عهد قديم

الإصحاح الرابع والثلاثون



الإصحاح الرابع والثلاثون]]>الإصحاح الرابع والثلاثون

 

الآيات(1-4): “ثم قال الرب لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين فاكتب أنا علىاللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما. وكن مستعداًللصباح واصعد في الصباح إلى جبل سيناء وقف عندي هناك على رأس الجبل. ولا يصعد أحدمعك وأيضاً لا ير أحد في كل الجبل الغنم أيضاً والبقر لا ترع إلى جهة ذلك الجبل.فنحت لوحين من حجر كالأولين وبكر موسى في الصباح وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الربواخذ في يده لوحي الحجر.”

الخطيةدائماً تسبب خسائر لبعض النعم والإمتيازات ففي المرة الأولى وجدنا أن الله قدماللوحين منحوتين والوصايا منقوشة عليهما. ولكن في هذه المرة طلب الله من موسى أنينحت هو اللوحين ويكتب الله عليهما. الشعب كسر المعاهدة مع الله والله قبل أنيتصالح مع الشعب ولكن هناك خسائر. وفي تصالح الله مع شعبه نفهم أن عدم أمانة البشرلا يبطل أمانة الله “وأن قصد الله ومحبته للبشر والمجد المعد لهم سيحققه اللهوأن الخطية ونتائجها من موت وخلافه هو شئ عارض فقط.

وهذهالقصة تشير أن الله كتب وصاياه على قلوب آدم وحواء وهما في حالة البراءة الأولى.وكانت قلوبهم هي الحجر الذي من صنعه والذي كتب هو عليه وصاياه وكانت قلوبهم وقتئذقلوب لحم (حز19:11). وكسر اللوحين الأولين حين كسَّرها موسى كان يشير لفسادالإنسان الأول بسبب خطيته ولذلك بدأ الله يكتب كلماته ووصاياه بإصبعه (الروحالقدس) على ألواح حجرية أي الكتاب المقدس الذي كتب بواسطة الأنبياء والرسل الذينأوحى لهم الروح القدس بما يكتبونه. فالكتاب كله موحى به من الروح القدس. وكان هذاحتى يأتي المسيح والذي يمثله كما رأينا الحجرين الجديدين اللذان نحتهما موسىوكتبهما الله بإصبعه (المسيح الذي تجسد من الروح القدس والقديسة العذراء مريم).هذا كان طريق الصلح. وحيث أن الطريق الأمثل أن تكتب الوصية على القلب فهذا ما صنعهالمسيح فقد أرسل روحه ليسكب محبة الله فينا ويكتب وصاياه على قلوبنا وأذهاننا(أر31:31-34 + عب10:8-13 + رو5:5) وهذا معنى قول المسيح “من يحبني يحفظوصاياي” هنا نسأل كيف يتحول قلبنا الحجري لقلب لحمي؟ والإجابة التوبة وهنايبدأ عمل الله في تحطيم وتشكيل حجارة هذا القلب والكتابة عليه. ويكون ذلك بأنالروح القدس يسكب محبة الله فينا فنطيع وصاياه.

وحتىيأخذ موسى من يد الله الوصايا ويكلم الله موسى كان على موسى أن يظهر وحده دون أيشخص (فهم خطاة) ولا يصعد على الجبل بهيمة (هذا إشارة للشهوات الحيوانيةالمُعَطِلة). ويصعد للجبل (أي يتسامى من الأرضيات) ويعرف أنه ينتمي للسماويات. هذههي شروط المصالحة.

مقالات ذات صلة

 

الآيات(5-9): “فنزل الرب في السحاب فوقف عنده هناك ونادى باسم الرب. فاجتاز الربقدامه ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير اللاحسان والوفاء. حافظالإحسان إلى ألوف غافر الإثم والمعصية والخطية ولكنه لن يبرئ إبراء مفتقد إثمالآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع. فأسرع موسى وخر إلىالأرض وسجد. وقال إن وجدت نعمة في عينيك أيها السيد فليسر السيد في وسطنا فانه شعبصلب الرقبة واغفر اثمنا وخطيتنا واتخذنا ملكاً.”

هنانجد في (6) أن الرب حقق وعده فإجتاز الرب قدامه. وحيث أن الإنسان لا يحتمل مجدالله والله حين يعلن فهو يعلن لكل إنسان حسب إحتماله نزل الله في السحاب (5). ونرىالله هنا يعلن عن طبيعته أنه إله رحيم ورؤوف.. والله يعلن حضوره بذكر إسمهالمبارك= ونادى باسم الرب ثم إعلان صفاته وهذا يتم بينما موسى في النقرة واللهيستره بيده والله في السحاب ليحجز عن موسى بهاء مجده فلا يموت. وقطعاً في قول اللههنا أنه رحيم وبطئ الغضب لكن لا يبرئ إبراء إعلان عن رحمته وعدله. وهو حين يعلن أنهيرحم من يرحم فهذا يشير إلى أنه يريد أن يرحم لكنه لا يرحم إلا من كان مستحقاً.وقوله يفتقد ذنوب الأباء في الأبناء=هذا يعني أن الأبناء يتحملون ذنوب أبائهماجتماعياً وصحياً ومادياً ومعنوياً ونفسياً وأدبياً ولكن هذه الآية تشير لبطء غضبالله وطول أناته فهو يصبر على الجيل الأول فلو استمرت الخطية في الجيل الثاني بلاتوبة يصبر للجيل الثالث والرابع وليس معناها أن الله سيجازي الجيل الثالث والرابعلو كانوا أبرياء على خطايا أبائهم في الجيل الأول. (حز1:18-25 + أر29:31،30).والمقصود أن الله يؤدِّب الأبناء لو استمروا في خطايا أبائهم بلا توبة. ولنأخذمثالاً من اليهود فهم قالوا “دمه علينا وعلى أولادنا” وستستمر خطيتهمحتى يؤمنوا بالمسيح! فلو آمنوا لا تصير عليهم خطية وسجود موسى أمام الله كممثلللشعب هو إعلان عن خضوع المسيح للآب كرأس للجسد (1كو28:15).

 

ملحوظات:

1.     اللهيعلن عن اسمه وعن نفسه لموسى بينما هو مجتاز فهو لا يحتمل بقاؤه أمامه.

2.     اللهيعلن اسمه القدوس قبل أن يعلن عن رحمته حتى نتعلم أن نقترب إلى الله في خوف ورهبةوليس في استهتار. والعكس صحيح فرهبة الله وعظمته تجعلنا لا نخشى الاقتراب منه فهوهنا يعلن عن رحمته.

3.     اللهيعلن هنا عن رحمته فهو يغفر لا لاستحقاقنا بل لأنه رحيم.

4.     هناكمقارنة تظهر مراحم الله فهو حافظ الإحسان إلى ألوف ومفتقد إثم الآباء في الأبناءحتى الجيل الثالث والرابع فقط.

5.     أمامإعلان الله عن اسمه وصفاته لم يستطع موسى إلا أن يخر ويسجد (رؤ10:4).

6.     حينماكان موسى في حضرة الله صلّى طالباً من الله أن يسير وسطهم. وطلب الغفران ولاحظ أنهيقول وإغفر إثمنا ففي حضرة الله يشعر أعظم القديسين بأنه خاطئ.

7.     في(3:33) قال الله عن الشعب أنه صلب الرقبة وهنا يكررها موسى ثانية!! وهو يقصد أنيقول “يا رب فعلاً هو شعب “صلب الرقبة” ولكن هو شعبك فتعال وأملكْعلينا وغير طبيعة هذا الشعب.

 

آية(10): “فقال ها أنا قاطع عهداً قدام جميع شعبك افعل عجائب لم تخلق في كلالأرض وفي جميع الأمم فيرى جميع الشعب الذي أنت في وسطه فعل الرب أن الذي أنافاعله معك رهيب.”

اللهيقبل الصلح ويقطع عهداً مع الشعب ولكن بشروط :

1.     شروطسلبية (الإمتناع عن الخطية) الآيات 11-17

2.     شروطإيجابية (وصايا حفظ الأعياد.. ) الآيات 18-26

أفعلعجائب= هزيمة كل أعدائهم وشق الأردن ووقوف الشمس وكونهم يكونون رعباً للأمم ولكنهذه الآية لو فهمنا أن العهد يشير للعهد الجديد فهي تشير لأعمال الفداء العجيب. وفعلالعجائب هو دور الله. أما دور الإنسان فهو الشروط السابق ذكرها.

 

الآيات(11-17): “احفظ ما أنا موصيك اليوم ها أنا طارد من قدامك الأموريينوالكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين. احترز من أن تقطع عهداً معسكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخاً في وسطك. بل تهدمون مذابحهموتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم. فانك لا تسجد لإله آخر لأن الرب اسمه غيور الهغيور هو. احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض فيزنون وراء آلهتهم ويذبحونلآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم. وتأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهنويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن. لا تصنع لنفسك آلهة مسبوكة.”

المطلوبهنا رفض الخطية وعدم إقامة عهد مع الشعوب الوثنية. ولاحظ أن الشعب في هذه الرحلةكان يصعب عليه التمييز بين الخطية والخطاة لذلك حرم الله عليهم الخطاة وأمرهمبإبادتهم رمزاً لإبادة الخطية في حياتنا. والأنصاب جمع نصب وهي أعمدة تصنع منالحجر وتسمى بأسماء الآلهة تذكاراً وتكريماً لها. وغالباً تقام الأنصاب للبعلوالسواري جمع سارية وهي أعمدة خشبية كانت تقام على الأماكن المرتفعة ليجتمع عندهاوحولها عباد الأوثان لعبادة هذه الآلهة والسواري كانت تقام للآلهة عشتروث. ولاحظقوله تكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ولم يقل تهدمون مذابحهم وقد أثبت التاريخ أنالكنعانيين لم يكن لهم هياكل. والتحريم هنا يشير في حياة التائب أن لا يتساهل معأي خطية حتى ولو صغيرة حتى لا تكن شركاً له “اخترز من الثعالب الصغيرةالمفسدة للكروم”. والسبب المذكور هنا حتى يتركوا الخطية. أن الله إله غيور لنيحتمل أن يكون قلب شعبه منقسماً بين عبادة الله وعبادة البعل. وكون الله غيور فهيتعني انه غيور على خلاص أولاده وهو يعلم أن خلاص أولاده لن يتم إلا في حالةتبعيتهم الكاملة له وتحررهم من كل تبعية غريبة. ومنع الزواج من بنات الكنعانيين هولمنع زواجهم بآلهتهم وهذا ما حدث مع الملك سليمان نفسه فعبد الأوثان في أواخرأيامه.

 

الآيات(18-27): “تحفظ عيد الفطير سبعة أيام تأكل فطيراً كما أمرتك في وقت شهر أبيبلأنك في شهر أبيب خرجت من مصر. لي كل فاتح رحم وكل ما يولد ذكراً من مواشيك بكراًمن ثور وشاة. وأما بكر الحمار فتفديه بشاة وأن لم تفده تكسر عنقه كل بكر من بنيكتفديه ولا يظهروا أمامي فارغين. ستة أيام تعمل وأما اليوم السابع فتستريح فيه فيالفلاحة وفي الحصاد تستريح. وتصنع لنفسك عيد الأسابيع أبكار حصاد الحنطة وعيدالجمع في آخر السنة. ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الرب الهإسرائيل. فأني اطرد الأمم من قدامك وأوسع تخومك ولا يشتهي أحد أرضك حين تصعد لتظهرأمام الرب إلهك ثلاث مرات في السنة. لا تذبح على خمير دم ذبيحتي ولا تبت إلى الغدذبيحة عيد الفصح. أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك لا تطبخ جديا بلبن أمه.وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لأنني بحسب هذه الكلمات قطعت عهداً معكومع إسرائيل.”

هنانجد الشروط الإيجابية فلا يكفي الهروب من الشر ولكن حفظ الأعياد وتقديم الأبكاروتقديس يوم الرب شروط هامة. فهذه الأمور تلهب قلب الإنسان بنار محبة الله وتعطيهفرحاً وراحة.

هماحتفلوا وأكلوا وشربوا للعجل الذهبي والله يعرف حاجة الإنسان للأعياد. لأن تكون لهأيام فرح فحدد الرب أياماً مقدسة للفرح ولكن لمناسبات مقدسة وفيها نذكر إحساناتالله علينا فنقدم له الشكر وتقديم الشكر لله يلهب القلب بمحبته. فالأعياد المقدسةتقربنا من الله بينما أفراح العالم تبعدنا عنه.

سبعةأيام تأكل فطير= الفطير أي لا خمير والخمير يشير للشر. وسبعة أيام أي هي إشارةللامتناع عن الشر العمر كله. وحفظ السبت= إشارة للاهتمام بالحياة الأبدية وسطمشاغل العالم والعمل. الظهور أمام الرب 3مرات في السنة= إشارة لأهمية الشعور بأنناأمام الله دائماً فنحيا في وقار وخشية. وهل في الظهور أمام الرب حين يذهب كلالرجال أي خطر من هجوم الأعداء؟ الإجابة لا تخافوا فالله هو الذي يحفظ مدنكموأسواركم لا يشتهي أحد أرضك. ليس فقط لن يغزوا أحد أرضك بل لن يشتهي أحد أرضكفقلوب البشر في يد الله. والأعياد المذكورة هنا هي عيد الفصح والفطير تذكاراًلخروجهم من مصر ويلحق بهذا قانون تقديم الأبكار تذكاراً لأن الله أهلك أبكارالمصريين وأنقذهم هم. ثم نجد عيد الأسابيع (البنديكوستي) في يوم الخمسين بعد الفصحومعه شريعة الباكورات لباكورات الأثمار وثالث عيد هو عيد الجمع أو الحصاد الذي هوعيد المظال.

لاتطبخ جدياً بلبن أمِّه= هي دعوة لمنع القسوة وهي أيضاً لمنعهم من العادات الوثنيةفكانوا يطبخون الجدي بلبن أمه ويأخذون هذا اللبن ويرشونه في الحقول اعتقاداً منهمبأن هذا يزيد خصوبتها.

وكاناليهود يملكون كثيراً من الحمير للركوب والنقل وحيث أن الحمار حيوان غير طاهر فكانيجب أن بستبدلوه بشاة.

 

الآيات(28-35): “وكان هناك عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة لم يأكل خبزاً ولميشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبلسيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل أن موسى لم يعلم أن جلد وجههصار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني إسرائيل موسى وإذا جلد وجهه يلمعفخافوا أن يقتربوا إليه. فدعاهم موسى فرجع إليه هرون وجميع الرؤساء في الجماعةفكلمهم موسى. وبعد ذلك اقترب جميع بني إسرائيل فأوصاهم بكل ما تكلم به الرب معه فيجبل سيناء. ولما فرغ موسى من الكلام معهم جعل على وجهه برقعاً. وكان موسى عنددخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بمايوصى. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجههحتى يدخل ليتكلم معه.”

امتزجالعهد بالصوم فموسى صام والسيد المسيح في بدئه للعهد الجديد صام 40 يوماً وهكذاإيليا صام 40يوماً. والمسيح حين تجلى كان معه موسى وإيليا. وسر احتمال موسى أنهكان عند الرب فهو يتلذذ بالرب وبوصاياه. والجموع التي شبعت من معجزة إشباع الجموعلم يشعروا بجوع فهم متلذذين بما يسمعون. إذاً نحن نصوم لنأخذ من الله وإذ نأخذ منالله لا نشعر بالجوع أو ننسى الجوع لفترة. فنحن لا نحيا بالخبز وحده بل بكل كلمةتخرج من فم الله. موسى كان يشبع من معرفة الله فهذه هي الحياة وهذا هو خبزالملائكة. وكيف عاد موسى للأرض.

1.     حاملاًكلمة الله. وأي مجد لموسى أن يحمل كلمة الله للبشر.

2.     كانوجهه يلمع فهو رأى أكثر من المرات السابقة. هو رأي مجد الله. وموسى وجهه لمع وهومختبئ في الجبل فكم وكم كان لمعان وجه آدم وحواء اللذان كانا يكلمان الله مباشرة.

وهذادرس في التواضع فموسى يخفي نوراً يلمع في وجهه وهناك من يريد أن يظهر نوراً ليسله= موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع.

والبرقععلّق عليه بولس الرسول بأن اليهود مازالوا يضعون هذا البرقع على عيونهم حتى لايدركوا أن الكتاب الذي بين أيديهم يشهد للمسيح (2كو15:3) وكثيرين يوجد برقع علىعيونهم يقرأون الكتاب ولا يفهمونه، ولا تكفي الدارسة لنفهم بل يجب أن يفك المسيحختوم الكتاب (رؤ5:5 + لو32:24) هنا نرى تلميذي عمواس قلبهم ملتهب إذ يشرح لهمالمسيح. والمسيح لن يفك الختوم ويشرح إن لم نترك عبودية العالم والمال وشهوةالجسد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى