اللاهوت الطقسي

الإيمان بالثالوث هل هو ضروري للخلاص (1) الخلاص ليس هو خلاصاً من العقوبة وحدها

[center][font=arial]الإيمان بالثالوث هل هو ضروري للخلاص[/font]

[/center]

[center][font=arial]رسالة الأب صفرونيوس للقس يوسابيوس[/font]

[/center]

[center][font=arial]__________[/font]

[/center]

[center][font=arial](1) الخلاص ليس هو خلاصاً من العقوبة وحدها[/font]

[/center]

[right][indent][font=arial]صفرونيوس عبد يسوع المسيح المُخلِّص ، ابن الآب الذي جاء لكي يُخلِّص ويطلب الكل .
سلام ومحبة في الرب يسوع المسيح .
[/font]
[/indent][font=arial]أسالك أيها الأب الوقور الحكيم القس المحبوب يوسابيوس أن تذكرني في صلاتك ، وأن لا تنسى أن الشركة التي بيننا هي شركة أبدية .[/font]

[font=arial]1 – وصلتني رسالتكم ، ومعها طلب الإخوة أن أُجيب على سؤال محبتكم : هل الإيمان بالثالوث ضروري للخلاص ؟[/font]
[font=arial]والجواب في كلمة واحدة : “نعم” . ولكن ، ولأن الرسول بطرس خادم أسرار الإنجيل قد طلب أن يكون لنا جواب حسن عن سبب الرجاء الذي فينا ، ولأن الموحَّدين (الذين لا يؤمنون بالثالوث) يحاولون جاهدين استمالة قلوب الضعفاء والصغار الذين لم ينالوا بركة وقوة التعليم وبركة المعرفة ، نشرح الإيمان الرسولي المُسلَّم لنا من الرب يسوع ، ومن القديسين .[/font]

[font=arial]2 – أولاً : الخلاص ليس هو خلاص من العقوبة وحدها ، بل هو نوال التبني وميراث الملكوت ، وعطية الروح القدس .[/font]
[font=arial]وهكذا نسأل أنفسنا : هل الله واحدٌ فقط ؟ أم أن الله واحد في ثالوث ؟ لأننا إذا حاولنا أن نحصر التعليم عن الله في إله واحد فقط (جامد) ، فقدنا عطية الروح القدس ؛ لأن الواحد (الجامد) إذا أعطى ذاته لم يعُد هو العاطي ، بل العطية .[/font]

[font=arial]وإذا تصوَّر أيٌ منا أن العاطي هو العطية واختصر التمايُز بين العاطي والعطية ، ضاع منه إعلان المحبة .[/font]
[font=arial]ولأن العاطي والعطية – كاثنين – كلاهما ذات المحبة وذات الجوهر ، صارت المحبة أقوى ؛ لأن محبة أثنين ليست كمحبة واحد .[/font]

[font=arial]والأهم من هذا هو أن الواهب والعاطي يُعطي آخر ، فالآب يُعطي الروح القدس كما أعطانا الابن أيضاً ؛ لأننا نأتي إلى الله كعبيد خطاة ونُهَب عطية الروح القدس لكي نحيا كأبناء . ولو كانت البنوة غير كائنة في الجوهر الإلهي لتعذر علينا أن نقول إنها عطية أبدية ، ولكن لأن الله الآب هو آب الابن الوحيد ربنا يسوع المسيح ، صارت عطية التبني عطية أبدية ؛ لأن أساسها ثابت في الله ، أي في جوهره .[/font]

[font=arial]ولأن الابن ” لبس الجسد ” ، صار الجسد هو الأداة التي بها يوهب التبني الأبدي للإنسان . ولذلك كان من الضروري أن نُميز بين الأبوة في الآب والبنوة في الابن ، وهو متعذر علينا إن استخدمنا كلمة [ الله واحد ] واكتفينا بها ؛ لأنها لا تشرح أي شيء خاص بالخلاص ، بل هي جيدة جداً عندما نتكلم عن الله كخالقٍ ، ولكنها بلا قوة إذا تكلمنا عن الله كمخلص وفادٍ .[/font]

[font=arial]ثانياً : إن التوحيد تعليم عن الله كخالق ، وهو ما نقبله ، ولكنه ليس تعليماً عن الله كمخلص وفادٍ ، ولذلك يجب علينا أن نسأل : هل يُمكن أن نُعلِّم بالله الواحد كخالق ، ونقول إنه هو نفسه المُخلِّص ؟[/font]
[font=arial]والجواب هو كيف نتصور موضوع الخلاص ، إذا كان الخلاص من واحد (جامد) ؟ [/font]
[font=arial]لأن من يُعطي من كيانه ليس كمن يعطِ شيئاً خارجاً أو بعيداً أو مختلفاً عن كيانه ؛ لأن ما هو غير الله لا ينتمي إلى كيان أو جوهر الله ، بل هو من الطبيعة المخلوقة التي خُلقت من العدم . ولكن ، ولأن الخلاص هو حياة الله نفسه وقد انسكبت في الإنسان لكي يُثبَّت الإنسان إلى الأبد في شركة أبدية ، فقد جاء انسكاب حياة الله فينا ولنا بنوة وعطية من الآب ؛ لأن البنوة في الآب والعطية في الآب ، ومن الآب جاء الابن إلينا وتجسد ، ومن الآب وُهِبنا الروح القدس .[/font]

[font=arial]لذلك علينا أن نسأل أنفسنا : كيف نتصور الخلاص ؟[/font]
[font=arial]هل هو علاقة خارجية مع الله ، أم هو شركة في الله نفسه ؟أي شركة تحوَّل كياننا المخلوق من العدم إلى شركة تبني . ولذلك ، لولا وجود بنوة في جوهر الله ، ولولا وجود ابن الله الأزلي لتعذَّر علينا أن نتكلم عن تبني الإنسان ، لأن الآب يُعطي ما يملُك ويجود بما لديه ، وهو لا يشركنا في شيء خارج كيانه ولا يجود بعطية مخلوقة ؛ لأن ما هو مخلوق يفتقر إلى البقاء . فإذا كانت نعمة الله الغنية أبدية ، صار التبني هو شركتنا في الآب ، أي أننا ننال البنوة من الآب في ابنه يسوع المسيح .[/font][/right]

[center][font=arial]_____يتبع_____[/font]

[/center]

[center][font=arial]رسالة الأب صفرونيوس إلى القس يوسابيوس[/font]

[/center]

[center][font=arial]من كتاب الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة – الطبعة الأولى 2010[/font]

[/center]

[center][font=arial]من فقرة 1 إلى 3 – من ص 225 إلى ص 227[/font]

[/center]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!