كتب

التشفّع



التشفّع

التشفّع

14
(1) ثم سأل ابراهيم الملاك: “سيدي، رئيس القوّاد، هذه النفس التي أمسكها
الملاك بيده، لماذا حُكم عليها أن تبقى في الوسط”؟ (2) فأجاب رئيس القوّاد:
“إسمع أيها البار ابراهيم. فالديّان وجد أن خطاياها ومبرّاتها تتساوى، فلم
يسلّمها إلى العقاب ولا إلى الخلاص إلى أن يأتي الله ويدين الكل”. (3) فقال
ابراهيم: “وماذا ينقص بعد هذه النفس لتخلص”؟ (4) أجاب اللاجسدي:
“لو حازت مبرّةً (عملاً باراً) واحدة فوق خطاياها لذهبت إلى الحياة”.
(5) فقال ابراهيم لرئيس القوّاد: “تعال يا ميخائيل، رئيس القوّاد، لنصلّي من
أجل هذه النفس ونرى إن كان الله يستجيب لنا”. فقال رئيس القوّاد: “آمين.
ليكن هذا”. (6) ورفعا طلبة وصلاة إلى الله من أجل النفس. فاستجابهما الله.
وحين نهضا بعد الصلاة ورأيا أنّ النفس لم تعد في ذلك الموضع، (7) سأل ابراهيم
الملاك: “أين هي النفس”؟ (8) فأجابه رئيس القوّاد: “خلُصت بفضل
صلاتك البارة. أخذها ملاك النور واقتادها إلى الفردوس”. (9) فقال ابراهيم:
“المجد لاسم الله العلي ورحمته التي لا تقاس”! (10) (وقال) لرئيس
القوّاد: “أرجوك يا رئيس الملائكة أن تسمع طلبتي: لندعُ الرب أيضاً، ولنتوسّل
إلى مراحمه. (11) لنسأل رأفته من أجل نفوس الخطأة الذين سبّبت لهم أنا الهلاك خطأ:
أولئك الذين ابتلعتهم الأرض، أولئك الذين مزّقتهم الوحوش، أولئك الذين أحرقتهم
النار بسبب كلامي. (12) أعرف الآن أني أخطأت أمام الله. فتعال يا ميخائيل، رئيس
قوّاد القوّات العلويّة. تعال نتوسّل إلى الله بحرارة ودموع غزيرة لكي يعفو عن
خطيئتي ويغفر لهم”. (13) فسمع له رئيس القوّاد حالاً، ورفعا الصلاة إلى الله.
وبعد دعاء طويل، جاء صوت من السماء (14) قائلاً: “ابراهيم، ابراهيم، سمع
الربُّ طلبتك، وغُفرت خطيئتك. أما الذين تظن أنك في الماضي سبّبت هلاكهم، فأنا في
حناني الكبير دعوتهم وقدتهم إلى الحياة الابديّة. (15) أنت ضربتهم بحكم زمني. أما
أنا، فالذين أدينهم خلال حياتهم على الأرض، لا أعود أتّهمهم في الموت”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى