علم الكتاب المقدس

الكتاب السباعي



الكتاب السباعي

الكتاب
السباعي

سباعيات سهام كلمتك (حبقوق 3: 9)

للرقم
سبعة شأن عظيم في الخليقة حولنا. لعل أوضح
مثالين على ذلك هما فيما نراه وما نسمعه؛ فالضوء الذي
(وهو فى ذاته
لا يُرى،لكنه يجعلنا ننظر المرئيات
) يتكون من سبعة ألوان الطيف الجميلة
والزاهية، كما أن الموسيقى العذبة التي تشنف أسماعنا تتكون أيضاً من سبعة نغمات
متصاعدة هي نغمات السلم الموسيقى. ولأن داود في مزمور 19 ربط بين ضياء السماء
ونغماتها، وبين ناموس الرب وكلمته فإننا نتوقع أن يكون للسباعيات مكان بارز في
كلمة الله، وهو ما نجده فعلاً فيها.

أفكار
الله الأساسية

(ا) سبع
مراحل للأرض
؛ أو بالحري سبع صور لها من البداية إلى النهاية:

1-
ففي البدء خلق الله السماوات والأرض
(تك1: 1)، وهو طبعاً
لم يخلقها خربة
(إش45: 18).

2-
ثم صارت الأرض خربة وخالية
(تك1: 2)، على
الأرجح بسبب سقوط الشيطان
(إش14).

3-
ثم جدد الرب السماء والأرض في ستة أيام، وكان كل شئ حسن جداً
(تك1: 3-31).

4-
سرعان ما لُعِنت هذه الأرض، بسبب خطية آدم هذه المرة، ولقد سُميت الأرض في هذه
المرحلة « العالم القديم »
(2بط2: 5).

5-
ثم يأتي « العالم الحاضر الشرير »
(غل1: 4)، وهو ليس
أفضل حالاً من العالم القديم
(لو17: 26). وسينتهي
أيضاً هذا العالم بالقضاء والدينونة، كما هو واضح في سفر الرؤيا.

6-
ثم يأتي « العالم العتيد الذي نتكلم عنه »
(عب2: 5)؛ أعني به
الأرض تحت ملك ربنا يسوع المسيح.

7-
وأخيراً يصل الله إلى غرضه النهائي، بعد الملك الألفى « ثم رأيت سماءً جديدة
وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولي والأرض الأولى مضتا »
(رؤ21: 1،
انظر أيضاً 2بط3: 12،13
).

(ب) التدابير
السبعة
؛ بمعنى طرق
معاملات الله مع البشر من بداية التاريخ حتى نهاية الزمن، وهذه عددها سبعة:

1-
تدبير البراءة في الجنة: استمر إلى أن سقط الإنسان وطُرِد من الجنة
(تك2،3).

2-
بعد السقوط جاء تدبير الضمير، عندما ترك الله الإنسان محكوماً بضميره فقط، واستمر
الأمر كذلك حتى فسدت الأرض كلها وأُغرقت بالطوفان
(تك4-6).

3-
بعد ذلك جاء تدبير الحكومات، عندما رتب الله بعد الطوفان أن يُحكَم الإنسان بواسطة
الإنسان
(تك9: 6).

4-
لما تحول الإنسان إلى الوثنية في برج بابل فصل الله إبراهيم ليكون مستودعا لمواعيد
الله، فجاء تدبير الوعد لإبراهيم بالنعمة.

5-
لكن بني إسرائيل لم يقدِّروا نعمة الله، ولا عرفوا ضعفهم، وقالوا لموسى « كل
ما تكلم به الرب نفعل »
(خر19: 8)، فجاء
تدبير الناموس الذي أثبت فشل الإنسان الذريع وحاجته إلى خلاص المسيح.

6-
من ثم بدأ التدبير السادس وهو تدبير نعمة الله، حيث « ظهرت نعمة الله
المخلّصة لجميع الناس »
(تي2: 11). والآن
« كل من يدعو باسم الرب يخلص »
(رو10: 13).

7-
وباقي على البشر تدبير أخير، وهو تدبير ملء الأزمنة أو تدبير الملك الألفي
(أف1: 10). فبعد ظهور
النعمة في الماضي، نحن نتوقع استعلان المجد عن قريب
(تي2: 11،13).

(ج) صور
الملكوت السبع
؛ فكرة ملكوت الله لها سبع صور تمر بها من
البداية إلى النهاية:

1-
ملكوت الله في الجنة؛ عندما سلّط الله الإنسان على كل شئ، ثم أعطاه وصية واحدة يبرهن
بها على خضوعه هو لله.

2-
بسقوط الإنسان في الجنة لم يعد الملكوت ظاهراً، وترك الله الإنسان لضميره، ولا
نعود نسمع عن فكرة الملكوت إلا بعد خلاص بني إسرائيل من أرض مصر. وترد أول إشارة
لملك الله في ترنيمة موسى
(خر15: 18)، وهو ما
تحقق فعلاً في أرض كنعان. فطوال فترة حكم القضاة كان الرب هو ملك هذه الأمة
(قض8: 23،
1صم8: 5-7
).

3-
عرش الله في أورشليم على عهد داود وسليمان
(1أخ29: 23)، لكن سرعان
ما فشلت المملكة مرة ثانية، وابتدأ الأنبياء يتنبأون عن المسيا المنتظر؛ ابن داود
الحقيقي
(إش11، 32،..).

4-
الملكوت مُقدَم للأمة، ومرفوض منها. فلما جاء الملك المتنبأ عنه
(لو1: 32،
33و مت2: 2
)، من ثم جاء
النداء « توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات »
(مت3: 2، 4:
17، 10: 7
)، فإن الشعب
بكل أسف رفضوا ملكهم بل وصلبوه.

5-
الملكوت في صورته السرية: فإذ رُفض الملك تأسس الملكوت في غيابه
(مت13). وفي هذه
الفترة فإن الزوان والحنطة ينميان كلاهما معاً، في فترة أناة الرب الحالية، والتي
ستنتهي بظهور الرب بالمجد والقوة.

6-
وبظهور المسيح فإنه سيقيم الملكوت الألفي، حيث يحكم علي العالم لمدة ألف سنة بالبر
والعدل.

7-
الملكوت الأبدي
(2بط1: 11) حيث في الأبدية
تبدأ الصورة السابعة والنهائية للملكوت
(1كو15: 28).

(ه) بيت
الله في سبع مراحل
:

1-
خيمة الاجتماع في البرية.

2-
هيكل سليمان الذي خربه نبوخذنصر.

3-
هيكل زربابل الذي جدده هيرودس الملك، وكان قائماً على عهد المسيح.

4-
جسد المسيح الذي فيه استُعلن مجد الله بصورة عجيبة حقاً
(يو2: 19-21،
1: 14
).

5-
الكنيسة؛ هيكل الله الروحي الآن وإلى أبد الآبدين
(أف2: 21).

6-
الهيكل الذي سيُبنى في المستقبل، لكنه سيتدنس برجسة الخراب
(2تس2: 4،
رؤ11: 1،2
).

7-
الهيكل الذي سيبنيه الرب يسوع، وتمارَس فيه العبادة في الملك الألفي
(زك6: 12،13،
حز40-48
).

سباعيات الكتاب

وهي
تجل عن الحصر، لكن سنأخذ مجرد عينات بسيطة منها:

في
يوم الكفارة كان الدم يُرَش قدام غطاء التابوت 7 مرات
(لا16: 14). وعند دخول
الشعب إلى أرض الموعد طافوا 7 أيام حول أريحا، وفي اليوم السابع 7 مرات
(يش6). ولقد طلب
أليشع من نعمان السرياني أن يغطس في نهر الأردن 7 مرات
(2مل5). وفي العهد
الجديد يتحدث المسيح عن الغفران للأخ المخطئ سبعين مرة سبع مرات
(مت18: 22). ونقرأ عن
7 أشياء فائقة، لكنها بدون المحبة ليست شيئاً
(1كو13). وسلاح
الله الكامل كان من 7 قطع
(أف6)، ولبس
مختاري الله القديسين يتكون من 7 أجزاء
(كو3: 12-14)، والفضائل
المسيحية سبعة
(2بط1: 5-7). أما سفر
الرؤيا فهو كتاب سباعي حقاً إذ فيه ما لا يقل عن خمسين سباعية؛ أشهرها الكنائس
السبع
(ص2،3)، والختوم
السبعة
(ص6-8) والأبواق
السبعة
(ص8-11) والجامات
السبعة
(ص15،16).

لكن
بالإضافة إلى هذه السباعيات المتواجدة معاً، هناك سباعيات أخرى اشترك في إنشائها
مجموعة من الكُتّاب تباعدت بينهم العصور؛ فجاءت تلك السباعيات مؤكدة وحدة أسفار
الكتاب معاً.

فالكُتّاب
الملهَمون الذين أشاروا إلي حادثة الطوفان سبعة: موسى
(تك 6-9) أيوب (أي11: 16،
22: 16
) – إشعياء (إش 54: 9) – متى (مت 24:
37-39
) – لوقا
(لو17: 26،27) – بولس (عب11: 7) – بطرس (1بط3: 20،
2بط 3: 5، 6
).

ويذكر
الكتاب سبع ممارسات لعيد الفصح، أولها الفصح الذي عُمِل في
أرض مصر
لإنقاذ الأبكار، وآخره الفصح الذي عمله المسيح مع تلاميذه يوم صلبه

(خر12، عد 9، يش5، 2
أخ 30، 2 أخ 35، عز6، لو22
).

وعبارة
« أنا إله إبراهيم وإله أسحق وإله يعقوب » ترد سبع مرات

(خر 3:
6، 15، 4: 5، مت22: 32، مر 12: 26، لو 20: 37، أع 7: 32
).

وكذا
عبارة « يكونان جسداً واحداً » عن اقتران الرجل بالمرأة

(تك 2: 24، مت19:
5، 6، مر10: 8، 1كو 6: 16، أف5: 31
).

ثم
إن الكتاب المقدس يتحدث في سبع مواضع عن الأزلية، وكلها جاءت في

العهد
الجديد
(يو17، 1كو2، أف1، أف3، 2تي1، تي1، 1بط1).

ويسمي
الله بأنه «إله السلام» سبع مرات، كلها وردت في رسائل بولس
(رو15: 33، 16: 20، 1كو 14: 33، 2كو13: 11، في4: 9،
1تس5: 23، عب 13: 20
).

والذين
ناداهم الله مكرِراً اسمهم مرتين هم سبعة: ذكر موسى ثلاثة
منهم؛ هم
“إبراهيم”
(تك 22: 11)
و”يعقوب”
(تك 46: 2)
و”موسى”
(خر 3: 4). وبعده
بأكثر
من 400 سنة كتب صموئيل واحدة: “صموئيل”
(1صم 3:
10
). وأخيراً
بعد أكثر من ألف
سنة أخرى كتب لوقا
الثلاثة الأسماء الأخرى: “مرثا”
(لو 10:
41
)
و”سمعان
(لو 22:
31
)
و”شاول”
(أع 9: 4).

والذين
وُلِدوا بوعد سبعة وهم: اسحق (تك 17: 19، 21 مع 18: 14)، شمشون (قض 13)، صموئيل
(1صم 1)، سليمان (1أخ 22: 9)، يوشيا (1مل 13: 2 مع 2مل 22، 23)، ابن الشونمية (2
مل 4: 16)، يوحنا المعمدان (لو1: 13-25).

وممكن
تتبع سبع زيجات ذُكِرت فى العهد القديم وتعتبر رمزاً جميلاً
لاقتران
المسيح بالكنيسة: آدم وحواء – اسحق ورفقة – يوسف وأسنات – موسى وصفورة
عثنئيل
وعكسة – بوعز وراعوث – داود وأبيجايل.

وفي
الكتاب يُشار إلى روح المسيح الإنسانية سبع مرات مذكورة في
الأناجيل (مت27: 50،
مر2: 8، 8: 12، لو23: 46، يو11: 33، 13: 21، 19: 30
).

كما
توجد سبع عبارات نطق بها المسيح فوق الصليب سجلها البشيرون
(مت27: 46 مع مر15: 34، لو23: 34، 43، 46، يو19:
26، 27، 28، 30
).

السباعيات الرقمية

هنا
نحن أمام أحد براهين وحي الكتاب المقدس، قال عنه بحق أبرز الرواد فى هذا المجال
ويدعى “إيفان بانين” “هو البرهان الذي لا يقبل الشك والذي أنت
طالبه”

لقد
كان العبرانيون قديماً، شأنهم شأن المصريين القدماء وغيرهم، لا يعرفون شيئا عن
الأرقام المستخدمة حالياً، بل كانوا يستخدمون ذات الحروف الأبجدية للتعبير عن
القيم العددية. فكانت الحروف العشرة الأولى فى أبجديتهم تعبِّر أيضاً عن القيم
العددية من 1 إلى 10 على التوالي. ثم الحروف التسعة التالية قيمتها على التوالي
أيضا من 20 إلى 100 ثم الحروف الثلاثة الأخيرة
(لأن حرف
الأبجدية العبرية هى22 حرفاً
) قيمتها العددية 200 ثم 300 ثم 400 على
التوالي. وبجمع قيم الحروف المتجاورة إلى بعضها نحصل على الرقمالذي تعبر عنه تلك
الحروف.

وسنأخذ
عينة واحدة فقط لما يشتمله الكتاب المقدس في داخله من الأدلة على وحيه؛ وأعنى بها
الإعجاز الذي نحصل عليه من القيم العددية للكلمات والعبارات، وذلك من أول آية في
الكتاب المقدس، وهذه الآية هي: « في البدء خلق الله السمواتوالأرض »،
وترد في الأصل العبري هكذا “براشيت برىالوهيم أت هشميم فات هارص”
ونحللها كالجدول التالي:

قيمة
الحرف

العددية

ترتيب
وضعه

فى الأبجدية

العبرية

مقابله فى

الأبجدية

العربية

اسم الحرف

بالعبري

ترتيب
الحرف

فى الآية

الكلمة

2

2

ب

بيت

1

(1)

200

20

ر

ريش

2

 

1

1

ا

أليف

3

 

300

21

ش

شين

4

البدء

10

10

ي

يود

5

 

400

22

ت

تاف

6

(2)

2

2

ب

بيت

7

خلق

200

20

ر

ريش

8

 

1

1

أ

أليف

9

 

1

1

أ

أليف

10

(3)

30

12

ل

لمد

11

 

5

5

ه

هيه

12

اللة

10

10

ي

يود

13

 

40

13

م

مم

14

(4)

1

1

أ

أليف

15

ال

400

22

ت

تاف

16

 

5

5

ه

هيه

17

(5)

300

21

ش

شين

18

 

40

13

م

مم

19

سموات

10

10

ي

يود

20

 

40

13

م

مم

21

(6)

6

6

ف

فاف

22

وال

1

1

أ

أليف

23

 

400

22

ت

تاف

24

 

5

5

ه

هيه

25

(7)

1

1

أ

أليف

26

أرض

200

20

ر

ريش

27

 

90

18

ص

صادي

28

 

 

تتكون
هذه الجملة في الأصل العبري – كما نرى – من 7 كلمات

عدد
أحرفها 28 حرفاً أي 4×7

الكلمة
الوسطى هي أصغر كلمات الآية وتتكون من حرفين، تسبقها كلمة من خمسة حروف وتلحقها
كلمة من خمسة حروف، فيكون المجموع فى الحالتين 7 أحرف.

الجزء
الأول والذي يتكون من المبتدأ والفاعل يحتوى على 14 حرفاً، والخبر يحتوى على 14
حرفاً = 2×7

الأسماء
المذكورة فى هذه الآية وهى: الله – سموات – أرض تحتوى معاً على 14 حرفاً = 2×7

القيمة
العددية لحروف هذه الكلمات الثلاثة هي 777 = 111×7

وقيمة
ترتيب هذه الحروف
(القيمة الموضعية- انظر الجدول) هى
147 = 21×7

والفعل
الوحيد في الجملة – “خلق”، قيمته العددية 203 = 29×7

الكلمات
رقم 3، 4 تبدأ بحروف متحركة وتتكون من 7 أحرف

لاحظ
أن 3+4 = 7

والكلمات
أرقام 1، 2، 5، 6، 7 = تبدأ بحروف ساكنة كما تحتوى على 21 حرفاً أي 3×7

لاحظ
أن 1+2+5+6+7= 21 = 3×7

الحرف
الأول والأخير من كل من الكلمات السبعة:

مجموع
قيمتها العددية = 1393 =199×7

ومجموع
قيمتها الموضعية = 133 =19×7

القيمة
العددية للأحرف الأول والأوسط والأخير
(التى ترتيبها 1، 14،
15، 28
)
= 133 =19×7

منها
الحرفان الأولان 42 = 6×7 والأخيران 91 = 13×7

وفي
حروف الآية الثمانية والعشرين يوجد 3 أحرف فقط لم تتكرر، وهذه قيمتها العددية 126
=
18×7

كما
أن الحروف الهجائية المستخدمة في هذه الآية هي 11 حرفاً أي نصف الأبجدية العبرية
تماماً.

قيمتها
الموضعية: 1، 2، 5، 6، 10، 12، 13،
18، 20، 21، 22.

وقيمتها
العددية: 1، 2، 5، 6، 10، 30، 40، 90، 200، 300، 400،.

ويمكن
تقسيمها إلى: مجموعة الآحاد 1، 2، 5، 6 مجموعة العشرات 10، 12، 13،
18 مجموعة
المئات 20، 21، 22

لاحظ
أن 1+6 = 7 1×7

10+18 = 28 4×7

20+22
= 42 6×7

والمجموع
77 11×7

ثم
لاحظ أن مجموعتي الآحاد والمئات تتكون من 7 أرقام، مجموع قيمتها الوضعية 77 = 11×7

منها
مجموعة الآحاد فقط مجموعها 14 = 2×7

ومجموعة
المئات مجموعها 63 = 9×7

والآية
الأخرى والوحيدة في التوراة التي تتكون من 7 كلمات ومن 28 حرفاً هي الواردة
في خروج 20: 1 والتي بها تبدأ كلمات الوصايا العشر.

فصول سباعية

ويمكننا
أن نتتبع فصولاً سباعية رائعة في الكتاب المقدس؛ أوضحها أيام الخليقة السبعة
(تك1،2) التي
تحدثنا عن مخطط الله العظيم من جهة معاملاته مع البشر، وكذلك مواسم الرب وأعياده
المقدسة وعددها سبعة
(لا23) التي تحدثنا عن
تعاملات الرب مع شعبه الأرضي بل وأيضاً مع الكنيسة في الفترة الحاضرة. وأيضاً
أمثال ملكوت السماوات السبعة
(مت13) التي تتحدث
عن كل فترة غياب المسيح، سواء الفترة الحالية التي فيها تعتبر المسيحية إناء
لشهادة الله على الأرض، أو حتى بعد اختطاف الكنيسة في فترة الضيقة العظيمة.
وأخيراً الرسائل إلى الكنائس السبع
(رؤ2،3) التي
تحدثنا عن رحلة الكنيسة الاسمية في كل فترة النعمة الحاضرة، من نزول الروح القدس
لتكوين الكنيسة وحتى اختطافها عن قريب. وإننا نُحيل القارئ العزيز إلى العديد من
الكتب القيمة في هذا المجال والمتوفرة في المكتبة العربية.

ودعنا
الآن نركز نظرنا على جانب واحد فقط، من واحد فقط من هذه الفصول الغنية، وأعني به
جانب رقميات الفصل، أو بالأحرى سباعيات الفصل كما نراه في أولى تلك الفصول، أعني
بها تكوين 1 إلى 2: 3
(فصل تجديد الخليقة).

يستخدم
هذا الفصل 21 حرفاً
(أي 3×7) وأما الحرف
الذي لم يُستخدم فهو حرف سمَّخ
(بتشديد وفتح الميم)، المقابل
لحرف السين في اللغة العربية. ومن المثير أن نعرف أن لكل حروف الأبجدية العبرية
معنى خاصاً به، وهذا المعنى مأخوذ إما من شكل الحرف أو من الألفاظ التي يعبر بها.
وحرف «السمخ» مدلوله مسند. وعدم وجود هذا الحرف في كل أصحاح الخليقة له معنى جميل؛
وهو أن الله في خلقه وإتقانه للعالمين لم يستند علي شيء سوي كلمته.

ثم
إن مجموعة الكلمات التي تسبق اليوم الأول في هذا الفصل وكذلك كلمات كل يوم من
الأيام الستة تتكون من سبع كلمات أو سبع فقرات أو مضاعفاتها. وعدد الحروف في كل
هذه الحالات مضاعفات الرقم
(7) والقيمة
العددية لهذه الحروف هي دائماً مضاعفات الرقم
(7)!!

ثم
لنتأمل في الكلمات نفسها فنجد أن هناك 7 أيام، وأن كلمة « رأىَ الله »
تتكرر 7 مرات وكذلك كلمة « حسن » تتكرر 7 مرات، وأن
« المياه » أو « البحر» 14 مره
(2×7). وكلمة
« الأرض » 21 مره
(3×7)
و« الله » الذي خلق وأعد هذه كلها مذكور 35 مرة
(5×7)*!!

بالإضافة
إلي ما تقدم يمكن أيضاً تقسيم هذه الأيام إلى مجموعات ثلاث. فاليوم الأول والثاني
والرابع تبدأ دون غيرها من الأيام الستة بكلمة «ليكن». وفي هذه الأيام الثلاثة
بالذات نجد للرقم
(5) مكاناً بارزاً. ففي
اليوم الأول يُذكَر النور 5 مرات. وفي اليوم الثاني يذكر كل من
« الجلد » و« المياه » 5 مرات. وفي اليوم الرابع تذكر
« الأنوار » « حوامل النور » 5 مرات.. كما نلاحظ أنه في هذه
الأيام فقط يرد الفصل بين شيء وآخر، ويُذكر هذا 5 مرات. وفي كل من هذه الأيام
الثلاثة فقط يُذكر أن الله تكلم مرة واحدة فقط. وفيها أيضاً، بخلاف الأيام الثلاثة
الأخرى، لا يرد ذكر كائنات حية!!

أما
المجموعة الأخيرة فهو اليوم السابع وحده الذي فيه لم يعمل الله شيئاً، بل
« استراح ». وفيه دون غيره لا ترد الإشارة إلى “مساء وصباح يوماً
سابعاً”.

والآن
لاحظ أرقام هذه المجموعات الثلاث:

المجموعة
الأولي: 1+2+4 = 7
(1×7)

المجموعة
الثانية: 3+5+6 = 14
(2×7)

المجموعة
الثالثة: 7
(1×7)

ثم
لنتحول إلى الفصل المذكور فيه الوصايا العشر، وهو كما ذكرنا يبدأ بآية تشبه الآية
التي يبدأ بها تكوين 1 من جهة التراكيب الرقمية. نجد أولاً أنه كما تكوّن ذلك
الفصل من 21 حرفاً
(ولم يتضمن مطلقاً حرف السين) هكذا هذا
الفصل يتكون من 21 حرفاً دون الإشارة مطلقاً لحرف الطيت المقابل لحرف الطاء
العربي. وحرف السين مدلوله – كما ذكرنا – مسند، فالله لا يحتاج إلى شئ يستند عليه
في خلقِه للعالم، أما حرف الطيت
(ط) فمدلوله
ثعبان؛ الحية القديمة التي خدعت حواء في الجنة بصدد الوصية الأولى، وكأن الله يحذر
بني حواء منها لكيلا تخدعهم الحية مرة أخرى!!

ثم
إننا في باقي الفصل نجد الآتي:

7
وصايا تبدأ بكلمة “لا”

كلمة
“يوم” أو “أيام” وردت فيه 7 مرات

العلاقات
العائلية: أب وأم وابن وابنة وامرأة
(أي زوجة) 7 مرات

الأرقام
3،4،6،7،1000 وردت معاً 7 مرات

أداة
الربط “و” في الوصية الثانية 7 مرات

وصية
عدم العمل في اليوم السابع تنبر على 7 أشخاص أو مخلوقات.

 

وقبل
أن أختم حديثي أشير إلى أن تاريخ شعب إسرائيل من البداية إلى النهاية مكون من
أربعة أقسام، وكل قسم منها هو عبارة عن 490 سنة تماماً، لا أكثر ولا أقل. أي
7 × 7 × 10. وسوف أشير إلى ذلك في التذييل رقم
(1) في نهاية
الكتاب. وحقاً من كان بوسعه أن يسيطر على التاريخ بهذا الأسلوب العجيب، سوى من قال
عنه المسيح « الأزمنة والأوقات.. جعلها الآب في سلطانه »
(أع1: 7).

لكنني
لا أتعجب فحسب من سيطرة الله على الأزمنة والأوقات، بل أتعجب كذلك من هذا التنسيق
والترتيب، بل هذا الإعجاز العجيب في الكتاب المقدس؛ كلمة الله، حتى أننا وبحق يمكن
أن نسمي أقواله « آيات » ونقول للرب مع المرنم « كلمتك ممحصة جداً وعبدك أحبها
(مز119: 140).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى