مقالات

الجزء الاخير من حياة الطهارة الطهارة متطلب إنساني

الجزء الاخير من حياة الطهارة الطهارة متطلب إنساني

الجزء الاخير من حياة الطهارة

الطهارة متطلب إنساني

يوضح لنا الكتاب المقدس إن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله وهذه الصورة البهية قد تجسد المسيح ليعيدها إلينا بعد تشوهت بخطية أدم.. فالشاب المسيحي الذي يحيا طاهراً لا يحقق ما تتطلبه الوصية فقط وإنما يحقق حياته هو أولاً.. يصبح الإنسان كما يريده الرب. يحرص على أن تظهر هذه الصورة في حياته ويرفض أن يطمسها بالحياة الشهوانية والتصرفات الجسدانية. ويقول رجال علم النفس أن الشاب تحيا وتنمو في انسجام واتفاق وتكامل بعكس الشاب الشهواني إذ يسيطر الانهماك في الملذات الجنسية، الأمر الذي يجعل بقية الدوافع في خلل وارتباك. فالطهارة متطلب نفسي. لهذا نرى الشاب الطاهر حقيقة الذي لا يعاني كبتاً أو قهراً يحيا في سلام ونضارة وفرح وسعادة تخلو نفسيته من العقد النفسية والهموم والأحزان وتأنيب الضمير وأوجاع النفس المختلفة.

إن اللذة تقدم كطعم، ولكن هل هذه اللذة التي تؤدي إلي الشبع الكامل والشعور بالاستقرار النفسي الحقيقي؟! تأكد أن الله لا يريد لك سوى سعادتك وهو لم يخلق الجنس ليعذبك به وإنما ليستخدم في مجراه الإنساني السوي فتتمتع بكل طاقتك. فلا تحاول أن تستعمل أجهزتك بطريقة غير تلك المخلوقة من أجلها، حقاً إن حياة الطهارة تؤدي إلي السعادة النفسية فهي متطلب نفسي وإنساني كما هي وصية إلهية وفضيلة روحية، والطهارة تحمي الإنسان من الأمراض الجنسية وتحفظ نضارة الشبوبية، ولذلك تجد وجه الشاب الطاهر يختلف تماماً عن وجه الساقط في بالوعة الشهوات الجنسية.. ورغم تقدم الطب في معالجة الأمراض لكن مازالت للنجاسة ضحايا كثيرة مثل أمراض الزهري والسيلان، وإن أهمل علاجهم تكون عواقبهما وخيمة.

2- لطهارة متطلب اجتماعي

يدعي الشبان الشهوانيون أن الناس تقبل الإباحي وتقدره وتعتبره شخصية قادرة على التكيف مع المجتمع، وهذا ادعاء باطل لأنه على قدر ما تمتدح “الشلة” الشاب الإباحي إلا إنهم في أعماقهم لا يحترمونه، ويفضلون الشخص المؤدب الذي على خلق كريم. والناس لا تثق في المستهتر والإباحي، بل تخاف منه وتراقبه ولا تطمئن على أعراض الناس منه، لأنه ذئب مفترس اعتاد الانقضاض لأجل طغيان الشهوة.

فالعفة متطلب اجتماعي على قدر ما هي متطلب روحي ونفسي وإنساني. وفي مجال الأسرة لا يثق الوالدان في الشاب الطاهر لأنه إذ قد ذاته يقدر أن يبذل نفسه لأجل الآخرين، بعكس شهواني تجده أنانياً لا يسعى إلا لمصلحته الخاصة فقط. وفي مجال الحياة الدراسية تعطي الطهارة نقاءً للفكر وصفاء للذهن وتركيزاً للذاكرة وهذه أسلحة هامة في التحصيل العلمي والتفوق الدراسي.

ولكن ليس معنى هذا عن كل الشهوانيين يرسبون وكل الأطهار يتفوقون علمياً، لأن هناك عوامل أخرى تتدخل والتحصيل والدراسة العلمية منها الذكاء الوراثي والقدرات العقلية ومدى قابلية الشاب لنوع الدراسة التي تخصص فيها.

صفوة القول أن حياة الطهارة والتعفف الجنسي التزام مسيحي وانسجام واتساق للأجهزة النفسية وحماية وصون لصحة الأبدان، ثم هي أيضاً متطلب اجتماعي على أعلى مستوى..

العالم اليوم يحتاج إلي القدوة العملية.. الناس متعطشة أن ترى شباباً أطهاراً في وسط جيل ملتو ومعوج، في زمان أيام شريرة تقترب سماتها من أواخر الدهور.

3- كيف أحيا طاهراً؟

هذا السؤال الذي يطرح نفسه بشدة.. كيف يمكن للشاب المسيحي أن يحفظ عفته وطهارة جسده ونقاوة فكرة وقلبه، والجو العام المحيط به ملوث بكل ما هو مثير للنجاسة ومشجع للسقوط؟

الإجابة هي:

بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً..

أسألوا تعطوا. أطلبوا تجدوا. أقرعوا يفتح لكم..

أرسل لكم الروح القدس المعزي.. وهذا يأخذ مما لي ويخبركم..

فبادئ ذي بدء إن حياة المؤمن معجزة، وبدون المعجزة لا يمكن تفسير الحياة المسيحية الطاهرة الحقة.. الله وحده هو القادر أن يصنع المعجزة، ولكن للذين يطلبونه من كل قلوبهم. والروح القدس وحده هو الذي يمنح القوة، ويعطي الإلهام، ويهّون المعاناة، ويسند في الضيق، ويحمي وقت التجربة، ويقيم ويعزي ساعة السقوط. من هذا المنطلق تبدو أهمية الحياة الروحية.. إن يوحنا الدرجي يقول “العفة هي مقابلة عشق بعشق” أعني مواجهة العشق الجسدي بالحب الإلهي؛ فأولئك الذين يشبعون، ويتعزون بعمل النعمة هم وحدهم الذين يجدون للعزلة والفراغ حلاً وللشهوة سمواً وعلواً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى