علم الكتاب المقدس

التعليم اليهودى من العهد القديم



التعليم اليهودى من العهد القديم

التعليم
اليهودى من العهد القديم

“من خلال التأمل في سر الكنيسة يؤكد المجمع العلاقة الروحية
الذي تربط بين العهد الجديد وبين نسل ابراهيم” (علاقة الكنيسة بالاديان غير
المسيحية، الوثيقة الصادرة عن المجمع الفاتيكاني في الثاني في العلاقة بين الكنيسة
والاديان غير المسيحية 1965).

“ان ايمان الشعب اليهودي وحياته الدينية التي يعيشها اليوم يمكن
ان تساعدنا على فهم بعض المظاهر في حياة الكنيسة.” (البابا يوحنا بولس الثاني
1982).

 

مقالات ذات صلة

الشعب، التوراة والارض.

“وعادت ليئا فحملت وولدت ابناً وقالت: ” هذه المرة، أحمد
الرب “، ولذلك سمته يهوذا.” (التكوين 29: 35)

ان كلمة اليهودية مشتقة من يهوذا وهو احد ابناء يعقوب، وهو اسم
القبيلة التي خرجت منه. ويعبر هذا الاسم عن ” مدح الله”.

تطوّر الدين اليهودي كمؤسسة من خلال خبرة النفي الى بابل عام 587-538
قبل الميلاد، وبقي ذلك حتى أخذ شكلاً مستقراً في نهاية القرن الثاني بعد دمار
الهيكل الثاني عام 70.

هنالك ثلاث حقائق مؤصلة في الكتاب المقدس تعبّر عن الدين اليهودي: الشعب،
التوراه، الارض. فقد اختار الله شعباً وقطع معه عهداً لكي يعبر له عن محبة العهد
التي يريد بها (الله) ان يحب جميع الشعوب. وقد أعطى الله هذا الشعب التوراة ليبيّن
كيف يسير حسب ما يقتضي العهد. واخيراً من خلال هبة الارض التي هي عبارة عن عطية
مميزة يعيش فيها الشعبُ متطلّبات العهد، اراد الله ان يبيّن انه هو سيد الارض وان
كل انسان له الحق ان يعيش عليها وأن يتمتع من ثمارها.

 

التوراة

“أقول نصيبي يا رب أن احفظ كلامك”. (مزمور 119، 57)

ان الكلمة العبرية توراه تعني التعليم وتُترجم عادة بالقانون او
الشريعة. وبشكل أدق تعني الكتب الخمسة الاولى المنسوبة الى موسى. اما في المعنى
الواسع، فان التوراة تشتمل على الانبياء والكتب الاخرى: هذه هي التوراة المكتوبة.
ولكنها تحتوي أيضاً التقليد والمعروفة ب التوراه الشفوية او التلمود “ الدراسة”.

يحتوي الكتاب المقدس عند المسيحيين على العهد القديم الذي هو – بنسبة
كبيرة جدا – التوراة المكتوبة، والعهد الجديد.

(صور مع أحرف عبرية)

 في وسط التوراة هناك ” شماع يسرائيل” أي اسمع يا اسرائيل.

 

الوصايا

“وأتنعم بوصاياك التي أحببتها حباً شديداً ” (مزمور 119،47)

تُعير الديانة اليهودية انتباها كبيراً لدراسة التوراة والعمل
بوصاياها ” ميتسيفوت” وهي جمع متسفا. وهي تتيح لمن يمارسها في أدق
تفاصيل حياته اليومية، أن يعيش “حب الله وحب القريب”. اختصر الحكيم
” هليل ” في القرن الاول التوراه بهذه الجملة: “ ان لا تعمل للآخر ما لا
تريد ان يعمله لك”. وفي الاربع زواية من الشال المستخدم للصلاة والذي يسمى ”
تاليت” يحمل اليهود المحافظون اهداباً ” تسيتست” تساعدهم على تذكر
هذه الوصايا. (سفر العدد 15، 37-41)

 

نمط الحياة الليتورجية

1-الصلاة اليومية ثلاث مرات في اليوم:

“في المساء والصباح وعند الظهيرة أشكو وأئن فيسمع صوتي”.
(مزمور55، 18)

 

يبدا النهار مع ظهور اول نجمة. يقول التقليد ان العالم يستند على
ثلاثة امور: التوراة والعبادة واعمال المحبة تجاه الآخر. عمل التقوى”
افودة” المميز هو خدمة الهيكل مع الذبائح المختلفة. ومع غياب الهيكل، اصبحت
الصلاة “الخدمة الصادرة عن القلب”. وهي تتبع نمط عمل الهيكل، أي ثلاث
مرات يومياً. وايام السبوت والاعياد تضاف صلاة تذكّر بالذبائح المقدمة في هذه
الأيام.

تشمل الصلاة تلاوة المزامير وقراءة صفحات في الكتاب المقدس ومختلف
الاشعار الليتورجية. قمة الصلاة هي”شماع اسرائيل” (سفر العدد 6: 4-9)
وصلاة البركات الثمانية عشرة.

“اسمع يا اسرائيل، ان الرب الهنا رب واحد. فاحبب الرب الهك بكل
قلبك وكل نفسك وكل قوّتك”، هذا هو الاعتراف بالايمان بالإله الواحد الأحد،
ومن هذه الحقيقة الأساسية ينبع الدين اليهودي.

اما البركة ” بيركة” وهي قلب الصلاة اليهودية، فهي فعل عرفان
بالجميل تجاه الذي هو مصدر كل ما نملك وكل ما نحن عليه.

 

الحجاب

ان الاحجبة ” تفيليم” التي يحملها اليهود خلال صلاتهم
الصباحية هي عبارة عن علب صغيرة تحوي مقاطع من الكتاب المقدس، منها ” شماع
يسرائيل”، مع حبال جلدية طويلة توضع على الجبين وعلى اليد اليسرى دلالة على
ان كلمة الله يجب ان تتغلغل في الروح والقلب والعمل. كما تعلّق فوق ركائز الابواب
خشبة، بشكل مائل، تحتوي على “اسمع يسرائيل”، وعندما يدخل اليهود
المتدينون البيت يلمسونها بكل احترام. (سفر العدد 6: 8-9)

 

2. كل اسبوع، عيد يوم السبت.

“اذا توقفت عن عملك في السبت وعن قضاء حاجتك في يومي المقدّس..
تبتهج بي انا الهك” (اشعيا 58، 13)

خلال يوم السبت يتوقف كل عمل مخلوق للإحتفال بخالق جميع الاشياء.

يبدأ يوم السبت مساء يوم الجمعة. قبل غروب الشمس تقوم ربة البيت
باشعال الشمعتين التقليدتين. ثم يبدأ في المجمع احتفال استقبال يوم السبت، تتبعه
صلاة المساء عندما تغيب الشمس. ويوم السبت صباحاً، يقرأ في المجمع مقطع من التوراة
ومن الأنبياء.

الا ان البُعد العائلي ليوم السبت هو الأهم. وبعبّر عنه بشكل خاص من
خلال الوجبات التي تتخللها طقوس خاصة (بركة الاب على النبيذ وعلى الخبز المعدّ
للمشاركة)، ثم صلوات واناشيد. ومساء السبت، بعد غروب الشمس، يتم فصل يوم السبت، من
خلال الليتورجيا، عن باقي الايام العادية التي يتم الدخول فيها مجددا. وهكذا يُطلب
من كل شخص أن يستنشق انواعا من “البهارات” كي يحفظ طيلة الاسبوع رائحة
السبت الطيبة، وخلال الاسبوع يبدأ التحضير للسبت القادم. ان يوم السبت هو عبارة عن
حقيقة مشخصة، وكأنها “عروس اسرائيل“. انه عبارة عن استذواق لليوم الذي يتكلم عليه
التقليد والذي سيصبح كله سبتاًُ وراحة في الحياة الابدية.

 

3. كل شهر

“ومن رأس شهر الى رأس شهر ومن سبت الى سبت كل بشر يأتي ليسجد
امامي، قال الرب”. (اشعيا66: 23)

يستقبل اليهود القمر الجديد وهم يتلون صلاة “ هاليل” (مزمور 113
-118) كما في اعياد الخلاص. ان هذا اليوم مميز بالنسبة للنساء. يحتفل اليهود
بالقمر الكامل بصبغة مسيحانية. اما الاشهر اليهودية فهي قمرية.

 

4. كل سنة: دورة الاعياد.

تحيي دورة الاعيادكل سنة وتعيد الى الذكرى خبرة اختيار الشعب وخبرة
الوحي وخبرة الفداء الذي توجّه اوّلا الى شعب اسرائيل.

 

أعياد الحج

“ ثلاث مرات تعيّد لي في السنة ” (الخروج 23: 14). تدعو هذه
الاعياد الثلاثة الى مسيرة مادية وروحية للخروج من الذات. كانت ايام وجود الهيكل
عبارة عن صعودٍ الى القدس للإلتقاء بالله في مقرّه، ولتقديم بواكير انتاج الفصل.
وعلى هذا البُعد الزراعي، تم فيما بعد تطعيم حدث الخلاص التاريخي.

 

الفصح

يذكّر هذا العيد بمرور الملاك على منازل العبرانين ليخلصهم من الموت
قبل خروجهم من ارض مصر (خروج 12: 13)، كما يذكّر بالعبور من العبودية الى الحرية.
يدوم هذا العيد 7 ايام، ابتداءً من 15 نيسان، ويقع في موسم حصاد الشعير في الربيع.
ان اقوى لحظة في الفصح هي ” السيدر”، وهو عبارة عن وجبة عائلية تشتمل
على صلوات وتراتيل طقوس يأكل اليهود فيها الاعشاب المرّة والخبز والفطير ويشربون
اربع كؤوس من النبيذ. ثم يتم فيها سرد بعض القصص من الكتاب المقدس ومن التقليد،
وحوار بين المشاركين، وبعض الالعاب كي لا ينام الاطفال، ووجبة جيدة. كل ذلك لكي
للتذكير ان الله يخلص شعبه اليوم أيضاً.

 

(شفوعوت) عيد الاسابيع

خمسون يوماً بعد الفصح، في أيام حصاد القمح، يحتفل اليهود، في يوم
واحد، بعطية التوراة أثناء الخروج. (سفرالخروج 19: 20) ويذكر الاحتفال بالعيد في
المجمع نصّ عهد سيناء (خروج 19 – 20). وفي الكيبوتسات، يتم الاحتفال بهذا العيد من
خلال أهازيج فرحة تعيد الى الإذهان تقدمة البواكير ايام الهيكل.

 

السوكوت (الاكواخ)

وهو العيد الثالث من اعياد الحج ويتم في نهاية الصيف خلال فترة قطف
الفاكهة والعنب وتخزينها. وهو يذكّر بايام الصحراء عندما كان العبرانيون يعيشون في
حالة من عدم الاستقرار في الاكواخ او تحت الخيم. مدة هذا العيد 7 ايام يضاف اليهم
يوم ثامن. يحتفل بهذا العيد بفرح من خلال طقوص تشير الى العناية الالهية (هذا هو
معنى بناء الاكواخ، والى خلاص الله الذي يعبّر عنه بأشكال مختلفة من النباتات
يلوّح اليهود بها أثناء إقامة الصلوات في المجمع، وانتظار المطر بعد جفاف الصيف).
اما اليوم الثامن فهو يوم الختام ويتم فيه حسب التقليد الاحتفال بالتوراة.

 

اعياد التوبة

“عد، يا اسرائيل، الى الرب الهك فانك بذنبك عثرت”. (هوشع14:
2)

يّطلق اسم اعياد التوبة على عيدين يذكران بالرجوع الى الله روحيا
وأدبيا في بداية السنة المدنية.

 

رأس السنة

يقع في 1 تشرين، أي في ايلول او تشرين اول (السنة 5761 سنة الالفين)
يتم حساب السنة السبتية كل سبع سنين وسنة اليوبيل كل خمسين سنة اعتماداً على هذا
الشهر. يحتفل بالله في هذا العيدكملك وخالق وقاض. يدعو في هذا اليوم صوت ال
“صوفار” (البوق) الشعب اليهودي الى العودة الى الله للحصول على مغفرته.

 

كيبور “يوم الغفران”

يوم 10 تشرين. كان الكيبور في ايام الهيكل اليوم الوحيد الذي يدخل به
عظيم الكهنة قدس الاقداس ويلفظ اسم الله الذي لا يلفظه أحد أبدا سواه، وكان يقوم
بطقس رش دم الثيران والتيوس علامة على التكفير. وكان يعترف بخطاياه وبخطايا الشعب
ويلقيها على كبش (كبش الفداء) ويرسله الى الصحراء (أحبار 16). ثم يعلن صوت ال
“صوفار” فرح المغفرة. يتميز هذا اليوم بالصوم الكامل، ولبس الثياب البيض تعبيراً
عن الطهارة، واحذية من قماش بدلا من الجلد، علامة على التوبة. ان هذا اليوم، حسب
التقليد اليهودي، هو الاكثر فرحاً من ايام السنة.

 

اسم الرب

اسم الرب السامي هو الذي اوحِى به الى موسى في سيناء (خروج3: 14)
والذي يتكوّن من اربعة احرف ويكتب ” يهوا “. لا يلفظ ابداً علامة احترام،
لان التلفظ بهذا الاسم يعني ان للإنسان سلطة على الله. يستعمل اليهود للكلام على
الله تعابير وجمل اخرى منها القدوس المبارك.

 

اعياد دينية اخرى

حانوكة

يحتفل بإعادة تدشين الهيكل، الذي استعاده يهودا المكابي واخوته بعد
تدنيسه على يد الملك انطوخيوس الرابع ابيفان سنة 164 ق.م. يستمر العيد 8 ايام يشار
اليها بإنارة قنديل زيت كل مساء، ويوضع القنديل على شمعدان يدعى“حانوكيية“. يعبّر
هذا الطقس عن انتصار النور على الظلام ويتطابق مع نهاية فصل الشتاء عندما تطول
الايام.

 

تويشفات (اليوم 15 من شهر شباط).

 هو عيد الاشجار السنوي، في الوقت الذي تروي فيه امطار الشتاء الارض
وهو الوقت الجيد للزراعة. يقوم طلاب المدارس في مثل هذا اليوم بزراعة الاشجار. ليس
هذا العيد دينيا بالمعني الحرفي، لكن كل ما يتعلق بالارض له ميزة مقدسة.

 

بوريم (المساخر)

يذكّر بتحرر الشعب اليهودي، بعد الأمر بقتله من قبل
“اسويرس” ملك فارس، بتحريض من هامان، حسب ما جاء في سفر استير. وأشكال
التخفي والمساخر في هذا اليوم تظهر انقلاب الامور رأسا على عقب، وتغيير الحظوظ او
المصير. فالمصير الذي أُعدّ للشعب اليهودي كان نصيب أعدائه. يحتفل بعيد بوريم في
نهاية الشتاء.

 

تيشاباف (التاسع من شهر آب)

يذكر، في فصل الصيف، دمار الهيكل الاول سنة 587 قبل الميلاد والهيكل
الثاني سنة 70. يقضى اليهود الليل والنهار في الصلاة والصوم، جالسين على الارض،
حفاة الرجلين، علامة على الحزن والحداد.

كان الهيكل علامة على وجود الله، وتعبّر الصلاة في هذا اليوم على
الرغبة الشديدة بعودته. وعلامة على غياب الهيكل يترك اليهود دائماً زاوية غير
كاملة في البناء وزاوية غير مخيطة في الملابس.

أدخلت السلطة اليهودية الدينية العليا عيدين على الرزنامة الليتورجية
اليهودية منذ نشأة دولة اسرائيل: “يوم هعآتسموت” أي يوم الاستقلال وفيه
تحتفل اسرائيل بذكرى تأسيسها، ويوم الكارثة، الذي فيه تذكر اسرائيل الملايين الذين
أبادهم النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. يُدعي مكان ذكرى الكارثة في القدس
“يد فاشيم“، أي مكان الذكرى والاسم “ (اشعيا 56: 4-6).

 

الأماكن المقدسة

“المكان الذي التي أنت فيه أرض مقدسة” (خروج 3: 5).

لا يوجد مكان مقدس بالمعى الحرفي في اليهودية: المكان الوحيد المقدس
كان الهيكل. والحائط الغربي (المبكى) هو أقرب الاماكن الى هذه التسمية.

(صورة الكوتيل)

حائط المبكي مكرّم لأنه أقرب ما يكون الى مكان الهيكل الذي كان يشكّل
الحضور الإلهي (الشيكنا، أصل الكلمة عبري يعني المكوث مع). كان الكهنة، في الهيكل،
يقدمون الذبائح كفارة عن الخطايا، وكان الشعب يقدم إلى الله، خلال رحلات الحج
السنوية الثلاثة، بواكير الحصاد.

يرغب بعض اليهود في إعادة بناء الهيكل وتقديم الذبائح. لكن أغلب
اليهود يظنون أن الكوتيل تعبير عن عودة الحضور الإلهي الذي يتزامن مع مجئ المسيح.
والصلاة فيه عميقة، بالنسبة للفرد كما هي بالنسبة للجماعة. ويعبّر عن ذلك بأوراق
الصلاة الصغيرة الموضوعة داخل الحائط. والحركة الخارجية التي ترافق الصلاة هي
تعبير عن مشاركة الجسد في الصلاة: “كل نَسَمة فلتسبّح الرب” (مز 150).

دُعي (الكوتيل) حائط المبكى من قبل غير اليهود في بداية القرن 16،
للدلالة على اليهود الذين كانوا يأتون إليه للبكاء على دمار الهيكل.

هنالك أماكن أخرى مٌكرمة بسبب ما تحمله من ذكريات. وهي قبور (التي هي
في الواقع أنصبة التذكارية) الآباء ابراهيم واسحق ويعقوب في الخليل، ويوسف في
نابلس، والأمهات سارة ورفقة وليئا في الخليل، وراحيل في بيت لحم، والملك داود في
القدس على جبل صهيون.

المجامع (بيت كنيست): يعود أصلها إلى أيام الهيكل الثاني ولكنها لا
تحل محل الهيكل. وكونها موجهة إلى القدس، فهي تُعتبر أماكن تجمع لليهود بغرض
الصلاة والدراسة، شريطة أن تكون هذه الجماعة مكونة 10 أشخاص على الاقل (المنيا).
أهم ما في المجمع هي الخزانة التي تحتوي على كتب التوراة الخمسة، وكتب الأنبياء
وبعض الكتب الأخرى، والتي تُقرأ من ال (بيما) أي المقرأ. مكان آخر مقدس هو (جنتسا)
أي المخبأ، وفيه يحتفظ اليهود بالكتب والملفات التي لا تُستعمل والتي لا تُحرق ولا
تُرم.

 

انتظار المسيح

يعتقد معظم اليهود ان المسيح المنتظر هو عهد مسيحاني أكثر منه شخص
محدد. ومع ذلك، فمن خلال تاريخ الشعب اليهود جسّد هذا الانتظار اشخاص كانوا رؤساء
روحيون اعترفت بهم الجماعة، وامتازوا بغيرتهم على دراسة التوراة. ورسالة هذا الشخص،
الذي يقيمه الله، أن يقود الشعب اليهودي في طريق الوصايا، ويبدأ عهدا سلام جديد
يمهّد السبيل أمام جميع شعوب الأرض الى الايمان بالله الواحد الأحد.

 

الحياة اليهودية

“هلليلويا! سبحي الرب يا نفسي، أسبح الرب طول حياتي ما دمت حيا
أعزف للإلهي” (مز 146 1-2).

الختان (بيرت ميلا: عهد الختان).

ختان الصبي في يومه الثامن أمر ورد في الكتاب المقدس، ويدل على دخول
الطفل في عهد ابراهيم (تكوين 17). ويعطى اسما، وهو ما يعني مكانة ودعوة في إسرائيل.
لا يوجد طقس خاص للبنات، لأن البنات، حسب التقليد، يُعتبرن داخل العهد.

 

فدية البكر (بديون ها بن)

يقدَّم الولد على عمر شهر رمزيا الى الله، ويعاد إلى أهله بواسطة
تقدمة. (الخروج 13: 11-13).

 

البارميتسفاه (ابن الشريعة)

عندما يصل الشاب الى عمر البلوغ الديني (13 سنة)، يُعطى مسؤولية حفظ
شرائع التوراة، ويقرأها لأول مرة في المجمع. كما تصبح الفتيات – في اليهودية
المحافظة والحديثة – باتميتسفاه على عمر 12 سنة.

 

الزواج

يدعي (الهوبا) (غطاء الزواج)، لأن هذا الإحتفال يتم تحت غطاء كبير
على شكل شال صلاة، بحضور رابي، وبمقايضة الحملان بين الزوجين، ومشاركة في كأس من
النبيذ يُكسر فيما بعد، كذكرى على دمار الهيكل. يتلو العريس صيغة الزواج التي هي: “ها
قد تكرستي لي بهذا الحمل حسب شريعة موسى وشعب إسرائيل”. يّكتب عقد الزواج بخط
اليد المزخرف ويُحفظ بعناية.

 

الموت

 الكلمات الأخيرة التي تهمس في اذن المحتضر هي: ” إسمع يا
إسرائيل، إن الرب إلهك واحد”. يدفن الموتى ويُلفون بشال الصلاة، وعادة في بطن
الأرض. وفي حالة الدفن خارج إسرائيل يتم وضع تراب من اسرائيل بقرب رأس الميت.
وأمام الجثمان، يتلو أقرب الأهلا صلاة “قاديش” (تقديس اسم الله). يمزّق
افراد العائلة طرفا من ثيابهم علامة على الحداد، ثم يبقون مدة أسبوع البيت –
جالسين – يتلون الصلاة ويتقبلون التعازي. هذه هي (الشفا).

 

المرأة اليهودية

المرأة معفية من كل الوصايا المتعلقة بالوقت لأنها يجب أن تكون جاهزة
لأشغال البيت. لها يعود تقديس الحياة العائلية بالسهر على تعليم الأولاد،
والمحافظة على الطهارة الطقسية الدائمة للبيت. فاختيار الاطعمة وتحضيها أمر منصوص
عليه في سفر الأحبار. هذا هو ما يُدعى (كيشوروت). (كوشر) كلمة تعني غذاءً خاصاً
للإستهلاك. معبد المرأة هو بيتها، وهي بشكل خاص ملكة السبت (سفر الامثال 31، 1).

 

الرابي، المعلّم

 تتم سيامته بعد ان يكون قد قبل تنشئة ملائمة. له سلطة للتعليم
ولإعطاء نصائح حول أمور أخلاقية وطقسية. ليس له أي دور خاص في الليتورجبا أو في
تتميم الطقوس. ولا بد من وجوده لبعض الأفعال مثل الزواج. في اليهودية المحافظة
والحديثة (انظر ادناه) تستطيع النساء ان يصبحن الرابي.

وُلدت التيارات الثلاثة الرئيسية في اليهودية في القرن التاسع عشر: يحفظ
الأرثوذكس بدقة كل مبادئ التوراة المكتوبة والشفهية. بينما، في الطرف الآخر، يشكك
المتحررون والمصلحون، باسم التكيّف مع الحياة الحديثة، في مبادئ كثيرة. وبين
الموقفين، المحافظون هم ارثوذكس في لاهوتهم وفي ممارساتهم، لكنهم مستعدّون أن
يتكيّفوا مع الظروف عند الحاجة. فتح المحافظون والمتحررون أمام النساء إمكانيات
أكبر من الأرثوذكس، خصوصا في مجال الحياة الليتورجيا.

 

مينوراه

هي شمعدان بسبع فروع، وهو رقم الكمال، كان جزءاً من أثاث الهيكل.
(خروج 25: 31-40). كان يوضع فيه زيت الزيتون ويبقى مضيئا باستمرار علامة على
الحضور الإلهي. ومنذ دمار الهيكل لم تعد المينوراه أداة ليتورجية إنما أداة زينة.
واختيرت رمزاً لدولة إسرائيل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى