مريم العذراء القديسة

إكتتاب المسكونة



إكتتاب المسكونة]]>

إكتتابالمسكونة

(لوقا2: 1-8) 1وَفِيتِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَكُلُّ الْمَسْكُونَةِ.2وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَكِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّوَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْمَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِيتُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ،5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.6وَبَيْنَمَاهُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَوَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌفِي الْمَنْزِلِ.

قبلظهور يوحنا المعمدان في الأردن بثلاثين سنة، تقريباً، جرى إحصاء في بلاد فلسطين.والواقع أن اليهود لم يكونوا ليأنسوا كثيراً إلى مثل تلك الإجراءات الإحصائية، حيثيمسي الإنسان وهو الكائن الفذّ رقماًُ يعدّ كالدواب بالمئات والألوف. وكان موسى قدتعنّت كثيراً في أنُ يخضع لها القبائل اليهودية. أمّا روما فكانت تفرض على جميعسكان الأقاليم أن يدونوا في سجلاتها الرسمية، بأسمائهم، وحِرفهم، وكميةّ ثرواتهم.وهكذا كان يسهل عليها وضع قاعدة للضرائب، وتقدير الطاقات العسكرية في أزمنة الحرب.فمن المحتمل أن تكون روما قد فرضت تلك الفريضة على المملكة اليهودية الصغيرة التيكانت عائشة في ظلّها، إلاّ إذا افترضنا أن هيرودس، في مسارعته الدائمة إلى مداهنةالسلطة الحامية، قد تبرعّ بتنفيذ القرار في بلده. وكانت عمليّة الإحصاء، في فلسطين،تستتبع مشكلة خاصة: فالتسجيل لم يكن يتمّ في محلّ الإقامة، بل في المنشأ الأصليالذي كانت تنتمي إليه كل أسرة. ولا غرو، فقد كانت التقاليد العائلية راسخة فيإسرائيل، منذ أقدم العصور، وازدادت رسوخاً من بعد الجلاء، من يوم أخذت الأمّةاليهودية تعمل على صيانة العنصر العبراني، وتحريم الزواج بالأغراب

“ففيتلك الأيّام صدر أمر من أوغسطس قيصر، بإحصاء جميع المسكونة: فأخذ الجميع ينطلقون،كل واحد إلى مدينته، لكي يكتتبوا. وصعد يوسف أيضاً من الجليل، من مدينة الناصرة،إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم – فإنه كان من بيت داود، ومنعشيرته – لكي يكتتب مع مريم امرأته التي كانت حبلى” (لوقا 2: 1–5).

منكان هذان الزوجان اللذان نراهما من خلال رواية الإنجيل، وقد ذهبا في الدروب،امتثالاً لأوامر القيصر أسرة مترابطة بروابط الزواج المقدس، وبأواصر التعاطف، علىحدّ سواء! وإلاّ فهل كان من الضروري أن تجابه تلك المرأة الفتيّة-وهي في حالها-وعورة السفر، مع العلم بأن الرجال وحدهم ملتزمون بفريضة الإحصاء، لولا أن الزوجينقد وَطّنا العزم على التكافل فى تحمّل تلك السخرة. لقد كانا، ولا شك، من الفقراء،رجلاً وامرأةً من الشعب الكادح، من أولئك المتواضعين الذين لهم من شهامتهم ثروةٌدونهَا ثروة مالهم، والذين تجدهم السلطات، دوما، على أهبة الانقياد والخضوع.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى