علم الكتاب المقدس

مدخل إلى الكتاب المقدس



مدخل إلى الكتاب المقدس

مدخل
إلى الكتاب المقدس

رهبنة
دير مار جرجس الحرف

الفهرس

0      مقدمة

1      ما هو الكتاب

2      أين نجد الكتاب

3      كيف يجب أن يقرأ الكتاب

4      كيف نفهم الكتاب

5      في الطريقة العملية لقراءة الكتاب

6      معاني الكتاب

7      تحديد المشكلة

8      طرح المشكلة

9      كيف نجيب المشككين؟

10    الخطوط الكبرى في الكتاب

11    الخلق والسقوط

12    الوعد

13    العهد

14    الملكية أو أرض الميعاد

15    السبي والأنبياء

16    التجسد

17    الخاتمة

 

مقدمة


هذه في الأساس دروس تلقاها رهبان دير مار جرجس الحرف من الأرشمندريت أندريه سكريما.
ثم أعطيت لقادة حركة الشبيبة الأرثوذكسية في الحلقة التدريبية الثانية في حصرون
صيف 1963. ثم بناء على طلب منشورات النور أضيف عليها الفصل الأخير الذي يبحث في
التجسد ورتبت وجهزت للنشر.

 


إننا نورد ذلك لنوضح أن هذه الدروس ليست (دروساً) في الحقيقة بقدر ما هي حديث حي
قد وجه إلى أشخاص معينين, بل (اختبار) عاشه رهبان دير ما جرجس الحرف صيف 1961 في
جو صلاة وحرارة وألفة في مرحلة من مراحل طريقهم الرهباني, طريق تلقنهم للحياة
الروحية وتعمقهم فيها.

 


ولذا لا تتناول هذه الصفحات درس الكتاب المقدس بصورة شاملة ودقيقة مع أنها تراعي
متطلبات المعرفة العلمية عند اللزوم. لكنها تحاول أن تتجاوز الكتاب (إذا جاز
القول) لتبلغ من خلاله إلى الاختبار الكنسي المعاش في ملئه: تتجاوز حرف الكتاب
لتبلغ من ورائه إلى الروح. إلى ملء حياة الكنيسة.

 


فلا بد للقارئ بالتالي من هذا الموقف بالضبط, موقف تطلع والتماس للحياة الروحية
الشاملة التي تنبع من الكتاب فتحيي حياة المؤمن والكنيسة, إن أراد أن يستفيد من
هذه الصفحات فتثمر فيه.

 


إن هذه الصفحات لا تخلو من نقص ولا شك, وبالإمكان كتابة أفضل منها بكثير, ولكننا
إذا نشرناها إنما ننشرها كشهادة, آملين أن تساهم في تغذية الحياة الروحية في
كنيستنا الأنطاكية المقدسة وتلبي حاجة عند الشباب وعند من يريد عامة أن يعيش حياته
مع الله.

 

توطئة

غاية
هذه الصفحات

 غاية
هذه الصفحات محاولة الدخول إلى روح الكتاب المقدس: إن ما يهمنا بالدرجة الأولى هي
روحانية الكتاب وتطبيقها في حياتنا. لذا فلن نبحث مثلاً في أسفار الكتاب وعددها
ونوعها الأدبي وتاريخ تأليفها ومصادرها المختلفة الخ.. بل سنقتصر على تعريف الكتاب
واستعراض محتواه قدر الإمكان.

 

ومن
المفيد أن نذكر قبل البدء ببحثنا أن الروحانية الكتابية تكمل بروحانيات أخرى
وتكملها: الروحانية الليتورجية الآبائية.. أعني وجه الحياة الروحانية المعبر عنه
بالليتورجيا أو بالآباء والقديسين. ليس أن هناك ثلاث روحانيات مختلفة منفصلة عن
بعضها البعض, فللمسيحي حياة روحية واحدة: هي الاتحاد بالله يسوع المسيح في الروح
القدس, وكل ما يساهم في البلوغ إلى هذا الاتحاد هو من مقومات الروحانية الواحدة.
ولكن الرب أعطانا عدة وسائل بل قل عدة ينابيع من النعمة والقوة والنور لتحملنا
إليه. وهذه الينابيع نجدها, إما في الكتاب المقدس إذ أنه كلمة الله عينها مكتوبة,
أو في الليتورجيا, إذ فيها الأسرار المقدسة تفيض الروح القدس للعالم ولنفوس
المسيحيين{أنظر كرّاس (من أجل فهم الليتورجيا وعيشها) منشورات النور عام 1963}, أو
في القديسين إذ أنهم اتحدوا و(توشحوا) بالله فامتلأوا من روح القداسة أي من الروح
القدس بالضبط وهم يعكسونه لنا في تعاليمهم وتقاليدهم الحية{زيادة في الإيضاح نقول:
لا يخفى أن سر الله أعلن لنا تدريجياً: الآب أولاً في العهد القديم حيث الابن كان
محجوباً والروح القدس غير معطى. ثم تجسد الابن: ولكن الذين كانوا قد عرفوا الآب لم
يعرفوا جميعهم الابن, وبالابن وحده أتى الروح إلى العالم. وفي الأخير أعطي الروح..
ولكن الروح هو الأقرب إلينا إذا جاز القول لأنه أول من يقتبلنا في صعودنا إلى الله
لأن صعودنا هو بالروح القدس. فالروح هو الذي يصرخ فينا: (يا أبا الآب) و(لا أحد
يستطيع أن يقول يسوع المسيح رب إلا بالروح), والروح هو الذي (يعلمنا كل شيء).. إن
الروح القدس خفي للغاية لا يعلن مباشرة. الآب يعلنه الابن, والابن يعلنه الروح,
أما الروح فلا يعلنه أحد بل يعلن في نفوس المسيحيين الذين يعكسونه. ولكن المسيحيين
الذين عرفوا الآب والابن وأخذوا الروح القدس الكثيرون منهم لا يعكسونه: لا يدعونه
يملأهم كلياً, لا يعيشون (روحياً). إن الذين يعيشون حياة تشهد للثالوث القدوس, آب
وابن وروح قدس, الذين يذهبون إلى النهاية في سر الله هم الذين يعيشون حياة روحية}.

إن
هناك بالتالي روحاً واحداً يهب في كل مكان ويجتاح العالم انطلاقاً من بعض الوسائل-
المصادر أهمها ما ذكرنا. وهذا الروح الواحد, هذه الحياة الروحية والاتحاد بالله هي
التي نبتغيها من دراسة الكتاب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى