سفر اعمال الرسل

الإصحاح التاسع



الإصحاح التاسع]]>الإصحاح التاسع

 

(مت 1:9-8+ مر1:2-12+ لو 17:5-26):-

(مت1:9-8):-

فدخلالسفينة واجتاز وجاء إلى مدينته. وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش فلمارأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك. وإذا قوم من الكتبة قدقالوا في أنفسهم هذا يجدف. فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم.أيما ايسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم وامش. ولكن لكي تعلموا أن لابنالإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهبإلى بيتك. فقام ومضى إلى بيته. فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطىالناس سلطانا مثل هذا.

(مر1:2-12):-

ثمدخل كفرناحوم أيضا بعد أيام فسمع انه في بيت. وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسعولا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة.وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوهدلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يابني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذايتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده. فللوقت شعر يسوعبروحه انهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيماايسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكيتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج. لك أقول قمواحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهتالجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط.

(لو 17:5-26):-

وفيأحد الأيام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قريةمن الجليل واليهودية وأورشليم وكانت قوة الرب لشفائهم. وإذا برجال يحملون على فراشإنساناً مفلوجا وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه. ولما لم يجدوا من أينيدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الأجر إلى الوسطقدام يسوع. فلما رأى إيمانهم قال له أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك. فابتدأ الكتبةوالفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلاالله وحده. فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم. أيما ايسرأن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم وامش. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسانسلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم واحمل فراشك واذهب إلىبيتك. ففي الحال قام أمامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى إلى بيته وهو يمجد الله.فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلاوا خوفا قائلين أننا قد رأينا اليوم عجائب.

آية(1):-حينما رفضهأهل كورة الجدريين دخل السفينة وإجتاز، فالسيد لا يبقى قط حيث لا يُرْغَبْ فيه. وجاءإلى مدينته = أى كفر ناحوم (مر 1:2) وكانت كفر ناحوم هى مركز خدماته وتنقلاتهفى تلك المرحلة.

قصةشفاء المفلوج :

إذامفلوج يقدمونه إليه= أروع خدمة نقدمها لإنسان هى أن نضعه أمامالمسيح، والمسيح هو الذى يعرف إحتياجاته. ومن إنجيلى مرقس ولوقا نفهم أنهم قدموهبطريقة غير عادية، إذ هم نقبوا سقف البيت ولنلاحظ.

1)  أنهإذ دخل المسيح إلى البيت، حالاً ذاع الخبر فإجتمع الناس حوله. وإذا دخل المسيححياتى لصرت رائحة المسيح الزكية، فيجتمع الناس حولى يسألون عن المسيح، وهذه هىالكرازة بحياة المسيح الذى فينا.

2)    ماذنب صاحب البيت الذى نقبوا سقفه ؟ ولكن على الخادم الأمين أن يحتمل الضيقات لأجلالمسيح.

3)  مغفورةلك خطاياك = فالخطية هى سبب ألامنا. والمسيح يبحث عن شفاءالبؤرة الصديدية، أصل الداء. ولنفهم أن كثيراً ما يؤدبنا الرب بأمراض الجسد بسببخطايانا، يؤدبنا فى الجسد لكى لا ندان مع العالم (عب 5:12-11). ومن تألم فى الجسديكف عن الخطية (ابط 1:4).والمسيح حين يغفر الخطايا فهو يشفى النفس لتتمتع بالبنوة=ثق يابنى.

4)  المسيحفى معجزة.بيت حسدا ذهب هو للمريض، إذا ليس له أصدقاء يلقونه فى البركة إذا تحركالماء. وهنا ينتظر المسيح أصدقاء هذا المفلوج أن يأتوا به إليه، فمما يفرح المسيحروح المحبة هذه التى جعلت الأصدقاء يحملون صاحبهم ليأتوا به للمسيح، هذا هو مفهومالشفاعة الذى يفرح المسيح أن نصلى بعضنا لأجل بعض وأن يصلى السمائيين لأجل الأرضيينويصلى الأرضيين لأجل السمائيين، أما من ليس له أحد يذكره كمريض بيت حسدا، فهذا لاينساه المسيح بل يذهب إليه بنفسه ليشفيه.

5)  لماذاتفكرون بالشر فى قلوبكم. وفى مرقس لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم فالسيد الربهو فاحص القلوب والكلى. ولنعلم أن الله يسألنا فيماذا نفكر فبينما يمجد الله بعضالناس على حدث ما، يجدف البعض الآخر عليه بسببه ولنذكر أنه فى بداية كل قداس يقولالكاهن أين هى قلوبكم.ولعل السيد بكشفه لما فى قلوبهم يظهر لهم أنه إن كان يعرف مافى قلوبهم فهو قادر أن يغفر أيضاً الخطايا كما يقول. فمعرفة ما فى القلوب منسوبةلله ( مز 15:33).يجدف= يدعى أن له سلطان الغفران وهو لله وحده. وبهذا ففىنظرهم أنه يدعى الألوهية.

6)  أيماأيسر أن يقال = لاحظ أن السيد المسيح لم يقل أيما ايسر أن أغفرالخطايا أما أن أشفى المرض، بل أيما أيسر أن يقال كذا أو كذا. لأن فى نظر الناس أنالأيسر هو أن يقال مغفورة لك خطاياك من أن يقال قم إحمل سريرك وإمشى. فإنه إذا قالمغفورة لك خطاياك فلن يرى أحد الخطايا وهى تغفر، ولكن لو قال قم إحمل سريرك فهناسيظهر صدقه إن قام الرجل وحمل سريره. ولكن المسيح إذ هو ينوى أن يشفى المريض فلقدإختار أن يستأصل أصل الداء وهو الخطية. وبهذا يكون قوله مغفورة لك خطاياك هوالأصعب لأنه يشتمل على(1) غفران الخطايا (2) الشفاء الجسدى. وكان هذا سيظهر للناسفوراً إذ يقوم المفلوج.ولما شكوا فى المسيح إذ قال مغفورة لك خطاياك إذ هم يعلمونأن الله وحده هو الذى يغفر الخطايا، أقام المسيح هذا المفلوج بعد أن فهموا ضمناًأنه غفر خطاياه لأنها أصل الداء. وبهذا فلقد صار عليهم أن يعترفوا بأنه هو الله،فحسب ما يؤمنون أن الله وحده هو غافر الخطايا. كلام السيد المسيح هنا يفهم أن كلاالأمرين مستحيل على البشر أن يقولوا مغفورة لك خطاياك وأن يقولوا قم وأمش، ومنيفعل هذا هو قادر أن يفعل تلك ولا يستطيع أن يفعل هذه أو تلك إلاّ الله، وبحدوثالمعجزة صار عليهم أن يعترفوا أن المسيح له سلطان على مغفرة الخطايا.. إذاً هوالله.المسيح هنا يعلن أنه إبن الإنسان الذى جاه مملاً بقوة غفران الخطايا ليشفىالبشر من خطاياهم وأثارها (مت 21:1).

7)  فلمارأى يسوع إيمانهم =ليس إيمان الأصدقاء الذين حملوا المفلوج فقط، بلإيمان المفلوج الذى إحتمل هذا الوضع العجيب أن يدلونه من السقف، ولم يعترض إذ سمعقول السيد مغفورة لك خطاياك.

8)    قولالمسيح يابنى يساوى تماماً قوله مغفورة لك خطاياك فغفران الخطايا يعيدنا لحالةالبنوة لله.

9)  ولكنلكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا = هناكتفسير لطيف آخر لهذه الآية، أن الربيين كانوا يعلمون أن الإنسان لا يمكن شفاؤه منمرض إلاّ إذا غفرت خطاياه كلها. وبهذا يكون السيد المسيح حين قام بشفاء المفلوج قدأثبت انه غفر خطاياه كما قال.

10) فقامللوقت وحمل السرير= حين يعطى السيد أمراً أو وصية فهو يعطى معهاالقوة على التنفيذ، لقد قام هذا المفلوج بصحة وعافية وكأننا أمام معجزة خلق منجديد. وهكذا يحدث مع كل تائب، أن الله يعطيه أن يصير فى المسيح خليقة جديدة. لقدكان حَمْلَ السرير هو علامة القوة التى تمتع بها هذا المفلوج.

11)   إذهبإلى بيتك= بسبب الخطية حرمنا من الفردوس بيتنا الأولوحُرِمنا من الأحضان الإلهية. وبالتوبة نعود إلى احضان الآب كما تمتع الإبن الضالبقبلات أبيه وأحضانه عند عودته تائباً.

 

(مت9:9-13 + مر 13:2-17 + لو 27:5-32):-

(مت9:9-13):-

وفيمايسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعنيفقام وتبعه. وبينما هو متكئ في البيت إذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا واتكاوا معيسوع وتلاميذه. فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا يأكل معلمكم مع العشارينوالخطاة. فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبواوتعلموا ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة لأني لم أت لأدعو أبراراً بل خطاة إلىالتوبة.

وهنانسمع عن دعوة متى العشار كاتب هذا الإنجيل ليكون من تلاميذ المسيح، وهذه الدعوةتأتى مباشرة بعد شفاء المفلوج بغفران خطاياه. فالمسيح أتى ليدعو الخطاة إلى التوبةويشفى من أثار الخطية، ويحول الخطاة لتلاميذ له.ومتى هو متى العشار= رأىإنساناً جالساً عند مكان الجباية. والعشارين كانوا مشهورين بالظلم والقسوة،مكروهين من الشعب فهم يستغلون وظيفتهم فى إغتصاب أموال الشعب وهم يعملون لصالحالمستعمرين الرومان. وهنا متى يعترف بوظيفته الأولى المخجلة قبل أن يعرف المسيح.كما إعترف بولس بإضطهاده للكنيسة أولاً. ومتى هذا كان إسمه لاوى. والقديسين مرقسولوقا إستخدما إسم لاوى حتى يتفادوا إستخدام إسم متى العشار، فمتى كان مشهوراًبهذا الإسم، ومرقس ولوقا تأدباً تجاه زميلهم الإنجيلي قالا لاوى. وكان من الأشياءالمألوفة أن يكون للشخص إسمين (شاول / بولس..) ومتى غالباً كان له علاقة سابقةبالمسيح ولكن إستمر فى عمله حتى دعاه السيد المسيح هنا لتبعيته. وقول المسيح إتبعنىقطع كل ربا طاته مع ماضيه. ونفهم من مرقس ولوقا أن متى صنع وليمة للرب فى بيته،ودعا إليها زملاؤه العشارين، كما دعت السامرية أهلها وجيرانها ليعرفوا ويفرحوابالمسيح. ومتى إنكاراً لذاته لم يذكر هذه الوليمة ولكننا نسمع فى( مت 10:9 ) أنيسوع كان فى بيته وبهذا نفهم أنه كان فى بيته لأجل هذه الوليمة. لقد تحرر العشارمن خطاياه وصار بيته مكانا للمسيح ووليمة وفرح، وهذا حال كل تائب حقيقى.والفريسيين المتكبرين لم يعجبهم جلوس المسيح مع خطاة، والمسيح يقول لهذا أتيت” أنا أريد رحمة لا ذبيحة ” لقد قبل السيد لاوى بن حلفى هذا وصيرهتلميذاً لهُ حتى يشهد لمن يبشرهم أنه المسيح يريد ويقبل الخطاة. والسمائيين وأولادالله يفرحون بتوبة الخطاة أما الفريسيين المتكبرين الأرضيين فقد ثاروا على المسيحلجلوسه مع الخطاة.العشارين والخطاة = ارتبط إسم العشارين مع الخطاة نظراًلطمعهم وقساوتهم.

ربمايتعلل الفريسيين بالمزمور الأول ” طوبى للرجل الذى لا يجلس فى مجلسالمستهزئين” ولكن هناك فرق، فالسيد لم يجلس فى مجلس مستهزئين، بل مع خطاةفرحوا بمن يقبلهم وإشتاقوا لتغيير حياتهم، وتلامسهم مع المسيح قدسهم. وعلى مائدةالإفخارستيا نجتمع كخطاة تائبين لننال مغفرة خطايانا.

لمآت لأدعو أبراراً = أى من يظن فى نفسه أنه بار كالفريسيين، والحقيقةفإنه لا يوجد ولا واحد بار سوى المسيح وحده. والمسيح أتى لمن إكتشف أنه خاطىء نجسيحتاج للمسيح لكى يرحمه ويغفر له.

لايحتاج الأصحاء الى طبيب= فالخاطئ فى نظر الله ما هو إلاّ مريض يريد الله شفاؤه.

 

(مت14:9-17 + مر18:2-22 + لو 33:5-39):-

(مت14:9-17):-

حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصومنحن والفريسيون كثيرا وأما تلاميذك فلا يصومون. فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرسأن ينوحوا ما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذيصومون. ليس أحد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق لان الملء يأخذ من الثوبفيصير الخرق اردا. ولا يجعلون خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تنشق الزقاق فالخمرتنصب والزقاق تتلف بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا.

(مر18:2-22)

وكانتلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحناوالفريسيين وأما تلاميذك فلا يصومون. فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس أن يصومواوالعريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا. ولكن ستأتي أيام حين يرفعالعريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام. ليس أحد يخيط رقعة من قطعة جديدة علىثوب عتيق وإلا فالملء الجديد يأخذ من العتيق فيصير الخرق اردا. وليس أحد يجعل خمراجديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف بليجعلون خمرا جديدة في زقاق جديد.

(لو33:5-39):-

وقالواله لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضا وأماتلاميذك فيأكلون ويشربون. فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دامالعريس معهم. ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام.وقال لهم أيضا مثلا ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق وإلا فالجديد يشقهوالعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد. وليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقةلئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تهرق والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرا جديدة فيزقاق جديدة فتحفظ جميعا. وليس أحد إذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لأنه يقولالعتيق أطيب.

تحولت العبادة فى اليهودية إلى المظهريات طلباًللمجد الدنيوى، فكانوا يصومون ويصلون لعلة، أى ليثيروا إنتباه الناس إلى تقواهم،وهم هنا بسؤالهم عن عدم صوم تلاميذ المسيح كان هذا ليشيروا بطريقة غير مباشرةلأفضليتهم عن تلاميذ المسيح.

والسيدالمسيح فى إجابته شرح مفهوماً جديداً للصوم فى المسيحية، فهمنا منه أن المسيحى هوعروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمناً لهذه الخطية فطالما هو موجود بالجسد،فالتلاميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم، فهم فى فرح، والفرح لا يصح معه النوح والتذللوالصوم. أماّ بعد أن يرفع العريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها فى السماءفهى غريبة على الأرض، ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكاناً وسيأتى ليأخذهاإليه، وستذكر أنها لم تتكلف شيئاً للحصول على هذا المكان السماوى، بل أن عريسها دفعكل الثمن، فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها مجروحة حباً. وتكتشف بُطْلْ هذاالعالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهى ما زالت محبة للعالم ولشهواته فتخجل مننفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبنى كل هذا الحب ؟ سأقدم له إثبات إيمانى بهذا النصيبالسماوى، سأبيع الأرض وكل ما فيها، ولن أطلب أى ملذات فيها ودون طلب أى أجر فىمقابل هذا، ولن أطلب أن يلتفت الناس إلى ما أفعل فأنا لا أهتم سوى بعريس نفسى.النفس التى تذوقت حب عريسها لن تكتفى بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كلملذات العالم، بل وهى المجروحة حباً ستبكى وتنوح على خطاياها التى سببت الألملعريسها لذلك نسمع فى متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقسولوقا القول مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا.فالأصل أن النفس المجروحة حباًتنوح إذ تحزن قلب عريسها. لقد تحول الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل فىحب لعريسها علامة توبة وندم، فتتمتع هنا بحبه كعريس لها، وتتهيأ لتلتقى معهُ فىالعرس الأبدى.

والسيديرفض فكرة الترقيع، فلا يصح أن يصوم تلاميذه وهو معهم بنفس الأفكار القديمةالفريسية، هم سيحصلوا على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومونبالفكر الجديد، فالطبيعة الجديدة أو الخليقة الجديدة ( 2كو 17:5) هى عطية من اللهوليست بإضافة بعض الأصوام والصلوات، وكيف تليق تعاليم العهد الجديد بالفريسيينالذين يهتمون بالتحيات فى الأسواق وبملذاتهم ومسراتهم. فى المسيحية تكون النفسمستعدة لأن تصوم العمر كله وتترك الكل وتحسب الكل نفاية، بذل الجسد كذبيحة حية..فهل يستطيع الفكر اليهودى تحمل هذا ؟ قطعاً لا، بل إن اليهودى لو أضفنا له هذهالأفكار المسيحية ( وهى كرقعة من قطعة جديدة)، واليهودى ( كثوب عتيق ) من المؤكدأنه لن يتحمل، بل سيتمزق لإنكماش الجديد بعد الغسيل. ونلاحظ أن اليهود كانوايصومون يومى الإثنين والخميس أسبوعياً مع يوم الكفارة. المسيحية تنكر حقوقها منملذات العالم ليس كفرض عليها وإنما حباً فى عريسها، وسمواً بالنفس إلى مجال الروححتى تنتعش وتتخلص من رباطات المادة. فهل هذا يتفق مع الأفكار الفريسية، هذا لايتناسب إلاّ مع من يحوله الروح القدس إلى خليقة جديدة. وفى المسيحية تكتشف النفسأنها كلما بذلت ذاتها وباعت الأرضيات وتركت شهوة الجسد ترتفع للسماويات فتلقى مععريسها فى فرح، وإذا حدث هذا فماذا سهم النفس إن طوبها الآخرين، وهذا هو هدفالفريسيين من الصوم. لقد صار الصوم فى المسيحية تحريراً للنفس من الأرضيات لتلتقىبعريسها فى علاقة سرية سواء فى الصوم والتذلل والنوح أو فى الفرح والتعزية. والخمرالجديدة إذا وضعت فى زقاق (من الجلد) قديم، فبسبب تفاعلات الخمر الجديدة تنبعثغازات لا يحتملها جلد الزقاق القديم فيتشقق الزقاق. وطبعاً الزقاق القديم إشارةلطبيعة الإنسان العتيق قبل المعمودية وهذه الطبيعة القديمة لا تحتمل أفراح اللقاءمع العريس السماوى ( فالخمر إشارة للفرح). فببساطة لو تذوق الفريسى أفراح العهدالجديد لإنفجر فى كبريائه إذ سينسب ما حصل عليه إلى تقواه وورعه وإلى أصوامهوصدقاته، ولن ينسبها إلى محبة المسيح، فيسقط فى كبرياء قاتل. فالفريسية التىهاجمها المسيح تشير لطبيعة الإنسان العتيق الذى يميل لأن يفتخر بما يعمله من بروبهذا يُعَرِّفْ شماله ما تفعله يمينه. إن الفريسى أو اليهودى أو الإنسان العتيقلن يستسيغ تعاليم المسيح والعهد الجديد، لذلك سيفضل ما يعرفه بخبراته = يقولالعتيق أطيب فالخمر العتيقة أطيب لذلك فضل السيد أن لا يصوم تلاميذه حتىيحصلون على الطبيعة الجديدة.الخمر الجديدة = هى العبادة بالروح ومن ضمنهاالصوم، وهذه تثير الفرح فى الإنسان كثمرة للروح القدس. والزقاق القديمة = يكونجلدها قد فقد مرونته فتنشق مع تخمر وتفاعلات الخمر الجديدة.

 

(مت 18:9-26 + مر 21:5-43 + لو 40:8-56):-

(مت 18:9-26):-

وفيماهو يكلمهم بهذا إذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا أن ابنتي الآن ماتت لكن تعال وضعيدك عليها فتحيا. فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه. وإذا امرأة نازفة دم منذ اثنتيعشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه. لأنها قالت في نفسها أن مسست ثوبه فقطشفيت. فالتفت يسوع وأبصرها فقال ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك فشفيت المرأة من تلكالساعة. ولما جاء يسوع إلى بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون. قال لهم تنحوافان الصبية لم تمت لكنها نائمة فضحكوا عليه. فلما اخرج الجمع دخل وامسك بيدهافقامت الصبية.فخرج ذلك الخبر إلى تلك الأرض كلها.

 

(مر21:5-43):-

ولمااجتاز يسوع في السفينة أيضا إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير وكان عند البحر. وإذاواحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء ولما رآه خر عند قدميه. وطلب إليه كثيراقائلا ابنتي الصغيرة على أخر نسمة ليتك تأتى وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا. فمضى معهوتبعه جمع كثير وكانوا يزحمونة. وامرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة.وقد تألمتكثيرا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئا بل صارت إلى حال اردا.لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء ومست ثوبه. لأنها قالت أن مسست ولو ثيابهشفيت. فللوقت جف ينبوع دمها وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء. فللوقت التفتيسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال من لمس ثيابي. فقال لهتلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني. وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا.وأما المرأة فجاءت وهي خائفة ومرتعدة عالمة بما حصل لها فخرت وقالت له الحق كله.فقال لها يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك. وبينما هويتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت لماذا تتعب المعلم بعد. فسمعيسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف أمن فقط. ولم يدع أحدايتبعه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب. فجاء إلى بيت رئيس المجمع ورأى ضجيجايبكون ويولولون كثيرا. فدخل وقال لهم لماذا تضجون وتبكون لم تمت الصبية لكنهانائمة. فضحكوا عليه أما هو فاخرج الجميع واخذ أبا الصبية وأمها والذين معه ودخلحيث كانت الصبية مضطجعة. وامسك بيد الصبية وقال لها طايبثا قومي الذي تفسيره ياصبية لك أقول قومي. وللوقت قامت الصبية ومشت لأنها كانت ابنة اثنتي عشرة سنةفبهتوا بهتا عظيما. فأوصاهم كثيرا أن لا يعلم أحد بذلك وقال أن تعطى لتأكل.

(لو 40:8-56):-

ولمارجع يسوع قبله الجمع لأنهم كانوا جميعهم ينتظرونه. وإذا رجل اسمه يايرس قد جاءوكان رئيس المجمع فوقع عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل بيته. لأنه كان له بنت وحيدةلها نحو اثنتي عشرة سنة وكانت في حال الموت ففيما هو منطلق زحمته الجموع. وامرأةبنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى منأحد. جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها. فقال يسوع من الذيلمسني وإذ كان الجميع ينكرون قال بطرس والذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليكويزحمونك وتقول من الذي لمسني. فقال يسوع قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجتمني. فلما رأت المرأة أنها لم تختف جاءت مرتعدة وخرت له وأخبرته قدام جميع الشعبلأي سبب لمسته وكيف برئت في الحال. فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبيبسلام. وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له قد ماتت ابنتك لاتتعب المعلم. فسمع يسوع وأجابه قائلا لا تخف أمن فقط فهي تشفى. فلما جاء إلى البيتلم يدع أحدا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها. وكان الجميع يبكونعليها ويلطمون فقال لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة. فضحكوا عليه عارفين أنها ماتت.فاخرج الجميع خارجا وامسك بيدها ونادى قائلا يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت فيالحال فأمر أن تعطى لتأكل. فبهت والداها فأوصاهما أن لا يقولا لأحد عما كان.

منوضع قصص الإنجيليين الثلاثة معاً، نفهم أن يايرس، رئيس المجمع كانت إبنتهمريضة، وقد إقتربت من الموت، فذهب للسيد المسيح يسأله أن يأتى ويشفيها، والسيد قبلأن يذهب، لكن موضوع نازفة الدم فى الطريق وشفائها عطل السيد. وجاء خبر أن البنت قدماتت، لكن يايرس أصر على أن يذهب السيد ويقيمها = تعال وضع يدك عليها فتحيا( مت 18:9 ) وواضح أن متى يختصر القصة ويقدم خلاصة الموضوع.

وهنانحن أمام معجزتين متداخلتين 1) شفاء نازفة الدم 2) إقامة إبنة يايرس

1)    شفاء نازفة الدم :

 كثيرونساروا وراء المسيح وواحدة نالت الشفاء لأنها تقدمت 1) بإيمان 2) بنفس منكسرة تتقدمفى الخفاء بإنسحاق لتتلامس مع الرب. وبحسب الناموس فنازفة الدم هى نجسة تنجس منيتلامس معها، لكن السيد القدوس لا يتنجس منا بل بتلامسه معنا يشفينا ويقدسنا.والسيد أعلن ما فعلته هذه المرأة ليعلن إيمانها فنتشبه بها وحتى لا ينخسها ضميرهالأنها نالت العطية خلسة، ولأن المسيح أعجب بإنسحاقها. ونلاحظ قول مرقس عنها، وقدتألمت كثيراً من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئناً بل صارت إلىحال أردأ. بينما أن لوقا كطبيب يحترم مهنة الطب لا يقول هذا بل يقول أنفقتكل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد. هذه المرأة تشير لأن العالم غيرقادر على شفاءنا من أمراضنا. فقط المسيح.

والسيدبعد أن شفاها جسدياً منحها السلام لنفسها = إذهبى بسلام إن مسست ثَوْبَهُ فقط من لمسنى = هناك من يلمس السيد بإيمان فيشفى وهناك كثيرينيزحمونه ويلتقون حوله بلا إيمان فلا يأخذون شيئاً. وهو يشفى أمراض أجسادنا وأنفسناوأرواحنا. ولاحظ حال المرأة قبل شفاء المسيح لها 1) مريضة جسدياً 2) نجسةطقسياً بسبب النزف 3) بلا مال (أنفقت كل أموالها).

قوةقد خرجت منى= هذه اللمسة بإيمان تخرج قوة شافية من السيد فكثيرون يملأونالكنائس وقليون من يتلامسوا بإيمان مع يسوع فينالوا قوة. والقوة التى خرجت منه لاتعنى أن قوته نقصت بسببها، فهذا كإشعال شمعة من نار شمعة أخرى دون أن تنقص شعلةالثانية.والتحام قصتى نازفة الدم وإبنة يايرس يعنى أن المسيح هو قوة شفاء وحياة.

2)    إقامة إبنة يايرس :

لاحظ أيضاً أن يايرس كان فى درجة إيمانيةأقل من قائد المئة. فيايرس قال للسيد تعال وضع يدك، أما قائد المئة فقال قلكلمة فقط، لكن يايرس طلب بلجاجة = كثيراً. قام المسيح بعمل ثلاثة معجزاتإقامة من الأموات تمثل عمله الإلهى فى إقامتنا من موت الخطية. ونلاحظ أن السيدقادر أن يقيمنا من أى درجة من درجات الموت.

1-    بنتيايرس= كانت مازالت فى بيت أبيها = تشير للخطية خلال الفكر الخفى فىالداخل. وهذه تحتاج إلى لمسة

2-  إبنأرملة نايين = هذا حُمِلَِ فى نعش إلى الطريق= وهذا يشيرلأن الخطية خرجت من مجال الفكر إلى حيز التنفيذ. وهذه إحتاجت أن يوقف السيد الجنازةويأمر الشاب أن يقوم، رمز لتدخل الله ليوقف حركة الخاطىء نحو قبر الخطايا، فلايكمل الشرير طريق شره وتتحول الخطية إلى عادة ودفع الشاب لأمه يشير لأن المسيحيعيد الخاطىء لحضن الكنيسة.

3-  لعازر= هنا حدثعفونة للجسد = الخطية تحولت إلى عادة إرتبطت بالشخص وإرتبط الشخص بها. وها نسمع أنالسيد إنزعج وأمر برفع الحجر ونادى لعازر ليخرج، وطلب حل رباطاته.

 ونلاحظ أن اليهود كانوا يستأجرون فى حالاتالموت ندابات ومزمرون وهذا لا يرضى المسيح فأخرجهم. ونجدهنا أن المسيح يعتبر أنالموت هو حالة نوم كما قال فى حالة لعازر، وهذا يعطينا أن لا ننزعج من الموت فهوحالة مؤقتة يعقبها قيامة بالتأكيد. ونلاحظ أن قليلين هم الذين رأوا معجزة قيامةالبنت، إشارة لأن قليلون هم من يتمتعوا بقوة القيامة. وقليلين (حوالى 500 أو اكثرقليلاً ) هم من رأوا المسيح بعد قيامته.وقال أن تعطى لتأكل = ليثبت أنقيامتها ليست خيالاً أو وهماً. تأمل:- الكنيسة آمنت بقول السيد أن الموت ماهو إلاّ نوم فعبرت عن هذا فى ليتورجيتها قائلة ” ليس موت لعبيدك بل هوإنتقال”

 

(مت 27:9-34):-

وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه أعميان يصرخانويقولان ارحمنا يا ابن داود. ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهمايسوع أتؤمنان أنى اقدر أن افعل هذا قالا له نعم يا سيد. حينئذ لمس أعينهما قائلابحسب إيمانكما ليكن لكما. فانفتحت أعينهما فانتهرهما يسوع قائلا انظرا لا يعلمأحد. ولكنهما خرجا وأشاعاه في تلك الأرض كلها.

وفيما هما خارجان إذا إنسان اخرس مجنون قدموهإليه. فلما اخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا فيإسرائيل. أما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين.

نسمع هنا عن معجزة شفاء أعميان. والاخطر منالعمى الجسدى هو العمى الروحى (2كو 4:4). ولنفهم أنه أولاً علينا أن ندرك أنناحصلنا على الإستنارة بالمعمودية حين خلقنا الإنسان العتيق بظلمته ولبسنا الإنسانالجديد الذى على صورة خالقنا، فنحمل فينا مسيحنا سر استنارتنا. ولكن بالخطية نفقدهذه الإستنارة، والمسيح قادر أن يفتح بصيرتنا الروحية على شرط 1) أن ندرك أنناعميان 2) أن نصرخ مثل هذين الأعميين قائلين يا إبن داود إفتح أعيننا وإرحمنا. وهويستجيب ويفتح أعيننا فنعرفه ويعلن لنا ذاته، حينئذ سنسجد له كما سجد المولود أعمى(يو9). أتؤمنان=هذا السؤال لازم 1) فبدون إيمان لن تحدث المعجزة

3)  المسيحيريد أن يظهر إيمانهما للجموع والأعميان يشيران لليهود (عماهم بسبب كبريائهم )وللوثنيين (عماهم بسبب وثنيتهم). والمسيح فى إتضاعه طلب منهما أن لا يتكلما لكنهمالم يستطيعا إلاّ أن يردا الحب بالحب فمضيا يشهدا له، كما فعلت السامرية. والمسيحتأخر فى إستجابته ليصرخا فترة أطول (صلاة طويلة) وحين تأتى الإستجابة يزدادالإيمان.

ثم نسمع عن معجزة أخرى فيها يخرج السيد شيطاناًمن إنسان أخرس مجنون. وفيها نلاحظ أن الشيطان له قوة رهيبة ليس لها نظير فى الكون،وهو يستطيع ان يدخل فى الإنسان ويسيطر على أعضائه ويوقع به الضرر. وهذا ما يفعلهالشيطان بكل خاطىء فهو يسكت لسانه عن تسبيح الله ( مز 1:137-4). فكل مسبى فى أرضالخطية ( بابل رمز لأرض الخطية ). وكلما يتعمق الإنسان فى خطيته يكون كالمجنون.وما هو تصرف المجنون إلاّ الإندفاع وراء ما يؤذيه، والخاطىء يندفع وراء الخطيةالمهلكة على الأرض وأبدياً.

 

آيات (35-37):-

وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم فيمجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما رأى الجموعتحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. حينئذ قال لتلاميذهالحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.

لقد وصل اليهود إلى حالة تثير الأسى لأن رعاتهمكانوا يصدونهم عن رؤية الحق. وهنا نجد المسيح الراعى الصالح يفتقد شعبه بنفسه إذفسد رعاة الشعب.

فاطلبوا من رب الحصاد أن يُرسل فعلة الى حصاده = لذلكإعتادت الكنائس أن تصلى عند إختيار رعاتها (اساقفة وكهنة). ونلاحظ أن بعد هذهالآية مباشرة نسمع عن إختيار التلاميذ وإعطائهم سلطاناً. فالتلاميذ هم الرعاةالجدد لشعب المسيح عوضاً عن كهنوت اليهود المرفوض.

منزعجين= هذا حالكل مستعبد للخطية، فهو بلا سلام ومضطرب.

منطرحين=معرضينلهجمات إبليس والسقوط في خطاياه.

إطلبوا=فنحننطلب والله هو الذي يرسل خدامه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى