عهد قديم

الإصحَاحُ الأَوَّلُ



الإصحَاحُ الأَوَّلُ]]>

الإصحَاحُ الأَوَّلُ

 

سفر يشوع يعلن ميراثناأرض الموعد بيشوع الحقيقى وسفر القضاة يكشف عن الإلتزام بدوام الجهاد مادمنا فىالجسد حتى نستولى على كنعان كلها، أى ننعم بكمال الوعد. ونجد فى هذا الإصحاح أخبارمتنوعة ففى الآيات (2-21) نرى غزو جنوب كنعان بواسطة يهوذا وفى الآيات (22-26) نرىإستيلاء سبط يوسف على بيت إيل وفى الآيات (27-36) قائمة المدن التى لم تستطعالأسباط الوسطى والشمالية طرد الكنعانيين منها. وبذلك نرى أن الله يسجل من جاهدومن تقاعس فى إصحاح واحد ليشجعنا أن نجاهد ضد إبليس. فأمكانية هزيمة إبليس موجودة بشرطأن نجاهد ولا نتهاون.

 

آية (1): “وكان بعد موتيشوع أن بني إسرائيل سألوا الرب قائلين من منا يصعد إلى الكنعانيين أولا لمحاربتهم.”

مقالات ذات صلة

سألوا الرب = غالباًبالأوريم. وعلينا أن لا نبدأ أى عمل إلا بالصلاة. ومن منا يصعد.. أولاً = كنانتوقع أن لا حرب بعد موت يشوع لكن الجهاد يجب أن يستمر بعد أن مات عنّا يسوع وقاموصعد. ومن يتغافل عن الجهاد يفقد ما حصل عليه من نعمة مات المسيح ليعطيها لهُ.ولاحظ قول بولس ” أقمع جسدى.. لئلا أصير مرفوضاً ” (1كو 9 : 27) وطردالكنعانيين رمز لأعمال إبليس والله أعطانا إمكانية هذا بالحياة الجديدة المقامة فىالمسيح بالمعمودية.

 

آية (2): “فقالالرب يهوذا يصعد هوذا قد دفعت الأرض ليده.”

قال الرب يهوذا =فيهوذا هو الأقوى والأكثر عدداً. والله لم يعطهم هذه القوة والكثرة لينامواويتكاسلوا بل ليحاربوا (مَثَلْ الوزنات). ويهوذا هم أكثر كرامة فلابد أن يكونوااكثر التزاماً بالقيام بواجباتهم. وإذا عرفنا أن المسيح خرج من يهوذا نفهم أن هذايشير أيضاً إلى أن الحرب الروحية تبدأ بالمسيح الخارج من سبط يهوذا (رؤ 2 : 6).

 

آية (3): “فقاليهوذا لشمعون أخيه اصعد معي في قرعتي لكي نحارب الكنعانيين فاصعد أنا أيضا معك فيقرعتك فذهب شمعون معه.”

إصعدى معى.. فأصعد معك= هذا كرم من يهوذا لأن شمعون ضعيف ويجب أن القوى يساند الضعيف. ولكن بالمعنىالرمزى فالمسيح القوى (يهوذا) يطلب منى أنا الضعيف (شمعون) أى المستمع (من يستمعالدعوة ويستجيب) أن أحارب معهُ والمسيح خرج غالباً ولكى يغلب (المسيح وأنا = يهوذامع شمعون).

 

الآيات (4-7): “فصعديهوذا ودفع الرب الكنعانيين والفرزيين بيدهم فضربوا منهم في بازق عشرة آلاف رجلووجدوا ادوني بازق في بازق فحاربوه وضربوا الكنعانيين والفرزيين. فهرب ادوني بازقفتبعوه وامسكوه وقطعوا أباهم يديه ورجليه. فقال ادوني بازق سبعون ملكا مقطوعةأباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي كما فعلت كذلك جازاني الله وأتوابه إلى أورشليم فمات هناك.”

أدونى = سيد، بازق =مبرق. وهما سمتان لإبليس الذى إستطاع خداع الإنسان وإمتلكه وصار سيداً لهُبخداعاته المبرقة الكاذبة. إبليس جعل فى الخطية ما يبرق أمام الإنسان فيخدعهويسقطه فيذل تحت إبليس ويملك إبليس عليه. لذلك أدونى بازق هو رمز إبليس الذى أذلالبشرية التى خلقها الله كملوك (70 ملكاً = رقم قد يرمز لكل البشرية التى أذلهاإبليس) وكان أدونى بازق قد هزم 70 ملكاً أى رئيس قبيلة طوال مدة حروبه وقطع أباهميديهم وأرجلهم = وكانت هذه العادة عند الفرس وبعض شعوب المنطقة ليمنعوا أعدائهم منإستعمال السيف فكأنهم عطلوهم عن الحرب. وأذلوهم = يلتقطون تحت مائدتى ويهوذا حينغلبوا أدونى بازق فعلوا فيه نفس الشىء. فكثيراً يسمح الله بأن يصيبنا الشر الذى ألحقناهبأخوتنا فنعرف أذاه ونتوب عنه وهذا ما حدث مع داود + (عو 15) وروحياً فقطع أباهماليد يشير إلى التوقف تماماً عن العمل لحساب مملكة الله وقطع أباهم الأرجل يشيرإلى توقف الحركة فى الطريق الملوكى. هكذا أذل الشيطان البشرية وعطل حركتهاالسماوية وجعلها أسيرة قصر لذاته تأكل كالحيوانات من الفتات الساقط من مائدةإبليس، تسلك بلا كرامة. وجاء المسيح الخارج من سبط يهوذا ومن بعده سبط شمعون أى كلالمؤمنين الذين إستجابوا وسمعوا دعوته وهزموا إبليس فالمسيح أعطانا السلطان أنندوسه (لو 10 : 19،20) بعد أن هزمه (لو 10 : 18) ولاحظ أن أدونى بازق مات فىأورشليم = أورشليم = رؤية السلام. فلا يمكن أن يحل السلام فى القلب ما لم يمتأولاً أدونى بازق، أى حين يضع نهاية لعدو الخير تحيا النفس فى سلام.

 

آية (8): “وحارببنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار.”

غالباً إستولى يهوذاعلى أورشليم ولكن الحصن بقى فى يد اليبوسيين حتى أيام داود الذى إستولى عليه (2صم5: 6،7). وغالباً إشعال الحريق كان فى جزء من المدينة فقد بقى بنى بنيامين ويهوذاساكنين فيها مع اليبوسيين (راجع آية 21).

 

آية (9): “وبعدذلك نزل بنو يهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل.”

بعد ذلك نزل = فأورشليمإرتفاعها 2593 قدماً. فمن سكن أورشليم لا يستطيع إلاّ أن يظل يحارب إبليس ويقاومأعماله. سكان الجبل = أى بيت لحم وحبرون والجبل يشير للكبرياء. والجنوب = منطقةتعرف بالنجب تتسم الجفاف والقحط وتصل إلى القفر وتشير إلى خراب العالم بسبب خطيته.والسهل= منطقة منخفضة تمتد بين الساحل وسلسلة جبال يهوذا وهى منطقة خصبة. ولكنطالما هى فى يد الكنعانيين فهى تشير لثمار الخطية وفى كل من المناطق الثلاثة يحاربأولاد الله أعمال إبليس لا يخافوا من عنف الخطية وقوة إبليس (الجبال) ولا تجذبهمثمارها (السهول).

 

الآيات (10-15): “وساريهوذا على الكنعانيين الساكنين في حبرون وكان اسم حبرون قبلا قرية أربع وضربواشيشاي واخيمان وتلماي. و سار من هناك على سكان دبير و اسم دبير قبلا قريةسفر. فقال كالب الذي يضرب قرية سفر و ياخذها اعطيه عكسة ابنتي امراة. فاخذها عثنيئيلبن قناز اخو كالب الاصغر منه فاعطاه عكسة ابنته امراة. و كان عند دخولها انها غرتهبطلب حقل من ابيها فنزلت عن الحمار فقال لها كالب ما لك. فقالت له اعطني بركة لانكاعطيتني ارض الجنوب فاعطني ينابيع ماء فاعطاها كالب الينابيع العليا و الينابيع السفلى.

قرية أربع = أربع الرجلالأعظم فى العناقيين (يش 14 : 15 + 15 : 13).

 

آية (16): وبنو القينيحمي موسى صعدوا من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا التي في جنوبي عرادوذهبوا وسكنوا مع الشعب.”

وبنو القينى = كلمةالقينى تعنى حداد فهم حدادين متجولين. وهم أبناء إخوة زوجة موسى. وقد إلتصقوابيهوذا. من مدينة النخل = أى أريحا ولكنه لم يقل أريحا لأنها كانت قد خربت.وانطلقوا إلى برية يهوذا = فهم مثل سائر البدو لا يحبون سكنى المدن بل يفضلونالبرارى وسكنوا مع شعب هذا الموضع أى عماليق واستمروا حتى طلب منهم شاول الملك أنيعتزلوا ان يبيد العمالقة. والركابيين (أر 35 : 1) هم من القينيين.

 

آية (17): وذهب يهوذا معشمعون أخيه وضربوا الكنعانيين سكان صفاه وحرموها ودعوا اسم المدينة حرمة.

وحرّموها = حطموهاوضربوها تماماً بسبب ما قاسوه فيها من مرارة فى حرب العمالقة (عد 14 : 45).

 

آية (18): واخذ يهوذاغزة وتخومها واشقلون وتخومها وعقرون وتخومها.

ولكن سرعان إستردالفلسطينيون مدنهم هذه من يهوذا.

 

الآيات (19-21): “وكان الرب معيهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد. و اعطوا لكالبحبرون كما تكلم موسى فطرد من هناك بني عناق الثلاثة. و بنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيينسكان اورشليم فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في اورشليم الى هذا اليوم.”

المركبات الحديدية كانتعائقاً بسبب تكاسلهم وليس لأن الله لا يستطيع. ولقد إحتكر الفلسطينيون صناعةالحديد حتى لا ينتفع به اليهود (اصم 13 : 19-22). وكانت نصرة داود على الفلسطينيونبداية لأستخدام الحديد كسلعة عامة فى إسرائيل.

 

آية (22): “وصعدبيت يوسف أيضا إلى بيت إبل والرب معهم.”

بيت يوسف = فى البدايةيصعد يهوذا (يسوع) ومعهُ شمعون (كل من إستجاب لصوت المسيح وخرج يجاهد). والأن نجدالتقدم فى الحياة الروحية إفرايم (ثمر متكاثر) ومنسى (نسيان محبة العالم) فلا جهادبدون ثمار. ويهوذا أقتنى أورشليم (رؤية السلام) وبيت يوسف اخذ بيت إيل أى بيتالله. أى مع نمونا الروحى نصير مسكناً لله. والرب معهم = لا نستطيع ان نقتحم بيتإيل أى بيت الله إلا بالله نفسه الذى يحملنا فيه إلى بيته ويكشف لنا أسرارهويمتعنا بحياته السماوية.

 

آية (23): واستكشف بيتيوسف عن بيت إبل وكان اسم المدينة قبلا لوز.

يُطلب من الجاسوس إظهارالمكان الضعيف فى سور المدينة وروحياً فالكنيسة ترسل رسلاًَ وخداماً للكلمة يشهدونللحق لتفتح كل قلب لحساب مملكة الله.

 

الآيات (24،25):فرأىالمراقبون رجلا خارجا من المدينة فقالوا له أرنا مدخل المدينة فنعمل معك معروفا. فاراهم مدخلالمدينة فضربوا المدينة بحد السيف و اما الرجل و كل عشيرته فاطلقوهم.”

الرجل الذى قادهمللمدينة ولم يدخل معهم يشير ويرمز للشعب اليهودى الذى أؤتمن على النبوات وأسراركثيرة وأظهر الطريق للكنيسة لكنه لم يؤمن بالمسيح.

 

آية (26): “فانطلقالرجل إلى ارض الحثيين وبنى مدينة ودعا اسمها لوز وهو اسمها إلى هذا اليوم.”

نجد الرجل ذهب ليعيشوسط الحثيين والوثنيين واليهود شاركوا الوثنيين عدم إيمانهم ورفضهم للمسيح. ودعاإسمها لوز = كان من عادة أهل تلك الأيام أنه إن ترك أحد مكانه وهاجر ذهب ليؤسسمدينة بنفس إسم مدينته الأولى (وهى لوز هنا).

 

الآيات (27-36): “ولميطرد منسى أهل بيت شان وقراها ولا أهل تعنك وقراها ولا سكان دور وقراها ولا سكانيبلعام وقراها ولا سكان مجدو وقراها فعزم الكنعانيون على السكن في تلك الأرض. وكانلما تشدد إسرائيل انه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طردا. وافرايم لم يطردالكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسطه في جازر. زبولون لم يطردسكان قطرون ولا سكان نهلول فسكن الكنعانيون في وسطه وكانوا تحت الجزية. ولم يطرداشير سكان عكو ولا سكان صيدون واحلب واكزيب وحلبة وأفيق ورحوب. فسكن الاشيريون فيوسط الكنعانيين سكان الأرض لأنهم لم يطردوهم. ونفتالي لم يطرد سكان بيت شمس ولاسكان بيت عناه بل سكن في وسط الكنعانيين سكان الأرض فكان سكان بيت شمس وبيت عناهتحت الجزية لهم. وحصر الاموريون بني دان في الجبل لأنهم لم يدعوهم ينزلون إلى الوادي.فعزمالاموريون على السكن في جبل حارس في ايلون وفي شعلبيم وقويت يد بيت يوسف فكانواتحت الجزية. وكان تخم الاموريين من عقبة عقربيم من سالع فصاعدا.”

تُشير هذه الآياتللتهاون مع الوثنيين الكنعانيين. وتركهم من اجل الجزية يشير لمحبتهم للمال وهذاإنحراف فى القلب. ونلاحظ فى آية (34) مضايقة الأموريين لبنى دان ممّا ما تسبب فىهجرة الدانيين بعد ذلك إلى لشم أو لايش فى الشمال (ص18) عكو = عكا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى