علم

انطلق من ذاتك، فإنه يشارِكَك آلامَك



انطلق من ذاتك، فإنه يشارِكَك آلامَك

انطلق من ذاتك،
فإنه يشارِكَك آلامَك

التطلع
إلي آلام الرب المحب ينسى الإنسان آلامه تنطلق به من ذاتيته ليحيا مع الرب منشغلاً
بحب الفادي المصلوب!

مجرمان
قاسيا القلب صلبا مع الرب كلاهما يتأوهان من شدة آلام الصليب وسخرية المجتمع بهم
كلاهما لهما نفس الطبيعة وتحت نفس الظروف وبجوار الرب المصلوب أحدهما تطلع إلي
آلامه ومرارة نفسه فغرق في اليأس والقنوط وحس بضيق لا يحتمل حتى جدف على الرب
قائلاً “إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا) لو39: 23”.

 

والثاني
بعدما عير الرب عاد وتطلع إلي يسوع المتألم أصغي إلي كلماته المملوءة حباً سمعه
يقول (يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون “لو34: 23”. تطلع
اللص إلي الرب المصلوب فرآه إلهاً محباً مترفقاً متألماً من أجله يحب حتى أعدائه
لذلك صرخ قائلاً (أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك).

 

الأول
انشغل بذاته ولم يتعد حدود آلامه فمات وخسر!!

الثاني
تطلع إلي آلام سيده من أجله فآمن ناسياً ما يعانيه من آلام!!

فم
يسمع ديماس اللص تسابيح الملائكة ليلة ميلاده ولا سمع تعاليمه ولا رأي معجزاته
وإقامته للموتى ولا شارك فرحتها يوم ارتجت المدينة كلها بدخوله وهتف الأطفال
والرضع له ولا حتى أدرك حدوث الزلزلة وإنحجاب الشمس وتشقق الصخور لكنه رآه مصلوباً
رآه إله محباً متألماً من أجل البشر فنسي كل آلامه مريداً ألا يفارق هذا الحب إلي
الأبد إنه لم ينشغل حتى بملكوت السموات لو لم لكن الملكوت هو الوجود في حضن هذا
المحب الذي تألم عنا.

 

إنه
يريد أن يلتقي به أينما وجد ومهما كانت آلامه وضيقاته! لقد تطلعت أنظار المؤمنين
فطلبوا بإلحاح أن يموتوا مع يسوع كما مات هو عنهم فلا عجب إن رأينا القديس
أغناطيوس الثيؤفوروس يطلب بإلحاح من أهل روميه ألا يبطلوا استشهاده قائلاً في
رسالته إليهم (إنني أبحث عن ذاك الذي مات لأجلنا وأشتاق إلي الذي قام لأجلنا) هذا
هو الربح الذي أدخره لنفسي.

 

إذن
فلنرفع إلي يسوع المشارك لنا آلامنا لنري قلبه يلتهب حبا هذا قدره عندئذ نذوب أمام
حبه طالبين أن نتألم نحن أيضاً معه.

 

ربي..
هب لي هذا الألم حتى الموت وأنا بنعمتك أقبله بشرور في أعماق نفسي.

ربي..
هل يحق لي أن أناجيك قائلاً إنني أود أن أتمتع بك مع ديماس اللص وهو على الصليب
يذوب قلبه ويحترق إذ يدرك حبك أكثر من الصعود على جبل التجلي مع بطرس ويعقوب
ويوحنا ليعاينا مجدك لولا أن كليهما مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً لا ينفصل.!

 

ربي..
كيف أتركك يا خطيب نفسي وحدك متألماً بين لصين ولا أرتفع على الصليب أيضاً لأموت
معك وبك وفيك.

 

ربي..
أجذبني أيها المصلوب إلي مخدع عرس صليبك حتى أفرح واسر بالشتائم والإهانات وأقبل
الألم بسرور أن يصلب العالم لي وأنا للعالم.

 

عريسي
المتألم.. اجذب عروسك إلي صليبك وافتح عينيها لتتأملا مخدعك فتنسى آلامها وتود أن
تبقي إلي الأبد متأملة في حبك الإلهي!!

 

+
وجهوا أنظاركم إلي العريس المعلق على الصليب لأجلكم مصلياً من أجل أعدائه (يا
أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون) لو34: 23.

 

ها قد
شاهدت ما ينطق به العريس أنظر كيف يلبس صديق العريس لباس العريس تأمل كيف وبخ
اسطفانوس المبارك اليهود..

 

يا
قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب.. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟! أع51: 7،
2..

 

+
لكنه عندما ألقي إلي الموت بأيدي مضطهديه الثائرين وانهالت الحجارة عليه قال (أيها
الرب يسوع أقبل روحي).. دعنى أموت جسدياً لكن لا تدعهم يموتون روحياً (يا رب لا
تقم لهم هذه الخطية).

+
عندما تعانون من قسوة عدوكم تذكروا قول الرب على الصليب وإن كان الرب مثالاً
عالياً بالنسبة لكم فانظروا إلي زميلكم الخادم اسطفانوس فقد كان يصلي من أجل
أعدائه بركب منحنية أثناء رجمه.

 

أريدكم
أن تتمثلوا به تقدموا إلي الأمام لماذا تسحبون قلوبكم في الأرض إلي الأبد اسمعوا
ارفعوا قلوبكم.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى