اللاهوت الروحي

192- تخلي النعمة



192- تخلي النعمة

192- تخلي النعمة

حياة
الإنسان الروحية، تتوقف فى نجاحها وفشلها، على مدى عمل النعمة فيه، ومدى استجابته
ورفضه لعمل النعمة.

مقالات ذات صلة

 

والنعمة
تساعد الإنسان باستمرار، تسنده لكى يسير فى الطريق الروحى، وتنبهه وتقيمه إذا سقط.

 

ولكن
النعمة الإلهية لا ترغم الإنسان على فعل الخير.

 

فما
تزال حريته مكفولة وإرادته قائمة، يشترك مع النعمة فى العمل، أولا يشترك، ويقاوم
عمل النعمة فيه مقاومة تؤدى إلى سقوطه، واستمراره فى السقوط.

 

إذن
فى بعض الأحيان يتخلى الإنسان عن مشاركة النعمة. وفى أحيان تتخلى النعمة عنه. لكنه
لون من التخلى الجزئى. فالتخلى الكلى يؤدى حتما إلى هلاك الإنسان.

 

فما
هى أسباب هذا التخلى؟ وما حكمته؟

 

قد
يكون سبب التخلى، هو اهمال المؤمن، وصده المستمر لعمل النعمة، فتتخلى عنه لكى يشعر
باحتياجه.

 

وهذا
التخلى يقوده إلى عمق أكبر فى صلاته وفى صومه، وفى توبته والتصاقه بالله.

 

وقد
يكون التخلى بسبب الكبرياء، وتعاليه على الساقطين.

 

فتتركه
النعمة قليلا فيسقط، ويشعر بضعفه فلا يعود يتكبر، ويشعر بثقل الحرب على الساقطين،
فيشفق عليهم، ولا يدينهم سواء فى السر والعلن..

 

وقد
تتخلى عنه النعمة قليلا، ليختبر الحروب الروحية..

 

ويدرك
مدى عمقها، واحتياج المؤمن فيها إلى معونة إلهية، لأنه لا يمكن ان ينتصر بذراعه
البشرية بدون نعمة..

 

وقد
تتخلى عنه النعمة ليتعود الحرص والتدقيق، وليتعود الصبر وانتصار الرب..

 

والرب
فى كل ذلك يقول للنفس البشرية (لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك) (إش 54: 7).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى