اللاهوت النظري

المنهج النقدى للفلسفة



المنهج النقدى للفلسفة

المنهج
النقدى للفلسفة

امانوبل
كنت (كنط)

المنهج
النقدي وحدود العلم

 كيف
يكون العلم ممكنا؟

 هذا
السؤال الاساس الذى يطرحه كنت فى فلسفته ولا غرابه فى ان يكون السؤال الخاص بالعلم،
هو سؤال عن ” كيف ” لا عن ” لماذا “، فالسؤال الثانى هو سؤال
ميتافيزيقى بالدرجة الاولى. وكنت يريد ان يبحر من شاطىء العلم المامون،ن الى شاطى
ْ الميتافيزيقا المجهول.

هذا
السوال، هو سؤال ” نقدى “، لانه يبحث فى الحدود الممكنة المعلم. والقد
ليس معناه نقد المؤلفات والكتب، انما معناه، وضع حدود للعقل والعلم معا.

 وهو
يهدف من وراء هذا السؤل الى وضع الشروط التى تجعل العلم ممكنا. وهذه الشروط هى فى
نظرة، شروط ” قبلية ” اى سابقة على كل تجرببة. وكل علم، يجب ان يخضع
للشروط القلبية
apriori، وبالتالى فكل تجربة ينبغى ان تخضع لها ايضا.

 ولما
كانت التجربة، ليست مصدر العلم، فان العلم يصدر عن الذات، هى التى تضع الشروط
القلبية للعلم والتجربة.

 وهو
يعتقد انه صاحب ثورة كوبر نيقية فى مجال العلم، بمعنى ان العلم محدود بالظاهر، وان
الظواهر تخضع ” للعلم القلبى “، سواء كان هذا العلم، عيانا او تصورا او
حكيما. وهو يقول: عندما راى كوبرنيقوس، انه لن ينجح فى تفسير حركات السماء، وهو
يسلم بان مجموعة النجوم، تتحرك حول المشاهد، حاول ان ينجح يجعل المشاهد نفسه يدور
حول الكواكب الساكنه. وفى المتافيزيقا يمكننا ان نقوم بنفس المحاوله فيما يتعلق
بعيان الموضوعات فاذا كان يجب ان ينتظم العيان، وفقا لطبيعة الموضوعات، فاننى لا
ارى كيف يمكننا معرفة اى ششىء قلبليا اما اذا كان الموضوع على العكس (من حيث هو
الموضوع للحواس) ينتظم وفقا لقدرة العيان، فاننى استطيع ان اتمثل جيدا هذا الامكان.

 وهكذا
استطاع كنت، ان يحقق ثورة كوبرنيقية فى مجال النقد، ثورة تصحيح للاوضاع فى مجال
العلم والمعرفة، وتضع الانسان فى المكان اللائق به فى هذا العالم. فالانسان لا
يحيا فى هذا العالم ويخضعة لعلمه وعقله.

 ولاشك،
ان استبعاد الىء فى ذاته من مجال العلم والمعرففة وحدها وبكل الظواهر الممكنه فى
هذا العالم.

ان
عالم الاشياء فى ذاتها، او المثل كما يرى افلاطون هو عالم مغلق امام الفكر. والنقد
الذى يظهر العقل من الاوهام بثبت ان هذا العالم غير قابل للمعرفة والطريق الذى
يؤدى الى عالم المثل، لا بدخله العالم الميتافيزيقى ولكن يدخله رجل الايمان
والاخلاق.

 ومع
العالم المحسوس، عالم الظواهر والتجربة، بدا العلم، ولكن العلم لا يستمد من التجربة.
وبعبارة اخرى فاننا نستطيع ان نقول، ام مادة العلم هى الظواهر والتجربة وصورة
العلم القبلية والمتعالية هى فى الذات

ا-
كيف يكون العلم الرياضى ممكنا؟

 اننا
لا نعرف العالم المعقول، من حيث هو فى ذاته مستقلا عن العالم المحسوس، فمثل هذه
المعرفة تشبه الرؤى والاوهام. والعلم الرياضى فى نظرة لا ينطبق على المعقولات
والاشياء فى ذاتها، كما كان يظن لينتس ولكنه ينطبق على العالم المحسوس، وليس اليس
ادل على ذلك من ىاننا نطبق هندسية اقليدس والحساب على الموضوعات الموجودة فى هذا
العالم، ولا قيمة لعلم رياضى يستحيل تطبيقه فى عالمنا هذا

 يرى
كنت، ان تصورات العلم الرياضى، يجب ان تكون حاضرة فى لاعيان – الحدس المباشر –
بصورة قبليه اى ان تكون حاضرة فى العيان المجرد، لا فى التجريبى.

 واذا
كان العيان، هو عبارة عن تمثل يتبع مباشرة حضور الموضوع، فكيف يكون لدينا عيان
قبلى، سابق على الموضوع ذاته؟

 يجب
كنت عن هذا السؤال، بقوله، انه اذا كان من طبيعة العيان ان يتمثل الموضوعات، كما
هى فى ذاتها فلا يمكن ان يكون لدينا عيان قلبى، بل يظل العيان دائما تجريبيا، وذلك
لانه لايمكن ان اعرف مايتضمنه الشىْ فى ذاته، الا اذا كان حاضر ومعطى لى.

 ولا
توجد غير طريقة واحدة، تجعل العيان سابقا على وجود الموضوع فى الواقع، ومتحققا
كمعرفة قلبية، وهى انه لا يحتوى على شىء اخر، غير ” صورة “” القوة
الحاسة. ونحن لا ندرك الاشياء بحواسنا، الا بوصفها ظواهر

 ان
المكان والزمان، هما العيانات القبليان للقوة الحاسة او هما الصورتان التى تنبنى
عليهما الرياضيات. وعلم الحساب يشكل بنفسه تصوراته عن عدد بواسطة الاضافة
المتتالية للوحدات، فى الزمان. وكذلك علم الميكانيكا، فهو لايستطيع ان يشكل
تصوراته عن الحركة الا بواسطة تمثل الزمان.

 ومنهج
الرياضيات، هو منهج ضرورى على الاطلاق. وكل براهين التساوى بين شكل واخر، ترجع الى
اثبات التطابق بين الشكلين، وذلك على الاساس العيان القبلى والمكان، له ثلاثه
ابعاد، ولا يمكن ان يكون له اكثر من ذلك، وذلك على اساس، ان النقطة، هى محل تقاطع
ثلاثه خطوط قائمة.. ونحن لا نستدل على صدق هذه القضية، عن طريق التصورات،ن لانها
تستند مباشرة الى العيان، وهو بالتاكيد عيان مجرد قبلى لانها يقينية بالضرورة.

 ويقر
كنت، ان كل ماهو معطى لنا معطى لنا كموضوع، ينبغى ان يكون معطى لنا فى العيان،ن
لكن العيان. يمكن ان يكون حاصلا الا فى الحواس، والمكان والزمان، وهما صورتان
قبليتان للقوة الحاسة.

 تلك
هى المثالية النقدية، التى تبحث عن صورة القبلية التى تخضع لها الظواهر، وبذلك
تنطبق الرياضيات على الواقع المحسوس.

ب-
كيف يكون علم الطبيعة الخالص ممكنا؟

 اننا
نتساءل اولا: ماهى الطبيعة؟

 الطبيعة
هى وجود الاشياء المتعين بحسب قوانين كليه: ولكن هذذا الوجود لانعنى به وجود
الاشياء فى ذاتها لانه لا يمكن ابدا معرفة الاشياء فى ذاتها بطريقة قبلية او بعدية.
ذلك لان الاشياءء فى ذاتها لا تخضع لقواعد الذهن، انما يجب ان تخضع قواعد الذهن
لها وعندئذ لايمكن معرفتها معرفة قبلية، كذلك التجربة لا يمكن ان تعطينا القوانين
التى تنظم الاشياء فى ذاتها فانا اعلم حقا عن طريق التجربة ما هو مجرد، لكن لا
اعلم ابدا عن طريقها ما ينبغى ان يكون موجودا بالضرورة على هذا النحو، لا على نحو
اخر.

 ان
علم الطبيعة النظرى النظرى يقدم لنا قبليا وبكل الضرورة التى تستلزمها القضايا
الضرورية، القوانين التى تخضع الطبيعة لها. ونحن نجد من بين مبادى علم الطبيعة
العام مبادى تتصف بالعموم الذى ننشده، فمثلا القضية تلاتيه:: الجوهر دائم وثابت،كل
حادث متعين من قبل بعله بحسب قوانين ثابته.. الخ. فهذه كلها حقا قوانين كليه
للطبيعة وقبلية على الاطلاق، ومن ثم يوجد حقا علم مجرد للطبيعة. والسؤال الذى يجب
ان نضضعه الان هو الاتى: كيف يكون هذا العلم ممكنا؟

 اذا
كانت الطبيعة بمعناها المادى هو الموضوع الكلى لموضوعات التجربة، فعلم الطبيعة لن
يتجاوز حدود التجربة الانسانية، وعلم الطبيعة يطبق قوانينه على التجربة. وهذه القوانين
قبلية وضرورية فى الوقت ذاته وهى تختلف بطبعته الحال فى احكام الادراك الحسى.
فمثلا حين اقوال الحجرة دافئة، والسكر حلو المذاق وطعم الافسنتين غير مقبول، فهذه
احكام لها قيمة اية فقط، ولا ازعم انى او غيرى من الاشخاص يجب فى كل وقت ان يحس
بهذه الاحساسات على هذا النحو، ان هذه الاحكام لا تعبر الا عن علاقة احساسين
بالذات نفسها هى نفس انا، وفضلا عن ذلك فهى تعبر عن الاستعداد الحاصل فى الادراك
الحسى ولا يمكن ابدا ان يكون لها قيمة بالنسبة الى الموضوع، وانا اطلق على هذه
الاحكام اسم احكام الادراك الحسى والامر يختلف تماما فى حكم التجربة. فما تنقله
التجربة الى فى بعض الظروف ينبغى ان يكون هو نفسه ما تنقله الى فى كل وقت وكذلك
الى كل شخص.

 والرياضة
بكافة تصوراتها تنطبق على ظواهر الطبيعة من حيث ان لها مقدار فى المكان او فى
الزمان – الشدة وهذا دليل اخرى على قبلية قوانين الطبيعة.. ان التشريع الا على
لقوانين الطبيعة يتم فى ذاتنا اى فى ذهننا ولاينبغى ان نبحث عن القوانين االعامة
للطبيعة فى الطبيعة نفسها بواسطة التجربة، انما يجب على العكس ان نتاكد من التطابق
الكلى بين الطبيعة والقوانين بواسطة شروط امكان التجربة الملازمة لقواتنا الحاسة
ولذهننا. والتطابق الضرورى بين مبادىء التجربة الممكنه وقوانين امكان الطبيعة
لايمكن ان ينتج الا عن سببين: اما ان نستمد هذه القوانين من الطبيعة بواسطة
التجربة بعامة وهى لا تختلف اطلاقا عن التطابق الكلى بين التجربة الممكنه بعامة
والقوانين. امكان بين التجربة الممكنه بعامة والقوانين. والسبب الاول فيه تناقض
لانه لا يساعدنا على الومعرفة قوانين امكان التجربة بعامة وهى لاتختلف اطلاقا عن
التطابق الكلى بين التجربة الممكنه بعامة والقوانين. والسبب الاول فيه تناقض لانه
لا يساعدنا على المعرفة قوانين الطبيعة قلبليا فاذا نظرنا مثلا الى الدائرة بوصفها
قطاعا مخروطيا يخضع بالتالى لنفس الشروط الاساسية التى يخضع لها بناء القطاعات
المخروطية الاخرى، سنجد ان جميع الاوتار التى تقاطع داخل هذة الاشكال، القطع
الناقص على النحو يجعل الستطيلات المكتونه على قطاعاتها فى نسب متساوية مع انها
غير متساوية.وقد نسير ابعد شوطا من ذلك حتى نصل الى النظريات الاساسية فى علم
الفلك الطبيعى. وهنا نجد قانونا طبيعيا يتحقق فى الطبيعة المادة كلها وهو قانون
الجاذبية المتبادلة وقاعدته ان تاثير الجاذبية يتناسب تناسبا عكسيا مع مربع
المسافات وانها تنتاقص بنفس النسبة التى تتزايد بها السط الكروبه التى تمتد فيها
قوتها.

 وهذا
يبدو لازما بالضرورة عن طبيعة الاشياء ومن الممكن معرفته قبليا. ولا يمكن ان نتصور
قانونا اخر للجاذبية غير قانون التناسب عكسيا مع مربع المسافات الذى ينطبق على
نظام العام

 وهكذا
يفرض الذهن قوانينه على الطبيعة وعلى جميع الظواهر بوصفها موضوعات للتجربة اللمكنه.

ج-
فلسفة العلم عند كنت

 قبل
ان تشير الى نظرية كاسيرر عن فلسفة العلم عند كنت لابد وان نشير الى راى سميت عن
” الكليات وصورة العيان فى الرياضيات ” والذى يستند فيه الى بحوث كوك
ولسن وجوزيف: ان الموضوعات الرياضية لم تكن عند افلاطون فى اعلى مرتبة، بل كانت
الصور اعلى مرتبه منها والفرق بين الاثنين هو الفرق بين الجزئيات والكليات. وعلما
بان افلاطون كان يعتقد ان الجزئيات المحسوسة لاتتصف بالدقة التى تتواصف بها
الموضوعات المحسوسة لا تتصف بالدقة التى تتواصف بها الموضوعات الرياضة. واهم ما
يلفت نظرنا فى نظرية افلاطون فى الرياضة انه قد جعل موضوعاتها موضوعات عقلية لذلك
فهى ارقى من الاشياء المحسوسة المتحركة التى يدرسها علم الطبيعة. وفضلا عن ذلك فهى
ازلية ساكنه وواحدة غير متعددة. لكن لم ينكر افلاطون قيمة الشكل فى الموضوع
الرياضى خاصة وان علم الهندسة كان قد تقدم فى عصره تقدما عظيما. فاستخدم المهندسون
اشكالا هندسية لم تكن معروفة من قبل مثل الشكل المخروطى والمنتجات فى المحل
الهندسى.

 وهكذا
يكون افلاطون قد وضع الموضوعات الرياضية فى مرتبه وسطى بين المحسوسات والصور.
ويعتقد ولسن وجوزيف ان كنت قد خلط فى فلسفته بين الموضوعات الرياضية والكليات،
فكيف ان تخضع الموضوعات الرياضة لتصورات الذهن؟

 الحق
ان كنت قد لجا الى العيان الخالص (غير التجريبى) فى الربط بين الاشكال الرياضية
وتصوراتها. ولكن سميت يعتقد انه اذا كان هذا العيان يفسر لنا الرياضة الاقليدية
فله لا يمكن ان يفسر لنا الرياضيات اللاقليدية.

وقد
يكون راغى سميت صحيحا الى حد بعيد، ولكن لابد لنا من عرض الاراء المختلفة فى طبيعة
الرياضيات فيجب ان نفرق بين هندسة القياس وهندسة الوضع. الاولى تحليلية تربط بين
التنصور والعدد والثانية تركيبة تربط بين التصور والشكل. ونحن نجد فى تاريخ
الرياضيات هذين النمطين. هندسة ديكارت نموذج للرياضيات التركيبية. ومما لاشك فيه
ان العيان يلعب دورا كبيرا فى هندسة التركيب والبناء. ومن الغريب حتى ان هندسة
ديكارت التحليلة قد عاصرت هندسة ديزارج التركيبة.

 ونحن
نتساءل: هل تغير مفهوم التصور والعيان فى الرياضيات الحديثة، وخاصة فى هندسة
شتاينر ويونسليه؟

 الحق
ان شتاينر الذى يتبع منهج استاذه بستلوزى، يطالب بتطبيق منهج العيان فى الهندسة فى
اوسع الحدود اى لا فى حدود التمثل الحسى للاشكال فقط. اما بونسليه فهو يدافع عن
فكرة بناء الاشكال المكانية بحسب العلاقات الرياضية. ويستخدم هذا العالم الرياضى
فى بناء الاشكال الهندسية الاسقاط، وذلك حتى يصل الى العلاقات المثالية بين
الاشكال.

 لكن
بجانب هذه المذاهب العقلية فى الرياضيات كانت هناك مذاهب تجريبة. فالمكان الرياضى
يجب ان، يكون هو المكان المحسوس الذى يختلف فيه كل جزء عن الاخر. بحسب مضمون
الاحساس. ومن اشهر ممثلى هذا الاتجاه، ” باش ” الذى قال بان الاشكال
والتعريفات الهندسية يجب ان تقوم على المكان ذى الابعاد الثلاثة فقط. ويجب ان
يتعين كل جزء موضوعا بالنسبة للكل وهذا بطبيعة الحال ما كان يؤكده كنت على نحو
قبلى لا تجريبى.

 والاعتراضات
التقليدية التى تثار على نظرية كنت فى الهندسة تنقسم الى قسمين بحسب المدارس
الهندسية اما اعتراض على قبلية المكان من المدارس التجريبة او اعتراض من المدارس
العقلية على انه يعتمد فقط على المكان المحسوس ذى الابعاد الثلاثه. وبذلك فالتجربة
لن تكون برهانا كافيا على صحة المبادى الهندسية اذ بجانب المكان الاقليدى نجد صورا
اخرى للمكان الرياضى غير محسوسه.

 وتعتمد
نظرية كاسيرر على المقارنه بين تصور المكان والزمان فى المثالية النقدية وفى نظرية
النسبية عند اينشتين وهو يتساءل هل نظرية المكان والزمان فى المثالية النقدية هى
نظرية للمكان والزمان التجربيين؟ ام هى نظرية للمكان والزمان التجربيين؟ ام هى
نظرية للمكان والزمان الخالصين غير التجربيين؟

 والحق
ان نظرية كنت النقدية تجمع بين النظريتين فهى من جانب تؤكد القيمة الضرورية والكلية
وللزمان والمكان فهى من جانب تؤكد القيمة الضرورية والكلية وللزمان والمكان ومن
جهة اخرى تؤكد موضوعية المكان والزمان فى عالم الظواهر. ولقد ربطت نظرية النسبية
بين المكان والزمان فالتانى هو علاقة مكان وزمان هنا والان. والتتالى علاقة تواجد
فى المكان وتتابع فى الزمان. ولقد اكد ابنشتين ان معرفة المكان والعالم تتحد
بالزمان، وهذه النظرية التى تقوم على الملاحظة والتجربة فيها جانب عقلى بحت جمع
فيه اينشتين بين مبدا الجاذبية الارضية، القصور الذاتى واذا كانت حقائق الهندسة
الاقليدية مستمدة من حاله الحركة والسكون معا. ومبدا النسبية يجعل المكان ممثلا
للسكون والزمان ممثلا للحركة بوصفه البعد الرابه له.

 والفرق
الاساسى بين نظرية الزمان عند كنت وفى نظرية النسبية هو ان الزمان لم يعد مجرد
صورة للحس الباطن ولكنه اصبح مقدارا متغيرا بتخيل شعاع الضوء فالزمان ليس صورة
ثابته ولكنه مبدا التغير والحركة فى الكون. ولانهاية الزمان التى تحدث عنها كنت
باعتبارة مبدا واساس تحديد الازمنه المختلفة اصبح بالمزيد الرياضى هو العدد
المتغير الذى يمكن ان نحدد قميته باعتبارة اكبر من اى عدد سابق.

 ان
قياس الضوء فى نظرية النسبية اما ان يكون بالوسائل البصرية البحته او بالوسائل
الكهرمغناطيسية ومقياس الزمان يكون على اساس سرعة الضوء هذه. ولقد حددت نظرية
النسبية مربع المسافة فى الزمان (على اساس سرعة الضوء) بالنسبة الى مربع المسافة
فى المكان وهذا معناه العلم الطبيعى ان مجال الحركة الكونية لا يختلف عن مجال قوى
السكون ان المادة تظهر فى مكان وزمان ذى ابعاد اربعة.

 ونظرا
للتقدم الدائم للعلوم الرياضية والطبيعة فان تقديرنا لنظرية كنت فى المكان والزمان
كان على اساس ما توصلت اليه هذه العلوم حتى اليوم.

5-
هل يمكن ان تصبر الميتافيزيقا علما؟

 ان
مهمة النقد هى التمييز بين الافكار او تصورات العقل النظرى الخالص، والمقولات
الذهن الخالص بوصفهما معرفتين مختلفتين تماما فى نوعيهما واصلهما واستعمالهما. ومن
غير هذا التمييز سوف تكون الميتافيزيقا مستحيله على الاطلاق. او على اكثر تقدير لن
تكون غير محاوله غير سليمة تثبه محاوله لمام الورق الذى يريد ان يضع من قطع
وقصاصات الورق قصرا، من غير ان يعرف اذا كانت تفيد فى الاستعمال او ذاك.

 والحق
ان العقل وحده هو الذى يستطيع ان يميز بين التصورات والافكار وهذه هى مهمته الاولى.
ومعنى ذلك ان النقد ينقلنا الى دائرة العقل ذاته، ويطالب العقل بان يحكم على طبيعة
افكارة وبذلك يجد حلا شافيا ومرضيا للمسائل العالبه المتعلقة بالعقل النظرى الخالص.

 والعقل
فى حكمه على ذاته يكون عنيفا فى رد مزاعه فيحكم انه لافائدة من استعمال افكارة فى
التجربة، وانه من الممكن حتى ان نستغنى عنها. بل ان محاوله تطبيقها على التجربة تؤدى
بنا الى الوهم والخداع المتعالين فيظن العقل ان الافكار المبثوثه فى طبيعته لها
وجود خارجى، وينسب الى الاشياء فى ذاتها ما يتعلق بذاته خاصة لكن من اللامعقول ان
نامل فى معرفة اى شىء اكثر مما تقدمه التجربة الممكنه عنه، اى اننا لا نامل فى
معرفة الاشياء فى ذاتها بعيدا عن ظواهر التجربة. وهذا ما يبعدنا عن الشك فى قدرة
العقل ويساعدنا فى وضع حدود لاستعمال الخاص. ويؤكد كنت ان العقل الانسانى يعرف ان
له حديدا وليست له نهايات، ويسلم بانه لابد وان يكون هناك التاكيد شىء ما موجود
خارج عنه لكن لاقدرة له وتعلن عن وجود سواء استطعنا ان نعرفه بطريقة ادق، او لم
نستطيع.

 يقول
جارودى: لقد كان كنت فيلسوف التمزق والتناقض. وهذا سر عظمته وسبب تفكيره المحدود.
ولقد استمد نقده للميتافيزيقا الدوجماطيقية من فلسفة الانوار والثورة الفرنسية
ولكنه احتفظ فى الميتافيزيقا بهذا التضارب بين الفكر القديم والفكر الحديث. فهو
يرفض الميتافيزيقا التقليدية ولكنه فى الوقت نفسه يقيم ميتافيزيقا جديدة على اساس
مسلمات العقل العملى. ويرفض مادية لوك وهو لباخ فى الوقت نفسه يحتفظ بشيح الشىء فى
ذاته دليلا على وجود المادة. ولقد كان لنين يرى ان هذا التضارب المبشوه هو الطابع
الذاتى للفلسفة الكتتبة.

 ولابد
وان نشير الى ان الفلسفة النقدية هى نوع من المثالية التى تفرض الانسان على الوجود
الا الظواهر وتحد الانسان بهذه الظواهر. يقول كنت: ان كلمة متعال عندى لا تشير
ابدا الى العلاقة بين معرفتنا والاشياء بل الى علاقة المعرفة بملكة المعرفة. ولذلك
فهو يفضل ان يطلق على مثاليته اسم المثالثة النقدية. ان مثاليته ليست مثاليه عالية
كما يزعم ” جارف ” فى نقده لنقد العقل الخالص. فهذه التسمية غير صحيحة.

 يقول
كنت ” ان الابراج العالية التى تحيط بها فى العادة رياح كثيرة. ورجال
الميتافيزيقا الذين يشبهون هذه الابراج لايناسينى مكانهم. ان مكانى هو على الارض
التجربة الخصبة وكلمة متعال لا تشير الى مايتجاوز حدود كل تجربة، ولكنها تشير حقا
الى كلى، ما يسبقها قلبليا بحيث يجعل المعرفة التجربية ممكنه
، والمبدا
الاساسى فى مثالية كنت هو ان كل معرفة للاشياء
، نستخلصها
من الذهن المجرد اومن العقل النظرى الخالص ليست الا وهما لان الحقيقة لا توجد الا
فى التجربة.

 هكذا
تكون مثالية كنت مثالية صورية او نقدية تحدد التصورات القبلية وتجعلها قاصدة على
التجربة وحدها. وعلى هذا الاساس كان نقده لكن ميتافيزيقا تقليدية.

ماهو
مفهوم العلم عند هيجل؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى