اللاهوت الدستوري

4- لا تتسرعى



4- لا تتسرعى

4- لا تتسرعى.. وسامحيه

ابلغ
من العمر ست وعشرون عاماً متزوجة، اتمتع بجمال هاديء واناقة كبيرة ومتدينة وصريحة،
تخرجت في الجامعة منذ ثلاث اعوام، اسرتي متدينة ووالدي حازم، وانا شديدة التدين
ومهذبة لدرجة ان عبرت مرحلة المراهقة دون ان يكون لي اية علاقة حتي في الجامعة
نفسها لم يجرؤ اي زميل علي ان يوجه الي الكلمات أو النظرات تعبيرات عن اعجابه.

وتقدم
لي شاب زميل اخي يكبرني بثلاث سنوات فقط وفي اول الطريق وهو جامعي فقبلته وارتحت
اليه ربما كان لأنه صديق لأخي، في فترة الخطوبة قلت له كلمني عن نفسك فحكي لي بعض
مغامراته فكان ردي لا علاقة لي مطلقاً بماضيك وانني سوف احاسبك منذ اول يوم تمت
فيه الخطوبة وعرفته بأن تربيتنا ترفض الخطأ والسلوك المعوج وبأنه لو فكر يوماً في
خيانتي او الارتباط بعاطفة تجاه اي فتاة اخري فالطلاق هو الحل الوحيد!

وعدني
بأنه سوف يبدأ عهداً من النقاء والطهارة وقدم لي شبكة رمزية وقال لوالدي انه سوف
يعمل بإحدي الدول الأجنبية حتي يستطيع إمتلاك شقة وتأثيثها وعاد بعد سنة واحدة
واشتري فعلاً شقة وأثثها بأثاث فاخر.

تزوجنا
وعشنا في هذه الشقة منذ شهر ونصف وكانت علاقتنا الزوجية متوترة منذ البداية
فأحياناً يكون زوجي طبيعياً واحياناً اخري يكون عاجزاً.

لم
اهتم بالامر كثيراً واخذتها علي انها حالة نفسية! وكان قد طلب مني ان اترك العمل
فتركته ولو ان دخله اصبح محدوداً.

وصبرت
علي هذه الامور لعل الايام تصلحها ونحن في اول عهدنا بالزواج!

وفي
ذات ليلة من الليالي التي يبدو فيهاغير طبيعي وجدته يبكي فلما استفسرت عن سبب
بكائه قال إنه يحمل سراً يقلقه باستمرار ويريد ان يفضي به إلي حتي يستريح نفسياً
فلما استوضحته هذا السر كان رده انه عندما سافر الي الدولة الأجنبية ولم نكن قد
تزوجنا بعد تعرف علي فتاة احبته وعاش معها نصف شهر عيشة الازواج وهو يشعر بذنبه
الذي افضي به الّي!

وقع
علي اعترافه وقع الصاعقة واصبحت من الداخل مثل بركان يغلي وتتوالي الانفجارات
بداخلي ولكن بلا صوت. لا احد يسمعها من حولي إلا نفسي!

كان
قد مضي علي زواجنا شهر ونصف فقط ويصعب علّي اتخاذ قرار بعد هذه المدة البسيطة في
عمر الزواج فطلبت منه مهلة يوم لأفكر فيه وبعد ان فكرت وتدبرت قراري وطلبت منه
الطلاق وقطعت علاقتي الزوجية معه أصبحت حبراً علي ورق فقط! ولا يعلم احد بهذا
القرار سواه!

بعد
يوم كان رده انه يحبني ويحترمني جداً ولن يطلقني وانه يعرف الطهر والنقاء من خلال
عشرته لي وقال انه لن يكرر هذا ابداً!

أنا
اليوم اقف في مفترق الطرق ولا اعرف اي طريق اختار فمن يضمن لي انه لن يخونني ثانية
ولماذا صارحني بهذه الواقعة رأسي تكاد تنفجر ويهمني ان اعرف رأيك!

+ ليست المشكلة يا ابنتي
في انه خانك قبل الزواج فحسابه معك يبدأ بعد الزواج أما انت فمثالية ولكنني أقول
لك حتي لو خانك في هذه الفترة فاغفري له حتي تستمر حياتكما الزوجية لأنه حكي لكِ
ما يقلقه ويريد ان يزيح من علي صدره حجراً ثقيلاً كتم علي نفسه فترة طويلة فهو اذن
يعترف بخطئة ويعزم علي التوبة فإذا كان رب المجد يقبل التوبة فيجب ان يقبلها البشر
بالطبع!

لكن
المشكلة الحقيقية ليست في خيانتك إن صح ان تطلقي عليها لفظ خيانة! انما مشكلتك
تظهر من ثنايا كلماتك وتفرض نفسها وهي ان زوجك يكون في بعض الاحيان طبيعياً وفي
معظم الاحيان يكون عاجزاً وانت اعتبرت الحالة ظروفاً نفسية يمر بها ولكن شفافيتك
تخفي وراءها هذه العلاقة التي تظهر من حديثك فتقولين إن حياتك متوترة العلاقات منذ
الزواج! لنقف قليلاً عند هذه النقطة! فهذه هي مربط الفرس كما يقال!

لماذا
ذكر لك زوجك قصة خيانته التي مر عليها عام تقريباً وأخذ يبكي في ليلة من الليالي
غير الطبيعية اي ليلة محاولاته الفاشلة! ألم تفهمي بعد!

إنني
اعتقداعتقاداً يكاد يشبه الجزم ان زوجك لم يخونك في الخارج ولم تكن له اية علاقة
مع اي فتاة او إمرأة انما هو يريد ان يؤكد رجولته التي بدأت تشكين فيها!

لا
تتسرعي في طلب الطلاق واعرضي زوجك علي طبيب نفسي واخر مختص فإن نفع العلاج استمري
معه في الزواج واغفري له خطئه قبل الزواج ان اعتقدت انه اخطأ أما اذا لم يتم علاجه
فالتصرف لك اولاً واخيراً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى