
الوحدانية إلا أنهم يصورون للناس بأننا مشركون بالله ونؤمن بثلاثة آلهة..

ولقد
أخذ من هذه النصوص وغيرها التى يذخر بها الكتاب المقدس أخذ أباؤنا القديسون قانون
الإيمان
الذى تردده الكنيسة على مدى الأجيال قائلين: [بالحقيقة نؤمن بإله
واحد.. خالق السموات والأرض ما يُرى وما لا يُرى..]

 

 

 من
هذا يتضح أننا نحن المسيحيين نؤمن بإله واحد وليس بثلاثة آلهة.. أما عن قولنا الآب
والإبن والروح القدس، فهذا ما سنستوضحه فى حديثنا عن الثالوث الأقدس..

 إن
عقيدة التثليث لا تعنى مطلقاً وجود ثلاث آلهة، كما يتوهم البعض، ولكن مفهوم هذه
العقيدة هو أن الله الواحد مثلث الأقانيم.. فكما يقول قداسة البابا المعظم الأنبا
شنوده الثالث:

 

لسنا
نتكلم عن الفصل بين الآب والإبن والروح القدس بل عن التفاصيل..

 

وكلمة
أقنوم هى كلمة سيريانية معناها شخص، وقد أُطلقت على الصفات الذاتية لله،
وهى أن الله:

*
كائن بذاته (الآب)

*
ناطق بكلمته (الإبن)

*
حىٌ بروحه (الروح القدس)

 

ولا
يُفهم من هذه التسميات وجود علاقة جسدية كما فى المفهوم البشرى، وإنما دلالاتها
روحية..

كما
أن هذه التسميات ليست من اختراع إنسان، بل هى كلمات الوحى الإلهى فى الكتاب المقدس..
كما يلى:

قال
السيد المسيح لتلاميذه:
” اذهبوا إلى جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس
اسماء) الآب والإبن والروح القدس.. ” (مت 28: 19)، فهنا الوحدانية
واضحة، وكذلك التثليث..

ولقد
أكد هذا الأمر معلمنا يوحنا الرسول بقوله:
” فإن الذين
يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد..
” (1يو 5: 7)، وهنا نرى أيضاً الوحدانية مع الثالوث..

 

مما
سبق يتضح لنا حتمية التثليث فى الوحدانية لأنه:

لا
يمكن أن الله الواحد الذى أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتى.. وهذا
هو اقنوم الآب الذى يمثل الحب الإلهى..
وهو الذى قال عنه
الكتاب: ” لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد احببتموني.. ” (يو 16: 27)،
وهنا نراه اقنوم الحب..

لا
يمكن أن الله الذى خلق الإنسان ناطقاً أن يكون هو نفسه غير ناطق.. وهذا هو اقنوم
الإبن..
وهو
الذى قال عنه الكتاب: ” فى البدء كان (وليس كانت لأنها تتكلم عن المسيح..
الله الإبن) الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
. ” (يو 1: 1)،
وهنا نراه أقنوم الحكمة والعقل..

لا
يمكن أن الله الذى خلق الحياة فى كل كائن حى لا يكون هو نفسه غير حى بالروح.. وهذا
هو اقنوم الروح القدس..
وهو الذى قال عنه الكتاب: ” لأن ناموس
روح الحياة
قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت.. ” (رو 8: 2)، وهنا نراه
أقنوم الحياة..

 

لذا
تحتم أن يكون فى الله الواحد ثالوث أقدس على نحو ما أوضحنا، وهذا هو إيماننا
القويم.. ” الله واحد فى ثالوث وليس ثلاثة آلهة.. “

ومن
أهم العبارات فى عقيدة التثليث فى القداس الإلهى فى مقدمة قداس المؤمنين، هى التى
للقديس بولس الرسول: ” نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس
مع جميعكم آمين.. ” (2كو 13: 14)،
فالرسول يشهد للثالوث
الأقدس ويعلن أن المحبة هى للآب والنعمة هى للإبن، والشركة هى مع الروح القدس..

 

يقول
القديس أغسطينوس:

[هؤلاء
الشهود الثلاثة الآب والإبن والروح القدس هم واحد، وطبيعة واحدة، جوهر واحد، لاهوت
واحد..]

 

طلبتى
إلى الله أن يمتعنا بشركة الثالوث الأقدس فى حياتنا فنتعلم الحب من الآب، والحكمة
من الإبن، ونسلك فى روح الله.. فنختم بما تعلمنا أياه كنيستنا فى نهاية قراءة
العهد القديم: مجداً للثالوث الأقدس..

 

**
ترنيمة:

1)
أحبك يا آبا الآب3يامنبع الحنان

 (أشدو
ربى لشخصك تدخلنى لمجدك

 أجثو
أمام عرشكيا منبع الحنان)2

 

2)
احبك ربى يسوع3وليس لى سواك

 (أتبعك
ربى دوماًأتبعك بلا رجوع

 أسبح
أسمك القدوسوليس لى سواك)2

 

3)
احبك يا روح الله3فأنت لى الحياة

 (تغمرنى
ربى دوماًتغمرنى بلا حدود

 تملأنى
بقوتكفأنت لى الحياة)2

 

درس
كتاب:

**
أولاً: كيف تثبت وحدانية الله من خلال الآيات التالية؟

مر
12: 29

رو
3: 30

يع
2: 19

 

**
ثانياً: كيف تثبت التثليث من خلال الآيات التالية؟

مت
28: 19

1
يو 5: 7

**
ثالثاً: ما هى مدلولات التثليث فى الوحدانية؟

يو
16: 27

يو
1: 1

رو
8: 2

 

**
التدريب الروحى للأسبوع:

أ)
حفظ آية:

مت
28: 19


فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم،

وعمدوهم
باسم الآب والابن والروح القدس..”

مت
28: 19

ب)
المواظبة على الخلوة اليومية.

ج)
الذهاب للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

ء)
التدريب الروحى لموضوع الله آب وابن وروح قدس:

ملخص
موضوع

الله
آب وابن وروح قدس

 

أولاً:
إيماننا بإله واحد:

 

1)
إلهنا إله واحد (مر 12: 29)

2)
فالله هو إله واحد (رو 3: 30)

3)
حتى الشياطين يؤمنون بوحدانية الله (يع 2: 19)

 

ثانياً:
إيماننا بالثالوث القدوس:

1)
المسيح بنفسه علمنا عن الثالوث (مت 28: 19)

2)
والقديس يوحنا أكد هذا الثالوث ووحدانيته (1يو 5: 7)

 

ثالثاً:
حتمية التثليث فى الوحدانية:

 

1)
الله كائن بذاته: الآب (يو 16: 27)

2)
الله ناطق بكلمته: الإبن (يو 1: 1)

3)
الله حىٌ بروحه: الروح القدس (رو 8: 2)

 

(10)


فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه
ويحفظون وصاياه

إلى
ألف جيل.. ” (تث 7: 9)

 

الكنيسة
هى جسد المسيح، وهيكل الروح القدس، كما أنها عائلة الله الآب.. هذه العائلة تمتد
جذور عراقتها إلى آلاف السنين.. إلى 21 قرناً من الزمان.. فالمؤمنون فى القرن ال
21 ينتمون إلى عائلة عريقة التاريخ.. المسيح أباً لهذه العائلة، والكنيسة أماً لها،
والمؤمنون فى كل العصور هم أفراد هذه العائلة المجيدة..

والمؤمن
الذى يريد أن يثبت فى المسيح، لا بد له أن يتعرف على تاريخ عائلته المجيد، حتى
يزداد إنتماءاً لها إذ ينظر إلى نهاية سيرة أجداده ويتمثل بإيمانهم.. كما قال
الشاعر:

من
حوى التاريخ فى صدره أضاف أعماراً إلى عمره

واليوم،
بنعمة الله نستعرض بعضاً من الخطوط العريضة لتاريخ كنيستنا المجيدة.. وذلك من ست
مراحل، هى:

 

نشأة
الكنيسة.

عصر
إزدهار الكنيسة.

عصر
الإضطهاد والإستشهاد.

عصر
الهرطقات والمجامع.

عصر
الإنشقاق.

العصر
المرتقب.

كنيستنا
القبطية الأرثوذكسية.

الكنيسة
فى صورتها كأفراد عائلة الله، وأبناء العلى موجودة وكائنة فى ذهن الله من الأزل..
كما قال معلمنا بولس الرسول: ” كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون
قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه
حسب مسرة مشيئته.. ” (أف 1: 4، 5)، فليست الكنيسة هى منشأة خطرت فى فكر أحد
فأنشأها، بل هى صناعة سماوية وإبتكار إلهى، وتدبير أزلى..

وفى
ملء الزمان وُلِدَت الكنيسة، وكان يوم ميلادها هو يوم الخمسين من الروح القدس،
ومكان ولادتها هو فى علية صهيون.. إذ يقول الكتاب: ” ولما حضر يوم الخمسين
كان الجميع معا بنفس واحدة،
وإمتلا الجميع من الروح القدس وإبتدأوا يتكلمون
بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا.. ” (أع 2: 1، 4)

 

فبمجرد
ولادة الكنيسة، نراها وقد إزدهت وترعرت ونمت نمواً إلهياً سماوياً معجزياً.. ففى
يوم ولادتها، ولدت 3000 نفس، كما يسجل سفر الأعمال: ” فقبلوا كلامه بفرح
واعتمدوا وإنضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الآف نفس، مسبحين الله ولهم نعمة
لدى جميع الشعب وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون.. ” (أع
2: 41، 47)، ثم صاروا 5000 نفس وهكذا فى نمو مطرد سريع..

ثم
إمتد إنتشار الكنيسة من أورشليم إلى اليهودية فالسامرة، ثم إلى أقصى الأرض، كما
نقول فى أوشية السلامة فى القداس الإلهى عن الكنيسة:

 

[هذه
الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.. كل الشعوب وكل القطعان باركهم..]

 

كما
تميز هذا العصر بوحدانية القلب التى للمحبة،
كما قال الكتاب:
بنفس واحدة.. ”
(أع 2: 46)

لم
يقف الشيطان الذى واجه المسيح على الجبل مكتوف الأيدى أمام إمتداد الكنيسة شرقاً
وغرباً، فراح يشن عليها موجات من الإضطهادات العنيفة.. فحرك ملوك وأباطرة ضدها،
كما يسجل سفر الأعمال ذلك بقوله: ” وحدث في ذلك اليوم إضطهاد عظيم على
الكنيسة التي في أورشليم
فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل..
” (أع 8: 1)، ويضيف قائلاً: ” وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه
ليسيء إلى أناس من الكنيسة،
فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف وعاد فقبض
على بطرس
أيضاً، ولما أمسكه وضعه في السجن.. ” (أع 12 4)

 

وتوالت
الإضطهادات
فى عصر الدولة الرومانية من القرن الأول إلى القرن الرابع،
أيام الأباطرة: نيرون (64م)، ترجان (106م).. وكان أشدها هولاً هو دقلديانوس
(284م)، وقيل أن عدد الذين أستشهدوا فى عصره بلغ 800 ألفاً، وأعتبرت الكنيسة
سنة إرتقائه العرش هى السنة الأولى للتقويم القبطى للشهداء..

ولكن
برغم كل هذه الإضطهادات ظلت الكنيسة تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر..

واستمر
الإضطهاد من الدولة الرومانية حتى جاء الإمبراطور قسطنطين الكبير الذى
اعتنق المسيحية وأنهى عصر الإضطهاد عام 313 م وصارت المسيحية الدين الرسمى
للدولة الرومانية..

 

ما
أن هدأت الإضطهادات الخارجية على الكنيسة، حتى قام الشيطان بحرب من نوع متطور، من
داخل الكنيسة، فأخذ يزرع بذور الهرطقات بإثارة الجدل العقلانى فى العقائد
اللاهوتية مثل لاهوت المسيح، ولاهوت الروح القدس.. فظهرت عدة هرطقات، وعُقدت لها
عدة مجامع مسكونية لمحاربتها.. نوجزها فى الجدول التالى:

م

البيان

المجمع المسكونى الأول

المجمع المسكونى الثانى

المجمع المسكونى الثالث

المجمع المسكونى

الرابع

1

سبب الإنعقاد

هرطقة
اريوس

هرطقة
مكدونيوس

هرطقة
نسطور

إلتماس
أوطاخى

2

ملخص الهرطقة

المسيح
مخلوق

الروح
القدس مخلوق

إنكار
كون العذراء والدة الإله

إنكار
ناسوت المسيح

 (رجع
عنها)

3

الداعى لإنعقاده

الإمبراطور
قسطنطين

تاؤدسيوس

الكبير

تاؤدسيوس
الصغير

تاؤدسيوس
الصغير

4

رئيس المجمع

البابا
السكندرى الأنبا الكسندروس

البابا
السكندرى الأنبا تيموثاوس

البابا
السكندرى الأنبا كيرلس الكبير

البابا
السكندرى الأنبا ديسقوروس

5

مكانه وتاريخه

نيقية

325
م

القسطنطينية

381
م

أفسس

431
م

أفسس

449
م

6

عدد الحاضرين

318

أسقفاً

150

أسقفاً

200 أسقفاً

150

أسقفاً

7

ممثلى كنيستنا

البابا
ألكسندروس والشماس أثناسيوس

البابا
تيموثاوس

البابا
كيرلس الكبير والأنبا شنوده رئيس المتوحدين

البابا
ديسقوروس

8

قرار المجمع

* حرم أريوس وتعاليمه.

*
وضع قانون الإيمان: بالحقيقة نؤمن بإله واحد..

* حرم مكدونيوس وتعاليمه..

*
وضع تكملة قانون الإيمان: نعم نؤمن بالروح القدس..

* حرم نسطور وتعاليمه..

*
وضع مقدمة قانون الإيمان: نعظمك يا أم النور..

* براءة أوطاخى.

*
حرم فلابيانوس.

**
لم تعترف الكنيسة اليونانية

وروما
بهذا المجمع..

 وظل
الشيطان يزرع بذاره هذه التى مهدت لعصر الإنشقاق..

 

قمة
ما وصل إليه الشيطان هو أن سدد ضربته اللعينة التى شطرت كنيسة الله، عروس المسيح،
الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، إلى شطرين..

وسبب
هذا الإنشقاق، هو بذرة كبرياء ذرعها الشيطان فى قلب أسقف روما فى ذلك الحين، الذى
رفض أن يرأس المجامع المسكونية أسقف الإسكندرية، فعقد مجمعاً فى مدينة خلقيدونية
سنة 451 م، وفيه حرم البابا ديسقوروس بابا الإسكندرية وعزله ونفاه..

من
هنا بدأ الإنشقاق، فإنقسمت الكنيسة إلى معسكرين:

المعسكر
الغربى:
ويضم
كنيسة روما والقسطنطينة.

المعسكر
الشرقى:
ويضم
كنيسة الإسكندرية وكنائس سوريا وأرمينيا..

وفى
المعسكر الغربى حدث إنقسام آخر بين كنيسة روما، التى سُميت بالكنيسة
الكاثوليكية،
وكنيسة القسطنطينية التى سُميت بالكنيسة اليونانية، وذلك
فى القرن 11.

ثم
إنقسمت الكنيسة الكاثوليكية، عندما قامت الكنيسة البروتستانتية على يد
مارتن لوثر عام 1517 م، والتى إنقسمت بدورها إلى عديد من المذاهب..

 

كل
العيون ترقب فجراً جديداً تلتئم فيه جراح الكنيسة، وتزول فيه الإنشقاقات، وتعود
الكنيسة ” رعية واحدة لراعٍ واحد.. ” (يو 10: 16)، لذا قال
الرسول بولس: ” مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام، جسد واحد
وروح واحد كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد، ربٌ واحد
إيمان واحد معمودية واحدة، اله وأب واحد للكل الذي على الكل
وبالكل وفي كلكم، إلى أن ننتهي جميعناً إلى وحدانية الإيمان.. ” (أف 4:
3 13)

 

وهى
المعروفة فى التاريخ بكنيسة الإسكندرية، وهى الكنيسة الأم لعائلة الله العامة فى
كل المسكونة.. فهى:

 

تأسست
فى القرن الأول الميلادى على يد القديس مرقص الرسول الذى رسم إنيانوس أسقفاً..

عانت
كثيراً من الإضطهادات العنيفة، ولكنه بقيت كالأهرامات تحكى إحدى عجائب الدنيا، وهى
بقاؤها إلى اليوم رغم ضراوة الإضطهادات المتعاقبة..

أهتمت
بإنشاء المدرسة اللاهوتية للحفاظ على التعاليم المسيحية نقية، ومن مشاهير رجالها: أثناسيوس
الرسولى، كيرلس عمود الدين، وديسقوروس..

ظهرت
فى كنيستنا الحركة الرهبانية ن التى حافظت على الطابع النسكى الروحانى الخالص عبر
الدهور، ومن قديسى الرهبنة: الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة، والأنبا بولا أول
السواح، والأنبا مقاريوس أب برية شهيت، والأنبا باخوميوس أب الشركة..

تعيش
كنيستنا اليوم عصراً من أزهى عصورها، فى حركة روحية وكرازية وتعليمية، داخل مصر
وخارجها

 

 هذه
لمحة موجزة عن كنيسة المسيح، عائلة الله عبر التاريخ.. فإلى الأمام يا كنيسة العلى..
فإن ابواب الجحيم لن تقوى عليك، فكل آلة صورت ضدك لن تنجح.. ليتمجد إسم إلهنا فيكِ
إلى الابد.. آمين..

 

**
لحن:

بركتهم
المقدسة المقدسة فلتكُن معاً آمين..

المجد
لك يارب.. يارب لك المجد..

يارب
ارحم.. يارب ارحم

يارب
باركنا يارب نيحهم آمين..

 

كما
كان هكذا يكون..

من
جيل إلى جيل وإلى دهر الدهور.. آمين

درس
كتاب:

 

**
أولاً: متى نشأت الكنيسة؟

أف
1: 4، 5

أع
2: 1، 4

 

**
ثانياً: ماذا قال الكتاب عن عصر الإزدهار؟

أع
2: 47

**
ثالثاً: ماذا قال الكتاب عن عصر الإضطهاد؟

أع
8: 1

**
رابعاً: وضح كيف تنبأ بولس الرسول عن عصر الهرطقات والمجامع؟

أع
20: 29، 30

**
خامساً: مذا قال الكتاب عن عصر الإنشقاق؟

1
كو 3: 3

 

*
سادساً: ما هى العلامة الهامة للعصر المرتقب؟

يو
10: 16

 

**
سابعاً: ماذا قال الكتاب عن كنيستنا المجيدة؟

مت
16: 18

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

يو
10: 16


ولى خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة..

ينبغى
أن آتى بتلك أيضاً،

لتكون
رعية واحدة وراعٍ واحد.. “

أم
17: 9

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أب لعائلة عريقة:

ملخص
موضوع

الله
أبُ لعائلة عريقة

 

أولاً:
نشأة الكنيسة:

1)
كانت فى قلب الله الأزلى قبل تأسيس العالم (أف 1: 4، 5)

2)
وُلِدَت سيوم الخمسين بحل الروح القدس (أع 2: 1، 4)

ثانياً:
عصر إزدهار الكنيسة:

 إذ
عمل الروح القدس فى الرسل فربحوا الآلاف (أع 2: 47)

ثالثاً:
عصر الإضطهاد:

 إذ
هاج الشيطان على الكنيسة وأهاج الملوك والأباطرة ليضطهدوها (أع 8: 1)

رابعاً:
عصر الهرطقات:

 إذ
جاءت الحرب من الداخل فى هرطقات لاهوتية عقدت الكنيسة من أجلها المجامع (أع 20: 30،29)

خامساً:
عصر الإشقاق:

 إذ
تقسمت الكنيسة إلى كنائس مختلفة بسبب الذات والأنانية وحب الرئاسة (1كو 3: 3)

سادساً:
العصر المرتقب:

 الذى
تنشده الكنيسة، إذ تعود رعية واحدة لراع واحد فى وحدانية القلب الت للمحبة.. (يو
10: 16)

سابعاً:
كنيستنا القبطية الأرثوذكسية:

 أم
الكنائس إذ حافظت على الإيمان وروته بدم شهدائها وبدموع قديسيها.. (مت 16: 18)

 

(11)


الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي
مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح ” (1يو 1: 3)

 

نأتى
اليوم إلى الجانب الأخير من جوانب أبوة الله المحب التى تكلمنا فى الجزء الأول، ثم
الجزء الثانى من مرحلة الثبات فى المسيح..

ولقد
كان هدف مرحلة الثبات هو أن نثبت فى أبوة المسيح لنا ونطمئن من جهة علاقتنا بالله،
فهو لن يطردنا أو يرذلنا لأنه قال: ” من يقبل إلىَّ لا أخرجه خارجاً..
” (يو 6: 37)، فإن تعوجنا فلا بد أن يؤدبنا لكن رحمته لا ينزعها عنا..

فالعلاقة
مع الله علاقة أبدية مثل الزواج المسيحى، بلا طلاق.. فنحن كأولاد لله يؤدبنا لكن
لا يقطع علاقته بنا أبداً..

واليوم
نرى جانباً هاماً من جوانب أبوة الله لنا، وهو أنه مادام الله أباً لنا، ومادمنا نتمتع
بهذه الأبوة، فلابد أن نفتخر بهذه الأبوة أمام الناس.. وإفتخار الإبن بأبيه هو
السمة الطبيعية للأبناء المخلصين، مهما كان المستوى الإجتماع لابائهم.. كذلك الإبن
الحقيقى للمسيح يجب أن يبشر ويكرز ويعلن محبة هذا الأب العظيم، وهدفه من ذلك ان
يربح الناس للمسيح ليذوقوا محبته مثلما تمتع هو بها..

وكثير
من الناس يهابون الأمر ويخافوا من مجرد فتح هذه السيرة، ظناً منهم أن الأمر يحتاج
إلى معلومات لاهوتية عالية، أو أن يكون المتكلم دائرة معارفة قبطية متحركة حتى
يواجه أى سؤال يوجه إليه.. لكن الأمر يختلف عن هذا تماماً، فنحن نريد أن نتكلم
ليس عن معلومات عرفناه، بل عن عشرة إختبرناها.
. مثلما فعل الأعمى الذى قال: ”
أخاطئ هو لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً إني كنت أعمى والآن أبصر..
” (يو 9: 25)..

وسنركز
الحديث عن الكرازة بمحبة الله حول:

تحفظات
أساسية.

خطوات
تدريجية.

تنبيهات
ضرورية.

اطلب
من الرب الآن أن يفتح عينيك فتبصر عجائب من شريعته وتدرك المسئولية الملقاة من
الرب على عاتقك، حتى تكرز بحبه للآخرين من خلال ما شهدت ورأيت فيه من أبوة..

وهى
التحفظات التى يجب أن نتنبه إليها ونحن نقوم بخدمة شخص، لأن الكتاب يقول: ”
رابح النفوس حكيم.. ” (أم 11: 30)

 

لا
تكرز لشخص فى وسط مجموعة كبيرة، فهو عمل فردى يجب أن تكونا بمفردكما، حتى تستطيع
أن تصلا إلى خطوات عملية..

احذر
التحدى، بل ليكون الجو مفعماً بالمحبة..

لا
تكرز مع أحد من الجنس الآخر، ولا سيما الشباب.

لا
تكرز لمن هو اكبر منك سناً..

كن
مستمعاً طيباً، ولا تتكلم كل الوقت..

لا
تيأس بسرعة، فالله لم يعطنا روح الفشل..

اعتمد
على عمل الروح القدس، وكل فى روح الصلاة.

اطلب
من الرب أن يخلصك من الخوف، فلست تطلب من المخدوم تبرعاً بل أنت تعطه أثمن عطية..

كن
وديعاً ولطيفاً وبشوشاً.

دعه
يتابع معك الآيات فى الكتاب المقدس..

 

يقول
القديس يوحنا ذهبى الفم:

[إن
كانت الخميرة لا تخمر العجين، فهل تكون خميرة؟ وإن كان العطر لا يعبق الجو المحيط
به، فهل يكون عطراً، كذلك مسيحى لا يعمل من أجل خلاص غيره، فهل هو مسيحى!!]

 

وهى
الخطوات التى سيدور حولها الحديث، وهما جانبان:

 أ)
المدخل المناسب (المقدمة):

 يجب أن يكون
المدخل طبيعياً تلقائياً، كما حدث مع معلمنا فيلبس وهو يبشر الخصى الحبشى.. إذ
يقول الكتاب: ” فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرأ النبي إشعياء فقال ألعلك تفهم
ما أنت تقرأ.
. ” (أع 8: 30)، وكذلك معلمنا بولس الرسول عندما ذهب إلى أثينا
لم يهاجم أوثانهم، بل وجد فيهم ضوءاً خافتاً عن التدين فشجعهم عليه.. كما أنه لم
يتكلم معهم من العهد القديم، فهم يؤمنون بالفلسفة، وليس بالتوراة، لذا فقال لهم: ”
كما قال بعض شعرائكم.. ” (أع 17: 28)، بينما نجد معلمنا بطرس الرسول
فى عظة يوم الخمسين يتكلم من سفر يؤيل بالعهد القديم، لأن السامعين من اليهود..

ب)
جوهر الرسالة:

وهى
تدور حول أن الله خلقنا، ثم خلصنا عندما انفصلنا عنه بسبب خطايانا.. والسبب فى
خلقتنا وخلاصنا، هو محبته للبشر.. ويدور الحديث حول خمس آيات، هى:

 

1)
محبة الله للبشر:

فالله
خلقنا لأنه يحبنا، فهو ليس بالسيد القاسى الذى ينتظر منا أن نخطئ، وعلى الفور
يلقينا فى جهنم، بل خلقنا ليتلذذ بالعشرة معنا، فهو الذى قال: ” فرحة فى
مسكونة أرضه، ولذاتى مع بنى آدم.
. ” (أم 8: 31)، لذا يقول القديس
أغريغوريوس فى قداسه الإلهى:

[خلقتنى
إنسانا كمحب للبشر..]

 

2)
رد فعل الإنسان تجاه محبة الله:

يا
للعجب، لقد قابلوا المحبة بالإساءة، فهم: ” يقولون لله ابعد عنا وبمعرفة
طرلاقك لا نسر.
. ” (أى 21: 14)، وإن يقولوا هذا بأفواههم، فهم يقولونه
بأعمالهم..

 

3)
النتيجة الحتمية للخطية:

يا
للأسف، فالكتاب أعلن التسعيرة السماوية للخطية إذ قال: ” لأن اجرة الخطة
هى موت.
. ” (رو 6: 23)، فإن إنفصال الإنسان عن الله الحياة سيؤدى حتما
إلى الموت الأبدى..

 

4)
مبادرة المسيح الحُبية:

فالله
لم يقف مكتوف الأيدى أمام خطايانا، بل أرسل أبنه الوحيد الحبيب ليموت عن ويدفع ثمن
خطايانا، ويعيد العلاقة مع الآب إذ يصالحنا معه بدم نفسه.. كما قال الكتاب:
أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم.. ”
(2كو
5: 19)، لذا فالقداس الإلهى دائما يبدا بصلاة الصلح.. إذ يقول القديس أغريغوريوس:

[صرت
لنا وسيطاً لدى الآب، والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها، وأصلحت
السمائيين مع الأرضيين وجعلت الإثنين واحداًً..]

 

5)
قرعات اللقاء:

فالمسيح
لم يقدم مبادرته الحُبية من 2000 عاماً فحسب، بل هو اليوم يأتى من جديد ليقرع على
القلب حتى نفتح ونقبله فيدخل، كما قال: ” هئنذا واقف على الباب وأقرع..
إن سمع أحد صوتى وفتح الباب.. أدخل واتعشى معه وهو معى..
” (رؤ 3: 20)

 

هنا
ويمكنك أن يحكى له كيفية بدايتك فى طريق التوبة كما يبق وتعلمنا فى الجزء الأول من
مرحلة الثبات فى درس ” الله أب شهد له معلمنا بولس الرسول.. ” وهو يدور
حول 3 نقاط:

 

حياتك
قبل التغيير.

كيفية
التغيير.

حياتك
بعد التغيير.

 أخيراً،
راجع معه الآيات (رؤ 3: 20)، (يو 1: 12) مركزاً على أن الله يقرع الآن، فهل
تريد أن تفتح وتقول له كما نقول فى قطع الساعة الثالثة: [هلم تفضل وحل فينا وطهرنا
من كل دنس..]،
ثم اترك له الفرصة ليصلى طالباص دخول المسيح لحياته، ثم صلِّ
أنت أيضاً لتشكر المسيح على دخوله..

 

قبل
أن تتركه، اهتم بما يلى:

توضيح
مركزه الجديد كابن لله (يو 1: 12).

علمه
كيفية أخذ الخلوة بإختصار ليشبع بكلمة الله كأب لحياته..

حذره
من اليأس، فالشيطان لن يتركه، لكن الذى فيه أقوى من الذى فى العالم..

اربطه
بأب اعتراف حتى يستطيع ان يتناول من جسد الرب ودمه ويتمتع بإنتمائه للكنيسة ويشبع
من بركاتها..

 

يقول
القديس يوحنا الدرجى:

[إن
تقريب نفس واحدة إلى الله بالتوبة، أفضل عند الله من جميع القرابين، إذ ليس فى
العالم عند الله أفضل من النفس البشرية، لأن كل ما فى العالم يزول إلا النفس
المذكورة التى اقتربت لله بالتوبة فإنها لن تزول..]

 

طلبتى
إلى الله أن يكشف عن عيوننا فندرك مدى المسئولية الملقاة على عاتقنا نحن المؤمنين
لنكرز للبعيدين عن محبة الله، ليس كمعلمين ن بل كشاهدين عن عمق محبته التى تمتعنا
بها.. له المجد فى كنيسته إلى الأبد آمين..

**
ترنيمة:

1)
اليوم يوم بشارة واحنا ليه ساكتين

 يا
ويلى إن لم أبشر بالرب فى كل حين

 

قرار:
يا رب ثقل قلوبنا بربح كل النفوس

 ثقلنا
بالمسئولية يا ربنا القدوس

 

2)
يا ليت رأسى ماء عينىَّ ينبوع دموع

 لأبكى
ليلاً نهاراً على الخطاة يا يسوع

 

3)
يارب أعطينى قلبك قلبك ملئ بالحنان

 يبكى
على كل خاطئ مأسور فى يد الشيطان

 

4)
أيدنى ربى بروحك إنى ضعيف يايسوع

 وامسحنى
مسحة قوية وبكت أنت الجموع

 

درس
كتاب:

**
ما هى الآيات التى سيدور حولها حديثك مع من تكرز لهم بمحبة المسيح؟

أم
8: 31

أى
21: 14

رو
6: 23

2كو
5: 19

رؤ
3: 20

وأخيراً:
يو 1: 12

**
التدريب الروحى للأسبوع:

حفظ
آية:

أع
8: 30


فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرأ النبى إشعياء..

فقال
له ألعلك تفهم ما انت تقرأ..”

أع
8: 30

المواظبة
على الخلوة اليومية.

الذهاب
للكنيسة، وممارسة الاعتراف والتناول.

التدريب
الروحى لموضوع الله أبٌ نكرز بحبه: يمكن أن نخصص وقتاً على التدريب على كيفية
الكرازة لشخص، وذلك بأن يقوم قائد الأسرة بعمل هذا الأمر عملياً، ثم تتاح الفرصة
لبعض الأشخاص أن يقوموا بالرسالة الكرازية عملياً..

ممارسة
الرسالة الكرازية مع شخصين خلال هذا الاسبوع حتى نطبق ما نتعلمه..

 

يمكن
فى نهاية هذا المقرر أن نجتمع معاً كأعضاء فى أسرة واحدة، ونذهب إلى أحد الأديرة
فى خلوة يوم روحى لدراسة كتاب ” الحروب الروحية ” لقداسة البابا
شنوده الثالث، والتشارك فى الجوانب العملية التى استفاد منها كل عضو..

 

(12)

” واثقاً بهذا
عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً..

يكمل
إلى يوم يسوع المسيح ” (فيلبي1: 6)

 

أولاً:
ملخص الموضوعات الروحية

نأتى
اليوم إلى ختام الجزء الثانى من مرحلة الثبات فى المسيح، وذلك من خلال التمتع
بروعة أبوته الممتلئة حباً وحناناً.. فبهذا نكون قد انتهينا من مرحلة البدء مع
المسيح التى ركزنا فيها على المسيح الفادى، ثم مرحلة الثبات التى ركزنا فيها على
أبوة الله للمؤمن حتى لا يتزعزع بل يكون ثابتاً فى هذا العهد الذى اتخذه بقبول
المسيح فى قلبه..

 

ونريد
اليوم أن نجمِّع كل ما كلمنا به الرب فى هذا المقرر (الثبات الثانى) لتتكون لنا
صورة كاملة متكاملة.. تماماً مثلما نجمع قطع المكعبات المتفرقة فتتكون لدينا صورة
متكاملة..

لقد
كان هدف هذا المقرر هو:

 

التمتع
بالإستقرار والسلام فى حياتنا الجديدة مع المسيح..

وإليك
هذا الملخص للموضوعات التى كلمنا الرب فيها خلال هذا المقرر الثانى من مرحلة
الثبات فى المسيح:

لقد
كان التركيز فى هذا المقرر على خمسة محاور.. هى نفس المحاور الموجودة فى صليب
التقييم، كما تعودنا فى كل مقرر: مركز الصليب + أربعة أطراف.. كما يلى:

 

1)
مركز الصليب [مركز الله فى حياتى]:

فالله
أب يعتنى بحياتى ويحامى عنى.. إلى آخر الجوانب التى تمتعنا بها من أبوة الله،
فالله أب وليس رجل نيابة..

 

2)
الطرف العلوى للصليب [علاقتى بالله كأب]: فأحب أن اسمع صوته فى الكتاب المقدس
وأن أكلمه فى الصلاة، وأذهب لبيته وأنتظر مجيئه..

 

3)
الطرف السفلى للصليب [الضمير الداخلى]: فبالنسبة لهذه المرحلة.. يجب أن أكون قد
تخليت عن عاداتى المكتسبة واثقاً فى أبوة الله الذى يبغير عاداتى..

 

4)
الطرف الأيمن للصليب [الشركة مع المؤمنين]: فعرفنا أن الله أب لجماعة أخوانى،
وأن المؤمن فى القرن الحادى والعشرين ينتمى إلى عائلة عريقة، كما أنه يتمتع بوجود
الله كاب فى إجتماعات الصلاة..

 

5)
الطرف الإيسر [خدمتى للآخرين]: وذلك من خلال موضوع الله أب نكرز بحبه، فهل نحن
حقاً نشهد ونكرز بحب المسيح..

 

واليوم،
ونحن فى ختام هذا المقرر، هل تفتحت عيناك على هذا الامتياز الفريد الرائع، وهو
امتياز البنوية للمسيح؟؟؟

 

طلبتى
إلى الله أن يعطينا جميعاً الحياة الثابتة فى المسيح لنتمتع ببركة هذا الامتياز
المبارك.. آمين.

 

ثانياً:
أسئلة عامة للمراجعة

1)
ما هى إحدى فعاليات كلمة الله فى حياة المؤمن؟

2)
ما هى أهمية الصلاة بالنسبة للمؤمن؟

3)
ما هى دوافع الصوم فى حياة المؤمن؟

4)
ما هى نتائج سكنى الروح القدس فى حياة المؤمن؟

5)
ما هو دور المؤمن للحفاظ على الميراث الأبدى؟

6)
ما هى دعائم الإيمان بوجود الله؟

7)
ما هى كيف توطد شركتك مع اخوتك المؤمنين؟

8)
ما هى أساليب الصلاة فى إجتماعات الصلاة؟

9)
ما هى مدلولات كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة؟

10)
ما هى سمات العصر المرتقب للكنيسة؟

11)
ما هى الخمسة تركيزات التى يجب أن تركز عليها وأنت تكرز لشخص عن محبة المسيح؟

12)
ما هى الأمور التى انتفعت بها خلال مرحلة الثبات هذه على المستوى العملى:

 

ثالثاً:
مراجعة الآيات

1)
الله أبٌ كلامه لبنائك ():

2)
الله أب يصغى لكلامك ():

3)
الله أب يتقبل أصوامك ():

4)
الله أبٌ يحل بروحه فى أعماقك ():

5)
الله أب يحفظ ميراثك ():

6)
الله أب موجود فى الوجود والقلب ():

7)
الله أب لجماعة اخوانك ():

8)
الله أب وسط اجتماعات الصلاة ():

9)
الله واحد فى ثالوث ():

10)
الله أب لعائلة عريقة ():

11)
الله أب نكرز بحبه ():

 

**
ترنيمة:

1)
خلينى أقدر أبوتكوفديتك بروح خشوع

 واسجد
بحمد لنعمتكومحبتك لينا فى يسوع

 خلينى
أعيش عمرى للى باقى على الأرض ليك

 يكفى
اللى ضاع من بين إيدىَّ وأنا اسمى ليك

 

قرار:
يا أب يحبنىيا حب يردنى2

 يا
قلب يضمنىيارب ارفعنى ليك2

 

2)
خلينى أقدم برأفتكحياتى لك وكل شئ

 ثبت
جذورى فى كرمتكنقينى بالحق المضئ

 خلينى
أكون غصن لمسيحىمليان ثمار

 أشهد
بروحك وبكلامكعن اختبار

 

خاتمة

أخى
الحبيب..

 الآن،
قد وصلنا إلى ختام هذه الموضوعات التى تركز الحديث فيها عن الثبات فى المسيح..
ولقد كان هدف هذه الموضوعات هو أن تتثبت حياتنا على صخرة أبوة الله لنا، فلا نعود
متزعزعين متقلقلين، بل نصبح ثابتين واثقين فى أبوة ذاك الذى احبنا وأسلم ذاته عنا..

نسأل
جلاله الأقدس أن يمتعنا ببركة أن تتحول كل هذه المعرفة على حياة عملية معاشة..

أخى،
ما قيمة هذه الموضوعات إن لم تتحول فى حياتك إلى واقع تحياه، وسلوكٍ يعمله روح
الله القدوس داخلك!!

طلبتى
إلى روح الله القدوس أن يمتعنا بابوته فنحيا ونسلك ونتعامل معه كأب ونحن كاولاد له،
فنقول من القلب:

يارب
أنت أبونا

اسمع
يارب واستجب بشفاعة سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم العذراء وسائر
آبائنا القديسين، وصلوات أبينا الطوباوى البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث..
لإلهنا المجد فى كنيسته من الآن وإلى الأبد.. آمين.

لأجل
المنفعة

اهتم
بمواصلة مسيرتك الروحية، وذلك بمتابعة موضوعات هذه السلسلة، وذلك من خلال الجزء
التالى لهذا الكتاب، وهو:

أنت
أبرع جمالاً

[كيف
أنمو فى المسيح]

 (الجزء
الأول)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى