اللاهوت المقارن

157- الإعتراف في العهد القديم



157- الإعتراف في العهد القديم

157- الإعتراف في العهد القديم

في
العهد القديم إن أخطأ إنسان ما، كان يأتى بذبيحة ويضع يده على رأس الذبيحة ويعترف
بخطاياه أمام الكاهن، فيأخذ الكاهن الذبيحة ويذبحها ويرش الدم ويكفر عن الخطية،
وهكذا تموت نفس بريئة عوضاً عن نفس خاطئة..

 

هذا
ما نجده مثلاً في سفر اللاويين (4: 33، 35)، (5: 5، 6)، (16: 21) و في سفر العدد
(5: 5-7) و في سفر الخروج (29: 10).

 

يتكلم
هنا في العهد القديم عن إنسان من بنى إسرائيل عندما يخطئ فيقول “ويضع يده على
رأس ذبيحة الخطية ويذبحها ذبيحة خطية.. ويكفر عنه الكاهن من خطيته التى أخطأ
فيُصفحُ عنه” (لا4: 33، 35) “فإن كان يُذنِبُ في شىء من هذه يقر بما قد
أخطأ به ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها.. ذبيحة خطية فيكفر
عنه الكاهن من خطيته” (لا5: 5، 6)، إذاً يضع يده على رأس الذبيحة، ويقر بما
أخطأ به، ويكفر عنه الكاهن.

 

وأيضاً
“كلم الرب موسى قائلاً: قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً من جميع
خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب؛ فقد أذنبت تلك النفس. فلتقر بخطيتها التى عملت،
وترُدَّ ما أذنبت به بعيْنِهِ، وتَزِدْ عليه خُمسَهُ وتدفعه للذى أذنبت إليه”
(عد5: 5-7) فلابد من وجود الإقرار بالخطية.

 

ومن
هنا تظهر فكرة الاعتراف بالخطية أثناء تقديم الذبيحة والإقرار بها أى الإقرار
العلنى وليس أن يعترف الشخص في سره.

 

يضع
الإنسان يده على رأس الذبيحة ويعترف، ويستمع الكاهن إلى خطايا الناس ويقدم الذبيحة
“ويضع هرون يديه على رأس التيس الحى ويقر عليه بكل ذنوب بنى إسرائيل وكل
سيآتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على رأس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية.
ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة. فيُطلِقُ التيس في البرية” (لا
16: 21، 22) ففي شرائع العهد القديم كان تقديم الذبائح يقترن بالاعتراف، كان يضع
الإنسان يده على رأس الذبيحة فتنتقل الخطية منه إلى الذبيحة . ليس ذلك فقط بل ويقر
رئيس الكهنة بكل خطايا الشعب على رأس ذبيحة الشعب العمومية.

 

كان
هناك تيسين، فلماذا اثنين؟ كان أحدهما يُذبح، والآخر يُطلق في البرية وذلك لأن
التيس الذي يُذبح يشير إلى موت المسيح، والآخر يشير إلى قيامته. فمن المحال بعد أن
نذبح التيس الأول؛ يقوم. السيد المسيح قام من الأموات وصعد إلى السماوات، فهو قائم
أمام الآب يشفع فينا كل حين. لذلك يقول “وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب
يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا” (1يو2: 1، 2) فالرمز في العهد القديم
لا يتحقق بأن يؤتى بتيس ويُذبح وينتهى الأمر، لأنه أين الحياة التى ترمز إلى أن
الرب حى وقائم من الأموات يشفع فينا أمام الآب.

 

ومما
ذُكر عن الاعتراف في العهد القديم أيضاً قصة عخان بن كرمي عندما أخذ من الحرام،
قال له يشوع بن نون “يا ابنى أعطِ الآن مجداً للرب إله إسرائيل واعترف له
واخبرنى الآن ماذا عملت. لا تُخفِ عنى” (يش7: 19) وهكذا طُلب منه أن يعترف
للرب بما فعله بإخبار يشوع.

 

كذلك
حينما اعترف داود الملك بخطيئته أمام ناثان النبى، قال له ناثان “الرب أيضاً
قد نقل عنك خطِيَّتك لا تموت” (2صم12: 13).

 

من كل
ما ذكرناه يتضح أن ممارسة الاعتراف كانت موجودة في العهد القديم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى