اللاهوت المقارن

152- قصة حول سر الاعتراف



152- قصة حول سر الاعتراف

152- قصة حول سر الاعتراف

يُحكى
عن أحد الآباء الكهنة، كانت لديه ساعة ذهب بكاتينة يعلقها في جيبه.. جاء إليه في
الكنيسة شاب ليعترف وركع أمامه بانسحاق قائلاً: حاللنى يا أبى لأنى سرقت.. فسمع
الأب الكاهن باقى اعترافه وصلّى له التحليل.. وبعد أن مضى هذا المعترف من الكنيسة،
بحث الكاهن عن ساعته فلم يجدها، فعلِمَ الكاهن إنه كان من الواجب أن يسأل هذا
الشاب الذي اعترف بسرقته، هل أرجع السرقة لأصحابها أم لا؟ لقد قال زكا للرب
“ها أنا يا رب أُعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد، أرد أربعة
أضعاف” (لو19: 8)، فعلى الأقل كان من الواجب سؤال هذا الشاب، ما الذي سرقه؟
أو هل أرجع السرقة لأصحابها أم لا؟. وهنا تظهر أهمية “الحكمة” في وكيل
الله “من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم
في حينه” (لو12: 42)..

 

توضح
هذه القصة أهمية اقتران الاعتراف بالتوبة، ولابد أن يكون أب الاعتراف حكيماً في
وقت الاعتراف ليقود المعترف إلى توبة حقيقية، ليس مجرد كلمة “الله
يحالَّك” بل يجب أن يُقيِّم توبته، يزِنها ويرى هل هى توبة حقيقية أم لا؟ هل
أرجع ما هو عليه؟ هل أصلح ما أفسده على قدر ما يستطيع؟ إذا شتم أحد، هل اعتذر له؟
لابد من أن يقيّم الأب الأسقف أو الكاهن اعتراف الشخص وتوبته، هل هى توبة حقيقية،
وعندئذ يسمع المعترف نفسه عبارة “يا بنى مغفورة لك خطاياك” (مت9: 2،
مر2: 5) . كما سمعها المفلوج من فم السيد المسيح.. يسمعها المعترف من فم الأسقف أو
الكاهن في عبارة [ الله يحالّك ] بسلطان الروح القدس الممنوح للأب الأسقف أو للأب
الكاهن فينال الغفران باستحقاقات دم المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى