كتب

وصية ابراهيم



وصية ابراهيم

وصية
ابراهيم

 

كتاب
يهوديّ منحول دوّن في بداية العصر المسيحيّ. حين جاءت ساعة موت ابراهيم، قدّم
وحيًا جليانيًّا يشبه ما نقرأ في رؤيا بطرس ورؤيا بولس. لسنا في الحقيقة أمام وصية،
بل أمام مؤلّف روائي. رأى ابراهيم جرائم الأرض والدينونة المثلّثة التي تصيب
النفوس. إبراهيم بيت ربان (569): عمل في مدرسة نصيبين فشرح في السريانيّة،
الأنبياء،

 

مقالات ذات صلة

وصيّة
ابراهيم

وصل
إلينا هذا المؤلّف في عدّة ترجمات قديمة، وفي نسختين مسيحيّتين يونانيّتين. نسخة
طويلة (أ) تعود إلى القرن الثالث (20 فصلاً). ونسخة قصيرة (2) تعود إلى القرن
الرابع (14 فصلاً). تشكّل هاتان النسختان تحويل النصّ الأصليّ الذي دوّنه في
اليونانيّة يهوديّ في مصر في القرن 1-2 ب.م. لهذا قد يكون هذا المؤلّف ارتكز على
كتاب يعود إلى القرن الأول ب.م. وقد ألّف في العبريّة. سمّيت “وصيّة
ابراهيم” وصيّة، مع أنّها لا تتحدّث عن وصيّة ابراهيم، بل تقدّم خبرًا عن موت
أبي الآباء مع عناصر جليانيّة. في الفصول الأولى من النسخة الطويلة (ف 1-9)، نرى
محاولات ميخائيل رئيس الملائكة ليأخذ نفس ابراهيم الذي رفض الموت. وتصوَّر ضيافةُ
ابراهيم الخارقة أمام ميخائيل الذي جاء بشكل بشريّ. في القسم التالي (ف 10-14) نجد
صورة عن تجوّل ابراهيم على مركبة برفقة ميخائيل الذي يدلّه على الأرض مع خطاياها
ويكشف له أسرار السماء. وبين البابين اللذين يوصلان إلى السماء، رأى (ابراهيم) آدم
جالسًا على عرش ذهبيّ. فآدم هذا نادرًا ما يفرح، وذلك حين يرى الذاهبين في الطريق
الضيّق. وهو يبكي حين يرى الجماهير المتّجهة نحو الباب الواسع. دان هابيل الأبرار،
وقدّم ملاكان لائحةً بأعمالهم الصالحة وأعمالهم الرديئة. ويزن دوقيئيل، رئيس
الملائكة، هذه الأعمال، ويُخضعها فورئيل لمحنة النار.وتدلّ الفصول الأخيرة (ف
15-20) على أنّ ابراهيم بعد تجوّله ما زال يقاوم ميخائيل ويرفض أن يسلّمه نفسه.
حينئذ احتال الموت ودعاه إلى أن يقبّل يده. فامتثل ابراهيم. فظلّت نفسه متعلّقة
بيد الموت. وأخذت نفسُ ابراهيم إلى السماء ودُفن جسده في ممرا. يتضمّن النص عناصر
عديدة مشتركة مع الأخبار اليهوديّة التي جُمعت في “أخبار يرحمئيل”، ومع
تصوير موت موسى في ” انتقال موسى”. لقد حاول هذا الكتاب أن يقدّم نظرة
شاملة إلى تعليم الخلاص، وأن يوفّق بين التعاليم عن الدينونة الفرديّة والدينونة
العامّة.

 

مدخل
إلى وصيّة ابراهيم

سنة
1892 نشر جامس للمرة الأولى النصّ اليونانيّ لوصيّة ابراهيم مع مقدمة وحواش.
وبيّنت هذه النشرة أن هناك نسختين لهذه الوصيّة. القصيرة (أو: ب) والطويلة (أو: أ).
انطلق الناشر من ثلاثة مخطوطات من أجل النص القصير، ومن ستة مخطوطات من أجل النصّ
الطويل. أما الآن فنحن نمتلك ثلاثة وعشرين مخطوطاً للنصّ الطويل، وتسعة مخطوطات
للقصير. تلك هي النشرة التي نقلها شميدت إلى الفرنسيّة.

انطلق
النص القصير من مخطوط وُجد في المكتبة الامبروسيّة في ميلانو أما النسخة الطويلة
فقد تأسّست على أسرة من سبعة مخطوطات وُجدت في باريس، اسطنبول، اندروس، انقرة،
أورشليم القدس، مونبالييه في فرنسا، جبل اتوس. أما أفضلها فيبقى مخطوط باريس الذي
كان الأساس في نشرة جامس.

نُقلت
وصيّة ابراهيم إلى السلافيّة (القصيرة) والرومانيّة (القصيرة والطويلة) والقبطيّة
والعربيّة والحبشيّة. نُقلت العربية عن القبطيّة، والحبشيّة عن العربيّة. نجد في
هذه النصوص الثلاثة الأخيرة النسخة القصيرة مع مقدّمة لأتناسيوس (295- 373) اسقف
الاسكندرية الذي تحدّث أيضاً عن وصيّة اسحاق ووصيّة يعقوب.

نجد
النسخة القبطية في مخطوط بُحيري نشره العالم غيدي، وفي مخطوط يعود إلى القرن
الخامس ولم يُنشر بعد. ونشر زوتنبرغ جزءاً من مخطوط عربي يعود إلى سنة 1629 في
لائحة المخطوطات الحبشيّة. ووصلتْ إلينا من الترجمة الحبشيّة نسخة فلاشه ونسخة
مسيحيّة، نشرهما ايسكولي منطلقاً من مخطوطين وُجدا في باريس.

وُجدت
وصيّة ابراهيم في نسختين يونانيتين، كما قلنا، وكلتاهما تعودان إلى ينبوع واحد. قد
تعود القصيرة إلى القرن الأول ب. م. والطويلة إلى القرن الثاني وربّما إلى القرن
الثالث.

يتضمّن
الخبر قسمين متوازيين. في القسم الأول، أُرسل ميخائيل لكي يأخذ نفس ابراهيم (ف 1-
15). في القسم الثاني، أُرسل الموتُ لكي يكمّل العمل (ف 16- 20). في الأول، استقبل
ابراهيم زائره ميخائيل بأحلى ما تكون الضيافة. ولكن حين اكتشف لماذا جاء ميخائيل،
رفض أن يموت (ف 2- 7). وظل ميخائيل يحاول إقناع ابراهيم بأن يطيع مشيئة الله، ولكن
عبثاً. بل إن ابراهيم استفاد من المناسبة ليطلب أن يرى الأرض المسكونة قبل أن يموت
(ف 8- 9). خلال هذه الرحلة، انزعج ابراهيم من الشرّ الذي رآه وطلب في الحال الموت
للخطأة (ف 10). عندئذ أمر الربّ أن تتوقف الرحلة وإلاّ فنيت البشريّة. وطلب من
ميخائيل أن يأخذ ابراهيم إلى حيث يزن هابيل أعمال الموتى، فيرى دينونة الله وما
فيها من رحمة (ف 11- 13). ومعاملة الرب هذه للأنفس، أقنعت ابراهيم بأن يتشفّع من
أجل الذين حكم عليهم خلال رحلته (ف 14).

تمّم
ميخائيل ما طُلب منه. أما ابراهيم فرفض أن يموت. عندئذ عاد ميخائيل إلى السماء،
وأرسل الله الموت ليأتي بنفس ابراهيم (ف 15- 16). حاول الموت أن يخيف ابراهيم (ف
17). ثم أقنع الموت ابراهيم بأن الموت السريع هو المطلوب، لان مثل هذا الموت يمنع
القصاص اللاحق (ف 17- 19). ولكن ظلّ ابراهيم معانداً. وفي النهاية احتال عليه
الموت. وينتهي الخبر بكلام عن الملائكة الذين أخذوا نفس ابراهيم إلى السماء (ف 20).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى