القاموس الكنسي
التدبير – οικονομια – oikonomia
التدبير – وهي كلمة تخص تدبير الخلاص
οικονομια – oikonomia
كلمة التدبير هي كلمة عبرانية – يونانية، بمعنى سياسة الله وعمله وحكمته في كل أعمال الثالوث القدوس وبخاصة: التجسد الإلهي
التدبير هو رسم إلهي مُعلن في الزمان وأساسه في الأزل. وهو تدبير ليس كتدبير البشر يتغير أو يتبدل، بل يتم كما هو حسب خطة الله الذي يشرف عليها بنفسه، والتدبير ليس نظري أو ينحصر في مجرد خطة، موضوعها مبهم وملامحها تنحصر في ذاتها، بل هو تدبير مُعطى لنا حسب النعمة، مصدره الثالوث القدوس.
التدبير الإلهي تدبير فاعل عامل يوحَّد حسب الإعلان بالروح، وينزع الانقسام، لأنه شركة في الواحد الثالوث القدوس الواحد في الجوهر. وهو يُنظم حياة ومصير الخليقة الجديدة في المسيح، ويُعطي لها في الزمان الحاضر “العربون” (2كورنثوس1: 22؛ 5: 5)، إلى أن يأتي الدهر الجديد الذي لا تغرب فيه شمس الحياة بالموت، بل تُشرق بنور إلهي أزلي يَهَب الاستنارة من الآب بالابن في الروح القدس.
إذن التدبير باختصار هو خطة الله للخلاص وفق مشيئته أي تدبيره الخاص، وهذا المعنى يتصل بتاريخ الخلاص فهي تُعتبر ” السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (أفسس 3: 9)، أما الآن في ملئ الزمان فقد تحقق في المسيح يسوع (أفسس1: 9 – 14)
ونجد أن الله منذ البداية في الكتاب المقدس أخذ يوضح تدبيره أي خطته المتعلقة بالخلاص وأعلنها بواسطة البشر الملهمين بالروح القدس، وليس عن طريق أي شخص آخر، فاختار أنبياء نقاهم وقدسهم مهيأ أوانيهم ليحملوا إعلانه، إعلان الخلاص وتدبيره ويقوده شعبه ويسلموهم النبوة والإعلان إلى يوم تتميمه، وأيضاً في العهد الجديد اختار الرسل بدورهم ليحملوا بشارة الإنجيل وإعلان الخلاص وقوة تدبيره ليحيوا به ويقدموه للكنيسة لأجل البنيان بروح النبوة: (لوقا12: 42 – 46)، فالوقت المعطى لخدام وكلاء سرائر الله هو هبة استؤمن عليها ويجب ان يستخدمها لاستعلان خطة الله حسب ما أعطاه الله من موهبة، لأنها مسئولية لا ينبغي إهمالها بل ينبغي أن يهتم بها اهتمام بالغ بحرص شديد وينتبه لها بكل تدقيق جالساً عند قدمي الكتاب المقدس بالصلوات والأسهار والأصوام متعلماً من الله مستلماً التعليم من القديسين كما نالوه من الله لأن خطة الله لا تتفكك ولا تنقطع من جيل، بل هي ممتدة ويزداد إعلانها كلما تقدم بنا الزمان
(أفسس5: 14 – 21)
(كولوسي4: 2 – 6)
عموماً الكلمة (التدبير) تُشير إلى خطة الله للخلاص والتي يشرف عليها بنفسه ويقوم بتنفيذها بدقة حسب مسرة مشيئته. وهذه الخطة وضحت في الكتاب المقدس منذ سقوط آدم في الفردوس، فكان الهدف منها هو خلاص الإنسان من ورطة السقوط المؤلمة التي تذوقها وانحصر في دائرتها المميتة باختياره الحرّ: (القداس الإلهي + رسالة رومية)
وكلمة التدبير في تحليل معناها اليوناني، استخدامها يُفيد معنى: (يوحنا10: 28)
عموماً نجد أن التدبير الإلهي بدأ في العهد القديم وأُظهر بالأنبياء ثم اكتمل بتفاصيله في العهد الجديد بظهور الابن الوحيد، حيث تجسد ربنا يسوع المسيح إلهنا الحي، وقد أُعلن هذا التدبير بالميلاد وحياة الله الكلمة في الجسد والصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس على الكنيسة وعلى كل من ينضم لها بالمعمودية ومسحة الميرون.
فحسبما وُلِدَ المسيح وعاش تمارس الكنيسة حياتها وفقاً للتدبير
” فأما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي (مدبر) الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم” (ميخا5: 2)
التدبير هو رسم إلهي مُعلن في الزمان وأساسه في الأزل. وهو تدبير ليس كتدبير البشر يتغير أو يتبدل، بل يتم كما هو حسب خطة الله الذي يشرف عليها بنفسه،
https://orsozox.com/