علم الكتاب المقدس

38- التأكيد في مقابل اليقين



38- التأكيد في مقابل اليقين

38- التأكيد في مقابل اليقين

كيف
يكون مقدار تأكدنا من الحقيقة؟ الإجابة تكون هي أننا لدينا درجات مختلفة من
التأكيدات بشأن الحقائق المختلفة. في معظم الأحوال، لدينا تأكيد أخلاقي أو عملي عن
حقائق المسيحية.

يقول
فريدريك د. ولهلمسون: إن قبول اليقين العقلي له ثلاثة أشكال: (أ) ميتافيزيقي، حيث
فيه لا يوجد إطلاقا إمكانية تحقيق الأمر العكسي؛ (ب) طبيعي؛ و(ج) أخلاقي، حيث فيه
احتمال بعيد لظهور حقيقة الضد، لكن ليس لدينا سبب كاف لأن نفكر في هذا الاحتمال
وأنه سوف يتحقق في المسألة التي بين أيدينا. (
Wilhelmsen, MKR, 171)

 

هناك
أربعة أنواع من التأكيد الطبيعي:

التأكيد
المنطقي. يوجد التأكيد المنطقي بشكل واضح في الرياضيات والمنطق الخالص. هذا النوع
من التأكيدات نلجأ إليه عندما يكون عكسه مناقضاً له تماماً. بهذا المعنى يتأكد
الشيء عندما لا يكون هناك إمكانية منطقية أن تكون المسألة خاطئة. وطالما أن
الرياضيات هي خاضعة للمنطق فإنها تتناسب مع هذا النوع. إنها توجَد في جُمل مثل
5+4=9، وتوجَد أيضا في العبارات التي هي صحيحة تحديداً مثل: كل الدوائر هي مستديرة،
وليس هناك مثلث شكله مربع.

 

التأكيد
الميتافيزيقي. مع ذلك توجد أشياء أخرى يمكن أن نكون متأكدين بلا تردد أنها عبارات
لا تخلو من المحتوى. مثلا، أنا أعلم يقيناً أنني موجود. هذا أمر لا يُنكر، لذلك لا
أستطيع أن أُنكر وجودي بدون أن أكون بالفعل موجوداً حتى أُنكر وجودي. المباديء
الأولى يمكن أيضاً أن تُعرف بالتأكيد. طالما أن الحقيقة والافتراض يقولان نفس
الشيء: «أن يكون هناك كائن، إذن هناك تواجد»، «عدم الوجود ليس كينونة»، «عدم
الكينونة لا ينتج كياناً». كل هذه العبارات مؤكدة طالما أن الناتج يوحي بتواجد
كائن ينتج.

 

التأكيد
الأخلاقي. التأكيد الأخلاقي يتواجد عندما يكون الدليل أو البرهان عظيماً جداً
لدرجة تجعل العقل لا يتوفر له أي سبب لكي يمنع الإرادة من أن تصدق بأنه كذلك.
الإنسان يركن إلى التأكيدات الأخلاقية بكل ثقة كاملة. بالطبع، هناك إمكانية منطقية
أن الأشياء التي نحن متأكدون منها أخلاقياً تكون خاطئة. مع ذلك، فإن الدليل القوي
يشير إلى أنه ليس هناك سبب لأن تكون خاطئة. بالتعبيرات القانونية هذا هو ما نسميه
«بعيداً عن أي شك معقول».

 

التأكيدات
العملية. (الاحتمالات العظمى). التأكيدات العملية ليست بقوة التأكيدات الأخلاقية.
يدَّعي الناس أنهم متأكدون بخصوص أشياء يعتقدون أن بها قدر كبير من الحقيقة. ربما
يكون الإنسان متأكداً أنه تناول إفطاراً هذا الصباح، بدون أن يستطيع البرهنة على
ذلك رياضياً أو ميتافيزيقياً. إنها حقيقة، إلا إذا طرأ من يغير هذا التصور، حيث
يكون قد حدث له خداع في أنه تناول إفطاره. وربما يكون على خطأ في هذا الاعتقاد. (
Geisler, BECA, 122)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى