علم التاريخ

غزو الجليل:



غزو الجليل:

غزو
الجليل:

وفي
شتاء سنة 66-67م أرسل نيرون القائد الكبير فسبسيان الذي أعاد تقوية الجيش في
أنطاكية، وفي الربيع من سنة 67م زحف إلى مدينة بطولمايس (عكا) وانضم إليه ابنه
تيطس على رأس جيشه من قيصرية، فبلغ جيش الرومان ستين ألف جندي([1]).

وقد
أدرك اليهود أنه من العبث ملاقاة جيش الرومان، فتحصَّنوا وكمنوا في كافة المواقع واستعدوا للانقضاض في حرب العصابات معتمدين على
القوة الإلهية.

ولكن
في كافة المواقع لم يستطيعوا أن يصمدوا أمام هجمات الرومان، وحامية يوسيفوس نفسها
سلَّمت بعد حصار قليل، وقُبض على يوسيفوس وقُدِّم إلى فسبسيان. وقد أظهر يوسيفوس
كثيراً من الاحترام للقائد وأنبأه أنه سيكون الإمبراطور القادم بعد نيرون، فعامله
فسبسيان بلطف واستبقاه عنده كأسير([2]).

ثم
سقطت حامية طبرية وسلَّمت، وانهزمت حامية ماجدالا، ثم توالت انهزامات اليهود حتى
سلَّمت الضفة الغربية للأُردن باستثناء حامية جسشالا التي استبسل فيها القائد
يوحنا استبسالاً رائعاً، وكذلك حامية جبل تابور([3]).
وبعد أن طهَّر فسبسيان الأجزاء القريبة من شرق بحر الجليل عاد وأرسل ابنه تيطس إلى
جسشالا وضيَّق عليها الخناق حتى جاء يوم السبت، فطلب يوحنا مهلة حربية إكراماً
ليوم السبت، فاستجاب تيطس، ولكن يوحنا ترك الحامية وهرب ليلاً وتحصَّن في أُورشليم([4])
فسقطت الحامية.

وحاصر
الرومان قلعة جبل تابور وبحيلة استطاعوا أن يقتحموها ويذبحوا كافة اليهود الذين
كانوا فيها([5]).
وقبل انتهاء سنة 67م كانت كل الجليل قد سلَّمت وذهب فسبسيان إلى قيصرية وأمضى
الشتاء هناك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى