اللاهوت الدفاعي

هوت_دفاعى_هل_يمكن_تحريف_الكتاب_المقدس_03[1].html



الفصل
الثالث

كيف وصل
إلينا العهد
الجديد
سالماً وبدون
تحريف؟

 

بعد
صعود الرب إلى
السماء وحلول
الروح القدس
على التلاميذ
خرجوا للبشارة
في العالم
أجمع وكانوا
مزودين في كرازتهم
بأربعة عناصر
إلهية هي:

(1)
السلطان
الرسولي الذي
منحه الرب
يسوع المسيح
لهم. وكان
الرب قد أختار
من تلاميذه ”
اثني عشر
الذين سماهم
أيضا رسلا

(لو13: 6)، “ ثم
دعا تلاميذه
الاثني عشر
وأعطاهم
سلطانا على
أرواح نجسة
حتى يخرجوها
ويشفوا كل مرض
وكل ضعف
” (مت1:
10)، ” وبعد ذلك عيّن
الرب سبعين
آخرين
أيضا
وأرسلهم
اثنين اثنين
أمام وجهه إلى
كل مدينة
وموضع حيث كان
هو مزمعا أن
يأتي ” (لو1: 10). وقبل
صعوده قال
لهم:

+ اذهبوا
إلى العالم
اجمع واكرزوا
بالإنجيل
للخليقة كلها.
من آمن واعتمد
خلص. ومن لم
يؤمن يدن.
وهذه الآيات تتبع
المؤمنين.
يخرجون
الشياطين
باسمي ويتكلمون
بألسنة جديدة.
يحملون حيّات
وان شربوا شيئا
مميتا لا
يضرهم ويضعون
أيديهم على
المرضى فيبرأون

” (مر15: 18-18).

+ فاذهبوا
وتلمذوا جميع
الأمم
وعمدوهم باسم
الآب والابن والروح
القدس.
وعلموهم أن
يحفظوا جميع
ما أوصيتكم
به. وها أنا
معكم كل
الأيام إلى
انقضاء الدهر

” (مت19: 28و20).

+ لكنكم
ستنالون قوة
متى حل الروح
القدس عليكم وتكونون
لي شهودا في
أورشليم وفي
كل اليهودية
والسامرة
والى أقصى
الأرض
” (أع8: 1).

 

(2)
أسفار العهد
القديم،
والذي شرح
لهم، الرب، كل
ما جاء بها من
نبوات عنه ” ثم
ابتدأ من موسى
ومن جميع
الأنبياء
يفسر لهما
الأمور
المختصة
به في جميع
الكتب … وقال
لهم هذا هو الكلام
الذي كلمتكم
به وأنا بعد
معكم انه لا
بد أن يتم
جميع ما هو
مكتوب عني في
ناموس موسى
والأنبياء
والمزامير.
حينئذ فتح
ذهنهم
ليفهموا
الكتب
” (لو27:
24و44و45). والتي
فهمها
تلاميذه في
ضوء رسالته وكانت
منطلق الرسل
في شهادتهم
للمسيح ” وأما الله
فما سبق وأنبأ
به بأفواه
أنبيائه أن
يتألم فقد
تممه هكذا ”
(أع 18: 3).

(3) أعمال
الرب يسوع
المسيح
وتعاليمه،
البشارة المفرحة،
والتي كان
جوهرها هو
تقديم ذاته
فدية على
الصليب. وقد
عاشت الكنيسة
بكلمته ” متذكرين
كلمات الرب
يسوع
” (أع35: 20)، ” هكذا
أمر الرب

(1كو14: 9)، ” لأنني
تسلمت من الرب
ما سلمتكم
أيضا
ً ” (1كو23: 11).

(4)
الروح القدس
روح الله وروح
ابنه ” أرسل
روح ابنه ” (غل6:
4)، ” روح
المسيح ” (1بط11: 1)،
الذي وعد الرب
يسوع المسيح تلاميذه
أن يرسله ليحل
عليهم ويكون
فيهم ويمكث
معهم إلى
الأبد ويكون
لهم القائد
والموجه والمذكر
والمعلم
والمرشد
يتكلم فيهم
وبهم والذي
أوحى لهم
بكتابة أسفار العهد
الجديد.

 

1-
من التسليم
الرسولى
الشفوي إلى
الإنجيل:

وفي
بدء الكرازة
بالإنجيل،
بعد حلول
الروح القدس
عليهم، بشر
الرسل
بالأخبار
السارة، الإنجيل،
شفاهة كل سبت
في مجامع
اليهود وكل
أحد في
اجتماعات
العبادة
المسيحية
وكانوا يعلمون
الذين انضموا
إلى المسيحية
ويحفظونهم كل
ما أوصى به
الرب القائم
من الأموات.
واستمرت
الكرازة
الشفوية
حوالي عشرين
سنة قبل أن
يدون الإنجيل
المكتوب.

 

وكانت
أعداد كبيرة
من المسيحيين
الأولين، في
فلسطين، قد
شاهدوا الرب
يسوع وشاهدوا
أعماله
وسمعوا
تعاليمه
وحفظوها عن
ظهر قلب، وكانوا
يحفظون ما سمعوه
من الرسل،
تلاميذ
المسيح،
بآذانهم وما شاهدوه
بأعينهم وما
سلمه لهم
الرسل،
وصاروا لهم
تلاميذاً.

وكانوا
كيهود سابقين
مدربين على
حفظ كلمة الله
وحفظ تقليد
آبائهم
ومتعودين على
ذلك جيداً.
وقد برهنت
الدراسات
التي قام بها
أحد العلماء
ويدعى
جيرهارديسون
B.
Gerhardsson
(1) (1961م) على أن
معلمي
اليهودية،
الربيين
كانوا

يعلمون
تلاميذهم
ويحفظونهم
تقاليد
اليهودية في
قوالب وأشكال
معينة
ومفردات تحفظ
عن ظهر قلب،
وأنه كانت
لديهم وسائل
وطرق متعددة
للمساعدة على
الحفظ وتقوية
الذاكرة. هذه
الوسائل
التعليمية
التي اتبعوها
جعلتهم
يحفظون التقليد
لمئات السنين
شفوياً قبل أن
يوضع في شكل
مكتوب. ولأن
تلاميذ
المسيح ورسله
كانوا من
اليهود وكان
معظم معلمي
المسيحية
الأولين من
اليهود وكان
بعضهم
تلاميذاً
ليوحنا المعمدان
وكان بعضهم من
الربيين
أيضا، ولذا
فمن الطبيعي
أن يستخدموا
نفس الوسائل
السائدة
بينهم في
التعليم
المسيحي ونقل
التسليم
الرسولي، الإنجيل،
شفاهة.

 وكان
التقليد أو
التسليم
الرسولي المسيحي،
الإنجيل،
أسهل بكثير في
حفظه شفوياً من
التقليد
اليهودي، فقد
كان شخص
المسيح الحي الصاعد
إلى السماء،
أعماله
وأقواله وحياته
أثناء
التجسد، هو
هدف ومحور
وجوهر وغاية
الإنجيل،
وكان الروح
القدس يعمل في
الرسل شهود
العيان
الأحياء،
فكان التعليم
المسيحي تعليماً
حياً يقوم على
شخص حي ورسل
أحياء ومؤمنين
شهود عيان
للرب الحي
والإنجيل
الحي، وذلك
بعكس التعليم
اليهودي الذي
اعتمد على تحفيظ
آيات التوراة
وتقليد
الآباء.

ولأن
الرب يسوع
المسيح كان
يعلم الجموع
بسلطان وليس
كالكتبة
والفريسيين
(مت29: 7؛مر22: 1؛لو32:
4و36) ولأنه كلمة
الله النازل
من السماء
وكلامه هو كلام
الله وأعماله
هي أعمال
الله، وقد آمن
المسيحيون
بذلك منذ
البدء، فقد
كان كلامه، هو
كلام الله
المقدس
وقيمته لا حد
لها وكان
المؤمنون
يقبلون كل
كلمة بلهفة
تفوق الوصف
ويحفظونها عن
ظهر قلب
ويحافظون
عليها حتى
الموت، وكان
الروح القدس
يعمل داخلهم
ويحفظ كلمة
الله في
قلوبهم.

 وقد
برهنت
الدراسات
أيضاً على أنه
كان هناك بعض
المذكرات
الصغيرة
والملحوظات المكتوبة
التي استخدمت
في حفظ أقوال
الرب وأعماله
كالموعظة على
الجبل
والنبوات
التي تنبأ بها
أنبياء العهد
القديم
وفسرها هو
بنفسه لتلاميذه،
وبعض أعماله
ومعجزاته،
ويشير القديس
لوقا لمثل هذه
الوثائق
بقوله ” لأن
كثيراً من
الناس أخذوا
يدونون رواية
الأحداث التي
جرت بيننا كما
سلمها الذين
كانوا من
البدء شهود عيان
للكلمة
” (لو1: 1).
هذه
الملحوظات
المكتوبة قد
يرجع بعضها إلى
ما قبل الصلب
والقيامة.

 وقد
ساعدت أساليب
الحفظ
والوثائق (الملحوظات
والمذكرات)
المكتوبة على
حفظ الإنجيل
الشفوي
ووصوله إلى
درجة كبيرة من
الثبات قبل تدوين
الإنجيل
المكتوب
بفترة طويلة.
فقد كان التسليم
الشفوي
المحفوظ بعمل
الروح القدس
دقيقاً جداً
والاعتناء
بحفظه يفوق
الوصف وكان للمذكرات
المكتوبة
قيمة عظمى
سواء قبل
تدوين الإنجيل
أو عند
التدوين.

 

2 –
الحاجة إلى
الإنجيل
المكتوب:

كان
المؤمنون
الأولون في
أورشليم
يحفظون
التسليم
الرسولى بدقة
شديدة، وكان الكثير
منهم شهود
عيان لما عمله
وعل
مه
الرب يسوع
المسيح، وكان
الرسل شهود
العيان الموحى
إليهم
موجودين في
وسطهم يرجعون
إليهم وقت
الحاجة
باعتبارهم
المرجع الأول
ووسطاء الروح
القدس الذي
كان يعمل فيهم
وبهم ومن خلالهم.
وعندما خرجت
الكنيسة من
فلسطين إلى
عواصم الدول الكبرى
مثل إنطاكية
والإسكندرية
وأثينا ومدن
اليونان ومدن
آسيا الصغرى
الرئيسية
وروما وقبرص،
كان الرسل
أنفسهم على
رأس هذه
الكنائس وقد
عينوا لهم
مساعدين من
تلاميذهم
وخلفائهم
والذين دعوا
بعد ذلك
بالآباء
الرسوليين، على
رأس هذه
الكنائس في
حالة
انتقالهم إلى
أماكن أخرى،
ومن هؤلاء
المساعدين
الذين ذكروا
في سفر
الأعمال
ورسائل
القديس بولس
والقديس بطرس،
لوقا الطبيب
وتيمؤثاوس
وتيطس
واكليمندس وفليمون
وأنسيموس
وسلوانس
ونمفاس
وتيخيكس وأرسترخس(2).

هؤلاء
استلموا
الإنجيل من
الرسل شفاهة
وحفظوه بكل
دقة وقداسة
وسلموه
لآخرين مشهود
لهم بالكفاءة
والإيمان
وهؤلاء سلموه
لغيرهم وهكذا.
يقول القديس
بولس بالروح:

+
أمدحكم أيها
الاخوة على
إنكم
تذكرونني في كل
شيء وتحفظون
التعاليم كما
سلمتها إليكم

” (1كو2: 11).

+ لأنني
تسلمت من الرب
ما سلمتكم
أيضا
” (1كو23: 11).

+فإنني
سلمت إليكم في
الأول ما
قبلته أنا
أيضا
” (1كو3: 15).

+وما
تعلمتموه
وتسلمتموه

وسمعتموه
ورأيتموه في
فهذا افعلوا ”
(فى9: 4).

+
لأنكم إذ
تسلمتم
منا
كلمة خبر من
الله
قبلتموها لا
ككلمة أناس بل
كما هي
بالحقيقة
ككلمة الله

التي تعمل
أيضا فيكم
انتم
المؤمنين ”
(1تس13: 2).

 هذا
التعليم أو
التسليم كان
يسلم من الرسل
إلى تلاميذهم
وتلاميذهم
يسلمونه لآخرين
وهكذا ” وما
سمعته مني
بشهود كثيرين
أودعه أناسا
أمناء يكونون
أكفاء أن
يعلموا آخرين
أيضا
” (2تى2: 2).

فقد كان
الذين قبلوا
الأسفار في
البداية هم
نفس الذين
تسلموا ما جاء
فيها من قبل
شفوياً وكانوا
يحفظون كل ما
كتب فيها
ككلمة الله
ووحيه الإلهي
بل واكثر مما
كتب فيها، حيث
كرز رسل المسيح
ونادوا لهم
بالإنجيل
وحفظوه لهم
بأسلوب التعليم
والتسليم
الشفوي فلما
دونت
الأناجيل كان
هؤلاء يحفظون
كل ما دون
فيها بل وأكثر
مما دون فيها.

ولكن
مع امتداد
ملكوت الله
وانتشار
المسيحية في
دول عديدة
ومدن كثيرة
وقرى لا حصر
لها سواء
بواسطة الرسل
أو بواسطة
تلاميذهم صار
من المستحيل
على الرسل أن
يكونوا
متواجدين في
كل هذه
الأماكن في
وقت واحد، حتى
جاء الوقت
الذي آمن فيه
الآلاف
بالمسيحية ولم
يروا الرسل في
عصر الرسل، بل
وأصبح من
دواعي سرور
البعض وفخرهم
أنهم شاهدوا
الرسل واستمعوا
إليهم وصار من
دواعي فخر
البعض الآخر
أنهم تعلموا
بواسطة
تلاميذ الرسل
بل ومن تلاميذ
خلفاء الرسل.
ولذا فقد صارت
الحاجة إلى
جمع الإنجيل
وتدوينه
ونشره في جميع
الكنائس تزداد
كل يوم
بالتدريج حتى
صارت ملحة
جداً.

 كما
كانت
اجتماعات
العبادة
الأسبوعية
والليتورجية
والتي وجدت
حيثما وجد
المسيحيون في
حاجة للإنجيل
المكتوب
للاستخدامات
الليتورجية
والقراءة
والتعليم
والشرح والتفسير.

 وكان
هناك العامل
الأهم والذي
كان من أهم
الدوافع
لتدوين الإنجيل
وهو رحيل
الرسل شهود
العيان من هذا
العالم إلى
العالم الآخر
فقد استشهدت
الغالبية
العظمى منهم،
بل وكان من
الطبيعي أن لا
يبقى الرسل
أحياء في هذا
العالم إلى
الأبد. ومن ثم فقد
كانت عملية
تدوين
الإنجيل
حتمية.

وكما
أوحي
للأنبياء في
القديم
بكتابة العهد
القديم ” كل
الكتاب هو
موحى به من
الله ” (2تى16: 3)،
أوحى الله
للتلاميذ
والرسل
بكتابة جميع
أسفار العهد
الجديد. فقد
دون القديس
متى والقديس
مرقس الإنجيل
الأول
والثاني فيما
بين سنة 50 وسنة
65م ودون
القديس لوقا
الإنجيل الثالث
فيما بين 60 و 62م
وسفر أعمال
الرسل قبل سنة
67م، وكتب
القديس بولس
رسائله
الأربع عشرة
فيما بين 50 و 67م
وكتب يعقوب
الرسول
رسالته فيما
بين 49و62م حيث
يرى البعض
أنها كتبت قبل
مجمع أورشليم
سنة 50م ويرى
البعض الآخر
أنها كتبت في
أواخر حياته
فيما بين 60 و 62م وكتب
القديس بطرس
رسالتيه قبل
استشهاده سنة
67م وكتب
القديس يهوذا
رسالته بعد
رسالة بطرس الثانية
وقبل سنة 70م
وكتب القديس
يوحنا رسائله الثلاث
ودون الإنجيل
الرابع وسفر
الرؤيا فيما
بين سنة 80-96م حيث
ترك العالم
سنة 100م.

 وقد
قبلت الكنيسة
هذه الأسفار
فور تدوينها
واستخدمها
الرسل في
كرازتهم
كالإنجيل
المكتوب،
وكانت تقرأ في
الكنائس
واجتماعات
العبادة، في
الكنائس التي
كتبت فيها
ولها أولاً، مع
أسفار العهد
القديم
بالتساوي،
خاصة في أيام
الأحد، يقول
القديس
يوستينوس
الشهيد في بداية
القرن الثاني
وفى يوم
الأحد يجتمع
كل الذين
يعيشون في
المدن أو في
الريف معاً في
مكان واحد
وتقرأ مذكرات
الرسل
(الأناجيل) أو
كتابات الأنبياء
بحسب ما يسمح
الوقت
(3).

 ويقول
القديس بولس
بالروح لأهل
تسالونيكى ”
أناشدكم
بالرب أن
تقرا هذه
الرسالة على
جميع الاخوة
القديسين

(1تس27: 5). ويؤكد
سفر الرؤيا
على ترتيب
الكنيسة وطقسها
في قراءة
الأسفار
المقدسة في
الاجتماعات
والقداسات،
فيقول ” طوبى
للذي يقرا
وللذين
يسمعون أقوال
النبوة ويحفظون
ما هو مكتوب
فيها
لان
الوقت قريب ”
(رؤ3: 1) وتتكرر في
السفر عبارة “
من له أذن
فليسمع ما يقوله
الروح
للكنائس

سبع مرات (رؤ7:
2،11،17،29؛6: 3،13،22).،
و” من له أذن
فليسمع
” (رؤ9:
13)، كما يؤكد
على حقيقة
قراءة السفر
عموماً ككتاب
مقدس لا يجوز
تحريفه أو
زيادة حرف عليه
أو نقص حرف
منه عندما
يختم السفر
بقوله ” لأني
اشهد لكل من
يسمع أقوال
نبوة هذا
الكتاب
أن
كان أحد يزيد
على هذا يزيد
الله عليه
الضربات
المكتوبة في
هذا الكتاب ”
(رؤ18: 22).

 وكانت
تنسخ نسخاً من
هذه الأسفار
وترسل
للكنائس
القريبة
والمجاورة،
وكانت كل كنيسة
تحتفظ بالسفر
الذي كتب لها
أصلاً، سواء كان
هذا السفر
إنجيل من
الأناجيل
الأربعة أو رسالة
من رسائل
الرسل أو سفر
الأعمال أو
سفر الرؤيا، وتحتفظ
بنسخ من
الأسفار التي
كتبت أو أرسلت
للكنائس
الأخرى. يقول
القديس بولس
في رسالته إلى
كولوسي “
ومتى قرئت
عندكم هذه
الرسالة
فاجعلوها
تقرا أيضا في
كنيسة
اللاودكيين
والتي من
لاودكية تقراونها
انتم أيضا

(كو16: 4).

وقد
انتشرت هذه
الأسفار
المقدسة
بسرعة نسبية
نتيجة
لانتشار
المسيحية في
بلاد كثيرة،
خاصة بلاد حوض
البحر
المتوسط في
أفريقيا
وآسيا وأوربا
مثل فلسطين
وسوريا وما
بين النهرين ومصر
وآسيا الصغرى
واليونان
وروما وقبرص
وأطراف
الجزيرة
العربية
وفارس والهند
وغيرها من البلاد،
فقد كُتب
الإنجيل
للقديس متى في
فلسطين
وانتشر منها
إلى دول
كثيرة،
وعندما ذهب
القديس توما
إلى الهند كان
يحمل معه نسخة
منه وعندما
بشر القديس
برنابا في
قبرص حمل معه
نسخة منه
أيضاً،
وعندما مات
ودفن هناك
وضعت معه نسخة
من هذا
الإنجيل. وكتب
الإنجيل
للقديس مرقس
في روما ولما
سافر إلى مصر
حمل معه نسخة
منه إليها
وأنتشر منهما
إلى بلاد
كثيرة، وأرسل القديس
لوقا الإنجيل
الثالث وسفر
أعمال الرسل
إلى العزيز
ثاوفيلس
وانتشرا من
إنطاكية واليونان
إلى بقية
البلاد، ولأن
القديس لوقا كان
رفيقاً
للقديس بولس
لذا فمن
الطبيعي أنهما
حملا هذا
الإنجيل
معهما في
البلاد التي
بشرا وكرزا
فيها، ومن
الطبيعي
أنهما تركا
منه نسخاً في
هذه البلاد.
وكتب الإنجيل
للقديس يوحنا في
أفسس بآسيا
الصغرى وكانت
معه الأناجيل
الثلاثة
الأولى وأشار
لما جاء في
بعض أحداثها وأضاف
معلومات توضح
بعض ما جاء
فيها ثم دون بالروح
القدس بعض
أعمال وأقوال
للسيد المسيح
لم تذكر فيها
وتمثل 90% من هذا
الإنجيل.

 كما
أشار القديس
بطرس لوحي
وانتشار كل
رسائل القديس
بولس فقال ”
واحسبوا أناة
ربنا خلاصا كما
كتب إليكم
أخونا الحبيب
بولس أيضا
بحسب الحكمة
المعطاة له
كما في
الرسائل كلها

أيضا متكلما
فيها عن هذه
الأمور التي
فيها أشياء عسرة
الفهم يحرفها
غير العلماء
وغير
الثابتين كباقي
الكتب
أيضا
لهلاك أنفسهم
” (2بط15: 3،16).
وأقتبس
القديس يهوذا
أخو يعقوب في
رسالته من
رسالة القديس
بطرس الثانية
(2بط2: 3-3) بقوله ”
وأما انتم
أيها الأحباء فاذكروا
الأقوال التي
قالها سابقا
رسل ربنا يسوع
المسيح. فانهم
قالوا لكم انه
في الزمان
الأخير سيكون
قوم مستهزئون
سالكين بحسب
شهوات فجورهم

” (يه18،19).

 

3 –
الآباء
الرسوليون
وأسفار العهد
الجديد:

الأباء
الرسوليون هم
تلاميذ الرسل
وخلفائهم
الذين
تتلمذوا على
أيديهم
وخدموا معهم
وكانوا
معاونين لهم
وصاروا خلفاء
لهم واستلموا
مسئولية
الكرازة
والخدمة من
بعدهم،
وحملوا
الإنجيل،
سواء الشفوي
أو المكتوب، وكان
مصدر عقيدتهم
ومصدر
تعليمهم، ومن
ثم فقد
استشهدوا
بآياته
ونصوصه في
كرازتهم
وعظاتهم
وتعليمهم،
وكتاباتهم
التي بقى لنا
منها عدد كاف ليكشف
لنا عما
تسلموه من
الرسل وما
تعلموه وعلموه
من عقائد.
وكان على رأس
هذه الشخصيات
التي تركت لنا
أعمالاً
مكتوبة ظلت
ومازالت تشهد للأجيال
لصحة كل نقطة
وكل حرف وكل
كلمة وكل آية
وكل فقرة وكل
إصحاح وكل سفر
في العهد
الجديد
والكتاب
المقدس كله.

 

(1)
القديس اكليمندس
الروماني (30 – 100م):

الذي
كان أسقفا
لروما(4)،
كما كان أحد
تلاميذ
ومساعدي
القديس بولس
الرسول والذي
قال عنه انه
جاهد معه في
نشر الإنجيل
(في3: 4)، والذي
تعرف على
الكثيرين من
الرسل وتعلم
منهم، يقول
عنه القديس
إريناؤس أسقف
ليون (120 -202م) أنه
رأى الرسل
الطوباويين
وتحدث معهم
وكانت
كرازتهم لا
تزال تدوي في
أذنيه وتقاليدهم
ماثلة أمامه
عينيه(5).

 هذا
القديس أشار
في رسالته
التي أرسلها
إلى كورنثوس،
والتي كتبها
حوالي سنة 96م،
إلى تسليم
السيد المسيح
الإنجيل
للرسل ومنحه
السلطان
الرسولى لهم
فقال ” تسلم
الرسل
الإنجيل لنا
من الرب يسوع
المسيح،
ويسوع المسيح
أًرسل من
الله. المسيح،
إذا، من الله
والرسل من
المسيح
وكلاهما
ينبعان من إرادة
الله بترتيب
منظم. وقد حمل
الرسل بشارة اقتراب
الملكوت
السماوي بعد
أن استمدوا
معرفتهم من
قيامة السيد
المسيح
وتأكدوا من
كلام الرب
بالروح القدس

 ثم يؤكد
لنا بصورة
مطلقة إيمان
الكنيسة بوحي
كل أسفار
العهد الجديد
فيقول عن رسالة
القديس بولس
الرسول التي
أُرسلت إليهم
من قبل ”
انظروا إلى
رسالة بولس
الطوباوى. ماذا
كتب لكم في
بداية الكرازة
بالإنجيل
؟
في الواقع فقد
كتب لكم بوحي
من الروح
القدس رسالة
تتعلق
به وبكيفا (أي
بطرس) وأبولوس
“.

 

(2)
القديس
أغناطيوس
الإنطاكى (30 – 107م):

الذي
كان أسقفاً
لإنطاكية
وتلميذاً
لبطرس الرسول
وقال عنه
المؤرخ
الكنسي
يوسابيوس القيصري
(340م) ” أغناطيوس
الذي اختير
أسقفاً
لإنطاكية
خلفاً لبطرس
والذي لا تزال
شهرته ذائعة
بين الكثيرين
(6).
وقد كتب هذا
الرجل سبعة
رسائل أكد
فيها على المساواة
بين ما كتبه
الرسل وبين
أسفار العهد القديم
باعتبارهما،
كليهما، كلمة
الله الموحى
بها وأسفار
مقدسة
وأستشهد فيها
بمعظم ما جاء
في العهد
الجديد. كما
أشار لوحي كل
رسائل القديس
بولس الرسول وإيمان
الكنيسة في
عصره أنها
كلمة الله
فقال ” وقد
اشتركتم في
الأسرار مع
القديس بولس
الطاهر
الشهيد
المستحق كل
بركة … الذي
يذكركم في كل
رسائله
بالمسيح يسوع

” (أفسس12).

 

(3)
القديس
بوليكاربوس (65 –
155م):

 أسقف
سميرنا بآسيا
الصغرى والذي
قال عنه كل من
القديس
إريناؤس
والمؤرخ
الكنسي
يوسابيوس القيصري
أنه كان
تلميذاً
للقديس يوحنا
وبعض الرسل
الذين أقاموه
أسقفاً على
سميرنا بآسيا
الصغرى والذي
استلم منهم
التقليد
الرسولي،
يقول عنه القديس
إريناؤس ” إنه
لا يزال
ثابتاً في
مخيلتي نوع
الاحتشام والرصانة
الذي كان يتصف
به القديس
بوليكاربوس
مع احترام
هيئته ووقار
طلعته وقداسة
سيرته، وتلك
الإرشادات
الإلهية التي
كان يعلم بها رعيته
وبابلغ من ذلك
كأني أسمع
ألفاظه التي كان
ينطق بها عن
الأحاديث
التي تمت بينه
وبين القديس
يوحنا
الإنجيلي
وغيره من
القديسين
الذين شاهدوا
يسوع المسيح
على الأرض
وترددوا معه
وعن الحقائق
التي تعلمها وتسلمها
منهم
(7).

 وقد كتب
رسالة قصيرة
سنة 110م أستشهد
فيها 122مرة من
الكتاب
المقدس كله
منها 100 من 17
سفراً من
العهد الجديد
و 12 سفراً من
العهد القديم.

 ومثل
الآباء في
عصره وفى فجر
الكنيسة الباكر
فقد أكد على
وحي رسائل
القديس بولس
ككلمة الله
الموحى بها
فقال “ فلا
أنا ولا أي
إنسان آخر
قادر على أن
يصل إلى حكمة
المبارك
والممجد بولس
الذي كان
قائماً يعلم
بين الذين
عاشوا في تلك
الأيام، وعلم
الحق بدقة
وثبات، وبعد
رحيله ترك لكم
رسائل إذا
درستموها
صرتم قادرين
على أن تبنوا
إيمانكم الذي تسلمتموه
(8)
.

 

(4)
الدياديكية
(أو تعليم
الرسل الأثنى
عشر – 100م):

كُتب
هذا الكتاب في
نهاية القرن
الأول وأقتبس
كثيراً من
الإنجيل للقديس
متى وأشار إلى
الإنجيل ككل،
سواء الإنجيل
الشفوي أو
المكتوب
بقوله ” كما
هي عندكم في
الإنجيل
” (3: 15،4)
و ” كما أمر
الرب في
إنجيله
” (2: 8) و ” حسب
ما جاء في
الإنجيل
” (3: 11) و
كما يقول
الإنجيل
” (3: 15)،
و يقتبس
كثيراً من
الإنجيل
للقديس متى.

 

(5)
رسالة برنابا
(حوالي سنة 100م):

 يجمع
العلماء على
أن هذه
الرسالة قد كتبت
في نهاية
القرن الأول
وأن كاتبها
مستقيم الرأي
(أرثوذكسي)
واقتبست من
الإنجيل
للقديس متى (16: 20)
باعتباره
كتاب مقدس
وموحى به من
الله بقوله ” كما
هو مكتوب
” (4: 14).
كما أقتبست من
رسالتي بولس
الرسول إلى تيموثاؤس
1و2.

 

(6)
الرسالة
الثانية
المنسوبة
لاكليمندس
الروماني
(بداية ق 2):

 والتي
يجمع العلماء
على أنها ترجع
لبداية القرن
الثاني،
وترجع قيمتها
بالنسبة لنا
في هذا
المجال،
لكونها كانت
تعبر عن فكر
إحدى
الجماعات
المسيحية في
بداية القرن
الثاني
وشهادتها
لوحي أسفار
العهد الجديد
وقانونيتها،
فهي تقتبس من
الأناجيل
الأربعة
كثيراً وتسبق
هذه
الاقتباسات
عبارات ” لأن
الرب يقول في
الإنجيل
(9) و ”
يقول كتاب
مقدس آخر
(10).
ويؤكد
استخدام
الكاتب للفعل
المضارع ”
يقول ” أنه
يشير إلى
الأناجيل
المكتوبة
وإيمانه بأنها
كلمة الله
وكتابه
المقدس.

 

3–
آباء الكنيسة
في القرن
الثاني:

شهد
القرن الثاني
للميلاد
انتشارا
واسعاً للمسيحية
في كل البلاد
المحيطة
بالبحر المتوسط،
في آسيا
وأفريقيا
وأوربا، وقد
عبر يوستينوس
الشهيد في
بداية القرن
الثاني (120م) عن هذا
الانتشار
بقوله
للإمبراطور
الروماني “
لا توجد سلالة
واحدة من
البشر سواء
كانت بربر أو
إغريق، سواء
كانت ساكنة
خيام أو بدو
متجولين
بينها مصلين
ومقدمي شكر لا
يقدمون صلواتهم
باسم يسوع
المصلوب
(11).

وقال
العلامة
ترتليان (145-220م)،
من شمال
أفريقيا، في
دفاعه الذي
أرسله إلى
الإمبراطور
الروماني ” نحن
نملأ كل مكان
بينكم، المدن
والقرى والأسواق
والمعسكر
والقبائل
والجماعات
والقصر ومجلس
الشيوخ والساحة
العامة، ولم
نترك لكم
شيئاً سوى معابد
آلهتكم
“.

هذا
الانتشار،
الذي بدأ في
أيام الرسل
وامتد بعدهم،
كان وراءه

العشرات
بل والمئات من
خلفاء الرسل
وتلاميذهم
الذين
استلموا منهم
الإنجيل
الشفوي والإنجيل
المكتوب، بل
وكانت هناك
ضرورة لوجود
نسخ من
الإنجيل المكتوب
في كل هذه
البلاد، هذه
النسخ التي
بدأت في
الانتشار
أولاً عن طريق
الرسل. وهذا
أدى بطبيعة
الحال لوجود
مئات بل آلاف
النسخ منه في
كل تجمعات
المسيحيين في
هذه البلاد.

 

(1)
بابياس أسقف
هيرابوليس (60 –
130م):

 الذي
يقول عنه
القديس
إريناؤس
والقديس
جيروم أنه كان
تلميذاً
للقديس يوحنا
ورفيقاً
للقديس بوليكاربوس
وكان أسقفاً
لهيرابوليس
فريجية بآسيا
الصغرى وجمع
التقاليد
الشفوية عن
أفواه الرسل
ووضع كتاباً
من خمس مقالات
في تفسير كلام
الرب. وكان
يهتم بكلام
الرسل الحي
المنقول عنهم
بنفس درجة
الكلام
المكتوب،
ويعبر عن ذلك
بقوله “ وإذا
جاءني أحد ممن
تبع الشيوخ
نظرت في كلام
الشيوخ مما
قاله
أندراوس
أو بطرس أو
فيلبس أو توما
أو يعقوب أو
يوحنا أو متى
أو أحد تلاميذ
ربنا أو
أرستون أو
يوحنا الشيخ.
فأنى ما ظننت
أن ما يستقى
من الكتب
يفيدني بقدر
ما أنقله من
الصوت الحي
الباقي
(12).

 وهو
يؤكد لنا هنا
وجود الإنجيل
الشفوي، من
خلال تلاميذ
الرسل ومن
استمعوا
إليهم وحفظوا
ما تسلموه
منهم مع
الإنجيل
المكتوب جنباً
إلى جنب مما
يؤكد استحالة
التفكير في
مجرد تغيير أو
تعديل حرف
واحد في كلمة
الله المكتوبة،
أو في العقيدة
التي تسلمها
آباء الكنيسة
من الرسل.

 

(2)
يوستينوس
الشهيد (100 – 165م):

من
نابلس
بفلسطين وقد
كرس حياته
للدفاع عن المسيحية
وكان من أول
المدافعين
عنها وقد بقى
لنا مما كتبه
دفاعان عن
المسيحية كان
قد وجههما إلى
الإمبراطور
الروماني
أنطونيوس
بيوس (138 – 161م) والسانتوس
الروماني(13)،
وحوار مع شخص
يدعى تريفو
اليهودي. وقد
شهد فيها
للأناجيل
الأربعة
وأشار إليها
أكثر من سبع
عشرة مره
بعبارات مثل: ”
لأن الرسل
سلموا لنا في
المذكرات
التي دونوها
والتي تسمى
أناجيل
(14).
ثم يقول معبرا
عن فكر
معاصريه في
وحي العهد الجديد
لأنه كما
آمن إبراهيم
بصوت الله
وحسب له ذلك براً
ونحن بنفس
الطريقة آمنا
بصوت الله
الذي تحدث لنا
بواسطة رسل
المسيح وأعلن
لنا بواسطة الأنبياء
حتى الموت أن
إيماننا تبرأ
بكل ما في
العالم
(15).

كما
تحدث عن
انتشار
الأسفار
المقدسة،
العهد الجديد
والعهد
القديم، في كل
مكان في
العالم كان
يوجد به
مسيحيون، وعن
قراءتها في
اجتماعات
العبادة في
الكنائس في كل
مكان “ وفى
اليوم الذي
يدعى الأحد
يجتمع معاً كل
الذين يعيشون
في المدن أو
في الريف في
مكان واحد
وتقرأ مذكرات
الرسل
(الأناجيل) أو
كتابات
الأنبياء بحسب
ما يسمح
الوقت،
وعندما يتوقف
القارئ يعلم الرئيس
وينصح بالعمل
بهذه الأمور
السارة
(16).

 

(3)
تاتيان
السوري (110 – 172م):

 هذا
الرجل كان
تلميذا
ليوستينوس
الشهيد، ثم
أنحرف عن الإيمان
السليم، وقد
جمع فيما بين (166 –
170م) الأناجيل
الأربعة في
كتاب واحد
أسماه ”
دياتسرون ” أي
الرباعي وقد
أنتشر هذا
الكتاب
بغزارة في سوريا
حتى جمع منه
ثيودوريت،
أسقف
Cyrus بسوريا، سنة
420م اكثر من 200
نسخه في كنائسه
وأستبدلها
بالأناجيل
الأربعة.
ويبدأ هذا
الكتاب
بمقدمة
الإنجيل
للقديس يوحنا
” في البدء كان
الكلمة 00 ”
وينتهى أيضا
بخاتمة الإنجيل
للقديس يوحنا
” وأشياء أخر
كثيرة صنعها
يسوع.. ” وهو
يشهد للإنجيل
بأوجهه
الأربعة
باعتباره
الإنجيل
الواحد(17).

 

(4)
إيريناؤس
أسقف ليون (120 – 202م):

 كان
إيريناؤس
أسقف ليون
بفرنسا حاليا
أحد الذين
تتلمذوا على
أيدي تلاميذ
الرسل، خاصة
القديس
بوليكاربوس،
وخلفائهم،
وكان حلقة وصل
بين الآباء
الرسوليين
تلاميذ الرسل
ومن جاءوا
بعده. وقد كتب
مجموعة من
الكتب بعنوان
” ضد الهراطقة
” دافع فيها عن
المسيحية
وأسفارها
المقدسة
وأقتبس منها
حوالي 1064 اقتباسا
منها 626 من
الأناجيل
الأربعة و325 من
رسائل القديس
بولس الرسول
الأربع عشرة
و112 من بقية أسفار
العهد
الجديد، منها
29 من سفر
الرؤيا. وأكد
على حقيقة
انتشار
الأناجيل الأربعة
في كل مكان
بقوله ” لقد
تعلمنا خطة
خلاصنا من
أولئك الذين
سلموا لنا
الإنجيل
الذي سبق أن
نادوا به
للجميع عامة،
ثم سلموه لنا
بعد ذلك، حسب
إرادة الله،
في أسفار
مقدسة ليكون
أرضية وعامود
إيماننا … فقد
كانوا
يمتلكون
إنجيل الله،
كل بمفرده،
فقد نشر متى
إنجيل مكتوب
بين
العبرانيين
بلهجتهم
عندما كان بطرس
وبولس يكرزان
ويؤسسان
الكنائس في
روما. وبعد
رحيلهما سلم
لنا مرقس
تلميذ بطرس
ومترجمه،
كتابة ما بشر
به بطرس. ودون
لوقا، رفيق بولس
في سفر
الإنجيل الذي
بشر به (بولس)،
وبعد ذلك نشر
يوحنا نفسه،
تلميذ الرب
والذي اتكأ على
صدره إنجيلا
أثناء أقامته
في أفسس في
آسيا الصغرى

(18).

وقال
عن وحدة
الإنجيل “
ليس من الممكن
أن تكون
الأناجيل
أكثر أو أقل مما
هي عليه الآن
حيث يوجد
أربعة أركان
في العالم
الذي نعيش فيه
أو أربعة رياح
جامعة حيث انتشرت
الكنيسة في كل
أنحاء العالم
وأن “عامود
الحق وقاعدة ”
الكنيسة هو
الإنجيل روح
الحياة، فمن
اللائق أن
يكون لها
أربعة أعمدة
تنفس الخلود
وتحي البشر من
جديد، وذلك
يوضح أن
الكلمة صانع الكل،
الجالس على
الشاروبيم
والذي يحتوى
كل شيء والذي
ظهر للبشر
أعطانا
الإنجيل في
أربعة أوجه
ولكن مرتبطة
بروح واحد

ولأن الإنجيل
بحسب يوحنا
يقدم ميلاده
الأصلي
القدير
والمجيد من
الآب، يقول ”
في البدء كان
الكلمة وكان
الكلمة عند
الله وكان
الكلمة الله ”
و” كل شيء به
كان وبغيره لم
يكن شيء مما كان
… ولكن الذي
بحسب لوقا
يركز على
شخصيته (المسيح)
الكهنوتية
فقد بدأ
بزكريا
الكاهن وهو
يقدم البخور
لله. لأن
العجل المسمن
(أنظر لوقا 23: 15)،
الذي كان
سيقدم ذبيحة
بسبب الابن
الأصغر الذي وُجد،
كان يعُد
حالاً … ويركز
متى على
ميلاده الإنساني
قائلاً ” كتاب
ميلاد يسوع
المسيح ابن
داود ابن
إبراهيم ” و ”
وكان ميلاد
يسوع المسيح
هكذا “. فهو
إذا إنجيل
الإنسانية،
ولذا يظهر [
المسيح ] خلال
كل الإنجيل كإنسان
وديع ومتواضع.
ويبدأ مرقس من
جهة أخرى بروح
النبوة الآتي
على الناس من
الأعالي قائلاً
” بدء إنجيل
يسوع المسيح،
كما هو مكتوب
في اشعياء
النبي ”
مشيراً إلى
المدخل المجنح
للإنجيل. لذلك
صارت رسالته
وجيزة
ومختصره لمثل
هذه الشخصية
النبوية “(19).

 

(5)
القديس
أكليمندس
الإسكندري (150 –
215م):

 كان
القديس
اكليمندس
الإسكندري
مديراً
لمدرسة
الإسكندرية
اللاهوتية
وتلميذاً للعلامة
بنتينوس
ومُعلماً لكل
من العلامة
أوريجانوس
وهيبوليتوس
وكان كما يصفه
المؤرخ
الكنسي
يوسابيوس
القيصري ” متمرساً
في الأسفار
المقدسة “(20)،
وينقل
يوسابيوس عن
كتابه وصف
المناظر أنه أستلم
التقليد بكل
دقة من الذين
تسلموه من الرسل،
فقد كان هو
نفسه خليفة
تلاميذ الرسل
أو كما يقول
هو عن نفسه إنه
” التالي
لخلفاء الرسل

(21)،
” ويعترف بأن
أصدقاءه قد
طلبوا منه
بإلحاح أن
يكتب من أجل –
الأجيال
المتعاقبة –
التقاليد التي
سمعها من
الشيوخ
الأقدمين “(22)،
وذلك
باعتباره أحد
خلفائهم. ومن
ثم فقد سجل التقليد
الشفوي الذي
سمعه ورآه
وتعلمه وعاشه
وحوله إلى
تقليد مكتوب،
كما شرحه
ودافع عنه.
وينقل عنه
يوسابيوس،
أيضا، قوله عن
معلميه الذين
استلم منهم
التقليد ” وقد
حافظ هؤلاء
الأشخاص على
التقليد
الحقيقي للتعليم
المبارك،
المسلم
مباشرة من
الرسل القديسين
بطرس ويعقوب
ويوحنا
وبولس، إذ كان
الابن يتسلمه
عن أبيه
(وقليلون هم
الذين شابهوا
آباءهم) حتى
وصل إلينا
بإرادة الله
لنحافظ على هذه
البذار
الرسولية “(23)
.

 وقد
أقتبس من
أسفار العهد
الجديد 1433 مرة
منها 591 من
الأناجيل
الأربعة و731 اقتباسا
من رسائل
القديس بولس
الرسول و111 من
بقية العهد
الجديد.

 

(6)
العلامة
ترتليان (145 -220م):

 وقال
العلامة
ترتليان، من
قرطاجنة بشمال
أفريقيا
والذي قال عنه
القديس جيروم
أنه ” يعتبر
رائداً
للكتبة
اللاتين “، عن
صحة ووحي
الأناجيل
الأربعة “ أن
كتاب العهد
الإنجيلي هم
الرسل الذين
عينهم الرب
نفسه لنشر
الإنجيل إلى
جانب الرجال
الرسوليين
الذين ظهروا
مع الرسل وبعد
الرسل … يوحنا
ومتى اللذان
غرسا الإيمان
داخلنا، ومن الرسوليين
لوقا ومرقس
اللذين جدداه
لنا بعد ذلك
(24).
كما اقتبس من
كل أسفار
العهد الجديد
واستشهد
بأكثر من 7…
(سبعة آلاف)
اقتباسٍ.

وقد
كتب هؤلاء
الآباء
وغيرهم عشرات
الكتب في تعليم
الإيمان وشرح
العقيدة
وتفسير
الأسفار
المقدسة
نفسها، ومن ثم
استشهدوا في
كتاباتهم
بمعظم آيات
الكتاب
المقدس
واقتبسوا
منها بغزارة
شملت جميع
آيات العهد
الجديد. وقد
أحصى أحد
العلماء عدد
الاقتباسات
التي اقتبسها
آباء الكنيسة الذين
كتبوا قبل
مجمع نيقية
سنة 325م، بحسب
الكتب التي لا
تزال باقية
معنا، فبلغ
عددها 32… (اثنان
وثلاثون
ألفا)، وذلك
غير الذي اقتبسوه
في الكتب
الأخرى التي
لم يصلنا منها
شئ، وعندما
أضاف ما
اقتبسه
المؤرخ
الكنسي المعاصر
لمجمع نيقية
يوسابيوس
القيصري
المتوفى سنة
340م بلغ عدد
الاقتباسات 38…
(ثمانية
وثلاثين ألف)
اقتباسٍ.

 

(1) أنظر كتابنا
” الإنجيل كيف
كتب وكيف وصل
إلينا؟ ” ص 105.

(2) أنظررو5:
16؛1كو19: 16؛2كو1:
1؛أف21: 6؛فى1: 1؛أف21:
6؛1بط 12: 5.

(3) Abol. 47.

(4) يوسابيوس ك
3ف15.

(5) Adv.
Haer.b.3: 31.

(6) يوسابيوس
ك3ف2: 36.

(7) الآباء
الرسوليين
للقمص تادرس
يعقوب ص126.

(8) مشاهير
الرجال
للقديس جيروم
ف2: 3.

(9) 2Clem5:
8
.

(10) Ibid4:
2.

(11) Dial:
117.

(12) آباء
الكنيسة في
القرون
الثلاثة الأولى
أسد رستم ص 42.

(13) يوسابيوس
ك4ف18.

(14) 1Apol
97-Dial.103
.

(15)
Dial.19
.

(16)
1Apol.67.

(17) أنظر
الترجمة
العربية لهذا
الكتاب
See also Anti
Nicene F. vol. 1.

(18) Ag.
Haer.3: 1.

(19)
Ibid. 3: 11,8
.

(20) يوسابيوس
ك5ف1.

(21) يوسابيوس
ك6ف13.

(22) يوسابيوس
ك6ف8: 13.

(23) يوسابيوس
ك5ف5: 11.

(24) Ag. Marcion
4: 2
.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى