عهد قديم

الإصحاح الرابع عشر



الإصحاح الرابع عشر]]>الإصحاح الرابع عشر

 

الآيات (1-10) :-

و في ذات يوم قاليوناثان بن شاول للغلام حامل سلاحه تعال نعبر الى حفظة الفلسطينيين الذين في ذلكالعبر و لم يخبر اباه. و كان شاول مقيما في طرف جبعة تحت الرمانة التي في مغرون والشعب الذي معه نحو ست مئة رجل.و اخيا بن اخيطوب اخي ايخابود بن فينحاس بن عاليكاهن الرب في شيلوه كان لابسا افودا ولم يعلمالشعب ان يوناثان قد ذهب. و بين المعابر التي التمس يوناثان ان يعبرها الى حفظةالفلسطينيين سن صخرة من هذه الجهة و سن صخرة من تلك الجهة و اسم الواحدة بوصيص واسم الاخرى سنه. والسن الواحد عمود الى الشمال مقابل مخماس و الاخر الى الجنوبمقابل جبع. فقال يوناثان للغلام حامل سلاحه تعال نعبر الى صف هؤلاء الغلف لعل اللهيعمل معنا لانه ليس للرب مانع عن ان يخلص بالكثير او بالقليل. فقال له حامل سلاحهاعمل كل ما بقلبك تقدم هانذا معك حسب قلبك. فقال يوناثان هوذا نحن نعبر الى القومو نظهر انفسنا لهم.فان قالوا لنا هكذا دوموا حتى نصل اليكم نقف في مكاننا و لانصعد اليهم. و لكن ان قالوا هكذا اصعدوا الينا نصعد لان الرب قد دفعهم ليدنا و هذههي العلامة لنا.

يوناثان المملوءإيماناً لم يحتمل فقدان شعبه لكرامته فقام ليحارب واضعاً أمامه أن الرب ليسلديه مانع أن يخلص بالقليل كما بالكثير. وربما إستغل يوناثان أن جيوش المخربينالثلاثة خرجت وبقى فى مخماس عدد قليل فهاجمهم. بينما كان أبوه تحت الرمانةيستظل. وهو تحرك دون أن يخبر أباه حتى لا يمنعه. فترك أباه وجيشه فى إرتباكهم وآمنهو بالله أنه يحقق النصرة بالقليل أو بالكثير. وكان الغلام حامل سلاحه يشاركه ذاتالإيمان. يبرز هنا أهمية أن يكون لنا صديق مؤمن والأجمل أن يكون لنا صديق سماوى منالشهداء والقديسيين. سؤال:- هل لو فكّر يوناثان بالعقل فقط دون إيمان أكانيفعل ما فعلهُ؟ الإجابة قطعاً لا. إذاً فلنبدأ حتى وإن كنّا نزحف على أيديناوأرجلنا وبالقطع الله سيعين ويكمل وتكون النتائج فوق تصورنا. فقط نبدأ دون إرتيابومن يتكل على الله يعمل عجائب بيده. وفى آية(3) ذُكِرَ الخبر كتمهيد لما سيأتى فىآية(18) وأخيا هو أخيمالك. وكان أخيطوب وإيخابود هم أولاد فينحاس إبن عالىالكاهن. لابساً أفوداً: أى يقوم بواجب رئيس الكهنة وفى (9،10) وضعوا علامةليعرفوا من الرب هل يكملوا عملهم أم لا. والله الذى يملك على القلوب والألسنة قادرأن يجعل هؤلاء الوثنيين أن يجيبوا بما يريده ويضعه فى أفواههم فهو ضابط الكل.وبالفعل إذ رآهما الفلسطينيون سخروا منهما قائلين إصعدوا.

 

مقالات ذات صلة

الآيات (11،12) :-

فاظهرا انفسهما لصفالفلسطينيين فقال الفلسطينيون هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب التي اختباوافيها. فاجاب رجال الصف يوناثان و حامل سلاحه و قالوا اصعدا الينا فنعلمكما شيئافقال يوناثان لحامل سلاحه اصعد ورائي لان الرب قد دفعهم ليد اسرائيل.

لنعلمكما شيئاً: أى نؤدبكماونقتلكما. هم يتكلمون فى مزاح وإستخفاف لكن يوناثان حسبها علامة من السماء وتأكدمن هزيمة العدو بسبب كبريائهم.

 

آية(13) :-

فصعد يوناثان على يديهو رجليه و حامل سلاحه وراءه فسقطوا امام يوناثان و كان حامل سلاحه يقتل وراءه.

فصعد يوناثان على يديهورجليه:أى حبواً فلم يكن ممكناً أن ينزل الصخرة أو يصعد عليها واقفاً بسبب إنحدارهاالشديد. وتحمل هذا الوضع المتعب والمخزى مع سخرية الأعداء فى إيمان. فسقطواأمام يوناثان: أمام هذا الإيمان كان يجب أن يسقطوا فالله أوقع الرعب فىقلوبهم. وربما صوّر الله لهم أو أسمعهم صوت جيش عظيم يتبعهم فخافوا وحاولوا الهروبفسقطوا. وربما حدث زلزال فعلاً حطمهم وأرعبهم (آية15).

 

آية(14) :-

و كانت الضربة الاولىالتي ضربها يوناثان و حامل سلاحه نحو عشرين رجلا في نحو نصف تلم فدان ارض.

نصف تلم فدان: هى بقعةيحرثها ثوران فى يومٍ واحد. وربما كان أيضاً سقوطهم من على الصخرة لإنحدارهاالشديد فهم فى هربهم مرعوبين سقطوا من عليها فماتوا.

 

آية(15) :-

و كان ارتعاد في المحلةفي الحقل و في جميع الشعب الصف والمخربون ارتعدوا هم ايضا ورجفت الارضفكان ارتعاد عظيم.

المحلة: مكان الجيشالفلسطينى فى مخماس (المعسكر)، إرتعاد: حينما سمعوا عن خبر سقوط إخوتهم وقعالرعب فى قلوبهم وكان هذا أيضاً عمل الله. الصف: الجيش الذى فى المحلة.

 

آية(16) :-

فنظر المراقبون لشاولفي جبعة بنيامين و اذا بالجمهور قد ذاب و ذهبوا متبددين.

المراقبون: المقصودبهم جواسيس شاول الذين يستطلعون حال جيش العدو.

 

الآيات (17-20) :-

فقال شاول للشعب الذيمعه عدوا الان و انظروا من ذهب من عندنا فعدوا و هوذا يوناثان و حامل سلاحه ليساموجودين. فقال شاول لاخيا قدم تابوت الله لان تابوت الله كان في ذلك اليوم مع بنياسرائيل.و فيما كان شاول يتكلم بعد مع الكاهن تزايد الضجيج الذي في محلةالفلسطينيين و كثر فقال شاول للكاهن كف يدك. و صاح شاول و جميع الشعب الذي معه وجاءوا الى الحرب و اذا بسيف كل واحد على صاحبه اضطراب عظيم جدا.

تعجب شاول ممّا سمعه عنالرعب الذى وقع للفلسطينيين. ثم عَرِف أن يوناثان غائب ثم طلب أن يسأل الكاهن ثمتراجع وقرر أن يتصرف بنفسه دون سؤال الله. هذا يكشف عن طبيعة شاول وأنه متسرع قليلالصبر يعتمد على ذراعه، يمكن أن يسأل الرب لكنه لا ينتظر أن يسمع الإجابة. وفىتسرعه أسقط إبنه فى التعدى.

 

آية(21) :-

و العبرانيون الذينكانوا مع الفلسطينيين منذ امس و ما قبله الذين صعدوا معهم الى المحلة من حواليهمصاروا هم ايضا مع اسرائيل الذين مع شاول و يوناثان.

غالباً هم اليهود الذينكانوا مأسورين ومستعبدين للفلسطينيين إنضموا لشاول.

 

آية(22) :-

و سمع جميع رجالاسرائيل الذين اختباوا في جبل افرايم ان الفلسطينيين هربوا فشدوا هم ايضا وراءهمفي الحرب.

أخيراً إنضم المذعورينالفارين إلى شاول بعد أن كانوا قد هربوا وتشتتوا.

 

آية(23) :-

فخلص الرب اسرائيل فيذلك اليوم و عبرت الحرب الى بيت اون.

بيت آون: هى بينمخماس وبيت إيل.

 

آية(24) :-

و ضنك رجال اسرائيل فيذلك اليوم لان شاول حلف الشعب قائلا ملعون الرجل الذي ياكل خبزا الى المساء حتىانتقم من اعدائي فلم يذق جميع الشعب خبزا.

شاول تصوّر أن الجيش لوأكلوا يضيع الوقت فلا يستطيع أن يلحق بالأعداء وهو أخطأ فى قراره وتسرّع فيه.وتتلخص أخطاء شاول هنا فى الآتى

1- لم ينتظر أن يسمع كلام الله من الكاهن فكان غيرموسى الذى كان يصلى ويشوع يحارب. إذن شاول كان يعتمد على ذاته وليس على الله.

2- أخطأ فى منعه جيشه أن يأكل إذ حَسِب النصرة هىثمرة عمله وليس نتيجة الإيمان وهذا عكس يوناثان. بل هو بقراره جعل يوناثان يتعدىدون أن يعلم.

3- لم يُعْطِ إعتباراً لحاجات رجاله فكيف يحاربونوهم جائعون. بل جعلهم يخطأون ويأكلون على الدم (خلافاً للناموس) من شدة جوعهم(آية32) فلم يكن هناك وقت أن تنزف الذبيحة دمها فأكل الدم ممنوع بحكم الناموس.

4-    يقول أنتقم من أعدائى: هو حسبهمأعداءه هو وليس أعداء الله وأعداء شعبه وهذا كبرياء.

 

الآيات (25-31) :-

و جاء كل الشعب الىالوعر و كان عسل على وجه الحقل. و لما دخل الشعب الوعر اذا بالعسل يقطر و لم يمداحد يده الى فيه لان الشعب خاف من القسم. و اما يوناثان فلم يسمع عندما استحلفابوه الشعب فمد طرف النشابة التي بيده و غمسه في قطر العسل و رد يده الى فيهفاستنارت عيناه. فاجاب واحد من الشعب و قال قد حلف ابوك الشعب حلفا قائلا ملعونالرجل الذي ياكل خبزا اليوم فاعيا الشعب. فقال يوناثان قد كدر ابي الارض انظرواكيف استنارت عيناي لاني ذقت قليلا من هذا العسل. فكم بالحري لو اكل اليوم الشعب منغنيمة اعدائهم التي وجدوا اما كانت الان ضربة اعظم على الفلسطينيين. فضربوا في ذلكاليوم الفلسطينيين من مخماس الى ايلون و اعيا الشعب جدا

الله أعّد لجيش شعبهعسلاً فى البرية وبتصرف شاول الأحمق أرهق جيشه فالقرارات السريعة النابعة من قلبغير مستقيم تفقد الإنسان الكثير ويحرم نفسه من عطايا الله والفرص التى يقدمها لهالرب.

 

آية(33) :-

فاخبروا شاول قائلينهوذا الشعب يخطئ الى الرب باكله على الدم فقال قد غدرتم دحرجوا الي الان حجراكبيرا.

الحجر الكبير: ليذبحواعليه الحيوانات فتكون الذبائح مرتفعة عن الأرض فيخرج الدم قبلما يأكلون منه.وبالفعل أطاع الشعب.

 

الآيات (36-46) :- 

و قال شاول لننزل وراءالفلسطينيين ليلا و ننهبهم الى ضوء الصباح و لا نبق منهم احدا فقالوا افعل كل مايحسن في عينيك و قال الكاهن لنتقدم هنا الى الله. فسال شاول الله اانحدر وراءالفلسطينيين اتدفعهم ليد اسرائيل فلم يجبه في ذلك اليوم. فقال شاول تقدموا الى هنايا جميع وجوه الشعب و اعلموا و انظروا بماذا كانت هذه الخطية اليوم. لانه حي هوالرب مخلص اسرائيل و لو كانت في يوناثان ابني فانه يموت موتا و لم يكن من يجيبه منكل الشعب. فقال لجميع اسرائيل انتم تكونون في جانب و انا و يوناثان ابني في جانبفقال الشعب لشاول اصنع ما يحسن في عينيك. و قال شاول للرب اله اسرائيل هب صدقافاخذ يوناثان و شاول اما الشعب فخرجوا.فقال شاول القوا بيني و بين يوناثان ابنيفاخذ يوناثان. فقال شاول ليوناثان اخبرني ماذا فعلت فاخبره يوناثان و قال ذقت ذوقابطرف النشابة التي بيدي قليل عسل فهانذا اموت. فقال شاول هكذا يفعل الله و هكذايزيد انك موتا تموت يا يوناثان. فقال الشعب لشاول ايموت يوناثان الذي صنع هذاالخلاص العظيم في اسرائيل حاشا حي هو الرب لا تسقط شعرة من راسه الى الارض لانه معالله عمل هذا اليوم فافتدى الشعب يوناثان فلم يمت. فصعد شاول من وراء الفلسطينيين وذهبالفلسطينيون الى مكانهم.

فى (36) الكاهن حينماوجده متسرعاً قال لهُ إهدأ ولنسأل الرب وفعل شاول حسناً إذ إستمع. لأن الله لم يجبفى هذا اليوم. ونجد شاول يتسرع مرة ثانية فهو يقسم بقتل الذى أخطأ ووقعت القرعةعلى يوناثان البطل الذى بإيمانه خلّص الشعب. ولكن الشعب لم يقبل موت يوناثان. ولكنلماذا لم يرد الله؟ هل بسبب خطية يوناثان؟!

1- الله لا يقبل التعدى حتى لو كان من يوناثانالبطل المؤمن ولكنه لم يكن يعرف لكن هو خطأ على أى الأحوال ولكن لا يُلام عليهيوناثان بل شاول.

2-    الله أراد أن يُظهر لشاول أخطاؤه المتعددةوحرمهُ أن يكمل إنتصاره النهائى على الفلسطينيين فى ذلك اليوم عقاباً لهُ على كلأخطائه.

3-    كيف يقبل الله أن يعطى نصرة لجيش كسر الناموسوأكل الدم وتنجسوا.

4-    من مراحم الله منعهم من إستكمال الحرب وهمخائرى القوى بعد هذا اليوم المرهق وربما ضربوا بعضهم فى الظلام.

 

الآيات (47-52) :-

واخذ شاول الملك علىاسرائيل و حارب جميع اعدائه حواليه مواب و بني عمون و ادوم و ملوك صوبةوالفلسطينيين و حيثما توجه غلب. وفعل بباس و ضرب عماليق و انقذ اسرائيل من يدناهبيه. وكان بنو شاول يوناثان و يشوي و ملكيشوع و اسما ابنتيه اسم البكر ميرب واسم الصغيرة ميكال. و اسم امراة شاول اخينوعم بنت اخيمعص و اسم رئيس جيشه ابينيربن نير عم شاول. و قيس ابو شاول و نير ابو ابنير ابنا ابيئيل. و كانت حرب شديدةعلى الفلسطينيين كل ايام شاول و اذا راى شاول رجلا جبارا او ذا باس ضمه الى نفسه.

كما يذكر الكتاب خطاياشاول يذكر بأمانة فضائله فواضح هنا غيرته وشجاعته هو لم يتوقف عن الجهاد وضم كلجبار إلى جيشه. وصار ملكاً مهوباً وأنقذ شعبه من أعدائه. وأخذ شاول الملك علىإسرائيل: أى إستقر ملكهُ بعد هذا الإنتصار وكأنه بالغلبة على الأعداء أعطى لهشعبه الولاء. وغالباً كان لشاول زوجة أخرى ربما تزوجها فيما بعد إسمها رصفة(2صم8:21). أو ربما هى سرية وليست زوجة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى