عهد قديم

الإصحاح الرابع والعشرون



الإصحاح الرابع والعشرون]]>الإصحاحالرابع والعشرون

 

نبوات بلعام (بقية)

الايات 2،1:-

يبدو أنه كان متفائلاً بالمكان الذى يذهبإليه أن الرب سيغير قراره ويجعله يلعن الشعب فيحصل على المكافأة. ولما وجد إصرارالله على البركة إستسلم ولم يذهب ثانية إلى مكان منعزل بل ذهب مباشرة متجهاً نحوالشعب

النبوة الثالثة:-  الآيات3-9  الروح القدس يحل على الكنيسة

مقالات ذات صلة

لأن النبوة خاصة بالروح القدس نسمع هناأن بلعام حل عليه روح الله ليكشف عن عمل الروح

وحى الرجل المفتوح العينيين         

بينما أن الخطية تعمى العينين فشهوةالمال أعمت عينى بلعام عن رؤية الملاك فى الطريق نرى هنا أن عينيه مفتوحة لأنه حلعليه روح الله فالروح القدس يفتح العيون على الأمور السماوية. بينما أن الخطيةتفتح العيون على الشر.

وحى الذى يسمع أقوال الله…مطروحاً

كما أن الروح يفتح الأعين فهو يعطىالأذان أن تسمع. ومطروحاً أى مذهولاً وساقطاً من شدة الرؤيا ورهبتها

ما أحسن خيامك يا يعقوب. مساكنك يا إسرائيل

هى قد تعنى جمال ترتيب خيام إسرائيلوإستقرارهم لوجود الله وسطهم. كما رأى بلعام توزيع خيامهم فعلاً. وهذا حال الكنيسةوكأنها تقول ” أنا سوداء لكن جميلة ” فسر جمالها هو المسيح. وقارن مع” ألا تعلمون أنكم هيكل الله والله ساكن فيكم ” فجمال الخيام لسكن اللهفيها. الروح القدس ساكن فى الكنيسة ويعطينا إتحاد مع الله فى إبنه ” أنتجميلة لا عيب فيك”

كأودية ممتدة كجنات على النهركشجرات عودٍ غرسها الرب كأرزات على مياه

محلتهم مترامية الأطراف كأودية ممتدة.وهم ناضرون كجنات أى هم أمة مثمرة. وشجرات العود هى شجر ضخم رائحته جميلة جداًوالعود يستخدم كبخور (قد يكون خشب الصندل) وهذا الشجر ساقه طويلة جداً وفروعهممتدة جداً فيبدو كخيمة. والأرز أشجار عالية مستقيمة دائماً دائمة الخضرة وخشبهاأغلى الأنواع ويعمر طويلاً ورائحته جميلة وهو ينمو أعلى جبال لبنان فى أعلى قممجبالها وساقه يحيط بها خمسة رجال بصعوبة وأفرعه تنمو فى صفوف متوازية كالخيام فلهاشكل مخروطى (مز12:92). الكنيسة هنا كغابات مظللة وجنات على نهر تفرح قلب الإنسانوتعيد إليه سلامه المفقود. ما أجمل الكنيسة فقد نصب الله نفسه خيامها على الأنهارالمقدسة. فالله غرس المؤمنين فى مياه المعمودية المقدسة ويغرس عضواً فى جسد المسيحويصير هيكلاً للروح القدس. ومثل هذا الإنسان يلجأ إليه الجميع يستريحوا تحت ظلالهمن ضربات الشمس الحارقة (نش 16:4+ 1:5). ولاحظ الأرز هنا لا يمثل الكبرياء.

يجرى ماء من ولائه ويكون زرعهعلى مياه غزيرة ويتسامى مَلِكهُ على أجاج

التصوير هنا بالطريقة الشرقية فكانوايحصلون على المار عن طريق الأبار. وهنا يُصور إسرائيل برجل أتى إلى البئر حاملاًدلوين وملأهم بالماء وكانا يفيضان بالماء كناية عن البركة والنجاح وكثرته وبركاته.وقد تعنى الصورة أن الله يفيض عليهم. ويكون زرعه أى يكون نسل إسرائيل ساكناً علىمياه كنعان وارثاً البركات وزرعه وفير فالمياه وفيرة وهذه النبوة جاءت فىالسبعينية” يأتى رجل من زرعه ويحكم على أمم كثيرة ” فيكون المعنى أنالسيد المسيح ياتى متجسداً من بيت إسرائيل ويملك روحياً على أمم كثيرة خلال عملالروح القدس فى كنيسته (مز 8:2) ويتسامى ملكه على أجاج. وأجاج إسم لملوك عماليقمثل فرعون لمصر والعمالقة كانوا أقوى الشعوب وإسرائيل يسحقهم والمسيح سحق الموتوالشيطان والخطية أكبر أعداء البشرية. (المياه رمز للروح القدس يو 37:7)

الله أخرجه من مصر لهُ مثلسرعة الرئم

هذه المرة سرعة الرئم تختلف عن المرةالسابقة فالكنيسة قد تكونت والروح القدس حل عليها والآن عملها الكرازة وقد إنتشرتبسرعة الرئم وبقوة عظيمة. وغرض الكرازة هى تحرير النفس من العبودية ليملك عليهاالمسيح إلى أقاصى الأرض (تث17:33)

يأكل أمما مضايقيه ويقضمعظامهم ويحطم سهامه

الأمم التى تضايق النفس هى أفكار الشرالتى تقاوم الإنسان. وخلال هذه الكرازة يحطم الروح القدس هذه الأفكار. ويقضمعظامهم أى الشهوات الجسدية ويحطم سهام التجارب الشريرة فينقل الإنسان نفساً وجسداًإلى الحياة المقدسة. واهباً إياه روح الغلبة والنصرة.

جثم كأسد ربض كلبوة من يقيمه.مباركك مبارك

يحدث العريس والعروس هنا معاً، لأنهمامتحدان فقد جثا العريس كأسد على الصليب وربضت معه عروسه. فميدان المعركة مع إبليسكان الصليب سواء للمسيح أو لكنيسته ” من أراد أن يصير لى تلميذاً فليحل صليبهويتبعنى ” أى صالبا أهوائه مع شهواته.

ومن يصنع هذا تكون لهُ قوة القيامة يهبهالهُ المسيح. ويعطيه المسيح إمكانياته فيكون مباركاً

آية10:-

توضح غضب بالاق وحيرته الشديدة وعجزه عنالتصرف

آية11:-

وهل الأمر ببالاق بأن يهدد بلعام = إهربإلى مكانك… الرب منعك عن الكرامة يقصد العطايا المادية التى كان سيهبها لهُ

ولكن لأن بلعام كان ممتلئاً بالروحفإستمر فى نبواته غير عابئاً بتهديدات بالاق.

النبوة الرابعة:- الآيات15-25

الذى يسمع أقوال الله ويعرفمعرفة العلى… مكشوف العينين

بقدر ما تغلق الخطية حواس الإنسان بقدرما يفتحها الروح القدس. والآن بلعام مملوء من الروح والروح الدس يعلمكم كل شىءويذكركم بكل ما قلته لكم.

أراه ولكن ليس الآن… يبرزكوكب من يعقوب… فيحطم طرفى موآب ويهلك كل بنى الوغا

ويكون أدوم ميراثاً… ويصنعإسرائيل ببأس… ويتسلط الذى من يعقوب ويهلك الشارد من مدينة

الإصحاح الرابع والعشرونالإصحاح الرابع والعشرونهو يتكلم عن شخص ليس موجوداًالآن وسط إسرائيل. وهذه الآيات قد تنطبق على داود. وداود هو الذى ضرب عماليق ضربةشديدة بعد أن كان شاول قد هزمهم ثم محاهم حزقيا تماماً (1صم1:15-9 + 1 صم30 + 1 أى41:4-43). وداود ضرب الموآبيين (2صم2:8) ولكن هذه النبوات تشير لأبعد من داود. فهىتشير للمسيح الذى أتى بعد هذه البنوات بـ 1500 سنة فى ملء الزمان. والمسيح هو كوكبالصبح المنير (رؤ16:22) وكونه قضيب من إسرائيل تعنى أنه فرع أو غصن من عائلة داودالتى قُطعتْ. وتشير لكونه ملكاً يملك وله سلطان. وهذه البنوة غالباً هى التىفسرها  المجوس على مولود بيت لحم ففهموا أنه سيكون ملكاً حين يظهر هذا الكوكب أوالنجم. أما تحطيمه لطرفى موآب و كل بنى الوغا فيشير لتحطيمه مملكة الشياطين. هوحطم خداعاتهم اليمينية (البر الذاتى) واليسارية(الخطايا)                                                                   الطرفين

هو حطمهم حين جرد الرياسات والسلاطينأشهرهم جهاراً على صليبه (كو15:2) وكلمة الوغى تعنى الحرب. فالشياطين هم بنى الوغىالذين لا يكفوا عن إعلان الحرب على بنى البشر. وبصليب  المسيح إمتلك البشرية التىكانت قد إبتعدت عنه وصارت ميراثاً لهُ والإشارة لها هنا بأدوم أو سعير. ويحولهالإسرائيل الروحى = ويصنع إسرائيل ببأس وهو يتسلط ويملك بل ويتصور فىتابعيه ويظهر فيهم. هو يتجلى فى حياة المؤمنين ببهاء مجده، ويهرب الشيطان الشاردمن مدينة الله (القلب) فحين يدخل المسيح للقلب لا يكون هناك موضعاً للشيطان داخلالنفس. وقد تشير أدوم وسعير للجسد بكون أدوم تشير للدم (الجسد) وسعير للشعر.فالجسد يقاوم الروح (غل17:5) ولكن بنعمة المسيح يخضع الجسد للروح ليكون لهُ نصيبفى القيامة. بل يصير الكل جسد المسيح = يصنع إسرائيل ببأس.

ولكن يهلك كل بنى الوغى جاءت فىالسبعينية كل بنى شيسش الذى خرج منهُ كل بنى البشر لأن نسل قايين اهلكهُ الطوفان.وإذا أضفنا كلمة يصنع إسرائيل ببأس نرى صورة رائعة لعمل المسيح فالمعمودية هى دفنمع المسيح وموت معه (ليهلك الإنسان القديم) ثم قيامة المسيح ليصنع المسيح إسرائيلالجديد.

عماليق أول الشعوب واما آخرتهفإلى الهلاك

هناك أكثر من ذكر لعماليق فهناك جماعةعماليق بن البفاز بكر عيسو ولكن هناك من هم أقدم من ذلك بكثير فهم موجودين قبلإبراهيم فكدر لعومر ضرب بلاد العملاقة. وعموماً العمالقة قد تشير لسكان الوديان.وهم شعوب قوية ومنهم الهكسوس الذين حكموا مصر ومنهم من أسس دولة الأبناط فى فلسطينودولة تدمر فى سوريا ودولة حمورابى فى بابل. وربما هو أى بلعام وهو فوق رأس البجلقد رآهم من بعيد وقوله أول الشعوب قد تشير إلى أنهم أكثرهم قوة أو أن أول حرب تمتفى البرية كانت ضد عماليق وقد إستمرت حروبهم مع إسرائيل حتى إنتهى عماليق فى أيامحزقيا (1 أى 43:4)

ولكن عماليق هذا كأول شعب يقاوم شعب اللهفهو يمثل باكورة المقاومة لله فى شعبه كما كان السيد المسيح باكورة الطاعة لله فىشعبه. لذلك جاء اسليد المسيح الذى هو الباكورة (1كو32:15) ليهلك باكورة الشر أىعماليق وكون عماليق هذا يظل قائماً يحارب شعب الله حتى يهلكه حزقيا فهذا إشارةلإستمرار العداوة بين الشيطان والإنسان حتى يقضى المسيح تماماً عليه فى آخر الأيام= وأما آخرته فإلى الهلاك

القينى.. ليكن مسكنك متيناً وعشك موضوعاًفى صخرة لكن يكون قايين للدمار.. حتى متى يستأسرك أشور.. آه من يعيش حين يفعل ذلك

القينى نسل رجل إسمه قايين وكانوا قوماًرحل إستقروا فى أرض كنعان فى أيام إبراهيم (تك19:15) وكان منهم يثرون كاهن مديانوهذا يشير أنهم عاشوا وسط المديانيين. وعائلة حوباب عاشوا وسط اليهود ومنهمالركابيون. وهؤلاء القينيين كان موطنهم محصناً وسط الأماكن الصخرية. وكان دمارالقينيين مع دمار إسرائيل حين جاء سبى أشور على كليهما فكان القينيين يعيشون وسطإسرائيل كما قلنا وأخذهم للسبى.

لكن هناك تفسير آخر أنه مهما كان الشيطانمحصناً وعشه فى صخرة فسيأتى وقت حين يأتى المسيح ويدمر عشه المتحصن فيه ويحرر شعبهمن السبى لذلك هو يتساءل حتى متى يستأسرك أشور.. وفى رؤيته لأفراح تلك الحرية يقولآه من يعيش حين يفعل ذلك أى حين يفعل الله ذلك. هو أدرك أنه يتكلم عن عمل المسيحفى تحرير شعبه

وتأتى سفن من ناحية كتيموتخضع أشور.. وعابر فهو أيضاً للهلاك

هذه النبوة أعتقد أنها تحدد ميعاد مجىءالمسيح بأنه خلال العصر الرومانى. والرومان كانوا قد سادوا العالم حين جاءت سفنهموحملت جيوشهم لكل العالم. فكانت كتيم تشير إلى الغرب كله وإلى جزيرة كريت وإلىقبرص وإيطاليا وسفر المكابيين أطلق على مقدونيا موطن الإسكندر كتيم أيضاً (1مكا1:1) وهؤلاء الرومان أخضعوا لهم أشور وعابر ونسل عابر منهم اليهود ومنهم آخرينوكان أشور وعابر من نسل سام وكان أشور يمثل الساميين الذين سكنوا شرق الفراتوالعابريين هم الساميين الذين سكنوا نزحوا للغرب. والمعنى أن المسيح سيأتى فى هذاالوقت حين تخضع جيوش الرومان أشور وعابر. ولكن هو أيضاً أى الرومان للهلاك هذهالبنوة تشبه حلم نبوخذ نصر ورؤى دانيال. (قد تشير أيضاً للغزو اليونانى للعالم)

ملحوظة:-

فى آية14:_

قال بلعام هوذا أنا منطلق إلى شعبى. لكنىلم يذهب لشعبه بل تلكأ وسكن بين المديانيين حتى قتل وكان سبباً بمشوراته الردية فىخراب إسرائيل (عد16:31 + رؤ 14:2)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى