اللاهوت المقارن

48- الكتاب المقدس أساس ديانة المسيحية



48- الكتاب المقدس أساس ديانة المسيحية

48- الكتاب المقدس أساس ديانة المسيحية

إن
الكتاب المقدس بعهديه يمثل أساساً راسخاً للديانة المسيحية. فالمسيحية لم تأتِ من
فراغ ولكن توجد نبوات كثيرة ورموز عن السيد المسيح، وعن أمور أخرى كثيرة. فمثلاً
تنبأ الكتاب المقدس عن ميلاد السيد المسيح “ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو
اسمه عمانوئيل” (أش7: 14). وتنبأ عن ميلاده في بيت لحم “أما أنت يا بيت
لحم إفراتة وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذي يكون متسلطاً
على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل” (ميخا5: 2). وأيضاً تنبأ
أشعياء وقال بفم الرب “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه
ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام” (أش9: 6).

 

وكذلك
عن هروب السيد المسيح إلى مصر “لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت
ابنى” (هو11: 1). وعن دخول السيد المسيح إلى أورشليم “ابتهجى جداً يا
ابنة صهيون اهت في يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب
على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زك9: 9).

 

وكذلك
عن آلام السيد المسيح “ظُلِم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح
وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أش53: 7). وكذلك من مزامير داود
النبى “ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ.
يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون” (مز22: 16-18).

 

سألنا
مرة أحد المحامين اليهود (قابلناه خارج مصر بشأن قضية دير السلطان) كيف تنال
الغفران؟ فقال نطلب الغفران من الله. فقلنا إن الكتاب المقدس يقول إن الغفران
بالذبيحة، وأنتم لا يوجد لديكم ذبيحة . لأن الهيكل قد هُدم منذ أل في عام تقريباً،
ولا يوجد الآن ذبيحة لغفران الخطايا حسب الطقس اليهودى القديم لأن الذبيحة
الحقيقية هى ذبيحة الصليب.. ثار وقال لا؛ لا يوجد شئ يسمى ذبيحة بشرية، والله لا
يقبل ذبائح بشرية.

 

قدمنا
له المزمور (22) ليقرأه إلى أن وصل إلى الآيات التى تقول “ثقبوا يدىَّ
ورجلىَّ، أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى
يقترعون” (مز22: 16-18) سألناه هل داود النبى كان يتكلم عن نفسه؟!! أى هل قد
ثُقبت يداه ورجلاه؟ فقال لا، لأنه مات على فراشه. وهذا مكتوب في أسفار الكتاب
المقدس. فقلنا له متسائلين: إذن عمن يتحدث هذا المزمور الذي يقول “يبست مثل
شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة
من الأشرار اكتنفتنى. ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون
فىَّ يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون. أما أنت يا رب فلا تبعد. يا قوتى
أسرع إلى نصرتى. أنقذ من السيف نفسى. من يد الكلب وحيدتى. خلصنى من فم الأسد ومن
قرون بقر الوحش استجب لى. أُخبر باسمك إخوتى. في وسط الجماعة أسبحك” (مز22:
15-22)؟!. و في النهاية اعترف المحامى اليهودى وقال {هذا وصف دقيق لصلب السيد
المسيح}!!

 

فالمسيحية
لم تأتِ من فراغ، ولكنها بُنيت على أساس نبوات سبق فأنبأ بها أنبياء قديسون قبل
مجيء السيد المسيح بآلاف السنين.. وقد قال السيد المسيح لليهود؛ موسى كتب عنى
“لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى” (يو5: 46).. وقال
أيضاً “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح” (يو8: 56).

 

وقد
امتلأ زكريا من الروح القدس في يوم ميلاد يوحنا المعمدان “امتلأ زكريا أبوه
من الروح القدس وتنبأ قائلاً مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه
وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه. كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ
الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده
المقدس. القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدى
أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا” (لو1: 67-75).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى