عهد قديم

الإصحاح السادس



الإصحاح السادس]]>الإصحاح السادس

 

خطة الحرب كانت على 3مراحل:

[1] الاستيلاء علىأريحا وعاي للتحكم في كل الممرات لبلاد كنعان وبهذا يتم شق بلاد الكنعانيين لنصفين

[2] ضرب الكتلةالجنوبية

[3] ضرب الكتلةالشمالية.

مقالات ذات صلة

 

آية (1): “وكانتأريحا مغلقة مقفلة بسبب بني إسرائيل لا أحد يخرج ولا أحد يدخل.”

أريحا كانت أول مدينةحصينة تواجه الشعب القادم للتمتع بالميراث، وهي تمثل العالم وقد وضع في الشرير، أوبمعنى أدق تمثل محبة العالم الزمني كعائق يعوق النفس عن إنطلاقها نحو الأبديةللتمتع بالميراث الحقيقي، يثقلها فلا ترتفع بأجنحة الروح القدس من مجد إلى مجد.ولأنها تمثل العالم الشرير، كان مثل السيد المسيح “المسافر من أورشليم نازلاًإلى أريحا هذا يمثل من إرتد من محبة الله (أورشليم) ونزل إلى محبة العالم (أريحا)فضربه اللصوص وجرحوه (الشياطين). ولكن المسيح السامرى الصالح إهتم به ليشفي. وفيأريحا أعاد المسيح البصر للأعمى (مت29:20 + مر46:10 + لو35:18). فمن يحب العالموشهواته يصاب بالعمى ولكن المسيح أيضاً قادر على شفائه. فالمسيح أتى من أجل منأصابه عمى الجهل لا أحد يخرج= خوفاً من جيش إسرائيل. ولا أحد يدخل= لأن الأبوابمغلقة من الرعب. وهذه الآية (آية 1) أدخلت وسط الآيات (13:5-15، 2:6-5) ليظهر عظمعمل الرب. والمدينة المغلقة تمثل الإنسان المنغلق على ذاته لا ينفتح قلبه بالخدمةوالعطاء للآخرين، هي تمثل الإنسان عديم المحبة، أما الإنسان المتسع القلب بالمسيحفيحب كل إنسان ويصلي له.

 

الآيات (2-5):”فقال الرب ليشوع انظر قد دفعت بيدك أريحا وملكها جبابرة البأس. تدورون دائرةالمدينة جميع رجال الحرب حول المدينة مرة واحدة هكذا تفعلون ستة أيام. وسبعة كهنةيحملون أبواق الهتاف السبعة أمام التابوت وفي اليوم السابع تدورون دائرة المدينةسبع مرات والكهنة يضربون بالأبواق. ويكون عند امتداد صوت قرن الهتاف عند استماعكمصوت البوق أن جميع الشعب يهتف هتافاً عظيماً فيسقط سور المدينة في مكانه ويصعدالشعب كل رجل مع وجهه.”

هي تتمة إصحاح (5) ونجدهنا ما قاله رئيس جند الرب ليشوع. ولاحظ قوله دفعت= بصيغة الماضي للتأكيد. ولقداستخدم الله طريقة فريدة للغلبة على أريحا لم يستخدمها بعد ذلك. فهي أول موقعة بعدعبور الأردن وأول مدينة محصنة يحاربونها. والله أراد أن يعلن بطريقة ملموسة أنالحرب له والنصرة هي من عنده وسلاحهم المطلوب هو الإيمان (عب30:11) ولنلاحظ أنيشوع لم يخبر الشعب عن فائدة الدوران حول أريحا ولكنهم بالإيمان أطاعوا سبعة أياموفي اليوم السابع قال لهم يشوع إهتفوا فالله أعطاكم المدينة فهتفوا وهم لا يدرونكيف سيعطيهم الله المدينة. وبعد ذلك في باقي حروبهم استخدموا الحكمة والتدبيراتالعسكرية لكنهم كانوا قد فهموا أن النصرة هي من عند الله. أما مع اريحا فالله لميستخدم التدبيرات العسكرية والحكمة البشرية بل ولا القوة الجسدية، ففي اليومالسابع داروا حول المدينة 7 مرات حتى أنهكوا تماماً ولم يعد عندهم حتى القدرة علىالمشي. وهتافهم العظيم كان إعلاناً عن إيمانهم بالله واهب النصرة. ونلاحظ دورانالشعب 7 أيام حول أريحا من المؤكد أنه أوقع الرعب والحيرة في قلوب أهل أريحاالواقفين ليراقبوا ماذا يفعل الشعب فكانت فرصة لمن يريد أن يتوب. ونلاحظ أن الكهنةاستخدموا الأبواق والشعب هتف. وقارن مع (رؤ15:11) فحين بوق الملاك السابع صارتممالك الأرض للرب ولمسيحه. إذاً البوق السابع هو علامة على مجيء المسيح الثانيوبداية الحياة الأبدية. والأبواق أيضاً في اليوبيل تكون إعلاناً عن الحرية. وإذافهمنا أن الدوران في دائرة حول أريحا يمثل الدخول في الأبدية (الأبدية والدائرة لابداية ولا نهاية لهما) فكأن ما حدث حول أريحا يشير للحياة الدائمة مع الله فيالأبدية بعد أن تنهزم أمام الله كل قوات الظلمة ونحن لا دخل لنا في هذا سوى أن نقفونهتف ونسبح الله على أعماله العجيبة والآن كل ما يرتفع فكره ويحيا في السموياتتنهزم أمامه كل الأرضيات. وكما كان شعب أريحا مسجون طوال ستة أيام وكان سقوطهالنهائي في نهاية اليوم السابع هكذا إبليس هو الآن فى فزع مقيد بسلسلة ولكن سقوطهالنهائى سيكون بعد انتهاء اليوم السابع عند مجيء المسيح مع صوت هتاف البوق وصراخالتهليل. ونلاحظ أن الكلمة المستخدمة للأبواق هنا هي أبواق اليوبيل فيكون معنىاستعمالها بغرض طقس ديني وليس بغرض عسكري فهزيمة أريحا هي عمل كامل لله وليس للشعبيد فيه. وأبواق اليوبيل استخدمت إشارة للحرية الحقيقية بعد دخولهم أرضهم. والأبواقتشير أيضاً لكلمة الله ويشوع أرسل الكهنة ليضربوا الأبواق كما أرسل المسيحالتلاميذ لنشر كلمة الكرازة التي أعطت المؤمنين الفرح الداخلي وتهليل القلب وفي(5) كل رجل مع وجهه= أي كل رجل يصعد إلى داخل المدينة في خط مستقيم يضرب ما يجدهفي وجهه. عند امتداد صوت قرن الهتاف= أي يكون صوت البوق متصلاً حينئذ يصيح الشعبويهتف والهتاف هنا بمعنى صيحات الفرح، الكل في وحدة واحدة يسبح ويهتف، هي الكنيسةالمجاهدة التي تسبح بنفس واحدة وروح واحدة مجاهدة ضد الخطية ومملكة إبليس.

 

الإصحاح السادس
الآيات(6-9): “فدعا يشوع بن نون الكهنة وقال لهم احملوا تابوت العهد وليحمل سبعةكهنة سبعة أبواق هتاف أمام تابوت الرب. وقالوا للشعب اجتازوا ودوروا دائرة المدينةوليجتز المتجرد أمام تابوت الرب. وكان كما قال يشوع للشعب اجتاز السبعة الكهنةحاملين أبواق الهتاف السبعة أمام الرب وضربوا بالأبواق وتابوت عهد الرب سائروراءهم. وكل متجرد سائر أمام الكهنة الضاربين بالأبواق والساقة سائرة وراء التابوتكانوا يسيرون ويضربون بالأبواق.”

الساقة= مؤخرة الجيشوسموها هكذا لأن من في المؤخرة كأنهم يقودون من أمامهم.

 

 

آية (10): “وأمريشوع الشعب قائئلا لا تهتفوا ولا تسمعوا صوتكم ولا تخرج من أفواهكم كلمة حتى يومأقول لكم اهتفوا فتهتفون.”

كان سكوتهم حتى لا يسخرمنهم أهل أريحا إذ أنهم لا يهاجمون بل يصيحون. ولكنهم كانوا يصلون سراً= لا تسمعواأصواتكم. ونلاحظ قول بولس الرسول أنه يجب علينا إذا اجتمعنا أن يكون لنا مزاميروتراتيل روحية، أو علينا أن نسبح الله ونلهج في كتابه المقدس ويكون هذا لنا هتافاًعظيماً عندئذ تنهدم أسوار محبة العالم فينا ويملك يسوع داخلنا.

 

آية (11-17): “ فدارتابوت الرب حول المدينة مرة واحدة ثم دخلوا المحلة و باتوا في المحلة. فبكر يشوعفي الغد و حمل الكهنة تابوت الرب. و السبعة الكهنة الحاملون ابواق الهتاف السبعةامام تابوت الرب سائرون سيرا و ضاربون بالابواق و المتجردون سائرون امامهم و الساقةسائرة وراء تابوت الرب كانوا يسيرون و يضربون بالابواق. و داروا بالمدينة في اليومالثاني مرة واحدة ثم رجعوا الى المحلة هكذا فعلوا ستة ايام. و كان في اليوم السابعانهم بكروا عند طلوع الفجر و داروا دائرة المدينة على هذا المنوال سبع مرات في ذلكاليوم فقط داروا دائرة المدينة سبع مرات. و كان في المرة السابعة عندما ضرب الكهنةبالابواق ان يشوع قال للشعب اهتفوا لان الرب قد اعطاكم المدينة. فتكون المدينة وكل ما فيها محرما للرب راحاب الزانية فقط تحيا هي و كل من معها في البيت لانها قدخبات المرسلين اللذين ارسلناهما. فتكون المدينة وكل ما فيها محرما للرب راحابالزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لأنها قد خبأت المرسلين اللذينأرسلناهما.”

محرماً للرب= التحريمكان ليعرف الشعب عقوبة الخطية وأن الأرض تقذف سكانها لو أخطأوا فيخافوا ولنعرف أنشعب الله كان شعب بدائي لا يميز بين الخاطئ والخطية فإبادة الخطاة تعني بالنسبةلهم إبادة الخطية، بل إبادة البهائم التي آلهوا بعضها وقدموا البعض الآخر ذبائحلآلهتهم. غير أن التحريم كان يهدف أيضاً ألا ينصرف قلبهم وفكرهم ووقتهم إلىالغنيمة والمكسب المادي، لهذا حرم عليهم نوال شيئاً من أريحا، ولكنه بعد ذلك فيالمواقع التالية سمح لهم بالغنائم. فالله أعطاهم درساً في عفة النفس ليروا أن كلالماديات لا قيمة لها عند الله ولكن بعد هذا سيعطيهم الله بعد أن يكونوا قد تعلمواأن يقولوا مع بولس الرسول تدربت أن أشبع وأن أجوع (في11:4-12). ونلاحظ أن الله يعلمهمأن ينصرفوا عن الزمنيات في أريحا ثم يعطيهم بعد ذلك الروحيات والزمنيات، (أية 19)كأن إنصرافهم عن أخذ أسلاب أريحا هو كأنهم قدموها بكوراً لله فيفهموا أن اللهأولاً، وإذا قدموا البكور يبارك الله بعد ذلك فيما تمتد إليه أيديهم في الحروبالتالية وبالنسبة لنا علينا أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره وهذه الباقية تزاد لنا.ونلاحظ خلاص راحاب فقط بسبب إيمانها بل هي دخلت في جماعة شعب الرب.

 

آية (18-23): “واما انتم فاحترزوا من الحرام لئلا تحرموا و تاخذوا من الحرام و تجعلوا محلةاسرائيل محرمة و تكدروها. و كل الفضة و الذهب و انية النحاس و الحديد تكون قدساللرب و تدخل في خزانة الرب. فهتف الشعب و ضربوا بالابواق و كان حين سمع الشعب صوتالبوق ان الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه و صعد الشعب الى المدينة كلرجل مع وجهه و اخذوا المدينة. و حرموا كل ما في المدينة من رجل و امراة من طفل وشيخ حتى البقر و الغنم و الحمير بحد السيف. و قال يشوع للرجلين اللذين تجسسا الارضادخلا بيت المراة الزانية و اخرجا من هناك المراة و كل ما لها كما حلفتما لها. فدخلالغلامان الجاسوسان واخرجا راحاب وأباها وأمها واخوتها وكل ما لها واخرجا كل عشائرهاوتركاهم خارج محلة إسرائيل.”

إبقاء راحاب وعائلتهاخارج المحلة بسبب وثنيتهم ونجاستهم ويظلوا خارج المحلة حتى يتطهروا ويؤمنوا. واللهذكر إيمان وعمل راحاب فهو لا ينسى كأس ماء بارد يقدم بإسمه. وقبول راحاب في شعبالله رمز لقبول الأمم والعشارين والزواني في ملكوت الله (مت31:21).

 

آية (24-27): “واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها انما الفضة و الذهب و انية النحاس و الحديدجعلوها في خزانة بيت الرب. و استحيا يشوع راحاب الزانية و بيت ابيها و كل ما لها وسكنت في وسط اسرائيل الى هذا اليوم لانها خبات المرسلين اللذين ارسلهما يشوع لكييتجسسا اريحا. وحلف يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون قدام الرب الرجل الذي يقومويبني هذه المدينة أريحا ببكره يؤسسها وبصغيره ينصب أبوابها. و كان الرب مع يشوع وكان خبره في جميع الارض. “

لأن أريحا كانت رمزاًللشر الذي يلزم هدمه تماماً وإبادته، لعن يشوع من يبنيها ولكنه لم يلعن ولم يحرممن يحيا فيها بعد بنائها، لذلك بنيت المدينة وعاش فيها كثيرين بعد ذلك. أما يشوعفكان يريد أن لا تبنى أريحا لتظل شاهدة على دينونة الخطية. ولقد كانت لعنة يشوععلى من يبني أريحا كأنها نبوة وقد تحققت حرفياً عندما قام حيئيل البيتئيلي ببنائها(1مل34:16). ولنلاحظ أنه لو كان حيئيل قد توقف عن البناء بعد موت أول ولد لأنقذبقية أبنائه ولكنه لم يطيع فمات الكل. لقد هلكت أريحا الشريرة ونجت راحاب الزانيةلأنها آمنت.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى