عهد قديم

الإصحاح الخامس العاشر



الإصحاح الخامس العاشر]]>الإصحاح الخامس العاشر

 

الآيات (1-3): “وكان بعد مدةفي أيام حصاد الحنطة أن شمشون افتقد امرأته بجدي معزى. وقال ادخل إلى آمراتي إلىحجرتها ولكن أباها لم يدعه أن يدخل وقال أبوها أنى قلت انك قد كرهتها فأعطيتهالصاحبك أليست أختها الصغيرة احسن منها فلتكن لك عوضا عنها. فقال لهم شمشون أنىبريء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرا.”

بعد مدة إذ هدأ غضبشمشون أراد أن يرجع لخطيبته وأخذ معه هدية للمصالحة جدى معزى ففوجئ بأبوها وقدزوجها وحاول إرضائه أو رشوته بأن يعطيه أختها الصغرى ولكن هل الحُب يُرشى بالجمالأو صغر السن؟!! وبلاشك فقد تسرع أبوها فى ذلك.

إنى برئ الأن =

1.    فهم رفضوه لأنه إسرائيلى.

مقالات ذات صلة

2.    أخذوا زوجته وزوجوها لغيره.

3.    خدعوها وعرفوا سر أحجيته.

وثار شمشون وكانت ثورتهبدآية لعدة ضربات ضد الفلسطينيين. فروح الرب لهُ طرق عديدة ويستغل كل الأمور لصالحشعبه.

 

الآيات (4-7): “وذهب شمشونوامسك ثلاث مئة ابن أوى واخذ مشاعل وجعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين فيالوسط. ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الأكداس والزرعوكروم الزيتون.فقال الفلسطينيون من فعل هذا فقالوا شمشون صهر التمني لأنه اخذامرأته وأعطاها لصاحبه فصعد الفلسطينيون واحرقوها وأباها بالنار. فقال لهم شمشونولو فعلتم هذا فأنى انتقم منكم وبعد اكف.”

كانت أول ضربة ضدالفلسطينيين ربط مشاعل فى ذيول “أولاد أوى” وإبن أوى هو حيوان أكبر منالثعلب وأصغر من الذئب. فكانت الحيوانات تجرى مذعورة من النيران التى فى ذيولها فىكل مكان فأحرقوا الحقول كلها لأن الحقول كانت جافة إذ كان وقت الحصاد. فإغتاظالفلسطينيون وأحرقوا بيت زوجة شمشون وأحرقوها هى وأبوها بالنار ولنلاحظ أنهمهددوها بالإحراق إن لم يفشى السر وهى أخطأت بإفشائها السر وها هى تموت بنفسالطريقة فالخطية لا تنجى. ومعنى آية (7) أنكم لو تصورتم أنكم ترضوننى بحرق إمرأتىوعائلتها فهذا لا يرضينى لأجل كل خيانتكم، فأنا مازلت أحب إمرأتى وحرقها أغاظنى،وسوف أنتقم منكم على هذه الفعلة أيضاً (أى قتل إمرأتى) وبعد ذلك أهدأ.

 

آية (8): “وضربهم ساقاعلى فخذ ضربا عظيما ثم نزل وأقام في شق صخرة عيطم.”

ضربهم ساقاً على فخذ =هذا تعبير مأخوذ من المصارعة ومترجم كانت مذبحة عظيمة لهم. أى جعلهم بضرب السيفقطعاً بعضهم فوق بعض فصار الساق فوق الفخذ والقدم فوق الرأس وما إلى ذلك. ثم أقامفى شق صخرة عيطم = هناك تأمل للقديس أغسطينوس: فالهرطقة الذين يريدون قسمة الكنيسةعن المسيح يشبهون الفلسطينيين الذين زوجوا إمرأة شمشون لصاحبه وهؤلاء نصيبهم الحرقونحن علينا أن نرفض هذه الأفكار، أفكار إبليس فتكون كمن ألهب ذيله بالنار ثم نهربمع شمشون إلى شق الصخرة، أى نحتمى بالمسيح صخرتنا، نحتمى بجراحاته.

 

الآيات (9-13): “وصعدالفلسطينيون ونزلوا في يهوذا وتفرقوا في لحي. فقال رجال يهوذا لماذا صعدتم علينافقالوا صعدنا لكي نوثق شمشون لنفعل به كما فعل بنا. فنزل ثلاثة آلاف رجل من يهوذاإلى شق صخرة عيطم وقالوا لشمشون أما علمت أن الفلسطينيين متسلطون علينا فماذا فعلتبنا فقال لهم كما فعلوا بي هكذا فعلت بهم. فقالوا له نزلنا لكي نوثقك ونسلمك إلىيد الفلسطينيين فقال لهم شمشون احلفوا لي أنكم انتم لا تقعون علي. فكلموه قائلينكلا ولكننا نوثقك ونسلمك إلى يدهم وقتلا لا نقتلك فأوثقوه بحبلين جديدين واصعدوهمن الصخرة.”

سؤال اليهود الفلسطينيينلماذا صعدتم علينا = معناه لماذا أتيتم علينا الأن بعداوة ونحن ندفع لكم الجزية،هذا سؤال يدل على الإستكانة للعبودية، ولقد إستنكر اليهود ما عمله شمشون وكأنهمكانوا راضين بتسلط الفلسطينيين عليهم راضيين بعبوديتهم. وعوضاً عن أن يحاربوا معشمشون ويجاهدوا وافقوا على أن يمسكوا شمشون ويقيدوه ويسلموه ليد الفلسطينيين.وعجيب أن شمشون الجبار هذا لم يؤذى أحد من اليهود الذين أتوا طالبين أن يمسكوه فهولا يؤدب سوى أعداء شعبه، بل لم يوجه لهم كلمة عتاب واحدة على جبنهم وخضوعهم. لقدكان إستسلام شمشون لليهود مملوءاً وداعة وضعفاً أمام شعبه ولكنه مملوءاً قوة جبارةأمام أعداء شعبه، بل كان طلب شمشون من اليهود أن لا يقعوا به لأنه خاف أن يؤذى أحدمنهم. ونلاحظ أن الفلسطينيين صعدوا عليه بجيش فهو وحده عبارة عن جيش. ونحن يجب أنلا نشابه اليهود هنا فى إستسلامهم للعبودية بأن نيأس من خطايانا بل نجاهد فىصلواتنا وأن نمتنع عن خطايانا ولا نستسلم للشر مواظبين على دراسة الكتاب المقدسالكلمة الحية. والرموز للمسيح:  21 اليهود لم يقتلوا شمشون بل سلموه للأمم ليقتلوه. واليهود سلمواالمسيح للرومان ليصلبوه  22 قوة شمشون الخرافية التى لم تظهر أمام اليهود هى رمز لقوة المسيحالجبارة وأنه إستسلم بإرادته  23 شمشون إستسلم ليصنع مقتلة عظيمة لأعداء شعبه وهكذا المسيح إستسلمبإرادته ليصنع مقتلة لإبليس  24 اليهود أدانوا شمشون ولاموه على ما صنع بأعدائهم لخلاصهم واليهودأدانوا المسيح على كل الخير الذى صنعه لأجلهم.

 

آية (14): “ولما جاء إلىلحي صاح الفلسطينيون للقائه فحل عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيهككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه.”

حتى وإن تركنا الجميعفالله قادر أن يحول كل شئ للخلاص ويعطى غلبة.  25 وقطع شمشون الحبال بنفسه يشير للمسيح الذى قام من نفسه ولم يحتاجمثل لعازر لمن يَحُلَّهُ من رباطاته. هنا صورة للمسيح الذى واجه العدو على الصليبوإذ هو القيامة لم يستطع الموت أن يُمسك به ولا الجحيم أن يعوقه. فحطم بنار لاهوتهحبلى الموت والجحيم = فكان الحبلان.. ككتان أحرق بالنار فإنحل الوثاق عن يديه.

 

آية (15): “ووجد لحيحمار طريا فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل.”

لحى حمار طرياً = أى فكحمار وكان طرياً فلو كان جافاً لتحطم وإنكسر بسهولة واللحى يكون به 3 أو 4 أسنانكأنهم سكاكين ويمكن إستخدامه كسلاح بدائى  26 شمشون هنا وهو يمسك الحمار يقتل به الأعداء يشير للمسيح الذى يمسكالإنسان (الذى بالخطية نزل مستواه إلى مستوى الخليقة غير العاقلة) ليضرب به القواتالشريرة. ولاحظ أن الفك هو فك حمار ميت إشارة للإنسان الذى مات بالخطية. ضرب 1000رجل رمز لإبليس الذى يُرمز له بألف رجل شرير.

 

آية (16):فقال شمشونبلحي حمار كومة كومتين بلحي حمار قتلت ألف رجل.”

بلحى حمار كومة كومين =يمكن قراءتها كومتهم أكواماً. ومعناها أنه بفك الحمار كوَّم الفلسطينيين كومةوكومتين و3 كومات… وهكذا فهو حوّلهم لقتلى مكومين. فهى تسبحة نصرة. وفى العبريةيظهر أن ما قاله شمشون كان بصورة شعر فكلمة حمار هى نفسها كلمة كومة وبالعبرية قالشمشون (حمور حمور حموريم) وبهذا تعنى الجملة أيضاً أن الفلسطينيين سقطوا كالحمير.

 

آية (17): “ولما فرغ منالكلام رمى تلحي من يده ودعا ذلك المكان رمت لحي.”

إذ صارت المنطقةأكواماً من القتلى الذين قتلوا بلحى الحمار سميت المنطقة رمت لحى = أى مرتفعاتالفك.

 

آية (18):ثم عطش جدافدعا الرب وقال انك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم والآن أموت من العطش واسقطبيد الغلف.”

عطش جداً = والمسيح علىالصليب قال  27أنا عطشان. وكان هذا بسماح من الله حتى لا ينتفخ بقوته ويظن أنه بقوته صنع هذاالإنتصار بل كان هذا كتأديب لهُ فهو فى نشيده لم ينسب انتصاره لله بل لنفسه. والأنوهو يكاد يموت من العطش.. أين قوته.. الأن ذكر الرب. حعلت بيد عبدك هذا الخلاصالعظيم = وهذه فائدة التجارب. الأن هو ينسب العمل لله.

 

آية (19):فشق اللهالكفة التي في لحي فخرج منها ماء فشرب ورجعت روحه فانتعش لذلك دعا اسمه عين هقوريالتي في لحي إلى هذا اليوم.”

شق الله الكفة التى فىلحى = هذه لها تفسيران

1. الأن صار إسم المنطقة لحى نسبة إلى الحادثة فقدأسماها “رمت لحى” وتكون كلمة لحى هنا إختصار لإسم “رمت لحى”والله أخرج لهُ الماء من نتوء فى صخرة. والنتوء إسمه الكفة. وإذا فهمنا أن الصخرةتشير إلى المسيح  28 فالماء الخارج منها إشارة للروح القدس الذى أرسلهُ المسيحللكنيسة.

2. أو أن الله أخرج لهُ الماء من الكفة أى منبتالسن من فك الحمار وهذا يشير لأن من يؤمن بالمسيح تجرى من بطنه أنهار ماء حى 29 إشارة للروح القدس (يو 7: 38) والمعنيان متكاملان لعمل المسيح مع الكنيسة. عين هتورى = أى عين الداعى وهذاالإسم الجديد تذكار لدعاء شمشون إلى الله وإستجابة الله لهُ.

 

آية (20): “وقضىلإسرائيل في أيام الفلسطينيين عشرين سنة.”

قضى 20 سنة = قضاها فىبطولات ولكن شمشون ظهر كقاضى محلى فى جنوب يهوذا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى