كتب

إنجيل المصريين



إنجيل المصريين

إنجيل
المصريين

 

يشير
دارسو الهرطقات مرارًا إلى إنجيل المصريين الذي دُوّن في اليونانيّة وانتشر منذ
القرن الثاني لدى السباليويين الذين لا يميّزون بما فيه الكفاية بين الأقانيم
الثلاثة (ابيفانيوس، ضدّ الهرطقات 62: 4). ولدى النحشانيين (هيبوليتس والردّ على
جميع الهراطقة 57: 9). وقد أورد اكلمنضوس الاسكندراني (الموشيّات 36: 45؛ 39: 63،
66؛ 313: 92-93) أربعة مقاطع من هذا “الإنجيل” ليحارب التفسير التعفّفي.
أما الإيراد الأخير فنجده في إنجيل توما الذي وُجد في نجع حمادي. نشير هنا إلا أن
لا تقارب إطلاقًا بين إنجيل المصريين الذي تحدّث عنه اكلمنضوس، وذاك الذي وُجد في
مكتبة نجع حمادي

 

إنجيل
المصريّين في نجع حمادى

لا
ارتباط إطلاقًا بهذا الكتاب الغنوصي مع “إنجيل المصريين” المطبوع
بالطابع التعففي والذي بقي منه بضعة إيرادات في اكلمنضوس الاسكندراني. أما كتاب
نجع حمادي فهو ترجمتان مستقلتان من اليونانيّة إلى القبطيّة وُجدتا في نجع حمادي.
ولا نمتلك إلا مقاطع من هاتين النسختين. من أين جاء عنوان هذا الإنجيل؟ من
الكولوفون، أو خاتمة الكتاب. غير أن هناك عنوانًا أكثر توافقًا: “الكتاب
المقدس للروح العظيم الخفي”. ويرجع هذا العنوان إلى بداية المقال. كان
الكولوفون موجودًا في النصّ اليونانيّ. وكان ناسخه قد “مسحن” الاسم فجعل
محل “الكتاب” لفظة “الإنجيل”. هذا الإنجيل هو مقال باطنيّ
يتوسّع في مواضيع مميّزة في الغنوصيّة. ويقسم أربعة أقسام. القسم الأول (340: 12-55:
16450: 1-67: 1) يتحدّث عن أصل العالم السماويّ. فمن الروح العظيم الخفيّ ينبثق
مثلّث من القوى: الأب، الأم بربالو، الابن. ويرتبط بكل من هذه القوى مجموعة من
ثمانية. بعد هذا يصوّر الكتاب الدهر المجيد، غرفة العرش السماويّ… والقسم الثاني
(355: 16-66: 8467: 2-78: 10) يصوّر أصل نسل شيت والمحافظة عليه وخلاصه. بسبب
عداوة الشرير، صعد شيت إلى السماء وأرسل يسوع لكي يخلّص نسله. وللمعموديّة دور
كبير في خلاص الغنوصيين. القسم الثالث (366: 8-67: 26478: 10-80 15) هو مديح يتبعه
قسم رابع (368: 1-69: 17480: 15-(8 النهاية) يقول كيف دوّن شيت الكتاب وأخفاه في
جبل كراكسيو إلى زمن الأيام الغنوصيّة الأخيرة. قد يعود هذا الكتاب إلى بداية
القرن الرابع أو منتصفه. وقد عرف ايريناوس بعضًا من هذه العناصر الغنوصيّة. إلاّ
أننا لا نعرف كاتبه ولا موضع تدوينه. وما نستطيع القول عن هذا الكتاب إنه يمثّل
الغنوصيّة الشيتيّة التي تأسّست في العالم اليهودي وتأثرت بالمسيحيّة، شأنها شأن *
مسلات شيت الثلاث و* رؤيا آدم.

 

إنجيل
المصريين

كل
ما تبقى منه ثلاثة أعداد قصيرة وغامضة إلى حد ما. وهي مذكورة في أحد مؤلفات
أكليمندس الإسكندري الذي خصصه لدحض أحد المذاهب الهرطوقية ” المنضبطين ”
الذي كان يرفض الزواج وتناول اللحوم والخمر رفضاً باتاً. ونحن نقابل في رسائل بولس
جماعات كانت تقول: ” لاتمس ولا تذق ولا تجس ” (كو 2: 21) ” مانعين
عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله للتناول بالشكر ” (1 تي 4:
3). فما ذكره أكليمندس: (إنه عندما سألته سالومي: ” إلى متى يسود الموت؟
” قال لها الرب: “إلى أن تكفوا أنتن النساء عن ولادة أطفال، لأني قد جئت
لأقضى على وظيفة المرأة ” فقالت سالومي: ” ألم أفعل حسناً بعدم ولادة
أطفال؟ ” فأجابها الرب قائلاً: ” كلوا من كل عشب، ولكن لا تأكلوا ماهو
مر “. وعندما سألته سالومي: ” متى تعلن الأمور التي سألت عنها؟ ”
قال لها الرب: ” عندما تدوسين ثياب الخجل، عندما يصبح الاثنان واحداً ويكون
الذكر مع الأنثى لا ذكراً ولا أنثى).

 

وهذه
الأقوال تختلف بكل تأكيد عن طبيعة أقوال الرب. ويختلف العلماء في العصر الحاضر على
مدى مايذهب إليه هذا الإنجيل في هذه الهرطقة، وإلى أي مدى أطاعوه، فمع القليل الذي
لدينا عنه، من الصعب أن نصل إلى نتيجة. ولا بد أنه كان يحتوي على أجزاء أخرى جعلت
أوريجانوس يحكم عليه بالهرطقة، وقد استخدمه النحشتانيون (نسبة إلى الحية نحشتان)
والسابليون. ويرجع تاريخ هذا الإنجيل إلى ما بين 130 – 150 م.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى