اللاهوت الروحي

138- ما يناسب



138- ما يناسب

138- ما يناسب

من
الصعب أن نقول كلام واحد لكل واحد..

فكل
شخص له ما يناسبه، وما يناسب ظروفه.

وأنت
نفسك، ربما يعوزك اليوم تدريب معين، وقد يعوزك عكسه غدا.. أو بعد ساعة..

 

ربما
يلزمك –فى هذه المناسبة بالذات– أن تصمت. وقد يلزمك جدا فى مناسبة أخرى أن تتكلم،
وتشعر فى أعماقك أنك ستدان على صمتك، إن صمت!

 

إنسان
لا يحسن الكلام، وأن كلامه يفهم على عكس المقصود منه، ويؤول فى ظروف معينة. هذا
يصلح له تدريب الصمت. وإنسان آخر مطالب بالشهادة للحق: إن صمت، يكون صمته خطيئة.

 

لذلك
لا تقرأ كل كلام، فتنفذه بدون تفكير! إنما خذ منه ما يناسبك، واترك الباقى لغيرك

 

وقد
يأتيك إنسان يائس من خلاصه، فتخفف عنه، وتشرح له أن كل خطاياه لا شئ إلى جوار رحمة
الله ومحبته. فإن رأيته، ورأيت غيره قد استهتر، أستغل طول أناة الله فتحول إلى
اللامبالاة، حينئذ تكلمه عن بشاعة الخطية، وعدل الله الذى يحاسب على كل شئ.

 

وهكذا
تعيد قول الرسول (هوذا لطف الله وصرامته..) (رو 11: 22).

إذن
للطف وقت، وللصرامة وقت آخر..

والحكيم
يستخدم كلا منهما فى موضعه، حيثما يناسب.

الوداعة
إذن لها وقت يناسبها، والحزم له وقت يلزمه.

 

والإنسان
الحكيم لا يستخدم الحزم حين تلزم الوداعة، ولا الوداعة حين يحبب الحزم. ولا تكون
حياته واحدا منها بغير الآخر. فالشخصية المتكاملة تجمع الأمرين..

 

وأنت
فى حياتك ترى ألوانا من الطبائع، وعديدا من الحالات وتحتاج فى المعاملة مع هذه
المتناقضات، إلى حكمة تدرس بها الحالة، تتخير لها ما يناسبها، إن حزما ولطفا، صمتا
وكلاما..

كذلك
حينما تقرأ، أقرأ فى حكمة وافراز، حسبما يناسب طبيعتك وظروفك، ولا تنفذ إلا بوعى..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى