اللاهوت الطقسي

V الذبائح فى عهد موسى النبى



V الذبائح فى عهد موسى النبى

V الذبائح فى عهد موسى النبى

(1) ذبيحة العهد:

كانت خدمة موسى الأساسية هى إقامة العهد بين
إسرائيل والله، وقد تمَّ ذلك عند جبل سيناء بعد أن تراءى الرب نفسه على الجبل وسط
رعود وبروق وسحاب ثقيل ونار ودخان وصوت بوق شديد جداً وتكلَّم الرب بجميع كلمات
الوصايا العشر، ولكن الشعب استعفى من سماع صوت الرب لأنهم خافوا جداً، وطلبوا من
موسى أن ينقل إليهم كلام الرب وأحكامه التى على أساسها يُقيم معهم عهده المقدس.
ولما أكمل الرب وصايا العهد، دعا موسى أن يصعد هو وهارون وناداب وأبيهو ابناه
وسبعون شيخاً من شيوخ إسرائيل، كمندوبين عن الشعب، وأن يسجدوا من بعيد، أما موسى
فيقترب وحده إلى الرب.

ثم جاء موسى وحَّدث الشعب بجميع أقوال الرب
وجميع أحكامه، فأجاب الشعب بصوت واحد أنهم ملتزمون بطاعتها:

V “فكتب موسى جميع أقوال الرب، وبكّر فى الصباح، وبنى مذبحاً
فى أسفل الجبل واثنى عشر عموداً لأسباط إسرائيل الاثنى عشر. وأرسل فتيان بنى
إسرائيل فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران. فأخذ موسى نصف الدم
ووضعه فى الطسوس، ونصف الدم رشَّه على المذبح. وأخذ كتاب العهد وقرأ فى مسامع
الشعب فقالوا: كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. وأخذ موسى الدم ورشَّ على الشعب،
وقال: هوذا دم العهد الذى قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال..
« (خروج 24: 4-8).

وأهم ما يلفت نظرنا هنا هو تعهُّد الشعب
بطاعة وصايا الله كشرط لإقامة العهد وقبول الذبائح.
أما رش الدم فهو إشارة إلى
التكفير والتكريس. فالدم حياة أهُرقت وقدَّمت لله لتكريس المذبح والتكفير عن
الشعب. فأصبح الشعب مؤهَّلاَّ للإقتراب إلى الله ولكن على أساس طاعة وصاياه. لذلك
يقول لهم الرب على فم إرميا النبي: “لأنى لم أكلمِّ آباءكم ولا أوصيتهم
يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً:
اسمعوا صوتى، فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لى شعباً” (إرميا 7: 22 و23).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى