اللاهوت المقارن

121- الإفخارستية تذكار حي قائم وليس تذكار رمزي



121- الإفخارستية تذكار حي قائم وليس تذكار رمزي

121- الإفخارستية تذكار حي قائم وليس تذكار رمزي

لكن
أين تستطيع الكنيسة أن تجد بركات الخلاص وتتمتع بها؟ أين العهد الذي بين الله
وشعبه؟ فالكنيسة لا تستطيع أن تعيش الخلاص وتتلامس معه إلاّ في سر التناول المقدس.
في كل صلاة قداس، يكون دم المسيح حاضراً في الكأس، لذلك قال “هذه الكأس هى
العهد الجديد بدمى”.. نعيش العهد الجديد؛ ليس كتذكار ضاع وانتهى؛ ولكن كتذكار
حى قائم ممتد. لذلك قال “اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى” (1كو11: 25).

 

وقد
شرح القديس بولس الرسول هذا بأكثر وضوح وقال “فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز
وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” (1كو11: 26). لذلك نقول إنه
تذكار حى وليس مجرد تذكار رمزى.. فنحن نُخبر بموت الرب لأن ذبيحة الصليب بجسد الرب
ودمه تكون حاضرة بالفعل في وسطنا. فإذا كان دم المسيح الذي سُفك على الصليب هو
نفسه الذي يكون حاضراً في القداس؛ فليس هناك تذكار أقوى من ذلك.. ونُخبر بموت الرب
عندما نشرب من هذه الكأس لأننا نؤمن أن ما بداخل الكأس هو دم حقيقى تحت أعراض
الخمر. ولا يمكننا أن نُخبر بما لم نراه ونختبره. فالذين أخبروا بالقيامة؛ هم شهود
القيامة، والذين يخبرون بموت الرب؛ هم شهود موته. لذلك فنحن نُخبر بموت الرب
وقيامته وأيضاً بمجيئه الثانى لأننا نختبر هذه الأمور اختباراً حقيقياً في سر
التناول المقدس.

مقالات ذات صلة

 

يقول
القديس بولس الرسول “أقول كما للحكماء، احكموا أنتم في ما أقول كأس البركة
التى نباركها أليست هى شركة دم المسيح” (1كو10: 15، 16) فما الذي سوف نباركه؟
إن كان هذا رمزاً؟!

 

لقد
بارك السيد المسيح على الكأس في ليلة آلامه وقال “اشربوا منها كلكم. لأن هذا
هو دمى الذي للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (مت26:
27، 28). فإذا كان السيد الرب نفسه يقول هذا هو دمى، فمن يستطيع أن يقول إن هذا هو
رمز فقط؟ ألا نؤمن بصدق كلمات السيد المسيح؟!!

 

وكيف
للرمز أن يغفر الخطايا؟!! لكننا نتناول من جسد الرب ودمه لمغفرة الخطايا كما قال
السيد المسيح “هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة
الخطايا” (مت26: 28).

 

يقول
القديس بولس الرسول “فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون
بموت الرب إلى أن يجيء” (1كو11: 26)، نفهم من هذه الآية أن فاعلية موت المسيح
المحيي الذي قتل الموت بموته تسرى في كياننا و في داخلنا عندما نتناول من هذا
الدم. لذلك يكمل القديس بولس كلامه ويقول “إذاً أى من أكل هذا الخبز أو شرب
كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه” (1كو11: 27). فكيف يكون
مجرماً إن كان هذا دماً ليس حقيقياً أو جسداً ليس حقيقياً!!! “ولكن ليمتحن
الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق
يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميّز جسد الرب” (1كو11: 28-29).. أى أنه غير
مميز إن كان جسد الرب الذى بالصينية هو جسد حقيقى أم أن هذا مجرد شئ رمزى أو
تذكارى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى