اللاهوت الدفاعي

هوت_دفاعى_عظمة_الكتاب_المقدس_وحفظ_الله_له_07[1].html



الرد السابع

كتابنا مقدس
لأنه كلمة الله الحية

كما أننا لسنا
كفرة ولا مشركين

 

1 – كتابنا
قهر كل منتقديه بقوة روح الله:

 ما أغرب ما وصل إليه الدكتور زغلول هو سبه
للكتاب المقدس بطريقة لم تحدث من أحد العلماء من قبل ووصفه له بالمكدس وبالبذاءة
وقوله في إحدى المجلات: ” بذاءة وركاكة ما يسمى بالكتاب المقدس “!! وقال
في قناة أوربت: ” الكتاب المكدس الذي يسمونه بالمقدس “!! وهذا الكلام
يوقعه تحت طائلة قانون ازدراء الأديان، ونحن لا نرد على أسلوبه هذا لأننا أرفع
وأسمى من أن نستخدم مثل هذا الأسلوب المتدني في الكلام عن الكتب التي يقدسها
أصحابها، على الأقل، ونقول له هذا أسلوب العاجز لا أسلوب العالم!! لأن العالم يرد
على الكلمة بالكلمة لا بهذا الأسلوب المتدني في الحوار!!!

 كما زعم بلا دليل ولا برهان، كعادته في توجيه
اتهاماته الباطلة، وقال أنه يوجد في الكتاب المقدس أربعة وثلاثون نبياً من
الأنبياء ” أبناء زنى محارم وأنهم زنوا بمحارمهم “!!!
وهنا نقول له ونرجوه ونتوسل إليه أن يذكر لنا نبياً واحداً في الكتاب المقدس وليس
أربعة وثلاثين، يذكر واحداً وليس أثنين أو ثلاثة، نبياً واحداً فقط، يقول الكتاب
المقدس أنه جاء من زنى محارم أو أنه مارس زنى المحارم!! ولا تقل لنا ما حدث بين
لوط وبنتيه لأنه بصرف النظر عن أسباب ما حدث فلوط، بالنسبة لنا على الأقل ليس من
الأنبياء بل هو فقط ابن أخي إبراهيم، ولا نعتقد أن خطأ ابن أخي النبي، أن كان قد
أخطأ من الأصل، يحسب عليه كنبي!! كما نقول أن كان الكتاب قد ذكر بعض خطايا الزنى
لبعض الأشخاص في الكتاب المقدس، وهذا ما نشرحه بالتفصيل في كتاب أخر، فهؤلاء
لأشخاص مهما كانت مكانتهم قد تابوا!! بينما يذكر القرآن أن كل من امرأة نوح وامرأة
لوط كفرتا بالله وبنبوة زوجيهما ودخلا النار: ” ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً
لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ
عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ

” (التحريم: 10). وكذلك ابن نوح الذي كفر بدعوة أبيه فكفر وهلك: ”
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ
فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ

قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ
مِنَ الْمُغْرَقِينَ
” (هود: 42 و43). وسيادتكم تعرف القاعدة الإسلامية
وهي: ” ليس بعد الكفر أثم “!!

 ثم راح فضيلته يقول كلام مرسل عشوائي
ويلقي بالاتهامات دون دراسة أو بحث وبلا برهان أو دليل!! كقوله: ” ضربات
العلمانيين الغربيين، مثل رواية ” شفرة دافنشي ” التي باعت أكثر من ستين
مليون نسخة وهى تفضح الأصول النبوية للعقيدة المسيحية. ومثل اكتشاف ونشر إنجيل
يهوذا الذي يهدم فكرة صلب المسيح وعقيدة المخلص. ومثل أعمال علماء اللاهوت
المشكلين لندوة يسوع
Jesus Seminar
الذين يفضحون أخطاء كتب العهد الجديد “!! وهكذا يقول كلام عشوائي انفعالي
مرسل دون أن يقرأ هذه الكتب وتجاهل ما كتب عن هذه الكتب وردودنا عليها في الجرائد
والتلفزيون والكتب وأننا أثبتنا كذبها وفسادها وأن كلامها لا يرقى ولا يزيد كثيراً
عن كلام سيادته!! كما أن سيادته لا يعرف أن فكرة إنجيل يهوذا المنحول كلها تقوم
على حقيقة صلب المسيح!! وأن جماعة
Jesus Seminar ما هم إلا مجموعة من المغامرين اللادينيين الذين لا يؤمنون
بالغيبيات ولا بالمعجزات فقط يؤمنون بما يرونه بأنفسهم ومنهم ملحد ومخرج سينما
وبالتالي لا يؤمنون بالوحي، فهل تظن أنهم رفضوا الإنجيل وآمنوا بالقرآن؟! يا فضيلة
الدكتور أن مثل هؤلاء يرفضون كل ما له صلة بالغيبيات والمعجزة؟؟!!

 وبعد ذلك يدخل في مهاترات ويتكلم في أمور لا
يعرف عنها شيئاً فقط كلام عشوائي مرسل عن العقيدة عبر تاريخ المسيحية وهنا نحيله
على كتابنا ” لاهوت المسيح حقيقة إنجيلية تاريخية أم نتاج مجمع نيقية؟”.

 ثم يقول بدون فهم أو وعي أو معرفة للمسيحية
وكتابها المقدس: ” العقيدة المسيحية في أصلها تحتقر العقل والمنطق: ألا نقرأ
في العهد الجديد ” اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء!! الرب يعلم أفكار
الحكماء أنها باطلة!! (كورنثوس 1: 27-28، 2: 18-20)!!! ونقول له يا فضيلة الدكتور
أن الكتاب المقدس هنا يقصد تلاميذ المسيح الذين

بمعرفتهم
المحدودة، كما وصفهم قادة اليهود بالعاميين، قد ملأهم بروحه القدوس فصاروا أسمى
وأعظم من الحكماء الذين يعتمدون على فكرهم البشري!! يقول الكتاب أنه عندما واجه
القديسان يوحنا وبطرس، اللذان كانا في الأصل صيادي سمك، قادة اليهود ذهل هؤلاء
القادة لقوة حجتهم وعمل الله الذي يجري على أيديهما: ” فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا ووجدوا أنهما إنسانان عديما
العلم وعاميّان
تعجبوا. فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع

” (أع4: 13). هذا هو ما قصده الوحي الإلهي!! وأنت تؤمن يا فضيلة الدكتور وبكل
فخر أن نبيك في الأصل أمي وتصفه بالنبي الأمي! فلماذا تتهكم على الكتاب المقدس
وتتكلم فيما لا تعلم؟؟!!

 كما راح يسخر في إحدى غرف البالتوك ويقول لنا:
” نحن من حقنا أن نتكلم عن المسيح عليه السلام لأننا نؤمن بنبوته ونؤمن
ببعثته ومن حقنا أن نتكلم عن الإنجيل لأننا نؤمن بالإنجيل الصحيح الذي أتاه الله
تعالى عيسى عليه السلام. أما كتابهم المكدس كما سماه أحد الأخوة الذين منّ
الله عليهم بالإسلام… يسميه الكتاب المكدس لأننا لا نعلم من الذي جمع هذه
الأسفار الذي أغلبها ليس بأيدي أنبياء ولا بأيدي مرسلين وجمع في كتاب واحد ولا
يعرفون من الذي جمعه ولا أين جُمع ولا بأية لغة جُمع ولا متى جُمع”.

 ونؤكد له ثانية وثالثة ولن نمل عسى أن يسمع في
يوم من الأيام أن كتبانا المقدس كتبه الأنبياء والرسل بالروح القدس: ” لأنه
لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس

” (2بط21: 1)، وأن كل كلمة فيه هي كلمة الله: ” كل الكتاب هو ما تنفس
به الله
” (2تي3: 16). ومنعاً للتكرار نحيلة إلى العديد من الكتب التي
كتبناها في هذا الموضوع(1).

 

2 – لسنا
كفرة ولا مشركين بشهادة القرآن وكبار المفسرين:

 وقال فضيلته في إحدى القنوات العربية وهو يتكلم
عن أحد الشباب الذين تنصروا: ” هذا الشاب لو أنه عنده ذرة من عقل ما قبل أن
يترك التوحيد ويترك الدين الصحيح إلى دين غير صحيح ويفضل الشرك على التوحيد،
والكفر على الإيمان، ويترك الإيمان إلى الكفر، لو أن عنده ذرة من عقل علماً بأن
الأصل في الإسلام حرية التدين فالإنسان في الإسلام مخلوق مكرم”.

 وهنا نقول له لا يا فضيلة الدكتور لسنا كفرة ولا
مشركين فنحن نؤمن بالله الواحد وبالمسيح كلمة الله الذي من ذات الله وفي ذاته
والروح القدس الذي هو روح الله المنبثق من ذات الله وفي ذات الله، الله الواحد
الموجود بذاته والناطق بكلمته والحي بروح. هذا هو إيماننا وما سيحاسبنا الله عليه
وليس أنت أو غيرك. وكتابك المقدس القرآن يشهد بأننا لسنا كفرة ولا مشركين ويميز
بيننا وبينهم فيقول: ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ
أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
” (المائدة: 82)، ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا
وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ” (البقرة: 62). وهنا يفرق بين المسلمين واليهود
والذين أشركوا والنصارى 00 الخ إذا يا فضيلة الدكتور بحسب إيماننا نحن مؤمنون
وموحدون بالله، وبحسب كتابك المقدس ينطبق علينا قول القرآن في الآية الثانية.

 

نظرة القرآن
إلى اليهود والنّصارَى

 عندما ندرس الآيات القرآن بحيادية وأتباع تفاسير
كبار المفسرين والعلماء، كما بيّنا بعضاً من هذه الآيات في الفصول السابقة، نجدها
تتعارض تماماً مع ما زعمه فضيلة الدكتور عن تحريف الكتاب المقدس وفقدانه وضياعه
وكذلك مع وصفه للنصارى بالكفرة والمشركين!! وفيما يلي نقدم بعض الآيات وتفسير
العلماء لها لكي تكون الصورة كاملة وواضحة أمامنا وأمام فضيلة الدكتور ومن له
أذنان للسمع فليسمع:

(1) وصف
اليهود والمسيحيين بأهل الكتاب الذين يؤمنون بالله ويعملون الخير:

à فقد جاء في (سورة آل عمران: 113 115): ” لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ
يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالْمُتَّقِينَ
“.

 

يقول د.
محمد عمارة في تفسير هذه الآية: ” فَفِيهِم مؤمنون صالحون، وهُم أهل كتاب غير
مؤمنين بالشريعة المُحَمّدية 00 “(2).

 ويضيف سيادته: ” وفي إطار الفِكر القرآني
الذي حرص على عدم التّعميم في الأحكام، وعَمَد إلى التّمييز بين أهل الكتاب الذين
ظلّوا على شريعتهم قائمين بعد البعثة المحمدية، ومع ذلك سلكوا سلوك الناجين، وبين
أولئك الذين انحازوا إلى أعداء المسلمين من المشركين 00 في هذا الإطار تأتي آيات
القرآن التي تقول عنهم أنهم: ” لَيْسُوا سوَاءً…”. ” فالحديث هنا
عن جماعة ” أمة ” كانت قائمة وموجودة بعد ظهور الإسلام وبَعثة محمد
(صلعم)، وهي قد ظلّت على شريعتها، مُهتَدِيَة بهُدَى هذه الشريعة، دون أن تؤمن
بشريعة محمد الإسلامية، ومع ذلك فَهُم من ” الصالحين “، وما قَدّمَته
أيديهم من خير فلَن يُصيبُه الإحباط، ولن يُكفَروه ” وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ”.

 وعن هذه الآية التي تبرز العدل الإلهي والإنصاف
الرّباني يتحدّث الإمام محمد عبده فيقول: ” هذه الآية من العدل الإلهي في
بيان حقيقة الواقع 00 وهي دليل على أن دين الله واحد على ألسِنَة جميع الأنبياء،
وأنّ كل مَن أخذه بإذعانٍ، وعمل فيه بإخلاصٍ، فأمر بالمعروف ونَهَى عن المُنكر،
فهو من الصالحين.

 وظاهر أن هذا الذي قبله في أهل الكتاب حال
كَونِهم على دينهم، خلافاً للمفسرين الذين حملوا المدح على مَن أسلَمَ منهم، فإن
المسلمين لا يُمدَحون بوصف أنّهم أهل كتاب، وإنما يُمدَحون بعنوان المؤمنين…
(3).

 وهذه ما يؤكده جلال الدين السيوطي في أسباب نزول
الآيات السابقة من سورة آل عمران حيث يقول: ” أخرَجَ أحمد وغيره عن ابن مسعود
قال: أخّرَ رسول الله (صلعم) صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون
الصلاة فقال: أمّا إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم،
فأُنزلت هذه الآية ” لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ
قَائِمَةٌ ” حتّى بلغ ” وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ “(4).

 ويقول الواحدي والنيسابوري أيضاً في أسباب
النزول: ” نزلت في أهل الكتاب عندما قال النّبي (صلعم): ” إنه لا يصلي
هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب “(5).

 

(2) وصفهم
بالإيمان بكتابهم وتلاوتها حق التلاوة:

à جاء في (سورة البقرة: 121): “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ
الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.

 جاء في تفسير ابن كثير: ” قال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادة: هم اليهود والنصارى.
وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جرير… وقال ابن أبي حاتم:… عن
عمر بن الخطاب { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ } قال: إذا مر بذكر الجنة سأل الله
الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار. وقال أبو العالية: قال ابن مسعود:
والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله
الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله. وكذا رواه
عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادة ومنصور بن المعتمر، عن ابن مسعود. وقال السدي،
عن أبي مالك، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: يُحِلُّون حلاله ويُحَرِّمُون حرامه،
ولا يُحَرِّفُونه عن مواضعه. قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن مسعود نحو ذلك. وقال
الحسن البصري: يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، يَكِلُونَ ما أشكل عليهم إلى
عالمه. وقال ابن أبي حاتم:… عن ابن عباس، في قوله: { يَتْلُونَهُ حَقَّ
تِلاوَتِهِ } قال: يتبعونه حق أتباعه
(6).

 وقال الجلالان ” (يتلونه حق تلاوته) أي يقرءونه
كما أُنزِل
. (ومَن يكفر به) أي بالكتاب المُؤتَى به بأن يحرفه “(7).

 وقال السمرقندي: ” يعني مؤمني أهل الكتاب يصفونه في كتبهم حق صفته لمن سألهم. قال مجاهد:
يتبعونه حق أتباعه. وقال قتادة: ذكر لنا أن ابن مسعود قال: والله إن حق تلاوته أن يحل
حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأ حق قراءته كما أنزل الله تعالى، ولا يحرَّف
عن مواضعه. ويقال: يقرؤونه حق
قراءته
(8).

 ويلاحظ في الآية هنا قوله: ” يتلونه ”
فعل مضارع، أي الكتاب الموجود معهم في زمن نبي المسلمين.

à وفي (سورة العنكبوت: 47) يقول: ” فَالَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ
وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ ” (العنكبوت: 47).

 قال د. محمد عمارة في تفسير هذه الآية: ”
وعن مثل هؤلاء القوم من أهل الكتاب تتحدّث الآية التي تثبت لطائفة منهم الإيمان
بكتابهم (العنكبوت: 47)، فهُم مؤمنون

بكتابهم
ولذلك ميّزهم القرآن عن الجاحدين الكافرين
(9).

 

(3) ووصفهم
بأنهم يهدون بالحق وبه يعدِلون:

à جاء في (سورة الأعراف: 159): ” وَمِنْ
قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ”.

 وجاء في تفسير ابن كثير: ” يقول تعالى
مُخبِراً عن بني إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به، كما قال تعالى:
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ
يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ

(آل عمران: 113)(10).
(106)

 وجاء أيضاً في التفسير: (ومن قوم موسى) جماعة
(يهدون) الناس (بالحق وبه يعدلون) في الحكم. (107)

 وقد قال د. محمد عمارة في صدد هذه الآية: ”
وفي آية أخرى يتحدّث القرآن عن طائفة من اليهود ظَلّوا على يهوديتهم أي ظلوا من
قوم ” موسى ” لا من قوم محمد، ومع ذلك وصفهم بأنهم ” يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ” (الأعراف: 159). ويستخدم القرآن هنا فعل
المضارعة، وهو المُعَبِّر عن الفعل الواقع في الحال والمستمر للمستقبل ”
يهدون بالحق وبه يعدلون “(10).

 

(4)
ومَيَّزَ وفَصَل بين أهل الكتاب والذين كفروا والذين أشركوا والذين في قلوبهم مرض
بآيات واضحة صريحة:

à فقال في (سورة الحج: 17): ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ”.

à وقال في (سورة المُدّثّر: 31): ” وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ
النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً
لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ
الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ
مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ
وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ
إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ” (المدثر: 31).

à وفي (سورة المائدة: 82): ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ
أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ

” (المائدة: 82).

 يقول فضيلة الدكتور المرحوم أحمد الشرباصي،
الأستاذ الأسبق بجامعة الأزهر، في شرح (سورة البينة: 1): ” لَمْ يَكُنِ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى
تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ “: ” فقد عطف المشركين على أهل الكتاب
فكأنهما صنفان لا صنفاً واحداً، لأن ظاهر العطف بالواو بين أهل الكتاب والمشركين
يقتضي المغايرة، فهؤلاء غير أولئك
. ولذلك قال بعض العلماء في الإفتاء: ذهب بعض
السّلَف إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج بغير المُسلِمة مطلقاً، ولكن الجمهور من
السّلف والخَلَف قد أحل الزواج بالكِتابية، وحرّم الزواج بالمُشرِكة، ويريدون
بالكتابية اليهودية والنصرانية، وأحل بعضهم المجوسية أيضاً، ويريدون بالمُشركة
الوثنية مطلقاً، بل عَدّوا جميع الناس وثنيين ما عدا اليهود والنصارى، ومن الناس
مَن قال أنهم من المشركين، ولكن التحقيق أنهم لا يُطلَق عليهم لقب المشركين.
لأن القرآن عندما يذكر أهل الأديان يعد المشركين، أو الذين أشركوا صنفاً، وأهل
الكتاب صنفاً آخر. يعطف أحدهما على الآخر والعطف يقتضي المغايَرَة كما هو مُقَرّر*
وليس هناك فرق في هذا الحُكم بين أهل الكتاب في الزمن القديم
وأهل الكتاب في الزمن الحديث،
فالكل أبناء دين واحد. فليس هناك مانع شرعي يلزم
المسلم بعدم الزواج من نساء أهل الكتاب الآن “(11).

 

(5) ويرثي
شهداء نجران المسيحيين:

à جاء في (سورة البروج: 4 7): ” قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ
الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ. وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ”.

 وجاء في تفسير المنتخب لمجمع البحوث الإسلامية:
” لقد لعن الله أصحاب الشّق المستطيل في الأرض
أصحاب النار ذات
الوقود التي أضرموها لعذاب المؤمنين. إذ هُم على حافّتها قعود يشْهَدون عذاب
المؤمنين “(12).

 ويقول د. عبد الجليل شلبي*: “
وكان ذو نواس آخر ملوك الحِميَرِيين – من ذَوِي التّعَصُّب الشديد ضد المسيحية،
وإليه تُنسَب مذبحة تاريخية في نجران، ويُقال أنّه أحرق المَسيحيين، وأنه هو الذي
وردت الإشارة إليه في الآية الرابعة وما بعدها من سورة البروج… ويقول فضيلته:
إنه في سنة 500م** صارت نجران مركزاً للمسيحية وكانت تتبع المذهب
المونوفستي ا
لقائل بالطبيعة الواحدة وفي سنة 525م دخلها
الأحباش وظلّوا بها نحو خمسين عاماً، فأنشأوا لهم كاتدرائية كبيرة في صنعاء “(13).

 وذكر البيضاوي قول بعض العلماء: ” لمّا
تنَصّر نجران غزاهم ذو نواس اليهودي من حِميَر، فأحرق في الأخاديد مَن لم يَرتَدّ
(14).
ويؤكد الأستاذ أحمد أمين ذلك تاريخياً فيقول: وكان نصارى نجران – على ما يستظهر
(أوليري) – على مذهب اليعاقبة (أصحاب الطبيعة الواحدة)، وهذا يعلل اتصالهم بالحبشة
(لأنهم كانوا يَعَاقِبَة أيضاً) أكثر من اتصالهم بالرومان(15).

 وما ذكره كل من د. عبد الجليل شلبي والبيضاوي من
أقوال بعض العلماء إضافة إلى ما ذكره الأستاذ أحمد أمين يوضح لنا أن المسيحيين
(النصارى) الذين ذكرهم القرآن ورثاهم واعتبرهم مؤمنين – هم أصحاب مذهب الطبيعة
الواحدة – أي الذين يؤمنون بطبيعة واحدة متجسدة للمسيح.

 ويقول الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي عن طبيعة
الرب يسوع المسيح وعلاقتها بالتوحيد: ” نحن نعرف أن المسيحيين الأرثوذكس
عامّةً والأقباط خاصة موحدون، لا يفصلون في المسيح بين طبيعته البشرية وطبيعته
الإلهية كما يفعل الكاثوليك، بل يعتقدون أنه طبيعة واحدة تجمع بين الكلمة والجسد
أو بين الله والإنسان (يسوع)، وهذا هو المذهب المعروف بالمونوفيزم*(16).

 

(6) القرآن
يساوي بين المسلمين واليهود والنّصارى:

à جاء في (سورة النساء: 123 124): ”
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً. وَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً”.

 ويقول السيوطي في لباب النقول: ” أخرج ابن
جرير عن مسروق قال: تفاخر النصارى وأهل الإسلام فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم، وقال
هؤلاء نحن أفضل منكم، فأنزل الله: ” لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ
أَهْلِ الْكِتَابِ”. وأخرج نحوه عن قتادة والضّحّاك والسدي وأبي صالح، ولفظهم
تفاخر أهل الأديان، وفي لفظ: جلس ناس من اليهود وناس من النّصارى وناس من المسلمين
فقال هؤلاء: نحن أفضل، وقال هؤلاء: نحن أفضل، فنزلت. وأخرج أيضاً عن مسروق قال:
لما نزلت ” لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
” قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواء، فنزلت هذه الآية: ” وَمَنْ يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً “(17).

 

(7) القرآن
يحلل الزواج من الكِتابيات ويحَرّم الزواج من المُشرِكات:

à جاء في (سورة المائدة: 5): ” الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ
الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ
حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ”.

 وهنا يحلل القرآن الزواج من الكِتابيات في الوقت
الذي يحَرّم فيه الزواج من المُشرِكات حَتّى يؤمن، مما يدل على التميز بينهم وبين
الكفرة والمشركين.

à وجاء في (سورة البقرة: 221): ” وَلا
تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ…”. لذلك قال قوم من العلماء أن
أهل الكتاب ليسوا مُشرِكين(18).
وينقل الدكتور محمد عمارة قول الإمام محمد عبده: ” إن الكتابية ليس بينها
وبين المؤمن كبير مباينة، فإنها تؤمن بالله وتعبده وتؤمن بالأنبياء وبالحياة
الأخرى وما فيها من الجزاء وتدين بوجوب عمل الخير وتحريم الشّر 00 الفرق الجوهري
والعظيم بينهما هو الإيمان بنبوة محمد (صلعم) ومزاياها في التوحيد والتهذيب… فكيف
يكون أهل الكتاب كالمشركين في حُكمِه تعالى؟
(19).

 وفي موضع آخر يقول الإمام: ” إن القرآن شرع
شريعة الوفاق وقررها في العمل، فأباح للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب، وسَوّغ
مؤاكلتهم، وأوصَى أن تكون مجادلتهم بالتي هي أحسن “(20).

 ويقول الإمام أيضاً: ” وإنما يبعد المسلم
عن غيره جهله بحقيقة دينه، وهذه آيات القرآن شاهدة على ما نقول. إن القرآن وهو
منبع الدين يقارب بين المسلمين وأهل الكتاب، حتّى يظن المتأمّل فيه أنّهم منهم، لا
يختلفون عنهم إلا في أحكام قليلة “(21).

 وفي شرح الآية السابقة
يقول د. أحمد الشرباصي: ” فقد نَصّت الآية على أنه يجوز للمسلم أن يتزوج
المرأة المُحصَنَة من أهل الكتاب. والمسيحية من أهل الكتاب. وقد قرر حل هذا الزواج
كثير من الصحابة والتّابعين… وكذلك ثبت أن عثمان بن عفان تزوج امرأة مسيحية
واسمها ” نائلة بنت القرافصة “، وعثمان هو الصحابي الجليل والخليفة
الراشد الثالث وذو النورين كما يلقب في الإسلام “(22).

 

(8) وأحل
طعام اليهود أهل الكتاب وحَرَّم طعام الكفار والمشركين:

à جاء في (سورة المائدة: 5): ” الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ
لَكُمْ
وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ”.
قال فضيلة د. أحمد الشرباصي: ” يحل للمسلم أن
يأكل من طعام أهل الكتاب كالنصارى وذبائحهم سواء كانوا في الشرق أو في الغرب، لأن
الله تبارك وتعالى يقول في سورة المائدة: ” الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ
الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ
حِلٌّ لَهُمْ”. والمراد هنا بالطعام الذبائح واللحوم كما رُوِيَ ذلك عن عبد
الله بن عباس وغيره. وقال ابن زيد: أحل الله طعامهم ولم يستثن منه شيئاً. وقال أبو
الدرداء: إنما هم أهل الكتاب طعامهم حِلٌ لنا وطعامنا حِلٌ لهم، ولقد أكل رسول
الله من شاة قدمتها إليه امرأة يهودية. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يأكلون من
طعام النّصارى في الشام بلا نكير عليهم”.

 وقد قرر الفقهاء أن ذبيحة الكِتابي تحل للمسلم
إذا كان المسلم لم يحضر حين ذبحها، أو لم يعلم عن طريقة الذبح شيئاً وسواء أذكر
الذابح اسم الله على الذبيحة أو لم يذكره، لأن الله تعالى أباح لنا ذبيحة الكِتابي
وقد علم الله أننا لا نطلع على ذبح كل ذابح ولكن لا تحل للمسلم ذبيحة الوثني الذي
يعبد الصنم ولا ذبيحة المجوسي الذي يعبد النار، ولا ذبيحة مَن لا يَدين بدين، كما
يحرم أكل الذبيحة التي يعلم المسلم أن ذابحها قد ذكر عليها اسم معبود غير الله،
سواء أكان هذا الاسم اسم إنسان أو حيوان أو جماد أو كواكب، وهذا النوع المُحَرّم
من الذبائح هو الذي أشار إليه القرآن الكريم بقوله في سورة المائدة: ” ومَا
أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِه”.. لأن الله تبارك وتعالى قد أحل لنا طعامهم ومن
الطعام الذبائح “(23).

 وفي تفسير الآية السابقة أيضاً قال ابن كثير:
” ثم ذكر حُكم ذبائح أهل الكتابين من اليهود والنصارى فقال: ” وَطَعَامُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ”. قال ابن عباس وأبو أمامة ومجاهد
وسعيد بن جبير وعِكرِمة وعطاء والحَسَن ومَكحول وإبراهيم النخعي والسدي ومقاتل بن
حيّان: يعني ذبائحهم. وهذا أمر مجمع عليه من العلماء أن ذبائحهم حلال للمسلمين
لأنهم يعتقدون تحريم الذبائح لغير الله ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله…
(24).

 وهنا نوضح حقيقة هامة وهي: أن أهل
الكتاب يذكرون على ذبائحهم اسم الله بعكس الكفار والمشركين لذلك أحل القرآن
ذبائحهم. وهنا تمييز بين أهل الكتاب وبين المشركين والذين كفروا. ويقول
نبي المسلمين: ” ولا يأكل طعامك إلا تَقِيّ “(25). وهذا دليل على تقوى أهل الكتاب – بحسب
الآية القرآنية السابقة وتفاسيرها.

 

(9) ويضع
القرآن اليهود والنصارى كمرجع لقصص الأنبياء والأمم السابقة:

à جاء في (سورة الزخرف: 45): ” وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ
الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ”.

 وجاء في تفسير ابن كثير: ” قال مجاهد في
قراءة عبد الله بن مسعود: ” وَاسْأَلْ الذين أَرْسَلْنَا إليهم قَبْلكَ
رُسُلنَا”. وهكذا حكاه قتادة والضّحاك والسدي عن ابن مسعود واختار هذا
التفسير ابن جرير “(26).

 وجاء في الجلالين: وقيل المراد أُمم من أي أهل
الكتابين(27).

 وقال البيضاوي: أي واسأل أممهم وعلماء دينهم(28).

 وجاء في تفسير المُنتَخَب: وانظر في شرائع مَن
أرسلنا مِن قبلِك من رسلنا، أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير الله! لم يجيء
ذلك (29)

à وجاء في (سورة يونس: 94): ” فَإِنْ
كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ”.

 قال الجلالان: ” فَإِنْ كُنْتَ ” يا
محمد ” فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ” من القَصص فرضاً ”
فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ ” التوراة ” مِنْ قَبْلِكَ
” فإنه ثابت عندهم يخبرونك بصِدقِه “(30).

à وجاء في (سورة النحل: 43 ومؤكدة في
(سورة الأنبياء: 7): يقول لمُشرِكي مكة: ” وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ”.

 جاء في تفسير الجلالين: ” فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ ” العلماء بالتوراة والإنجيل ” إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
” ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد “(31).

 وجاء في تفسير ابن كثير: ” فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ ” يعني أهل الكُتُب المُتقدِّمة وهكذا رُوي عن مجاهد، عن
ابن عباس، أن المراد بأهل الذِّكر: أهل الكتاب، وقاله مجاهد والأعمش “(32).

 وهذا ما يؤكده المستشار العشماوي بقوله ”
فالقرآن حَثّ على احترام الشرائع الأخرى،

وأمر
بسؤال أهل اليهودية والمسيحية عَمّا غُمّ أمره علينا، بل وأمر بإقامة التوراة
والإنجيل 00 ثم ذكر الآيات (البقرة: 62)، (النحل: 43)، (المائدة: 43، 44)،
(المائدة: 47)
وهي آيات في حق أهل الكتاب ثم قال: فدِراسة
ما قبل الإسلام ليست مما ينهَى عنه الإسلام، بل هي ما يأمر به… “(33).

(10) وساوى
بين أماكن عبادة اليهود والنصارى والمسلمين لأنه يُذكر فيها جميعاً اسم الله:

à جاء في (سورة الحج: 40): ” وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ
يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا”.

 يقول تفسير المنتخب: ولولا أن الله سَخّر للحق
أعواناً ينصرونه ويدفعون عنه طغيان الظالمين لَساد الباطل، وتمادَى الطُّغاة،
وأخمَدوا صوت الحق. ولم يتركوا للنصارى كنائس ولا لرهبانهم صوامع ولا لليهود
معابد، ولا للمسلمين مساجد يُذكر فيها اسم الله ذكراً كثيراً “(34).

 وجاء في تفسير الجلالين: ” صَوَامِعُ
” الرهبان ” وَبِيَعٌ ” كنائس للنصارى و ” صَلَوَاتٌ ”
كنائس لليهود بالعبرانية ” وَمَسَاجِدُ ” للمسلمين ” يُذْكَرُ
فِيهَا ” أي في المواضع المذكورة ” اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا
وتنقطع العبادات بخرابها “(35).

 نفس هذه التفاسير ذكرها ابن كثير في تفسيره ونقل عن الضحاك
قوله: الجميع يُذكر فيها اسم الله كثيراً(36).

 وهنا يؤكد القرآن ومفسروه
على أن صوامع الرهبان وكنائس النصارى وصلوات اليهود يُذكر فيها اسم الله كثيراً
كما يذكر في المساجد وأن الله يدفع بعض الناس ببعض حتى لا تنقطع العبادات بخراب
الأماكن المذكورة
ويخمد صوت الحق.

 

(11) وجعل
الذين اتبعوا المسيح فوق الذين كفروا به إلى يوم القيامة:

à جاء في (سورة آل عمران: 55): ” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا
عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ
فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.

 وقد جاء في تفسير الطبري: ” حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قول
الله: “ومطهرك من الذين كفروا”، قال: الذين كفروا من بني إسرائيل =
” وجاعل الذين اتبعوك “، قال: الذين آمنوا به من بني إسرائيل وغيرهم =
” فوق الذين كفروا “، النصارى فوقَ اليهود إلى يوم القيامة. قال: فليس
بلدٌ فيه أحدٌ من النصارى، إلا وهم فوق يهودَ، في شرقٍ ولا غرب، هم في البلدان
كلِّها مستذلون
(37).

 ومما قال البغوي: ” وقيل: أراد بهم النصارى فهم فوق اليهود إلى يوم القيامة، فإن
اليهود قد ذهب ملكهم، وملك النصارى دائم إلى قريب من قيام الساعة، فعلى هذا يكون
الأتباع بمعنى الادعاء والمحبة لا إتباع الدين. { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } في
الآخرة
(38).

 ومن ضمن ما جاء في تفسير فتح القدير قوله:
وقيل: المراد: بالآية أن النصارى الذين هم أتباع
عيسى لا يزالون ظاهرين على اليهود غالبين لهم قاهرين لمن وجد منهم، فيكون المراد
بالذين كفروا هم اليهود خاصة؛ وقيل: هم الروم لا يزالون ظاهرين على من خالفهم من
الكافرين، وقيل: هم الحواريون لا يزالون ظاهرين على من كفر بالمسيح، وعلى كل حال
فغلبة النصارى لطائفة من الكفار
(39).

 

(12) القرآن
يعتبر نصر الروم، المسيحيين، على الفُرس، نصر من الله:

à يقول في (سورة الروم: 1 5): ” الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ
يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”.

 تقول د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)**:
” كان النبي (صلعم) يرقب الصراع الدامي بين الفرس والروم، وقد آلَمَه انتصار
الفُرس المجوس على الروم أهل الكتاب”.

 وتقول في موضع آخر: ” في أسباب النزول روى
(الترمذي) من حديث ابن عباس ودينار بن مكرم الأسلَمِي، أن الآيات نزلت وفارس غالبة
على الروم، وكان المسلمون يحبّون ظهور الروم عليهم، لأنهم وإياهم أهل كتاب، وكانت
قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم أهل أوثان”.

 وقالت أيضاً: ” كان هرقل يقاتل في تخليص
الشعب والصليب من أعداء الصليب 00 “، حتى كانت الموقعة الحاسمة قرب المدائن
في فبراير 628م، فَرّ كِسرَى بعدها هارباً ذليلاً… إلخ. ” وأعيد الصندوق
الذي فيه الصليب المقدّس إلى هرقل لم يمسسه سوء “(40).

 لعل موقف القرآن هذا من الروم (النصارى) هو الذي
جعل النبي (صلعم) يتمَنّى انتصار الروم ويدعو لإمبراطور الروم قائلاً: ”
ثَبّت الله مُلكَه “(41).

 

(13) يَعِد
القرآن اليهود والنصارى والمسلمين بالفوز والنّجاة:

à يقول في (سورة البقرة: 62): ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”. وتتكرر الآية مرة أخرى في
سورة المائدة 69.

 يقول السيد محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار(42)
تعليقاً على هذه الآية القرآنية: ” بيان أصول الدين الإلهي على ألسِنة
الرُّسُل كلهم هي الإيمان بالله واليوم الآخر، والعمل الصالح فمَن أقامها من أيّة
مِلّة من مِلل الرّسُل كاليهود والنّصارى والصابئين فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون “(43).

 وقال أيضاً في تفسيره: ” ولا إشكال في عدم
اشتراط الإيمان بالنّبي (صلعم)(44).

 كما يقول د. محمد عمارة: ” فالفوز بأجر
الله سبحانه وثوابه والنّجاة من العذاب الذي تحدث عنه القرآن في وعيده الذي توعد
به العُصاة والسّعادة الإلهية التي تنفي الحُزن
كل ذلك حق وعد به
الله سبحانه لا المسلمين المؤمنين بالشريعة المُحَمّدية فقط، وإنما مُطلَق
المُتَدَيِّنين بالدين الإلهي الذين جمعوا إلى إيمانهم بالألوهية الإيمان بالجزاء
والحساب وعملوا لذلك عملاً صالحاً 00 جميع هؤلاء قد صدق الله لهم الوعد بالنجاة
والسعادة والأمن سواء منهم الذين آمَنوا بشريعة محمد، أو موسى أو عيسى وكذلك
الصابِئة ” ولعلهم الحُنفاء ” وفي ذلك يقول الله سبحانه ” إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ”
(المائدة: 69). ولقد جاءت الآية الأولى بعد آية نزلت لتقريع اليهود وتحدّثت كيف
أنه قد ” ضُرِبَت عَلَيْهِمُ الذِّلّةُ والمَسْكَنَةُ وباءوا بغَضَبٍ مِن
الله 00 “: فجاءت هذه الآية 00 كما يقول الإمام محمد عبده: ” بمنزلة
الاستثناء من حُكم الآية السابقة 00 تبشر بالنجاة جميع مَن تمَسَّك بهَدي نبي سابق
وانتسب إلى شريعة سماوية ماضية “(45).

 ويقول د. محمد شحرور: ” لذا فقد ورد الموقف
الإلهي من الناس كافة في قوله تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ” الآية. نلاحظ هنا أن هذه الآية
تنطبق على كل أديان أهل الأرض السماوية منها وغيرها، والشرط الأساسي هنا الإيمان
بالله واليوم الآخر والعمل الصالح 00 والصابئون هنا من صبأ (خرج) عن ديانة موسى
وعيسى ومحمد ولكنه مؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً “(46).

 وقال سامر إسلامبولي في تفسير هذه الآية أيضاً:
” فالمقياس لدخول الجنة ليس هو الأسماء والصفات وإنما هو: الإيمان بالله
واليوم الآخر والعمل الصالح. فمَن يتحقق به ذلك فالجنة مأواه قَطعاً لا شك بذلك
أبداً. ولن يكون أحد فكاك الآخر من النار لأن العدل سوف يعم الجميع وكذلك الرحمة
سوف تَسَع الجميع “(47).

 ويقول د. محمد أحمد خلف الله: ” ومن
المفسرين مَن يرى أنه في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا
وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ” يرى فيها أن الالتقاء عند الإيمان بالله واليوم
الآخر، وعند العمل الصالح الذي يصلح به حال الفرد وحال المجتمع كفيل بتحقيق الأمن
للإنسان
الأمن في الدنيا والأمن في الآخرة أي أن الأمن في
الحياتَين يتحقق مع اختلاف الأديان ما دام هناك إيمان بالله واليوم الآخر وعمل
صالح “(48).

 ويقول الشيخ محمود أبو ريه في كتابه دين الله
واحد: ” فكُل مَن يؤمن بالله واليوم الآخر، ويعمل صالحاً فهو ناجٍ بفضل الله
إن شاء الله ذلك بأن هذه
الصفات الثلاث هي أركان الدّين الأساسية على لسان كل رسول، فمَن اتّبع أحكامها،
وأقام أصولها، من أي دين كان
فاز برضوان الله،
ومن أخَلّ بشيء منها، واتبع هواه، فأمره إذن إلى الله إن شاء رحمه، وإن شاء عَذّبه
(49).)

 والسؤال هنا هو: هل هذا الحكم والذي جاء في الآيتين
السابقتين (البقرة: 62) و (المائدة: 69) خاص بأهل كتاب مُعَيَّنين؟ ويجيب على هذا
السؤال المستشار محمد سعيد عشماوي قائلاً: ” ولقد يقال أن حكم القرآن الكريم
خاص بأهل الكتاب أيام التنزيل وفي عهد النبي (صلعم) وأن عقائدهم قد اختلفت الآن
فلم يعودوا أهل الكتاب المقصودين في القرآن. وهذا القول يُنكِر الحقائق التاريخية
لكَي يفسد حكم الإسلام. فعقائد أهل الكتاب يهود ونصارى
كانت قد استقرت
قبل البعثة النبوية، وهي لم تتغير قط
في أساسياتها منذ عصر التنزيل
حتى الآن. فعَلَى الذي يفسر القرآن الكريم أن يرعَى الله في التفسير وعلى كل
مُسلِم أن يُدرِك الحُكم الصحيح في القرآن للعلاقة بين المسلم والكِتابي “(50).

 

(1) أنظر كتبنا ” الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس ” و
” الإنجيل كيف كتب وكيف وصل إلينا؟ ” و ” الكتاب المقدس يتحدى
نقاده والقائلين بتحريفه ” 00 الخ

(3) المرجع السابق ص 118 و 119.

(4) لباب النقول
في
أسباب النزول للسيوطى
ص 115.

(5) أسباب النزول للواحدي، تحقيق أمين صالح شعبان، الطبعة الرابعة.

(6) ابن كثير ج 1: 403.

(7) تفسير الجلالين – سورة البقرة – ص 17.

(8) بحر العلوم للسمرقندي ج 1: 107.

*
العطف يقتضي المغايرة قاله علماء النحو والبلاغة. (انظر دكتور عبد المتعال الجبري
في كتابه ” شطحات مصطفى محمود.. ص 44 و.168.

(11)
يسألونك في الدين والحياة، فضيلة د.أحمد الشرباصي ج 1: 221 و 222.

(12) المنتخب،
المجلس
الأعلى للشئون
الإسلامية – مجمع البحوث الإسلامية – الأزهر الطبعة الثامنة عشر 1995 ص 896.

*
عمل مدرساً بالمعاهد الأزهرية، وأميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية (الأهرام

15/2/1995م).

** أي قبل الإسلام بحوالي قرن من الزمان.

(13) د. عبد
الجليل شلبي ” الإسلام
والمستشرقون ”
طبعة دار الشعب، ص13، 16.

(14) تفسير
البيضاوي
– سورة البروج – الجزء
الخامس – ص 473.

*
المونوفيزم = مفهوم خاطيء عن عقيدة الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد لأنها تتصور أن
الناسوت تلاشي في اللاهوت، وهذا فكر الهرطقة الأوطاخية التي رفضتها الكنيسة.

(19) – د. محمد عمارة، الإسلام والوحدة الوطنية، ص 51.

(21) كتبها محمد علم الدين، مفتش سابق
بالتربية والتعليم
– قال: من مقال لحكيم من حكماء المسلمين وإمام
من أئمتهم هو المرحوم الشيخ محمد عبده نشرت في أوائل هذا القرن تحت عنوان: طبيعة
المصريين بجريدة الأخبار 18/4/1980م/ ص 3.

(23) يسألونك في
الدين والحياة
– فضيلة د.أحمد
الشرباصي ج 1: 453 و 454.

(25) رواه أبو داود والترمذي، حديث رقم
365. ورياض الصالحين
للنووي ص 172 و 365. كما جاء في مسند الإمام
أحمد ج 3: 38. انظر أيضاً تفسير ابن كثير ج 8: 264.

(28) تفسير البيضاوي ج 5: 147.

(29) تفسير
المنتخب
– سورة الزخرف – ص 728.

(34) تفسير المنتخب، ص 494.

(37) الطبري ج 6: 643.

** هي
أستاذ التفسير والدراسات العُليا بكليات الشريعة (الأهرام

13/5/1986م).

(40) الأهرام الخميس 27/4/1995 والخميس 4/5/1995. انظر أيضا أسباب نزول لسورة
الروم: 1، للواحدي، ص 288.

(42)
تفسير المنار ج7: 277.

(44) تيارات منحرفة في التفكير الديني
المعاصر، د. على العمّاري، ص 57 – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة –
العدد 169.

(45) د. محمد
عمارة ” الإسلام والوحدة الوطنية ” ص 113
– 116. والأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ج 4: 199.

(46) الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة،
د. محمد شحرور ص 721، 722.

(49) تيارات
منحرفة في التفكير
الديني المعاصر للدكتور
على العماري – ص 44و 49.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى