عهد قديم

الإصحاح الثالث والعشرون



الإصحاح الثالث والعشرون]]>الإصحاح الثالث والعشرون

 

آية (1) :-

فهذه هي كلمات داودالأخيرة وحي داود بن يسى ووحي الرجل القائم في العلا مسيح اله يعقوب ومرنم إسرائيلالحلو.

كلمات داود الأخيرة: لو تكلمداود عن خبراته مع الله لما توقف ولكن يتكلم هنا فيوجز وتكون كلماته الأخيرة هىآخر تَسَابِيحَهُ الموحى بها من الروح القدس وآخر نبواته الموحى بها. وحىُ داودبن يسى: فهذا النبى العظيم الذى يوحى لهُ الروح القدس لا ينسى أصلهُ أنه إبنيسى الرجل البسيط لكنه هو الآن رجل الله والله يوحى لهُ. بل وصار ملكاً. القائمفى العلا: داود كان من أصل بسيط وراعى غنم غير ذو قيمة عند أبوه ولا إخوته لكنالله رفعهُ وأقامهُ ملكاً فصار أعلى منصب فى أمته، وأعظم ملوكها قاطبة. مسيحإله يعقوب: هو ممسوح لخدمة شعبه شعب الله. وهو كان لهُ خدمات متنوعة لأمتهالتى جعل لها إسماً وسط الأمم وأخضع أعدائها لها لكن أحلى ما علّمه لشعبه أنهعلمهم التسبيح. مرنم إسرائيل الحلو: هو كان حُلْواً فى مزاميره فهى تسبيحوشُكر وصلاة وحلاوتها أنها بوحى من الروح القدس. وهناك تعليق لقداسة البابا شنودةالثالث يقول “لم نكن نعلم هل يعزف داود على قيثارة الروح القدس أو يعزف الروحالقدس على قيثارة داود”.

 

الآيات(2،3) :-

روح الرب تكلم بيوكلمته على لساني. قال اله إسرائيل إلى تكلم صخرة إسرائيل إذا تسلط على الناس باريتسلط بخوف الله.

                             روحالرب تكلّم بى                  قال إله إسرائيل            تكلّم صخرة إسرائيل

إذاً الثالوث يعلن لهُ=      الروح القدس                        الآب                        الإبن

تكلّم بى: فالروحالقدس هو الناطق فى الأنبياء وهو الذى أوحى لهُ بالمزامير التى إشتملت على نبواتخاصة بالمسيح إبن داود بالجسد وبكل ما يخصه من التجسد حتى الصلب وحتى القيامةوالصعود. وفى مزاميره أعلن الله محبته للعالم التى ستعلن فى إبنه. فالروح القدسأوحى بالمزامير التى تعلن عن الآب بالإبن الذى تجسد وصلب ليخلصنا.

 

الآيات(3،4) :-

قال اله إسرائيل إلىتكلم صخرة إسرائيل إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله. وكنور الصباح إذاأشرقت الشمس كعشب من الأرض في صباح صحو مضيء غب المطر.

داود فى آخر نبواتهيكلمنا عن صفات الملك المثالى وذلك بوحىٍ من الروح القدس وداود لم يكن هذا الملكالمثالى الذى بلا خطأ لذلك نفهم أنه يتكلم عن المسيح إبنه بالجسد وهو رمز لهذاالملك المثالى. ويكون الكلام هنا تتمة وتكملة للنبوة فى (7: 12-16) وهذه النبوةتمت جزئياً فى سليمان وكلياً فى المسيح ولننظر لكلمات النبوة على أنها للمسيح:

يتسلط               بار             بخوف الله        كنور الشمس           غبّ المطر

مى(2:5)         (أر5:23)        (أش2:11)        (ملا3:4)                (مز6:72)

كعشبٍ من الأرض: هذه كنيسةالمسيح التى تنمو وتزدهر ويصير فيها حياة بعد أن أشرقت عليها الشمس ونزل المطر.فالشمس هى المسيح شمس البر والمطر هو نزول الروح القدس. غبّ المطر: أى بعدهطول المطر. وتسلط عليها المسيح البار ليعطيها من بّرِهِ. وكل من خاف الله سيستمتعبهذا النور وتكون فيه حياة كالعشب الأخضر ولا تحرقه التجارب لأن المطر يبلله. أىيعزى الروح القدس كل نفس خلال رحلة هذا العالم إن عاشت فى مخافة الله. أمّا هذهالأيات بالنسبة لداود فتنطبق جزئياً :- فإن كان داود قد تمجد ونال سلطاناً فذلك منخلال مخافته للرب وبره. والله وهبه إستنارة ليضئ كشمس مشرقة فى الصباح بعد فترةظلام (ويقولون عليه سراج إسرائيل17:21) وتنهمر البركات خلال عهد داود كالمطر تفرحشعبه.

 

الآيات(5-7) :-

قال اله إسرائيل إلىتكلم صخرة إسرائيل إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله. و كنور الصباح إذاأشرقت الشمس كعشب من الارض في صباح صحو مضيء غب المطر.

أليس هكذا بيتى عندالله:يفهم الكلام على أن بيت داود سيكون أبدياً كما أن الشمس تشرق والمطر يسقط والعشبينمو. ولكن يفهم الكلام أن البيت هو الكنيسة بيت الله ولها وعد أبدى أنتكون أبدية. ولكن بنى بليعال جميعهم كشوك: الكنيسة لها وعود أنها أبديةولكن هناك مقاومين كثيرين يقاومون مملكة المسيح ولكن هم الآن كالزوان المزروع وسطالحنطة وفى اليوم الأخير تجمع الحنطة للمخازن (أولاد الله يذهبون للمجد) والشوكللحريق (الشيطان وأتباعه من المقاومين للبحيرة المتقدة بنار). وكلهم كشوك مطروحلأنهم لا يؤخذون بيد: التشبيه مأخوذ من الزراعة فالفلاح حتى لا يجرح يديه منالأشواك يلقيها جانباً ويكون فى هذا الوقت مرتدياً قفازاً حين يفرز الثمار منالأشواك. فيضع الثمار يميناً والأشواك يرميها بإهمال حتى بعد ذلك يحرقها. ومتى خلعالقفاز يجمع ويكنس هذه الأشواك بآلة حديدية حتى لا يُجرح. والمعنى أن كل هؤلاءالمقاومين الذين يظنون أنهم قادرين أن يجرحوا الكنيسة ويسيلوا دماء مؤمنيهاسيطرحهم الله ويؤدبهم بحديد وعصا رمح (للقتل). تحطمهم بقضيب من حديد. . . . مزمور(9:2). وبالنسبة لداود فهو كملك عليه أن يؤدب كل بنى بليعال أى الأشرار المناهضينوالمقاومين للحق. وهى وصيته لكل أولاده الملوك فكل من يملك عليه أن يبيد ويقاومالمقاومين. والمسيح حين يقيم كنيسته ويملك عليها يبيد أعدائها ويضعهم تحت موطئقدميها.

 

الآيات(9-39) :-

وبعده العازار بن دودوبن اخوخي أحد الثلاثة الأبطال الذين كانوا مع داود حينما عيروا الفلسطينيين الذيناجتمعوا هناك للحرب وصعد رجال إسرائيل. أما هو فأقام وضرب الفلسطينيين حتى كلت يدهولصقت يده بالسيف وصنع الرب خلاصا عظيما في ذلك اليوم ورجع الشعب وراءه للنهب فقط.وبعده شمة بن اجي الهراري فاجتمع الفلسطينيون جيشا وكانت هناك قطعة حقل مملوءةعدسا فهرب الشعب من أمام الفلسطينيين. فوقف في وسط القطعة وأنقذها وضربالفلسطينيين فصنع الرب خلاصا عظيما. ونزل الثلاثة من الثلاثين رئيسا وأتوا فيالحصاد إلى داود إلى مغارة عدلام وجيش الفلسطينيين نازل في وادي الرفائيين. وكانداود حينئذ في الحصن وحفظة الفلسطينيين حينئذ في بيت لحم. فتاوه داود و قال منيسقيني ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب. فشق الأبطال الثلاثة محلة الفلسطينيينواستقوا ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب وحملوه وأتوا به إلى داود فلم يشا أنيشربه بل سكبه للرب. وقال حاشا لي يا رب أن افعل ذلك هذا دم الرجال الذين خاطروابأنفسهم فلم يشا أن يشربه هذا ما فعله الثلاثة الأبطال. و ابيشاي أخو يواب ابنصروية هو رئيس ثلاثة هذا هز رمحه على ثلاث مئة قتلهم فكان له اسم بين الثلاثة. آلميكرم على الثلاثة فكان لهم رئيسا إلا انه لم يصل إلى الثلاثة الأول. وبناياهو بنيهوياداع ابن ذي باس كثير الأفعال من قبصئيل هو الذي ضرب أسدى مواب وهو الذي نزلوضرب أسدا في وسط جب يوم الثلج. وهو ضرب رجلا مصريا ذا منظر وكان بيد المصري رمحفنزل إليه بعصا وخطف الرمح من يد المصري وقتله برمحه. هذا ما فعله بناياهو بنيهوياداع فكان له اسم بين الثلاثة الأبطال. واكرم على الثلاثين إلا انه لم يصل إلىالثلاثة فجعله داود من أصحاب سره. وعسائيل أخو يواب كان من الثلاثينوالحانان بن دودو من بيت لحم. وشمة الحرودي واليقا الحرودي. وحالص الفلطي وعيرا بنعقيش التقوعي. وابيعزر العناثوثي ومبونايالحوشاتي. وصلمون الاخوخي ومهراي النطوفاتي. وخالب بن بعنة النطوفاتي واتاي بنريباي من جبعة بني بنيامين. وبنايا الفرعتوني وهداي من أودية جاعش. وأبو علبونالعرباتي وعزموت البرحومي. واليحبا الشعلبوني ومن بني ياشن يوناثان. وشمة الهراريوإخيام بن شارار الاراري. واليفلط بن احسباي ابن المعكي واليعام بن اخيتوفلالجيلوني. وحصراي الكرملي وفعراي الاربي. ويجال بن ناثان من صوبة وباني الجادي.وصالق العموني ونحراي البئيروتي حامل سلاح يواب بن صروية. وعيرا اليثري وجارباليثري. واوريا الحثي الجميع سبعة و ثلاثون.

يذكر الكتاب هنا أسماءأبطال داود. فإذا كان داود يرمز للسيد المسيح فإن هؤلاء الأبطال يرمزون لرجالالإيمان وهناك عدة ملاحظات :-

1- نفس المجموعة نجدها فى سفر أخبار الأيّام معإختلاف فى بعض الأسماء وكما قلنا فى المقدمة فهذا راجع لعدة أسباب ونضيف هنا سببآخر فلربما كاتب سفر صموئيل أخذ الأسماء من قائمة كتبت فى زمن آخر غير الزمن الذىكتبت فيه القائمة التى أخذ عنها سفر الأيّام. فلربما كانت هناك قائمة كتبها داودبعد إستقرار مملكته وقبل سقوطه ثم تم تعديل هذه القائمة عند نهاية أيّامَهُ. أولأن هؤلاء الأبطال لهم إسمين إسم كان لهم فى بداياتهم ثم إسم آخر أخذوه كشهرة فىنهاية أيامهم.

2- ذكرهم فى الكتاب المقدس يعتبر أعظم مكافأة لهميتمتعون بها وهو مجد وكرامة لهم (مت13:26 + لو20:10) ومن يلتصق بربنا يسوع المسيحكجندى صالح ويجاهد قانونياً يتمتع بهذه الكرامة أن يسجل إسمه فى سفر الحياة(رؤ5:3).

3- هذه القائمة تعتبر مجداً لداود نفسه الذى قادهمفى هذا الجهاد وهذه الغلبة. ونحن كل نصرة لنا وكل غلبة إنما هى لحساب ملكناالحقيقى إبن داود فالمسيح هو الذى يدعونا للجهاد وهو الذى يعمل فينا، يقدم لناالإكليل وهو الذى يتقبله فينا.

4-   ذكر هذه القائمة فيه حث لكل إنسان عبر الإجياللحياة الجهاد حتى يملك المسيح إبن داود فى قلبه وتثبت مملكته فينا.

5- ذكر هؤلاء الأبطال لا يعنى مجرد تفوقهم الحربىأو العسكرى فقط وإنما إرتبط نجاحهم العسكرى وشجاعتهم بإيمانهم فلا نعجب إن رأينايوآب- الرجل الأول والقائد لجيش داود غير مذكور هنا. فقد خسر إكليله بسبب غدرهالمستمر وغيرته الشريرة وحسده، إذ قتل أبنير وغدر بعماسا، وكان متجاسراً فى أحاديثهوحواره مع داود.

6- يظهر من الأسماء أنهم من أسباط وقبائل مختلفةمثل يهوذا وبنيامين وجت وعمون. . . . وهكذا يظهر عظماء رجال الإيمان من أمم كثيرةوشعوب متنوعة كما يوجد بينهم رجال ونساء وأطفال وشباب وشيوخ.

7-   قُسّمَ هؤلاء الأبطال إلى 3 درجات أو رتب :-

أ‌-          ثلاثة أوّلون :- يوشيب وألعازار وشمة. وهؤلاء قديشيروا إلى أباء وأنبياء العهد القديم. والثلاثة التالون يشيرون لرجال العهدالجديد.

ب‌-   ثلاثة تالونلهم :- مذكورون فى الأية (13) أبيشاى (أهو يوآب) وبناياهو هذا صار رأساً للجيشأيّام سليمان بدلاً من يوآب والثالث ربما يكون عماسا ولم يذكر إسمه لخيانته لداود=وإنحيازه لإبشالوم. وهؤلاء الثلاثة أتوا بالماء لداود بينما كان فى حربه معالفلسطينيين وعطش.

ت‌-       ثلاثون:- يشيرون إلى عامة المؤمنيين.

8-   العدد الكلى 37 وهو يساوى 30+3+3+1 (غالباً يوآبنفسه فهو قائد الجميع وقد أسقط إسمه لغدره).

آية (8) :-

هذه أسماء الأبطالالذين لداود يوشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة هو هز رمحه على ثمان مئة قتلهمدفعة واحدة.

فى (1أى11:11) هو هزّرمحه على 300 بينما المذكور هنا 800 وذلك ربما للآتى :-

أ- هو قتل 300 ورجالهُقتلوا 500.

ب- ربما كل رقم فيهمحدث فى معركة مختلفة.

ث‌-       ربماكان الرقم 300 بعد إستقرار داود وقبل سقطة أوريا والـ 800 فى نهاية ملك داود.

د- ربما الـ300 كانواقتلى والـ800 هم القتلى والجرحى.

 

آية (11) :-

وبعده شمة بن اجيالهراري فاجتمع الفلسطينيون جيشا وكانت هناك قطعة حقل مملوءة عدسا فهرب الشعب منأمام الفلسطينيين.

قطعة حقل مملوءة عدساً: وفى سفرالأيّام قبل حقل شعير. وما المانع أن يكون بالحقل صنفين. والمعنى أن مجموعة منالفلسطينيين أتوا ليغتصبوا محصول الحقل من الحقل من العدس والشعير وهذا البطلقاومهم وأنقذ المحصول. وظهرت شجاعة شمة فى أنه وقف وحدهُ بينما هرب الباقون (أية12).

 

الآيات(13-17) :-

ونزل الثلاثة منالثلاثين رئيسا وأتوا في الحصاد إلى داود إلى مغارة عدلام وجيش الفلسطينيين نازلفي وادي الرفائيين. وكان داود حينئذ في الحصن وحفظة الفلسطينيين حينئذ في بيت لحم.فتاوه داود و قال من يسقيني ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب. فشق الأبطالالثلاثة محلة الفلسطينيين واستقوا ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب وحملوه وأتوابه إلى داود فلم يشا أن يشربه بل سكبه للرب. وقال حاشا لي يا رب أن افعل ذلك هذادم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم فلم يشا أن يشربه هذا ما فعله الثلاثة الأبطال.

حفظة الفلسطينيين: أىالفلسطينيين المحتلين للحصن. فى الحصاد: أى وقت الحر لذلك عطش داود. منبئر بيت لحم: داود فى عطشه وتعبه أثناء الحرب تذكر بئر الماء الذى كان يشربمنهُ وهو طفل فى بيت لحم وكان ماؤهُ حلواً بارداً وقال من يأتينى بمثل هذا الماء.فهو لم يأمر أحد أن يأتيه بهذا الماء فبيت لحم الآن فى يد الفلسطينيين وهو يعرفهذا ويستحيل أن يطلب من رجالهُ أن يغامروا بحياتهم ليشرب هو ماءً حلواً. ولكنالثلاثة لمحبتهم لداود إستجابوا لأمنيته. ولنلاحظ أن بيت لحم الآن فى يدالفلسطينيين وذلك نتيجة الخطية. بل سكبه للرب: بمعنى أن الرب وحده هو الذىيستحق تقدمة كهذه فيها يخاطر الناس بأرواحهم. وهو إعتبر أن هذا الماء يساوى دماءالرجال والدم لله وحدهُ.

 

الآيات(20-23) :-

وبناياهو بن يهوياداعابن ذي باس كثير الأفعال من قبصئيل هو الذي ضرب أسدى مواب وهو الذي نزل وضرب أسدافي وسط جب يوم الثلج. وهو ضرب رجلا مصريا ذا منظر وكان بيد المصري رمح فنزل إليهبعصا وخطف الرمح من يد المصري وقتله برمحه. هذا ما فعله بناياهو بن يهوياداع فكانله اسم بين الثلاثة الأبطال. واكرم على الثلاثين إلا انه لم يصل إلى الثلاثة فجعلهداود من أصحاب سره.

أسدى موآب: قد يكونواأسدين أو رجلين من الجبابرة. نزل وضرب أسداً فى جب: ويبدو أن الأسد كانيضرب ويهاجم الناس ثم يهرب للجب فنزل لهُ بناياهو. من أصحاب سره: أى مشيريه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى