علم الملائكة

الملائكة



الملائكة

الملائكة

طبيعة
الملائكة

من
الحقائق المعروفة كتابياً أن الله صنع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار (مزمور 104:
4) (العبرانيين 1: 7).

 وتبين
الكتب المقدسة أن الملائكة مخلوقات عاقلة مركبة من جسد وروح مثلها فى ذلك مثل
البشر, والخلاف بينهم هو فى طبيعة الجسد وهيئته.

 فأجسام
الملائكة مصنوعة من رياح نارية وهى أجسام روحانية أى حية بالروح القدس, وهى تشبه
مركبات الفضاء[1].

أما
أجسام البشر فمصنوعة من تراب وهى أجسام نفسانية أى حية بالدم وقد جبلت على صورة
الله وشبهه.

 من
ذلك يتضح أن أروح الملائكة ملتحفة بأجساد نارية روحانية أى حية بالروح القدس.

 ونظرا
لأن أجساد الملائكة روحانية أى محيية بالروح القدس المحيى[2]
لذلك فإن الملائكة الذين أخطأوا وسقطوا من الروح القدس لا يمكن تجديدهم أى لا يمكن
منحهم الروح القدس مجددا بعد أن ينزع منهم فى يوم القضاء العظيم.

 أما
أرواح البشر فملتحفة بأجساد ترابية نفسانية أى حية بالدم[3]
ولما كان الدم لسبب الخطية تحت حكم الموت الأبدى. لهذا كانت الحاجة إلى حياة جديدة
أو ميلاد جديد ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول بل مما لا يموت بالروح القدس
المحيى الذى سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا (رومية 8: 9 -11).

 وبهذا
الجسد الروحانى (كورنثوس الأولى 15: 44 – 50) أى المقام بالروح القدس نصير مثل
الملائكة أبناء الله [4] (لوقا 20: 26)
(يوحنا 1: 13) أى أحياء بروح الله (حزقيال 37: 5, 6, 10, 14) (رؤيا 11: 11).

 بمعنى
أن البشر الذين سيحسبون أهلا للقيامة من الأموات سوف يصيرون مثل الملائكة أحياء
بالروح القدس الذى هو روح المسيح الساكن فيهم (رومية 8: 15).

 

أنواع
الملائكة

من
الأسفار المقدسة نعلم أن جنس الملائكة ينقسم إلى نوعين هما السرافيم والكروبيم,
وقد دعيت الملائكة بنوعيها باسم الحيوانات أى الكائنات الحية, وقد خلقت الملائكة
بنوعيها السرافيم والكروبيم فى صورة مركبات أو سفن طائرة ولها مظهر السحب.

 ولكل
نوع من هذين النوعين رئاساته وأجناده.

 

ملائكة
السرافيم

للسرافيم
ستة أجنحة للواحد (إشعياء 6: 2) (رؤيا 4: 8) وللسرافيم أربع رؤساء واقفون أمام عرش
الله (زكريا 6: 5) (رؤيا 4: 8).

 وقد
وصف يوحنا الرائى منظرهم بقوله:

 الحيوان
الأول شبه أسد والحيوان الثانى شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان
والحيوان الرابع شبه نسر طائر (رؤيا 4: 7).

 وهم
بذلك يمثلون أربعة فصائل ملائكة السرافيم.

 وهى
لا تفتر تسبح الله قائلة قدوس قدوس قدوس (إشعياء 6: 3) (رؤيا 4: 8).

 والسرافيم
مركبات سماوية طائرة تبدو مثل سفن الفضاء وقد رصدها زكريا النبى كاشفا عن هيئتها
بقوله:

 فعدت
ورفعت عينى ونظرت وإذا بأربع مركبات خارجات من بين جبلين.. فأجبت وقلت للملاك الذى
كلمنى ما هذه يا سيدى؟ فأجاب الملاك وقال هذه أرواح السماء الأربع خارجة من الوقوف
لدى سيد الأرض كلها (زكريا 6: 6,5,4,1).

 ويقول
التقليد أن ملائكة السرافيم حفظوا رتبتهم ولم يسقط منهم أحد.

 

ملائكة
الكروبيم

 للكروبيم
أربعة أجنحة للواحد (حزقيال 1: 23) (حزقيال 10: 20).

 وقد
وصف حزقيال النبى هيئتهم بقوله:

 وهذا
منظرها لها شبه إنسان ولكل واحد أربعة أوجه وأرجلها قائمة وأقدام أرجلها كقدم
العجل ولها أربعة أجنحة وأيدى إنسان تحت أجنحتها على جوانبها الأربعة. أما شبه
وجوهها فوجه كروب (ثور) من الشمال ووجه أسد لليمين ووجه إنسان للشرق ووجه نسر
للغرب وهى تسير إلى جهة وجهها. أما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة كمنظر
مصابيح هى سالكة بين الحيوانات, وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق. الحيوانات
راكضة وراجعة كمنظر البرق. فنظرت الحيوانات.. منظرها وصنعتها كأنها كانت بكرة وسط
بكرة.. لم تدر عند سيرها. أما أطرها (دائرتها) فعالية ومخيفة وأطرها ملآنة عيونا
حواليها.. وعلى رؤوس الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل.. ورأيت مثل منظر نار
ولها لمعان من حولها كمنظر القوس التى فى السحاب يوم مطر ” (حزقيال الأصحاح
الأول).

 وللكروبيم
سبعة رئاسات واقفون أمام الله (رؤيا 4: 5) (حزقبال 13: 1) (رؤيا 5: 6) (رؤيا 8: 2).

 وقد
رصدها يوحنا الرسول فى الرؤيا ووصفها قائلا:

 وأمام
العرش سبعة مصابيح نار متقدة هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض (رؤيا 5: 6).

 والكروبيم
مركبات طائرة (أخبار الأيام الأول 28: 18) وقد استخدمها الرب فى تنقلاته وفقا
لداود النبى القائل:

 ركب
على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح (مزمور 18: 10) الجاعل السحاب مركبته الماشى
على أجنحة الريح (مزمور 104: 3)

 وعلى
متن إحدى هذه المركبات صعد إيليا إلى السماء (الملوك الثانى 2: 11) كما أخنوخ أيضا
(بن سيراخ 44: 16) وعلى متنها سيعودان أيضا إلى السماء بعد أن يتمما شهادتهما
(رؤيا 11: 12).

 وقد
وصف حزقيال النبى مركبة الكروبيم التى نظرها آتية من الشمال عند نهر خابور بأرض
الكلدانيين بأنها سحابة عظيمة وحولها لمعان كمنظر القوس الذى بالسحاب, ومنظرها
وصنعتها كأنها بكرة داخل بكرة, وأطرها (دائرتها) عالية وبها فتحات أو عيون حولها,
وعلى قمة المركبة شبه مقبب كمنظر البلور ومنظرها كمنظر البرق وهى لا تدور عند
سيرها (حزقيال الأصحاحان الأول والعاشر).

 هذه
الأوصاف التى وصف بها حزقيال النبى مركبات الكروبيم تتفق تماماً مع ما جاء فى
التقارير الواردة من كل أنحاء العالم والتى تصف الأطباق الطائرة بأنها كثيراً ما
تبدو مثل السحب وكثيراً ما شوهدت تجوب السماء بسرعة عجيبة وهى تدور حول نفسها
وحولها لمعان كمنظر القوس التى بالسحاب. كما تثير أيضاً إلى أن للأطباق الطائرة ما
يشبه القبة فى قمتها, وأنه على جسم الطبق أياً كان شكله فتحات متعددة تنبعث منها
أضواء متعددة الألوان.

 هذا
التوافق بين أوصاف الأطباق الطائرة ومركبات الكروبيم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك
أن الأطباق الطائرة إن هى إلا مركبات الكروبيم.

 

رتب
الملائكة

 يقول
بولس الرسول:

 إن
مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا
الدهر مع أجناد الشر الروحية فى السماويات (أفسس 6: 12).

 رأى
بعض المفسرين أن الرؤساء والسلاطين والولاة والأجناد هى أنواع ملائكية, ولكننا إذا
أعملنا النظر فى النص سنجد أن الرئاسات والسلاطين والولاة والأجناد هى وظائف ورتب ملائكية.

 فالرئاسة
هى رتبة أو درجة وظيفية عليا اختصت بها بعض الملائكة بهدف تنظيمى. أى أن الرئاسة
رتبة أودرجة وليست نوعا.

 وبرهان
ذلك قول أحد الملائكة عن ميخائيل أنه واحد من الرؤساء الأولين (دانيال 10: 13)
(رؤيا 12: 7 – 9) (تسالونيكى الأولى 4: 16).

 وأيضا
فقد دعى أحد الملائكة بأنه رئيس فارس وآخر بأنه رئيس اليونان مما يدل على أن لبعض
الملائكة رئاسات على الشعوب والأمم (دانيال 10: 13, 20) (يشوع بن سيراخ 17: 14)
وأخرى كما جاء في التقليد للكواكب والنجوم [5].

 أما
السلاطين فهى ملائكة لها سلطان معين على أحد مظاهر الطبيعة. فهناك ملائكة لها
سلطان على النار (رؤيا 14: 18) وأخرى على المياه (رؤيا 16: 5) وأخرى على الريح
(رؤيا 7: 1) وأخرى على الهواء وأخرى على الظلمة, وقد دعى الشيطان بأنه رئيس سلطان
الهواء (أفسس 2: 2) وأنه سلطان الظلمة (كولوسى 1: 13).

 والولايات
أيضا وظائف فقد دعى الشيطان بأنه إله هذا العالم (كورنثوس الثانية 4: 4) وكلمة إله
ترادف كلمة ولى وجمعها ولاة, والولاية وظيفة وليست نوع.

 أما
الأجناد أو القوات فتنضوى تحت لواء الرؤساء والسلاطين والولاة وتعمل تحت رئاساتها.

 وضح
إذن أن الرئاسات والسلاطين والولاة والأجناد ليست أنواعا ملائكية بل هى رتب ووظائف
تخصصية أعطيت لهم من قبل الله بهدف تنظيمى.



[1]
  –  ( زكريا 6 : 1, 4, 5, 6 ) ( أخبار الأيام الأول 28 : 18 ) (
ملوك ثان 2 : 11 )

       
(  مزمـور 18 : 9, 10 ) ( حزقيال 1 : 4 + 10 : 20 ).

[2]
  –  رسائل أثناسيوس الرسولى عن الروح القدس ص 77 

[3]
  –  ( تكوين 2 : 17 ) ( لاويين 17 : 11, 14 ) ( تثنية 12 : 23 )
( تكوين 9 : 4 ).

[4]
  –  رسائل أثناسيوس الرسولى عن الروح القدس ص 59,77, 102, 103

[5]
 –  ” سلسلة آباء الكنيسة ” الكتاب الأول الطبعة
الأولي فيلوباترون 1992 ص 32

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى