اللاهوت الطقسي

الفصل الثالث: قداس الموعوظين



الفصل الثالث: قداس الموعوظين

الفصل
الثالث: قداس الموعوظين

+
الموعوظون هم أُناس آمنوا بالمسيح ولكن لم يعتمدوا بعد، وقد كان هذا القداس فى
العصور الأولى للمسيحيين يمكن أن يكون جزءاً منفصلاً بذاته حتى يتمكن الموعوظون من
معرفة تعاليم الكنيسة، وقد كانوا يخرجون بعد نهاية هذا الجزء من القداس.

 

 أولاً:
القراءات

1-
بعد قراءة تحليل الخدام يصعد الكاهن إلى الهيكل ويضع خمس أيادى بخور ويقرأ البولس
الأول ثم يدور ثلاث مرات حول أركان المذبح الأربعة مما يشير إلى الكرازة بالثالوث
القدوس فى أربعة جهات المسكونة.

2-
ثم يطوف الكنيسة ليكمل دورة البولس وهى من الشمال إلى اليمين لأنه نقلنا من الشمال
“الظلمة” إلى اليمين “النور” (مت 33: 25).

3-
دورة بخور البولس يطوف فيها الكاهن الكنيسة كلها لأن بولس الرسول تعب فى الكرازة
والأسفار أكثر من باقى الرسل كما أن كرازته كانت لكل الأمم.

4-
بعد الإنتهاء من الدورة فى الهيكل والكنيسة يدخل الكاهن الهيكل مصلياً سر الرجعة
ويضع يد بخور واحدة ويدور حول المذبح دورة واحدة وبذلك يكون عمل 4 دورات حول
المذبح إشارة إلى البشائر الأربع التى بلغت إلى أقصى المسكونة.

 

5-
بعد قراءة البولس يقرأ الكاثوليكون “الرسائل التى تعقب رسائل بولس” وليس
هناك دورة للكاثوليكون ولا يخرج الكاهن من الهيكل إشارة إلى وصية الرب لتلاميذه أن
لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب (أع 4: 1).

 

6-
بعد ذلك دورة الإبركسيس فيعمل الكاهن الثلاث دورات حول المذبح ثم يخرج من الهيكل
للتبخير فى الكنيسة رمزاً إلى خروج الرسل من أورشليم للكرازة والتعليم فى العالم.

 

7-
لا يطوف الكاهن الكنيسة كلها فى دورة الإبركسيس بل الخورس الأول فقط.

أ-
إشارة لعودة الرسل إلى أورشليم من الجبل الذى يدعى جبل الزيتون الذى هو بالقرب من
أورشليم بعد صعود الرب.

ب-
إشارة إلى أن الرسل جعلوا خدمتهم أولاً مقصورة على اليهودية ومدن يهوذا.

ج-
إشارة إلى أن كرازة الرسل لم تنته بنهاية حياتهم على الأرض ولكن مازالت مستمرة من
خلال أبناء الكنيسة فى كل العصور.

8-
فى سر الرجعة بعد دورة الإبركسيس لا يدخل الكاهن إلى الهيكل لأن الرسل بعدما خرجوا
من أورشليم للكرازة فى العالم لم يعودوا إليها مرة أخرى بل إستشهدوا خارجها.

 

9-
فى دورتى البولس والإبركسيس يكون الكاهن قد أكمل سبع دورات وهى: 3 بعد سر البولس +
1 بعد الرجعة فى دورة البولس + 3 بعد سر الإبركسيس وهذه تذكرنا بدورات بنى إسرائيل
مع تابوت العهد 7 مرات حول أسوار أريحا فسقطت أسوارها (يش 6) وهنا يدور الكاهن 7
دورات حتى تسقط أسوار الشر.

 

10-
نلاحظ دائماً أن حركة الكاهن حينما يخرج بالشورية ليبخر وكل الحركات الأخرى للكاهن
والشماس تكون ضد حركة عقارب الساعة وهذا معناه أن الكنيسة فوق الزمن فهى ليست
خاضعة له لأنها دخلت الأبدية وفى اللازمن.

 

11-
أما فى دورة الإبركسيس تكون مع عقارب الساعة أو حركة الشمس أى من اليمين إلى
الشمال أى من قبلى إلى بحرى.

 

أ-
على الرغم من أن الكنيسة فوق الزمن إلا أنها موجوده فى الزمان كى تخدم الزمان
والإبركسيس هو أعمال الرسل والرسل كان دورهم هو تحويل العالم المادى إلى عالم
روحانى فالكنيسة تنزل للعالم لكى ترفعه.

ب-
لأن الرسل بشروا أهل الختان أى اليهود الذين كانوا من أهل اليمين كشعب الله ولكنهم
برفضهم للسيد المسيح تحول الرسل إلى الأمم.

ج-
إشارة إلى رجوع الرسل من جبل الزيتون إلى أورشليم بعد صعود الرب.

12-
سيامة البطاركة والأساقفة تكون بعد الإبركسيس لأنها إستكمال وإستمرار لعمل الأباء
الرسل فى الكنيسة.

13-
بعد ذلك يقرأ السنكسار ونلاحظ عدم قراءته فى الخماسين حتى لا نمزج أفراح القيامة
بذكرى آلام الشهداء ولأن أعياد القيامة تعلو وتفوق أعياد القديسين.

 

 ثانياً:
أوشية الإنجيل والأواشى الكبار

1-
يصلى الشعب الثلاث تقديسات (لحن أجيوس) وتتلى هذه التسبحة بعد الرسائل وقبل
الإنجيل للدلالة على أن كرازة الرسل بإنجيل السيد المسيح كانت مبنية على هذا
الأساس: أساس تجسد الرب وموته وقيامته المقدسة وصعوده إلى السموات.

2-
يصلى الشعب الثلاث تقديسات بينما يبخر الكاهن أمام باب الهيكل مصلياً أوشية
الإنجيل وهو بذلك متمثلاً بالأربعة والعشرين قسيساً الواقفين أمام العرش وفى
أيديهم مجامر مملوءة بخوراً وكانت أصوات التسبيح قائلة ” قدوس قدوس…”
(رؤ 8: 4).

3-
بينما يبخر الكاهن أمام الهيكل ويكون خلفه الشماس رافعاً البشارة مع الصليب فوق
رأسه ثم يدخل الكاهن الهيكل ويمسك البشارة والصليب مع الشماس الذى يكون أمامه
ويطوفان حول المذبح إشارة إلى كرازة الرسل بالإنجيل فى العالم كله وإعلان الخلاص
الذى تم بالصليب.

 

4-
أثناء طوفان الكاهن حول المذبح يقول صلاة سمعان الشيخ: “الآن يا سيد تطلق
عبدك بسلام حسب قولك..” (لو 29: 2-32) وذلك لأن:

أ-
تنتهى هذه الصلاة مع إنتهاء قراءة المزمور الذى هو أحد أسفار العهد القديم ليتلى
بعده الإنجيل أى العهد الجديد تماماً كما فعل سمعان الشيخ حينما رأى السيد المسيح
له المجد.

 

ب-
فى هذه الصلاة يعلن الكاهن ومعه الكنيسة إستعداده لسماع الإنجيل وتقبل ملكوت الله.

 

5-
بعد ذلك يأخذ الكاهن البشارة من الشماس ويقف على باب الهيكل من الناحية البحرية
ووجهه إلى الغرب وواضعاً البشارة على رأسه إكراماً وخضوعاً للإنجيل.

 

6-
يقف الشماس على باب الهيكل من الناحية القبلية ووجه إلى الغرب رافعاً الصليب فوق
رأسه منبهاً الشعب بالوقوف بخشوع وتقوى لسماع الإنجيل المقدس.

7-
يقول الكاهن “مبارك الآتى باسم الرب” لأنه نفس موقف دخول المسيح أورشليم
بموكب عظيم لكى يعلم فى الهيكل فهو الآن أتياً لكى يعلمنا بواسطة الإنجيل.

8-
يخرج الكاهن خارج الهيكل ويصلى سر الإنجيل وفى يده الشورية ويعطى البخور للإنجيل
ويشير خروج الكاهن من الهيكل لقراءة الإنجيل إلى خروج السيد المسيح خارج أورشليم
للكرازة بالإنجيل.

 

9-
يقرأ المزمور قبل الإنجيل لأن بالمزامير نبوات عن السيد المسيح.

10-
يقرأ الإنجيل من مكان عال دلالة على أنه يحوى أسراراً وتعاليم سامية.

11-
الذى يقرأ الإنجيل يقبله قبل القراءة شهادة أن هذا هو كلام الله ويقبله بعد
القراءة تصديقاً على هذه الأقوال.

12-
أثناء قراءة الإنجيل يكون هناك شماسان بيد كل منهما شمعة حول الإنجيل:

أ-
لأنه مكتوب “سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى” (مز 105: 119).

ب-
الإنجيل فيه رسالة مفرحة للبشر ونور الشمعة أفضل تعبير للفرح.

ج-
لأنه كلام المسيح الذى قال “أنا هو نور العالم” (يو 12: 8).

13-
توضع البشارة على المنجلية أثناء قراءة الإنجيل إشارة لظهور السيد المسيح كمعلم.

وبعد
الإنتهاء من قراءة الإنجيل يضعها الشماس داخل الهيكل خلف كرسى الكأس وذلك إشارة
لإختفاء السيد المسيح كمعلم وظهوره كذبيح يقدم ذاته ذبيحة على المذبح عن خلاص
العالم كله.

14-
بعد قراءة الإنجيل والعظة يصلى الكاهن فى خضوع وتذلل صلاة الحجاب ويكون ذلك خارج
الهيكل أمام الحجاب حيث أنه يقف فى خشوع يسترحم الله شاعراً بعدم إستحقاقه للدخول
إلى الهيكل لتقديم الذبيحة.

15-
ينبغى أن يصلى الكاهن الخديم صلاة الحجاب لأنه هو الذى يتمم الأسرار ويحملها على
يديه إذ يقول فى صلاة الحجاب “إذ نضع أيدينا على هذه الذبيحة”.

16-
يدخل الكاهن إلى الهيكل ويصلى الأواشى الكبار: السلامة والأباء والإجتماعات.

أ-
أثناء تلاوة أوشية السلامة يرشم الكاهن الشعب بالصليب عند قوله: “ولا تدع موت
الخطية يقوى علينا ولا على كل شعبك” لأنه بالصليب أبطلت الخطية وماتت.

ب-
فى أوشية الأباء يشير الكاهن للشعب بدرج البخور وهو يقول: “وصلواتنا نحن
أيضاً عنهم” وذلك لأن البخور يرمز إلى الصلوات المرفوعة “لتستقم صلاتى
كالبخور قدامك” (مز 2: 141).

ج-
فى أوشية الإجتماعات عند قوله “بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة” يبخر
الكاهن فوق المذبح بعلامة الصليب تقديساً للمذبح ولبيت الله وإشارة إلى انتقال
حياة القداسة إلى العالم كله.

 

17-
فى نهاية الأواشى يرفع الكاهن طرف الإبروسفارين ويبخر للأسرار فهذا إشارة إلى
الحنوط والأطياب التى ذهبت بها المريمات فى فجر الأحد لوضعها على جسد الرب المدفون
فى القبر (لو 1: 24).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى