علم المسيح

معجزة شفاء أعميين



معجزة شفاء أعميين

معجزة شفاء أعميين

 

«وَفِيمَا
يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولانِ:
«ٱرْحَمْنَا يَا ٱبْنَ دَاوُدَ». وَلَمَّا جَاءَ إِلَى
ٱلْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ ٱلأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا
يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا؟» قَالا لَهُ:
«نَعَمْ يَا سَيِّدُ». حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ
إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا.
فَٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «ٱنْظُرَا، لا يَعْلَمْ أَحَدٌ!»
وَلٰكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا»
(متى 9: 27-31).

 

بعد
أن أقام المسيح ابنة يايرس، رجع إلى المنزل الذي كان يُقيم فيه. وفي الطريق صرخ
وراءه أعميان طالبين الرحمة، أظهرا إيمانهما به في اللقب الذي نادياه به: «يا ابن
داود». وكان كلام الأنبياء يؤكد أن المسيح يكون ابن داود، وهكذا رأى فاقد البصر
الجسدي السيد المسيح بالبصر الروحي، وهذا ما لم يره أهل البصر الجسدي، واختبر
الأعميان قول داود: «لأَنَّهُ يُنَجِّي ٱلْفَقِيرَ ٱلْمُسْتَغِيثَ
وَٱلْمِسْكِينَ إِذْ لا مُعِينَ لَهُ. يُشْفِقُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ
وَٱلْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ ٱلْفُقَرَاءِ» (مزمور 72: 12 و13)
وعرفا تصريح إشعياء النبي بأن المسيح سيعطي البصر للعميان. أما المسيح فلم يلبِّ
طلبهما أو ينتبه إليهما أولاً. لكن إغضاءه لم يُثْن عزمهما، فتبعاه إلى البيت
مجدِّدَيْن استنجادهما به.. تُرى لماذا أبدى المسيح عدم الاهتمام بهما أولاً؟ لقد
قصد أن يمتحن إيمانهما به. لم يسألهما إنْ كانا يؤمنان أن اللّه قادر، بل كان
سؤاله: «هل تؤمنان أني قادر؟».

 

ولما
كان الأعميان عاجزيْن عن رؤية وجه المسيح، لم يقدرا أن يكتشفا محبته العظيمة التي
ترافق قدرته العظيمة، فأعلن لهما محبته بواسطة أصابعه، إذْ لمس أعينهما فانفتحت.
ومع انفتاح أعينهما فتح لهما طريق الخلاص بقول: «بحسب إيمانكما ليكن لكما». فلم
يكن سبب نجاحهما في المعارف ولا المقام ولا الغنى ولا الصلاح، بل في الإِيمان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى